logo
«زي النهارده».. اندلاع «ثورة 1919» 9 مارس 1919

«زي النهارده».. اندلاع «ثورة 1919» 9 مارس 1919

المصري اليوم٠٩-٠٣-٢٠٢٥

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تشكل الوفد المصرى، برئاسة سعد زغلول، وتقدم إلى المندوب السامى البريطانى «ونجت» يطلب السماح له بالسفر إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح، والمطالبة بحق مصر في تقرير مصيرها، ولكن رفض السماح لهم بالسفر بحجة أنهم لا يمثلون الشعب المصرى، فقام الوفد بطبع آلاف التوكيلات وتوزيعها في كل أقاليم مصر للحصول على توقيع المصريين عليها.
ونجحت حملة التوقيعات، وفى المقابل تم القبض على سعد وصحبه، وتم إرسالهم لبورسعيد في يوم ٨ مارس ١٩١٩، ومن هناك تم نقلهم في إحدى السفن الحربية إلى مالطة. فاندلعت الثورة في اليوم التالي «زي النهارده» في٩ مارس ١٩١٩، وقد بدأها طلبة الجامعة، ثم طلبة الأزهر، وانتشرت المظاهرات في كل الأقاليم، وشاركت فيها كل طوائف الشعب من عمال وفلاحين وتجار وغيرهم، وشاركت النساء فى المظاهرات لأول مرة.
وكانت ثورة ١٩١٩ قد اندلعت بعدما ظن كثيرون في الخارج أن روح الثورة قد خبت في عروق المصريين، وظن المستعمر البريطانى أن إزهاق روح بعض من الشباب سيرهب الآخرين فإذا باستشهاد الكثير من الشباب يزكى لهيب الثورة، وحمل الشباب من الطلبة أول مشاعلها.
وكان طلبة المدارس العليا أول من أظهر رد الفعل الشعبى الغاضب، فأضرب طلبة الحقوق وخرجوا بمظاهرة سلمية، وسرعان ما انضم لهم طلبة المهندسخانة (الهندسة)ثم طلبة مدرسةالزراعة،ثم طلبةمدرسة الطب وتطورت المظاهرات بعد ذلك وانضمت إليها طوائف الشعب وظن الإنجليز أن الشعلة خبت ونار الثورة خمدت، ولم يدر بخلدهم ما سيسفر عنه اليوم التالي، العاشر من مارس، إذ بدأت عجلة الثورة تأخذ دورتها التي أذهلت الإنجليز، وسرعان ما سرت جذوتها في كل ربوع ومدن مصر، واستمرت المظاهرات الحاشدة، وتمت مواجهتها بالقمع والقتل فزاد ذلك الثائرين إصراراوعنادًا ، وتوالى سقوط الشهداء، وخرجت التظاهرات النسائية وصولا للمظاهرة الكبرى في السابع عشر من مارس. ولعل أروع ما أبرزته هذه الثورة (١٩١٩) تلك اللحمة الوطنية بين الأقباط والمسلمين، وتجلى هذا في الهتاف التاريخى «يحيا الهلال مع الصليب» الذي يرادفه الآن هتاف «إيد واحدة»، ثم أوفدت بريطانيا لمصر اللورد اللنبي في ٢١مارس الذي نصح بإعادة سعد وصحبه من المنفى، وكان ذلك إعلانا لنجاح الثورة.
وفي وصفه لهذه الثورة، قال الكاتب الصحفي والمؤرخ ووزير الثقافة الأسبق حلمي النمنم إن ثورة 1919 كانت استثنائية ومتفردة على أكثر من مستوى فهي مثلا لم ترفع شعارات لمطالب داخلية وكان لها هدف وطني واحد وعام وهو إعادة زعيمها سعد زغلول من المنفى، والسماح له ولصحبه بالسفر لمؤتمر الصلح في باريس لعرض قضية مصر في المطالبة باستقلالها فضلا عما تبعها من إقرار دستور 1923، وإجراء انتخابات كانت حرة ونزيهة بالفعل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"مستقبل وطن طنطا": انطلاق فعاليات مبادرة " فطارك علينا"
"مستقبل وطن طنطا": انطلاق فعاليات مبادرة " فطارك علينا"

الدستور

timeمنذ 3 أيام

  • الدستور

"مستقبل وطن طنطا": انطلاق فعاليات مبادرة " فطارك علينا"

أطلقت أمانه أول طنطا حزب مستقبل وطن فعاليات مبادرة "فطارك علينا " لتوفير وجبات افطار غذائية عالية الجودة مجانا لأهالي حي أول طنطا حيث تم توزيع ١٥٠ وجبة افطار مجانا في الصباح الباكر على المواطنين ضمن مبادرة "فطارك علينا" بالميادين والشوارع الرئيسية، حيث شاملة ميدان سعد زغلول "الكفور القبلية" وميدان المحطه طنطا وشارع الحكمة وشارع سيجر وشارع سكه العجيزي وقوبلت المباردة باستحسان المواطنين وأدخل البهجة والسرور على وجوهم. وأكد المهندس أحمد الجرواني امين اول طنطا بحزب مستقبل وطن أن هذه المبادرات تأتي في إطار حرص حزب مستقبل وطن فى التخفيف الأعباء المعيشة عن المواطنين. وجاء ذلك بحضور المهندس أحمد الجراوني امين اول طنطا وعبد حموده الأمين المساعد وكامل ناصف امين التنظيم بأول طنطا وكامل حامد أمين العمل الجماهيري واسامه طلحه امين الإعلام ورحاب شوكت أمين العلاقات الحكومية وأمل شمس الدين امين المرأة ومحمد عبداللا امين المتابعه .

مصر وروسيا والصين.. ثلاثــى المهام الصعبة دوليــاً
مصر وروسيا والصين.. ثلاثــى المهام الصعبة دوليــاً

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 3 أيام

  • بوابة ماسبيرو

مصر وروسيا والصين.. ثلاثــى المهام الصعبة دوليــاً

تقارب واضح بين القاهرة وموسكو وبكين كامل: هناك مصالح مشتركة وسياسات متقاربة لحد التطابق بين الثلاثى مصر وروسيا والصين سعد: العلاقات المصرية الروسية تشهد العديد من التطورات الإيجابية خلال السنوات الأخيرة بعد دعوة الرئيس الروسى بوتين للرئيس السيسى على خلفية احتفالات النصر الروسية و تلبية الدعوة من الجانب المصرى فى هذا التوقيت تحديدًا، الأمر الذى يطرح العديد من التساؤلات حول الروابط السياسية والاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين خاصة فى الحضور القوى للشريك الاستراتيجى الثالث وهو التنين الصينى و هو ما أظهر الدور القوى الذى يلعبه هذا الثلاثى وقدرته على تغيير العديد من موازين القوى، وإحلال نظام عالمى جديد أكثر عدالة واستقرارًا. يقول عزت سعد السفير المصرى السابق فى روسيا: لا شك أن العلاقات المصرية الروسية تشهد العديد من التطورات الإيجابية خلال السنوات الأخيرة، وتعكس مدى التقارب فى سياسة كلا البلدين، وهو ما تم ذكره مرات عديدة من جانب مسئولى البلدين، وآخرها ما تحدث به الرئيس السيسى على هامش هذه الدعوة الأخيرة لزيارة موسكو ضمن احتفالات النصر الروسية، حيث أكد "السيسي" بأن هناك اتفاقية شراكة كاملة بين البلدين تم توقيعها منذ العام ٢٠١٨، وكذلك فقد حملت كلمة الرئيسين العديد من الرسائل نذكر منها ما قاله "بوتين" من أن مصر هى واحدة من أهم الشركاء التجاريين لدولته؛ فقد زادت نسب التبادل التجارى بمعدلات ملحوظة، ففى العام الماضى بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين حوالى ٩ مليارات بفارق مليار دولار عن العام السابق ٢٠٢٣، والذى حمل تبادلات تجارية بقيمة ٨ مليارات دولار، وهو ما أكده الرئيس المصرى بأن جميع قنوات وآليات التعاون بين البلدين مفتوحة فى شتى المجالات، كما ستعقد الدورة ال ١٥ للتعاون المصرى الروسى فى المجالات العلمية والاقتصادية والثقافية والفنية، وذلك خلال أيام قليلة قادمة، ويبدو أن كلا الرئيسين يتحدثان عن روابط استراتيجية وتاريخية على شتى الأصعدة، بعيدًا عن فكرة التجاذب الروسى الأوكراني، وهو الملف الذى أثار قلقًا دوليًا. وأضاف عزت سعد بأنه خلال الاحتفال الثمانين بأعياد النصر الروسية لاحظنا الثبات فى المواقف الروسية الصينية المصرية، فى خلق توازن داخل النظام العالمى الجديد، والرئيس السيسى دائمًا ما يؤكد على أن تواصلنا مع كل الدول يعنى بتوسيع العلاقات مع جميع الدول، وبالنسبة للصين وروسيا كانتا شديدتا الحماس لانضمام مصر للبريكس، خاصة هم يدركون تمامًا مواقف مصر التاريخية من عدم الانحياز كرفض الانضمام لحلف بغداد وغيره، واستقلاليتها فى قراراتها وسيادتها؛ حيث إن تلك الدول الثلاث تتطابق فى رؤيتها للحوكمة العالمية، والنظام الاقتصادى وغير ذلك من رفض للتدخل فى شئون الدول الأخرى. وأوضح أن مصر تعتز بتلك العلاقات التى تتمتع بالندية والمساواة وتطابق الرؤى فى معظم المجالات تقريبًا، كما أن لتلك الدول مواقفها تجاه شئون الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية خاصة أن أمريكا دولة شديدة الانحياز للكيان الإسرائيلي، وهو ما يخلق حالة من التوازن، وبشكل عام فالسياسة الخارجية المصرية بها قسط كبير من المرونة، وهو ما يجعلنا نستبعد الصراعات خلال طرح قضايانا، والتأكيد على مواقفنا، وبعدها نرى تكاتف الدول الشريكة كروسيا والصين اللاتين تدعما الموقف المصرى بروابط وصلة وثيقة، سواء فى الأمم المتحدة أو المحافل الدولية المختلفة. ويرى الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن العلاقات بين مصر والصين وروسيا هى علاقات ممتدة منذ عقود طويلة، لا تكشفها حجم التبادلات التجارية فقط، أو الحديث عن الشراكات فى مجالات أخرى حتى بعيدًا عن الاقتصاد، ولكن أرى أن هناك شمولية فى تلك العلاقات تنبع من نفس الفكر أو السياسة العالمية، ورؤية تلك الأطراف للنظام العالمي، ومصر دولة معروفة بسيادتها واستقلالية القرار السياسى فيها، وكذلك فهى قلب ومحور مهم لمنطقة الشرق الأوسط الأكثر زخمًا على جميع الأصعدة؛ فإذا تحدثنا عن التواصل والشراكة بين الثلاثى مصر وروسيا والصين، فبالتأكيد هناك الكثير من المصالح المشتركة، والسياسات المتقاربة والتى تكاد تتطابق فى الكثير من الملفات. ولفت إلى أنه عند النظر إلى الملف الاقتصادى فنرى أن مصر هى سوق كبير للتبادل التجارى مع الدولتين، وهو ما يعزز قوتها لدخول تجمع البريكس برغبة وحماس من جانب الشريكتين اللاتين تريا فى مصر مكانًا مهمًا واستراتيجيًا على المستوى التجارى والاقتصادي، وكما ذكرت فتلك الدول تدرك سيادة مصر على أراضيها، وعلى قراراتها الاقتصادية والسياسية، وعدم تزعزعها عن تلك السياسة منذ عشرات السنين، وعلى جانب آخر فهناك صداقة – نستطيع القول – إنها شخصية بين زعماء الدول الثلاث، خاصة الزعيمين السيسى وبوتين، وهو ما يعزز وجهات النظر الإقليمية والسياسية بشكل عام، من خلال الدعم لمواقف مصر الثابتة تجاه قضاياها الإقليمية، وأبرزها قضية الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن الشركاء الثلاثة أكدوا فى العديد من المناسبات على تلك الرؤى والشراكة، وربما ذلك ما يفسر سياسة التهدئة وتلطيف الأجواء أمريكيًا فى العلاقات الأمريكية الروسية؛ إذ بدأت الولايات المتحدة فى استشعار قوة تلك التجمعات، والشراكات سواء على المستوى الاقتصادى وعلى مستويات أخرى مختلفة، وهو ما دعى ترامب للحديث حول الحرب الروسية الأوكرانية، والبحث عن حلول؛ بل واتهام سابقه بايدن بأن وجوده أسهم فى اندلاع تلك الحرب، وذلك فى مرحلة الانتخابات، وأيضًا وبعد الصعود القوى والمخيف بالنسبة للصين، وتنامى دورها حول العالم، وأيضًا صلابة موقف مصر تجاه تصريحات ترامب ومواقفه المختلفة من الانحياز للكيان الإسرائيلي، أو التصريحات التى أطلقها حول قناة السويس، وغير ذلك مما يؤكد على وجود مخاوف أمريكية تجاه تلك الشراكات، ومدى عمقها وهو ما ينعكس على نفوذها الأمريكى حول العالم، حيث بدأت سياساتها فى اتخاذ مناحى بعيدة كان فيها إساءة تقدير فى العديد من الملفات. وتابع: أعتقد أن سياسات ترامب الجامحة والتى كان يتبناها كثيرًا فى تصريحاته وقراراته، قد أساءت إليه، وأكدت على أن هناك نظامًا عالميًا وشراكات واستراتيجيات تتغير تزامنًا مع بدء هبوط النفوذ الأمريكى فى العديد من الملفات، وأخيرًا فقد أثبتت مصر بسياستها المرنة التى تعتمد على التنويع، والشراكات المختلفة، وتبنى مبادئ سياسية عادلة، تخلق نوعًا من التوازن فى النظام العالمي، بحيث لا يمكن الانفراد بالسيطرة على الكثير من الملفات الشائكة من جانب واحد، بل إن خلق نظام "حوكم" عالمى يخضع لسياسات التوازن، هو أمر مهم، وقد أثبتت الحروب والصراعات الأخيرة سواء فى الشرق الأوسط أو الملف الروسى الأوكرانى أو الهند وباكستان، وإن موازين القوى لا تتجمد، وأن هناك قوى مثل حلف الناتو أو غيره من الممكن أن تصبح حبرًا على الورق، وأن تبنى سياسات التوازن وعدم الانحياز هى السبيل لحل الكثير من الصراعات، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط". ويؤكد عماد الأزرق رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن لا شك أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احتفالات روسيا بالذكرى الـ 80 لعيد النصر فى الحرب العالمية الثانية، وما صاحب ذلك من مشاركة وحدة من الشرطة العسكرية المصرية فى العرض العسكري؛ كأول مشاركة عربية فى التاريخ فى مثل هذه الاحتفالات التى تقيمها روسيا، وما سبق ذلك من تدريب بحرى مشترك بين الجانبين، وهو مؤشر قوى على ما وصلت إليه العلاقات المصرية الروسية من مستوى استراتيجي. وأضاف: يأتى هذا فى اطار التنسيق الاستراتيجى الثلاثى بين مصر وروسيا والصين، وهى الدول التى أصبحت بكل تأكيد تمثل رقمًا مؤثرًا فى ميزان القوى الاستراتيجية، وهو ما ترجمه نائب وزير الدفاع الصينى فى سياق تعليقه على مناورات القوات الجوية المشتركة "نسور الحضارة" التى استضافتها مصر لأكثر من أسبوعين، وبالتأكيد على أن مصر ليست مجرد الحليف للصين، وإنما هى الشريك فى بناء نظام عالمى جديد، مشيرًا إلى أن التعاون المصرى الصينى الروسى تجاوز صور التعاون التقليدية سواء التجارية أو الاقتصادية، وإنما انتقل إلى مراحل غير مسبوقة من التعاون الاستراتيجى من خلال توطين التكنولوجيا الحديثة والصناعات المتقدمة فى مختلف المجالات، بما فيها الصناعات العسكرية والتكنولوجية المتقدمة والأقمار الصناعية، وبرامج الفضاء وتحديث الزراعة والتعاون العسكرى والثقافى والتكنولوجى وغيرها من مجالات التعاون، التى تمكن مصر من امتلاك عناصر القوة المختلفة. وشدد على أن تجمع بريكس يُعد أحد آليات تعزيز التعاون المشترك سواء بين الدول الثلاث بعضها البعض، أو بين الدول الثلاث وباقى دول التجمع، ويمكن لهذا التجمع أن يلعب دورًا محوريًا كآلية اقتصادية فى رسم ملامح النظام الاقتصادى الدولى الجديد، خاصة فى ظل الحرب التجارية التى تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على العالم، والتى تصب بالأساس وعلى غير رغبة واشنطن فى صالح الصين والدول النامية، وتسرع من وتيرة تعزيز التعاون بين الدول الثلاث مصر والصين وروسيا بشكل خاص؛ ودول الجنوب بشكل عام وأشمل. وأوضح أن الإجراءات الحمائية الأحادية التى أخذتها إدارة ترامب هزت بقوة جدار الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة الأوروبيين منهم، وهو ما انعكس سلبًا على حلف الناتو، وأدى إلى تراجع دوره بشكل كبير خاصة مع تكرار تبنى ترامب لسياسة "أمريكا أولًا"، وضرورة تحمل الدول الأوروبية نصيبها من تكاليف نفقات حماية وتوفير الأمن لأوروبا. التقارب الأمريكى – الروسى على حساب الالتزامات السياسية الأمريكية تجاه أوكرانيا، يسهم كثيرًا فى زعزعة الثقة فى الولايات المتحدة التى أصبح حلفاؤها يتوجسون من مواقفها، وافتقدوا الثقة فى دعم واشنطن لهم حال الأزمات، بل وربما يكون مؤشرًا على إمكانية تغيير الموقف الأمريكى تجاه موضوعات وقضايا مماثلة فى سبيل الحصول على مكاسب أخرى؛ لتكن الاقتصادية على سبيل المثال لإحداث انفراجة فى الموقف الأمريكى من موضوعات مثل تايوان وغيرها. ونبه إلى أن الصراع السريع الذى نشب مؤخرًا بين الهند والصين كان كاشفًا للعديد من الأمور لعل من أهمها وأبرزها تفوق نظم التسليح الصين، التى يعتمد عليها الجيش الباكستانى بشكل كبير، والتى أثبتت تفوقًا كبيرًا فى المواجهات التى تمت، وهو ولا شك مؤشر بارز على تنامى القوة الصينية، والتأكيد على أن قوة الصين لم تعد كما كانت من قبل تنحسر فى العدد الكبير والضخم للقوى العسكرية الصينية، وقوة الاحتياط للجيش الصيني، وإنما تجاوزت هذا الأمر كثيرًا، وأصبحت تمتلك تكنولوجيا عسكرية متقدمة بشكل كبير، يمكنها من فرض سيطرتها وهيمنتها على المسارح الحربية المختلفة، وتؤكد تفوقها على نظم التسليح الغربية والشرقية على حد سواء .

شخصيات لها تاريخ «63». محمد صالح حرب.. يا بهية وخبِّرينـى عَ اللى قتل ياسين
شخصيات لها تاريخ «63». محمد صالح حرب.. يا بهية وخبِّرينـى عَ اللى قتل ياسين

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 4 أيام

  • بوابة ماسبيرو

شخصيات لها تاريخ «63». محمد صالح حرب.. يا بهية وخبِّرينـى عَ اللى قتل ياسين

كان له دور مهم فى إجهاض مشروع أستعمارى بريطانى يبدأ من السلوم ويمتد إلى جنوب إفريقيا أعلن «حرب» الثورة فى نوفمبر ضد الأنجليز فى الصحراء الغربية وانضم لقوات الحركة السنوسية هو من عرب أسوان، جعفرى ـ حسب ما رواه النسّابون ـ وأمه من السودان، وجده كان مهندسا عسكريا، وهو زميل "عباس العقاد" فى المدرسة الابتدائية الأميرية، وهو الذى تساءل الناس عنه فى موّال صعيدى مشهور "يا بهية وخبرينى ع اللى قتل ياسين، قتلوه السود عينيّه من فوق ضهر الهجين" وفى رواية أخرى "قتلوه السودانيّة مـــن فـــوق ضهـــر الهجين".. والحقيقة الــتى حاول أن يذكـرها ـ الكاتب الصحفى جمال بدوى ـ عن قاتل ياسين، جاءت ناقصة، فهو زعم أن "محمد صالح حرب" قتل ياسين أثناء عودته بالجيش المصرى من السودان بعد مقتل "السير لى ستاك" والحقيقة أن ـ صالح حرب ـ كان راجعا من سوق الجِمال وفى عهدته خمسة وسبعون جملا مشتراة لصالح سلاح الحدود فى الجيش المصرى، وكان متخرجا حديثا فى مدرسة "خفر السواحل".. أما فى العام 1927 الذى قتِــل فيــه "لــى ستاك" فقد كان ـ حرب ـ عضوا فى مجلس النواب منتخبا من أهالى "دراو" وظل فى البرلمان نائبا حتى العام 1930.. اللواء محمد صالح حرب باشا، كان له دور سياسى وعسكرى مهم للغاية فى الفترة التى أعقبت اغتيال "بطرس غالى" باشا، واحتلال "إيطاليا" أراضى ليبيا، وظهور مقاومة شعبية فى الشرق الليبى بقيادة "أحمد الشريف السنوسى" وهو قائد الثورة العسكرية التى تفجرت فى الصحراء الغربية المصرية فى العام 1915، وقائد معركة "وادى ماجد" المشهورة لدى قبائل "أولاد على" فى مطروح، وهو الذى قدم الدعم العسكرى والمعنوى والمادى للمجاهدين فى ليبيا، وهو الذى قتل ياسين، المعروف فى الأدب الشعبى، والذى تحول إلى رمز فى مسرحية للكاتب نجيب سرور، وهنا من المهم أن نذكر فضل الباحث "أحمد الكنانى" الذى أعد رسالة دكتوراه عن دور ـ صالح حرب ـ السياسى والعسكرى فى الفترة التى سبقت الحرب العالمية الأولى فى مصر وليبيا، وهو الذى أعد "ذكريات محمد صالح حرب" للنشر، وبالفعل نشرتها هيئة قصور الثقافة ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة" منذ سنوات، وهى المصدر الوحيد الكامل الذى يتناول قصة كفاح هذا الرجل الذى لايعرف الكثيرون دوره المهم فى تاريخنا المعاصر، ومن "ذكريات محمد صالح حرب" التى رواها فى حياته، نقرأ قصته مع "ياسين" المجرم الخطير، الذى جعله ـ الخيال الشعبى ـ البطل الفارس.. حكى "محمد صالح حرب" حكايته مع ياسين: ـ كان ياسين هذا أعنف شقىّ، وأجرأ مجرم مشى على أرض مصر فى زمنه، اتخذ القتل حرفةً وإزهاق الأرواح تسلية، فكان يقتل ليلهو ويلعب ويقتل ويسلب وينهب ويقتل ليطرب كل الطرب، عندما يسمع اسمه يردده الناس فى خوف وهلع وفزع، وكان يقول لبعض أقاربه: لماذا لا أكون مثل "أبوزيد الهلالى" على الربابة؟.. روّع هذا الشيطان الرجيم بجرائمه مديريتىّ، "قنا" و"أسوان" وأصبح لا حديث للناس إلا ما يتوجسونه من بلائه وشره المستطير، قد يراه البعض ممن يعرفونه ويراه الكثير من عشيرته ولا يجرؤ أحد على الإرشاد عنه، يسطو اليوم على مديرية قنا، ويقتل من يقتل، ثم يفر إلى مديرية أسوان وتسمع بعد أيام أنه قتل فيها من قتل ويعود إلى سيرته هذه على التوالى بين المديريتين حتى بلغ الخوف منه مبلغه، وأصبح الناس فى هلع وذعر، وضاقت وزارة الداخلية ذرعا بهذا الشقى، وشددت النكير على المديرين القائمين على الأمن فى قنا وأسوان، وأمدتهم بقوات إضافية، وصاروا يجردون عليه قوات من الجنود والخفراء بقيادة ضباط يتعقبونه هنا وهناك، فكان يخاتل هذه القوات ويقتل منها فينفرط عقدها، ويختل نظامها، وينتهى الأمر بمحاكمة قائد القوة، وأخيرا رأت وزارة الداخلية أن تكلف عمدة قبيلة هذا الشقى ـ وهو شيخ محترم اسمه العمدة على بك ـ وهددته الحكومة بأن تجرده من رتبته ونياشينه إذا لم يأت بهذا الشقى حيّا أو ميّتا، وظل العمدة يطارده برجال من قبيلته حتى عثر عليه فى أحد مخابئه وطلب منه أن يستسلم، فقال ـ ياسين ـ للعمدة: ـ يا سيدى على بك..أنت عُمدتنا ورئيسنا ويعزّ علىّ أن أؤذيك وأنت تعلم أنى محكوم علىّ بالإعدام، ولن ترحمنى الحكومة إذا قبضت علىّ، فأنا لا أُسلِّم نفسى حيا أبدا، كما أنى لا أموت رخيصا أبدا، فخير لك أن تتركنى.. ويواصل ـ محمد صالح حرب باشا ـ حكايته مع ياسين: ـ فلم يسع العمدة "على بك" إلا أن يتركه وشأنه، ولما جاء مفتش الداخلية الإنجليزى ليسأل العمدة عمّا فعل، قال ـ العمدة ـ له ما معناه إنه لايستطيع أن يفعل شيئا، وكنت قد أُنتِدبتُ فى هذه الأثناء من سلاح "الهجّانة" لشراء جِمال، من وادى حلفا وكان معى اليوزباشى "حسنى إبراهيم" وكان مدربا خبيرا، وهو من قبيلة "النابقة" من السودان، وكانت "مصلحة الحدود" ترسله للسودان ليشترى "الهِجن" نظرا لخبرته فى هذا المجال، وأصر على أن أذهب معه، وبالفعل ذهبنا إلى "أسوان" وهناك انتظرنا "البِشاريّة" الذين يبيعون "الهِجن" واشترينا خمسة وسبعين جملا، وبعد أن اشتريناها عاد البكباشى الإنجليزى الذى كان يرافقنا إلى القاهرة بالسكة الحديد، وقمت مع اليوزباشى حسنى إبراهيم وكان معنا أومباشى ونفران من الهجّانة ودليل طريق، وقمنا مع الجِمال من "أبوحمد" إلى "حَلفا" وكانت مأموريتى أن نوصل هذه الهِجن من "حلفا" إلى "مطروح" سرا بالبرّ، ثم نقدم تقريرا فى النهاية عن كل جَمل من هذه الجِمال.. كانت المهمة شاقة، وعندما بلغنا "حَلفا" وصل تلغراف إلى زميلى اليوزباشى حسنى إبراهيم جاء فيه أن زوجته فى حال الخطر، ورجع اليوزباشى ليطمئن على زوجته فى القاهرة، وقال لى: ـ الجِمال تولَّ أنت أمرها وإنى على ثقة من أنك تملك الكفاءة التى تستطيع بها أن تحمل المسئولية. وكنت أتقدم القافلة ومعى دليل الطريق وهو من قبيلة "العبابدة"، وبينما نحن نسير بين جبلين إذا بالأومباشى يلهب "الهجين" بالسوط، ولما وصل قال لى: ـ يا أفندى.. أنا شفت واحد عربى نايم على بطنه وفى يده بندقية فى المغارة هناك وأشار إلى مكانها.. المواجهة مع ياسين ويضيف ـ اللواء محمد صالح حرب ـ قوله واصفا لحظة المواجهة مع المجرم "ياسين" قوله: ـ لما اقتربنا من فوهة الغار أشرت للأومباشى بالنزول، فنزلنا وسمع الراقد على بطنه رغاء الجِمال، وإذا به يطلق طلقات سريعة دون أن يرى أحدا ولكنها للتخويف، فتأكدت أن الراقد على بطنه وبيده بندقيته هو الشقى "ياسين" وأدركت أننا لن نستطيع مواصلة السير دون معركة مع هذا الشقى، وفجأة دوَّت طلقات بندقيته، وتبادلنا إطلاق النار، حتى سكت، وبعد أن خرست بندقيته، أخذت الأومباشى والنفر "أى العريف والجندى" وواجهنا الغار "المغارة" على بُعد ثلاثمائة متر، وبدأنا نطلق النار على فوهة الغار، ولم يطلق علينا طلقة وكأنه يريدنا أن نتقدّم، فتقدمنا زحفا، وإذا بى أسمع بكاء طفل، وأمرت بوقف إطلاق النار خوفا على الطفل، وانسحبنا ولاحظت أن الريح تهب بشدة من الشرق إلى الغرب، يعنى من موقعنا إلى ناحية الغار، فخطر لى خاطر ـ على قدر تفكيرى فى تلك السن وكنت فى العشرينيات من عمرى ـ هو أن نحضر "بوص الذرة" ونربطه فى جزمة وندليها من أعلى الجبل ونشعل فيها النار، وكان البوص موجودا لدى اثنين من المغاربة يقيمان فى عِشّة، وأحضرنا البوص، ونفذ الأومباشى والعسكرى تعليماتى، ولم يمض نصف الساعة وإذا بإنسان كأنه غزال فى خفته، يخرج من الغار ويندفع كالسهم يريد أن يجتاز الممر إلى الجبل المقابل ليهرب، فأطلقنا عليه النار لإرهابه وكانت تعليماتى أن لا نصيبه بل نخوِّفه، غير أن هذا الشيطان الشقى لا أمل له فى الحياة، وعندما رأى الرصاص عن يمينه وعن يساره استعصم بهضبة وأخذ يطلق النار، إذن الشقى مصمم على قتلنا، فقلت للنفر "العسكرى أو الجندى" ما معناها "الضرب فى المليان" وأطلق عليه أربع رصاصات، وانتهى "ياسين" لأن إحدى الرصاصات أصابته فى قلبه والثلاث الأخرى أصابته فى بقية جسده، وفتشناه ووجدنا معه ذخيرة كثيرة وبندقية ذات خمس طلقات "يونانية" وفى "دكة السروال" وجدنا "خاتم" عليه اسمه فتأكدنا أنه "ياسين".. وشغلنى صوت الطفل والمرأة التى صرخت وتبين أنها زوجته، ولما علمت بمقتل "ياسين" زغردت وهى تقول "بركة لى.. بركة لى وبقية القصة، كما رواها محمد صالح حرب، هى أن الإجراءات القانونية المتبعة فى هذه الحالة، تم اتخاذها بحضور رجال الداخلية والنيابة العامة، واستراح الناس من إجرام ياسين، لكن المدهش فى هذه الواقعة، إعجاب المبدع الشعبى المجهول بهذا المجرم حتى أنه اعتبره البطل الذى يستحق العدل والإنصاف: ـ يابهية وخبّرينى ع اللى قتل ياسين قتلوه السود عينيّه من فوق ضهر الهجين أُحكم بالعدل يا قاضى قدّامك مظاليم عَوَج الطربوش على شِقَّه وحكم باربع سنين سنتين فى السجن العالى واتنين فى الزنازين. الحرب ضد بريطانيا ويروى الباحث دكتور ـ أحمد الكنانى ـ قصة كفاح وجهاد محمد صالح حرب إلى جانب الحركة السنوسية فى ليبيا، وفى الصحراء المصرية الغربية ضد بريطانيا: ـ فى مطروح كانت بداية جهاده فارتبط بحركة الجهاد فى ليبيا، واستخدم منصبه فى تهريب الأسلحة والمؤن إلى القادة فى ليبيا، ونسق مع القادة العسكريين الأتراك لتدريب قوات المجاهد الليبى عمر المختار، وفى نوفمبر 1915 قام ـ حرب ـ بثورة مسلحة ضد بريطانيا، وكان موقعه له أهمية كبيرة لزعماء الحزب الوطنى فى مصر وفى مقدمتهم الأمير "عمر طوسون" والشيخ "عبدالعزيز جاويش"، ودوره الذى قام به أكده السفير الإيطالى فى لندن "المركيز إمبريالى" للحكومة البريطانية، حيث ذكر أن نحو مائة ضابط تركى متنكرين فى زىّ "البدو" نجحوا فى العبور إلى "برقة" من "مطروح" المصرية وهو ما ذكره ـ حرب ـ فى ذكرياته بقوله إنه كان يخفى هؤلاء الضباط فى بيته ويأمر "الدوريات" التابعة لسلاح الحدود بتسهيل مرورهم، وعندما أنشئ "الهلال الأحمر" بمساعدة الأمير "عمر طوسون" توافدت القوافل التى تحتوى على المؤن والأدوية لعلاج الجرحى والمصابين فى ليبيا. ويضيف الدكتور الكنانى: ـ أعلن محمد صالح حرب الثورة فى 27نوفمبر 1915 ضد الإنجليز فى صحراء مصر الغربية وانضم إلى قوات الحركة السنوسية وظل يحارب الإنجليز، وهى أول ثورة مسلحة يقوم بها ضابط مصرى منذ الحركة العرابية 1881. وعندما تولى ـ سعد زغلول ـ رئاسة الحكومة فى العام 1924، أصدر عفوا عن المسجونين والهاربين والصادرة ضدهم أحكام بالسجن، وكان "محمد صالح حرب" بعد تمرده وانضمامه إلى جانب الحركة السنوسية فى ليبيا تحت قيادة "أحمد الشريف السنوسى" صدر ضده حكم بالإعدام، وقد انتقل من ليبيا إلى الأناضول، وشارك "مصطفى كمال" فى الحرب التركية ضد اليونان، وعفا عنه "سعد زغلول" وعاد إلى مصر وترشح فى انتخابات جرت بعد إصدار الدستور المصرى فى العام 1923وفاز بمقعد فى مجلس النواب وقضى أربع سنوات فى البرلمان مدافعا عن الجيش المصرى فى مواجهة البعثة العسكرية البريطانية، وتبنى قضية تسليح الجيش المصرى وتدريبه، وتولى منصب "وزير الدفاع الوطنى" فى حكومة "على ماهر" الثانية، وتبنّى سياسة تحول دون توريط الجيش المصرى فى الحرب العالمية الثانية، خاصة بعد توقيع معاهدة 1936، وكان له دور مهم فى إجهاض مشروع استعمارى بريطانى استهدف إقامة مستعمرة بريطانية فى قارة أفريقيا، تبدأ من "السلوم" فى مصر وتمتد إلى "كيب تاون" فى جنوب أفريقيا، واستطاع ـ حرب ـ أن يكشف الرسائل السرية المتبادلة بين القادة البريطانيين المقيمين فى مصر، واستطاع أن يرفع العلم المصرى على هضبة "السلوم" ليــؤكــد مصــريتها وعن جهاده فى ليلة 26 نوفمبر 1915 يقول "صالح حرب" فى ذكرياته: ـ فى ليلة 26 نوفمبر 1915 بدأت الثورة واستولينا على واحة "سيوة" و"الواحات البحرية" و"الداخلة" أما "الخارجة" فقد سبقنا إليها الإنجليز واحتلوها لوجود سكة حديد واصلة إليها، وكنت فى تلك الفترة "قومندان مطروح والحاكم العسكرى للمدينة" وكان الملازم "أحمد منصور" مأمور "سيوة"، وانضم إلينا وتولى المحافظة على الأمن والإشراف على التموين فى جميع الواحات وأظهر بطولة رائعة. ومن المهم أن يعرف القارئ عن ـ اللواء محمد صالح حرب باشا ـ أنه من مواليد قرية "الحربياب" فى مركز "دراو" بمحافظة أسوان، وكان جده "محمد بك على" مهندسا عسكريا برتبة المقدم، أرسلته الحكومة المصرية إلى السودان لعمل الاستحكامات العسكرية، وعندما استقر الأمر لمصر هناك، اتخذ من مدينة "دُنقُلة" فى السودان مقرا له، وأصبح ولده "صالح" حاكم خط "دنقلة" وتزوج من ابنة "مصطفى عثمان كيكى" ـ وهى أم "محمد صالح" وعائلة "كيكى" موجودة فى "دراو" و"الحربياب" ولم تنجب غيره، وعندما تفجرت الثورة المهدية فى السودان، رحل "صالح" بأهله إلى أسوان وتم تعيينه مديرا للجبخانة "الذخيرة" وهناك وُلِد "محمد صالح حرب" ثم توفيت أمه، وتزوج الأب زوجة سودانية وأنجب منها الأولاد، وأصبح محمد صالح حرب يحمل لقب ابن مصر والسودان وابن النيلين. ولما أنشئت جمعية الشبان المسلمين فى العام 1927 تولى رئاستها الدكتور عبد الحميد سعيد، وفى العام 1940 توفى، وتولى اللواء محمد صالح حرب رئاستها وبقى فى موقعه حتى العام 1967، ومن المشهود له به أنه كان صاحب دور مهم فى نشر الوعى الوطنى لدى ضباط الجيش المصرى وكان رافضا ما حدث يوم 4 فبراير 1942 وهو اليوم الذى اقتحمت فيه دبابات الجيش البريطانى قصر عابدين، لإجبار الملك فاروق على تكليف مصطفى النحاس بتشكيل حكومة وفدية، وكان ـ حرب ـ وراء تحريض الضباط الشبان على رفض هذا السلوك البريطانى المعتدى على السيادة المصرية المنصوص عليها فى معاهدة الصداقة الموقعة بين مصر وبريطانيا فى العام 1936، ومن مآثره رحمه الله رعايته للشيخ القارئ الراحل محمود على البنا، أحد أعمدة تلاوة القرآن الكريم فى مصر والعالم الإسلامى، فهو من قدمه للناس وقدمه للإذاعة المصرية وتم اعتماده قارئا وله تسجيل كامل للقرآن الكريم بصوته برواية حفص عن عاصم "ترتيل" تذيع إذاعة القرآن الكريم ضمن جدول الخمسة الكبار "مصطفى إسماعيل، الحصرى، عبد الباسط عبد الصمد، محمد صديق المنشاوى" ومعروف عن محمد صالح حرب باشا أيضا دوره فى تدريب "كتائب الفدائيين" فى منطقة قناة السويس بعد إلغاء معاهدة 1936 فى أكتوبر 1951 وقد ألغاها النحاس باشا وأيد قراره البرلمان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store