
شخصيات لها تاريخ «63». محمد صالح حرب.. يا بهية وخبِّرينـى عَ اللى قتل ياسين
كان له دور مهم فى إجهاض مشروع أستعمارى بريطانى يبدأ من السلوم ويمتد إلى جنوب إفريقيا أعلن «حرب» الثورة فى نوفمبر ضد الأنجليز فى الصحراء الغربية وانضم لقوات الحركة السنوسية
هو من عرب أسوان، جعفرى ـ حسب ما رواه النسّابون ـ وأمه من السودان، وجده كان مهندسا عسكريا، وهو زميل "عباس العقاد" فى المدرسة الابتدائية الأميرية، وهو الذى تساءل الناس عنه فى موّال صعيدى مشهور "يا بهية وخبرينى ع اللى قتل ياسين، قتلوه السود عينيّه من فوق ضهر الهجين" وفى رواية أخرى "قتلوه السودانيّة مـــن فـــوق ضهـــر الهجين".. والحقيقة الــتى حاول أن يذكـرها ـ الكاتب الصحفى جمال بدوى ـ عن قاتل ياسين، جاءت ناقصة، فهو زعم أن "محمد صالح حرب" قتل ياسين أثناء عودته بالجيش المصرى من السودان بعد مقتل "السير لى ستاك" والحقيقة أن ـ صالح حرب ـ كان راجعا من سوق الجِمال وفى عهدته خمسة وسبعون جملا مشتراة لصالح سلاح الحدود فى الجيش المصرى، وكان متخرجا حديثا فى مدرسة "خفر السواحل".. أما فى العام 1927 الذى قتِــل فيــه "لــى ستاك" فقد كان ـ حرب ـ عضوا فى مجلس النواب منتخبا من أهالى "دراو" وظل فى البرلمان نائبا حتى العام 1930..
اللواء محمد صالح حرب باشا، كان له دور سياسى وعسكرى مهم للغاية فى الفترة التى أعقبت اغتيال "بطرس غالى" باشا، واحتلال "إيطاليا" أراضى ليبيا، وظهور مقاومة شعبية فى الشرق الليبى بقيادة "أحمد الشريف السنوسى" وهو قائد الثورة العسكرية التى تفجرت فى الصحراء الغربية المصرية فى العام 1915، وقائد معركة "وادى ماجد" المشهورة لدى قبائل "أولاد على" فى مطروح، وهو الذى قدم الدعم العسكرى والمعنوى والمادى للمجاهدين فى ليبيا، وهو الذى قتل ياسين، المعروف فى الأدب الشعبى، والذى تحول إلى رمز فى مسرحية للكاتب نجيب سرور، وهنا من المهم أن نذكر فضل الباحث "أحمد الكنانى" الذى أعد رسالة دكتوراه عن دور ـ صالح حرب ـ السياسى والعسكرى فى الفترة التى سبقت الحرب العالمية الأولى فى مصر وليبيا، وهو الذى أعد "ذكريات محمد صالح حرب" للنشر، وبالفعل نشرتها هيئة قصور الثقافة ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة" منذ سنوات، وهى المصدر الوحيد الكامل الذى يتناول قصة كفاح هذا الرجل الذى لايعرف الكثيرون دوره المهم فى تاريخنا المعاصر، ومن "ذكريات محمد صالح حرب" التى رواها فى حياته، نقرأ قصته مع "ياسين" المجرم الخطير، الذى جعله ـ الخيال الشعبى ـ البطل الفارس..
حكى "محمد صالح حرب" حكايته مع ياسين:
ـ كان ياسين هذا أعنف شقىّ، وأجرأ مجرم مشى على أرض مصر فى زمنه، اتخذ القتل حرفةً وإزهاق الأرواح تسلية، فكان يقتل ليلهو ويلعب ويقتل ويسلب وينهب ويقتل ليطرب كل الطرب، عندما يسمع اسمه يردده الناس فى خوف وهلع وفزع، وكان يقول لبعض أقاربه: لماذا لا أكون مثل "أبوزيد الهلالى" على الربابة؟.. روّع هذا الشيطان الرجيم بجرائمه مديريتىّ، "قنا" و"أسوان" وأصبح لا حديث للناس إلا ما يتوجسونه من بلائه وشره المستطير، قد يراه البعض ممن يعرفونه ويراه الكثير من عشيرته ولا يجرؤ أحد على الإرشاد عنه، يسطو اليوم على مديرية قنا، ويقتل من يقتل، ثم يفر إلى مديرية أسوان وتسمع بعد أيام أنه قتل فيها من قتل ويعود إلى سيرته هذه على التوالى بين المديريتين حتى بلغ الخوف منه مبلغه، وأصبح الناس فى هلع وذعر، وضاقت وزارة الداخلية ذرعا بهذا الشقى، وشددت النكير على المديرين القائمين على الأمن فى قنا وأسوان، وأمدتهم بقوات إضافية، وصاروا يجردون عليه قوات من الجنود والخفراء بقيادة ضباط يتعقبونه هنا وهناك، فكان يخاتل هذه القوات ويقتل منها فينفرط عقدها، ويختل نظامها، وينتهى الأمر بمحاكمة قائد القوة، وأخيرا رأت وزارة الداخلية أن تكلف عمدة قبيلة هذا الشقى ـ وهو شيخ محترم اسمه العمدة على بك ـ وهددته الحكومة بأن تجرده من رتبته ونياشينه إذا لم يأت بهذا الشقى حيّا أو ميّتا، وظل العمدة يطارده برجال من قبيلته حتى عثر عليه فى أحد مخابئه وطلب منه أن يستسلم، فقال ـ ياسين ـ للعمدة:
ـ يا سيدى على بك..أنت عُمدتنا ورئيسنا ويعزّ علىّ أن أؤذيك وأنت تعلم أنى محكوم علىّ بالإعدام، ولن ترحمنى الحكومة إذا قبضت علىّ، فأنا لا أُسلِّم نفسى حيا أبدا، كما أنى لا أموت رخيصا أبدا، فخير لك أن تتركنى..
ويواصل ـ محمد صالح حرب باشا ـ حكايته مع ياسين:
ـ فلم يسع العمدة "على بك" إلا أن يتركه وشأنه، ولما جاء مفتش الداخلية الإنجليزى ليسأل العمدة عمّا فعل، قال ـ العمدة ـ له ما معناه إنه لايستطيع أن يفعل شيئا، وكنت قد أُنتِدبتُ فى هذه الأثناء من سلاح "الهجّانة" لشراء جِمال، من وادى حلفا وكان معى اليوزباشى "حسنى إبراهيم" وكان مدربا خبيرا، وهو من قبيلة "النابقة" من السودان، وكانت "مصلحة الحدود" ترسله للسودان ليشترى "الهِجن" نظرا لخبرته فى هذا المجال، وأصر على أن أذهب معه، وبالفعل ذهبنا إلى "أسوان" وهناك انتظرنا "البِشاريّة" الذين يبيعون "الهِجن" واشترينا خمسة وسبعين جملا، وبعد أن اشتريناها عاد البكباشى الإنجليزى الذى كان يرافقنا إلى القاهرة بالسكة الحديد، وقمت مع اليوزباشى حسنى إبراهيم وكان معنا أومباشى ونفران من الهجّانة ودليل طريق، وقمنا مع الجِمال من "أبوحمد" إلى "حَلفا" وكانت مأموريتى أن نوصل هذه الهِجن من "حلفا" إلى "مطروح" سرا بالبرّ، ثم نقدم تقريرا فى النهاية عن كل جَمل من هذه الجِمال.. كانت المهمة شاقة، وعندما بلغنا "حَلفا" وصل تلغراف إلى زميلى اليوزباشى حسنى إبراهيم جاء فيه أن زوجته فى حال الخطر، ورجع اليوزباشى ليطمئن على زوجته فى القاهرة، وقال لى:
ـ الجِمال تولَّ أنت أمرها وإنى على ثقة من أنك تملك الكفاءة التى تستطيع بها أن تحمل المسئولية.
وكنت أتقدم القافلة ومعى دليل الطريق وهو من قبيلة "العبابدة"، وبينما نحن نسير بين جبلين إذا بالأومباشى يلهب "الهجين" بالسوط، ولما وصل قال لى:
ـ يا أفندى.. أنا شفت واحد عربى نايم على بطنه وفى يده بندقية فى المغارة هناك وأشار إلى مكانها..
المواجهة مع ياسين
ويضيف ـ اللواء محمد صالح حرب ـ قوله واصفا لحظة المواجهة مع المجرم "ياسين" قوله:
ـ لما اقتربنا من فوهة الغار أشرت للأومباشى بالنزول، فنزلنا وسمع الراقد على بطنه رغاء الجِمال، وإذا به يطلق طلقات سريعة دون أن يرى أحدا ولكنها للتخويف، فتأكدت أن الراقد على بطنه وبيده بندقيته هو الشقى "ياسين" وأدركت أننا لن نستطيع مواصلة السير دون معركة مع هذا الشقى، وفجأة دوَّت طلقات بندقيته، وتبادلنا إطلاق النار، حتى سكت، وبعد أن خرست بندقيته، أخذت الأومباشى والنفر "أى العريف والجندى" وواجهنا الغار "المغارة" على بُعد ثلاثمائة متر، وبدأنا نطلق النار على فوهة الغار، ولم يطلق علينا طلقة وكأنه يريدنا أن نتقدّم، فتقدمنا زحفا، وإذا بى أسمع بكاء طفل، وأمرت بوقف إطلاق النار خوفا على الطفل، وانسحبنا ولاحظت أن الريح تهب بشدة من الشرق إلى الغرب، يعنى من موقعنا إلى ناحية الغار، فخطر لى خاطر ـ على قدر تفكيرى فى تلك السن وكنت فى العشرينيات من عمرى ـ هو أن نحضر "بوص الذرة" ونربطه فى جزمة وندليها من أعلى الجبل ونشعل فيها النار، وكان البوص موجودا لدى اثنين من المغاربة يقيمان فى عِشّة، وأحضرنا البوص، ونفذ الأومباشى والعسكرى تعليماتى، ولم يمض نصف الساعة وإذا بإنسان كأنه غزال فى خفته، يخرج من الغار ويندفع كالسهم يريد أن يجتاز الممر إلى الجبل المقابل ليهرب، فأطلقنا عليه النار لإرهابه وكانت تعليماتى أن لا نصيبه بل نخوِّفه، غير أن هذا الشيطان الشقى لا أمل له فى الحياة، وعندما رأى الرصاص عن يمينه وعن يساره استعصم بهضبة وأخذ يطلق النار، إذن الشقى مصمم على قتلنا، فقلت للنفر "العسكرى أو الجندى" ما معناها "الضرب فى المليان" وأطلق عليه أربع رصاصات، وانتهى "ياسين" لأن إحدى الرصاصات أصابته فى قلبه والثلاث الأخرى أصابته فى بقية جسده، وفتشناه ووجدنا معه ذخيرة كثيرة وبندقية ذات خمس طلقات
"يونانية" وفى "دكة السروال" وجدنا "خاتم" عليه اسمه فتأكدنا أنه "ياسين".. وشغلنى صوت الطفل والمرأة التى صرخت وتبين أنها زوجته، ولما علمت بمقتل "ياسين" زغردت وهى تقول "بركة لى.. بركة لى
وبقية القصة، كما رواها محمد صالح حرب، هى أن الإجراءات القانونية المتبعة فى هذه الحالة، تم اتخاذها بحضور رجال الداخلية والنيابة العامة، واستراح الناس من إجرام ياسين، لكن المدهش فى هذه الواقعة، إعجاب المبدع الشعبى المجهول بهذا المجرم حتى أنه اعتبره البطل الذى يستحق العدل والإنصاف:
ـ يابهية وخبّرينى ع اللى قتل ياسين
قتلوه السود عينيّه من فوق ضهر الهجين
أُحكم بالعدل يا قاضى قدّامك مظاليم
عَوَج الطربوش على شِقَّه وحكم باربع سنين
سنتين فى السجن العالى
واتنين فى الزنازين.
الحرب ضد بريطانيا
ويروى الباحث دكتور ـ أحمد الكنانى ـ قصة كفاح وجهاد محمد صالح حرب إلى جانب الحركة السنوسية فى ليبيا، وفى الصحراء المصرية الغربية ضد بريطانيا:
ـ فى مطروح كانت بداية جهاده فارتبط بحركة الجهاد فى ليبيا، واستخدم منصبه فى تهريب الأسلحة والمؤن إلى القادة فى ليبيا، ونسق مع القادة العسكريين الأتراك لتدريب قوات المجاهد الليبى عمر المختار، وفى نوفمبر 1915 قام ـ حرب ـ بثورة مسلحة ضد بريطانيا، وكان موقعه له أهمية كبيرة لزعماء الحزب الوطنى فى مصر وفى مقدمتهم الأمير "عمر طوسون" والشيخ "عبدالعزيز جاويش"، ودوره الذى قام به أكده السفير الإيطالى فى لندن "المركيز إمبريالى" للحكومة البريطانية، حيث ذكر أن نحو مائة ضابط تركى متنكرين فى زىّ "البدو" نجحوا فى العبور إلى "برقة" من "مطروح" المصرية وهو ما ذكره ـ حرب ـ فى ذكرياته بقوله إنه كان يخفى هؤلاء الضباط فى بيته ويأمر "الدوريات" التابعة لسلاح الحدود بتسهيل مرورهم، وعندما أنشئ "الهلال الأحمر" بمساعدة الأمير "عمر طوسون" توافدت القوافل التى تحتوى على المؤن والأدوية لعلاج الجرحى والمصابين فى ليبيا.
ويضيف الدكتور الكنانى:
ـ أعلن محمد صالح حرب الثورة فى 27نوفمبر 1915 ضد الإنجليز فى صحراء مصر الغربية وانضم إلى قوات الحركة السنوسية وظل يحارب الإنجليز، وهى أول ثورة مسلحة يقوم بها ضابط مصرى منذ الحركة العرابية 1881.
وعندما تولى ـ سعد زغلول ـ رئاسة الحكومة فى العام 1924، أصدر عفوا عن المسجونين والهاربين والصادرة ضدهم أحكام بالسجن، وكان "محمد صالح حرب" بعد تمرده وانضمامه إلى جانب الحركة السنوسية فى ليبيا تحت قيادة "أحمد الشريف السنوسى" صدر ضده حكم بالإعدام، وقد انتقل من ليبيا إلى الأناضول، وشارك "مصطفى كمال" فى الحرب التركية ضد اليونان، وعفا عنه "سعد زغلول" وعاد إلى مصر وترشح فى انتخابات جرت بعد إصدار الدستور المصرى فى العام 1923وفاز بمقعد فى مجلس النواب وقضى أربع سنوات فى البرلمان مدافعا عن الجيش المصرى فى مواجهة البعثة العسكرية البريطانية، وتبنى قضية تسليح الجيش المصرى وتدريبه، وتولى منصب "وزير الدفاع الوطنى" فى حكومة "على ماهر" الثانية، وتبنّى سياسة تحول دون توريط الجيش المصرى فى الحرب العالمية الثانية، خاصة بعد توقيع معاهدة 1936، وكان له دور مهم فى إجهاض مشروع استعمارى بريطانى استهدف إقامة مستعمرة بريطانية فى قارة أفريقيا، تبدأ من "السلوم" فى مصر وتمتد إلى "كيب تاون" فى جنوب أفريقيا، واستطاع ـ حرب ـ أن يكشف الرسائل السرية المتبادلة بين القادة البريطانيين المقيمين فى مصر، واستطاع أن يرفع العلم المصرى على هضبة "السلوم" ليــؤكــد مصــريتها وعن جهاده فى ليلة 26 نوفمبر 1915 يقول "صالح حرب" فى ذكرياته:
ـ فى ليلة 26 نوفمبر 1915 بدأت الثورة واستولينا على واحة "سيوة" و"الواحات البحرية" و"الداخلة" أما "الخارجة" فقد سبقنا إليها الإنجليز واحتلوها لوجود سكة حديد واصلة إليها، وكنت فى تلك الفترة "قومندان مطروح والحاكم العسكرى للمدينة" وكان الملازم "أحمد منصور" مأمور "سيوة"، وانضم إلينا وتولى المحافظة على الأمن والإشراف على التموين فى جميع الواحات وأظهر بطولة رائعة.
ومن المهم أن يعرف القارئ عن ـ اللواء محمد صالح حرب باشا ـ أنه من مواليد قرية "الحربياب" فى مركز "دراو" بمحافظة أسوان، وكان جده "محمد بك على" مهندسا عسكريا برتبة المقدم، أرسلته الحكومة المصرية إلى السودان لعمل الاستحكامات العسكرية، وعندما استقر الأمر لمصر هناك، اتخذ من مدينة "دُنقُلة" فى السودان مقرا له، وأصبح ولده "صالح" حاكم خط "دنقلة" وتزوج من ابنة "مصطفى عثمان كيكى" ـ وهى أم "محمد صالح" وعائلة "كيكى" موجودة فى "دراو" و"الحربياب" ولم تنجب غيره، وعندما تفجرت الثورة المهدية فى السودان، رحل "صالح" بأهله إلى أسوان وتم تعيينه مديرا للجبخانة "الذخيرة" وهناك وُلِد "محمد صالح حرب" ثم توفيت أمه، وتزوج الأب زوجة سودانية وأنجب منها الأولاد، وأصبح محمد صالح حرب يحمل لقب ابن مصر والسودان وابن النيلين.
ولما أنشئت جمعية الشبان المسلمين فى العام 1927 تولى رئاستها الدكتور عبد الحميد سعيد، وفى العام 1940 توفى، وتولى اللواء محمد صالح حرب رئاستها وبقى فى موقعه حتى العام 1967، ومن المشهود له به أنه كان صاحب دور مهم فى نشر الوعى الوطنى لدى ضباط الجيش المصرى وكان رافضا ما حدث يوم 4 فبراير 1942 وهو اليوم الذى اقتحمت فيه دبابات الجيش البريطانى قصر عابدين، لإجبار الملك فاروق على تكليف مصطفى النحاس بتشكيل حكومة وفدية، وكان ـ حرب ـ وراء تحريض الضباط الشبان على رفض هذا السلوك البريطانى المعتدى على السيادة المصرية المنصوص عليها فى معاهدة الصداقة الموقعة بين مصر وبريطانيا فى العام 1936، ومن مآثره رحمه الله رعايته للشيخ القارئ الراحل محمود على البنا، أحد أعمدة تلاوة القرآن الكريم فى مصر والعالم الإسلامى، فهو من قدمه للناس وقدمه للإذاعة المصرية وتم اعتماده قارئا وله تسجيل كامل للقرآن الكريم بصوته برواية حفص عن عاصم "ترتيل" تذيع إذاعة القرآن الكريم ضمن جدول الخمسة الكبار "مصطفى إسماعيل، الحصرى، عبد الباسط عبد الصمد، محمد صديق المنشاوى" ومعروف عن محمد صالح حرب باشا أيضا دوره فى تدريب "كتائب الفدائيين" فى منطقة قناة السويس بعد إلغاء معاهدة 1936 فى أكتوبر 1951 وقد ألغاها النحاس باشا وأيد قراره البرلمان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 4 ساعات
- بوابة ماسبيرو
شخصيات لها تاريخ «63». محمد صالح حرب.. يا بهية وخبِّرينـى عَ اللى قتل ياسين
كان له دور مهم فى إجهاض مشروع أستعمارى بريطانى يبدأ من السلوم ويمتد إلى جنوب إفريقيا أعلن «حرب» الثورة فى نوفمبر ضد الأنجليز فى الصحراء الغربية وانضم لقوات الحركة السنوسية هو من عرب أسوان، جعفرى ـ حسب ما رواه النسّابون ـ وأمه من السودان، وجده كان مهندسا عسكريا، وهو زميل "عباس العقاد" فى المدرسة الابتدائية الأميرية، وهو الذى تساءل الناس عنه فى موّال صعيدى مشهور "يا بهية وخبرينى ع اللى قتل ياسين، قتلوه السود عينيّه من فوق ضهر الهجين" وفى رواية أخرى "قتلوه السودانيّة مـــن فـــوق ضهـــر الهجين".. والحقيقة الــتى حاول أن يذكـرها ـ الكاتب الصحفى جمال بدوى ـ عن قاتل ياسين، جاءت ناقصة، فهو زعم أن "محمد صالح حرب" قتل ياسين أثناء عودته بالجيش المصرى من السودان بعد مقتل "السير لى ستاك" والحقيقة أن ـ صالح حرب ـ كان راجعا من سوق الجِمال وفى عهدته خمسة وسبعون جملا مشتراة لصالح سلاح الحدود فى الجيش المصرى، وكان متخرجا حديثا فى مدرسة "خفر السواحل".. أما فى العام 1927 الذى قتِــل فيــه "لــى ستاك" فقد كان ـ حرب ـ عضوا فى مجلس النواب منتخبا من أهالى "دراو" وظل فى البرلمان نائبا حتى العام 1930.. اللواء محمد صالح حرب باشا، كان له دور سياسى وعسكرى مهم للغاية فى الفترة التى أعقبت اغتيال "بطرس غالى" باشا، واحتلال "إيطاليا" أراضى ليبيا، وظهور مقاومة شعبية فى الشرق الليبى بقيادة "أحمد الشريف السنوسى" وهو قائد الثورة العسكرية التى تفجرت فى الصحراء الغربية المصرية فى العام 1915، وقائد معركة "وادى ماجد" المشهورة لدى قبائل "أولاد على" فى مطروح، وهو الذى قدم الدعم العسكرى والمعنوى والمادى للمجاهدين فى ليبيا، وهو الذى قتل ياسين، المعروف فى الأدب الشعبى، والذى تحول إلى رمز فى مسرحية للكاتب نجيب سرور، وهنا من المهم أن نذكر فضل الباحث "أحمد الكنانى" الذى أعد رسالة دكتوراه عن دور ـ صالح حرب ـ السياسى والعسكرى فى الفترة التى سبقت الحرب العالمية الأولى فى مصر وليبيا، وهو الذى أعد "ذكريات محمد صالح حرب" للنشر، وبالفعل نشرتها هيئة قصور الثقافة ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة" منذ سنوات، وهى المصدر الوحيد الكامل الذى يتناول قصة كفاح هذا الرجل الذى لايعرف الكثيرون دوره المهم فى تاريخنا المعاصر، ومن "ذكريات محمد صالح حرب" التى رواها فى حياته، نقرأ قصته مع "ياسين" المجرم الخطير، الذى جعله ـ الخيال الشعبى ـ البطل الفارس.. حكى "محمد صالح حرب" حكايته مع ياسين: ـ كان ياسين هذا أعنف شقىّ، وأجرأ مجرم مشى على أرض مصر فى زمنه، اتخذ القتل حرفةً وإزهاق الأرواح تسلية، فكان يقتل ليلهو ويلعب ويقتل ويسلب وينهب ويقتل ليطرب كل الطرب، عندما يسمع اسمه يردده الناس فى خوف وهلع وفزع، وكان يقول لبعض أقاربه: لماذا لا أكون مثل "أبوزيد الهلالى" على الربابة؟.. روّع هذا الشيطان الرجيم بجرائمه مديريتىّ، "قنا" و"أسوان" وأصبح لا حديث للناس إلا ما يتوجسونه من بلائه وشره المستطير، قد يراه البعض ممن يعرفونه ويراه الكثير من عشيرته ولا يجرؤ أحد على الإرشاد عنه، يسطو اليوم على مديرية قنا، ويقتل من يقتل، ثم يفر إلى مديرية أسوان وتسمع بعد أيام أنه قتل فيها من قتل ويعود إلى سيرته هذه على التوالى بين المديريتين حتى بلغ الخوف منه مبلغه، وأصبح الناس فى هلع وذعر، وضاقت وزارة الداخلية ذرعا بهذا الشقى، وشددت النكير على المديرين القائمين على الأمن فى قنا وأسوان، وأمدتهم بقوات إضافية، وصاروا يجردون عليه قوات من الجنود والخفراء بقيادة ضباط يتعقبونه هنا وهناك، فكان يخاتل هذه القوات ويقتل منها فينفرط عقدها، ويختل نظامها، وينتهى الأمر بمحاكمة قائد القوة، وأخيرا رأت وزارة الداخلية أن تكلف عمدة قبيلة هذا الشقى ـ وهو شيخ محترم اسمه العمدة على بك ـ وهددته الحكومة بأن تجرده من رتبته ونياشينه إذا لم يأت بهذا الشقى حيّا أو ميّتا، وظل العمدة يطارده برجال من قبيلته حتى عثر عليه فى أحد مخابئه وطلب منه أن يستسلم، فقال ـ ياسين ـ للعمدة: ـ يا سيدى على بك..أنت عُمدتنا ورئيسنا ويعزّ علىّ أن أؤذيك وأنت تعلم أنى محكوم علىّ بالإعدام، ولن ترحمنى الحكومة إذا قبضت علىّ، فأنا لا أُسلِّم نفسى حيا أبدا، كما أنى لا أموت رخيصا أبدا، فخير لك أن تتركنى.. ويواصل ـ محمد صالح حرب باشا ـ حكايته مع ياسين: ـ فلم يسع العمدة "على بك" إلا أن يتركه وشأنه، ولما جاء مفتش الداخلية الإنجليزى ليسأل العمدة عمّا فعل، قال ـ العمدة ـ له ما معناه إنه لايستطيع أن يفعل شيئا، وكنت قد أُنتِدبتُ فى هذه الأثناء من سلاح "الهجّانة" لشراء جِمال، من وادى حلفا وكان معى اليوزباشى "حسنى إبراهيم" وكان مدربا خبيرا، وهو من قبيلة "النابقة" من السودان، وكانت "مصلحة الحدود" ترسله للسودان ليشترى "الهِجن" نظرا لخبرته فى هذا المجال، وأصر على أن أذهب معه، وبالفعل ذهبنا إلى "أسوان" وهناك انتظرنا "البِشاريّة" الذين يبيعون "الهِجن" واشترينا خمسة وسبعين جملا، وبعد أن اشتريناها عاد البكباشى الإنجليزى الذى كان يرافقنا إلى القاهرة بالسكة الحديد، وقمت مع اليوزباشى حسنى إبراهيم وكان معنا أومباشى ونفران من الهجّانة ودليل طريق، وقمنا مع الجِمال من "أبوحمد" إلى "حَلفا" وكانت مأموريتى أن نوصل هذه الهِجن من "حلفا" إلى "مطروح" سرا بالبرّ، ثم نقدم تقريرا فى النهاية عن كل جَمل من هذه الجِمال.. كانت المهمة شاقة، وعندما بلغنا "حَلفا" وصل تلغراف إلى زميلى اليوزباشى حسنى إبراهيم جاء فيه أن زوجته فى حال الخطر، ورجع اليوزباشى ليطمئن على زوجته فى القاهرة، وقال لى: ـ الجِمال تولَّ أنت أمرها وإنى على ثقة من أنك تملك الكفاءة التى تستطيع بها أن تحمل المسئولية. وكنت أتقدم القافلة ومعى دليل الطريق وهو من قبيلة "العبابدة"، وبينما نحن نسير بين جبلين إذا بالأومباشى يلهب "الهجين" بالسوط، ولما وصل قال لى: ـ يا أفندى.. أنا شفت واحد عربى نايم على بطنه وفى يده بندقية فى المغارة هناك وأشار إلى مكانها.. المواجهة مع ياسين ويضيف ـ اللواء محمد صالح حرب ـ قوله واصفا لحظة المواجهة مع المجرم "ياسين" قوله: ـ لما اقتربنا من فوهة الغار أشرت للأومباشى بالنزول، فنزلنا وسمع الراقد على بطنه رغاء الجِمال، وإذا به يطلق طلقات سريعة دون أن يرى أحدا ولكنها للتخويف، فتأكدت أن الراقد على بطنه وبيده بندقيته هو الشقى "ياسين" وأدركت أننا لن نستطيع مواصلة السير دون معركة مع هذا الشقى، وفجأة دوَّت طلقات بندقيته، وتبادلنا إطلاق النار، حتى سكت، وبعد أن خرست بندقيته، أخذت الأومباشى والنفر "أى العريف والجندى" وواجهنا الغار "المغارة" على بُعد ثلاثمائة متر، وبدأنا نطلق النار على فوهة الغار، ولم يطلق علينا طلقة وكأنه يريدنا أن نتقدّم، فتقدمنا زحفا، وإذا بى أسمع بكاء طفل، وأمرت بوقف إطلاق النار خوفا على الطفل، وانسحبنا ولاحظت أن الريح تهب بشدة من الشرق إلى الغرب، يعنى من موقعنا إلى ناحية الغار، فخطر لى خاطر ـ على قدر تفكيرى فى تلك السن وكنت فى العشرينيات من عمرى ـ هو أن نحضر "بوص الذرة" ونربطه فى جزمة وندليها من أعلى الجبل ونشعل فيها النار، وكان البوص موجودا لدى اثنين من المغاربة يقيمان فى عِشّة، وأحضرنا البوص، ونفذ الأومباشى والعسكرى تعليماتى، ولم يمض نصف الساعة وإذا بإنسان كأنه غزال فى خفته، يخرج من الغار ويندفع كالسهم يريد أن يجتاز الممر إلى الجبل المقابل ليهرب، فأطلقنا عليه النار لإرهابه وكانت تعليماتى أن لا نصيبه بل نخوِّفه، غير أن هذا الشيطان الشقى لا أمل له فى الحياة، وعندما رأى الرصاص عن يمينه وعن يساره استعصم بهضبة وأخذ يطلق النار، إذن الشقى مصمم على قتلنا، فقلت للنفر "العسكرى أو الجندى" ما معناها "الضرب فى المليان" وأطلق عليه أربع رصاصات، وانتهى "ياسين" لأن إحدى الرصاصات أصابته فى قلبه والثلاث الأخرى أصابته فى بقية جسده، وفتشناه ووجدنا معه ذخيرة كثيرة وبندقية ذات خمس طلقات "يونانية" وفى "دكة السروال" وجدنا "خاتم" عليه اسمه فتأكدنا أنه "ياسين".. وشغلنى صوت الطفل والمرأة التى صرخت وتبين أنها زوجته، ولما علمت بمقتل "ياسين" زغردت وهى تقول "بركة لى.. بركة لى وبقية القصة، كما رواها محمد صالح حرب، هى أن الإجراءات القانونية المتبعة فى هذه الحالة، تم اتخاذها بحضور رجال الداخلية والنيابة العامة، واستراح الناس من إجرام ياسين، لكن المدهش فى هذه الواقعة، إعجاب المبدع الشعبى المجهول بهذا المجرم حتى أنه اعتبره البطل الذى يستحق العدل والإنصاف: ـ يابهية وخبّرينى ع اللى قتل ياسين قتلوه السود عينيّه من فوق ضهر الهجين أُحكم بالعدل يا قاضى قدّامك مظاليم عَوَج الطربوش على شِقَّه وحكم باربع سنين سنتين فى السجن العالى واتنين فى الزنازين. الحرب ضد بريطانيا ويروى الباحث دكتور ـ أحمد الكنانى ـ قصة كفاح وجهاد محمد صالح حرب إلى جانب الحركة السنوسية فى ليبيا، وفى الصحراء المصرية الغربية ضد بريطانيا: ـ فى مطروح كانت بداية جهاده فارتبط بحركة الجهاد فى ليبيا، واستخدم منصبه فى تهريب الأسلحة والمؤن إلى القادة فى ليبيا، ونسق مع القادة العسكريين الأتراك لتدريب قوات المجاهد الليبى عمر المختار، وفى نوفمبر 1915 قام ـ حرب ـ بثورة مسلحة ضد بريطانيا، وكان موقعه له أهمية كبيرة لزعماء الحزب الوطنى فى مصر وفى مقدمتهم الأمير "عمر طوسون" والشيخ "عبدالعزيز جاويش"، ودوره الذى قام به أكده السفير الإيطالى فى لندن "المركيز إمبريالى" للحكومة البريطانية، حيث ذكر أن نحو مائة ضابط تركى متنكرين فى زىّ "البدو" نجحوا فى العبور إلى "برقة" من "مطروح" المصرية وهو ما ذكره ـ حرب ـ فى ذكرياته بقوله إنه كان يخفى هؤلاء الضباط فى بيته ويأمر "الدوريات" التابعة لسلاح الحدود بتسهيل مرورهم، وعندما أنشئ "الهلال الأحمر" بمساعدة الأمير "عمر طوسون" توافدت القوافل التى تحتوى على المؤن والأدوية لعلاج الجرحى والمصابين فى ليبيا. ويضيف الدكتور الكنانى: ـ أعلن محمد صالح حرب الثورة فى 27نوفمبر 1915 ضد الإنجليز فى صحراء مصر الغربية وانضم إلى قوات الحركة السنوسية وظل يحارب الإنجليز، وهى أول ثورة مسلحة يقوم بها ضابط مصرى منذ الحركة العرابية 1881. وعندما تولى ـ سعد زغلول ـ رئاسة الحكومة فى العام 1924، أصدر عفوا عن المسجونين والهاربين والصادرة ضدهم أحكام بالسجن، وكان "محمد صالح حرب" بعد تمرده وانضمامه إلى جانب الحركة السنوسية فى ليبيا تحت قيادة "أحمد الشريف السنوسى" صدر ضده حكم بالإعدام، وقد انتقل من ليبيا إلى الأناضول، وشارك "مصطفى كمال" فى الحرب التركية ضد اليونان، وعفا عنه "سعد زغلول" وعاد إلى مصر وترشح فى انتخابات جرت بعد إصدار الدستور المصرى فى العام 1923وفاز بمقعد فى مجلس النواب وقضى أربع سنوات فى البرلمان مدافعا عن الجيش المصرى فى مواجهة البعثة العسكرية البريطانية، وتبنى قضية تسليح الجيش المصرى وتدريبه، وتولى منصب "وزير الدفاع الوطنى" فى حكومة "على ماهر" الثانية، وتبنّى سياسة تحول دون توريط الجيش المصرى فى الحرب العالمية الثانية، خاصة بعد توقيع معاهدة 1936، وكان له دور مهم فى إجهاض مشروع استعمارى بريطانى استهدف إقامة مستعمرة بريطانية فى قارة أفريقيا، تبدأ من "السلوم" فى مصر وتمتد إلى "كيب تاون" فى جنوب أفريقيا، واستطاع ـ حرب ـ أن يكشف الرسائل السرية المتبادلة بين القادة البريطانيين المقيمين فى مصر، واستطاع أن يرفع العلم المصرى على هضبة "السلوم" ليــؤكــد مصــريتها وعن جهاده فى ليلة 26 نوفمبر 1915 يقول "صالح حرب" فى ذكرياته: ـ فى ليلة 26 نوفمبر 1915 بدأت الثورة واستولينا على واحة "سيوة" و"الواحات البحرية" و"الداخلة" أما "الخارجة" فقد سبقنا إليها الإنجليز واحتلوها لوجود سكة حديد واصلة إليها، وكنت فى تلك الفترة "قومندان مطروح والحاكم العسكرى للمدينة" وكان الملازم "أحمد منصور" مأمور "سيوة"، وانضم إلينا وتولى المحافظة على الأمن والإشراف على التموين فى جميع الواحات وأظهر بطولة رائعة. ومن المهم أن يعرف القارئ عن ـ اللواء محمد صالح حرب باشا ـ أنه من مواليد قرية "الحربياب" فى مركز "دراو" بمحافظة أسوان، وكان جده "محمد بك على" مهندسا عسكريا برتبة المقدم، أرسلته الحكومة المصرية إلى السودان لعمل الاستحكامات العسكرية، وعندما استقر الأمر لمصر هناك، اتخذ من مدينة "دُنقُلة" فى السودان مقرا له، وأصبح ولده "صالح" حاكم خط "دنقلة" وتزوج من ابنة "مصطفى عثمان كيكى" ـ وهى أم "محمد صالح" وعائلة "كيكى" موجودة فى "دراو" و"الحربياب" ولم تنجب غيره، وعندما تفجرت الثورة المهدية فى السودان، رحل "صالح" بأهله إلى أسوان وتم تعيينه مديرا للجبخانة "الذخيرة" وهناك وُلِد "محمد صالح حرب" ثم توفيت أمه، وتزوج الأب زوجة سودانية وأنجب منها الأولاد، وأصبح محمد صالح حرب يحمل لقب ابن مصر والسودان وابن النيلين. ولما أنشئت جمعية الشبان المسلمين فى العام 1927 تولى رئاستها الدكتور عبد الحميد سعيد، وفى العام 1940 توفى، وتولى اللواء محمد صالح حرب رئاستها وبقى فى موقعه حتى العام 1967، ومن المشهود له به أنه كان صاحب دور مهم فى نشر الوعى الوطنى لدى ضباط الجيش المصرى وكان رافضا ما حدث يوم 4 فبراير 1942 وهو اليوم الذى اقتحمت فيه دبابات الجيش البريطانى قصر عابدين، لإجبار الملك فاروق على تكليف مصطفى النحاس بتشكيل حكومة وفدية، وكان ـ حرب ـ وراء تحريض الضباط الشبان على رفض هذا السلوك البريطانى المعتدى على السيادة المصرية المنصوص عليها فى معاهدة الصداقة الموقعة بين مصر وبريطانيا فى العام 1936، ومن مآثره رحمه الله رعايته للشيخ القارئ الراحل محمود على البنا، أحد أعمدة تلاوة القرآن الكريم فى مصر والعالم الإسلامى، فهو من قدمه للناس وقدمه للإذاعة المصرية وتم اعتماده قارئا وله تسجيل كامل للقرآن الكريم بصوته برواية حفص عن عاصم "ترتيل" تذيع إذاعة القرآن الكريم ضمن جدول الخمسة الكبار "مصطفى إسماعيل، الحصرى، عبد الباسط عبد الصمد، محمد صديق المنشاوى" ومعروف عن محمد صالح حرب باشا أيضا دوره فى تدريب "كتائب الفدائيين" فى منطقة قناة السويس بعد إلغاء معاهدة 1936 فى أكتوبر 1951 وقد ألغاها النحاس باشا وأيد قراره البرلمان.

مصرس
منذ 18 ساعات
- مصرس
«أكبر خطيئة وتستلزم الاستغفار».. سعد الهلالي عن وصف القرآن ب الدستور
انتقد الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مقولة «القرآن دستور وقانون المسلمين»، مؤكدًا أنها أكبر خطيئة وتستلزم الاستغفار. قال «الهلالي» خلال حواره مع الإعلامي يوسف الحسيني في حلقة مساء الاثنين من برنامج «حروف الجر» المذاع عبر إذاعة «نجوم إف إم»: «القرآن دستور وقانون المسلمين دي أكبر خطيئة، وأتمنى أنك تستغفر ربنا بعد ما أبين لك، لأن أنت خدت ده من الإسلام السياسي اللي طلع سنة 1923، لما فكروا المسلمين يعملوا دستور لأنفسهم بعد سقوط الدولة العثمانية، ومكنش في حاجة اسمها تشريعات وقوانين».أضاف: «المصريين بعد سقوط الدولة العثمانية وفي الحرب العالمية الأولى 1914 وجدوا نفسهم عندهم فراغ تشريعي ولقوا الدول الأوربية عملت دستور ومن خلاله عملوا قوانين، وتم اتخاذها ضابط لإقامة العدالة.. ف المصريين قالوا إحنا عايزين نعمل زيهم».كما أكد سعد الدين الهلالي: «ربنا وصف قرآنه بإنه كتاب هداية مش كتاب دستور، يعني خلاك تشوف 360 درجة وأنت اللي تقرر، وأصبح قرارك مسئوليتك مش مسئولية القرآن، لكن لو كان القرآن دستور أو قانون يبقى اللي يخرج عنه خرج عن الدين».تابع «الهلالي»: «القرآن فتح لك المجالات عشان أنت اللي تفسر؛ وتفسير القرآن مسئوليتك.. النص من السماء والفهم من البشر وهنا في شراكة بين صاحب الكون بالهداية والخلق بفهمهم، وأنت اللي خنقت أو فتحت على نفسك بالتفسير».


المصري اليوم
منذ 3 أيام
- المصري اليوم
«زي النهارده».. انعقاد مؤتمر لاهاي الأول 18 مايو 1899
لم تكن اتفاقية لاهاي اتفاقية واحدة بل اتفاقيتان (الأولي) و(الثانية)، وهما عبارة عن معاهدتين دوليتين نوقشتا لأول مرة خلال مؤتمرين منفصلين للسلام عُقدا في لاهاي بهولندا؛ وكان مؤتمر لاهاي الأول قد انعقد «زي النهارده» في 18 مايو 1899 وتفتق عن اتفاقية لاهاي الأولي فيما انعقد مؤتمر لاهاي الثاني عام 1907 وتعتبر هاتان الاتفاقيتان علاوة على اتفاقية جنيف من أول النصوص الرسمية المنظمة لقوانين الحرب وجرائم الحرب في القانون الدولي. وكان قد تقرر عقد مؤتمر ثالث عام 1914 ثم تم تأجيله لعام 1915ولم يُعقد بنهاية الأمرلنشوب الحرب العالمية الأولى وكان عالم القانون الدولي الألماني فالتر شوكينج قد دعا الوفود الموقعة على الاتفاقيتين بـ«الاتحاد الدولي لمؤتمري لاهاي» ورأى فيهما نواة لكيان فيدرالي دولي قادر على الاجتماع بصفة دورية لإرساء العدالة وتطوير بنود القانون الدولي في سبيل إيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية، مؤكدا على أن مؤتمري لاهاي كوّنا بالفعل اتحادا سياسيا واضحا يضم كل دول العالم. وتعد الوكالات المختلفة المؤسسة على ضوء توصيات المؤتمرين كالمحكمة الدائمة للتحكيم على سبيل المثال جزءا أصيلا من المؤتمرين والاتفاقيات الناتجة عنهما وخلال المؤتمرين بُذلت العديد من الجهود لوضع هيكلة ثابتة لمحكمة دولية ذات قرارات إلزامية لتسوية النزاعات الدولية كبديل لإعلان الحرب الذي ظل الوسيلة الأولى لفض أي نزاع مشترك ومع ذلك لم يُقدّر النجاح لكلا المؤتمرين على السواء إلا أن المؤتمرالأول قد شهد نجاحا نسبيا بعدما تركزت نقاشاته الأساسية بشأن نزع السلاح، في حين فشل المؤتمر الثاني في إقناع قادة الدول بضرورة تأسيس محكمة دولية لفض النزاعات ذات أحكام وقرارات إلزامية إلا أنها تمكنت من بسط فكرة التحكيم التطوعي بعد موافقة طرفي النزاع كذلك جمع الديون ووضع قوانين ملزمة للحرب بالإضافة إلى حقوق وواجبات الدول المتمسكة بالحياد الإيجابي في النزاعات المختلفة وبالإضافة إلى تلك القضايا سالفة الذكر تضمن كلا المؤتمرين نقاشات جادة حول قوانين الحرب وجرائم الحرب إلا أن العديد من تلك القوانين تم خرقها بالفعل خلال الحرب العالمية الأولى. وجدير بالذكر أن أغلبية القوى العظمى في ذلك الوقت وعلى رأسها روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة والصين رحبوا بشدة مشروع التحكيم الدولي الإلزامي غير أن ضرورة التصويت بالإجماع أعاقت فكرة المشروع بعد معارضة ألمانيا وبعض الدول الأخرى للفكرة.