
النّفط يرتفع مدفوعاً بتوتّرات جيوسياسيّة وقرار "أوبك+" الحذر
شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسبوع الماضي، مدفوعةً بمزيج من قرارات إنتاجية حذرة من تحالف "أوبك+"، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إلى جانب اضطرابات في جانب الإمدادات. هذه العوامل مجتمعة دفعت الأسواق إلى ترجيح استمرار الاتجاه الصاعد لأسعار الخام في المدى القريب.
في قرار مراقَب عن كثب، أعلنت مجموعة "أوبك+" إبقاء الزيادة المحدودة في الإنتاج عند 411 ألف برميل يومياً خلال شهر تموز/يوليو، وهي الكمية نفسها التي اعتُمدت في أيار/مايو وحزيران/يونيو. وجاء القرار في وقت كانت فيه الأسواق تترقّب إمكانية رفع أكبر للإنتاج، خصوصاً مع ضغوط من بعض الدول المستهلكة للحد من أسعار الطاقة.
إلا أن التحالف التزم بسياسة حذرة، معتمداً على تقييم دقيق لتوازن السوق في ظل تباطؤ اقتصادي عالمي، وقلق من ضعف الطلب في بعض المناطق، لا سيما آسيا. وقد ساهم هذا النهج في دعم الأسعار، حيث أرسل إشارة واضحة بأن "أوبك+" لا تزال ملتزمة بإدارة منضبطة للإمدادات.
الملف النووي الإيراني يعيد المخاطر الجيوسياسية إلى الواجهة.
في موازاة قرار "أوبك+"، شهد الأسبوع تصاعداً في التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، بعد رفض طهران مقترحاً أميركياً جديداً بشأن الاتفاق النووي، واعتباره غير مناسب لمصالحها الاستراتيجية. التصريحات الإيرانية أوضحت أن المقترح لا يتضمّن تنازلات ملموسة، لا سيما في ما يتعلق بمستويات تخصيب اليورانيوم.
هذا الجمود في المحادثات يعني استمرار العقوبات الأميركية، وبالتالي بقاء صادرات النفط الإيراني خارج الأسواق العالمية في المستقبل المنظور، ما يُبقي الضغط على الإمدادات، ويزيد من العلاوات الجيوسياسية على أسعار الخام.
حرائق كندا تضرب جانب الإمداد في وقت حرج
في تطور إضافي على صعيد العرض، أدّت حرائق غابات في إقليم ألبرتا الكندي إلى تعطيل مؤقت لحوالي 7% من إنتاج البلاد من النفط الخام. هذه الحادثة تضاف إلى سلسلة من الأحداث المناخية التي أصبحت مؤثراً متزايداً على سلاسل الإمداد العالمية، وتؤكد هشاشة البنية التحتية أمام ظواهر الطقس المتطرفة.
الأسواق لم تتجاهل هذا العامل، وبدأت تقيّم التأثير المحتمل على المخزون العالمي، خاصةً مع اقتراب موسم القيادة في الصيف، والذي عادةً ما يشهد ارتفاعاً في الطلب على المنتجات النفطية.
توقعات حذرة للأسواق وسط ضبابية المشهد العالمي
مع استمرار الحذر في قرارات الإنتاج، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إضافة إلى الاضطرابات المناخية التي تؤثر على الإمدادات، تبدو أسواق النفط محكومة بمزيج من الدعم والمخاطر. وفي ظل عدم وضوح الرؤية بشأن الملف الإيراني، وتزايد المخاوف من تصعيد تجاري بين واشنطن وبكين، يظل الاتجاه الصاعد للأسعار قائماً، لكن بشروط دقيقة. المستثمرون يترقبون الآن إشارات أوضح من صناع القرار العالميين، سواء على صعيد الطاقة أو السياسة، قبل اتخاذ مراكز جديدة في السوق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 5 ساعات
- النهار
النّفط يرتفع مدفوعاً بتوتّرات جيوسياسيّة وقرار "أوبك+" الحذر
شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسبوع الماضي، مدفوعةً بمزيج من قرارات إنتاجية حذرة من تحالف "أوبك+"، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إلى جانب اضطرابات في جانب الإمدادات. هذه العوامل مجتمعة دفعت الأسواق إلى ترجيح استمرار الاتجاه الصاعد لأسعار الخام في المدى القريب. في قرار مراقَب عن كثب، أعلنت مجموعة "أوبك+" إبقاء الزيادة المحدودة في الإنتاج عند 411 ألف برميل يومياً خلال شهر تموز/يوليو، وهي الكمية نفسها التي اعتُمدت في أيار/مايو وحزيران/يونيو. وجاء القرار في وقت كانت فيه الأسواق تترقّب إمكانية رفع أكبر للإنتاج، خصوصاً مع ضغوط من بعض الدول المستهلكة للحد من أسعار الطاقة. إلا أن التحالف التزم بسياسة حذرة، معتمداً على تقييم دقيق لتوازن السوق في ظل تباطؤ اقتصادي عالمي، وقلق من ضعف الطلب في بعض المناطق، لا سيما آسيا. وقد ساهم هذا النهج في دعم الأسعار، حيث أرسل إشارة واضحة بأن "أوبك+" لا تزال ملتزمة بإدارة منضبطة للإمدادات. الملف النووي الإيراني يعيد المخاطر الجيوسياسية إلى الواجهة. في موازاة قرار "أوبك+"، شهد الأسبوع تصاعداً في التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، بعد رفض طهران مقترحاً أميركياً جديداً بشأن الاتفاق النووي، واعتباره غير مناسب لمصالحها الاستراتيجية. التصريحات الإيرانية أوضحت أن المقترح لا يتضمّن تنازلات ملموسة، لا سيما في ما يتعلق بمستويات تخصيب اليورانيوم. هذا الجمود في المحادثات يعني استمرار العقوبات الأميركية، وبالتالي بقاء صادرات النفط الإيراني خارج الأسواق العالمية في المستقبل المنظور، ما يُبقي الضغط على الإمدادات، ويزيد من العلاوات الجيوسياسية على أسعار الخام. حرائق كندا تضرب جانب الإمداد في وقت حرج في تطور إضافي على صعيد العرض، أدّت حرائق غابات في إقليم ألبرتا الكندي إلى تعطيل مؤقت لحوالي 7% من إنتاج البلاد من النفط الخام. هذه الحادثة تضاف إلى سلسلة من الأحداث المناخية التي أصبحت مؤثراً متزايداً على سلاسل الإمداد العالمية، وتؤكد هشاشة البنية التحتية أمام ظواهر الطقس المتطرفة. الأسواق لم تتجاهل هذا العامل، وبدأت تقيّم التأثير المحتمل على المخزون العالمي، خاصةً مع اقتراب موسم القيادة في الصيف، والذي عادةً ما يشهد ارتفاعاً في الطلب على المنتجات النفطية. توقعات حذرة للأسواق وسط ضبابية المشهد العالمي مع استمرار الحذر في قرارات الإنتاج، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إضافة إلى الاضطرابات المناخية التي تؤثر على الإمدادات، تبدو أسواق النفط محكومة بمزيج من الدعم والمخاطر. وفي ظل عدم وضوح الرؤية بشأن الملف الإيراني، وتزايد المخاوف من تصعيد تجاري بين واشنطن وبكين، يظل الاتجاه الصاعد للأسعار قائماً، لكن بشروط دقيقة. المستثمرون يترقبون الآن إشارات أوضح من صناع القرار العالميين، سواء على صعيد الطاقة أو السياسة، قبل اتخاذ مراكز جديدة في السوق.


IM Lebanon
منذ 7 ساعات
- IM Lebanon
إيران: المقترح الأميركي الأخير لم يذكر رفع العقوبات
كشف رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، عن أن المقترح الأميركي الأخير لم يذكر رفع العقوبات ما يدلل على 'سلوك واشنطن المتناقض وغير الصادق'. وأوضح قاليباف أن أميركا تتحدث عن انفتاح اقتصادي لإيران 'لكنها لا تسعى عملياً إلى حرماننا من حقنا الدولي في تخصيب اليورانيوم فحسب، بل إنها أيضاً، من موقف متسلط، لا تعد حتى برفع العقوبات، ومن الواضح أن أي منطق عقلاني لا يقبل مثل هذا الاتفاق الأحادي الجانب والمفروض'. وأضاف رئيس مجلس الشورى الإيراني أن 'الحل الوحيد هو اتفاق حقيقي يفوز فيه الجميع'، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء 'تسنيم' الإيرانية. وأكد قاليباف أن إيران مستعدة لبناء الثقة في الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي من خلال الحفاظ على التخصيب على أراضيها مقابل رفع العقوبات والحصول على مكاسب اقتصادية. وأشار رئيس مجلس الشورى الإيراني إلى أنه إذا كان الرئيس الأميركي يسعى حقًا إلى اتفاق، فعليه تغيير نهجه والتوقف عن تقسيم العمل مع إسرائيل والسعي وراء 'أفكار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفاشلة'.


لبنان اليوم
منذ 7 ساعات
- لبنان اليوم
إيران تندد بالعقوبات الأميركية: 'عداء مستمر وسياسات فاشلة'
دانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدّة العقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على عدد من الأفراد والكيانات الإيرانية وغير الإيرانية، بذريعة التعاون التجاري والمصرفي مع طهران. ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، هذه العقوبات بأنها 'غير قانونية وتنتهك المبادئ والقوانين الدولية'، معتبراً إياها 'جزءاً من سياسة الضغط الأقصى الفاشلة وغير الإنسانية التي تستهدف الشعب الإيراني'. وأضاف: 'هذه الخطوات العدائية المتكررة تعكس العداء العميق والمستمر للنظام الأميركي تجاه إيران، وهي تهدف إلى حرمان المواطنين الإيرانيين من حقوقهم الأساسية. لكنّها، في المقابل، ستزيد من عزيمة الشعب على الدفاع عن حقوقه ومصالحه المشروعة'. من جهته، علّق رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف بالقول: 'لم يُذكر رفع العقوبات في المقترح الأميركي، ولا يمكن لأي منطق عقلاني أن يقبل باتفاق مفروض من دون ضمان رفعها'. وأكد قاليباف استعداد إيران لبناء الثقة حول برنامجها النووي، مع تمسّكها بحقها في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، محذّراً من أن 'أي اتفاق يتطلب تغييراً جذرياً في نهج الإدارة الأميركية، بعيداً عن التنسيق مع إسرائيل وأفكار نتنياهو الفاشلة'. وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت عن فرض حزمة جديدة من العقوبات شملت 10 أفراد و27 كياناً، من بينها شركتان على الأقل على صلة بشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية.