
حياة القناة المذهلة!
ارتسمت صورة قناة بنما في أذهان الكثيرين خلال الفترة الأخيرة، على ضوء مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستعادة بلاده السلطةَ على إدارتها، وقبل ذلك وبعده فهي لا تبدو في أذهان الناس إلا بوصفها ممراً مائياً مهماً تشقه يومياً عشرات سفن الشحن الضخمة المحملة بالحاويات من وإلى مختلف الموانئ البحرية في أنحاء العالم. لكن الجزء الأخير غير المرئي من الصورة الحقيقية لقناة بنما يرجع إلى كونها محاطة على ضفافها بشريط من الغابات المطيرة ذات الأشجار المتشابكة، والتي تُعد موطناً لمئات أنواع الطيور.
ومنها طائر موتموت أحمر اللون الذي يعيش على ضفاف القناة في وادي أنطون، وقد ظهر هنا في هذه الصورة جاثماً على شجيرة بجوار أحد النزل السياحية على مقربة من القناة. وكما يلاحظ زائر بنما، فإنها دولة تَبني بسرعة صناعتَها السياحيةَ البيئية الجذابةَ، خاصة أنها تتمتع بتاريخ عالمي غني ساهمت القناة في صناعته. كما أنها تقع في المنطقة الزمنية ذاتها لمدينة شيكاغو الأميركية، مما يعني عدم وجود فارق في التوقيت بالنسبة لكثير من الأميركيين.
وتحتضن منطقة قناة بنما حوالي ألف نوع من الطيور، بين المهاجرة والمقيمة، من طائر الفرقاط العظيم الذي يحلق لآلاف الأميال، إلى مجموعة مذهلة من الطيور الغابوية الصغيرة والجذابة مثل طائر الـ «ستريك-تشستد أنتبيتا» الذي يخاطبه الناس في منطقة القناة بلطف شديد ودلال فيرد مغرداً بألحانه العذبة. إن نفس السبب الذي أدى إلى إنشاء قناة بنما في أوائل القرن العشرين، مما قاد إلى تغيّر كبير في مسارات التجارة العالمية، هو ما يفسر أيضاً وفرة الطيور في هذا المكان.
فهذه الأرض تقع بين الأميركتين، الشمالية والجنوبية، وبين المحيطين، الهادئ والأطلسي، وبين مستويات ومناخات متباينة بشكل دراماتيكي، أي بين شواطئ مشمسة منبسطة وجبال مكسوة بالغابات المطيرة ترتفع أكثر من 10.000 قدم فوق سطح البحر. وبين هذا وذاك يكتشف الزائر هذه الأرض الواقعة بين البحار، وما تحتضنه من حياة برية مذهلة على طول القناة.
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 6 أيام
- العين الإخبارية
ترامب يزور رمز التعايش في أبوظبي.. جولة داخل بيت العائلة الإبراهيمية
يُجسد "بيت العائلة الإبراهيمية" في مدينة أبوظبي التزام دولة الإمارات العميق بقيم التسامح والتعايش الديني. ويُعدّ من أبرز المعالم الثقافية والروحية في العاصمة، حيث زاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليوم الأخير من جولته الخليجية، التي شملت الرياض والدوحة قبل أن يحط رحاله في أبوظبي. تم افتتاح المجمع في عام 2023، ويضم مسجدًا وكنيسًا وكنيسة ضمن موقع واحد، ليعكس القيم المشتركة بين الإسلام واليهودية والمسيحية. وقد صُمم المشروع على يد المعماري البريطاني الغاني السير ديفيد أدجاي، ويفتح أبوابه يوميًا للمصلين والزوار، سواء للجولات التعريفية أو لأداء الشعائر الدينية. ويقع المجمع على جزيرة السعديات، بجوار متحف زايد الوطني وبالقرب من متحف اللوفر أبوظبي، ويمكن الوصول إليه بسهولة عبر شارع الشيخ خليفة بن زايد. عند الوصول، يتجه الزوار من مواقف السيارات السفلية نحو مركز الترحيب بعد المرور بإجراءات الأمن، ويتميز هذا المركز بمساحته الرحبة، وإضاءته الدافئة، وتصميمه الأنيق والبسيط، ويُستخدم أيضًا كقاعة للفعاليات. تُعرض على جدران المركز محطات تاريخية مهدت لإنشاء "بيت العائلة الإبراهيمية"، وعلى رأسها "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقعها بابا الكنيسة الكاثوليكية الراحل فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في أبوظبي عام 2019. ويضفي الجو العام في المركز إحساسًا بالسكينة والتأمل، مهيئًا الزائرين لتجربة روحية فريدة. تربط حديقة غنية بالنباتات المحلية بين دور العبادة الثلاثة، ويمكن الوصول إليها عبر سلالم أو مصعد، وتضم الحديقة أكثر من 200 نوع من النباتات المحلية، في تجسيد حي لوحدة الأديان وتكاملها. ومن هذه النقطة، يمكن مشاهدة معالم قريبة مثل أحياء السعديات السكنية، جامعة نيويورك أبوظبي، ومعهد بيركلي أبوظبي، بما يعكس التفاعل بين الدين والمجتمع، وتلاقي الماضي العريق مع طموحات المستقبل. مسجد الإمام الطيب يستوعب مسجد الإمام الطيب — الذي يحمل اسم شيخ الأزهر — نحو 300 مصلٍ، ويتميز بسبعة أقواس خارجية ترمز إلى أهمية الرقم سبعة في الإسلام. توجد مرافق وضوء منفصلة، وأماكن مخصصة لحفظ الأحذية، أما داخل المسجد، فالتصميم بسيط ومهيب في آن واحد، دون الثريات التقليدية، حيث يتم الاعتماد على إضاءة موضعية قوية. ويتسم السقف العالي بتصميمه المقبب لتعزيز صوت الإمام، فيما تساعد خطوط السجادة الحمراء الداكنة في تنظيم صفوف الصلاة. الزخارف الإسلامية الدقيقة على النوافذ تسمح بدخول الضوء الطبيعي، لتخلق أجواء تأملية مميزة. كنيس موسى بن ميمون يُطلق على الكنيس اسم "موسى بن ميمون"، نسبة للفيلسوف والفقيه اليهودي الشهير في القرن الثاني عشر، ويستوعب نحو 200 مصلٍ. يتميز الكنيس بأعمدته السبع السفلية والثمانية العلوية التي تدعم السقف، في رمزية إلى أن الله فوق كل ما يصنعه البشر. توجد في محيطه "ميكفاه" – وهي بركة مائية مخصصة للاغتسال الطقسي – بالإضافة إلى قاعة مخصصة للدراسة الدينية. وتزين جدران القاعة الرئيسة لوحات تحمل الوصايا العشر باللغة العبرية. ويتدلى من السقف هيكل شبكي من البرونز، يشبه شكل الخيام القديمة، في إشارة إلى مجتمعات اليهود المتنقلة التي كانت تجتمع لممارسة طقوسها. كنيسة القديس فرنسيس في قلب الكنيسة الكاثوليكية التي تحمل اسم القديس فرنسيس، يتدلى صليب ذهبي بسيط يرحب بالمصلين من جميع الطوائف المسيحية. وتتميز الكنيسة باتساعها ونقائها الصوتي، بفضل نوافذها الممتدة من الأرض حتى السقف وسقفها الخشبي المقوس. يتسع المكان لحوالي 300 شخص، مع مقاعد فسيحة ومذبح مرتفع قليلاً. وخارج الكنيسة، توجد بركة مياه مثلثة الشكل، ترمز إلى الثالوث المسيحي وإلى وحدة الديانات الإبراهيمية الثلاث. أنشطة وفعاليات يحتضن "بيت العائلة الإبراهيمية" صلوات يومية، تشمل صلاة الفجر في المسجد، إلى جانب برنامج من الفعاليات المتنوعة، كالحوارات الثقافية والتجمعات المجتمعية. كما تُنظم كل دار عبادة فعاليات خاصة بطقوسها، وتقام أيضًا فعاليات مشتركة بين الأديان، مثل المحاضرات والمؤتمرات. وتُحدث قائمة الفعاليات بانتظام عبر الموقع الإلكتروني للمجمع وحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي. aXA6IDM4LjIyNS40LjI3IA== جزيرة ام اند امز SE


الاتحاد
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
حياة القناة المذهلة!
ارتسمت صورة قناة بنما في أذهان الكثيرين خلال الفترة الأخيرة، على ضوء مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستعادة بلاده السلطةَ على إدارتها، وقبل ذلك وبعده فهي لا تبدو في أذهان الناس إلا بوصفها ممراً مائياً مهماً تشقه يومياً عشرات سفن الشحن الضخمة المحملة بالحاويات من وإلى مختلف الموانئ البحرية في أنحاء العالم. لكن الجزء الأخير غير المرئي من الصورة الحقيقية لقناة بنما يرجع إلى كونها محاطة على ضفافها بشريط من الغابات المطيرة ذات الأشجار المتشابكة، والتي تُعد موطناً لمئات أنواع الطيور. ومنها طائر موتموت أحمر اللون الذي يعيش على ضفاف القناة في وادي أنطون، وقد ظهر هنا في هذه الصورة جاثماً على شجيرة بجوار أحد النزل السياحية على مقربة من القناة. وكما يلاحظ زائر بنما، فإنها دولة تَبني بسرعة صناعتَها السياحيةَ البيئية الجذابةَ، خاصة أنها تتمتع بتاريخ عالمي غني ساهمت القناة في صناعته. كما أنها تقع في المنطقة الزمنية ذاتها لمدينة شيكاغو الأميركية، مما يعني عدم وجود فارق في التوقيت بالنسبة لكثير من الأميركيين. وتحتضن منطقة قناة بنما حوالي ألف نوع من الطيور، بين المهاجرة والمقيمة، من طائر الفرقاط العظيم الذي يحلق لآلاف الأميال، إلى مجموعة مذهلة من الطيور الغابوية الصغيرة والجذابة مثل طائر الـ «ستريك-تشستد أنتبيتا» الذي يخاطبه الناس في منطقة القناة بلطف شديد ودلال فيرد مغرداً بألحانه العذبة. إن نفس السبب الذي أدى إلى إنشاء قناة بنما في أوائل القرن العشرين، مما قاد إلى تغيّر كبير في مسارات التجارة العالمية، هو ما يفسر أيضاً وفرة الطيور في هذا المكان. فهذه الأرض تقع بين الأميركتين، الشمالية والجنوبية، وبين المحيطين، الهادئ والأطلسي، وبين مستويات ومناخات متباينة بشكل دراماتيكي، أي بين شواطئ مشمسة منبسطة وجبال مكسوة بالغابات المطيرة ترتفع أكثر من 10.000 قدم فوق سطح البحر. وبين هذا وذاك يكتشف الزائر هذه الأرض الواقعة بين البحار، وما تحتضنه من حياة برية مذهلة على طول القناة. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)


الاتحاد
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
سمك «الشاد».. ازدهار الربيع
سمكة «الشاد» أثناء وزنها في أحد مصايد الأسماك بمنطقة «لامبرتفيل» بولاية نيوجيرسي الأميركية، هذا النوع من الأسماك ينمو في فصل الربيع وتمتلأ به شباك الصيادين الذين يبحثون عن مصدر دخلهم من مياه نهر ديلاوير، في موسم سنوي للصيد يحرصون دوماً على استمراره. سمك «الشاد» الأميركي نوع نادر يبدأ حياته في المياه العذبة على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية ثم يهاجر إلى سواحل المحيط الأطلسي ويعيش فيها لمدة ثلاث أو أربع سنوات يتناول فيها العوالق البحرية والروبيات الصغير ثم يعود مرة أخرى للأنهار. تتحرك أسماك «الشاد» في مساحة تمتد لقرابة 300 ميل. كانت سمكة «الشاد» الزيتية تقدم ضمن وجبة شائعة لدى الأميركيين في عقود سابقة، الآن أصبحت لا تجذب الكثير من الأميركيين، وأصبح معظم عملاء مصايد أسماك «الشاد» الآن من الهند وبنجلاديش والصين. ويشير تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» إلى أنه بحلول منتصف القرن العشرين، تقلص عدد أسماك «الشاد» بشكل كبير جراء التغيرات التي تتمثل في التوسع في بناء السفن والأنشطة الصناعية والصرف الصحي، ما يؤدي إلى نقص الأكسجين المذاب في الماء الذي تحتاجه الأسماك لتتنفس. انخفض الصيد في غضون عامين خلال الخمسينيات، ما دفع البعض لتنبيه المسؤولين في ولاية نيوجيرسي بضرورة تنظيف نهر ديلاوير. الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»