
العيون تحتضن أول ماستر كلاس للجراحة الروبوتية بالمغرب: خطوة نوعية في التكوين الطبي والابتكار الجراحي
العيون الآن.
يوسف بوصولة
في سابقة هي الأولى من نوعها على المستوى الوطني، نظمت كلية الطب والصيدلة بالعيون أول ماستر كلاس في محاكاة الجراحة الروبوتية، بمشاركة نخبة من الأطباء والجراحين من مختلف جهات المملكة.
الحدث العلمي المتميز شكل لحظة فارقة في تحديث منظومة التكوين الطبي بالمغرب خصوصا في الأقاليم الجنوبية، حيث استخدم جهاز محاكاة متطور يعتمد على الواقع الافتراضي لمحاكاة بيئات العمليات الجراحية بدقة عالية، مما أتاح للمشاركين فرصة التفاعل العملي مع أدوات الجراحة الروبوتية في بيئة تعليمية آمنة ومحكمة.
الجراحة الروبوتية تعد من أكثر التخصصات تطورا في عالم الطب الحديث، حيث تتيح للجراحين القيام بعمليات دقيقة ومعقدة باستخدام أذرع روبوتية يتم التحكم فيها عن بعد، مزودة بكاميرات ثلاثية الأبعاد وأدوات دقيقة تسمح بتقليل النزيف تقليص المضاعفات، وتسريع فترة الشفاء.
تظهر الدراسات أن هذا النوع من الجراحة يقلل من خطر العدوى بفضل صغر حجم الشقوق الجراحية. يحسّن من دقة التدخلات خاصة في العمليات الحساسة (القلب، العمود الفقري، الأورام). يقلل من مدة الإقامة بالمستشفى، مما يخفف العبء على المرافق الصحية. ويعزز راحة الجراح بفضل التحكم الرقمي الدقيق وتقليل الإجهاد البدني.
شكل هذا الماستر كلاس الذي احتضنته كلية الطب والصيدلة بالعيون، منعطفا حاسما في مسار التكوين الطبي الجراحي، حيث باتت هذه المؤسسة الجامعية أول كلية عمومية توفر جهاز محاكاة متكامل للجراحة الروبوتية على الصعيد الوطني، ما يعزز موقعها كقطب طبي وأكاديمي في الجنوب المغربي.
بفضل هذه المبادرة سيتمكن الأطباء الجراحون المغاربة والأجانب من تطوير كفاءاتهم باستخدام تكنولوجيا متقدمة، وبالتالي تحسين جودة الرعاية الصحية في الجهات الجنوبية وتمكين المرضى من الاستفادة من أحدث الحلول الجراحية.
يندرج هذا الإنجاز ضمن الرؤية الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي يجعل من التكوين المتقدم والابتكار التقني ركيزتين أساسيتين لتحقيق الإقلاع الشامل. وتعد هذه التجربة شهادة حية على دينامية التغيير التي تعرفها المنطقة، حيث يتكامل الاستثمار في الرأسمال البشري مع التحديث التكنولوجي من أجل تطوير قطاع الصحة العمومية.
بفضل هذا الحدث تضع مدينة العيون نفسها على خارطة التميز في التكوين الطبي الجراحي، وتؤكد أن المنطقة الجنوبية ليست فقط طرفا مستفيدا من التنمية، بل شريكا فاعلا في قيادة الابتكار الوطني.
إن هذا الماستر كلاس الجراحة الروبوتية ليس مجرد ورشة تدريب، بل رؤية مستقبلية تمهد الطريق أمام مستشفيات ذكية وأطباء أكثر كفاءة، ونظام صحي أكثر قدرة على الاستجابة لمتطلبات العصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كازاوي
منذ 3 أيام
- كازاوي
أطباء وخبراء يدعون إلى وضع خارطة طريق لتحسين رعاية مرضى اضطرابات تخثر الدم في المغرب
احتضنت مدينة الدار البيضاء يومي 15 و16 ماي الجاري فعاليات اللقاء العلمي المتخصص 'الماستر كلاس في الهيموستاز'، الذي نظمته كلية الطب الخاصة بمراكش بشراكة مع مؤسسة 'برومالاب' للتشخيص الصحية، بمشاركة نخبة من الأطباء والخبراء المغاربة والدوليين في مجال أمراض الدم وتخثره. وسلط هذا الحدث العلمي الضوء على التحديات الكبرى المرتبطة باضطرابات التخثر الدموي، بما في ذلك النزيف والجلطات الدموية، التي تشكل تهديدًا متزايدًا للصحة العامة، نتيجة صعوبتها في التشخيص وتعدد مسبباتها سواء الوراثية أو المكتسبة. وأجمع المشاركون على أهمية اعتماد مقاربة متعددة التخصصات، تجمع بين الكفاءات الطبية والعلمية من القطاعين العام والخاص، إلى جانب التكوين المستمر للأطر الصحية وتوحيد الممارسات السريرية لضمان جودة أعلى في الرعاية الصحية. وأكدت الدكتورة بشرى المالكي، مديرة مؤسسة برومالاب للتشخيص الصحية، أن تنظيم هذا 'الماستر كلاس' يأتي استجابة لحاجة ملحّة في الساحة الطبية، ويهدف إلى تعزيز تبادل المعارف السريرية والعلمية حول أمراض التخثر، وتحسين المسارات العلاجية للمرضى. وأضافت أن هذا اللقاء شكل منصة هامة لتنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين، ووضع أسس خارطة طريق وطنية ترتكز على المعايير الدولية وأحدث التوصيات العلمية. وتابعت المالكي أن الحدث، الذي عرف مشاركة واسعة من الأطباء من داخل المغرب وخارجه، يعكس التزاما جماعيا للنهوض بمنظومة التكفل بمرضى اضطرابات النزيف والتخثر، سواء كانت ناجمة عن أمراض وراثية كالهيموفيليا وداء فون ويلبراند، أو مكتسبة كالحالات المرتبطة بالحمل، أو العمليات الجراحية، أو الأورام، أو حتى بفعل استخدام مضادات التخثر. من جهته، أبرز البروفيسور مولاي إسماعيل العلمي، رئيس الجامعة الدولية للطب بمراكش، أن اللقاء العلمي يدخل في إطار دعم الأولويات الوطنية الرامية إلى تسهيل ولوج المواطنين إلى خدمات صحية ذات جودة عالية، وتجسيد التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى تطوير المنظومة الصحية، عبر دعم البحث العلمي وتكريس التكوين الطبي المستمر، ورفع كفاءة الممارسين الصحيين. وأوضح العلمي أن هذا الحدث يعكس روح المسؤولية المشتركة في النهوض بصحة المواطن، مشددا على أن تكوين أطباء المستقبل داخل مؤسسات أكاديمية مرموقة يعد من بين المرتكزات الأساسية لتحديث القطاع الصحي الوطني. وتناول اللقاء عدة مواضيع دقيقة ومحدثة، من بينها آخر المستجدات العلمية حول التشخيص والعلاج في أمراض التخثر، حيث قُدمت عروض تفاعلية وجلسات عمل مشتركة بين مختلف التخصصات، بهدف تبادل التجارب وتنسيق الممارسات وفق أحدث ما توصل إليه الطب الحديث. كما شدد الدكتور مصطفى المشرقي ، أحد المتدخلين الرئيسيين في المؤتمر، على أن 'العلم الطبي علم حي ومتطور، ومن الضروري متابعة مستجداته وتقاسم المعرفة مع الجسم الطبي والمجتمع ككل'، معتبراً أن الابتكار والتجربة والتكوين المستمر، هي مفاتيح أساسية لبناء ممارسة طبية متجددة ومواكبة للتحديات. واختُتم اللقاء بتوصيات عملية تهدف إلى تحسين التكفل بمرضى اضطرابات التخثر، وتأسيس شبكة وطنية للممارسات الجيدة، تقوم على التعاون بين مختلف القطاعات المعنية، وتطوير آليات التشخيص والعلاج، بما يضمن جودة أعلى في الرعاية الصحية وفعالية أكبر في الاستجابة للمتغيرات السريرية. ويمثل هذا الحدث العلمي خطوة نوعية نحو بلورة سياسة صحية ناجعة في مجال أمراض الدم، تعكس تطلعات المواطنين، وتواكب التوجيهات الملكية السامية للنهوض بالقطاع الصحي، وترسّخ مبدأ التكامل بين الفاعلين لتقديم خدمات صحية ترتقي إلى أعلى المعايير الدولية.


العيون الآن
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- العيون الآن
المغرب يتصدر إفريقيا في التصنيف العلمي العالمي لـ AD Scientific Index 2025
العيون الآن يوسف بوصولة / العيون. واصل المغرب تعزيز مكانته العلمية قارياً ودولياً بعدما صنف مؤشر 'AD Scientific Index 2025' سبعة آلاف وأربعة وخمسين باحثا مغربيا ضمن قائمته لأكثر العلماء تأثيرا من حيث عدد الاستشهادات بأعمالهم البحثية، موزعين على 54 مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي. حل المغرب في المرتبة الأولى إفريقياً والـ94 عالميا، وفق ما أظهره التصنيف الذي يعكس التأثير المتصاعد للأبحاث المغربية على الساحة الأكاديمية الدولية. الفيزيائي عبد السلام حمادة أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء تصدر قائمة العلماء المغاربة والإفريقيين، وحل في المرتبة 94 عالميا، بعد أن بلغ مجموع الاستشهادات بأبحاثه 384,657 استشهادا، منها أكثر من 124 ألفا خلال السنوات الست الأخيرة. فيما جاءت فريدة فاسي أستاذة الفيزياء بجامعة محمد الخامس بالرباط ثانية وطنيا وثالثة إفريقيا و171 عالميا بـ331,147 استشهادا، تلتها زميلتها رجاء الشرقاوي المرسلي في المرتبة الثالثة مغربيا والرابعة إفريقياً و225 عالمياً بإجمالي 304,681 استشهاداً. يتميز الباحثون الثلاثة بانتمائهم إلى مجالات الفيزياء النووية وعالية الطاقة، وهي تخصصات تحظى بنسبة استشهادات مرتفعة في الأوساط العلمية. ويعتمد مؤشر 'AD Scientific Index' على تتبع عدد الاستشهادات الكلية والحديثة خلال آخر ست سنوات، مع استبعاد التضخيم الناتج عن الإفراط في التأليف المشترك أو التحفيز المؤسسي غير الموضوعي، مع مراعاة التوازن بين الكمية والأصالة العلمية.


العيون الآن
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- العيون الآن
تقرير بيئي: غالبية شواطئ المغرب آمنة للاستحمام خلال الموسم الصيفي
العيون الآن.ض يوسف بوصولة كشف التقرير السنوي لرصد جودة مياه الاستحمام ورمال الشواطئ بالمغرب الصادر عن وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة عن تسجيل نسبة غير مسبوقة بلغت 90.74% من المحطات المصنفة كمطابقة للمعايير الصحية خلال موسم صيف 2023، وهي النسبة الأعلى منذ إطلاق البرنامج الوطني لمراقبة الشواطئ. وفقا للتقرير الوطني برسم سنة 2024 فإن 174 شاطئا من أصل 196 شاطئا خضع للمراقبة صنف على أنه صالح للاستحمام، بينما تم تسجيل 22 شاطئا غير مطابق للمعايير الصحية. كما أظهرت المعطيات أن 39 محطة رصد من أصل 497 محطة شاطئية جاءت خارج التصنيف، وهو ما يطرح تحديات بيئية موضعية. يستند تقييم جودة المياه إلى المعيار المغربي NM 03.7.199 المعتمد منذ 2019، والذي يعتمد تحاليل ميكروبيولوجية لمؤشري الإشريكية القولونية والمكورات المعوية خلال أربع سنوات متتالية، مع مقارنتها بالمستويات المرجعية المعتمدة وطنيا. ويعكس هذا التطور الإيجابي منحى تصاعديا واضحا، حيث ارتفعت نسبة المحطات المطابقة من 87.1% سنة 2014 إلى 88.14% سنة 2021، قبل أن تبلغ 90.74% للفترة 2020–2023، ما اعتبره التقرير مؤشرا على 'مجهودات ملموسة لتحسين جودة مياه الاستحمام على الصعيد الوطني'. خلال صيف 2023 شملت عملية المراقبة 497 محطة موزعة على 196 شاطئا منها 336 محطة بالواجهة الأطلسية و161 بالواجهة المتوسطية، حيث جرى جمع 4949 عينة مياه خضعت لتحاليل دقيقة داخل شبكة وطنية للرصد، تشرف عليها الوزارة بشراكة مع المختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث (LNESP) ومركز الدراسات والأبحاث (CEREP/LPEE). تشير المعطيات إلى أن المحطات المصنفة كمطابقة تتوزع جغرافيا على مختلف جهات المملكة، بما يعكس نوعاً من التوازن في جهود الحماية البيئية، مع استمرار وجود تفاوتات محلية في بعض المناطق التي تعاني من ضعف في البنية التحتية والتطهير السائل أو تأثيرات موسمية ناجمة عن الاكتظاظ والتغير المناخي. وعلى مستوى التصنيف التفصيلي حازت 40.14% من المحطات على تقييم 'مياه ممتازة'، فيما صنفت 31.59% على أنها 'جيدة'، و19% 'مقبولة'، بينما لا تزال 9.26% من المحطات مصنفة ضمن فئة المياه الرديئة، ما يستدعي تدخلا عاجلا لتحسين ظروف النظافة والسلامة في تلك المواقع. بينما نوه التقرير بـ'فعالية الاستراتيجية الوطنية' في تدبير جودة مياه الشواطئ، فإنه دعا إلى الرفع من وتيرة مراقبة المحطات، وتعزيز دور الجماعات المحلية، إلى جانب تكثيف الحملات التوعوية الموجهة للمصطافين، لمواكبة تحديات التغيرات المناخية وضمان استدامة المكتسبات. يأتي هذا التقرير في إطار تنفيذ البرنامج الوطني لرصد جودة مياه الاستحمام ورمال الشواطئ، الذي يسعى إلى تقوية منظومة المراقبة البيئية، وتحقيق التزامات المغرب في مجال حماية البيئة الساحلية والتنمية المستدامة، من خلال توفير معطيات دقيقة لصنّاع القرار والعموم حول الحالة الصحية للشواطئ المغربية.