
من الإغاثة إلى التنمية.. قطر شريك إنساني وتنموي رائد في دعم سوريا نحو التعافي والإعمار
64
سوريا
A+ A-
دمشق - قنا
تواصل دولة قطر دعمها المستمر للشعب السوري عبر مجموعة واسعة من المشاريع الإنسانية والتنموية التي تنفذها مؤسساتها الرسمية والخيرية في مختلف المحافظات السورية، وتأتي هذه الجهود في إطار تعزيز الشراكة بين البلدين، ومواكبة الاحتياجات العاجلة والطويلة الأمد للسوريين في مختلف القطاعات الحيوية، في ظل الأوضاع التي أعقبت سنوات الأزمة والتحديات التي تواجه إعادة الإعمار.
فمنذ اندلاع الأحداث في سوريا، كانت جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري وصندوق قطر للتنمية في طليعة الجهات الإنسانية التي سارعت إلى تقديم الدعم العاجل والمستدام، بالتنسيق الوثيق مع المنظمات والهيئات الإنسانية الدولية والمحلية والمؤسسات الرسمية، لتشمل التدخلات مجالات الصحة والمأوى والتعليم والأمن الغذائي والبنية التحتية، إضافة إلى مشاريع التمكين الاقتصادي.
وفي حديث لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أوضح كرم علي، مدير مكتب تركيا وسوريا في جمعية قطر الخيرية، أن المؤسسة نفذت منذ بداية الأزمة السورية أكثر من 4800 مشروع، بتكلفة إجمالية قاربت 750 مليون ريال قطري، شملت قطاعات الصحة والمأوى والأمن الغذائي والتعليم، مشيرا إلى أن الاستجابة الفورية لزلزال فبراير بلغت قيمتها نحو 70 مليون ريال، ووجهت لتأمين المأوى العاجل من خلال الخيام والمنازل مسبقة الصنع، إضافة إلى السلال الغذائية والاحتياجات الأساسية الأخرى.
وبين أن الجمعية اتبعت آليات متنوعة في التنفيذ، سواء بشكل مباشر أو عبر شركاء من تركيا وسوريا، التزاما بقرارات مجلس الأمن الخاصة بالعمليات الإنسانية العابرة للحدود، حيث جاء الشمال السوري في صدارة الاستهداف، واستعرض السيد علي أهم إنجازات جمعية قطر الخيرية في الشمال السوري المتمثلة بإنشاء "مدينة الأمل"، التي تؤوي 1400 أسرة، وتضم مدارس ومراكز صحية وروضة أطفال وسوقا تجاريا ومرافق خدمية متكاملة، فضلا عن بناء أكثر من 2000 منزل متفرق أو ضمن تجمعات سكنية.
كما أطلقت قطر الخيرية في ليلة السابع والعشرين من رمضان الماضي مشروعا لترميم 1500 منزل، بدأ العمل فعليا في 600 منها بسهل الغاب ومعرة النعمان، فيما يجري التحضير لاستكمال بقية المنازل في ريف حلب الشمالي، وأشار إلى أن قطر الخيرية تدير مستشفى باب الهوى وتنفذ مشاريع تمكين اقتصادي تستهدف الأسر الفقيرة وأمهات الأيتام، من خلال التدريب ودعم المشاريع الصغيرة.
وأضاف أن قطر الخيرية شرعت في تنفيذ مشاريع جديدة بالتنسيق مع وزارتي الصحة والتربية في سوريا، تشمل طباعة الكتب المدرسية للصفوف من الأول حتى التاسع، وترميم المدارس، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى خطط لإقامة محطات طاقة شمسية وصيانة محطات المياه والصرف الصحي، وأوضح أن برامج الأمن الغذائي لا تزال تحظى بأولوية، عبر دعم سلسلة القيمة للقمح والثروة الحيوانية، فضلا عن كفالة وتشغيل 12 مركزا صحيا، وتزويد منظومة الإسعاف بـ18 سيارة إسعاف.
وشدد على أن المشاريع يتم اختيارها وتنفيذها بالتنسيق مع الحكومة السورية والوحدات المحلية والمؤسسات الإنسانية، لضمان وصول الدعم إلى الفئات والمناطق الأكثر احتياجا.
من جانبه، قال مازن عبد الله سلوم رئيس بعثة الهلال الأحمر القطري في سوريا وتركيا، في حديث لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن البعثة قدمت منذ عام 2012 استجابة شاملة للأزمة السورية في ثمانية قطاعات حيوية، استفاد منها أكثر من 13 مليون شخص، بإنفاق إجمالي تجاوز 160 مليون دولار أمريكي.
وأوضح أن الهلال الأحمر القطري كان أول منظمة إنسانية تدخل المساعدات الإغاثية إلى سوريا عبر الحدود بعد الزلزال المدمر، بالتعاون مع صندوق قطر للتنمية، حيث تم توزيع هذه المساعدات في سوريا وتركيا على حد سواء.
وأضاف أن الهلال الأحمر القطري سير قوافل طبية قدمت أكثر من 300 عملية جراحية نوعية، وشغل أربع عيادات متنقلة لخدمة النازحين، كما أنشأ 15 قرية سكنية في الشمال السوري تضم نحو 3500 شقة، استفاد منها أكثر من 60 ألف شخص، إلى جانب ترميم مئات المنازل المتضررة، وأشار إلى وجود خطط لمشاريع ترميم إضافية وبناء قرى جديدة، بالتنسيق مع خطط الإعمار الحكومية.
وأكد سلوم أن الهلال الأحمر القطري يوازن بين الإغاثة العاجلة والمشاريع المستدامة، حيث يشمل عمله تقديم الأدوية والمستلزمات الطبية، وإنشاء أقسام قسطرة قلبية ومراكز غسيل كلى، ودعم المستشفيات، إضافة إلى إنشاء الأفران وتأهيل محطات الري، بدعم من صندوق قطر للتنمية، وأعرب عن ثقته بأن دولة قطر ستبقى شريكا إنسانيا رئيسيا لسوريا، مؤكدا أن العمل سيتوسع ليشمل محافظات سورية إضافية مع عودة الاستقرار إليها.
بدوره، قال محمد حازم بقلة رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، في حديث مماثل لـ"قنا"، إلى أن التعاون مع الهلال الأحمر القطري شهد تطورا ملحوظا بعد الثامن من ديسمبر الماضي، حيث شمل دعم الفئات الفقيرة بالسلال الغذائية، وإجراء عمليات قلب جراحية للأطفال، وتنفيذ مشاريع موسمية مثل الأضاحي في عيد الأضحى المبارك، والدعم الرمضاني.
وأوضح أن الهلال الأحمر القطري كان حاضرا في الأزمات الطارئة بجنوب سوريا، حيث دعم مراكز الإيواء بالسلال الغذائية، لافتا إلى أن هناك مشاريع قيد الدراسة تتعلق بالبنية التحتية والمشاريع المستدامة، يجري الإعداد لها عبر اجتماعات مشتركة، تمهيدا لتوقيع اتفاقية تفاهم تشمل غالبية المحافظات السورية.
وأضاف أن التعاون بين الجانبين يمتد كذلك إلى مجالات التكنولوجيا الرقمية في العمل الإنساني، بعد مشاركة الهلال الأحمر العربي السوري في مؤتمر بهذا الشأن في قطر منذ بضعة أشهر، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من الشراكات والمشاريع التي تخدم مختلف المناطق السورية.
وفي هذا السياق، أكدت هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بسوريا، في حديث لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، اعتزاز سوريا بعلاقتها مع دولة قطر، مشيدة بالدعم الإنساني والمعنوي والمادي الذي تقدمه للشعب السوري.
وأوضحت أن هناك تنسيقا كاملا بين الوزارة والمؤسسات القطرية لتحديد الأولويات والحاجات، مع تبادل الخبرات والتقارير بشكل مستمر.. مشيرة أن برامج التعاون تشمل مجالات الحماية الاجتماعية، والتعليم، ودعم الشباب والمشاريع الصغيرة للخروج من مبدأ الإعانات نحو تمكين الأفراد اقتصاديا، فضلا عن مشاريع للتأهيل المهني ومدرسة مهنية، والتشاور حول تطوير قانون العمل وقانون الحماية.
ويؤكد هذا الالتزام القطري المبدئي والراسخ تجاه الشعب السوري الدور الإنساني والتنموي لدولة قطر، من خلال الانتقال من مرحلة الإغاثة العاجلة إلى مرحلة بناء القدرة على الصمود عبر مشاريع مستدامة تشمل القرى السكنية والمستشفيات، ودعم الزراعة والموارد المائية، وتمكين الأسر اقتصاديا.
كما تعكس هذه الجهود استعداد المؤسسات القطرية لمواصلة العمل بالتنسيق مع الحكومة السورية والشركاء المحليين والدوليين، لتلبية الاحتياجات المتزايدة لمرحلة ما بعد الأزمة، بما يعزز الأمن الإنساني ويفتح آفاق التعافي والنهوض مجددا في سوريا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 16 ساعات
- صحيفة الشرق
من يشتري الوهم مني؟!
225 «مسافر زاده الوهم». سيكون هذا شعار المستقبل! الخيال لم يعد متاحا بعد الآن.. فبضاعة أعداء الإنسانية الوحيدة المطروحة في الأسواق، وعلى الإنترنت، وفي كل مكان، أوهام في أوهام!. أصبحت الأمور الآن واضحة لكل ذي عين ترى، لقد أكمل أعداء الإنسانية، أو يكادون، البنية التحتية لنظامهم العالمي الجديد، عملية طويلة من الاستبدال المنهجي لأنظمة الحياة الطبيعية بأنظمة «صناعية» لاستغلال الشعوب في كل تفاصيل الحياة- المال، والماء، والغذاء، والصحة، والتعليم، والمعلومات، وحتى الإيمان، والإنسان، الذي يصنعون بديلا عنه، (السايبورج)، والأقنعة التي يضعونها على الوجوه ويرتكبون بها كل الموبقات، فينتحلون بها الشخصيات، ويُحيون من مات، أو هو ميت حي، مثل الرئيس السابق بايدن.. مرحبا بكم في عالم المسيخ الدجال!. ما بدأ صغيرا وقليلا كتغييرات متفرقة، من أجل، و»بفضل» التقدم العلمي، تحوّل إلى عملية متكاملة على كل المستويات لجعلنا نعيش بالكامل في عصر اللا واقع، أو «هايبر رياليتي، Hyper-Reality»، أو عصر المسيخ الدجال، استبدال كامل للواقع الحقيقي بواقع صناعي تصنعه الفرامانات والقوانين اللا ديمقراطية، وليس التطور الطبيعي للحياة، واستبدال الملكية الخاصة بإمكانية الاستخدام فقط، واستبدال الكفاءة بالولاء والطاعة. لقد نفذت الحكومات التابعة للنخب عملية إفقار منظمة بطريقة مهندسة ومحسوبة لجعل الملكية الفردية أمرا بعيد المنال. مثلا: في أمريكا الشمالية، في عام 1950 كانت نسبة ملاك المنازل من الشباب، في الثلاثينيات من العمر، 52%، بينما انخفضت إلى 13 % هذا العام 2025، وستظل تنخفض. على أن نزع الملكية التدريجي لا يتوقف هنا. قبل أيام أصدرت السلطات الكندية قانونا جديدا بفرض غرامة قاسية، 30 ألف دولار، على أي فرد يضع قدمه في الغابات الخاضعة للتاج البريطاني، بحجة منع الحرائق. وبحسب الموسوعة الكندية فإن 90 % من أراضي كندا خاضعة للتاج البريطاني! أي أنهم يصادرون حرية الشعب معظم أنحاء بلده بحجة تجنب إشعال الحرائق. والسبب الحقيقي، بحسب مراقبين، هو مصادرة ملكية الشعب الفعلية لتلك الأراضي وإكمال تجارب خطة السيطرة والتحكم التي بدأت مع مسرحية كورونا، وطبقت بقسوة في كندا واستراليا وأمريكا بالذات. لقد زيفوا كل شيء وطمسوا كل الحقائق وجعلوها وهمًا. وكل هذا نتاج نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، الذي تم تعديله بنظام النقود الورقية الوهمية غير المدعومة بغطاء الذهب الذي دُشن بإعلان نيكسون الشهير في 15 أغسطس 1971، والذي مهد لانفجار ظاهرة الخصخصة التي خلقت بدورها ندرة وغلاء وصعوبات مصطنعة في كل مجالات الحياة، وساهمت في تعزيز السيطرة على الحكومات. لقد سحبوا من الحكومات كل الحقوق التي أقرتها اتفاقية «ويستفاليا» إلا حق احتكار العنف. ومن الآن فصاعداً سيستهلك النظام العالمي طاقات البشر وفق «قوانين السخرة»، التي تفرضها خطة كلاوس شواب لإعادة ضبط العالم: لن تملك شيئا وستكون سعيدا!. وأي مستقبل ذاك الذي لا يكون فيه للإنسان أمل في امتلاك شيء، ويكون سعيدا!. في عالم «شواب»، ذاك، ستكون المعادلة هي الامتثال والطاعة مقابل الحياة، (الأكل والشرب والنوم)، وإما الموت. وهذه العملية أبعد كثيرا من صناعة الفقر التي ناقشتها سابقًا. فهم لا يكتفون بالتحكم المالي والسياسي، بل يغيرون قواعد اللعبة كلها للتحكم الكامل في الشعوب، وفق برنامج «إم كيه ألترا»، الذي أظهرت قضية، منظورة أمام القضاء الكندي في مونتريال حاليا، لضحايا البرنامج أنه لم يكن تجارب معزولة، بل عملية تكييف نفسي شاملة للمجتمع بأسره. هذا ما تؤكده كاثرين أوستن فيتس المسؤولة السابقة بالإدارة الأمريكية، في كتاب جديد بعنوان «النهب: تمويل البانوبتيكون». والبانوبتيكون كما شرحته من قبل هو سجن دائري يمكّن السجان أو «الأخ الأكبر» من رؤية ومراقبة المسجونين طول الوقت. تتحدث الكاتبة عما تسميه «المؤامرة الكاملة»، وتكشف عن تبخر أكثر من 36 تريليون دولار من الميزانية الأمريكية قائلة: «إن من يحكموننا يشنون حربا علينا.. إنه «انقلاب مالي». تضيف: أنظمة التحكم والمراقبة لا تراقبنا فحسب، بل تُهيئنا باستمرار لضمان الامتثال»، وهذا يجعل الحرية وهما آخر. وتشرح: «فكرة «بانوبتيكون» تُنشئ الركيزة النفسية التي تجعل الاستغلال والخضوع ممكنًا... نحن لا نُسرق فحسب، بل نُبَرمج للرضوخ لسرقتنا.» خير مثال على ذلك هو قانون حظر الاقتراب من الغابات في كندا. إنهم يصادرون 90 % دفعة واحدة من الأراضي!. لعقود وعقود كان الناس يخرجون في الصيف وحتى في الشتاء للتخييم في الغابات والجبال، بلا قيود في بلاد الحريات. الآن بات محظورا عليهم ذلك. المشكلة الحقيقية ليست هنا، بل فيما سيلي. فتنفيذ هذا القانون يتطلب فرقا وأجهزة رقابة شبه شاملة. وهم بذلك يحولون الهواء الطلق إلى بانوبتيكون. وبمجرد ترسيخهم هذه السلطة وخضوع الناس لها، ما الذي يمنعهم من استخدامها بحجج أخرى؟!. عندها تصبح حالات الطوارئ ذرائع متكررة لتقييد حرية البشر. وتصبح القواعد المؤقتة أدوات دائمة للتحكم وتصبح حرية التجول امتيازًا يُمنح بشروط. وهنا سيكون عليك أن تشتري ما كان مجانيا سابقا. وتصبح حريتك وحقوقك شعاراتٍ وأوهامًا. تقول كاثرين فيتس وغيرها إن هذه تجربة أخرى، بعد تجربة كورونا، لمدى السيطرة والتحكم اللذين يمكن أن تصل إليهما النخب في مصائر البشر قبل أن يبدأوا بالاحتجاج. وتضيف: «وهذه هي قمة الشر: نظام معقد لدرجة أنه لا يحصد ثرواتنا فحسب، بل قدرتنا على الإدراك والمقاومة»، ويغرقنا في الوهم. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ يوم واحد
- صحيفة الشرق
أبرز المحطات التي حققتها قطر في مجال المساعدات الإنسانية خلال هذا العام
محليات 50 الدوحة - موقع الشرق مع حلول اليوم العالمي للعمل الإنساني، سلط مكتب الإعلام الدولي الضوء على أبرز المحطات التي حققتها قطر في مجال المساعدات الإنسانية خلال هذا العام. كما أكد مكتب الإعلام الدولي أن دولة قطر باهتمام عالمي لدورها الفاعل في الوساطة لحل النزاعات، وتقديم الإغاثة الإنسانية، وتعزيز السلام والاستقرار. يناير أعلن معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن وقف إطلاق النار على قطاع غزة، وإطلاق جسراً برياً للإمدادات. أرسلت دولة قطر 150 طناً من المساعدات الإنسانية إلى سوريا. فبراير أطلقت دولة قطر جسراً جوياً من الأردن إلى قطاع غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة. استمرت جهود الوساطة القطرية بين روسيا وأوكرانيا، حيث تم لم شمل مجموعة أخرى من الأطفال بعائلاتهم. مارس صندوق قطر للتنمية يقدم دعماً للأسر المتضررة من الفيضانات في باكستان من خلال اتفاقية بقيمة 11.9 مليون دولار. أبريل تتعهد دولة قطر بتقديم 10 ملايين دولار لدعم المرأة في مناطق النزاع في السودان، إلى جانب مبادرات إنسانية وتنموية في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة الطارئة. مايو وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقيات تمويل أساسية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لتعزيز الاستجابة. يونيو شاركت دولة قطر في مراسم توقيع اتفاق السلام بين جمهورية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. يوليو تم إرسال 49 شاحنة مساعدات قطرية إلى قطاع غزة مروراً بمصر والأردن. كما تم توقيع 16 اتفاقية استراتيجية بقيمة 500 مليون دولار لدعم المبادرات الإنسانية والتنموية، مما يعود بالنفع على أكثر من 17 مليون شخص حول العالم. أغسطس استأنف مستشفى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لإعادة التأهيل والأطراف الصناعية في قطاع غزة، الممول من صندوق قطر للتنمية، عمله لخدمة المرضى وضحايا الحرب. كما أطلق صندوق قطر للتنمية المرحلة الثانية من دعم الكهرباء في سوريا، بما يمثل تحسناً يومياً بنسبة 40% لأكثر من 5 ملايين مشترك. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ 2 أيام
- صحيفة الشرق
قطر قدمت 11.55 مليار دولار مساعدات خارجية
28 خلال 13 عاماً وفي أكثر من 100 دولة حول العالم.. A+ A- قطر - 90 % من المساعدات وُجهت للدول الأقل نمواً. - قطر الخيرية نفذت مشاريع بـ 1.57 مليار ريال استفاد منها 22 مليون شخص العام الماضي. - الهلال الأحمر يطلق 151 مشروعاً لصالح 1.6 مليون مستفيد عام 2024. - التعليم فوق الجميع يصل إلى أكثر من 10 ملايين طفل في 60 دولة. - 500 مليون دولار للأمم المتحدة و60 مليون دولار لبرنامج عمل الدوحة. تواصل دولة قطر ترسيخ مكانتها كأحد أبرز المانحين على الساحة الإنسانية والتنموية العالمية، عبر مساهمات مالية ومشاريع نوعية وصلت إلى عشرات الدول، مستندة إلى رؤية وطنية شاملة تستهدف تعزيز قيم التضامن والسلام والتنمية المستدامة. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن قطر قدمت خلال الفترة ما بين عام 2012 وحتى 2019 مساعدات خارجية تجاوزت 6.75 مليار دولار أمريكي، استفادت منها أكثر من مائة دولة حول العالم، شملت برامج إنسانية وطبية في أكثر من ثمانين دولة. ومنذ عام 2020 وحتى الآن، واصلت الدولة نهجها الإنساني عبر تقديم مساعدات بقيمة 4.8 مليار دولار، وُجهت تسعون بالمائة منها إلى الدول الأقل نمواً، فيما تتماشى 64% من هذه المساهمات مع أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في محاور مكافحة الفقر، والتعليم، والرعاية الصحية. في قلب هذه الجهود، يبرز صندوق قطر للتنمية كأحد أهم الأذرع التنفيذية للمساعدات الرسمية القطرية، حيث بلغ إجمالي تمويله المعلن في عام 2024 نحو 321.6 مليون دولار أمريكي، ما وضعه في المرتبة الثامنة عشرة بين أكبر الجهات المانحة على مستوى العالم، بنسبة تقارب واحد بالمائة من إجمالي التمويل الإنساني العالمي. وساهم الصندوق في دعم استقرار السودان منذ اندلاع الحرب عبر تقديم مساعدات بلغت قيمتها 86 مليون دولار، شملت تسيير جسر جوي حمل مئات الأطنان من المواد الغذائية والطبية ومستلزمات الإيواء. كما امتدت يد العون إلى أفغانستان، حيث تجاوزت قيمة المساعدات المقدمة أكثر من 41 مليون دولار خلال الفترة من 2014 إلى 2023. وعلى الصعيد الفلسطيني، وقع الصندوق اتفاقية بقيمة 20 مليون دولار مع وكالة الأونروا لدعم برامج التعليم والصحة في غزة وسوريا ولبنان والأردن، في وقت تتعرض فيه عمليات الوكالة لتحديات جسيمة. وإلى جانب ذلك، أسهم الصندوق في دعم التحالف العالمي للقاحات "GAVI" والتزام السوق المسبق لمرفق "COVAX" بمبالغ تجاوزت 30 مليون دولار، ما مكّن من شراء وتوزيع مليارات الجرعات من اللقاحات في خضم جائحة "كوفيد-19". - قطر الخيرية ولا يقتصر العمل الخيري القطري على الصعيد الرسمي، بل يتجسد أيضاً عبر الجمعيات الإنسانية الكبرى، وفي مقدمتها "قطر الخيرية" التي تُعد واحدة من أكبر المنظمات غير الحكومية في المنطقة. ففي عام 2024 وحده، بلغ حجم المشاريع التي نفذتها الجمعية نحو 1.57 مليار ريال قطري (430 مليون دولار)، واستفاد منها ما يقارب 22 مليون شخص في أكثر من 70 دولة. وتوزعت جهودها بين الإغاثة العاجلة في مناطق الأزمات، والتنمية المستدامة في مجالات الصحة والتعليم والمياه، فضلاً عن الرعاية الاجتماعية التي شملت برامج كفالة الأيتام والأسر الفقيرة. وفي الأزمة الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، قدمت قطر الخيرية مساعدات بقيمة 114 مليون ريال، تضمنت توزيع مئات الآلاف من الوجبات الساخنة وآلاف الخيام وحقائب النظافة والبطانيات، ما ساهم في التخفيف من معاناة مئات الآلاف من المتضررين. - الهلال الأحمر القطري كما يلعب الهلال الأحمر القطري دوراً محورياً في العمل الإنساني عبر خطط سنوية متكاملة، حيث نفذ في عام 2024 ما يزيد عن 150 مشروعاً لصالح أكثر من 1.6 مليون شخص في الداخل والخارج. وتنوعت هذه المشاريع بين توفير المساعدات الصحية عبر 49 مشروعاً لعلاج عشرات الآلاف من المرضى، وتأمين الغذاء لأكثر من 600 ألف مستفيد في دول مثل فلسطين واليمن وسوريا، إضافة إلى مشاريع الإيواء التي شملت بناء وترميم منازل وتوفير حلول سكنية متكاملة في ست دول، بينها غزة والنيجر والصومال. ولم يغفل الهلال الأحمر القطري قطاع التعليم، حيث قدم دعماً مباشراً لأكثر من 12 ألف طالب، إلى جانب برامجه في المياه والإصحاح وكسب العيش. وتبرز في هذا السياق القوافل الطبية التي يسيرها الهلال الأحمر إلى مناطق الأزمات، والتي عالجت آلاف المرضى في تخصصات دقيقة مثل القلب والمخ والأعصاب وزراعة القوقعة. - التعليم فوق الجميع ويُضاف إلى هذه الجهود مبادرة "التعليم فوق الجميع" التي أسستها دولة قطر لتكون منصة عالمية رائدة في مجال دعم التعليم للأطفال والشباب المتضررين من النزاعات والكوارث. وقد تمكنت هذه المبادرة من الوصول إلى أكثر من 10 ملايين طفل في أكثر من 60 دولة، واستثمرت ما يزيد عن مليار دولار في بناء المدارس والجامعات ودعم المعلمين وتوفير المنح الدراسية. وفي قطاع غزة وحده، استفاد 219 ألف طفل وشاب من برامج المبادرة، ما يؤكد الأثر الكبير الذي أحدثته في تحسين فرص التعليم والحياة لملايين المستفيدين. - الالتزامات الدولية والمبادرات الاستراتيجية وعلى مستوى الالتزامات الدولية، عززت دولة قطر حضورها عبر مساهمات مالية كبيرة، حيث أعلنت في عام 2018 عن دعم موارد الأمم المتحدة الأساسية بمبلغ 500 مليون دولار، كما ساهمت بما يقارب 20 مليون دولار في الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ. وفي عام 2023، تعهدت بتقديم 60 مليون دولار لدعم برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نمواً، وهو ما يشكل دليلاً جديداً على التزامها المستمر بالاستجابة للاحتياجات الإنسانية العالمية. وخلال جائحة كورونا، كانت قطر من أوائل الدول التي قدمت مساهمات مالية وغير مالية تجاوزت 256 مليون دولار إلى 88 دولة، من خلال شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والجمعيات الإنسانية. إن استعراض هذه الجهود يظهر بوضوح أن المساعدات الإنسانية القطرية لم تكن مجرد أداة لتعزيز مكانة الدولة على الصعيد الدولي، وإنما تعبير أصيل عن رؤية وطنية إنسانية تستلهم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ورؤية قطر الوطنية 2030. مساحة إعلانية