logo
منطق أعداء المقاومة: مصلحة لبنان بالخضوع لعدوّه!

منطق أعداء المقاومة: مصلحة لبنان بالخضوع لعدوّه!

تيار اورغ١٤-٠٤-٢٠٢٥

الأخبار: علي حيدر-
يتصدر الخطاب السياسي لخصوم المقاومة في الداخل اللبناني، التركيز على وضع جدول زمني لتسليم سلاح المقاومة، والترويج لمقولة العدو بأن اتفاق وقف الأعمال العدائية لا يميز بين جنوب الليطاني وشماله، وأنه في حال لم تُتخذ خطوات جادة في هذا الاتجاه، ستواصل إسرائيل عمليات الاغتيال وتذهب إلى ما هو أبعد من الوتيرة التي نشهدها حتى الآن. ولا يُخفي هؤلاء نياتهم بزجّ الجيش اللبناني في صراع عسكري مباشر مع المقاومة!
يتعامل خصوم المقاومة وأعداؤها في الداخل مع المتغيرات الإقليمية والداخلية على أنها فرصة تاريخية وإستراتيجية لشطبها من المعادلة اللبنانية، ينبغي استثمارها حتى النفس الأخير.
ويعكس أداؤهم كما لو أنهم في سباق مع الوقت لإلحاق لبنان بالمحور الأميركي - الإسرائيلي بشكل تام ونهائي.
وتعكس حملاتهم السياسية والإعلامية لوضع جدول زمني لتسليم المقاومة سلاحها مخاوفهم من أن أي صيغة بديلة عن تسليم السلاح (الذي لن يتحقق) ستؤدي إلى تعزيز أحد أهم عوامل القوة التي يفتقر إليها لبنان.
ويؤشر هذا الإلحاح أيضاً إلى وجود مخاوف من أي متغيرات قد تبدّد الفرص المتاحة حالياً، وتُجهض رهانات المتربصين بالمقاومة. ومن الطبيعي أن يشهد هذا الخطاب تصعيداً إضافياً بعد الزيارة الأخيرة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس.
لم يعد مفاجئاً ولا غريباً أن تتبنى جماعات وقيادات المنطق الإسرائيلي وخطابه بحذافيره في مواجهة المقاومة. لكن الضرورات تفرض تغليفه بأن مصلحة لبنان تقتضي الخضوع لمطالب عدوه!
ومن ضمن التماهي مع خطاب العدو، في هذه المرحلة، محاولة تبني مقولته بأن الترتيبات التي تم الاتفاق عليها حول جنوب الليطاني تنسحب على شماله، أي بعبارة أخرى، تحقيق الهدف الإستراتيجي للحرب.
ولم يستجدّ هذا التماهي بعد الحرب الأخيرة، بل كان مواكباً لمجمل مراحل الصراع مع العدو في العقود الأخيرة تحديداً، وهو يرتقي إلى حد التطابق في التحليل والمفردات وحتى الأولويات في الساحة اللبنانية، كما هو قائم الآن.
ما لا يقل أهمية أن هذا المعطى يحضر بقوة لدى قيادة العدو ويولّد رهانات تجددت في أعقاب المتغيرات الأخيرة. وهو أمر يتردد في الخطابين السياسي والإعلامي الإسرائيليين بالحديث عن ضرورة نزع الدولة اللبنانية لسلاح المقاومة. وتم التمهيد لهذا الخطاب خلال الحرب عندما «ناشد» نتنياهو بعض اللبنانيين الانتفاض على حزب الله.
مع ذلك، يواجه هذا الفريق تحدي الإجابة عن سؤال: كيف يمكن الوصول إلى مرحلة إنهاء المقاومة في لبنان؟
ولذلك، لا يخفي رهانه على الضغط الأميركي - الإسرائيلي عبر مواصلة الاعتداءات وتكثيفها، وربط عدد من الاستحقاقات بسلاح المقاومة، وصولاً إلى مطالبة بعضهم بزج الجيش في مواجهتها، وكل ذلك تحت عنوان «المصالح الوطنية اللبنانية».
أما الوصفة السحرية التي يطرحها هذا المعسكر، فهي أن نربح أميركا كي تخرج إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة! ويعكس هذا الشعار هشاشة المنطق الذي يستند إليه هؤلاء، ويؤكد أنهم يدركون بأنهم يفتقرون في خطابهم إلى وقائع وتجارب تعزز هذا المنطق، بل إن تاريخ الصراع مع إسرائيل يؤكد خلافه.
كما يتجاهلون حقيقة أن السياسة الأميركية في لبنان والمنطقة هي سياسة إسرائيلية بالدرجة الأولى.
بعبارة أخرى، هم يتماهون تماماً مع جبهة واشنطن - تل أبيب، والحد الأقصى في خطابهم هو مواجهة إسرائيل بتلبية مطالبها وتمهيد الطريق أمامها لإطباق هيمنتها على لبنان.
في المقابل، المنطق الذي تستند إليه المقاومة هو حاجة لبنان إلى مراكمة عوامل القوة بكل أنواعها، أمنية وإستراتيجية ووجودية، وأن ظروفه التكوينية في الجغرافيا الديمغرافيا والإمكانات وفي ظل مجاورته لفلسطين المحتلة، وتموضعه في منطقة تتسم بالعواصف الإقليمية المتسارعة، تجعل حاجته إلى المقاومة شرط بقاء.
في الخلاصة، رغم الحضور الإعلامي والسياسي البارز للمعسكر الذي يتبنى الخطاب الأميركي الإسرائيلي، يستند منطق المقاومة وأهلها إلى الواقع والتجربة.
وهي لن تسمح بالمغامرة بمستقبل لبنان عبر تبني خيارات تحاكي أولويات ومطالب عدوه الذي لا يخفي أطماعه ومخططاته إزاءه.
وما لا يستطيع كل الآخرين تجاوزه أو تجاهله، هو أن للمقاومة أيضاً قاعدة اجتماعية واسعة وصلبة مدركة للمخاطر المحدقة بلبنان. لذلك، رغم حدة الخطاب المعادي وغزارته، هناك هوة واسعة تفصل بين ما يأمله هؤلاء وما يمكن تحقيقه، ولن يطول الوقت قبل أن تنجلي هذه الحقيقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استنكر الشعارات التي وُجهت لسلام في المدينة الرياضيّة حزب الله: للتحلّي بأعلى درجات المسؤوليّة الوطنيّة
استنكر الشعارات التي وُجهت لسلام في المدينة الرياضيّة حزب الله: للتحلّي بأعلى درجات المسؤوليّة الوطنيّة

الديار

timeمنذ 4 ساعات

  • الديار

استنكر الشعارات التي وُجهت لسلام في المدينة الرياضيّة حزب الله: للتحلّي بأعلى درجات المسؤوليّة الوطنيّة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أشارت العلاقات الإعلامية في حزب الله، في بيان، إلى أنّ "الشعارات التي أطلقت من على مدرجات المدينة الرياضية وتناولت رئيس الحكومة نواف سلام وتوجيه اتهامات بحقه مسألة مستنكرة ومرفوضة، وتتعارض مع المصالح الوطنية فضلًا عن الأخلاق الرياضية، ولا تخدم مسار تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي الذي يحتاج إليه البلد في مسيرة بناء الدولة والإصلاح". ودعت العلاقات الإعلامية في الحزب، جميع اللبنانيين إلى "التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، وعدم الانجرار خلف شعارات مستفزة ومسيئة، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والانقسام، لا سيما في هذه المرحلة التي تستمر فيها الاعتداءات الإسرائيلية على بلدنا لبنان".

'الحريري وبس والباقي كلّه خس'
'الحريري وبس والباقي كلّه خس'

الشرق الجزائرية

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الجزائرية

'الحريري وبس والباقي كلّه خس'

كتب عوني الكعكي: الشارع والمجتمع والمزاج البيروتي منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر، هو شارع وطني إسلامي وعروبي وتابع للرئيس التاريخي عبد الناصر. ولفترة طويلة بقي ولاء هذا المجتمع الوحيد للرئيس جمال عبد الناصر، وصار ضائعاً بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر لفترة طويلة، حتى جاء رفيق الحريري رحمة الله عليه. الشخص الوحيد الذي استطاع أن يملأ فراغ الرئيس جمال عبد الناصر هو رفيق الحريري. والحقيقة ان ابنه سعد الحريري استطاع أن يحافظ على هذه الثروة الى اليوم. لكن الظروف التي اضطرته الى الانتقال الى الإمارات، وأن يكون الى جانب الشيخ محمد بن زايد الذي استضافه في أبوظبي وأكرم وفادته. الشيخ الرئيس سعد الحريري ساكن منذ سنوات في أبوظبي، ولا يأتي الى لبنان إلاّ في ذكرى اغتيال والده شهيد الوطن وشهيد العروبة الرئيس رفيق الحريري، وفي كل مناسبة يأتي الى بيروت يعلن أنه لا يريد أن يترشح لأية انتخابات، ولا يريد المشاركة في الحياة السياسية، ولا يريد من جمهوره أن يتدخل في أية انتخابات وهو ترك الساحة للجميع. ويبدو أن رغبة الشيخ سعد لم تتحقق، لأنّ جمهور الحريري لا يرد على طلب رئيسه، وهذا ما أثبتته الانتخابات البلدية التي جرت. وهنا لا بدّ من التوقف عند بعض الحقائق لنأخذ العبر منها: أولاً: أن يحصل العميد محمود الجمل وحده على 45 ألف صوت، فإنّ هذه معجزة نظراً لما كان يخطط الآخرون. وبالمناسبة علينا أيضاً أن نقدّر موقف النائب الشاب نبيل بدر الذي كانت له اليد الكريمة في مساعدة الجمل في حملته الانتخابية. ثانياً: أن تتفق 10 أحزاب هي: 1- القوات اللبنانية. 2- حزب الكتائب. 3- التيار الوطني الحرّ. 4- حزب الله. 5- حركة أمل. 6- مخزومي حزب 'الحوار'. 7- الأحباش (المشاريع). 8- الأرمن. 9- نديم الجميّل. 10- محمد شقير ومن معه. كل هؤلاء وبمساعدة من بعض السفارات التي تدخلت إمّا بالدعم أو بالتوجيه، تحصل لأوّل مرة في تاريخ جميع الانتخابات وخرق هذا التحالف معجزة. ثالثاً: محاولة استغلال شخصية دينية مرموقة من أجل اجتماع بإحدى السفارات، هدفها الوحيد القضاء على الحريرية. رابعاً: أن تتم الدعوة الى لقاء يتخلله حفلة غداء لفريق كان حتى الأمس القريب العدو رقم واحد لإحدى الدول العربية، فتلك ملاحظة ليست بالعابرة. خامساً: للمرّة الأولى لم يكن هناك تدخّل من سفارات أجنبية. لكن يبدو أنّ السفارات العربية قامت بالواجب خير قيام. سادساً: كل الأموال التي دُفعت، وكل الأصوات التي اشتروها، لم تستطع أن تلغي سعد الحريري أو أن تؤثّر عليه. سابعاً: أحد النواب الذي سبق وفاز وحده في المرة الأولى بعد أن دفع 20 مليون دولار من الأموال التي تقاضاها على عمولة بيع الأسلحة… وفاز مرّة ثانية أيضاً وحيداً لأنّ كل الذين كانوا في لائحته سقطوا، حاول استغلال الموقف. فهذا النائب الفاشل والمدّعي استغل الظروف ونصّب نفسه وادّعى انه أصبح مرجعية، وأخذ يتصرّف وكأنه مرجعية سياسية كبرى، فاز من ضمن تركيبة انتخابية عجيبة غريبة لم تحصل في تاريخ الانتخابات.. والعجيب الغريب أنّ هذا المدّعي لم يحصل إلاّ على 1000 صوت من أصل 47 ألفاً، أي إنه لا يمثل نصف بالمئة على صعيد الأصوات.. وبالرغم من ذلك لا يزال يمشي كالطاووس يظن نفسه أنه أصبح مرجعية طبعاً لأنه يملك 1000 صوت. أخيراً، يمكن القول إنّ أولاد بيروت ليسوا للبيع، وكرامة أهل بيروت فوق كل المال وكل الاعتبارات… فتحيّة من القلب الى أهل بيروت الوطنيين والشرفاء.

بالفيديو: "جواسيس".. ماذا كشفت اغتيالات الجنوب؟
بالفيديو: "جواسيس".. ماذا كشفت اغتيالات الجنوب؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 5 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

بالفيديو: "جواسيس".. ماذا كشفت اغتيالات الجنوب؟

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... اغتيالات إسرائيل في لبنان تتزايد والمستهدفون من "حزب الله". أكثر من 3 عمليات حصلت مؤخراً تؤكد توسيع إسرائيل استهدافاتها ولكن.. ماذا يعني تكرار تلك الاغتيالات وتحديداً في أوقات متقاربة؟ التفاصيل في الفيديو المُرفق: انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store