
الأسلام والعلم والحضارة .. تساؤلات
للولوج الى هذه التساؤلات ، أرى أن نقدم تعريفات مختصرة للمفاهيم أعلاه :
1 . من موقع / الأمام بن باز ، أقدم هذا التعريف للأسلام { هو الاستسلام لله ، والخضوع له بفعل أوامره ، وترك نواهيه ، الإسلام يعني : الانقياد والذل لله بتوحيده والإخلاص له ، وطاعة أوامره ، وترك نواهيه ، هذا هو الإسلام ، ومن ذلك : أداء الصلاة ، أداء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت ، بر الوالدين ، صلة الرحم ، ترك المعاصي كلها داخلة في الإسلام .. } . 2 . أما العلم { فهو أسلوب منهجي لبناء وتنظيم المعرفة في صورة تفسيرات وتوقعات قابلة للاختبار . يرتكز مفهوم العلم على مصطلح المنهجية العلمية الذي بدوره يدرس البيانات ويضع فرضيات لتفسيرها ويختبرها وكل هذه العملية للوصول إلى معرفة قائمة على التجربة والتأكد من صحتها بدل التخمين / نقل من الويكيبيديا } ..
3 . أن المعاجم اللغوية الحديثة { ترى أن الحضارة هي : الرقي العلمي والفني والأدبي والاجتماعي والاقتصادي في الحضر ، وبعبارة أخرى أكثر شمولاً ، هي : الحصيلة الشاملة للمدنية والثقافية والفكر ومجموع الحياة في أنماطها المادية والمعنوية ، ولهذا كانت الحضارة هي : الخطة العريضة – كماً وكيفاً – التي يسير فيها تاريخ كل أمة من الأمم ، ومنها : الحضارات القديمة ، والحضارات الحديثة والمعاصرة .. / نقل من موقع كلية الأداب جامعة دمشق – د .عمار النهار } .
التساؤلات : لا زال شيوخ ومنظري الأسلام يعتقدون ان الأسلام ، أوجد حضارة ، عن طريق الدول الأسلامية / خاصة في الحقبة العباسية – التي نشأت تحت مظلة الأسلام كعقيدة ..وسنخضع هذه المعلومة للتساؤلات – وفق رأي الشخصي :- أ – فكيف تكون الدولة الأسلامية ، أوجدت حضارة في حقبها ، وهي قتلت وكفرت العلماء والمفكرين ، وسأورد بعض الأمثلة على ذلك –على سبيل المثال وليس الحصر . فمن موقع / سبوتنك ، أورد بعضا من نكل بهم : 1 . أبو العلاء المعري : الفيلسوف السوري المولود 973 م في حلب ، الملقب 'رهين المحبسين' .. تم اتهامه بالزندقة لأنه كان يشكك ببعض عقائد الدين الإسلامي . وكان يشك أيضاً بقضية الوحي الإلهي واعتبر أن الدين هو صنيعة الإنسان . 2 . المفكر والكاتب والمترجم ' ابن المقفع' المولود في إيران عام 724 ميلادي . اضطهد المقفع بسبب خلافه مع والي البصرة ، معاوية بن يزيد ما دفع الأخير إلى قتله ، وتقول كتب التاريخ إن ابن الوالي دبر قتل ابن المقفع لأن الأخير كان يستخف به ويسخر به ومن شكله .
ومن موقع / الوطن ، أنقل علماء ومفكرين أخرين ، قتلوا ونكل بهم :
1 . جابر بن حيان : ولد ابن حيان في طوس (إيران) في عام 721 م ، عاش في العصر العباسي وكان واحدا من أبرع العلماء في مجالات عدة أبرزها الكيمياء ، واعتبر أول من استخدم الكيمياء عمليا في التاريخ فلقب ب 'أبو الكيمياء' ، تم اتهامه بالزندقة والكفر ،والبعض اعتبره ساحرا من كبار السحرة ، وأنهى حياته في السجون . 2 . الكندي : ولد الكندي عام 805 م . برع في علوم كثيرة كالفلسفة والمنطق والطب والرياضيات والفلك ، وقد كتب فيها جميعا ما لا يقل عن 269 كتابا ، ويلقبه البعض ب 'مؤسس الفلسفة العربية الإسلامية' ، وكعادة الفلاسة كفر الكندي نتيجة لفكره واعتبره الكثيرين ' منجما ضالا متهما في دينه ' . 3 . الرازي : ولد الرازي في الري (إيران) في عام 864 م . ويصفه البعض بـ'أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق'، ألف الرازي كتاب 'الحاوي في الطب' الذي ضم جميع المعارف الطبية .. برع الرازي أيضا في الرياضيات والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق ، تم اتهام الرازي بالإلحاد والزندقة مما أدى إلى النتيجة التي سعى لها خصومه منذ البداية.. فتم قتله . * فكيف لدولة الأسلام ، التي يحكمها خلفاء وأمراء تحت مظلة عقيدة – وهي الأسلام ، تفتك بالعلماء والمفكرين ، ومن جانب ثان ، يقول الشيوخ : أن الأسلام خلق حضارة في ظل الحقب الأسلامية الماضية ! .
ب – الوضع أعلاه كان للأسلام كدولة ، ولكن ما هو وضع القرآن –كعقيدة ، هل قدم عطاءا للعلم ، لتكون نواة للحضارة . 1 . سأسرد الآية التالية ، التي قام الفقهاء بلي عنق الحقائق بتفسيرات وتأويلات ، لجعلها تتطابق مع الحقائق العلمية : فوفق موقع / أسلام ويب ، يسرد أول مَلْمَحٍ إعجازي علمي في آية ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون .. / 14 سورة الحجر ) .. ويعلل الموقع أن ( وإلى سنوات قريبة ، لم يكن في علم أحد من الناس أن السماء – على اتساعها – ليست فراغًا ، ولكنها مليئة بالمادة على هيئة رقيقة للغاية ، تشكلها غازات مخلخلة ، يغلب على تركيبها غازا الإيدروجين والهليوم ، وقليل من الأوكسجين والنيتروجين ، وبخار الماء ، والنيون ، مع انتشار هائل للأشعات الكونية بمختلف صورها ) .. والتساؤل هنا : هل سردت الآية أعلاه ، أيا من الحقائق العلمية الواردة في تفسير شيوخ الأسلام . ولم لم تذكر الآية –لوكانت أعجازا ، تركيب الغازات / من الأيدروجين والهليوم بمتنها .. ، ولو رجعنا الى نص الآية ، ونتساءل : هل للسماء بابا يفتح ويغلق ، ولو كان كذلك ، أذن السماء هي دارا محددا ، له باب .. أما الأشكالية العلمية : هل توجد سماء ! . 2 . هناك من وضع القرآن في موقف مترهل ، فمثلا موقع / الأسلام سؤال وجواب : يبين أن ' أرسل الله تعالى محمَّداً ، بدين شامل لكل نواحي الحياة ' و يضيف أشكالية أخرى ، فيقول ' فجاء الإسلام ليسد حاجات الناس في كل شؤون حياتهم ' ، وهنا لا أدري أي حاجة سدها القرآن ! . ويضيف ' ما أنزل داءً إلا وأنزل له دواء ' ، والكلام صحيح ، ولكن ما هو الدواء الذي وجد في القرآن لكل ما أصاب البشرية ، فمثلا ، هل أشار القرآن للمضادات الحيوية ، وهل أشار لتلقيحات الحصبة والجدري .. الأشكالية الكبرى ، بعدما أشار الموقع الى أن الأسلام دين شامل للحياة ، يختم بتناقض فظيع فيقول ' وما ذكر عن بعض المسلمين من كون كثير من العلاجات اكتشفت عن طريق القرآن الكريم : فنقول إن هذا من الأمور المبالغ فيها .فالقرآن ليس كتاب طبٍّ ولا كتاب ( جغرافيا ) ولا ( جيولوجيا ) كما يحلو لبعض المسلمين أن يقول ذلك ..' ثم يختم المر ب ' بل هو كتاب هداية للناس ومن أعظم معجزاته : بلاغته وقوة معانيه ، وهو الأصل في إعجازه .. ' . * تساؤلات : هل بول البعير ، به شفاء ! ( أن قوماً جاءوا المدينة النبوية فمرضوا فأشار عليهم النبي بالشرب من ألبان الإبل وأبوالها ، فصحوا وسمنوا ، وفي القصة أنهم ارتدوا وقتلوا الراعي ، ثم أدركهم المسلمون وقتلوهم / رواه البخاري ومسلم ) . وهل الحجامة تكون علاجا ! ( رواه ابن ماجه عن أنس قال : قال رسول الله : ما مررت ليلة أسري بي بملأ إلا قالوا : يامحمد مُر أمتك بالحجامة. قال الأرناؤوط : صحيح بشواهده ) . وهل الذباب فيه شفاء ! ( عن أبي هريرة قال ، قال : رسول الله ' إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم لينزعه ' . / رواه أبو داود وأبن حبان ) .. كل ما ذكر كان علاجا بدويا جاهليا ، ضد المنطق ! .
خاتمة : من كل مما سبق / وهو غيض من فيض ، يتضح لنا أن الدول الأسلامية – كمفهوم دولة ، نكلت وكفرت وقتلت الكثير من العلماء والمفكرين ، فكيف تكون كدول وضعت بذرة في بناء الحضارة .. أما الحديث عن ' بيت الحكمة ' في حقبة حكمالعباسيين ، فكان جل نشاطه في ترجمة علوم الأخرين ، وأنقل مقطعين من مقال نشر بهذا الخصوص من موقع / الجزيرة نت { .. فبداية النهضة العلمية الحقيقية بدأت على يد الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور (714-775م) الذي أمر بترجمة الأعمال الهندية والفارسية واليونانية إلى العربية من شتى أنواع العلوم من طب وهندسة وفلسفة ونحوه ، ثم أمر بهذه الكتب أن توضع في مكتبة خاصة في قصر الخليفة .. ولما أفضت الخلافة لعبد الله المأمون (786-833) سابع الخلفاء العباسيين ، كثف الخليفة جهوده في الترجمات حتى أنه صرف على ذلك 300 ألف دينار ذهبي في عهده .. } .. أما القرآن ليس به لا أعجاز ولا جواب لكل سؤال ، ولم يكن يوما هو الحل ، بل كان كتابا يدعوا للأسلام بحد السيف ، وتصب الكثير من آياته على أعداد العدة والعدد للغزو ' وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ ..ْ / 60 سورة الأنفال ' و ' وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚوَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ / 191 سورة البقرة '.–

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
الأسلام والعلم والحضارة .. تساؤلات
للولوج الى هذه التساؤلات ، أرى أن نقدم تعريفات مختصرة للمفاهيم أعلاه : 1 . من موقع / الأمام بن باز ، أقدم هذا التعريف للأسلام { هو الاستسلام لله ، والخضوع له بفعل أوامره ، وترك نواهيه ، الإسلام يعني : الانقياد والذل لله بتوحيده والإخلاص له ، وطاعة أوامره ، وترك نواهيه ، هذا هو الإسلام ، ومن ذلك : أداء الصلاة ، أداء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت ، بر الوالدين ، صلة الرحم ، ترك المعاصي كلها داخلة في الإسلام .. } . 2 . أما العلم { فهو أسلوب منهجي لبناء وتنظيم المعرفة في صورة تفسيرات وتوقعات قابلة للاختبار . يرتكز مفهوم العلم على مصطلح المنهجية العلمية الذي بدوره يدرس البيانات ويضع فرضيات لتفسيرها ويختبرها وكل هذه العملية للوصول إلى معرفة قائمة على التجربة والتأكد من صحتها بدل التخمين / نقل من الويكيبيديا } .. 3 . أن المعاجم اللغوية الحديثة { ترى أن الحضارة هي : الرقي العلمي والفني والأدبي والاجتماعي والاقتصادي في الحضر ، وبعبارة أخرى أكثر شمولاً ، هي : الحصيلة الشاملة للمدنية والثقافية والفكر ومجموع الحياة في أنماطها المادية والمعنوية ، ولهذا كانت الحضارة هي : الخطة العريضة – كماً وكيفاً – التي يسير فيها تاريخ كل أمة من الأمم ، ومنها : الحضارات القديمة ، والحضارات الحديثة والمعاصرة .. / نقل من موقع كلية الأداب جامعة دمشق – د .عمار النهار } . التساؤلات : لا زال شيوخ ومنظري الأسلام يعتقدون ان الأسلام ، أوجد حضارة ، عن طريق الدول الأسلامية / خاصة في الحقبة العباسية – التي نشأت تحت مظلة الأسلام كعقيدة ..وسنخضع هذه المعلومة للتساؤلات – وفق رأي الشخصي :- أ – فكيف تكون الدولة الأسلامية ، أوجدت حضارة في حقبها ، وهي قتلت وكفرت العلماء والمفكرين ، وسأورد بعض الأمثلة على ذلك –على سبيل المثال وليس الحصر . فمن موقع / سبوتنك ، أورد بعضا من نكل بهم : 1 . أبو العلاء المعري : الفيلسوف السوري المولود 973 م في حلب ، الملقب 'رهين المحبسين' .. تم اتهامه بالزندقة لأنه كان يشكك ببعض عقائد الدين الإسلامي . وكان يشك أيضاً بقضية الوحي الإلهي واعتبر أن الدين هو صنيعة الإنسان . 2 . المفكر والكاتب والمترجم ' ابن المقفع' المولود في إيران عام 724 ميلادي . اضطهد المقفع بسبب خلافه مع والي البصرة ، معاوية بن يزيد ما دفع الأخير إلى قتله ، وتقول كتب التاريخ إن ابن الوالي دبر قتل ابن المقفع لأن الأخير كان يستخف به ويسخر به ومن شكله . ومن موقع / الوطن ، أنقل علماء ومفكرين أخرين ، قتلوا ونكل بهم : 1 . جابر بن حيان : ولد ابن حيان في طوس (إيران) في عام 721 م ، عاش في العصر العباسي وكان واحدا من أبرع العلماء في مجالات عدة أبرزها الكيمياء ، واعتبر أول من استخدم الكيمياء عمليا في التاريخ فلقب ب 'أبو الكيمياء' ، تم اتهامه بالزندقة والكفر ،والبعض اعتبره ساحرا من كبار السحرة ، وأنهى حياته في السجون . 2 . الكندي : ولد الكندي عام 805 م . برع في علوم كثيرة كالفلسفة والمنطق والطب والرياضيات والفلك ، وقد كتب فيها جميعا ما لا يقل عن 269 كتابا ، ويلقبه البعض ب 'مؤسس الفلسفة العربية الإسلامية' ، وكعادة الفلاسة كفر الكندي نتيجة لفكره واعتبره الكثيرين ' منجما ضالا متهما في دينه ' . 3 . الرازي : ولد الرازي في الري (إيران) في عام 864 م . ويصفه البعض بـ'أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق'، ألف الرازي كتاب 'الحاوي في الطب' الذي ضم جميع المعارف الطبية .. برع الرازي أيضا في الرياضيات والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق ، تم اتهام الرازي بالإلحاد والزندقة مما أدى إلى النتيجة التي سعى لها خصومه منذ البداية.. فتم قتله . * فكيف لدولة الأسلام ، التي يحكمها خلفاء وأمراء تحت مظلة عقيدة – وهي الأسلام ، تفتك بالعلماء والمفكرين ، ومن جانب ثان ، يقول الشيوخ : أن الأسلام خلق حضارة في ظل الحقب الأسلامية الماضية ! . ب – الوضع أعلاه كان للأسلام كدولة ، ولكن ما هو وضع القرآن –كعقيدة ، هل قدم عطاءا للعلم ، لتكون نواة للحضارة . 1 . سأسرد الآية التالية ، التي قام الفقهاء بلي عنق الحقائق بتفسيرات وتأويلات ، لجعلها تتطابق مع الحقائق العلمية : فوفق موقع / أسلام ويب ، يسرد أول مَلْمَحٍ إعجازي علمي في آية ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون .. / 14 سورة الحجر ) .. ويعلل الموقع أن ( وإلى سنوات قريبة ، لم يكن في علم أحد من الناس أن السماء – على اتساعها – ليست فراغًا ، ولكنها مليئة بالمادة على هيئة رقيقة للغاية ، تشكلها غازات مخلخلة ، يغلب على تركيبها غازا الإيدروجين والهليوم ، وقليل من الأوكسجين والنيتروجين ، وبخار الماء ، والنيون ، مع انتشار هائل للأشعات الكونية بمختلف صورها ) .. والتساؤل هنا : هل سردت الآية أعلاه ، أيا من الحقائق العلمية الواردة في تفسير شيوخ الأسلام . ولم لم تذكر الآية –لوكانت أعجازا ، تركيب الغازات / من الأيدروجين والهليوم بمتنها .. ، ولو رجعنا الى نص الآية ، ونتساءل : هل للسماء بابا يفتح ويغلق ، ولو كان كذلك ، أذن السماء هي دارا محددا ، له باب .. أما الأشكالية العلمية : هل توجد سماء ! . 2 . هناك من وضع القرآن في موقف مترهل ، فمثلا موقع / الأسلام سؤال وجواب : يبين أن ' أرسل الله تعالى محمَّداً ، بدين شامل لكل نواحي الحياة ' و يضيف أشكالية أخرى ، فيقول ' فجاء الإسلام ليسد حاجات الناس في كل شؤون حياتهم ' ، وهنا لا أدري أي حاجة سدها القرآن ! . ويضيف ' ما أنزل داءً إلا وأنزل له دواء ' ، والكلام صحيح ، ولكن ما هو الدواء الذي وجد في القرآن لكل ما أصاب البشرية ، فمثلا ، هل أشار القرآن للمضادات الحيوية ، وهل أشار لتلقيحات الحصبة والجدري .. الأشكالية الكبرى ، بعدما أشار الموقع الى أن الأسلام دين شامل للحياة ، يختم بتناقض فظيع فيقول ' وما ذكر عن بعض المسلمين من كون كثير من العلاجات اكتشفت عن طريق القرآن الكريم : فنقول إن هذا من الأمور المبالغ فيها .فالقرآن ليس كتاب طبٍّ ولا كتاب ( جغرافيا ) ولا ( جيولوجيا ) كما يحلو لبعض المسلمين أن يقول ذلك ..' ثم يختم المر ب ' بل هو كتاب هداية للناس ومن أعظم معجزاته : بلاغته وقوة معانيه ، وهو الأصل في إعجازه .. ' . * تساؤلات : هل بول البعير ، به شفاء ! ( أن قوماً جاءوا المدينة النبوية فمرضوا فأشار عليهم النبي بالشرب من ألبان الإبل وأبوالها ، فصحوا وسمنوا ، وفي القصة أنهم ارتدوا وقتلوا الراعي ، ثم أدركهم المسلمون وقتلوهم / رواه البخاري ومسلم ) . وهل الحجامة تكون علاجا ! ( رواه ابن ماجه عن أنس قال : قال رسول الله : ما مررت ليلة أسري بي بملأ إلا قالوا : يامحمد مُر أمتك بالحجامة. قال الأرناؤوط : صحيح بشواهده ) . وهل الذباب فيه شفاء ! ( عن أبي هريرة قال ، قال : رسول الله ' إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم لينزعه ' . / رواه أبو داود وأبن حبان ) .. كل ما ذكر كان علاجا بدويا جاهليا ، ضد المنطق ! . خاتمة : من كل مما سبق / وهو غيض من فيض ، يتضح لنا أن الدول الأسلامية – كمفهوم دولة ، نكلت وكفرت وقتلت الكثير من العلماء والمفكرين ، فكيف تكون كدول وضعت بذرة في بناء الحضارة .. أما الحديث عن ' بيت الحكمة ' في حقبة حكمالعباسيين ، فكان جل نشاطه في ترجمة علوم الأخرين ، وأنقل مقطعين من مقال نشر بهذا الخصوص من موقع / الجزيرة نت { .. فبداية النهضة العلمية الحقيقية بدأت على يد الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور (714-775م) الذي أمر بترجمة الأعمال الهندية والفارسية واليونانية إلى العربية من شتى أنواع العلوم من طب وهندسة وفلسفة ونحوه ، ثم أمر بهذه الكتب أن توضع في مكتبة خاصة في قصر الخليفة .. ولما أفضت الخلافة لعبد الله المأمون (786-833) سابع الخلفاء العباسيين ، كثف الخليفة جهوده في الترجمات حتى أنه صرف على ذلك 300 ألف دينار ذهبي في عهده .. } .. أما القرآن ليس به لا أعجاز ولا جواب لكل سؤال ، ولم يكن يوما هو الحل ، بل كان كتابا يدعوا للأسلام بحد السيف ، وتصب الكثير من آياته على أعداد العدة والعدد للغزو ' وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ ..ْ / 60 سورة الأنفال ' و ' وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚوَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ / 191 سورة البقرة '.–


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
وهم الخطاب في همجية متمدنة
أوهام محببة تبكي أم تصف إحساسك بالاسى أوهو إحساس سلبي وكفى وأنت تتصفح مقالات مكتوبة بإسهاب تفتقر إلى لمسات أي من العلوم المتعلقة بأحداثمنطقتنا، لا أقول ألّا يكتبها مختصون لان هذه الحال الاختصاص يؤطرها وحسب لكن من يصفها هو إنسانالمعاناة ومن يشخصها هو المثقف، وقد يعطي من الحلول ما تحتاج لحلول، فعقلية الأماني والتقديس لكل ما هو لا يمت للواقع بصلة هو السائد وقومنا في منطقة التصادم التي نعيش فيهالهم حالات: • إسلاميون يحبون الإسلام ويسد إحساسهم الغريزي، متعلقون بالماضي التليد لا يفكرون في واقعهم أويستنبطون حل، فان حاول أحد أن يستنبط ويأتيبقراءة جديدة إن لم يكفروه سفهوه وذهبوا لاعتبار ظهوره بالجديد وكأنه مثلمة وإهانة للأوائل وخروج عن العلم وأساليبه وقواعده التي وضعت ذاك الزمان، وهم ناس اجتهدوا لعصرهم وتأثروا بما في عصرهم من علوم، وكل شيء تطور وتغير ولابد من التغيير والكل يقول لابد من التغيير لكن لا يسمح بالتغيير. ولعل من أسباب هذه الحدة أن بعض أنصاف المثقفين أو من ليس لهم علم في أسلوب الطرح، يهاجمون الدين وهم يريدون القول إن العلماء القدامى ليسوا الدين وإنما هو اجتهاد لزمن والزمن تغير، لكن لا يملكون الحجة ويخافون التسفيه فيطرحون الأمر بشكل عدواني فيحتجون بسفاهة تلتقي مع التسفيه في صدام فيضيع العلم فلا هؤلاء يسمعون ويتبعونولا أولئك يسمعون فيهتدون، وهكذا ستضيع المعايير ليبرز ناس باسم الدين يفعلون كل ما نهى عنه الدين ويبقون متمسكين به دعاة إلى الإلحاد والتفسخ بسلوكهم وتيههم كنموذج فاشل متخلف، والصالح عاجز لانه لا يبحث عن الصواب خشية من فكرة العيب في تبديل الانتماء والموقف، وهو أصلا ضد ما أراد الإسلام أن يضعه في المجتمع من نكران القديم والاتباع الأعمى للأجداد. • بقت الشيوعية وهي أصلا لم تتحقق في موطنها، وانهار حلمها بانهيار الخطوة الأولى من الاشتراكية، ومع هذا بقي تشوه بشري وفكري وتيه وحيرة، وتحول عقبة ضد الوصول إلى مجتمع أفضل غالبا نتيجة هجومهم على أية فكرة مخالفة • والان نرى الرأسمالية وآلياتها في حالة عجز وفشل مع فقدان البديل، فيظهر من يبرر تشذيب الليبرالية بدواعي الأمن والتخويف، وربما ما يجري أحيانا من أحداث أمنية قد تكون من صناعة مؤسسات أنشئت على الوهم كمؤسسات مكافحة الإرعاب وهو من صناعتها كما هو منشور في وسائل الإعلام واعترافات رؤساء كالرئيس الأمريكي الذي يرى من سلوكيته أن ينقض الآليات الرأسمالية لتتحول القوة مباشرة لرئيسها وهو نقض للدولة الوستيفالية التي استمرت منذ 1658 وممكن أن تمتد العنجهيةوالطغيان كذلك بالعقلية الإمبراطورية في فرض أي شيء على العالم وهو يتصور القوة تحسم الحروب بينما هو يفهم عندما يرى أن القوة تدمر فقط لكن لا تسقط التحديات؛ وان زرع الشر ليس كاستئصاله، وقد يكون الشر دولة كذلك الإرعاب. خطاب المكونات: عندما ثارت الناس بدوافع السلطة والمال وتلبست بلبوس القومية ضد أخوة الدين لإعانة المحتلين ولا شيء إلا وعود وليهب المحتل ما لا يملك لمن هو أصلا المالك الذي ستنتصر شرعيته فلا يعود يملك، وهو مشهد يتكرر حتىأصبح مطلبا اليوم ولكن بلا دراسة أو رؤية كل ما في الأمر أنى ظُلمت واحل محل الظالم لانتقم، وتعاظم خطاب الوحدة الاندماجية ومبني على الشعبوية وفشلت عمليا الوحدة واضحت الاتهامات بدل الفكرة وبقت الفكرة على اللسان وهي ميتة كما الشيوعية وكما الليبرالية والديمقراطية وهي في رحلة الانحدار اليوم تحول الخطاب إلى المكونات وتشرب به من بيده السلطة من متعدد المكونات، وهي أيضا كلام متداول وواقعا أن لا سلطةللمكونات، ومع هذا ولان الوضع مريح لمن بيده السلطة فهو يقدمه كمشروع حل، بدل الوحدة المجتمعية والتعايش الموجود أصلا بين الناس وهم يريدون أن تكون حياتهم سلسة وليس 'اني افضل أن أكون عبدا لاحد أفراد مكوني واكره الحرية مع غيره'، هذا أيضا حبل قصير مهما امتد. مع فشل النظام المبني على تقسيم الشعب وليس توحيده يبقى هو نموذج المستفيد الذي يأخذ ولا يقدم، كل ما عليه إثارة العصبيات ليبقى دون أن يقدم برنامجا أو رؤية أو خدمة وهو يقر بالفشل ولكن ليس مستعدا لمغادرة موقعه الذي سبب الفشل بل يلوم الفشل والفساد بصيغة المبني للمجهول. هذه كلها أوهام تعيش على أوهام بغياب العدل والقيمة الآدمية، لكنها مثالية لمن يرى أن وجوده إنجاز وان نجاحه بفشل الآخر وليس لتقديمه شيء بل لم يفكر أن يقدم شيء، غاية أمنياته أن يصل لما هو فيه وقد وصل وسيبقى في منظومة تنمية التخلف، لان الجهالة التي ترعى الجهل وتمجد التخلف بيئة للفساد لا للتطور والتنمية. كذلك من يرى عظمة دولته بالهيمنة وفرض القوة وسلب الآخرين وامتصاص ثرواتهم هو متراجع لنظام الصراعات الأليم الذي لا يدوم، أو عودة إلى نظام الأباطرة في استلال ما يرى انه حق بالموت والدمار. أما إن أراد ترامب أن يكون كقيصر بورجيا، فليخيف الشعب، ويفكك المؤسسات كنظام وليس هياكل ويحتوي النظام القضائي، وبدايته بالتعليم مسلك خطأ، رغم أن إحاطة نفسه بالمرايا البشرية خطوة متقدمة لكن لا تكفي.


موقع كتابات
منذ 7 أيام
- موقع كتابات
الدين نظام اجتماعي أخلاقي وشعائر تعبدية
أن الدين موضوع مهم جدا في حياة الإنسان فقد أخذ حيزا واسعا من الدلالات للوصول إلى مفهوم الدين واشتقاقاته ومنها التدين وعندما نقرأ في القرآن الكريم ( أن الدين عند الله الإسلام ) ونحن نعرف أن كلمة الإسلام هي مفهوم شامل لكل فرد في هذا العالم حيث أن كل الرسل والنبيين يؤكدون على الإسلام أي الخضوع والتوجه والعبادة للإله الواحد هو الله تعالى لا شريك له وليس له كفوا أحد وأن الله قد أختار من بين خلقه في هذا الكون الواسع المعروف والغير معروف ( الإنسان ) ليكون خليفة في الأرض وجعل من ذريته خلفا بعد خلف حتى قيام الساعة ولم يتركهم هملا بدون رعاية أو توجيه في هذه الحياة الدنيا وهي الاختبار الحقيقي والفتنة الكبرى لغرض أعداده إلى الحياة الأبدية فقد بعث فيهم الأنبياء والرسل بتعاليم وشرائع ومنهاج وأسس وثوابت لغرض العيش وتنظيم حياتهم وسلوكيات وممارسات متعددة للوصول إلى مراد الله تعالى لهذا الإنسان المختار بدقة وعناية ألاهية لمنحه حياة حرة كريمة منظمة ومن هذه المقدمة البسيطة نستطيع منها الانطلاق إلى محاولة معرفة معنى (الدين )وبما أننا مسلمون من أتباع النبي الخاتم محمد صلوات الله عليه علينا أن نأخذ مفهوم ديننا من الكتاب المرسل إلينا من الله تعالى القرآن الكريم لهذا نستعرض من خلاله معنى كلمة الدين وكيف استعملها وطرحها بدقة حسب ما وردت فيه فأن كلمة الدين تعتبر كلمة واسعة المعنى ومفهوم مطاط بمعانيها الكثيرة في حياتنا اليومية منها . 1- الاعتقاد والسلوك والالتزام بمبادئ وأفكار معينة بعينها كمنهج اعتقادي طوعي وفكري حر كما قال الله تعالى (أن الدين عند الله الإسلام ) عمران 19 و(لكم دينكم ولي دين )الكافرون 6 . 2- الخضوع والطاعة كما قال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك الدين القيم )البينة 5 , 3- وقد جاءت كلمة الدين بمفهوم السلطة والمُلك والسلطان كما ذُكرت (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك )يوسف 76 , 4- وقد جاءت بمعنى القانون والشريعة والسنن التي تنظم الحياة الأسرية والمجتمع والفرد على مختلف أنواعه وجنسه كسلوك يومي من قبل المشرع الأول الخالق لهذه البشرية في كل زمان ومكان (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك) الشورى 13 . 5- وكذلك الجزاء والعقاب المطلق لله تعالى خالق الخلق المتفرد بالوحدانية بهذه العقوبات في الآخرة حصرا من دون غيره من العباد على أفعاله ومعتقداته . 6- ومنها الطاعة والإدارة والهيمنة والقدرة المطلقة على الخلائق والسموات والأرض والكون جميعا كما قال تعالى (وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون ) النحل 52 . أذن أن الدين بمفهوم القرآن يعني ( الملك-السلطان-الجزاء-السلوك والمبادئ-الحُكم-القانون-الخضوع-الطاعة –العمل الصالح –الإيمان بالله وحده)أن هذه المفاهيم تعبر عن التعاليم المقدسة الصادرة من مصدر واحد هو الله تعالى للعمل بها من قبل الإنسان وهي مفاهيم وقيم اجتماعية تصب في بودقة واحدة تسمى (الدين) وهي ممارسات فردية وجماعية في حياته اليومية للوصول إلى درجة الكمال الأخلاقي المراد له أن هذه السلوكيات الفكرية والعملية للفرد هي السبيل الوحيد للوصول إلى عبادة الله تعالى بالإضافة إلى الشعائر التعبدية الأخرى بعيدا عن الرهبانية والتعصب والاعتكاف عن البشر والمجتمع والابتعاد عن خدمة المجتمع وإصلاحه وتحضره وهي (الصلاة – الصوم – الزكاة – الحج )كلها تؤدي إلى العدالة والمساواة وحفظ الإنسان من إتباع الشهوات والزلات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعلون )النحل 97 وكذلك (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) النساء 124 فأن العمل الصالح والإيمان بالله والعلاقات المثمرة بالقيم والأخلاق والمبادئ التي تبني المجتمع عبر عأن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئة من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )البقرة 62