logo
ثقافة : 2025 مئوية الفنان.. عبدالهادى الجزار أبرز رواد الحركة التشكيلية عالميا

ثقافة : 2025 مئوية الفنان.. عبدالهادى الجزار أبرز رواد الحركة التشكيلية عالميا

الأربعاء 30 يوليو 2025 02:31 مساءً
نافذة على العالم - يعد الفنان الراحل عبد الهادي الجزار واحد من أهم وأبرز رواد الحركة التشكيلية في مصر، ويشهد عام 2025 مئوية الفنان التشكيلي الكبير، إذ ولد بالإسكندرية عام 1925، ورغم قصر حياته المهنية إلا أنه قدم غزارة في الإنتاج، ليصبح من أهم الفنانين المصريين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أثّر تعليمه في مصر وفي الخارج بشدة على فنه وكيفية تطوره على مر عقدين من الزمن.
ولد الجزار في منطقة القباري بالإسكندرية عام 1925، وعاش الجزار وعائلته في قرية صغيرة على دلتا النيل تسمى بورومي قبل أن ينتقل إلى القاهرة حيث استقرت عائلة الجزار في حي السيدة زينب، الذي يضم مسجد السيدة زينب والسوق المجاور له، وهي بيئة من شأنها أن تؤثر بعمق على الجزار جسديًا وثقافيًا ونفسيًا، مما يؤدي إلى تحفيز وتغذية مفرداته التصويرية الفريدة ولم تعرض منطقة السيدة زينب الجزار الشاب للطبقات الدنيا والمتوسطة في مصر فحسب، بل أيضًا للمهرجانات الدينية النابضة بالحياة والملونة ومعارض الشوارع والأعياد لذلك وجد الجزار نفسه في مركز عالم تحكمه الحياة، والصراعات، وينبض بالحياة الدينية والطنين الثقافي.
ومن خلال التعمق في هذا العالم، لاحظ الجزار وحلل واستوعب كيف تعامل هؤلاء الأشخاص مع تحديات الحياة القاسية، والتي سمح الكثير منها لأنفسهم بتوجيه العرافين والشفعاء الذين دافعوا عن قوى السحر والمعتقدات الغامضة والتقاليد الشعبية بالإضافة إلى تشجيع استخدامها.
أسلوب مبكر لمواضيع تقليدية وصوفية
وقد استخدم الجزار أسلوب مبكر لمواضيع تقليدية وصوفية، أطلق عليها الناقد الفني صبحي الشاروني تسمية "الأساطير الشعبية"، بنمط تشخيصي واضح يؤكد على "الهوية المصرية" مع حس اجتماعي تجلى بالاهتمام بالفقراء والمهمشين، وقد واكب هذا الأسلوب بشكل مثالي مناخ 1952 وثورة الضباط الأحرار التي روجت لمُثل الوحدة العربية والاشتراكية. ونتيجة لذلك، عرض الجزار في 1952 و1956 و1960 في بينالي البندقية كفنان رسمي من مصر، وحصل على منح دراسية من الحكومة للعمل والدراسة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في ذكرى الجرح المفتوح.. كتب خالدة وثقت مأساة هيروشيما
في ذكرى الجرح المفتوح.. كتب خالدة وثقت مأساة هيروشيما

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

في ذكرى الجرح المفتوح.. كتب خالدة وثقت مأساة هيروشيما

في السادس من أغسطس من كل عام، يستعيد العالم ومدينة هيروشيما لحظات لم تنسى من تاريخ البشرية هى الأكثر قسوة وشرا، في تاريخنا الإنساني، وكانت اللحظة الأولى والكاشفة التي تظهر وجه أمريكا بإلقائها أول قنبلة ذرية في التاريخ البشري على مدينة هيروشيما. فى صباح السادس من أغسطس 1945تحولت هيروشيما المدينة اليابانية إلى رماد لتكتب فصلًا مروعًا ولا ينسى من فصول الحرب العالمية الثانية، أكثر من 140 ألف شخص لقوا مصرعهم، ومئات الآلاف عاشوا لعقود وسط الإشعاع والألم والندم الجماعي. واليوم، وبعد 80 عامًا تقريبًا، لا تزال ذكرى هيروشيما جرحًا مفتوحًا في الضمير الإنساني، وقد وجدت هذه المأساة طريقها إلى الأدب لتتحول إلى شهادات خالدة وأعمال سردية مؤلمة تذكرنا دومًا بثمن الحرب. في هذا التقرير، نرصد أبرز الكتب التي وثقت فاجعة هيروشيما، وحفرت معاناة اليابانيين في ذاكرة العالم. "هيروشيما" – جون هيرسي (1946) ربما يُعد هذا الكتاب الأكثر تأثيرًا وانتشارًا في الغرب عن مأساة هيروشيما ، الصحفي الأمريكي جون هيرسي سافر إلى اليابان بعد القصف وجمع شهادات حية من ستة ناجين. بأسلوب روائي صحفي بالغ القوة، روى هيرسي تفاصيل اللحظات الأولى بعد الانفجار، ومعاناة الناجين، والمشهد الإنساني المروّع في شوارع المدينة. يذهب بنا الكاتب جون هيرسي إلى تغطية حياة ستة ناجين من تلكم الكارثة التي انكشف خلالها الغطاء الأخلاقي الغربي بشكل فاضح، وصل جون هيرسي لهيروشيما بعد ثمانية أشهر من تلك المجزرة ليغطي بأعتقاده حربًا ككل الحروب التي غطاها، ليكتشف أن الأمر تعدى هزيمة اليابان وتوقيع بنود استسلامها وتعدى تدمير اغلب هيروشيما وناجازاكي ولكن الدمار وصل إلى روح الإنسان الياباني ومعتقده ويتضح هذا جليًا فتقول احدى الناجيات أثناء مواساتها من قبل أحد رجال الدين (إن كان إلهك خيرا ورحيما، فكيف يسمح أن يتعذب الناس على هذا النحو؟)، ستة ناجين عاش معهم جون هيرسي لثلاثة أسابيع يكتب ما حكوه بكثير من التفاصيل منذ صبيحة ذلك اليوم المشؤوم وحتى عودة الكاتب بعد سنين طويلة من وقوع الكارثة ليرى ماذا حصل لهؤلاء الستة والذي خصص لنهاياتهم فصلًا أضافه إلى الطبعة الجديدة،أن كارثة هيروشيما وناجازاكي لم توقض الضمير الانساني حتى الآن وليس هناك مؤشرات على صحوة هذا الضمير في ظل سباق التسلح النووي القائم بين الدول. هيروشيما" نُشر لأول مرة في مجلة "نيويوركر"، وخصصت له المجلة عددًا كاملًا، ليصبح لاحقًا من أهم كتب القرن العشرين. هيروشيما ونجاساكى مأساة القنبلة الذرية تأليف تاكيشى ايتو كتاب هيروشيما ونجازاكى مأساة القنبلة الذرية تأليف تاكيشى ايتو، من أكبر الجرائم التي ارتكبها الجنس البشري هو تقرير مصير هيروشيما ونجاساكي اليابانيتين أثناء الحرب العالمية الثانية. تتذرع الولايات المتحدة أنها قامت بهذا الفعل الشنيع مضطرةً لإنهاء حرب دامية طالت واستهلكت الكثير من الأرواح، وهل من سبيل لضرب الحديد إلا بالحديد، الذي لا بد أن يكون أكثر بأسًا وصلابة حتى تكون لهذه المجزرة خاتمة. نعم، أرادوا إنهاء مجزرة فارتكبوا مجزرة أخرى. ولكن، هل كانت هذه هي الحقيقة كاملة؟ هذا ما يناقشه الكتاب، وقد بدأ بصور مؤلمة من الأحياء اليابانية المنكوبة وكيف أصبحت وأصبح سكانها على ضوء هذه شمس اليورانيوم الصغيرة بحاضر دامٍ ومستقبل مجهول يتداعى بسبب الاشعاعات المخفية. الكتاب لا يتحدث فقط عن المأساة، بل عن أسبابها ومعطياتها ونتائجها ، لماذا هيروشيما ونجازاكي؟ كيف تم الاختيار وكيف تم التخطيط؟ من هو العقل المدبر ومن هم شركائه؟ وكيف أثرت هذه القنبلة على العلاقات بين الحلفاء وعلى مشاعر الشعوب؟ كيف هو المستقبل في حرب نووية طاحنة؟. يوميات هيروشيما - متشهيكوها تشيا هذا الكتاب يمثل وثيقة تاريخية إنسانية تصور أبعاد المأساة والآثار التى ترتبت عليها، وهي عبارة عن يوميات حرص على تدوينها شاهد عيان عاصر الحادث منذ بدايته صباح السادس من أغسطس 1945 من موقع المسئولية كمدير لمستشفى مصلحة المواصلات بالمدينة حتى آخر سبتمبر من نفس العام. يتحدث الكتاب عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التى أفرزت النظام الفاشى في اليابان، والاطماع الأمبريالية التى ورطت اليابان في الحرب العالمية الثانية، والأثار التى ترتبت على الهزيمة، ومبررات استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للقنبلة الذرية في الحرب ضد اليابان بالذات رغم انهيار المقاومة العسكرية اليابانية فيما عرف بمعركة الباسفيكى، ونجلى أمام القارئ جوانب هذه المأساة التاريخية.

بعد إدراجه ضمن "عاش هنا".. محطات في حياة الكاتب الراحل محمد عبد المنعم
بعد إدراجه ضمن "عاش هنا".. محطات في حياة الكاتب الراحل محمد عبد المنعم

الدستور

timeمنذ 11 ساعات

  • الدستور

بعد إدراجه ضمن "عاش هنا".. محطات في حياة الكاتب الراحل محمد عبد المنعم

أدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، اسم محمد عبد المنعم (10 ديسمبر 1937 - 24 يونيو 2025)، ضمن مشروع "عاش هنا"، وقد تم وضع لافتة تحمل اسمه وعنوانه على باب منزله الواقع في 7 شارع ابن مروان من شارع شارل ديجول – الدقى – محافظة الجيزة. ويهدف مشروع "عاش هنا" إلى توثيق المباني والأماكن التي عاش بها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث. يستعرض "الدستور" محطات في حياة محمد عبد المنعم: محمد عبد المنعم.. من الكلية الجوية إلى بلاط صاحبة الجلالة وُلد محمد عبد المنعم عام 1937، في أسرة عريقة تهتم بالتعليم والثقافة، تخرج كضابط عمليات من الكلية الجوية، لكنه ما لبث أن غيّر مساره، فالتحق بكلية الآداب – جامعة القاهرة، قسم اللغة الإنجليزية، وتخرج فيها عام 1967، مستفيدًا من إجادته للغة للدخول إلى عالم الصحافة عبر بوابة جريدة الأهرام، وتحديدًا في القسم الخارجي. برز اسمه سريعًا كمحرر متخصص في الشؤون العسكرية، حيث واصل عمله في الأهرام حتى ما بعد انتصار أكتوبر 1973، قبل أن يتولى رئاسة تحرير مجلة الدفاع التي صدرت من داخل مؤسسة الأهرام. محطات قيادية ومناصب مؤثرة في عام 1998، تولى رئاسة مجلس إدارة وتحرير مؤسسة روزاليوسف، وواصل من خلالها تقديم محتوى صحفي متميز يواكب التغيرات السياسية والاستراتيجية، كما شغل منصب المستشار الصحفي والإعلامي للرئيس الأسبق مبارك، وكان مسؤولًا عن صياغة التصريحات الرئاسية وتوزيعها على وسائل الإعلام. وعلى مدار مسيرته، كان محمد عبد المنعم عضوًا فاعلًا في نقابة الصحفيين، وعضوًا بـالمجلس الأعلى للصحافة، وترك بصمة واضحة في كل موقع شغله. اشتهر عبد المنعم بتغطيته المعمقة للشؤون العسكرية والاستراتيجية والسياسية، واستمر في إدارة الملف العسكري بالأهرام لمدة 30 عامًا منذ 1968، ما جعله أحد أبرز المؤرخين العسكريين ، وخاصة خلال فترات حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر. وتُعد كتاباته في تلك الفترة مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ العسكري والسياسي لمصر، كما قدّم برنامجًا وثائقيًا شهيرًا في الثمانينيات بعنوان "العالم في حرب" على القناة الثانية، نال متابعة واسعة لما تضمنه من أفلام وثائقية عن الحرب العالمية الثانية. ومن أبرز أعماله الأدبية قصة "ذئب في قرص الشمس"، والتي قال إنها مستوحاة من أحداث واقعية، مؤكدة قدرته على الدمج بين الواقع والسرد الفني. تكريم محمد عبد المنعم كرّمته مؤسسة روزاليوسف في ديسمبر 2020 بوصفه عميد رؤساء مجالس إدارتها ورؤساء تحريرها، تقديرًا لعطائه الصحفي الغزير ودوره القيادي، كما بقي اسمه حاضرًا في ذاكرة الصحافة المصرية والعربية، كونه أسس مدرسة صحفية تميزت بالدقة والعمق، واستفاد في ذلك من علاقاته الواسعة مع كبار المثقفين وصنّاع القرار.

أخبار العالم : مشوّهون ومنسيّون، ناجون كوريّون من هيروشيما يتحدثون لبي بي سي بعد 80 عاماً من القصف
أخبار العالم : مشوّهون ومنسيّون، ناجون كوريّون من هيروشيما يتحدثون لبي بي سي بعد 80 عاماً من القصف

نافذة على العالم

timeمنذ 16 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : مشوّهون ومنسيّون، ناجون كوريّون من هيروشيما يتحدثون لبي بي سي بعد 80 عاماً من القصف

الثلاثاء 5 أغسطس 2025 08:40 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، BBC/Hyojung Kim التعليق على الصورة، لي جونج سون، 88 عاماً، إحدى الناجيات من القنبلة النووية وتعيش الآن في هابتشيون، كوريا الجنوبية Article Information Author, هيو جونغ كيم Role, بي بي سي الكورية في هابتشيون قبل 48 دقيقة في تمام الساعة 08:15 صباحاً يوم 6 أغسطس/آب 1945، بينما كانت قنبلة نووية تسقط كالحجر من السماء فوق هيروشيما، كانت لي جونغ - سون في طريقها إلى المدرسة الابتدائية. ولوحت المرأة - التي تبلغ الآن من العمر 88 عاماً - بيديها كما لو أنها تحاول إبعاد الذكرى من أمامها. وتتذكر جونغ - سون: "كان والدي على وشك أن يغادر إلى العمل، لكنه عاد فجأة راكضاً وأخبرنا أن نُخلي المكان فوراً، ويقال إن الشوارع كانت مملوءة بالجثث، لكنني كنت مصدومة لدرجة أن كل ما أتذكره هو أنني بكيت. فقط بكيت وبكيت". وتقول لي إن جثث الضحايا "ذابت لدرجة أن كل ما كان يُرى منها هو الأعين"، وذلك عندما غطّى انفجار يعادل قوة 15 ألف طن من مادة (تي إن تي) مدينةً يبلغ عدد سكانها 420 ألف نسمة، وما تبقّى بعد الانفجار كان جثثاً مشوّهة لدرجة لا يمكن التعرف عليها. وتضيف لي: "القنبلة الذرية، إنها سلاح مرعب للغاية". لقد مرّ 80 عاماً منذ أن أسقطت الولايات المتحدة قنبلة "ليتل بوي"، أول قنبلة ذرية في تاريخ البشرية، فوق هيروشيما، مما أسفر عن مقتل حوالي 70 ألف شخص على الفور، ثم عشرات الآلاف في الأشهر التالية بسبب التسمم الإشعاعي، والحروق، والجفاف. وقد تم توثيق الدمار الذي خلّفته القنبلتان الذريتان في هيروشيما وناغازاكي، واللتان أنهتا الحرب العالمية الثانية والحكم الإمبراطوري الياباني في مساحات شاسعة من آسيا. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن نحو 20 في المئة من الضحايا المباشرين كانوا من الكوريين. ففي ذلك الوقت، كانت كوريا مستعمرة يابانية لمدة 35 عاماً. ويُقدّر أن حوالي 140 ألف كوري كانوا يعيشون في هيروشيما عند وقوع الانفجار، كثير منهم انتقلوا إلى هناك بسبب التجنيد القسري للعمل، أو هرباً من الاستغلال الاستعماري. أما من نجا من القنبلة النووية، إلى جانب أبنائهم وأحفادهم، فلا يزالون يعيشون في ظل ذلك اليوم، يكافحون مع التشوّهات، والألم، ومعركتهم الطويلة من أجل العدالة التي لم تُحسم حتى اليوم. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، تمت تسمية هابتشيون بـ"هيروشيما كوريا" بسبب عدد الناجين من القنبلة النووية الذين عاشوا هناك بعد الحرب يقول شيم جين تاي، وهو ناجٍ يبلغ من العمر 83 عاماً، "لا أحد يتحمّل المسؤولية. لا الدولة التي ألقت القنبلة، ولا الدولة التي فشلت في حمايتنا. أمريكا لم تعتذر قط. اليابان تتظاهر بأنها لا تعلم. وكوريا ليست أفضل حالاً. كلهم يلقون اللوم على بعضهم البعض، ونحن تُركنا وحدنا". ويعيش شيم الآن في هابتشون، في كوريا الجنوبية، وهي مقاطعة صغيرة أصبحت موطناً لعشرات الناجين مثل شيم ولي، حتى بات يُطلق عليها لقب "هيروشيما كوريا". وبالنسبة للي، لم تتلاشَ صدمة ذلك اليوم، بل انغرست في جسدها على شكل أمراض، إذ تعاني اليوم من سرطان الجلد، ومرض باركنسون، والذبحة الصدرية، وهي حالة ناتجة عن ضعف تدفق الدم إلى القلب، وتظهر عادةً على شكل ألم في الصدر. لكن ما يُثقل كاهلها أكثر، هو أن الألم لم يتوقف عندها يوماً. فابنها هوتشانغ، الذي يُعيلها، تم تشخيصه بفشل كلوي، وهو يخضع حالياً لغسيل الكلى بانتظار عملية زرع. ويقول هوتشانغ: "أعتقد أن السبب هو التعرض للإشعاع، لكن من يستطيع إثبات ذلك؟"، ويضيف: "من الصعب إثباته علمياً، الأمر يتطلب اختبارات جينية، وهي مرهقة ومكلفة". وقد صرّحت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية (MOHW) لبي بي سي، بأنها جمعت بيانات جينية بين عامي 2020 و2024، وستواصل القيام بدراسات إضافية حتى عام 2029. وقالت إنها ستنظر في "توسيع تعريف الضحايا" ليشمل الجيلين الثاني والثالث من الناجين فقط "إذا كانت النتائج تؤكد تأثرهم". حصيلة الكوريين ومن بين الـ140 ألف كوري الذين كانوا في هيروشيما وقت القصف، كثيرون من مقاطعة هابتشون. وتحيط الجبال بالمقاطعة التي لا تحتوي أساساً إلا على قدر قليل من الأراضي الزراعية، فكانت الحياة هناك صعبة. وصادر المحتلون اليابانيون حينها المحاصيل، واجتاحت موجات الجفاف الأرض، مما دفع الآلاف إلى مغادرة الريف والذهاب إلى اليابان خلال الحرب. وقد تمّ تجنيد بعضهم قسراً، فيما أغرت الوعود على غرار: "ستأكل ثلاث وجبات يومياً وتُرسل أطفالك إلى المدرسة" بعضهم الآخر. لكن في اليابان، كان الكوريون يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وغالباً ما كانوا يُكلَّفون بأقسى وأخطر الأعمال. ويقول شيم إن والده كان يعمل في مصنع للذخيرة كعامل قسري، بينما كانت والدته تدقّ المسامير في صناديق الذخيرة الخشبية. وبعد انفجار القنبلة، صُنفت هذه الأعمال الخطرة إلى مهام أكثر خطورة، وغالباً ما كانت سبباً في مقتل الكوريين الذين كانوا في هيروشيما. صدر الصورة، BBC/Hyojung Kim التعليق على الصورة، بالنسبة لشيم جين تاي، الأمر لا يتعلق فقط بالحصول على تعويض، بل يتعلق أيضاً بالاعتراف ويقول شيم، مدير فرع هابتشون في رابطة ضحايا القنبلة الذرية الكوريين، في حديثه لبي بي سي: "كان على العمال الكوريين أن يقوموا بتنظيف جثث الموتى. في البداية استخدموا النقالات، لكن عدد الجثث كان كبيراً جداً. وفي النهاية، استخدموا المجارف لجمع الجثث وأحرقوها في ساحات المدارس". ويتابع: "كان الكوريون في الغالب من يقومون بهذا العمل. معظم أعمال التنظيف بعد الحرب وصناعة الذخيرة أُنجزت بأيدينا". وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة جيونغ جي للرعاية الاجتماعية، فإن بعض الناجين أُجبروا على إزالة الأنقاض وانتشال الجثث. وفي حين فرّ اليابانيون الذين تم إجلاؤهم إلى منازل أقاربهم، بقي الكوريون الذين لم تكن لديهم روابط محلية في المدينة، معرضين للإشعاع النووي، وبفرص محدودة جداً للحصول على الرعاية الطبية. وقد ساهمت هذه الظروف من سوء المعاملة، والعمل الخطير، والتمييز، في ارتفاع عدد الوفيات بين الكوريين. ووفقاً لرابطة ضحايا القنبلة الذرية الكوريين، بلغت نسبة الوفيات بين الكوريين 57.1 في المئة، مقارنةً بالمعدل العام الذي كان حوالي 33.7 في المئة. وقد تعرّض نحو 70 ألف كوري للإشعاع الناتج عن القنبلة. وبحلول نهاية العام، كان حوالي 40 ألفاً منهم قد توفّوا. منبوذون في وطنهم وبعد القصف، الذي أدى إلى استسلام اليابان وتحرير كوريا لاحقاً، عاد نحو 23 ألف ناجٍ كوري إلى وطنهم. لكنهم لم يُقابَلوا بالترحيب، إذ وُصفوا بأنهم مشوّهون أو ملعونون، وتعرضوا للتمييز حتى في بلدهم. ويشرح شيم: "كانت هابتشون تضم بالفعل مستعمرة لمرضى الجذام، ونتيجة لتلك الصورة الذهنية، ظن الناس أن الناجين من القنبلة مصابون أيضاً بأمراض جلدية". ويضيف أن هذا الوصم جعل الناجين يلتزمون الصمت حيال معاناتهم، مشيراً إلى أن "البقاء كان أولوية قبل الكرامة". وتقول لي إنها رأت ذلك، إذ "كان يتم التعامل مع من أصيبوا بحروق شديدة أو كانوا فقراء جداً بطريقة مروّعة. في قريتنا، كان هناك أناس أُحرقت وجوههم وظهورهم لدرجة أن عيونهم فقط كانت مرئية، وتم رفضهم في الزواج وكان الناس يتجنبونهم". ومع الوصمة، جاء الفقر. ثم بدأت تظهر أمراض بلا تفسير واضح: أمراض جلدية، مشاكل في القلب، فشل كلوي، وسرطانات. وكانت الأعراض منتشرة في كل مكان، لكن لم يكن أحد قادراً على تفسيرها. ومع مرور الوقت، بدأ التركيز يتحوّل إلى الجيلين الثاني والثالث. صدر الصورة، BBC/Hyojung Kim التعليق على الصورة، لا تستطيع الناجية من الجيل الثاني هان جونغ سون، المشي دون أن تجر نفسها هان جونغ سون، الناجية من الجيل الثاني، تعاني من نخر في العظام بسبب نقص تدفق الدم في الوركين، ولا تستطيع المشي دون أن تسحب نفسها. أما ابنها الأول فولد بشلل دماغي. وتقول سون: "ابني لم يمشِ خطوة واحدة في حياته. وعاملني أهل زوجي معاملةً سيئة. قالوا لي: لقد أنجبت طفلاً معاقاً وأنتِ أيضًا معاقة، هل جئتِ لتدمّري عائلتنا؟". "كان ذلك الوقت جحيماً حقيقياً"، على حد قولها. وعلى مدار عقود، لم تُظهر حتى الحكومة الكورية اهتماماً بالضحايا، إذ كانت الحرب مع كوريا الشمالية، والمشاكل الاقتصادية، ذات أولوية أكبر. واستمرّ هذا الحال حتى عام 2019، بعد أكثر من 70 عاماً على القصف، حين أصدرت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أول تحقيق خاص بها، وكان عبارة عن نتائج استطلاع يعتمد أساساً على استبيانات. وردّاً على استفسارات بي بي سي، أوضحت الوزارة أنه قبل عام 2019، "لم يكن هناك أساس قانوني للتمويل أو التحقيقات الرسمية". لكن دراستين منفصلتين وجدتا أن ضحايا الجيل الثاني أكثر عرضة للأمراض، إذ أظهرت دراسة أجريت عام 2005 أن ضحايا الجيل الثاني كانوا أكثر عرضة بكثير من عامّة السكان للإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب وفقر الدم، بينما وجدت دراسة أخرى في عام 2013 أن معدل تسجيل الإعاقات بينهم، يقارب ضعفَي المعدل العام. وفي هذا السياق، تبدو هان مذهولة من استمرار السلطات في طلب الإثبات للاعتراف بها وبابنها كضحايا لهيروشيما. وتقول: "مرضي هو الدليل. إعاقة ابني هي الدليل. هذا الألم ينتقل عبر الأجيال، وهو ظاهر للعيان. لكنهم لا يعترفون به. فماذا علينا أن نفعل؟ نموت دون أن يُعتَرف بنا؟". السلام بلا اعتذار ولم يزر مسؤولون من هيروشيما هابتشون إلا الشهر الماضي، في 12 يوليو/تموز، لوضع الزهور عند النصب التذكاري. فعلى الرغم من الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما وشخصيات خاصة أخرى للمنطقة، إلا أن زيارة الشهر الماضي كانت أول زيارة رسمية من قبل المسؤولين اليابانيين الحاليين. وتقول جونكو إيتشيبا، الناشطة اليابانية في السلام، التي كرّست وقتها للدفاع عن ضحايا هيروشيما من الكوريين، إن "اليابان تتحدث الآن في 2025 عن السلام. لكن السلام بدون اعتذار لا معنى له". وتشير إلى أن المسؤولين الذين زاروا المنطقة لم يذكروا أو يعتذروا عن كيفية معاملة اليابان للشعب الكوري قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية. صدر الصورة، BBC/Hyojung Kim التعليق على الصورة، تحتوي قاعة تذكارية في هابتشيون على 1160 لوحاً خشبياً، كل منها يحمل اسم كوري قُتل بالقنبلة النووية وعلى الرغم من أن عدة قادة يابانيين سابقين قد قدّموا اعتذاراتهم وأسفهم، إلا أن العديد من الكوريين الجنوبيين يعتبرون هذه المشاعر غير صادقة، أو غير كافية دون اعتراف رسمي. وتشير إيتشيبا إلى أن الكتب المدرسية اليابانية لا تزال تتجاهل تاريخ احتلال كوريا، وكذلك ضحايا القنبلة الذرية، موضحة أن "هذا التجاهل لا يؤدي إلا إلى تعميق الظلم". ويُضاف ذلك إلى ما يراه كثيرون تقصيراً في مساءلة الإرث الاستعماري الياباني. ويقول هو جونغ-غو، مدير قسم الدعم في الصليب الأحمر، إنه "يجب معالجة هذه القضايا بينما لا يزال الناجون على قيد الحياة. وبالنسبة للجيلين الثاني والثالث، يجب جمع الأدلة والشهادات قبل فوات الأوان". وبالنسبة لناجين مثل شيم، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالتعويض، بل بالاعتراف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store