logo
استكشفوا جميرا كابري بالاس

استكشفوا جميرا كابري بالاس

إيلي عربيةمنذ 12 ساعات

في أعالي أناكابري الهادئة، نستكشف أجنحة المنتجع الجديدة المفعمة بالروح، بقيادة فنّانين ومهندسين معماريين، وعلى إيقاعات الجزيرة الخاصة. هناك فنادق تحتضن الفنّ، وهناك أماكن مثل جميرا كابري بالاس ـ حيث الهندسة المعمارية بحدّ ذاتها لمسة فنّية، والأجنحة أشبه بمعارض فنّية مختارة بعناية، والضيوف مدعوون للتجوّل فيها وكأنّهم جزء حي من هذا العمل الفنّي. وصلتُ إلى الجزيرة ليس فقط لزيارة المكان، بل لأشهد على تحوّل هام: الكشف عن تصميم Patricia Urquiola الجديد للأجنحة والمسبح. وما تبيّن من هذه الزيارة كان أكثر تعقيداً: تجربة عاطفية، وإبداعية، وحسّية، بحيث كانت جزيرة كابري بمثابة خلفية رائعة وملهمة نادرة.
تصميمٌ شاعري
يُعتبر دخول الأجنحة الجديدة التي صمّمتها Patricia Urquiola لفندق جميرا كابري بالاس بمثابة رسالة حبّ لـ"كابري". تبدو كلّ مساحة ـ وهي خمس مساحات إجمالاً ـ وكأنّها حوار بين السماء والبحر، والضوء والملمس. يتردّد صدى ألوان الطين الترابي، والأبيض، والأزرق المحيطي في منحنيات الأثاث المصمّم خصّيصاً، وفي تموّجات الجدران الجصية التي تُحاكي تيارات المدّ والجزر الهادئة في تيرانيا. اصطحبنا شريكها، Alberto Zontone، في هذه المساحات، حيث أخبرنا أنّ نية Urquiola لم تكن فقط تصميم صالة أو غرفة، بل تكريم روح الجزيرة. قال: "لم نكن نريد فرض أنفسنا على كابري، بل أردنا أن ندعها تتكلّم". و هذا ما يحدث فعلاً من خلال التوهّج اللطيف على بلاط السيراميك، وأرضيات البالاديان الممتدّة إلى الحديقة، والأشكال العضوية التي تعكس الساحل من نافذتك. تكتب Urquiola: "تمّ تصميم كلّ جناح على أنّه عالم مصغّر هادئ، حيث تستحضر المواد الجميلة الملمس، والضوء الطبيعي، والأشكال الانسيابية الراحة والرقي المتوسطي".
جزيرة للفنّانين
أكثر ما أدهشني هو أنّ التصميم لم يكن عرضاً منفرداً، بل جزءاً من روح تنظيمية أوسع نطاقاً في الفندق. فالفنّ هنا ليس مجرّد لوحة فنّية، بل هو جزء لا يتجزّأ من كلّ ممرّ، وكلّ ركن من أركان Bar degli Artisti، وكلّ جناح يحمل اسم فنان. أما المتحف الأبيض، المعرض الحي في فندق جميرا كابري بالاس، فقد جسّده لنا Arnaud Morand، المستشار الفنّي للفندق، الذي يتنقل بين أرجاء المكان كقائد أوركسترا هادئ، ينسج قصصاً بين لوحة Ettore e Andromaca للفنّان De Chirico، ولوحة Plessi التي تُحيي ذكرى "الكهف الأزرق"، وشراع الفسيفساء من تصميم Velasco Vitali المتلألئ تحت سطح المسبح. يضمّ البهو فسيفساء فوتوغرافية لـ Maurizio Galimberti، الذي انضمّ إلينا في جزء من الرحلة وتحدّث بحماس وكثافة عن أسلوبه في تقنية "التجمّع" الشهيرة. وأخبرنا أنّ كابري تُعدّ إحدى "ملهماته الأبدية". ويمكنك أن تشعري بذلك في كلّ صورة يلتقطها مجزّأة كانت أو مُعاد ترتيبها، فتكاد تكون حلماً.
لوحةٌ فنّية
فنّ كابري ليس مجرّد فنّ بصري، بل هو فنٌّ آسرٌ وعاطفي. قضينا إحدى أكثر الأمسيات التي لا تُنسى في مطعم a-Ma-Re Capri، حيث لم يكتفِ صانع البيتزا الشهير Franco Pepe بتقديم Margherita Sbagliata الأسطورية، بل استضافنا لحضور جلسةٍ حميمة لصنع البيتزا. كانت مشاهدة يديه وهما تعملان في العجين أشبه بمشاهدة نحّات يُشكّل الطين. مع غروب الشمس فوق الجرف بجانب "الكهف الأزرق"، تذوّقنا شيئاً أصيلاً كالجزيرة نفسها. فقد كان تناول العشاء في مطعم ونادي الشاطئ Il Riccio، في اليوم السابق، مقدّساً بنفس القدر. فالمطعم مبني داخل المنحدرات، ويوفّر إطلالةً سينمائيةً تكاد لا تبدو حقيقية. تتميّز التصميمات الداخلية باللون الأزرق البحري والأبيض السحابي، لكن العيون كلّها تتجه نحو الأفق.
عافيةٌ لها روح
حتى العافية هنا تروي قصة. يضمّ منتجع كابري الطبي، الواقع في الجزء الأكثر هدوءاً من المنتجع، Leg School الشهيرة، وهي الأولى من نوعها في أوروبا. مستوحى من تركيبات غالينوس القديمة، يجمع بين العلم والتجربة الحسّية. صحيح أنّ علاجات التبريد، واللفائف العشبية، والتدليك المتدفّق تستهدف النصف السفلي من الجسم، لكن تأثيرها هو صفاءٌ يغمر الجسم بأكمله. بعد أيامٍ حافلةٍ بالفنّ والعمارة، حانت لحظة التوقّف، والتواصل مع شيءٍ أكثر هدوءاً.
كابري معاد تصوّرها
ما قدّمته Patricia Urquiola ليس مجرّد تصميم، بل ترجمة. لقد جسّدت أجواء أناكابري ـ النسيم، والملح، وحرارة النهار البيضاء، وسكون الغسق المحمرّ ـ وحوّلتها إلى مساحات تُمكّنك من الراحة، والتفكير، والشعور. وما يواصل فندق جميرا كابري بالاس تقديمه، من خلال متحفه الأبيض، وتعاونه الفنّي، واحتضانه الروحي للثقافة، هو تقديم أكثر من مجرّد رفاهية لضيوفه. إنّه يمنحهم معنىً خاصاً. مكان للإقامة، ولكنّه أيضاً مكان للشعور بالحياة، والإلهام، والظهور.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبازة تحول الكب كيك إلى باقات زهور صالحة للأكل.. ما القصة؟
خبازة تحول الكب كيك إلى باقات زهور صالحة للأكل.. ما القصة؟

رائج

timeمنذ 4 ساعات

  • رائج

خبازة تحول الكب كيك إلى باقات زهور صالحة للأكل.. ما القصة؟

في خطوة مبتكرة تمزج بين الفن والحلوى، نجحت الخبازة الأسترالية الشابة "مايسي نيمر"، المقيمة في سيدني، في لفت الأنظار عالميًا بابتكارها أول باقة من الكب كيك، لتبدو كأنها باقة زهور حقيقية، لكنها صالحة للأكل بالكامل. ورغم عدم امتلاكها لأي خلفية أكاديمية في فنون الخَبز، إلا أن شغف نيمر بالطعام والفن دفعها إلى تأسيس مشروعها الخاص الذي أطلقت عليه اسم "Baked Bouquet"، لتصبح أول مصممة في مجال "الباقات الصالحة للأكل". وتقول نيمر في تصريحات صحفية: "بدأت بشراء رؤوس التزيين لتجربة تزيين الكب كيك، وسرعان ما وقعت في حب هذه الحرفة. كانت تجربة علاجية وسط الفوضى والقلق، ومن هناك بدأت أبتكر حتى وصلت إلى تصميم الباقات الواقفة". اقرأ أيضاً: أغرب نكهات الكب كيك حول العالم وبعد ساعات طويلة من التجربة والبحث، أتقنت نيمر تقنيات التزيين المختلفة، وابتكرت تصاميم زهرية مذهلة باستخدام كريمة الزبدة، ثم جمعت هذه القطع في تنسيقات تشبه باقات الزهور، لكنها مصنوعة بالكامل من الكب كيك. وسرعان ما حظي مشروعها بشهرة واسعة، وأصبح وجهة مفضلة لمن يبحثون عن هدايا فريدة للمناسبات الخاصة مثل الأعراس وأعياد الميلاد. كما تعاونت نيمر مع علامات تجارية ومؤسسات في فعاليات ترويجية، وقدّمت تصاميم ضخمة تجاوزت 150 قطعة كب كيك في باقة واحدة. وبينما تمثل باقات نيمر القابلة للأكل علامة فارقة في سوق الحلويات الفاخرة، تشهد الحسابات الرقمية الخاصة بها، لا سيما على "إنستغرام"، تفاعلًا كبيرًا من محبي الحلويات والفن على حد سواء، ما يعكس تصاعد شعبية هذا النوع من الابتكارات التي تجمع الذوق والبصر في تجربة واحدة. وتأمل نيمر في أن تلهم قصتها الأمهات والنساء لملاحقة شغفهن، مؤكدة أن الإبداع لا يتطلب شهادة، بل إصراراً وشغفاً. كما تخطط لإطلاق ورش عمل ودورات تدريبية لمشاركة خبرتها مع عشاق الخَبز حول العالم. اقرأ أيضاً: تعرف على أشهر 10 أنواع خبز في العالم.. رحلة رائحتها مميزة

استكشفوا جميرا كابري بالاس
استكشفوا جميرا كابري بالاس

إيلي عربية

timeمنذ 12 ساعات

  • إيلي عربية

استكشفوا جميرا كابري بالاس

في أعالي أناكابري الهادئة، نستكشف أجنحة المنتجع الجديدة المفعمة بالروح، بقيادة فنّانين ومهندسين معماريين، وعلى إيقاعات الجزيرة الخاصة. هناك فنادق تحتضن الفنّ، وهناك أماكن مثل جميرا كابري بالاس ـ حيث الهندسة المعمارية بحدّ ذاتها لمسة فنّية، والأجنحة أشبه بمعارض فنّية مختارة بعناية، والضيوف مدعوون للتجوّل فيها وكأنّهم جزء حي من هذا العمل الفنّي. وصلتُ إلى الجزيرة ليس فقط لزيارة المكان، بل لأشهد على تحوّل هام: الكشف عن تصميم Patricia Urquiola الجديد للأجنحة والمسبح. وما تبيّن من هذه الزيارة كان أكثر تعقيداً: تجربة عاطفية، وإبداعية، وحسّية، بحيث كانت جزيرة كابري بمثابة خلفية رائعة وملهمة نادرة. تصميمٌ شاعري يُعتبر دخول الأجنحة الجديدة التي صمّمتها Patricia Urquiola لفندق جميرا كابري بالاس بمثابة رسالة حبّ لـ"كابري". تبدو كلّ مساحة ـ وهي خمس مساحات إجمالاً ـ وكأنّها حوار بين السماء والبحر، والضوء والملمس. يتردّد صدى ألوان الطين الترابي، والأبيض، والأزرق المحيطي في منحنيات الأثاث المصمّم خصّيصاً، وفي تموّجات الجدران الجصية التي تُحاكي تيارات المدّ والجزر الهادئة في تيرانيا. اصطحبنا شريكها، Alberto Zontone، في هذه المساحات، حيث أخبرنا أنّ نية Urquiola لم تكن فقط تصميم صالة أو غرفة، بل تكريم روح الجزيرة. قال: "لم نكن نريد فرض أنفسنا على كابري، بل أردنا أن ندعها تتكلّم". و هذا ما يحدث فعلاً من خلال التوهّج اللطيف على بلاط السيراميك، وأرضيات البالاديان الممتدّة إلى الحديقة، والأشكال العضوية التي تعكس الساحل من نافذتك. تكتب Urquiola: "تمّ تصميم كلّ جناح على أنّه عالم مصغّر هادئ، حيث تستحضر المواد الجميلة الملمس، والضوء الطبيعي، والأشكال الانسيابية الراحة والرقي المتوسطي". جزيرة للفنّانين أكثر ما أدهشني هو أنّ التصميم لم يكن عرضاً منفرداً، بل جزءاً من روح تنظيمية أوسع نطاقاً في الفندق. فالفنّ هنا ليس مجرّد لوحة فنّية، بل هو جزء لا يتجزّأ من كلّ ممرّ، وكلّ ركن من أركان Bar degli Artisti، وكلّ جناح يحمل اسم فنان. أما المتحف الأبيض، المعرض الحي في فندق جميرا كابري بالاس، فقد جسّده لنا Arnaud Morand، المستشار الفنّي للفندق، الذي يتنقل بين أرجاء المكان كقائد أوركسترا هادئ، ينسج قصصاً بين لوحة Ettore e Andromaca للفنّان De Chirico، ولوحة Plessi التي تُحيي ذكرى "الكهف الأزرق"، وشراع الفسيفساء من تصميم Velasco Vitali المتلألئ تحت سطح المسبح. يضمّ البهو فسيفساء فوتوغرافية لـ Maurizio Galimberti، الذي انضمّ إلينا في جزء من الرحلة وتحدّث بحماس وكثافة عن أسلوبه في تقنية "التجمّع" الشهيرة. وأخبرنا أنّ كابري تُعدّ إحدى "ملهماته الأبدية". ويمكنك أن تشعري بذلك في كلّ صورة يلتقطها مجزّأة كانت أو مُعاد ترتيبها، فتكاد تكون حلماً. لوحةٌ فنّية فنّ كابري ليس مجرّد فنّ بصري، بل هو فنٌّ آسرٌ وعاطفي. قضينا إحدى أكثر الأمسيات التي لا تُنسى في مطعم a-Ma-Re Capri، حيث لم يكتفِ صانع البيتزا الشهير Franco Pepe بتقديم Margherita Sbagliata الأسطورية، بل استضافنا لحضور جلسةٍ حميمة لصنع البيتزا. كانت مشاهدة يديه وهما تعملان في العجين أشبه بمشاهدة نحّات يُشكّل الطين. مع غروب الشمس فوق الجرف بجانب "الكهف الأزرق"، تذوّقنا شيئاً أصيلاً كالجزيرة نفسها. فقد كان تناول العشاء في مطعم ونادي الشاطئ Il Riccio، في اليوم السابق، مقدّساً بنفس القدر. فالمطعم مبني داخل المنحدرات، ويوفّر إطلالةً سينمائيةً تكاد لا تبدو حقيقية. تتميّز التصميمات الداخلية باللون الأزرق البحري والأبيض السحابي، لكن العيون كلّها تتجه نحو الأفق. عافيةٌ لها روح حتى العافية هنا تروي قصة. يضمّ منتجع كابري الطبي، الواقع في الجزء الأكثر هدوءاً من المنتجع، Leg School الشهيرة، وهي الأولى من نوعها في أوروبا. مستوحى من تركيبات غالينوس القديمة، يجمع بين العلم والتجربة الحسّية. صحيح أنّ علاجات التبريد، واللفائف العشبية، والتدليك المتدفّق تستهدف النصف السفلي من الجسم، لكن تأثيرها هو صفاءٌ يغمر الجسم بأكمله. بعد أيامٍ حافلةٍ بالفنّ والعمارة، حانت لحظة التوقّف، والتواصل مع شيءٍ أكثر هدوءاً. كابري معاد تصوّرها ما قدّمته Patricia Urquiola ليس مجرّد تصميم، بل ترجمة. لقد جسّدت أجواء أناكابري ـ النسيم، والملح، وحرارة النهار البيضاء، وسكون الغسق المحمرّ ـ وحوّلتها إلى مساحات تُمكّنك من الراحة، والتفكير، والشعور. وما يواصل فندق جميرا كابري بالاس تقديمه، من خلال متحفه الأبيض، وتعاونه الفنّي، واحتضانه الروحي للثقافة، هو تقديم أكثر من مجرّد رفاهية لضيوفه. إنّه يمنحهم معنىً خاصاً. مكان للإقامة، ولكنّه أيضاً مكان للشعور بالحياة، والإلهام، والظهور.

حكايات من الماضي: اكتشف كنوز الحضارات القديمة
حكايات من الماضي: اكتشف كنوز الحضارات القديمة

سائح

timeمنذ 17 ساعات

  • سائح

حكايات من الماضي: اكتشف كنوز الحضارات القديمة

في كل زاوية من زوايا هذا الكوكب، تتوارى قصص وحكايات كُتبت بمداد الزمن على جدران المعابد، وبين أحجار المدن المنسية، وفي بطون المخطوطات العتيقة. إنها كنوز الحضارات القديمة، التي تُقدم لنا نافذة لا تُقدر بثمن على ماضٍ عريق، يُخبرنا كيف عاش البشر قبل آلاف السنين، وما هي القيم التي آمنوا بها، وكيف أبدعوا في الفن والعلم والعمارة. هذه الحكايات ليست مجرد دروس تاريخية جافة، بل هي نبض حياة لأمم سادت ثم بادت، تركت لنا إرثاً يُلهمنا حتى يومنا هذا. إن استكشاف هذه الكنوز هو دعوة للغوص في عمق الذاكرة البشرية، وفهم كيف تطورت مجتمعاتنا، وكيف ساهمت الحضارات المتعاقبة في تشكيل عالمنا الحديث. هذا المقال سيسلط الضوء على أهمية هذه الكنوز، وكيف يُمكننا اكتشافها لنُثري معرفتنا ونُوسع مداركنا. المدن الأثرية: صروح صامتة تروي أمجاداً غابرة تُعد المدن الأثرية القديمة بمثابة صروح صامتة، كل حجر فيها يحمل بصمة تاريخ، وكل شارع يُخبر قصة. من بين هذه المدن، تبرز البتراء في الأردن، المدينة الوردية المنحوتة في الصخر، والتي تُجسد عبقرية الأنباط في العمارة والنحت، وكيف أقاموا مدينة تجارية مزدهرة في قلب الصحراء. إن التجول في "السيق" الضيق الذي يقود إلى "الخزنة" المهيبة يُشعرك وكأنك تعود بالزمن إلى الوراء، لتُشاهد التجارة وهي تدب في هذه المدينة العجيبة. وبالانتقال إلى أمريكا الجنوبية، تُقدم ماتشو بيتشو في بيرو، "المدينة الضائعة" لحضارة الإنكا، مثالاً مذهلاً على العبقرية الهندسية والدقة المعمارية التي وصل إليها شعب الإنكا، وكيف بنوا مدينة كاملة على قمة جبل، وظلت مخفية عن العالم لقرون. كل حجر فيها يتحدث عن فلسفة البناء المتناغم مع الطبيعة. أما بومبي في إيطاليا، فتُقدم لنا لمحة مؤلمة وواقعية عن الحياة الرومانية اليومية قبل أن تُدفن تحت رماد بركان فيزوف، لتبقى شاهدة على لحظة توقف فيها الزمن. هذه المدن ليست مجرد أطلال، بل هي شهادات حية على أمجاد حضارات غابرة، تُلهمنا بعظمتها وتُعلمنا عن صمود البشرية وإبداعها. الفنون والآثار: لغة صامتة تُعبر عن أرواح الماضين تُعد الفنون والآثار القديمة لغة صامتة تُعبر عن أرواح الماضين، وتُقدم لنا رؤى عميقة حول معتقداتهم، قيمهم، وجمالياتهم. من الأهرامات الشاهقة في مصر، التي تُجسد قوة الفراعنة وإيمانهم بالحياة الأخرى، إلى تماثيل اليونان والرومان التي تُعبر عن المثالية الجسدية والفكرية، تُظهر هذه الأعمال الفنية مستويات متقدمة من المهارة والابتكار. إن النقوش الفرعونية على جدران المعابد، والفسيفساء الرومانية في المنازل، واللوحات الجدارية في الكهوف، كلها تُخبرنا قصصاً عن الآلهة، الأبطال، والحياة اليومية بطريقة بصرية آسرة. لا يقتصر الأمر على الأعمال الكبيرة، فالحلي، الأدوات، الأواني الفخارية، والمخطوطات القديمة، كلها تُقدم تفاصيل دقيقة عن الحياة اليومية، التجارة، والتقنيات التي كانت سائدة. تُعد هذه الآثار كنوزاً ثمينة لا تُقدر بثمن، فهي تُمكن المؤرخين وعلماء الآثار من فك ألغاز الماضي، وإعادة بناء صور للحضارات التي سبقتنا. زيارة المتاحف العالمية التي تُعرض فيها هذه الكنوز تُقدم تجربة غنية تُعيد إحياء الماضي أمام أعيننا. التراث الثقافي غير المادي: روح الحضارات تستمر في العيش إلى جانب الآثار المادية، تُعد التراث الثقافي غير المادي جزءاً حيوياً من كنوز الحضارات القديمة، فهو يُجسد روح هذه الحضارات ويُبقيها حية في الأجيال المتعاقبة. يشمل ذلك اللغات القديمة، القصص الشفوية، الموسيقى، الرقصات، الممارسات الدينية، والعادات والتقاليد. على سبيل المثال، تُعد اللغة العربية الفصحى امتداداً للغات سامية قديمة، وتحمل في طياتها مفردات وتراكيب تعود لآلاف السنين، تُعبر عن فكر وثقافة. القصص الشعبية والأساطير التي تُروى شفوياً عبر الأجيال، تُقدم دروساً في الأخلاق والحكمة، وتُحافظ على الذاكرة الجماعية للمجتمعات. تُظهر بعض الممارسات الدينية والطقوس الاحتفالية استمرارية لتقاليد تعود إلى عصور قديمة جداً، مما يُبرز كيف تُحافظ المجتمعات على جزء من ماضيها. إن هذا التراث غير المادي يُعد كنزاً حياً، فهو يُعزز من الهوية الثقافية، ويُبقي على الصلة بين الماضي والحاضر، ويُمكننا من فهم الجوانب الروحية والاجتماعية للحضارات القديمة بطريقة أعمق. في الختام، إن استكشاف كنوز الحضارات القديمة هو رحلة لا تُقدر بثمن، تُقدم لنا حكايات من الماضي لا تزال تُشكل جزءاً من حاضرنا. من المدن الأثرية التي تُخبرنا عن براعة الأجداد، إلى الفنون والآثار التي تُعبر عن أرواحهم، وصولاً إلى التراث الثقافي غير المادي الذي يُبقي روحهم حية، تُثري هذه الكنوز معرفتنا وتُوسع مداركنا. إن الحفاظ على هذا الإرث الثمين ونقله إلى الأجيال القادمة هو مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، ليبقى شاهداً على عظمة الحضارة البشرية، ومصدراً لا ينضب للإلهام والتعلم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store