
وفي غزةَ.. لأهلِ الحق صَوب الحق بَوصَلة
قالوا في قوانين البداهة والمنطق:
'لا يَحصُل في النفْسِ الفرحُ مع الألم'
و أستكملُ فأقول:
' ولا يجتمعُ فيها الخوفُ مع الغَضَب' فانظرْ مَنْ أنت يا صاحِ في أُمّةِ العَرب؟
و أين أنتَ ممّا كان ودارَ ولمّا يزلْ لأهل غزة، و أرضِ غزة؛ سيّدة الألم، ورمزِ العزة؟
هل أدَّيتَ حقَّ الله في الوطن وأهلِه وأوفيتَ في نفسك شرط العبودية لله، والقيام بحق الإنسانية، أم أنك إزاء ربك والملائكة في الآخرة إذْ يحضرون – مِنْ جماعةِ 'ربِّ ارْجِعُونِ'؟!
أعلمُ أنّ دَوامَ الحالِ من المُحال و أنه لابد في يوم ما سيزول الألم، و تبقى غزة عنوان الشرف ورمز العزة. لكن مما يبقى في مشهد الختام من نَزِّ الجُرحِ المُتَحَصِّل عن تفاصيل القصة، سيبقى حتماً في القلب غصّة.
في القلب غصّةٌ، عندما يقف العالم مُدِيراً للحق ظهره، ومستهدفاً نُبْلَهُ وطُهره، وتقف أنت يا بْنَؤُمِ في خلفية المشهد غيرَ مُبالٍ كأنْ ليس يعنيك شيئاً من الأمر!. أين مني أنت يا شقيقُ وقد نال مني الضباع ما نالوا وقد وقفتَ كالأعمى الأبكم الأصمّ، لم يَبْدُ منك غير العجز عن الفعل و رَدّ الفعل!.
في القلب غصّة إذ جاع مَن جاع، وتَعَرَّى مَنْ تعرى، وتشرّد من تشرد من أطفالِ ونساء وشيوخِ غزة وقد بقَى مَنْ بقى من أهل الحل والعقد على حالهم لا يُحرِّكون في الحقّ ساكناً، كأنهم خشبٌ مُسنَّدة، ليس لديهم من ضمائر، ولا لهم من أفئدة.
اليوم وفي منعطف تلوح فيه بوادر انتصار الحق على الباطل وقد انكسر خُلُق الصلف والاستكبار والجبروت على صخرة المقاومة والصمود، نقول: لعلها قد ذهبت السكرة، وجاءت العبرة.
جاءت العبرة لتعرفوا حكمة رجال الحق والمقاومة البطلة في الإقدام على كل قول وفعل قد يغيب عن العامة فحواه، وفلسفته وجدواه.
الآن آن لكم أيها الناس أن تعلموا أنّ لأهل الحق صوب الحق بَوصَلة، و من ثم فإن رجال الحق إلى الحق في الخلق هم البَوصَلة.
لم يكن طوفان الأقصى أبداً فكرةً لحظيةً، أو خطوة ارتجالية ومُتَعَجّلة، بل كانت صولة جهادية نوعية، مبررة وحكيمة، وقد جاءت في سياقها تماماً، إن زماناً أو مكاناً.
وللمُرْجِفين الذين لا يزالون يشككون من خلال تَرْدادهم أسئلة من مثل: لماذا كان طوفان الأقصى؟ أختصرُ لهم الإجابة في جملة واحدة: كان طوفان الأقصى؛ من أجل الأقصى.
وأما الذين يتساءلون: لماذا جاء الطوفان في هذا التوقيت بالذات ؟ أقول لهم: هذا وقتُ انقلبَ السحرُ على الساحر.
جاء الطوفان وبمجيئه طُويَت صفحة الخيانة، ومن بعده لم نَعُد نسمع عن سَيِّئة الصيت تلك التي أسموها صفقة القرن.
ومِن ثَمّ لم يَعُدْ أملٌ للثعالب والثعابين ومَرَدَة الإنس والشياطين في تهجير الفلسطينيين عن أرضهم واقتلاعهم من جذورهم، وقد كان الله حسبَهم، ومَن يتوكل على الله فهو حَسْبُه.
ومن بعد الطوفان اندحرتْ كل حِيَل وألاعيب السحرة والدجالين من أجل شرق أوسط جديد يتسع للقتلة والفجرة المتصهينين، أحفاد القردة والخنازير.
هذا بعض ما ظَهَر، وما خَفِيَ كان أعظمُ، ولا تسألوا عمّا إنْ يُبدَ لكم يسؤْكُم. هذي منطقتنا ونحن أدرى بِشِعابها و حسبنا رضا الله عن فعلنا، وحسبنا أن اتخذ منا خيرتنا وسادتنا وتَقَبَّلهم في الشهداء. وإن نكن نألم فألمنا على الفراق لا على الفقد.
ويوماّ ما سيزول الألمُ كلُّ الألم، وإنْ تَبقى في القلب غصّة، فباقيةٌ لله في الشُكرِ سجدةٌ؛ ما بقى على الأرض حُرٌّ يَرْكِزُ فلسطينَ في القلب عَلَماً، منادياً حَيُّوا على المقاومة.. ولمّا تزل في عينيه للقدس صولة.. ولفلسطين في القلب قبل الأرض دولة.
(أديب وكاتب رأي مصري)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 2 ساعات
- هبة بريس
خطاب العرش والانتخابات المقبلة..هل هي بداية لتنظيف العملية السياسية في جزئها الانتخابي؟
محمد منفلوطي_ هبة بريس لايختلف اثنان عن كون الخطاب الملكي السامي الأخير قد كان صارما وواضحا مفاده أن مغرب اليوم لم يعد يقبل التحرك بسرعتين، وهي رسالة واضحة للأحزاب السياسية لتحمل مسؤولياتها أمام الله وأمام الوطن وأمام التاريخ في اختيار نخبها السياسية بعيدا عن منطق الزبونية والقرابة و'أصحاب الشكارة '، بل البحث عن نخب سياسية بتكوين أكاديمي ومعرفي قادرة على مسايرة التطور الكبير الذي يعرفه المغرب تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، نخب سياسية تأخذ في صلب اهتماماتها تحقيق العدالة المجالية وتطوير الخدمات وتقريبها من المواطنين دون تمييز. الباحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية.والتاريخ الراهن والمعاصر الدكتور ' المصطفى بلعوني'، وفي اتصال بهبة بريس، قال إن فحوى الخطاب الملكي في ذكرى 26 لتربع جلالته على العرش، هو خطاب رفيع المستوى للقرارات الملكية السامية و يمكن أخده سياسيا باعتباره أعلى قرار نستنتج منه مشروع إعادة النظر في منظومة الانتخابات . ذلك أن العملية السياسية السلمية التي يمكنها معالجة بها جميع الأعطال السياسية والاجتماعية والثقافية والبيئية والاقتصادية والتنموية بصفة عامة هي العملية السياسية الكامنة في الانتخابات النزيهة التي تعبر عن إرادة المواطنين أو الشعب . وأضاف الدكتور بلعوني، أن مسلسل الانتقال الديمقراطي بدأ مع عهد محمد السادس ، بكثير من الإجراءات والمواقف والقرارات السامية منها ورش العدالة الانتقالية ، وورش الانتخابات عن طريق نمط اللائحي في سنة 2002، تم فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2006، تم الوثيقة الدستورية 2011 التي حصلت فيها تغييرات هيكلية مؤسساتية في إطار دعم دولة الحق والقانون والمؤسسات. تم الورش الملكي للحماية الاجتماعية 2015 ، تم مشروع الدولة الاجتماعية في منهجية نموذج تنموي جديد 2020، تم المشاريع الكبرى و الأقطاب الاقتصادية في البحر المتوسط تم في المحيط الأطلسي، ثم المبادرة الأطلسية، تم ورش تنظيم كأس العالم 2030 والاستراتيجيات الوطنية للطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر في إطار رؤية 2050 البعيدة المدى . وشدد الدكتور بلعوني على أن هذه التحولات لابد أن تظهر في تنظيم الانتخابات المقبلة العامة التشريعية والجماعية، لأن الهيئات الترابية موكول لها في الانخراط الكلي في هذه الأوراش خاصة التنمية المندمجة والتي ألح عليها الخطاب الملكي لعيد العرش، ولهذا لابد بأخذ ذلك بعين الاعتبار في المشاورات السياسية لإخراج أحسن القوانين وأحسن الأنظمة للإعداد للانتخابات. وقال الدكتور بلعوني إن الأحزاب لا بد لها أن تستوعب فحوى ومضامين ودلالات الخطاب الملكي السامي، لكي لا يمكن التعامل مع الوضع الراهن للانتخابات التعامل معه بمنطق الربح والخسارة، ولهذا الرابح الآن والمستقبل المنظور هو الوطن والبلاد لوضع آليات للتنمية المستدامة الشاملة في منهجية واحدة وبسرعة واحدة كما أكد عليها جلالة الملك، لابد من عملية تقويم وتقييم لنمط الاقتراع والنظام الانتخابي الذي عمر الآن أكثر من 23 سنة في إطار خمس تجارب ومحطات انتخابية منذ 2002 إلى 2021 . والسؤال يقول الدكتور بلعوني، هل مازال نمط الاقتراع صالح للمنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية للمغرب ؟؟؟ وهل مازال صالحا منسجما مع أحوال المغرب الذي نحن شاهدوه وتبدلت جملة، فمن بين سيئات نمط الاقتراع اللائحي بأكبر البقايا والواسط الحسابي الانتخابي على عدد المسجلين، في المدن الكبرى والمتوسطة والمراكز المستقلة أدى إلى العزوف الانتخابي والسياسي، وأدى إلى نمطية في الترشح، بتكرار نفس الأسماء، وأدى إلى ظاهرة العائلية وللأسرة والأعيان التي تسيطر على وكلاء اللوائح في الترشح، أي أصحاب المال وليس أصحاب الوضع الاجتماعي أو العلمي أو الثقافي أو الديني، واحتلال المراتب المتقدمة في اللوائح الانتخابية كوكلاء أو وصيف في اللائحة للأسرة الأب والأخ والأخت والزوجة مما دفع المثقفين والأطر والنخب إلى الابتعاد عن المسرح الانتخابي ولم يتمظهر في إطار التناوب والتداول على ضفة التسيير مما جعل المجالس الترابية غير مفعلة، ولهذا يجب إعادة النظر في التقطيع الانتخابي، بشكل متوازن لا تفضيل من ورائه قبلي او اجتماعي ، أو مالي …إلى غير ذلك، وبصفة عامة أدى إلى الهدر الزمني تم الهدر التنموي في بعض الجهات أو بعد المجالس القروية حتى أكد جلالة الملك أن التنمية تدبير بسرعتين . وأضاف الدكتور بلعوني أن نمط الاقتراع الذي يتماشى مع التطور العام الذي عرفه المجتمع المغربي، هو الفردي الإسمي أو الفردي ذو دورتين وانعكاسه يكون إيجابيا خاصة في التعبئة القوية للجماهير للمشاركة المكثفة في التصويت لأن الناخب يرتبط بالمترشح مباشرة و ببرنامجه في إطار دائرة انتخابية واضحة ومحددة، والمهمة تكون معروفة لدى الناخبين أي المواطنين. كما طالب بإعادة النظر في العتبة والوسط الحسابي الانتخابي، خاصة إذا كانت اللوائح يجب أن تكون على أكبر المعدلات وخاصة في المجالس الترابية القروية التي لا يتعدى عدد مستشاريها من 13 إلى،23 دائرة انتخابية، النمط الملائم لهذه المجالس هو نمط اللائحي بأكبر المعدلات لكي يكون الانسجام والتضامن داخل المجلس القروي . أما قضية' الكوطا' في الانتخابات المقبلة، يقول الدكتور بلعوني، فإن الخطاب الملكي جاء فيه 'بناء مغرب متطور ومتقدم وموحد ومتضامن ' إذن لا مكان إلى نظام 'الكوطا' هنا سواء لتمثيلية النساء،أم تمثيلية الكفاءات لأنه خارج على منطوق ومحتوى ومضمون الخطاب الملكي، وأن المغرب أعطى تمرينا بما فيه الكفاية في إطار العمل 'الكوطا'للنساء والشباب في السابق . وأشار الدكتور بلعوني إلى أن التجويد الانتخابات يكمن في وضع اقتراحات وبدائل تمس بجوهر العملية السياسية، التي يمكنها أن لا تعطي تفضيلا أو ريعا أو امتيازات لبعض الفئات التي تدخل غمار الانتخابات، ومن جهة أخرى أن المغرب موحد ولا يوجد به ولا طوائف ولا وأقليات لتمثيلها وهذا بعيد كل البعد عن المجتمع المغربي . ولفت الدكتور المصطفى بلعوني النظر إلى أن ما يسمى بالتمييز الإيجابي للنساء، يجب أن يكون على مستوى النتائج لتحقيق أهداف التنمية وفي النصوص وفي القوانين، وليس في الآليات أن الانتخابات ما هي إلا آلية للوصول بها إلى نتائج أو لتحقيق أهداف تؤدي إلى تحسين وضعية المرأة في المجتمع، مشيرا إلى أن النساء استفدن من التفضيل أكثر من 23 سنة، واعتبرت كمرحلة تمهيدية للوصول إلى وضعية سليمة وعادية وطبيعة في المجتمع. وفي تقديره، قال الدكتور بلعوني إن العملية السياسية يجب أن تكون أكثر عقلانية، نتائجها تكون بمثابة قوة الدفع الحراري للتنمية وخاصة المندمجة التي أكد عليها الخطاب الملكي السامي ، لتحقيق العدالة المجالية التي ليس خيارا سياسيا بل هي ضرورة وجودية للوطن والمواطن، وما الانتخابات سوف تكون بمثابة وسيلة وليس غاية ، أي أن الغاية الفضلى هي خلق الثروة والتنمية المندمجة التي أكد عليها جلالة الملك والتوازن التنموي بين الجهات والأقاليم والمدن لكي يمشي المغرب بسرعة واحدة للتنمية المستدامة الشاملة . وعلى المجالس والهيئات التي تفرزها الانتخابات المقبلة، أن تكون في مستوى هذه التحولات المجتمعية ومستوى هذه المشاريع الكبرى التى بشر بها الخطاب الملكي السامي قرارات سياسية سيادية عليا . وعلى الأحزاب السياسية أن تتعامل بمنطق تقوية هذا المسار والمشاركة فيه بفعالية وايجابية بعيدا عن الحزبية الضيقة. وختم الدكتور بلعوني تصريحاته بأن المغرب قطع مع هذه المرحلة ، وركوب مرحلة جديدة بآليات متجددة ومبتكرة ملائمة للتطور العام الذي عرفه الاقتصاد المغربي، خاصة المبادرة الأطلسية القوية، والتي تريد امتلاك بحر المحيط الأطلسي، لأن هذا المشروع يشكل قوة المستقبل المنظور في الطاقات المتجددة وفي الاقتصاد الأزرق وبناء أسطول تجاري بحري يسيطر على مياهنا ويحميها، ويكون أداة للتنمية والتطور التنموي المستدام المتكامل مع الدول والشعوب الأفريقية التي استعرضت عليها المبادرة الأطلسية لجلالة الملك في الخطاب الملكي السامي يوم 6 نونبر 2023 خطاب المسيرة الخضراء، تم الأقطاب الاقتصادية في الشمال المغربي في المتوسط، وقطب اقتصادي في الجنوب أي الأطلسي، وإشراك 23 دولة أفريقية في هذا المشروع الضخم للمملكة المغربية .


أريفينو.نت
منذ 4 ساعات
- أريفينو.نت
المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يفتتح مجالس سرد كتاب 'الشفا بتعريف حقوق المصطفى'
أريفينو : 12 غشت 2025 احتفالا بعيد العرش المجيد، واحتفاء بيوم مغاربة العالم، وتنزيلا لخطة تسديد التبليغ، أشرف المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور على افتتاح سرد كتاب 'الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم' زوال يوم الأحد 16 صفر 1447هـ الموافق 10 غشت 2025م، بالمسجد المحمدي بزايو. وقد تضمن هذا اللقاء المبارك الفقرات الآتية: ـ الافتتاح بقراءة جماعية لسورة الفتح. ـ كلمة ترحيبية لمسير اللقاء ذ. محمد صبري. ـ وصلات إنشادية وأمداح نبوية قدمها مجموعة من أئمة زايو. ـ كلمة السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور العلامة ميمون بريسول استهلها بتهنئة وشكر لجنة المسجد المحمدي بزايو وعموم الحاضرين، وأكد على السعي الدؤوب للمجلس العلمي المحلي لإقامة مثل هذه اللقاءات العلمية التواصلية بمختلف مساجد الإقليم، وذكّر بمجموعة من اللقاءات الماضية وبأخرى مماثلة في الأيام القليلة القادمة. وأشار فضيلته إلى أهمية كتاب 'الشفا' ومكانة مؤلِّفه القاضي عياض الذي قيل عنه: 'لولا عياض ما عرف المغرب'، ومنوها بالفائدة الكبيرة لمدارسة مثل هذه المصنفات في ترسيخ ثوابت المملكة المغربية الشريفة تحت القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين. ـ افتتاح سرد كتاب 'الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم' من قِبل ذ. عمر أفقير عضو المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور، بأسانيد متصلة كما هو دأب العلماء المغاربة المسندين. ـ قراءات قرآنية فردية لبعض طلبة كُتاب المسجد المحمدي. ـ توزيع هدايا تشجيعية على مجموعة من طلبة وطالبات كُتاب المسجد المحمدي. ـ الختم بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين بالنصر والتمكين، وبالأمن والرخاء لبلدنا الأمين ولكافة المسلمين، رفعه الأستاذ الميلود كعواس عضو المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور. في نهاية اللقاء أقيمت وجبة غداء على شرف جميع الحاضرين.


المغرب اليوم
منذ 10 ساعات
- المغرب اليوم
الوصية المؤثرة للصحفي أنس الشريف بعد تلقيه تهديدات متكررة بالاغتيال من الجيش الإسرائيلي
هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ. عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف. أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران. أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة. أُوصيكم بأهلي خيرًا، أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم. وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة. أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي. أدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء. وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان. أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل. إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى. اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي. سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل. لا تنسوا غزة… ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول. أنس جمال الشريف 06.04.2025 هذا ما أوصى بنشره الحبيب الغالي أنس عند ارتقائه. وقد يهمك أيضًا: