
مصر وإيطاليا تواجهان خطر الهزات الارتدادية.. زلازل تركيا واليونان المتكررة تثير الذعر
تُعد الزلازل شائعة نسبيًا في تركيا، حيث يمر عبرها خطا صدع رئيسيان، وقد شهدت البلاد هذا العام وحده 3 زلازل مميتة.
وأكدت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن ما لا يقل عن 53 ألف شخص حتفهم في زلزال بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر في 6 فبراير 2023، تلاه زلزال قوي ثان، ودمرت الزلازل عشرات المباني والطرق في 11 محافظة جنوبية وجنوبية شرقية، وأودى الحادث نفسه بحياة 6 آلاف شخص في سوريا المجاورة.
وأشارت إلى أنه في الشهر الماضي، ضرب زلزال قوي بقوة 6.1 درجة على مقياس ريختر قبالة سواحل جزيرة كريت في اليونان، مما دفع المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل إلى إصدار تحذير من احتمال حدوث تسونامي.
وأُغلقت بعض المواقع السياحية الشهيرة في الجزيرة بسبب الانهيارات الأرضية، ولكن لم تُبلغ عن إصابات أو أضرار جسيمة.
في أبريل من هذا العام، أصيب حوالي 236 شخصًا بعد قفزهم من المباني في حالة ذعر عقب زلزال بقوة 6.2 درجة ضرب إسطنبول، كما اضطر العديد من السكان إلى قضاء الليل في العراء بعد هزات ارتدادية قوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن كافة هذه الهزات عادة ما يشعر بها سكان مصر وإيطاليا بسبب موقعهم الجغرافي، ولكنها تكون مجرد هزات ارتدادية لا تؤثر على البلدين، ولكن إيطاليا تشهد أيضًا الكثير من الزلازل ما يعرضها لتسونامي وشيك.
زلزال جديد يهز تركيا واليونان
وخلال الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، شهدت الحدود التركية اليونانية زلزال آخر عنيف بلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر، وبالرغم من عدم تسجيل أي خسائر مادية، فقد أسفر الزلزال عن إصابة 69 شخص نتيجة القفز من الشرفات فيما توفيت فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا بعد إصابتها بنوبة ذعر.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد وقع الزلزال خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، وكان مركزه شمال جزيرة رودس التي تُعد من أبرز وجهات العطلات في أرخبيل الدوديكانيز اليوناني، بالقرب من الساحل التركي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 12 ساعات
- الدستور
"الدستور" داخل الشبكة القومية للزلازل: لا خطر على مصر من أى هزات أرضية
فى صمت يعكره فقط صوت أجهزة الرصد الدقيقة، يعمل فريق من العلماء المتخصصين على مدار الساعة داخل الشبكة القومية للزلازل التابعة لمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية. هنا فى المعهد الذى يقع فى منطقة جبلية شرق حلوان، تُحلل البيانات الواردة من عشرات المحطات المنتشرة فى أنحاء البلاد، حيث يتم رصد أصغر الحركات الأرضية، سواء تلك التى تحدث داخل الحدود المصرية أو فى المناطق المجاورة، وتتحول الإشارات الزلزالية التى تلتقطها المستشعرات الحساسة إلى معلومات دقيقة تخضع للتحليل الفورى من قبل خبراء متخصصين. المعهد الذى أجرت «الدستور» جولة ميدانية داخل مرافقه العلمية، يعتبر صرحًا علميًا عريقًا ويضم بين جنباته تراثًا من المعرفة، حيث تأسس عام ١٨٩٩، ويضم أقسامًا متخصصة فى الفلك والجيوفيزياء والفيزياء، ويعمل بها كوكبة من العلماء المصريين الذين يواصلون مسيرة البحث العلمى بلا كلل. كما يضم مجموعة من التلسكوبات الضخمة التى تعد الأكبر فى المنطقة، والتى تمكن الباحثين من دراسة الظواهر الفلكية ومراقبة الفضاء الخارجى، بما فى ذلك رصد الحطام الفضائى الذى قد يشكل خطرًا محتملًا. وفى قلب المعهد، يقف الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أمام خريطة مصر الكبيرة التى تضىء عليها نقاط ملونة تمثل محطات الشبكة القومية للزلازل المنتشرة فى كل ربوع الوطن، موضحًا أن هذه المحطات المتطورة قادرة على رصد أدنى الهزات الأرضية، مهما بلغت ضآلتها. «النشاط الزلزالى فى مصر ضعيف جدًا»، يؤكد الدكتور رابح، مشيرًا إلى أن جميع الزلازل التى تم رصدها مؤخرًا كانت خارج الحدود المصرية، ولم تشهد البلاد خلال الفترة الماضية سوى هزة أرضية واحدة ضعيفة فى الغردقة بلغت قوتها ٣.٣ درجة على مقياس «ريختر». وأضاف رئيس المعهد أن منطقة حزام الزلازل فى البحر المتوسط تبعد عن الحدود الشمالية لمصر بأكثر من ٥٠٠ كيلومتر، ما يقلل من احتمالية تأثر البلاد بالهزات القوية، داعيًا المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات التى تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مؤكدًا أن جميع البيانات الزلزالية يتم رصدها علميًا وبشفافية كاملة من خلال الشبكة القومية للزلازل. بدوره، أكد الدكتور شريف محمد الهادى، رئيس قسم الزلازل بالمعهد، أن مصر تمتلك إمكانات علمية وتقنية متطورة لرصد وتحليل النشاط الزلزالى، مشيرًا إلى أن الدولة لا تقع على أى حزام زلزالى نشط، ما يجعل احتمالية وقوع زلازل مدمرة منخفضة للغاية. وأوضح أن الهزات الأرضية التى شعر بها المواطنون مؤخرًا لم تحدث داخل الأراضى المصرية، بل كان مصدرها مناطق زلزالية نشطة خارج الحدود، مثل جنوب كريت، وقبرص، وجنوب غرب تركيا، التى تقع ضمن نطاقات تكتونية نشطة نتيجة حركة الصفائح الأرضية، وتحديدًا انغماس الصفيحة الإفريقية تحت «الأوراسية». وبين أنه على الرغم من أن قوة هذه الزلازل تجاوزت ٦ درجات على مقياس «ريختر»، فإن عمقها الكبير والمسافة التى تفصل مركزها عن مصر، التى تراوحت بين ٤٠٠ و٦٥٠ كيلومترًا، حدّت بشكل كبير من تأثيرها على المنشآت أو الأرواح داخل البلاد. كما أشار إلى أن بعض المناطق الحدودية، مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر، قد تشهد نشاطًا زلزاليًا محدودًا بين الحين والآخر، لكنه يظل طبيعيًا وغير مقلق. ولفت إلى أن أقوى زلزال داخلى تم تسجيله فى العقود الأخيرة كان فى خليج العقبة عام ١٩٩٥، حيث بلغت قوته ٧.٢ درجة، ورغم ذلك لم تكن له تأثيرات كبيرة داخل مصر، نظرًا لقدرة شبه جزيرة سيناء على امتصاص الطاقة الزلزالية القادمة من الشرق. وفيما يتعلق بإمكانات الرصد، أوضح الدكتور الهادى أن المعهد يمتلك شبكة قومية متطورة تضم أكثر من ٩٠ محطة لرصد الزلازل، منتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية، مع تكثيف وجودها فى المناطق الأكثر نشاطًا، مشيرًا إلى وجود شبكة مستقلة فى أسوان مخصصة لمراقبة الزلازل المرتبطة بالسد العالى. وأكد أن هذه الشبكات تعمل على إرسال إشعارات فورية إلى الجهات المعنية فور وقوع أى زلزال داخل الحدود المصرية، حتى فى حالات انقطاع الكهرباء أو الاتصالات، ما يتيح للجهات المختصة سرعة التحرك واتخاذ التدابير اللازمة للإنقاذ والتأمين وتقليل الخسائر المحتملة. وأشار إلى أن مصر تعتمد فى تصميم منشآتها على أكواد البناء الزلزالى الحديثة، التى تستند إلى دراسات علمية دقيقة تأخذ فى الاعتبار التوقعات الزلزالية ضمن معايير الأمان. وفى ختام حديثه، وجه رسالة طمأنة للمواطنين، مؤكدًا أن الزلازل لا يمكن التنبؤ بها بشكل دقيق، إلا أن أنظمة الرصد والتحليل تتابع النشاط الزلزالى لحظة بلحظة، ولا توجد مؤشرات حالية تستدعى القلق، مشددًا على أن المنشآت المصرية مصممة لتحمل زلازل بقوة تتجاوز ٦ درجات، وفقًا للظروف الجيولوجية الحالية من حيث العمق والبعد الجغرافى. فى غرفة أخرى، وأمام شاشات وأجهزة الرصد، يوضح الدكتور مدحت الريس، رئيس معمل الزلازل العامة، أن الشبكة القومية للزلازل تُعد المنظومة العلمية المسئولة عن رصد وتحليل النشاط الزلزالى فى مصر على مدار الساعة، من خلال محطات موزعة على مختلف أنحاء الجمهورية، مع التركيز على المناطق ذات النشاط الزلزالى المعروف، مثل خليج العقبة، وخليج السويس، والبحر الأحمر، ومنطقة كلابشة. وأشار إلى الخرائط أمامه، موضحًا أن المحطات الزلزالية، التى تظهر على الخرائط بنقاط خضراء، تغطى مصر بالكامل، بينما تم تخصيص نقاط حمراء كمراكز بديلة لتخزين البيانات تحسبًا لانقطاع الاتصال، وأبرزها فى منطقتى برج العرب وأسوان، لضمان عدم فقدان أى معلومات قد تؤثر على تحليل الظواهر بدقة. كما أوضح أن مصر تمتلك شبكتين متخصصتين فى رصد الزلازل؛ الأولى تُعنى بقياس سرعة الزلازل وتحديد الموقع والوقت وقوة الحدث، والثانية تُعرف بشبكة العجلة الزلزالية، وتختص بتأثير الزلازل، ويتم إصدار تقارير أولية بسرعة للجهات المختصة، بينما تُطلب تقارير تحليلية عند الحاجة لتقييم الأثر، مشيرًا إلى أن التحليل العلمى يستغرق نحو نصف الساعة من لحظة رصد الموجات حتى صدور البيان الرسمى، لضمان دقة البيانات. وأكد أن الهدف الرئيسى من شبكات الرصد الزلزالى عالميًا هو توفير معلومات دقيقة تُساعد فى تصميم منشآت مقاومة للزلازل المحتملة، مشيرًا إلى أن مصر تعتمد على السجلات التاريخية فى تصميم منشآتها، بحيث تتحمل الزلازل حتى قوة ٥ درجات فى بعض المناطق، ما يسهم فى حماية الأرواح والمبانى. أما عن الاعتقاد السائد بإمكانية توقع الزلازل مسبقًا، فقد شدد على أنه لا توجد أى تقنية على مستوى العالم قادرة على التنبؤ بموعد حدوث الزلازل، مستشهدًا بحالات فى دول متقدمة مثل تركيا واليابان، حيث تحدث الزلازل دون سابق إنذار رغم التطور التكنولوجى الكبير، مؤكدًا أن الهدف الأساسى هو التعايش مع الزلازل واتخاذ التدابير اللازمة، وليس التنبؤ بحدوثها.


بوابة الأهرام
منذ 17 ساعات
- بوابة الأهرام
بؤرة زلازل «المتوسط».. لماذا تتكرر هزات «كريت»؟ وما تأثيرها على الإسكندرية؟
الإسكندرية - جمال مجدي بنظرات متقدة وابتسامة متزنة، استند الدكتور عمرو زكريا حمودة بذراعيه على مكتبه، يميل قليلا إلى الأمام ليقترب من ميكروفون «بوابة الأهرام»، ليتحدث بشغف عالم، عن قصة الأرض المتوهجة تحت أقدامنا، التي باتت تهتز أسفلنا بوتيرة غير معهودة. موضوعات مقترحة كيف تحدث الزلازل؟ «الزلازل لا تحدث بشكل عشوائي، بل نتيجة عملية طبيعية معقدة» يوضح نائب رئيس اللجنة الحكومية الدولية لنظام الإنذار المبكر بأمواج تسونامي في «يونسكو». خرائط تأثير الزلازل يُعد الزلزال الصورة النهائية التي تنتهي بها عملية معقدة في باطن الأرض، تبدأ بتراكم للطاقة أسفل القشرة الأرضية، ويؤدي تراكمها إلى توليد ضغط مستمر على أضعف نقطة قريبة في القشرة الأرضية، أو ما يعرف بـ«الصفائح التكتونية»، حتى تنفجر في الصورة المعروفة بالزلزال، يقول الدكتور عمرو زكريا. «تخيل براد شاي له غطاء، وعندما يصل الماء بداخله إلى درجة الغليان يتحرك الغطاء نتيجة ضغط البخار»، يُبسط الدكتور عمر زكريا ما يحدث في باطن الأرض مسببًا الزلازل، مؤكدًا: «يشبه هذا تمامًا». خرائط تأثير الزلازل البحر الأحمر يتحول إلى محيط.. ويثير زلازل «كريت» يؤكد الدكتور عمرو زكريا، أن السبب الرئيسي للنشاط الزلزالي المتزايد في مصر خلال الآونة الأخيرة؛ يعود إلى تسارع وتيرة اتساع البحر الأحمر، نتيجة التباعد المستمر بين الصفيحة «التكتونية» للجزيرة العربية -ضمن القارة الآسيوية- والصفيحة الإفريقية، بمعدل يتراوح بين 3 إلى 5 سنتيمترات سنويًا. «هذا التباعد يؤدي إلى تحرك الصفيحة الإفريقية باتجاه الشمال الغربي، وهو ما يسهم تدريجيًا في تحول البحر الأحمر إلى محيط جديد في المنطقة العربية» يكشف زكريا. خرائط تأثير الزلازل ويتابع زكريا: الظاهرة الجيولوجية لاتساع البحر الأحمر لا تمر دون تأثيرات؛ فالضغوط الناتجة عن حركة الصفائح تتسبب في إطلاق كميات ضخمة من الطاقة، تتجه نحو المناطق الأضعف في القشرة الأرضية، مسببة الزلازل المتكررة. لماذا جزيرة «كريت» بؤرة لزلازل المنطقة؟ «توجد أضعف منطقة في القشرة الأرضية تحديدًا جنوب القارة الأوروبية قرب جزيرة كريت»، يجيب نائب رئيس لجنة الإنذار المبكر، مؤكدًا أنها تُعد من أضعف النقاط الجيولوجية في تلك المنطقة، ومنها تنطلق سلسلة الزلازل المتكررة التي تشهدها مصر مؤخرًا، بالإضافة إلى الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا العام الماضي. خرائط تأثير الزلازل موجات زلزالية من طاقة كامنة ويقول الدكتور عمرو زكريا، إن الطاقة المخزنة في طبقات الأرض العميقة لا تبقى على حالها، بل تتحول مع مرور الوقت إلى طاقة حركية، تتخذ شكل موجات صوتية تتسلل عبر أضعف نقاط القشرة الأرضية. ويوضح أن عدم تفريغ هذه الطاقة بشكل تدريجي وطبيعي قد يؤدي إلى تراكمها بشكل خطير، مما يُنذر بوقوع زلزال قوي قد يُشبه في تأثيره انفجارًا هائلًا. خرائط تأثير الزلازل لا تتفاجئوا من تكرار الزلازل! «الزلازل ظواهر طبيعية متوقعة، ولا ينبغي أن تُفاجئنا»، يوضح زكريا، قائلا: إن الهزات الأرضية التي تقل قوتها عن 3 درجات على مقياس ريختر -غالبًا- تمر دون أن يشعر بها المواطنون. ويضيف أن الزلازل التي تقع خارج حدود مصر لا تصل آثارها إلى الداخل إلا إذا؛ تجاوزت قوتها 6 درجات، نظرًا لبُعد مركز الزلزال عن الأراضي المصرية. خرائط تأثير الزلازل «الزلازل التي تقع حاليًا في منطقة كريت، لا تمثل تهديدًا كبيرًا للمحافظات المصرية» يبعث الدكتور عمرو زكريا برسالة طمأنة؛ معللا ذلك بأن قوة هذه الزلازل تتراوح بين 5 و6.2 درجة على مقياس ريختر. إلا أن رسائله للطمأنة تتبدد مع تحذيره من التأثير الكبير لزلازل في حالة بلوغ قوته 7 درجات؛ لما سينتج عنه من موجة «تسونامي» تضرب السواحل المصرية، وهو ما يستدعي الاستعداد الجاد لمواجهة مثل هذا السيناريو المحتمل. خرائط تأثير الزلازل ويتابع: «يمكن التنبؤ باحتمالية حدوث الزلازل، ولكن لا يمكن تحديد توقيتها بدقة»، موضحًا أن ارتفاع منسوب مياه البحر قد يحدث أحيانًا، لكنه لا يعني تلقائيًا حدوث تسونامي. ويشير إلى أنه لا توجد موجات تسونامي تنتج عن زلزال أقل من 6 ريختر، لافتا إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار تأثير العوامل الفلكية مثل حركة القمر والأرض والنجوم على القشرة الأرضية. الدكتور عمرو زكريا حمودة نائب رئيس اللجنة الحكومية الدولية لنظام الإنذار المبكر بأمواج تسونامي الزلازل دمرت الإسكندرية مرتين.. و«قد» يعيد التاريخ نفسه ويقول الدكتور عمرو زكريا، إن محافظة الإسكندرية تعرّضت للدمار مرتين في تاريخها نتيجة زلازل عنيفة، الأول عام 365 ميلادية والثاني في عام 1303، أي بفارق نحو 900 عام بين الحدثين، لافتا إلى أنه إذا ما كرر التاريخ نفسه، فقد تشهد المدينة زلزالًا مُدمّرًا جديدًا خلال نحو 200 عام. كيف يواجه المواطن الزلازل؟ «نحن بحاجة إلى نشر الثقافة اليابانية في مصر، والتعايش مع الظواهر الطبيعية يجب أن يكون جزءًا من منظومتنا التعليمية والتوعوية» يدعو زكريا إلى الاستفادة من التجربة الأسيوية في التعامل مع الظواهر الطبيعية؛ حيث تحوّل الوعي بالزلازل والتعامل معها إلى ثقافة راسخة لدى المواطنين. الإنذار المبكر لتسونامي يشدد الدكتور عمرو زكريا على ضرورة الاستعداد المسبق لموجات «تسونامي»، موضحًا أن هناك مهلة زمنية تصل إلى نحو 50 دقيقة، يمكن خلالها إنذار المدينة المعرضة للخطر. ويؤكد: «50 دقيقة فترة كافية لإخلاء المناطق الساحلية إذا ما وُجدت خطط استجابة مسبقة». وينوه إلى أن مركز الحد من المخاطر يتابع النشاط الزلزالي؛ عن طريق شبكة معلوماتية مترابطة دوليًا، قائلا: إن الزلازل الصغيرة والمتكررة قد تكون مؤشرًا إيجابيًا على تفريغ تدريجي للطاقة الكامنة، وهو ما يُعد أمرًا صحيًا من الناحية الجيولوجية.

مصرس
منذ 18 ساعات
- مصرس
زلازل وعواصف وجفاف.. هل تستغيث الأرض بفعل تغيرات المناخ؟
منذ بداية عام 2025 لم تتوقف صيحات الأرض التي تطلقها كل فترة لتذكرنا بعواقب إساءة تعاملنا معها، وتحملنا نتيجة الخلل الذي أحدثه الإنسان في النظام الكوني، وفي الآونة الأخيرة يعيش الناس حالة من القلق نتيجة العديد من الهزات الأرضية المتلاحقة التي نتعرض لها. في هذا التقرير، نستعرض بعض التطرفات المناخية التي تعرضت لها الأرض خلال الفترات الأخيرة.زلزال تلو الآخر ولا تهدأ الأرضأصدر المعهد القومي للبحوث الفلكية، بيانا قال فيه إن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد سجلت، أمس الثلاثاء، هزة أرضية بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر، وأفاد بأن مركز الهزة الأرضية يقع على بعد 50 كيلومترًا شمال مدينة العريش، وبعمق 60 كيلومترًا.وكان زلزالًا قويًا ضرب الساحل الجنوبي الغربي لتركيا، ووقع على البحر المتوسط، ويبعد مركزه حوالي 450 كيلومترًا عن مدينة إسطنبول، ونحو 700 كيلومتر عن القاهرة، وشعر به بعض سكانها.خمسة زلازل أرعبت المصريين خلال شهرتأتي هذه الهزة ضمن سلسلة من الزلازل التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، حيث سجل المعهد خمسة زلازل أخرى خلال مايو 2025، ثلاثة منها يوم 1 مايو الماضي، إذ سجلت الشبكة القومية المصرية لرصد الزلازل ثلاث هزات أرضية في أماكن مختلفة من أنحاء البلاد في مناطق الغردقة ومطروح والقاهرة الكبرى بقوة (2.31، 3.3، 2.92 درجة على مقياس ريختر).أما الزلزال الرابع كان بقوة 6.4 ريختر في 14 مايو الماضي، على بعد 631 كيلومترًا شمال رشيد، وشعر به عدد كبير من المواطنين في القاهرة الكبرى وبعض المحافظات الأخرى، ويعود سبب الهزة الأرضية إلى وقوعها في منطقة نشطة زلزاليًا، وهي منطقة شرق جزيرة كريت بالبحر المتوسط؛ نتيجة لانزلاق اللوح الإفريقي تحت اللوح الأوروبي ووجود فالق نشط.والزلزال الخامس كان بقوة 6.24 ريختر يوم 22 مايو الماضي، حيث سجل المعهد هزة أرضية في جزيرة كريت على بعد 499 كيلومترًا من شمال مرسى مطروح.الإسكندرية كما لم تشهدها من قبلوتعرضت مدينة الإسكندرية، فجر يوم 30 مايو الماضي، إلى عاصفة غير مسبوقة تخللتها أمطار رعدية غزيرة وتساقط للثلوج مع رياح شديدة تجاوزت سرعتها 50 كيلومترًا في الساعة، في أجواء مناخية قاسية لم تشهدها المحافظة من قبل.ونشطت رياح شديدة مع سقوط كرات ثلجية مختلفة الأحجام، وارتفاع في موج البحر لأكثر من متر ونصف المتر، ويعد ما مرت به الإسكندرية بمثابة جرس إنذار بشأن حجم التغيرات المناخية التي باتت تؤثر على مصر والمنطقة بأسرها، فالتساقط الثلجي في أحد أيام شهر مايو يعد أمرًا نادرًا، ويعكس اضطرابًا غير مسبوق في الأنماط المناخية الموسمية.الجفاف يقسو على الأرضبحسب الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي، فإنه خلال الفترة بين يناير ومارس من هذا العام، شهدت معظم أنحاء أوروبا ظروفًا جوية أدفأ من المتوسط، حيث تجاوز متوسط درجات الحرارة المعدل الطبيعي بأكثر من ثلاث درجات مئوية، وقد أدت ندرة الأمطار والحرارة الشديدة إلى جفاف الأرض، مما أدى إلى استنفاذ الرطوبة بشكل كبير في التربة في شرق البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا.ويحذر تقرير "الجفاف في أوروبا 2025"، الذي أعده مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية، من وضع حرج يؤثر بشدة على مختلف القطاعات: من الزراعة والتنوع البيولوجي إلى النقل النهري وإنتاج الطاقة.نيران تندلع فجأةأصدرت السلطات الأمريكية في يناير الماضي من هذا العام، أوامر إخلاء واسعة شمال لوس أنجلوس، بعد أن التهم حريق غابات جديد 1400 هكتار خلال ساعات قرب بحيرة كاستايك.وساهمت رياح سانتا آنا الحارة والجافة في تسريع انتشار النيران وتصاعد الدخان الكثيف، حيث اجتاحت الحرائق أحياء مختلفة في ولاية كاليفورنيا، وخاصة حول منطقة لوس أنجلوس؛ نتيجة لذلك التهمت النيران أحياء فخمة ومنازل لمشاهير هوليوود.ما يجري هو حصاد أفعالنا خلال الأعوام الماضيةخلص تقرير حالة المناخ العالمي، الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن عام 2024 كان على الأرجح أول عام تقويمي تتجاوز فيه درجة حرارة سطح الأرض 1.5 درجة مئوية عن معدل ما قبل الصناعة، مما يجعله العام الأكثر دفئًا في سجل الرصد الذي يمتد ل 175 عامًا.ووجد التقرير أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي "بلغ أعلى مستوياته في ال800 ألف عام الماضية"، وذكر أن كل سنة من السنوات العشر الماضية كانت على حدة بين أكثر عشر سنوات دفئا على الإطلاق، وأن كل سنة من السنوات الثماني الماضية سجلت رقما قياسيا جديدا لحرارة المحيطات.إضافة إلى أن معدل ارتفاع مستوى سطح البحر قد تضاعف منذ بدء القياسات بالأقمار الصناعية، وتشير توقعات المناخ إلى أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات سيستمر حتى نهاية القرن الحادي والعشرين على الأقل، حتى في ظل سيناريوهات انبعاثات الكربون المنخفضة.الملايين تفرّ والجاني تغيرات المناخلا يؤدي تغير المناخ إلى تغيير المناظر الطبيعية فحسب، بل يؤثر على حياة الناس أيضًا، حيث تجبر موجات الجفاف والفيضانات والأحداث الجوية المتطرفة ملايين الأشخاص على الفرار من منازلهم، حيث يعد تغير المناخ أحد أعظم التحديات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.ووفقا لتقرير نشره مركز رصد النزوح المكسيكي، فإنه بحلول عام 2050، قد يضطر ما يصل إلى 216 مليون شخص إلى الهجرة داخل بلدانهم بسبب الأحداث المناخية المتطرفة، ومن المتوقع أن تشكل هذه الظاهرة المعروفة باسم "الهجرة الداخلية المناخية"، واحدة من التحديات الإنسانية الكبرى في القرن الحادي والعشرين، مشيرًا إلى أن أكثر من 32 مليون شخص هاجروا في عام 2022 نتيجة لأسباب مناخية.الخطر بات قريبا ولن يسلم أحدتلك الظواهر ليست وليدة اللحظة لكنها نتاج سوء تعامل مع البيئة منذ آلاف السنين، ونتيجة طبيعية للتغيرات المناخية الحادة التي يتعرض لها العالم، ويتفق العلماء أن الأخطار لن تتوقف إلى حد التقلبات الجوية الحادة والارتفاع والانخفاض في درجات الحرارة أو سقوط الأمطار والعواصف وغيرها.ويجعلنا هذا الأمر أمام حقيقة واحدة مفادها أن نستشعر الخطر، ونحاول الاستماع لصوت الطبيعة المنهك من كثرة ما تتعرض له من أضرار، ومحاولة اغاثتها سواء من خلال خفض الانبعاثات الكربونية الملوثة للهواء، والتوقف عن حرق الغابات وتدمير الأشجار، والسعي بكل جدية لخفض وتقليل نسبة الاحتباس الحرارى في الجو نتيجة زيادة نسبة التلوث، والعمل علي ضرورة وقف كل الممارسات البشرية الملوثة للبيئة، والاستجابة لدعوة العلماء وخبراء المناخ.