
"الشارقة لعلوم الفضاء" تُمكّن الطلبة من خوض تجربة فريدة في الفلك
:
مع تسارع التطورات التكنولوجية والعلمية، تواصل أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك دورها الريادي في إعداد أجيال جديدة من العلماء والباحثين، القادرين على مواكبة متطلبات العصر. وتتبنى الأكاديمية نهجاً يقوم على الاستثمار في العقول الشابة، لصناعة مستقبل علمي مستدام، وتمكين الطلبة من التزود بالمعرفة والتجارب لبناء كوادر وطنية تنافس في مجالات الفضاء والفلك والتقنيات المتقدمة
.
وانطلاقاً من هذه الرؤية، نظّمت الأكاديمية برنامجاً تدريبياً صيفياً استقطب 55 طالبًا وطالبة من مختلف الجامعات المحلية والدولية، ضمن بيئة علمية متكاملة تهدف إلى تحويل الشغف بالفضاء إلى تجربة واقعية ملموسة، تُثري المسيرة الأكاديمية، وتوسّع آفاق الطلبة نحو مستقبل علمي ومهني في ميادين علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك
.
لم يكن التدريب الصيفي مجرد محطة عابرة، بل مثَل تجربة علمية ومهنية مميزة، أتاحت للطلبة فرصة فريدة لاكتشاف أسرار الكون، والاطلاع على أحدث التقنيات والتجارب في مجال الفضاء والفلك، والتعامل مع أجهزة فلكية متطورة، والمشاركة في مشاريع جمعت بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي. وقد وفّرت الأكاديمية بيئة تعليمية وبحثية متقدمة، ضمت مرافق حديثة تشمل قبة فلكية، وتلسكوبات عالية الدقة، ومختبرات علمية ومعامل تحليل بيانات متطورة
.
وفي هذا التحقيق، نسلّط الضوء على الأثر الذي تركته هذه التجربة في نفوس الطلبة، ونستعرض المهارات العلمية والعملية التي اكتسبوها، والطموحات التي تبلورت بين أروقة الأكاديمية ومحاضراتها المتخصصة، من خلال تجارب واقعية تعكس حجم التحوّل الذي أحدثه هذا البرنامج في مساراتهم الأكاديمية والمهنية
.
البيئة التعليمية ودور الأكاديمية
أعرب الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الأكاديمية، عن سعادته بتخريج هذه المجموعة المتميزة من الطلبة الذين أتموا البرنامج تحت إشراف نخبة من الخبراء والمختصين بالأكاديمية في مجالات متقدمة شملت الأقمار الصناعية المكعبة، والقباب الفلكية، ودراسة الشهب والنيازك، والمراصد الفلكية. مشيرًا إلى أن الأكاديمية باعتبارها واحدة من المؤسسات العلمية الرائدة في المنطقة، توفر بيئة تعليمية وبحثية متطورة تواكب المستجدات العلمية، وتسهم في إعداد كوادر وطنية مؤهلة في قطاع الفضاء، داعيًا الطلبة إلى مواصلة مسيرتهم الأكاديمية، واستكمال دراستهم العليا، والمساهمة في بناء مستقبل هذا القطاع الحيوي في الدولة
.
دوافع الاختيار وتجارب ميدانية
عبّر عدد من الطلبة عن دوافعهم لاختيار الأكاديمية للتدريب الصيفي، مشيرين إلى ما تتيحه من فرص علمية، وتجربة تعليمية متكاملة. حيث قال الطالب عثمان ضاحي أن الأكاديمية مكّنته من استكشاف أدوات وتقنيات حديثة، ضمن بيئة عمل حقيقية في علوم الفضاء. أما الطالبة مريم الكعبي، فأشادت بتنظيم الأكاديمية وجودة البرنامج التدريبي، مؤكدة أنه وفّر بيئة محفزة وداعمة لتطوير المهارات. وذكرت مريم الحوسني أن الأكاديمية وفرت لها بيئة علمية تجمع بين الفضاء والحوسبة، وهو ما يتماشى مع شغفها بربط الفيزياء بعلوم الحاسوب، خاصةً لما وفرته من مشاريع ذات طابع علمي تطبيقي. وأضافت ميثاء المازمي أن سبب اختيارها للتدريب في الأكاديمية لما تتمتع به من سمعة طيبة في تقديم برامج تدريبية متخصصة تواكب أحدث المعايير والمعارف العلمية، فيما أكدت نوال آل علي أن البيئة التعليمية التي توازن بين النظرية والتطبيق كانت السبب الرئيسي في التحاقها بالبرنامج
.
بيئة محفزة ودعم متكامل
وأشاد الطلبة بالدعم الفني والأكاديمي الذي تلقوه خلال فترة التدريب، سواء من حيث الإشراف الأكاديمي أو التسهيلات العلمية والتقنية، مما ساهم في توفير بيئة تعليمية محفزة وغنية بالتجارب التطبيقية. حيث أشار عثمان ضاحي إلى تعاون المسؤولين والخبراء، لاسيما في شرح استخدام أجهزة القبة الفلكية وتقديم أفكار مساندة في تصميم العروض وحل التحديات التقنية. وذكرت مريم الكعبي أن الأقسام الأكاديمية وفّرت دعماً فعّالاً من خلال التوجيه والمتابعة وتوفير الموارد اللازمة لتطوير مهارات الطلبة. أما مريم الحوسني، فأكدت أن المشاركة في ورش العمل والمحاضرات العلمية كان لها أثر بالغ في إثراء تجربتها. ومن جانبها، أوضحت ميثاء المازمي أن الأكاديمية قدمت دعماً مميزاً من خلال إشراف دقيق من الباحثين، وتوفير مختبرات حديثة لتحليل عينات نيزكية باستخدام تقنيات متطورة. كما عبّرت نوال آل علي عن تقديرها للدعم المستمر من المشرفين والمهندسين، وتوفير تجهيزات علمية مثل مختبرات الراديو والتلسكوبات، إلى جانب المحاضرات التطبيقية والجلسات التدريبية التي ساعدتهم على تطبيق المعرفة النظرية عمليًا
.
حصاد التدريب: مهارات علمية وتقنية
وأكّد المشاركون أن برنامج التدريب شكّل تجربة معرفية غنية ساعدتهم على تطوير مهاراتهم العلمية والعملية في مجالات متنوعة، حيث أوضح عثمان ضاحي أنه تعلّم تقنيات تصميم الصور البانورامية عالية الجودة، وتطوّر في استخدام برامج التصميم مثل
Blender
و
Illustrator
و
Photoshop.
وأكدت مريم الكعبي أنها طوّرت مهارات العمل الجماعي، وحل المشكلات، والالتزام بالمعايير المهنية، إلى جانب تعزيز مهارات التحليل والدقة. فيما بيّنت مريم الحوسني أنها اكتسبت مهارة كيفية تحويل بيانات التلسكوبات إلى معلومات قابلة للتحليل، ومعالجتها باستخدام أدوات مخصصة، وفهم المصطلحات الفيزيائية والفلكية، بالإضافة إلى استخدام نماذج المحاكاة العددية لربط الفيزياء النظرية بالتطبيق العملي. أما ميثاء المازمي، فقد اكتسبت خبرة في التعرف على خصائص النيازك وأساليب تحليلها، واكتسبت مهارات تحضير العينات، إلى جانب تنمية مهارات البحث والعمل الجماعي. وأضافت نوال آل علي أنها اكتسبت مهارات في تحليل بيانات موجات الراديو، وبرمجة بايثون لربط الأجهزة بالذكاء الاصطناعي، وبناء أنظمة لعرض البيانات وربطها بالاستشعار الفضائي
.
رؤى وطموحات مستقبلية
واختتم المشاركون حديثهم بالتعبير عن طموحاتهم المستقبلية، حيث عبّروا عن رغبتهم في الاستمرار في هذا المجال العلمي، ومواصلة دراستهم العليا، والمشاركة في أبحاث ومشاريع وطنية تسهم في تطوير قطاع الفضاء بالدولة. فبين من يسعى لدمج تخصصه العلمي مع المحتوى الإعلامي، ومن يطمح إلى الانخراط في أبحاث أكاديمية، ومن يرغب في تطبيق المعرفة المكتسبة في خدمة المجتمع، وكانت الرؤية واحدة: الاستثمار في المعرفة لخدمة مستقبل الإمارات في قطاع علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك
.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ يوم واحد
- البوابة
تعرف على مواد الثانوية العامة للعام الدراسي الجديد بكل الشعب بعد تطبيق البكالوريا
مع بدء تطبيق شهادة البكالوريا المصرية، يتزايد اهتمام أولياء الأمور والطلاب بالتعرف على المواد الدراسية المقررة لطلاب الصف الثالث الثانوي في العام الدراسي الجديد، وذلك وفق الشعب المختلفة ضمن نظام الثانوية العامة المعدل. مواد الثانوية العامة للعام الدراسي الجديد بكل الشعب بعد تطبيق البكالوريا المواد الأساسية حسب الشعب شعبة علمي علوم: اللغة العربية – اللغة الأجنبية الأولى – الفيزياء – الكيمياء – الأحياء. شعبة علمي رياضة: اللغة العربية – اللغة الأجنبية الأولى – الفيزياء – الكيمياء – الرياضيات. الشعبة الأدبية: اللغة العربية – اللغة الأجنبية الأولى – التاريخ – الجغرافيا – الإحصاء. مواد مشتركة لجميع الشعب (غير مضافة للمجموع): التربية الدينية (يشترط النجاح بنسبة 70%). التربية الوطنية. اللغة الأجنبية الثانية. وهذا التنظيم يأتي في إطار تطوير المناهج الدراسية وتطبيق النظام الجديد للبكالوريا المصرية، بما يضمن توافقًا أكبر مع المعايير الدولية ويركز على تنمية المهارات بجانب التحصيل الأكاديمي.


البوابة
منذ 2 أيام
- البوابة
الثانوية العامة "دور ثان".. بدء امتحاني الفيزياء والتاريخ
يواصل طلاب الثانوية العامة الدور الثانى بالعام الدراسى ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥ اليوم الثلاثاء، الامتحانات للنظام القديم والحديث. وتستمر الامتحانات للنظام الحديث حتى يوم السبت الموافق ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥، بينما تستمر امتحانات طلاب الثانوية العامة النظام القديم ومدارس المكفوفين ومدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا STEM إلى يوم الاثنين الموافق ٢٥ أغسطس ٢٠٢٥. ٢٦٧ لجنة ويؤدي الآن طلاب الثانوية العامة، بالنظامين الحديث والقديم، مادة الفيزياء لمدة ٣ ساعات، للعلمي والتاريخ لمدة ٣ ساعات للأدبي. أبرز الإحصائيات المتعلقة بأعمال امتحانات الثانوية العامة الدور الثانى هذا العام على النحو التالي: - إجمالي عدد الطلاب المتقدمين لأداء امتحانات الدور الثاني (نظام قديم) يبلغ ١٢١٤٢ طالبا وطالبة. - إجمالى عدد طلاب نظام حديث ١٤٥٩٣٠ طالبا وطالبة. - إجمالى عدد طلاب مدارس المكفوفين ٧ طلاب. - إجمالى عدد طلاب مدارس المتفوقين طالبان. - عدد اللجان ٢٦٧ لجنة على مستوى جميع الجمهورية.


الاتحاد
منذ 2 أيام
- الاتحاد
هل يمكن للتقنية أن تفكّر؟!
هل يمكن للتقنية أن تفكّر؟! في منتصف القرن العشرين أطلق الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر أكثر مقولاته إلغازاً «العلمُ لا يفكّر»! وذلك في كتابه:«في الشيء الذي يخصّ التفكير». هيدغر نفسه تورّط فيها فشرحها على عدّة أوجه ضمن أكثر من سياقٍ وعلى أكثر من تبويب. لكن جوهر هذه العبارة تمييز العلم عن الفلسفة، باعتبار العلم لا يفكّر على عكس الفلسفة. هذه المقولة ستأخذ شيوعها لاحقاً بالسجال بين التيارات الفلسفية المتصارعة. أستعيد هذه المقولة مع تطور النقاش في ورش الفلسفة حول ماهيّة التقنية، وعلى الأخص مع دخول «الذكاء الاصطناعي» ضمن مجال التحليل والدرس السيكولوجي والعلمي والفلسفي. من شروحات هذه المقولة الملغزة ما كتبه الأستاذ عبدالسلام بنعبدالعالي:«العلم إذاً لا يفكّر، بل إنه لا يمكن أن يفكّر في هذا الاتجاه باستخدام وسائله. لا يمكنني على سبيل المثال أن أقول ما الفيزياء باتّباع مناهج الفيزياء. ماهية الفيزياء لا يمكنني أن أفكّر فيها إلا عن طريق سؤال فلسفي. ليست العبارة: «العلم لا يفكر» عتاباً ومؤاخذة، وإنما هي مجرد إثبات وتحديد للبنية الداخلية للعلم: من خصائص ماهية العلم أنه يتوقف على ما تفكر فيه الفلسفة من جهة، وأنه من جهة أخرى، يتناسى ذلك ويُهمل ما يستدعي أن يكون محط تفكير». لكن السؤال هل يمكن للتكنولوجيا بأنواعها أن تفكّر؟! لفتتْني تجربةٌ كتبَها جوتام موكوندا وأهميتها في كونه متخصصاً في مجالات الابتكار، فهو خارج المجال الفلسفي، ولكن ما كتبه يمدّنا بأكثر من سبيل لبناء تأمل عميق حول التقنية. تجربته نشرت بهذه الجريدة تحت عنوان: «الذكاء الاصطناعي.. الرجل المُطيع تماماً». يقول:«لاحظتُ - في لعبة التنس - أن النجوم الحاليين، رغم أنهم مدهشون، لا يضربون الإرسال بقوة كما كان يفعل «بيت سامبراس» أو «جوران إيفانيزيفيتش». سألتُ «تشات جي بي تي» عن السبب، فقدم لي إجابةً مبهرةً تشرح كيف تطورت اللعبة لتُفضل الدقة على القوة... لقد سألتُ لماذا لم يعد اللاعبون يرسلون بنفس القوة كما في السابق؟! ولو كنتُ سألتُ العكس: لماذا أصبحت الإرسالات أقوى؟ لكان «تشات جي بي تي» قد قدّم لي تفسيراً معقولا آخر». النتيجة الأهم في تجربته هي التالي:«المشكلة هي أن دماغ الإنسان يكافئه على شعوره بأنه مُحقّ، وليس على كونه محقاً بالفعل. لذا، يعطي الناس تقييمات أعلى للإجابات التي يوافقون عليها. ومع مرور الوقت، تتعلم نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية ما يريد الناس أن يسمعوه وتعيد تدويره إليهم». هنا مربط الفرس، فالإنسان حين يقدّم حقيقتَه فإن لديه «شعور» يسبق طرح الحقيقة، وهذا ما لا تتوافر عليه التكنولوجيا، ومنها الذكاء الاصطناعي. الخلاصة، أن أسئلة التقدم التقني مثيرة للفضول، وهي تتطوّر يومياً، ثمة نتاج مطروح على هيئة نظرياتٍ أو مقالاتٍ أو تجارب، تشكّل نقطة انطلاق لفهم هذه الفتوحات المعرفية المبهرة. *كاتب سعودي