«الحج».. رسالة أدب ودعاة معرفة
ومن أولئك الذين يعانون مشاق هذه الرحلة هم الحجاج الشناقطة، فقد كان حضورهم ودورهم مميزاً، رغم الظروف السياسية والأمنية، فكتبوا عن تلك الرحلات السنوية إلى الحج، منها رحلة الحاج البشير ابن الحاج أحمد البرتلي، التي تمت عام 1204ه وهي تعد أقدم تدوين لحجاج شنقيط، حيث يذكر فيها مراحل الحج من (التوات) إلى (الحرمين) وغيرها من رحلات الحج الشنقيطية.
كذلك كتب محمد لبيب البتنوني رحلته إلى الحج 1327ه، وقد وصف كل ما رآه منذ وصوله مدينة جدة وكل ما رآه في مكة من عدد المساجد وغيرها، متطرقاً في الوقت ذاته إلى تلك السلبيات التي رآها كالتسوّل عند الحرم وسلوك بعض الحجّاج، وغير ذلك من الأمور التي تعد غير مناسبة لمكانة الحرم والمسلمين، كما لا يغفل في الوقت نفسه عن بعض الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليم والمكتبات.. إلخ، حيث يقول حول ما يتعلق بذلك: ‹›فالعناية بالمسائل الصحية في مكة قليلة جداً، وليس فيها مستشفى ولا صيدلية سوى دكّان عطارة بسيط ضرره أكبر من نفعه››.
كما تطرق إلى وجود القباب والمزارات الموجودة في مكة وأطرافها، ومنها القبة التي على قبر أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - في مقبرة المعلاة، حيث يوجد داخلها مقصورة من خشب الجوز، وكذا قبة لبعض الشخصيات التاريخية كجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعبدالله بن الزبير وغيرهما من الأعلام. ويصف كذلك مساكن مكة وعدد سكانها ومهنهم وعاداتهم والعملة المستعملة في زمانهم، وغير ذلك مما له شأن وأهمية في تلك الفترة التي دوّن فيها رحلته، ويتطرق إلى الوضع غير الصحي لماء زمزم، حيث يستعمله الناس للشرب، بينما هناك فتحات مكشوفة لتلك العيون يستخدمها الناس لغسل ملابسهم
ومن رحلات الحج ذات القيمة العلمية هي الرحلة الحجازية الصغرى، التي دوّنها أبو عبدالله محمد بن عبدالسلام الدرعي التمكروتي 1239ه، الذي سجل بعض سلوك الحجاج غير الجيّد، كالازدحام والفوضى، حيث يقول في ذلك: ‹›ونزلنا ضحوة الأزلم، ووقع الازدحام على مائه الضنين الخبيث، وليحذر من هذا المكان، لا سيما زمان المصيف››.
وتعد رحلة الدرعي زاخرة بالمعلومات والأخبار والإفادات في شتى مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والعمرانية والتاريخية، هذا مع قصر مدة الرحلة. ولا يخفى على المهتم بهذا الجانب أن هناك بعض المستشرقين الذين زاروا المنطقة متنكّرين بزي الإسلام كالرحالة الفرنسي ليون روش، وذلك خلال قيامه برحلة إلى الحجاز 1841 - 1842، وقد أعطى نفسه اسماً إسلامياً وهو عمر بن عبدالله، وقد كان غرضه سياسياً صرفاً، حيث كان يرغب في مقابلة شريف مكة والحصول على موافقة على نصوص فتوى شرعية تجعل الجهاد ضد الفرنسيين في الجزائر محرماً وأنه من باب إلقاء النفس إلى التهلكة.
وإن المقاومة غير شرعية، وقد يكون بعضهم من أجل التجسس أو البحث أو لأي غرض كان، إلا أنه بعيدٌ عن الإسلام، ولم يغفل روش الذي جاء متنكراً عن إتمام عملية الحج ليبعد عنه الأنظار، لذا فقد وصف كل مكان مرّ عليه، وهذا يعطينا أن العملية ليست بعملية بحث، وإن كان لديه اهتمام بما يقوم به من حيث التدوين التاريخي والاطلاع على تراث الحضارة الإسلامية الكبير من اهتمامات أمثال هؤلاء. إلا أن هناك أحد المستشرقين وهو جون لويس بركهاردت المولود في مدينة لوزان في سويسرا عام 1199ه، الذي كتب كتبه عن الجزيرة العربية ومنها عن المشاعر المقدسة وقد عده المستشرقون والعلماء الرائد الحقيقي الأول لحركة الكشوف في الأراضي المقدسة والقطر الحجازي، لأنه تعلم في لندن اللغة العربية والفلك والطب وعلوماً أخرى. الجدير بالذكر أن بركهاردت نال هذه الثقة عند العلماء والمستشرقين رغم صغر سنه، حيث توفي سنة 1232ه، ومع ذلك فإن رحلته هذه تعد مهمة، لأنها رصدت الكثير من المواقف والمشاهد، وكذلك رصدت الأوضاع الاقتصادية لمنطقة مهمة كالحجاز.
تدوين رحلات الحج ليس مقتصراً على المستشرقين فحسب! بل هناك كثير من المسلمين الذين دوّنوا وأسهموا في ذلك، فقد ذكرنا بعضها ونتطرق هنا إلى رحلة (غلام رسول مهر) وهو من شبه القارّة الهندية الباكستانية، التي كانت عام 1348ه، وفي المجمل فإن رحلته وصفيّة ولا بأس في الإشارة إلى بعضها حول ما جرى في رحلته هذه، منها: استخدام العنف عند بعض الحجاج من النساء لغرض تحقيق ما يردنه من إتمام أعمال الحج، حيث لا يتورعن في الاندفاع جماعات ولا يراعين من أمامهن من الرجال، ورغم طول قامة وقوة (غلام رسول) إلا أنه لم يستطع أن يحمي نفسه من أولئك النسوة القويّات اللاتي حدّدَ جنسياتهن، أما الموقف الآخر فهو متعلق بركوب الحمير الذي يعتبر في الهند مذلّة، إلا أن الأمر وجدوه في الحجاز يختلف، فأكثر الدواب استعمالاً الحمير، وهي أقلُّ أجرة من الجمال، وقد تغير رأيه مع رفاقه الذين كانوا معه في استعمال الحمار لاستكمال أداء فريضة الحج، حيث كان استعمالها للتوجه إلى منى، ويصفه بالمنظر الرائع، لأنه لم يسبق لأحدهم أن خاض تجربة ركوب الحمار.
موقف آخر حصل لهم أثناء سكنهم في مكة ، وهو أن بعض الصبية يقومون برمي قشور البطّيخ على الحجّاج، فنهروهم عن فعلتهم هذه وتوعدوهم بإبلاغ السلطان وهو الملك عبدالعزيز، ورغم توقف الصبية عن ذلك العمل المشين إلا أنهم لم يأبهوا بكلامه، فما كان منهم في اليوم التالي إلا أن قاموا بزيارة السلطان وسلّموه ملخصاً عما رأوه فسلموه ذلك، وأمر بعض حاشيته بجلب الصبية فعاقبهم على فعلتهم.
وقد دوّن الأديب والمفكر أحمد أمين رحلته إلى الحج وهو الذي قدم لنا ذخائر التراث العربي، وبدائع الفكر الأوروبي بعد شرحها وضبطها وتحقيقها وتنوعت كتاباته في الكثير من الحقول المعرفية فخرجت لنا سلسلته «فيض الخاطر» التي تضم مقالات متنوعة من أدب وفكر ونقد وسياسة وغيرها ،فشرح في هذه السلسلة رحلته للمشاعر المقدسة واصفًا اليوم التاسع من ذي الحجة: «لا أذكر في حياتي أن رأيت منظرًا أرهب منه ولا أجل منه؛ عصبة أمم لا عصبة حكومات، يجمعهم غرض واحد ولا تشتتهم الأغراض، مستشعرين السعادة الروحية الباقية بمناداتهم في صوت واحد: لبيك اللهم لبيك..».
واستعرض المؤرخ والكاتب الصحفي المغربي عبد الله كنون رئيس التحرير لعدة مجلات منها: (مجلة لسان العرب، لسان الدين، وصحيفة الميثاق)، رحلته الحجازية التي نشرها في كتابه «تحركات إسلامية» عام 1957م، الذي تحدث في مقدمته عن أدب الرحلة وأغراضه وما يُسفر عنها من ثقافات وعلاقات اقتصادية وتواصل مع رجالات دين وعلم وغيرها من الفوائد التي دونها في كتابه وأفاض الحديث فيه عن زياراته لجدة والمدينة حيث قال عن زيارته لمسجد رسول الله: «هذا هو المسجد الذي وضعت فيه أسس العلم الإسلامي كله؛ والعلم الإسلامي تعني هذه الحضارة الزاهية التي عاش العالم ولايزال يعيش في ظلالها موفقًا بين مطالب الروح والجسد، لا أستطيع أن أعبر عمَّا خامرني من شعور الهيبة لقد كانت لحظة بمثابة العمر».
والرحلات المدوّنة عن الحج على كثرتها فيها الشيء الكثير، وقد كان لها الأثر العلمي البارز، حيث حصل بعضهم على إجازات خطّية، والبعض الآخر يتردد على مكتبات مكة المكرّمة، وآخرون يرصدون الحركة العلمية في هذه البقعة العلمية الكبيرة، وهذا مما يعزز الصلة العلمية بين علماء العالم الإسلامي الممتدة شرقاً من الصين والمنتهية غرباً إلى المغرب والجزائر ، لذا فقد قام الباحث عاتق بن غيث البلادي بعملٍ ضخم ضم فيه تراجم مؤرخي مكة وجغرافيتها على مر العصور، حيث بلغ عددهم أكثر من 180 عَلَماً كتبوا عن مكة المكرمة نشره في مجلدين وسماه ‹›نشر الرياحين في تاريخ البلد الأمين›› وذلك عام 1414ه، وقد كان لدارة الملك عبدالعزيز في الرياض الإسهام الفاعل في نشر تلك الآثار المتعلقة بتاريخ شبه الجزيرة العربية منها مكة المكرمة ، فقد نشرت كتباً وبحوثاً كثيرة، منها كتابٌ للباحث أحمد السباعي بعنوان (تاريخ مكة.. دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران) في مجلدين ضخمين، وغيرها من الدراسات القيّمة والمهمّة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 9 دقائق
- حضرموت نت
حجاج اليمن يقفون على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم
عرفات – سبأنت وقف حجاج اليمن، اليوم الخميس، التاسع من ذي الحجة، على صعيد عرفات الطاهر بكل بسهولة ويسر، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، داعيين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة. كما أدى حجاج اليمن صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بعد أن استمعوا إلى خطبة يوم عرفة التي ألقاها إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، بمسجد نمرة، وسط أجواء من الطمأنينة والسكينة. وأكد وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد شبيبة لوكالة الانباء اليمنية (سبأ)، ان تصعيد الحجاج الى مشعر عرفات تسير بكل سهولة ويسر..مثمناً جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتسهيل أداء الحجاج لمناسكهم . وسيستمر بقاء الحجاج في عرفات إلى غروب اليوم الخميس، ثم يفيضون إلى مزدلفة فيبيتون فيها حتى صبيحة اليوم العاشر 'يوم النحر'، ثم يتوجهون لرمي جمرة العقبة الكبرى ونحر الأضاحي ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.


رواتب السعودية
منذ 37 دقائق
- رواتب السعودية
الشيخ الخثلان يوضح حكم صلاة الجمعة إذا وافقت عيد الأضحى
نشر في: 5 يونيو، 2025 - بواسطة: خالد العلي أوضح الشيخ الدكتور سعد الخثلان، أستاذ الشريعة وعضو هيئة كبار العلماء سابقًا، أن يوم عيد الأضحى لعام 1446هـ الموافق 2025م سيصادف يوم الجمعة، مشيرًا إلى الأحكام الشرعية المرتبطة بهذه المصادفة. وقال الخثلان عبر حسابه في منصة »إكس« : يوافق يوم الجمعة هذا العام( ١٤٤٦ //٢٠٢٥م ) عيد الأضحى ، ومن صلى صلاة العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة وإنما تستحب، لكن من لم يصل الجمعة يصليها ظهرا أربع ركعات ( ماعدا الإمام فيلزمه أن يصلي العيد والجمعة) « . وتابع: »وقد وقع مثل هذا في عهد النبي ﷺ ، حيث اجتمع العيد مع الجمعة فقال النبي ﷺ ( قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه ، وإنا مجمعون ) ، وهو المأثور عن عمر وعثمان وابن مسعود وابن عباس وابن الزبير.. رضي الله عنهم .. ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة«. الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط أوضح الشيخ الدكتور سعد الخثلان، أستاذ الشريعة وعضو هيئة كبار العلماء سابقًا، أن يوم عيد الأضحى لعام 1446هـ الموافق 2025م سيصادف يوم الجمعة، مشيرًا إلى الأحكام الشرعية المرتبطة بهذه المصادفة. وقال الخثلان عبر حسابه في منصة »إكس« : يوافق يوم الجمعة هذا العام( ١٤٤٦ //٢٠٢٥م ) عيد الأضحى ، ومن صلى صلاة العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة وإنما تستحب، لكن من لم يصل الجمعة يصليها ظهرا أربع ركعات ( ماعدا الإمام فيلزمه أن يصلي العيد والجمعة) « . وتابع: »وقد وقع مثل هذا في عهد النبي ﷺ ، حيث اجتمع العيد مع الجمعة فقال النبي ﷺ ( قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه ، وإنا مجمعون ) ، وهو المأثور عن عمر وعثمان وابن مسعود وابن عباس وابن الزبير.. رضي الله عنهم .. ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة«. المصدر: صدى


الموقع بوست
منذ 38 دقائق
- الموقع بوست
خطيب عرفة يدعو إلى الله لنصرة فلسطين وإغاثته
وقال حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، في خطبة عرفة باكيا: "اللهم كن (عونا) لإخواننا في فلسطين، اللهم كن لإخواننا في فلسطين، اللهم تولى شأنهم، اللهم تولى شأنهم". وتابع: "اللهم أطعم جائعهم، واكس عاريهم، وآو طريدهم، واجبر كسيرهم، وأمّن خائفهم، واكفهم شر أعدائهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم بقوتك وعزتك يا قوي يا عزيز". منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 180 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال. وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 973 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية. وحث حميد، على تقوى الله، والالتزام بالأخلاق، حسب بث مباشر نقلته قناة "الإخبارية" السعودية. ومن مشعر "منى"، حيث قضوا "يوم التروية"، توافد ضيوف الرحمن على صعيد عرفات، حيث يؤدون ركن الحج الأعظم. وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن الحجاج توافدوا إلى عرفات "مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار". ويؤدي الحجاج في عرفات الخميس، صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة؛ اقتداءً بسنة رسول الإسلام محمد صلى عليه وسلم. ومع غروب شمس اليوم، تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، ويُصلّون فيها المغرب والعشاء. كما يبيتون فيها حتى فجر غد الجمعة، العاشر من ذي الحجة؛ أول أيام عيد الأضحى، تأسيًا بسنة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. ويستمر موسم الحج 6 أيام، وانطلق الأربعاء بيوم التروية من مشعر منى، فيما يشهد الخميس الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة، ثم الانتقال منها الجمعة إلى منى لاستكمال مناسك الحج ورمي الجمرات ثم نحر الهدي وطواف الإفاضة (بمكة). ومن السبت إلى الاثنين، يستمر الحجاج في رمي الجمرات مجددا في منى، فيما يختتم الحج بأداء طواف الوداع بمكة. والأربعاء، أعلن متحدث وزارة الحج غسان النويمي، في مؤتمر صحفي، أن عدد الحجاج الذين وصلوا من خارج السعودية تجاوز 1.5 مليون حاج وحاجة.