logo
خلال زيارة فضيلته لجامع الجزائر الكبير ..مفتي الجمهورية يؤكد: القرآن الكريم صاغ منظومة متكاملة لبناء الإنسان في فكره ووعيه ومسؤوليته

خلال زيارة فضيلته لجامع الجزائر الكبير ..مفتي الجمهورية يؤكد: القرآن الكريم صاغ منظومة متكاملة لبناء الإنسان في فكره ووعيه ومسؤوليته

النهار المصريةمنذ 4 ساعات

زار فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، جامع الجزائر الكبير، وذلك في إطار مشاركته في مؤتمر "التعارف الإنساني وأثره في ترسيخ العلاقات وتحقيق التعايش" ، الذي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى بالجمهورية الجزائرية، مشيدًا فضيلته بما يتميز به هذا الصرح الإسلامي الكبير من عظمة معمارية، ورمزية حضارية، تُجسد رسالة الإسلام في الجمع بين الإيمان والعمران، وتجعل من الجامع منارةً دينية وعلمية تجمع بين بهاء العمارة وجلال المكان وقدسيته.
وأكَّد فضيلة مفتي الجمهورية، خلال كلمته التي ألقاها في الجامع الكبير بالجزائر ، أن القرآن الكريم لم يقتصر في خطابه على تزكية النفس وتهذيب السلوك فحسب، بل صاغ منظومة متكاملة لبناء الإنسان بناءً متكاملًا في فكره ووعيه ومسؤوليته، على أساس من الاستقلال العقلي والتوازن السلوكي؛ فقد نهى الله تعالى عن التبعية والانقياد الأعمى، وانتقد التقليد الموروث الذي يعطل وظيفة العقل، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ﴾، ودعا عباده إلى التفكر والتأمل قبل التصديق والاتباع، لا بعده، مبيِّنًا أن اتباع الحق بعد العلم به شرطٌ لفهم الهداية، وأن استعمال العقل واجبٌ في التبصر في الأمر، والنظر في عواقب القول والعمل، بعيدًا عن الانقياد أو الذوبان في الآخرين، وقد رفع الله عز وجل من شأن العقل، وجعل إعماله مناطًا للتكليف، فجاءت آيات كثيرة بصيغ متعددة كقوله ﴿أفلا تعقلون﴾، ﴿أفلا تتفكرون﴾، ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها﴾ مشيرًا إلى أن هذا الحضور المتكرر للعقل في سياق التنزيل يدل على أن الدين في جوهره وأساسه دعوة إلى الفهم والتمييز، واتباع الحق على هدىً و بصيرة، لا على تبعية وتقليد.
وأوضح فضيلة مفتي الجمهورية، أن مبدأ التوازن والاعتدال يُعدّ من الأسس التي أرساها القرآن الكريم في بناء الإنسان، فلقد جاء بمنهج شامل يُرسي دعائم التوسط في الفكر، والاعتدال في السلوك، والتوازن في العلاقة بين مطالب الروح واستحقاقات الجسد، بين الحقوق الفردية والواجبات المجتمعية، على نحو يُنتج إنسانًا سويًّا في نظرته، متزنًا في مواقفه، رشيدًا في قراراته، حيث وضع تصورًا دقيقًا للوسطية، فقال سبحانه ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾، مشيرًا إلى أن هذا المفهوم يتجاوز المعنى المكاني أو الكمي، ليعبّر عن خصيصة منهجية تقوم على التوازن بين المتطلبات المتعددة للإنسان، دون إلغاء أو طغيان، فالقرآن يهذب الغرائز ولا يعطلها، ويحث على الرحمة دون تفريط في الحق، ويصوغ شخصيةً تميز بين الحزم واللين، وتفهم حدود القوة والرفق، ومن هنا تجلت الوسطية في الخطاب القرآني كأحد أركان البناء الإنساني القويم، إذ تُعدّ ضمانة لسلامة الفكر، واستقامة السلوك، وتحقيق التوازن في المواقف، بعيدًا عن مظاهر الغلو التي تشوه الدين، أو أنماط الانفلات التي تفسد القيم، وهو ما يجعل من المنهج القرآني أساسًا متكاملًا لإعداد الإنسان المعتدل الذي يعقل عن الله، ويفهم عن واقعه، ويسلك سبيل الرشد في القول والعمل.
وقد رافق فضيلته أثناء الزيارة سعادة السفير مختار جميل، سفير مصر لدى الجزائر، وفضيلة الأستاذ الدكتور، مبروك زيد الخير، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، ولفيف من السادة المسؤولين وكبار علماء الجزائر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفي والإعلامى (4)
آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفي والإعلامى (4)

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفي والإعلامى (4)

مازلنا نتحدث عن آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفي والإعلامي بعد أن كادت هذه الأصول تندرس وتطويها التفاهات والسعي خلف الترند الزائف الذي قد يكون. بعيدا كل البعد عن الأخلاقيات جملة وتفصيلاو اليوم نتحدث عن احترام المخالف وقبول الآخر فإن الإسلام لم يكتف ببيان علاقة الأفراد بخالقهم،بل اتسعت تشريعاته لكي تنظم جميع العلاقات الاجتماعية, سواء بين المسلمين بعضهم البعض أو بين المسلمين ومخالفيهم على نحو لم يعرف له التاريخ البشري مثيلا.ولما كان الحديث عن موقف الإسلام من الآخر المخالف في الدين يحتل حيزا كبيرا من الاهتمام داخل الأوساط العلمية في العصر الحاضر،فإنه من باب أولى أن ينتقل هذا الموقف إلى أبناء جلدتنا الذين يخالفوننا الرأي والفكروقد وردت مادة (خ.ل.ف) بكل مشتقاتها في القرآن الكريم مائة وثلاثين مرة، من ذلك قوله تعالى في سورة هود (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) (الآية:88) وقوله تعالى في سورة آل عمران ( ولا تكونوا كالدين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات) (الآية 105)…و المتدبر في القرآن الكريم يسترعي انتباهه ذكره لأقوال المخالفين مهما كانت موغلة في الفساد فنجد في القرآن كلام الملحدين الذين ينكرون وجود الله وقالوا: (ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) (سورة الجاثية الآية:24) وكلام اليهود:(وقالت اليهود يد الله مغلولة) (سورة المائدة :64) وكلام النصارى: (إن الله ثالث ثلاثة) (سورة المائد:73) وكلام المنافقين: ( لا تنفقوا من عند رسول الله حتى ينفضوا) ( المنافقون:7)… وحسب الدكتور المقرئ أبو زيد الإدريسي فإن القرآن الكريم يستحضر الآخر المخالف بقوة وبأخلاقيات عالية جدا ،يستحضره دون أن يثيره ودون تشويهه فالقرآن يستحضر الآخر كاملا.ولابد من البيان هنا أن استحضار القرآن للآخر المخالف إنما يأتي في سياق الحديث عنه باعتبار وجوده نتيجة لإرادة الله ومشيئته القدرية أما الموافقة على أقواله وأفعاله فمعلوم أن القرآن لايقر الفاسد منها مهما كان مدعيه.ثم يكون الإرشاد الأعظم بالمجادلة بالحسنى رغم فحش القول وتجاوزه كل الحدودقال الله تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)( سورة العنكبوت:46) ذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد من هذه الآية هو دعاء أهل الكتاب إلى الله عز وجل وتنبيههم على حججه وآياته رجاء إجابتهم إلى الإيمان لا على طريقة الإغلاظ و المخاشنة بل بحسن خلق و لطف ولين في الكلام ودعوة إلى الحق و تحسينه، بقصد هدايتهم.والجدل في اللغة مفاعلة من الجدل وهو: إقامة الدليل على رأي اختلف فيه صاحبه مع غيره.وفيما يخص وجه الوصاية بالحسنى في مجادلة أهل الكتاب أرجع بعض المفسرين ذلك إلى أمور منها:أن أهل الكتاب مؤمنون بالله غير مشركين به فهم مؤهلون لقبول الحجة ، لأن آداب دينهم وكتابهم أكسبتهم معرفة طريق المجادلة، فينبغي الاقتصار في مجادلتهم على بيان الحجة دون إغلاظ حذرا من تنفيرهم, بخلاف المشركين الذين ظهر من تصلبهم ما أيأس من إقناعهم بالحجة النظرية وعين أن يعاملوا بالغلظة وأن يبالغ في تهجين دينهم وتفظيع طريقتهم لأن ذلك أكثر نجوعا لهم.و لأن أهل الكتاب آمنوا بإنزال الكتب وإرسال الرسل إلا الاعتراف بالنبي صلى الله عليه وسلم فلمقابلة إحسانهم يجادلون بالأحسن إلا الذين ظلموا منهم كمايجد المتأمل في القرآن الكريم أنه يقيم حواره مع المخالفين على الرفق والتلطف, كما يتجلى ذلك في قوله تعالى في :(وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون) (سبأ:24 25). ذهب معظم المفسرين إلى أن أسلوب هذه الآية هو أسلوب التشكيك, وحكمته التلطف بالخصم المعاند حتى لا يلج في العناد ولا يفكر في الأمر الذي يجادل فيه وإلا فالرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون هم الذين على هدى, والمشركون هم الذين على ضلال مبين.يقول أبو حيان الأندلسي في تفسيره بأن الكلام في الآية أخرج مخرج الشك والاحتمال ومعلوم أن من عبد الله ووحده هو على الهدى وأن من عبد غيره من جماد أو غيره في ضلال، وهذه الجملة تضمنت الإنصاف، واللطف في الدعوة إلى الله .كما لفت القرآن النظر إلى أن إقامة الحوار يكون على عدم الإثارةفقد قال الله تعالى:( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسب الله عدوا بغير علم)( الأنعام:108) روى الطبري في سبب نزول هذه الآية عن قتادة أنه قال: كان المسلمون يسبون أوثان الكفار، فيردون ذلك عليهم فنهاهم الله أن يستسبوا لربهم.ومعنى السب في الآية هو الكلام الذي يدل على تحقير أحد أو نسبته إلى نقيصة أو معرة بالباطل أو بالحق وهو مرادف الشتم.ويفيدنا الطاهر ابن عاشور في تفسيره أن المخاطب بهذا النهي هم المسلمون لا الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الرسول لم يكن فحاشا ولا سبابا لأن خلقه العظيم حائل بينه وبين ذلك ولأنه يدعوهم بما ينزل عليه من القران وإنما كان المسلمون لغيرتهم على الإسلام ربما تجاوزوا الحد ففرطت منهم فرطات سبوا فيها أصنام المشركين .وعن وجه النهي عن سب أصنام المشركين يقول بأن السب لا تترتب عليه مصلحة دينية لأن المقصود من الدعوة هو الاستدلال على إبطال الشرك وإظهار استحالة أن تكون الأصنام شريكة لله تعالى، فذلك هو الذي يتميز به الحق عن الباطل وينهض به المحق ولا يستطعه المبطل فأما السب فإنه مقدور للمحق وللمبطل فيظهر بمظهر التساوي بينهما وربما استطاع المبطل بوقاحته وفحشه ما لا يستطيعه المحق، فيلوح للناس أنه تغلب على المحق .نشير ختاما إلى أن المسلمين مطالبون بالتزام بالمنهج القرآني الذي يقوم على احترام المخالف والرفق به وعدم إثارته أو تشويهه سواء أثناء التحاور فيما بينهم أو مع مخالفيهم خاصة في هذا العصر الذي كثر فيه اتهام الإسلام والمسلمين بعدم احترام مخالفيهم.

"الأعلى للصوفية": نتعاون مع "الأوقاف" لنشر صحيح الإسلام وتجديد الخطاب الديني
"الأعلى للصوفية": نتعاون مع "الأوقاف" لنشر صحيح الإسلام وتجديد الخطاب الديني

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

"الأعلى للصوفية": نتعاون مع "الأوقاف" لنشر صحيح الإسلام وتجديد الخطاب الديني

تقدَّم الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، بخالص التهانى والتبريكات إلى وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، بمناسبة إطلاق المنصة الرقمية العالمية التي تهدف إلى خدمة الإنسانية، وتعزيز الخطاب الديني المستنير، ونشر قيم السلام والمحبة والرحمة بين البشر. وأشاد رئيس الأعلى للصوفية بهذه المبادرة الرائدة التي تواكب تطورات العصر وتلبّي الحاجة إلى التواصل الحضاري البنّاء عبر الوسائط الحديثة، مؤكدًا أن المنصة تمثل نقلة نوعية في مجال الدعوة والفكر الإسلامي المعاصر، وتُعدُّ جسرًا حضاريًا بين الثقافات، لاسيما في ظل ما يشهده العالم من صراعات فكرية وتحديات أخلاقية. وثمَّن ما تضمنته المنصة من محتوى عميق يتناول التصوف كقيمة روحية وسلوكية راقية، تقوم على تهذيب النفس، والسمو بالأخلاق، ونبذ التطرف، مشيرًا إلى أن التصوف الصحيح هو صِمَام الأمان للمجتمع، وجوهر الإسلام في أسمى تجلياته. وأكد الدكتور القصبي أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية يقف داعمًا لهذه المبادرة المباركة، ويفتح أبوابه للتعاون الكامل مع وزارة الأوقاف في كل ما من شأنه خدمة الدين والإنسانية، ونشر صحيح الإسلام، وتجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية. واختتم كلمته بالدعاء أن يوفق الله وزير الأوقاف في أداء رسالته، وأن يبارك في جهوده الطيبة، وأن يجعل هذه المنصة منبرًا للنور والهداية والخير في كل ربوع العالم، خاصة فى هذه الفترة التى ينتشر فيها الفكر المتشدد والمتطرف، ولذلك على كافة المؤسسات الدينية دعم الجهود التى يقوم بها وزير الأوقاف خلال الفترة الحالية ولذلك فإن الطرق الصوفية تدعم كافة الجهود التى تقوم بها الوزارة خلال الفترة الحالية وتقدم كافة اشكال الدعم والمساندة.

إيران وفشل أول رهان للغرب ونتنياهو
إيران وفشل أول رهان للغرب ونتنياهو

بوابة الأهرام

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الأهرام

إيران وفشل أول رهان للغرب ونتنياهو

في أي رهان هناك احتمالات للخسارة أو للمكسب.. ويبدو أن نتنياهو ومن يتحالفون معه في الغرب يرفضون "نفسيًا" وربما بسبب جذور الغطرسة المتنامية داخل عقولهم وغرور فائض القوة العسكرية لديهم وهو ما لا ننكره بالطبع.. كما يرفضون الاعتراف بأنهم يكررون نفس الرهان الخاسر منذ سنوات وينطبق عليهم المثل اللبناني الرائع: اللي يجرب في المجرب عقله مخرب.. نقصد بالرهان الخاسر محاولة تحريض البيئة الحاضنة للمقاومة ""المشروعة" ضد الاحتلال والعدوان على من يدافع عنها لرد العدوان وردعه ومنعه من السيطرة وسرقة حقوق البلاد بأنواعها.. قال المستشار الألماني بصراحة غير مسبوقة: إسرائيل تقوم بالدور القذر في إيران نيابة عنا. الطريف أنهم لجأوا إلى ابن الشاه السابق الذي تمرد عليه الإيرانيون منذ عام 1979 وطرحوه بديلًا للنظام الحالي، وظهر ابن الشاه السابق في أحاديث تليفزيونية "يناصر" العدوان الإسرائيلي على إيران، ويدعو لمساندته لإزاحة النظام القائم وليحرر الإيرانيين منه.. وكان الرد الشعبي الإيراني بنشر صوره مع نتنياهو وأخرى وهو يرتدي قبعة اليهود عند حائط المبكى.. بينما جاء رد الفعل مختلفًا عند المطربة الإيرانية فرزانة خورشيد التي تعارض النظام الحالي وتعيش في كندا؛ فلم تكتف بارتداء الزي الوطني الإيراني وقامت بإنشاد نشيد الثورة الإسلامية التي تعارضها. ورأينا فيديوهات ليهود إيرانيين يتوعدون نتنياهو قائلين: استعد لعواقب هذا الهجوم الوحشي قريبا جدا. أخطأ نتنياهو والغرب في رهانهم بأن الشعب الإيراني الذي تعب كثيرًا بالطبع من العقوبات والحصار منذ قيام النظام الحالي وتضاعفت منذ عام 2006 توقعوا الاستسلام للعدوان، والخضوع لمطالبة ترامب العودة للتفاوض بلا شروط؛ أي استسلام تام وانبطاح.. فهم لا يقبلون الاستسلام أمام الخارج خاصة إسرائيل. توقع الكثيرون في إسرائيل والغرب تظاهر الإيرانيين ضد الحكومة والنظام بعد الحرب؛ ثم فوجئ العالم بمشهد تجمع الملايين في إيران في صلاة الجمعة وما أعقبها من مسيرات تندد بالعدوان الإسرائيلي وتطالب بتحقيق الانتصار التام. وكتبت معارضة إيرانية شهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي: قال نتنياهو أن الذين يريدون حرية الملابس والحرية؛ يجب أن ينضموا لإسرائيل في حربها ضد إيران ويثيروا الفوضى والاضطرابات وينزلوا إلى الشوارع، حتى يتمكن من مهاجمة المواقع العسكرية وتغيير النظام من أجلهم.. لكن لحسن النظر أنا وجيلي ممن نعارض النظام طلبًا لحرية الملابس قد غيرنا رأينا الآن، وسنقف بجوار بلدنا؛ سواء بالحجاب أو بدونه حتى آخر نفس من أجل إيران الغالية. وكذلك فعل معارضون سبق الحكم بالسجن عليهم وأعلنوا تضامنهم غير المشروط مع النظام الحاكم. ولو كان النظام الإيراني آيلًا للسقوط لما ألح ترامب بدعوته للتفاوض.. أبهرت مذيعة إيرانية الجميع بثباتها عند القصف الإسرائيلي للتليفزيون الإيراني أثناء قيامها بالبث المباشر، وسمعنا صيحات: الله أكبر، والأجمل أنها عادت للبث بعد دقائق من الهجوم. بينما وقف مراسل شاب للتليفزيون الإيراني وفي يديه دماء بعد القصف مباشرة، وسخر من التهديدات وقال: لا أعرف عدد الشهداء من زملائي لكننا صامدون. وانتشر على وسائل التواصل الإيرانية عرض غنائي جماعي لنساء إيرانيات يغنين للصمود قائلات: الحق سلاحي، وبيتي هنا، وسأقاوم وانتصر. ونشر التليفزيون الإيراني فيديو ساخر يقول فيه إنه وجد قاعدة عسكرية أسفل مستشفى سوروكو التي تعرضت لقصف صاروخي إيراني، وأن الإسرائيليين الإرهابيين يستخدمون المرضى كدروع بشرية؛ في إشارة لتبرير قصف إسرائيل لمستشفيات غزة الواحد تلو الآخر. يعتمد الصهاينة دومًا على الترويع أملا في إضعاف الخصم وتهديد الشعب وتحريضه على الحكومة أو النظام. ويتجاهل فشله المتكرر والتفاف الشعوب حول كل أنواع المقاومة.. ففي غزة حمل غزاوي طفلته الشهيدة وهتف: نحن مع المقاومة ولو تدفع غزة كلها الثمن، وطالب المفاوضين بعدم التنازل عن حق غزة. وفي جنوب لبنان قام الصهاينة بإطفاء نور عيني سيدة؛ فكان زوجها محمد حيدر نورها وذراعها، وعندما قتلوه واستشهد قالت: مستمرون رغم جراحنا بالبيجر والشهادة، ولم تنهار ولم تصرخ وقالت بيقين: ذهب النور، وبقي اليقين، رحل السند، وثبت الإيمان. وسجل غزاوي -التي تعاني من مجاعة- فيديو وهو يترك طعاما في بيته قبل نزوحه قائلًا: اليوم سأنزح من الدار التي تربيت فيها وبها كل ذكرياتي الحلوة، وناشد النازحين بترك بعض الطعام في بيوتهم للمجاهدين لعل أحدا منهم يأتي للدار ويأكل طعاما صحة وعافية، وأضاف: يا فخر غزة: كملوا ونحن معكم. ورد محمد البخيتي عضو قيادة الحوثيين بابتسامة واسعة على سؤال مذيع له عن شعوره عند رؤيته صورته ضمن المطلوب اغتيالهم إسرائيليًا: الشهادة شرف خاصة مع هذا العدو، وإن كنت أتمنى العيش أطول لأحاربهم ما استطعت. وخباز إيراني بلغه نبأ استشهاد شقيقه في قصف إسرائيلي، فواصل عمله قائلًا: هذا ما أستطيع تقديمه لبلدي في هذا الوقت. تمتلك إيران بالإضافة إلى قدراتها الصاروخية المتميزة والغواصات البحرية المتقدمة الكثير من المزايا الجغرافية وعدد السكان الكبير والأهم الاعتزاز بالحضارة، وكأنهم لا يستسلمون أبدًا، وقد تحملوا العقوبات القاسية عليهم منذ سنوات طوال وطوروا صناعاتهم، وعندما منعت أمريكا والغرب عنهم أثناء كورونا اللقاح تزايد طلب الدعم من أمريكا يتناقض مع الزعم بالانتصار وتحقيق ردع حازم وخشن يخيف أعداء الكيان. كتبت صحيفة الجارديان البريطانية: إسرائيل دمرت سمعتها في غزة وهجومها على إيران محاولة متأخرة لاستردادها، والمؤكد أن الغرور والغطرسة وعدم التعلم من التجارب السابقة تعجل بنهاية الكيان بأكثر مما يفعل به الأعداء. قال المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه: نحن في مسار تاريخي بدأ بالفعل، يمكنك تأجيل زوال إسرائيل ووضع العقبات لكن لن تنجح في وقفه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store