logo
«إرث دبي».. رؤية تستكمل كنوز المتاحف الشخصية

«إرث دبي».. رؤية تستكمل كنوز المتاحف الشخصية

البيان٠٩-٠٢-٢٠٢٥

في خطوة تعكس عمق الاهتمام بالتاريخ والهوية الوطنية، وضمن مجموعة من المبادرات والمشاريع التي يقودها سموه، أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، مبادرة «إرث دبي»، التي تهدف إلى توثيق تاريخ الإمارة بمشاركة مجتمعية واسعة، عبر جمع وحفظ القصص والتجارب الحياتية التي شكلت ملامح تطور دبي وحياة أهلها.
هذه المبادرة تمثل حلقة جديدة في سلسلة الجهود الرامية إلى صون التراث ونقله للأجيال القادمة، وهي رؤية تتناغم تماماً مع ما تطرقنا إليه في مقال «كنوز في المتاحف الشخصية».
قبل أيام، ناقشنا أهمية المتاحف الشخصية التي أنشأها الأفراد بدافع الشغف للحفاظ على التراث، وتساءلنا عن كيفية تحويل هذه الجهود الفردية إلى جزء من المشهد الثقافي والسياحي للدولة. واليوم، تأتي مبادرة «إرث دبي» لتمنح هذا التساؤل بعداً عملياً جديداً، حيث تفتح المجال أمام الأفراد ليكونوا جزءاً من مشروع وطني لحفظ الذاكرة الجماعية للإمارة. فكما تحتفظ المتاحف الشخصية بالمقتنيات النادرة التي تروي جانباً من تاريخنا، تأتي هذه المبادرة لتوثّق قصص الناس وتجاربهم، بما يجعل التاريخ أكثر حيوية وإنسانية.
إن الربط بين المتاحف الشخصية ومبادرة «إرث دبي» يمكن أن يكون نقطة انطلاق لمشاريع مشتركة، فمن خلال هذه المبادرة، يمكن لأصحاب المتاحف الشخصية المساهمة بمقتنياتهم وقصصهم في إثراء الأرشيف الرقمي للإمارة، كما يمكن استثمار هذه المتاحف كمراكز مجتمعية تدعم عملية التوثيق، حيث تُتاح للزوار فرصة الاطلاع على القطع التراثية وسماع الروايات المرتبطة بها.
إن دعوة سمو الشيخ حمدان بن محمد للجميع للمشاركة في هذا الحراك المجتمعي تمثل فرصة ذهبية لأصحاب المتاحف الشخصية والمؤرخين والمختصين في التراث، ليكونوا جزءاً من عملية توثيق متكاملة تجمع بين الماضي والحاضر في سجل رقمي يحفظ هوية دبي للأجيال القادمة؛ فالتاريخ ليس مجرد مقتنيات معروضة، بل هو حكايات وقصص وصور وأصوات تنبض بالحياة، وهذه المبادرة تتيح فرصة توحيد هذه العناصر ضمن إطار شامل يعزز من قيمة التراث الإماراتي.
إن «إرث دبي» ليست مجرد مبادرة لتوثيق الذكريات، بل هي تأكيد على أن المستقبل لا يُبنى دون جذور راسخة ومتينة ومرتبطة بالماضي. واليوم، ونحن نرى هذه الرؤية تتحقق، يصبح لزاماً على الجميع —أفراداً ومؤسسات— المساهمة في هذا الجهد الوطني، سواء من خلال مشاركة القصص، أو دعم المتاحف الشخصية، أو دمج هذه الجهود في المشاريع الثقافية والسياحية الكبرى.
ومن اللافت حقاً في مبادرة سمو ولي عهد دبي، أنه أكد على أهمية مشاركة الأفراد والعائلات على حدٍ سواء في المساهمة بإثراء «إرث دبي». وهذا يؤكد أهمية توثيق الإرث الشفاهي المتجذر في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتنوع هذا الإرث من خلال القصص الملهمة والذكريات المرتبطة بالبيئة المحلية وجلد وصبر الأجداد والآباء على ما كانوا يواجهون من تحديات ومصاعب في الماضي.
ما بدأناه في الحديث عن «كنوز المتاحف الشخصية» يكتمل اليوم ويمكن أن يتحقق من خلال مبادرة «إرث دبي»، التي تمنح هذه الكنوز بعداً أوسع، وتجعل من كل قصة ومقتنى وإرث فردي جزءاً من حكاية دبي الكبرى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المجتمع.. حامي الموروث وسارد القصص
المجتمع.. حامي الموروث وسارد القصص

الاتحاد

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الاتحاد

المجتمع.. حامي الموروث وسارد القصص

محمد عبدالسميع لا اختلاف على أنّ المجتمع هو غاية التنمية، بمفهومها الشّامل، وبمفهومي الثقافيّ أيضاً، وما تقوم به دولة الإمارات العربيّة المتحدة من تأكيد لهذه الرؤية، وقد سارت فيها شوطاً بعيداً، فانعكست آثارها على تفكير الفرد والعائلة والمجتمع بعمومه، هو عملٌ مهم وتفكير استراتيجي. لكنّ الإمارات اليوم تزيد من إبداع هذا التفكير وهذه الرؤية، بأن تجعل من المجتمع نفسه سارداً قصصه وموروثه ومشاركاً فاعلاً في أرشيف الدولة بمجموعها، من التراث والقصص والحكايات وكلّ التراث، طُموحاً لأن يقول الناس ما لديهم، فينسجون تراثهم الذي ساروا عليه، ويكون الأرشيف التراثي بأقلامهم وبأنفاسهم، وهي مبادرة ذكيّة في عصر متسارع التكنولوجيا والتقدّم والتقنيات الرقميّة، ومع هذا، لا تنسى الدولة أن تظلّ على إيمانها بإرثها المجتمعي وقصص العائلات وأشعارها وحكاياها وأمثالها وأناشيدها وكلّ ما يتعلق بهذا التراث الغنيّ، ومن الطبيعي أنّ من يشارك في هذا العمل من مواطني الدولة، سيعمل بكلّ طاقته وفاعليّته لهذا الأرشيف الوطنيّ، بناءً على عنصر الحريّة المتاحة، وإبراز دور المجتمع المدني لمساندة الجهات الرسميّة في الدولة، في كتابة الموروث واستعادته والتذكير به. اليوم، في دبيّ، كأنموذج إماراتي على التقدّم وبلوغ المؤشرات العالية في الريادة والإنجاز، تتجلّى هذه الرؤية من خلال مبادرة «إرث دبي» المهمّة، والتي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتعمل على اتجاهين متكاملين، هما: إرث المكان، والتفاعل المجتمعي. وتضطلع إمارة دبي، في هذه المبادرة، بأن تحفظ إرث المكان، باعتبار المكان من وجهة نظر ثقافيّة واجتماعيّة هو بذكرياته وناسه المحطات الأولى للإبداع الإنسانيّ، وحين تفتح دبي لكلّ هذه الذكريات والحسّ الإنساني الإماراتي الأصيل أبواب الكتابة والتعبير المجتمعي، عبر منصّة رقميّة، ساعتها نكون قد جمعنا خير الكنوز التراثيّة البشريّة، وخير التحوّل الرقمي والتقدّم التكنولوجي الذي يشهده العالم، فأمسكنا بتراثنا وحفظناه ورسّخناه، وبقينا على تواصل مع تقنيات الثورة التكنولوجيّة وآفاقها، بمعنى آخر جمعنا ما بين الأصالة والحداثة، حين طوّعنا المنصّات الرقميّة لاحتضان ما نكتبه ونستعيده ونستذكره ونقدّمه للأجيال التي عليها أن تفرح بالتراث كما هي تفرح بالتقدّم الرقميّ وقنوات ومنصّات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعيّ، بل تظلّ على يقين بقيمة التراث والأصالة والجذور والقيم والخصال المجتمعيّة، والتي هي بالتأكيد متضمّنة في هذه المذكرات والمغامرات والقصص الإنسانيّة، التي يكتبها الروّاد عن المكان الإماراتي ويؤرشفون بها لحياة كاملة وبدايات وإصرار وعزيمة وظروف صنعت كلّ هذا التقدّم الإماراتي الذي نعيش. عنصر مساند وتشتمل دبي، كما هي كلّ الإمارات، على ما يسوّغ ويبعث على الإحساس بالفخر بالتراث، والذي هو أشبه بكنز من اللهجات والحكايات والوقائع والسير والأمثال والفنون، وهي خطوة أولى للأرشفة الوطنية الكاملة للتراث الإماراتي، وقد تمّ أرشفته بجهود الدولة، ولكن، هذه المرّة يدخل عنصر مساند هو المجتمع في كتابة هذا الموروث، وذلك أدعى لأن يُنسب إلى قائليه والمتحدثين به ومستعيديه من الرواة والحفظة والمعمرين والمجايلين. وبالتأكيد، فإنّ كلّ ذلك سيكون مقنناً من خلال لجان عاملة، لاستصفاء المعلومات وتحقيقها والتثبّت منها، وهي لجان موضوعيّة وضروريّة، لاعتماد هذه الإسهامات المجتمعيّة وتوفيرها في النهاية للناس والقرّاء والمشاهدين والمستمعين، عبر وسائل الإعلام الصحفية والإذاعية والتلفزيونية والبرامج التوعوية والوثائقيّة وفي الندوات والمحاضرات والمؤتمرات ذات العلاقة. ويمكن أن يتوسّع هذا العمل باتجاه إشراك الأجيال الجديدة الشابة في الجمع والتوثيق والتدوين والأخذ عن الآباء والحفظة والرواة، نحو توفير أكثر من مكنز تراثي، ويمكن أن نشرك أيضاً طلبة المدارس والجامعات والناشطين في هذا المشروع الوطني الرسمي والمجتمعي، فتكون عمليات الجمع الميدانيّة ولجان الفرز والاستصفاء والتثبّت والاعتماد، متكاملة في نشاط يظلّ مستمرّاً ويؤتي أكله في كلّ حين، بل ويقدّم لضيوف الإمارات من الأشقاء والأصدقاء كتعبير ناصع عن عمق الرؤية الثقافيّة في العناية بالتراث وقراءته وتأكيد حضوره. البيئة الحاضنة والميدان دائماً هو محلّ الإبداعات فيما يتعلق بالتراث، وهو البيئة الحاضنة لكلّ مفردات الناس وأساليب عيشهم، وستكشف لنا العمليات الأولى من هذا العمل الميداني كم هي ممتعة عملية جمع الموروث من صدور الحفظة والرواة، وكم هو جميلٌ تبويبه وتصنيفه، وإخراجه على الناس والمهتمين والباحثين، إذ وجدت هذه المبادرة مباركة مجتمعيّة وأكاديمية، حين يطيب للراوي مثلاً أن يتجلّى في الاستذكار والتعبير والوصف وسرد الذات والمكان وظلال هذا المكان من قصص وحكايات وشخصيّات، وهي فرصة كبيرة لأن يبدع الناس ما عاشوه مع المكان، والأمثلة والشواهد على ذلك كثيرة ويعرفها المهتمون بدراسة التراث المحكي وتراث القصائد والأشعار والسير الذاتية، وكذلك سيرة المكان وتوثيق شخصياته وتطوّره، لتغدو المقارنة بين الأزمان والمحطات والمراحل موضوعاً شائقاً ويفتح الكثير من منافذ النظر والربط بين الأشياء والتفاصيل نحو نظرة كليّة لهذا المكان المليء بالحركة، والذي يؤكّد أنّ هذا البلد ضاربٌ في جذور التاريخ، تدلّ على ذلك المكتشفات الأثرية وعمليات التنقيب وبحوث العاملين في هذا المجال، بل وقرّاء الأدب الإنساني التفاعلي للناس مع بيئاتهم الصحراوية والريفية والزراعية والبحرية والجبليّة، وكيفية تكوّن المدن وازدهارها وبداياتها، وهو ما ننتظره من خلال هذه المبادرة الذكيّة تحت عنوان «إرث دبي». مبادرات مهمّة إنّ استنفار الباحثين والمؤسسات الحكوميّة والقطاع الخاص، بما عُرف عن القطاع الخاص من مبادرات مهمّة وفاعلة، واستثمار العمل الإلكتروني الذي سهّل علينا الكثير من عمليات التبويب والتصنيف والطباعة والأرشفة، يستند في الواقع إلى تسويق هذه المبادرة والترغيب بجدواها وأثرها المجتمعيّ وثمارها الوطنيّة، وتسجيل التراث أو جمعه أو التحقق منه أو أمانة نقله وتوخّي الروايات الدقيقة منه، جميعها مفردات مهمّة وضرورية على الباحث وكلّ هذه المؤسسات إدراك ضرورتها وأهميتها وهي تسير في ردّ الأحاديث إلى أصحابها والروايات إلى رُواتها والأشعار إلى قائليها، بل والقصص التي تنتقل إلينا جميعاً بدلاً من أن تظلّ في صدر الراوي وعائلته، فلا تجاوز هذا النطاق أو تتعداه، لكنّها حين يتمّ توسيعها تكون الفائدة أكبر بكثير، حينها نكون قد ضمنّا الحصول على هذه المواد التراثية، ليكون التفكير بعد ذلك في كيفيّة تقديمها للآخرين واعتمادها لدى منظمات العالم المعنيّة بالتراث ومفرداته. توقيت ذكي توقيت مبادرة «إرث دبي» ذكي ومدروس، حيث تزامن إطلاق المبادرة مع انطلاق شهر الابتكار الإماراتي، بما فيه من فعاليات تؤكّد قوّة التصميم في الإضافة الثقافية النوعيّة التي تنتهجها الدولة بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة وتوجّهاتها، والعناية بالإنسان الإماراتي كصانع لهذا الابتكار والتطوير، ولهذا فإنّ مبادرة إرث دبي ضمن مسار التفاعل المجتمعي، تحمل رؤية القيادة الرشيدة في أنّ الإمارات دولة تبحث عن الجديد، كما أنّ أفراد مجتمعها هم المحرّك الأساس في التقدّم والنجاح والدخول في المضامير الجديدة للتنمية، وكذلك التعليم المستمر، والذي هو وقود هذا المحرّك الذي يقود وطننا إلى الأمام. وختاماً، فإنّ المبادرة يمكن أن تكون مخرجات أعمالها وموادها التراثيّة المجموعة من الميدان والناس، والمبوّبة والمصنّفة عبر لجانها العاملة، محمولةً إلى العالم كلّه، إن نحن قمنا بترجمة هذه المخرجات إلى أكثر من لغة، وهو اقتراح له ما يبرره بعد ما رأيناه من اهتمام عالمي بالموروث الثقافي والشعبي الإماراتي، ومن احترام منظمات العالم الإنسانية والتراثية لتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وما تشتمل عليه من بنية ثقافية تراثيّة في كلّ أرجاء الدولة.

محاضرة في مجلس الخوانيج عن «السنع في العلاقات الاجتماعية»
محاضرة في مجلس الخوانيج عن «السنع في العلاقات الاجتماعية»

الإمارات اليوم

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الإمارات اليوم

محاضرة في مجلس الخوانيج عن «السنع في العلاقات الاجتماعية»

في إطار حرصه المتواصل على تعزيز الوعي المجتمعي، وتجسيداً للدور الوطني الذي يضطلع به مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في الحفاظ على القيم الإماراتية الأصيلة، وبهدف تسليط الضوء على الأخلاق والمبادئ التي نشأ عليها المجتمع الإماراتي، قدّم الرئيس التنفيذي للمركز عبدالله حمدان بن دلموك، محاضرة توعوية في مجلس الخوانيج، ضمن مبادرة «خدمة أعراس دبي» التابعة لهيئة تنمية المجتمع بدبي بعنوان «السنع في العلاقات الاجتماعية». وتناولت المحاضرة مجموعة من الموضوعات التي تُعنى بالموروث الشعبي المستمد من السنع وأخلاقيات الأسرة الإماراتية وروابطها المتينة، إلى جانب مفاهيم الهوية الوطنية والانتماء، وذلك في سبيل غرس روح المسؤولية والانتماء في نفوسهم، لبناء مجتمع متماسك ومترابط. واستعرض الرئيس التنفيذي لمركز حمدان من خلال محاضرته مفهوم «السنع» باعتباره من الركائز الأساسية التي يقوم عليها المجتمع الإماراتي، موضحاً أن هذه القيم ليست فقط من الموروث الشعبي، بل هي منظومة أخلاقية متجذرة تسهم في تشكيل الهوية الوطنية وتعزز الترابط الاجتماعي. وخلال حديثه قدّم بن دلموك مجموعة من النصائح الموجّهة إلى الشباب المقبلين على الزواج، مؤكداً على أهمية تحلّي رب الأسرة بالحكمة والقيادة الواعية داخل منزله، باعتبار أن الأسرة المتماسكة هي اللبنة الأولى في بناء مجتمع قوي قادر على مواجهة التحديات. وأضاف: «تماسك الأسرة تماسك للمجتمع، ومنه تُبنى الأوطان الراسخة والمزدهرة». كما نوّه بن دلموك إلى ضرورة الحذر من بعض السلوكيات والعادات الدخيلة التي قد تؤثر سلباً على أصالة المجتمع وهويته، داعياً إلى تعزيز التمسك بالعادات الإماراتية الأصيلة التي تُعبّر عن الروح الحقيقية لمجتمع الإمارات، ومشيراً إلى أن الحفاظ على هذه القيم ليس فقط مسؤولية فردية، بل واجب وطني. عبدالله بن دلموك: . تماسك الأسرة تماسك للمجتمع، ومنه تُبنى الأوطان الراسخة والمزدهرة.

عبدالله بن دلموك يحاضر عن مكانة السنع في العلاقات الاجتماعية
عبدالله بن دلموك يحاضر عن مكانة السنع في العلاقات الاجتماعية

البيان

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • البيان

عبدالله بن دلموك يحاضر عن مكانة السنع في العلاقات الاجتماعية

في إطار حرص مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على تعزيز الوعي المجتمعي، قدّم عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي للمركز، محاضرة توعوية في مجلس الخوانيج، ضمن مبادرة «خدمة أعراس دبي» التابعة لهيئة تنمية المجتمع بدبي بعنوان «السنع في العلاقات الاجتماعية». تناولت المحاضرة مجموعة من المواضيع التي تُعنى بالموروث الشعبي المستمد من السنع وأخلاقيات الأسرة الإماراتية وروابطها المتينة، إلى جانب مفاهيم الهوية الوطنية والانتماء، وذلك في سبيل غرس روح المسؤولية والانتماء في نفوسهم، لبناء مجتمع متماسك ومترابط. واستعرض عبد الله حمدان بن دلموك خلال المحاضرة مفهوم «السنع» باعتباره من الركائز الأساسية التي يقوم عليها المجتمع الإماراتي، موضحاً أن هذه القيم ليست فقط من الموروث الشعبي، بل هي منظومة أخلاقية متجذّرة تسهم في تشكيل الهوية الوطنية وتعزز الترابط الاجتماعي. وقدّم عبد الله حمدان بن دلموك مجموعة من النصائح الموجّهة إلى الشباب المقبلين على الزواج، مؤكداً على أهمية تحلّي رب الأسرة بالحكمة والقيادة الواعية داخل منزله، باعتبار أن الأسرة المتماسكة هي اللبنة الأولى في بناء مجتمع قوي قادر على مواجهة التحديات، مضيفاً: «تماسك الأسرة تماسك للمجتمع، ومنه تُبنى الأوطان الراسخة والمزدهرة». ولفت إلى ضرورة الحذر من بعض السلوكيات والعادات الدخيلة التي قد تؤثر سلباً على أصالة المجتمع وهويته، داعياً إلى تعزيز التمسك بالعادات الإماراتية الأصيلة التي تُعبّر عن الروح الحقيقية لمجتمع الإمارات، مشيراً إلى أن الحفاظ على هذه القيم ليس فقط مسؤولية فردية، بل واجب وطني. واختتم حديثه بالإشارة إلى أهمية القيم المشتركة في نجاح العلاقات الأسرية، وقال: «الزوجة قد تنشأ في كنف أهل مختلفين عن بيئة الزوج، لكن القيم الإماراتية الموحدة هي ما يجمع بين الطرفين، ويجعل التفاهم والانطلاق في بناء حياة مستقرة أمراً طبيعياً». وأكد أن هذه القيم كانت وما زالت سبباً في تواجد دولة الإمارات العربية المتحدة بين مصاف الدول المتقدمة من حيث التلاحم المجتمعي والتطور الحضاري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store