logo
المغرب وليس الفرج بقريب

المغرب وليس الفرج بقريب

العرائش أنفومنذ يوم واحد

المغرب وليس الفرج بقريب
العرائش أنفو
صمتٌ صارِخٌ بما لا يزال حتى الساعة غامض التَوقُّفِ عند ثلاثية التوقعات ، ألطفها البدء بالإصلاح المضغوط سياسياً بالتي هي أقوم من الاختيارات ، الصادرة عن تحرك هادئ للشعب على مختلف المستويات ، حيث لا انفراج يحوم في الأفق سوى المزيد من عوامل التوترات ، الكفيلة بتغيير أقنعة المستفيدين القريبين من أصحاب وضع القرارات ، المنتشرين حيث الثراء استوطن أجزاء معينة لبعض الجهات ، ومنها مدينة الدَّاخْلَة في الجنوب التي أصبحت قطعة ذهبية سابحة لثمان كيلومترات ، داخل محيط الخيرات ، المُخصَّص منها ما يخصّ أسماء أعياها ثقل رنين العملات الفاتنات ، ومنها الراقدة بين مصارف الأوربيات ، لما يوفر أرغد الحياة لحِقَبٍ من التناسل لأقل من عشر عائلات ، وتلك الصحراء بما فيها مخزوناً تحت الرمال ملك للمغاربة أجمعين لو طُبِّق في المملكة المغربية قولاً وعملاً مبدأ المساواة ، ومن مدينة طنجة أقصى الشمال الغربي مَن المحظوظ غير فئة احتُضنت لتمثيل رؤوس أموال الغائبات ، من بلاد الضباب إلى شمس تغازل خليطا من جنسيات ، أصحابها في اقتسام الغنائم أدرى بأسرار قادرة بما تؤمِّن به مصالحها على تسليط انهيارات ، ليعود الشمال لمهد تواريخ تتضمن نفس الخاصيات ، لتسهيل دوران ذات الأسس لتكرار نفس العوامل لضمان الاستمرار انطلاقا من صفر أسوأ السياسات ، ولنا من النماذج المعبرة عن المقصود دون مبالغات ، في مدن كالقصر الكبير والعرائش وسيدي قاسم وصِفْرُو والعشرات الأخريات . أما التوقع الثاني فله قواعد تشيَّد فوقها منصات ، جامعة لتداريب حزبية تشكل قمة المبتكرات ، هدفها استبدال الحالي بما يساير الانتقال السلس من نفوذ حكومة التعليمات ، ذات الفرعين الحزبي والسيادي إلى المتمكنة من مسؤولية الوزارة المُعينة أفرادها بالكامل عن طريق الانتخابات ، وقبل ذلك اقتلاع حدوث استفتاء عام لتغيير الدستور وفق ما للشعب المغربي قاطبة من رغبات . أما التوقع الثالث فمختصر فيما يجتهد لحصوله هؤلاء الذين ألفوا امتصاص حليب البقرة دون تركها نرعى ما تُولِّد به تلك المادة المحبين عن طريق النفوذ غير المحدود تكرار الحصاد كل سنة مالية دون زرعهم ما يضمن ذلك اعتمادا على الظلم والتسلط والاستفزاز وتخيل المغرب مجرد ضيعة لاحق لعموم المغاربة في إنتاجها سواهم والأعمق تفسيرا إن تأتَّى لنا ذلك إنشاء الله السميع العليم في الباقيات .
…مهما أظهرت بعض الانجازات السطحية من استعداد لصبغ الموجود بلون انبهار مدروس الحيثيات ، يبقى السؤال مطروحاً بما يحتويه من أبعاد وخلفيات ، من أين لمدينة فاس بمثل الميزانيات ، لتغطية مصاريف تلك الإشغال المنتشرة بين أشهر الساحات ، إن لم تكن مصدرها الحكومة المتوجهة كالعادة للاقتراض من صناديق عالمية لإثقال كاهل المغاربة بديون لا قدرة لهم على ردها دون التعرض لمصائب بلا حد أو حصر للسلبيات ، هناك من يراهن على مداخل تنظيم المهرجان الكروي العالمي الذي يتقاسم المغرب مع اسبانيا والبرتغال على تنظيمه بعد خمس سنوات ، لكن المنطق ينفي ضمان ذلك ويرجعه للمستحيلات ، والمغرب صراحة لا زال في جوهر إمكاناته المعلنة ينتمي للعالم الثالث الفاقد ما للعصر الحالي من مستلزمات ، لخلوه من توفير مجالات تعليمية جيدة أو نلك الصحية الموازية لما لأفراد الشعب مادياً من إمكانات ، أو المراعية لحالة معظمهم المهيمن الفقر عليهم وخاصة في العالم القروي المكدسين داخله بالملايين من المحرومين حتى من أقل قليل حقوقهم ومنها العيش الكريم مثلهم مثل سائر البشر داخل دول تحترم مواطنيها بما وضعته أمامهم سابقا مجددة للاحس من لصالحهم آتيات .
فاس : مصطفى منيغ

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مفتي الجمهورية يؤكد أهمية التآزر والتعاضد والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه
مفتي الجمهورية يؤكد أهمية التآزر والتعاضد والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه

الصحفيين بصفاقس

timeمنذ ساعة واحدة

  • الصحفيين بصفاقس

مفتي الجمهورية يؤكد أهمية التآزر والتعاضد والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه

مفتي الجمهورية يؤكد أهمية التآزر والتعاضد والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه 6 جوان، 11:16 أكد مفتي الجمهورية التونسية الشيخ هشام بن محمود، اليوم الجمعة 06 جوان 2025، الموافق لأول أيام عيد الأضحى المبارك، أهمية التآزر والتعاضد بين التونسيين وضرورة التمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه. وقال مفتي الجمهورية، إن الله عز وجلّ أراد من خلال هذه المناسبة تذكير النبي صلى الله عليه وسلم وتذكيرنا جميعا بمعاناة النبي إبراهيم عليه السلام. وتابع مفتي الجمهورية 'عيد الأضحى رسالة لنا لأهمية طاعة الوالدين والصبر الجميل و للتعود على التحمل والإيمان بأن الابتلاء يعقبه النصر والفقر يعقبه الغنى' مشيرا إلى أن هذه المناسبة تمثل اختبارا يريد من خلاله المولى سبحانه وتعالى أن يتبين قدرة الإنسان على الإيمان والتوكل عليه. كما أشار الشيخ هشام بن محمود إلى 'أننا نحتفل بعيد لأضحى وفي نفوسنا حسرة وألم على ما يقع في الأرض المقدسة من انتهاك للأعراض والحرمات بشكل لم يسبق له مثيل'.

مفتي الجمهورية يؤكد أهمية التآزر والتعاضد والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه
مفتي الجمهورية يؤكد أهمية التآزر والتعاضد والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه

الإذاعة الوطنية

timeمنذ 3 ساعات

  • الإذاعة الوطنية

مفتي الجمهورية يؤكد أهمية التآزر والتعاضد والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه

أكد مفتي الجمهورية التونسية الشيخ هشام بن محمود، اليوم الجمعة 06 جوان 2025، الموافق لأول أيام عيد الأضحى المبارك، أهمية التآزر والتعاضد بين التونسيين وضرورة التمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه. وخلال لقاء حواري في برنامج "لمتنا عيد" على موجات الإذاعة الوطنية، قال مفتي الجمهورية، إن الله عز وجلّ أراد من خلال هذه المناسبة تذكير النبي صلى الله عليه وسلم وتذكيرنا جميعا بمعاناة النبي إبراهيم عليه السلام. وتابع مفتي الجمهورية "عيد الأضحى رسالة لنا لأهمية طاعة الوالدين والصبر الجميل و للتعود على التحمل والإيمان بأن الابتلاء يعقبه النصر والفقر يعقبه الغنى" مشيرا إلى أن هذه المناسبة تمثل اختبارا يريد من خلاله المولى سبحانه وتعالى أن يتبين قدرة الإنسان على الإيمان والتوكل عليه. كما أشار الشيخ هشام بن محمود إلى "أننا نحتفل بعيد لأضحى وفي نفوسنا حسرة وألم على ما يقع في الأرض المقدسة من انتهاك للأعراض والحرمات بشكل لم يسبق له مثيل".

بين حزيران وتشرين: مجدٌ وهزائم
بين حزيران وتشرين: مجدٌ وهزائم

الصحراء

timeمنذ 14 ساعات

  • الصحراء

بين حزيران وتشرين: مجدٌ وهزائم

في العام 1948 كانت النكبة وفي العام 1967 كانت هناك نكبة أخرى وكانت أكبر من النكبة السابقة لكنا أطلقنا عليها لقبا ناعما فسميناها 'نكسة'. في العام 1948 كان هناك قتال وكانت هناك انتصارات وكانت هناك هزائم لكن كل ذلك كان في سياق الحرب الذي لم يخرج عن المألوف في حروب كثيرة عبر المكان والزمان. في العام 1948، تألمنا وتألم عدونا بل تألم كثيرا في معارك عديدة، في معارك باب الواد (أيار 1948) لم يخذل الجيش العربي الأردني أسلافه في صد الغزاة عند هذا الثغر فمنع قوافل إمداداتهم من الوصول الى القدس. هناك في نهايات القرن الثاني عشر الميلادي صدّ صلاح الدين الأيوبي هجمات ريتشارد البريطاني وهناك أيضا وقف المقدسيون في وجه جيش إبراهيم باشا سنة 1834 كما دارت فوق ترابه معارك دامية بين الجيش العثماني والجيش الإنكليزي سنة 1917. في معركة باب الواد والى جانب الجيش العربي بقيادة حابس المجالي، اجتمع المجاهدون من قرى عمواس ويالو ودير أيوب وبيت نوبا وبيت محسير وساريس والشيخ هارون بن جازي، شيخ قبيلة الحويطات العريقة، في ثلة من أبناء قبيلته. كلهم قاتلوا تحت لواء جيش الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني. تسابقوا الى الشهادة من أجل القدس ولم ينافس واحد منهم البطل عبد القادر الحسيني في حمل الراية، كان جهاد المخلصين من أجل الأرض والشرف والمروءة. وفي مجمع مستوطنات كفر عصيون (12/5/1948) سطر البطل والضابط في الجيش العربي عبد الله التل أسطورة مجد بطولة وانتقم من مرتكبي مذبحة دير ياسين فاستولى هو وجنوده والمتطوعون من منطقة الخليل وبيت لحم على تلك المستوطنات ودمروها على رؤوس من فيها بالكامل. وبسبب هزيمتهم النكراء، استسلمت أربع مستوطنات يهودية في محيط كفر عصيون وأسر عبد الله التل جميع مستوطنيها وهم نحو 350 يهوديا، كان من بينهم المجرم أريئيل شارون، سيقوا كلهم الى معسكر اعتقال في المفرق. في معركة جنين (31/5-4/6/1948)، هزم البطل والضابط في الجيش العراقي عمر علي البيرق دار وجنوده والمجاهدون الفلسطينيون من أبناء المنطقة العصابات الصهيونية المهاجمة ودحروها بعيدا عن المدينة بعد أن كادت تسقط بأيديهم. لم تتجاوز أعداد المقاتلين العرب المئات لكنهم قاتلوا قتال الأسود الضواري وانتصروا على نحو ثلاثة آلاف جندي صهيوني مجهزين بالأسلحة الثقيلة ومدعومين بثلاث طائرات. كان من بين قتلى الصهاينة ابنة المجرم ديفيد بن جوريون التي رفض القائد عمر علي تسليمها للصهاينة كما فعل مع بقية قتلاهم مشترطا أن يمثل بن جوريون بنفسه وأن يركع أمامه ليسلمه جثمان ابنته! المصريون أيضا كان لهم شرف الجهاد المقدس في فلسطين. ربما لا يعلو اسم فوق اسم الضابط المصري البطل أحمد عبد العزيز الذي ترك الجيش المصري لينظم حملة الجهاد في فلسطين فجمع ما استطاع جمعه من بقايا أسلحة وعتاد من مخلفات الحرب العالمية الثانية وانضم اليه المجاهد المغربي أحمد زكريا الوردياني ودخلوا جميعا الى فلسطين في الثالث من أيار 1948. كان في استقبالهم هناك المجاهد عبد الرحمن الفرا، رئيس بلدية خان يونس وعضو الهيئة العربية العليا لفلسطين ونفر من رفاقه. قبل وصوله الى بيت لحم كان يحث أنصاره على الجهاد بقوله 'أيها المتطوعون إن حربنا هذه هي الحرب المقدسة وهي الجهاد الصحيح الذي يفتح أمامنا أبواب الجنة ويضع على هاماتنا أكاليل المجد والشرف، فلنقاتل العدو بعزيمة المجاهدين ولنخشَ غضب الله وحكم التاريخ إذا نحن قصرنا في أمانة هذا الجهاد العظيم.' أحرز البطل أحمد عبد العزيز والمتطوعون معه انتصارات عديدة في مستعمرة خان يونس ومستعمرة 'كفار داروم' وفي معركة دير البلح ومستعمرة رامات راحيل ومعركة قرية العسلوج وأخيرا في معركة جبل المكبر المطل على القدس بمشاركة الجيش العربي الأردني مما اجبر اليهود على التخلي عن منطقة واسعة هناك. كانت مفاوضات وقف القتال تدور في مقر قيادة الجيش العربي الأردني في القدس وبحضور القائد عبد الله التل. وحين انتهت المفاوضات في ليلة 22 آب 1948 أراد أحمد عبد العزيز أن يحمل نتائجها إلى القيادة المصرية العامة فتوجه في المساء إلى غزة حيث مقر قيادة الجيش المصري. ولأن منطقة عراق المنشية في الطريق الى غزة كانت مستهدفة من اليهود فقد منعت القيادة المصرية السير ليلا على الطريق المؤدي اليها. عندما وصلت سيارة أحمد عبد العزيز إلى موقع عراق المنشية اشتبه بها أحد الحراس فأمر سائقها بالتوقف ولكن لسوء الحظ ضاع صوت الحارس في ضجيج السيارة فأطلقت نقطة المراقبة العسكرية النار على السيارة ليصاب الضابط أحمد عبد العزيز ويسقط شهيدا على تراب فلسطين. كتب عبد الله التل بعد ذلك 'بوفاة البطل أحمد عبد العزيز خسر الجيش المصري، لا بل الجيوش العربية قائدًا من خيرة قوادها'. في النكبة الثانية في العام 1967، لم يكن هناك قتال فعلي مثل الذي جرى في العام 1948. كانت هناك هزيمة ماحقة بلا قتال فعلي باستثناء بعض البطولات الفردية التي لا تصنع تحولا في مسار الأحداث. خسر الجيش المصري الآف الشهداء ومعظم تسليحه البري والجوي وخسر الجيش السوري ما هو أثمن من البشر والمعدات، لقد خسر الهضبة المباركة في الجولان. سميناها النكسة لنخدع أنفسنا على أمل أن تتحقق مقولة القائد جمال عبد الناصر 'ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة'. ربما لو أطال الله في عمر جمال عبد الناصر لتمكن من تحقيق بعض من مقولته لكن كان من الواضح أن طريق تلك المقولة كان طويلا وصعبا ومغلقا ولو الى حين فقبل عبد الناصر بمبادرة روجرز التي كانت عواقبها وخيمة على الجميع. ثم جاءت حرب تشرين المجيدة في العام 1973، لتحقق في البداية إنجازا عسكريا فذا ثم تحول ميزان المعركة لصالح العدو الذي احتشدت خلفه الولايات المتحدة الأمريكية بقضها وقضيضها. ولأننا كنا نتطلع الى نصر حاسم نستعيد به الأمل في المستقبل وفي أنفسنا، لم نقبل بذلك التحول فأصبحنا جميعا خبراء عسكريين نمجد هذا ونسفه ذاك. لكن هيهات أن تصنع الآمال أو الأحلام وقائع على الأرض إن جردت من الأفعال. لقد أصبح الطريق نحو القاهرة عند الكيلو 101 والطريق الى دمشق عند سعسع شبه سالك! في حرب تشرين 1973، اجتمعت كلمة العرب خلف المقاتلين الأبطال فكانت هناك جيوش من العراق والأردن والمغرب والسودان وكان هناك حصار النفط الذي أجبر الغرب على البحث عن حلول. ولأن كلمة العرب قلما تكون واحدة، كان هناك انفصام في المواقف مزق النسيج الغض فتفرقنا أيدي سبأ بل أخرجنا مقر الجامعة العربية من القاهرة ونقلناه الى تونس. لقد ضربنا عدونا في أكثر من منطقة حساسة، فدمروا المفاعل النووي العراقي في 7/6/1981 ثم احتلوا أول عاصمة عربية، إنها بيروت في حزيران مجددا من العام 1982، ذاك الشهر هو شهر الآلام! ثم أخيرا في السابع من تشرين الأول من العام 2023، هذه المرة تمكن الفلسطينيون المحاصرون في غزة لسنين مديدة والمراقبون ليل نهار من اجتراح أسطورة عسكرية لا بد وأن توثق في سِيَر الحروب على امتداد التاريخ. لقد فاجأوا العدو في مستوطنات محيط غزة وأخذوا جنوده على حين غرة بما يشبه المعجزة، هبطوا عليه من الجو ومن البحر وعبر السياج الحديدي المكهرب والمراقب. لقد تمكن أولئك الحفاة من إذلال الصهاينة بما يفوق إذلال تشرين الأول في العام 1973، ببساطة لأنهم لم يشكلوا جيشا ذا باع يمكن أن يمثل تهديدا حقيقيا لعدونا. أثلجوا صدورنا بنصرهم ولم نكن نحلم بمثل ذاك النصر حيث ساقوا ضباط وجنود العدو كالأغنام الى داخل قطاع غزة. ثم انقض عليهم جيش الصهاينة الحاقد والمأزوم في محاولة لرد الاعتبار. كانوا جرادا متنكرا في زي بشري، حرقوا الحرث والنسل والمباني والجامعات والمدارس والمستشفيات والمساجد وكل معلم في قطاع غزة. استرجعوا أساطير توراتهم ونفخَ بوقهم لقتل الأطفال والنساء وجاهروا بأفعالهم الإجرامية على مرأى من العالم. لكن العالم لم يصمت هذه المرة، فالجريمة والدماء وصرخات الأطفال كانت تصم الآذان وتزكم الأنوف وتملأ البصر. فمنذ العام 1948 وما شهده وما تلاه من جرائم، تكشف الصهاينة على حقيقتهم هذه المرة. لم تصمت نساء ورجال وطلاب الجامعات عبر العالم. خرج الجميع في مظاهرات ضغطت وتضغط على حكوماتهم لإجبارها على اتخاذ مواقف مؤيدة للفلسطينيين الذين عرف العالم حقيقة محنتهم التي غيبوها عن أنظارهم منذ قيام الكيان الصهيوني. لم تعد الأكاذيب الصهيونية ذات نفع: إنهم غزاة برابرة تفوقوا على أساتذتهم الغربيين صناع الجرائم الإنسانية في كل شيء، الدموية والوحشية والتدمير الممنهج ونزعة الخراب! رغم كل الحشد العالمي المصطف الى جانب الفلسطينيين، يقف معظم العرب متفرجين بل ولاهين عما يحدث في غزة. يحتفلون بالأعياد ويتبادلون التهاني والهدايا بل ويغفلون مأساة القوم الذين منحوهم ذات أمسٍ قريب نشوة الانتصار وفخر البطولة المبدعة! آهٍ من أولئك الذين يتفاخرون بأن فلسطين ليست قضيتيهم! هي قضية شعوب أقاصي الأرض في البرازيل والتشيلي وكولومبيا وجنوب إفريقيا بل وفي دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة نفسها. آهٍ منهم وقد أغلقوا أبوابهم ونوافذهم على غزة وأداروا لها ظهورهم! لن أقول لهم سامحكم الله! فالخذلان أكبر من كل صفح والصمت على صراخ الأطفال والنساء والجوعى والجرحى المحرومين من العلاج لا يغتفر. سيظل ذلك الصراخ يلاحقكم فهو لن يخبو مع الأيام. هكذا علمنا التاريخ فالمجد والعار كلاهما لا يمحوهما تقادم الزمن! مفكر عربي أردني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store