logo
مستقبل الصراع الإيراني - الأميركي في عصر ترامب

مستقبل الصراع الإيراني - الأميركي في عصر ترامب

النهار٠٢-٠٤-٢٠٢٥

أكثر من تحذير رسمي صدر من إيران أخيراً مفاده الحذر "من الفتن الأميركية الهادفة الى تخريب علاقات الود بين دول المنطقة"! وهو تصريح ديبلوماسي مبطن، ولكن هناك تصريحات أخرى أكثر وضوحاً، كالإعلان عن تسليح الجزر الثلاث جنوب الخليج بصواريخ طويلة المدى، كلها تدل على قلق إيراني من أحداث قد تقع ربما عسكرية هدفها النظام الايراني.
والواقع أن فترة ترامب القصيرة حتى الآن شهدت ارتفاعاً في نسبة التوتر بين إيران والولايات المتحدة وله تاريخ قديم، من مثل انسحاب الأخيرة عام 2018 من الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إدارة أوباما الديموقراطية عام 2015، على اثره رفعت الولايات المتحدة وتيرة العقوبات على إيران بشكل كبير، ما أضرّ بالاقتصاد الإيراني، وزاد الطين بلّة، بعد الاشتباك المباشر القصير بين إيران وإسرائيل، وكان على دفعتين بعد حوادث غزة ولبنان 2023 - 2024، انخفضت العملة الإيرانية بشكل حاد، وتراجعت الصادرات النفطية الإيرانية، وارتفعت معدلات البطالة والتضخم. ردت إيران على ذلك بإجراءات تصعيدية، منها زيادة في تخصيب اليورانيوم، واحتجاز ناقلات نفط في مضيق هرمز، و تشجيع أذرعتها على التصعيد في غزة ولبنان واليمن، مما حوّل منطقة الشرق الأوسط إلى كرة لهب، تغيرت فيها الكثير من المعادلات، ولا زالت في طريق التغيير.
مقتل سليماني في العهدة الأولى لترامب شكل عقدة، فقد كان الرجل أيقونة التدخل الإيراني في الجوار ورسمت له صورة أنه قائد "المقاومة" الذي لا يقهر، واقترب ترامب في المرحلة الأولى من شن حملة عسكرية على إيران، ولكنه ألغاها في اللحظة الأخيرة.
في المرحلة الحالية لإدراة ترامب يمكن رسم سيناريوهات عدة لمستقبل الصراع الإيراني - الأميركي في المنطقة، وبعد إرسال الرسالة الشهيرة من واشنطن إلى طهران، والتي قابلتها طهران بكثير من الخفة والتصعيد الكلامي.
السيناريو الأول هو التوجه إلى التصعيد على مراحل، منها تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال نزع سلاح "حزب الله" في لبنان، وتقليص القوة النارية والنفوذ للحوثي في اليمن، وتصليب الموقف في سوريا و لبنان، والاتفاق مع الروس بتقليل حماستهم للمشروع الإيراني، وحرب إلكترونية وتشجيع المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج لزيادة نشاطها، وربما يقود ذلك في النهاية إلى مواجهة عسكرية، قد تشارك فيها إسرائيل، وهو سيناريو مخيف، قد يقود المنطقة برمتها إلى الفوضى!
السيناريو الثاني هو العودة الى المفاوضات، وهو الذي تراهن عليه طهران، لظنها أن الإدارة الحالية تتردد في الدخول في حرب مفتوحة ومباشرة، ربما عن بعد، ولكن ليس اشتباكاً مباشراً، لما تعتقد طهران أنه مكلف مالياً للإدارة، وهي في طريقها لتقليص نفقات جيوشها، ومن الشواهد هنا هو انسحاب الولايات المتحدة في الدورة الأولى لترامب من أفغانستان، والحديث المعلن من الإدارة عن النأي بالنفس عن الحروب والبحث عن سلام. هذه الفكرة قد تكون صحيحة، وقد تكون خاطئة إن قرأتها إيران بأكثر من حجمها، إلا أن الحرب بالوكالة احتمال قائم .
عقدة إيران ليست واحدة، إنما هي ثلاث، التسليح النووي والبالستي، أذرع إيران في المنطقة من العراق إلى لبنان إلى اليمن إلى مناطق أخرى فيها لإيران خلايا نائمة والعلاقة مع إسرائيل. في هذه الملفات الثلاثة تطلب الإدارة الأميركية نوعاً من التنازلات، في مقابل الإبقاء على النظام ورفع تدريجي للعقوبات، إلا أن طهران يمكن أن تصل إلى حلول وسطى في بعض تلك الملفات الثلاثة ولكن ليس في جميعها.
السيناريو الثالث هو الإبقاء على الوضع كما هو في انتظار تغير في ميزان القوى والتغيرات العالمية، وتبقى الحروب المحلية بالوكالة، مما يستنزف طاقة الدول في الشرق الأوسط واقتصادها، من دون الوصول إلى مواجهة، أو اتفاق نهائي.
هناك عوامل مؤثرة على تطور الصراع الإيراني - الأميركي، بينها الإضرار بالمصالح الأميركية في المنطقة ضرراً بيّناً من خلال استمرار مغامرات الأذرع الإيرانية. وبين العوامل مستقبل الصراع في أوكرانيا، وبينها خفض النزاعات في سوريا والعراق ولبنان واليمن أو تصعيدها.
مستقبل الصراع الأميركي - الإيراني في عصر ترامب مليئ بالاحتمالات. فيه من التحديات الكثير والفرص أيضاً. ويعتمد تطوره على القرارات التي سوف تتخذ في واشطن وطهران على السواء، إن كانت حكيمة أو طائشة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رسالة من عراقجي لأميركا: "حان وقت اتخاذ القرار"
رسالة من عراقجي لأميركا: "حان وقت اتخاذ القرار"

الديار

timeمنذ 28 دقائق

  • الديار

رسالة من عراقجي لأميركا: "حان وقت اتخاذ القرار"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قبيل توجهه إلى روما من أجل المشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات النووية مع الوفد الأميركي، وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة جديدة إلى الولايات المتحدة. فقد أوضح في تغريدة على حسابه في "إكس"، أنه في طريقه كما هو مقرر للسفر إلى روما من أجل المشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة، مضيفا أن "إيجاد طريق للتوصل إلى اتفاق ليس بالأمر الصعب". ليطرح المعادلة التالية كاتبا: "عدم وجود أسلحة نووية يعني وجود اتفاق. وعدم التخصيب يعني لا اتفاق'. وأردف قائلا: 'حان وقت اتخاذ القرار". وكان عراقجي أكد أمس أيضاً في تصريحات للتلفزيون الإيراني أنه "لا تزال هناك خلافات جوهرية مع الجانب الأميركي". وحذر من أنه في حال أرادت الولايات المتحدة منع بلاده من تخصيب اليورانيوم "فلن يكون هناك اتفاق". في حين أوضح في الوقت عينه أن طهران منفتحة على "مزيد من عمليات التفتيش" لمنشآتها النووية، فاتحاً بذلك مخرجاً للعراقيل المطروحة.

شادي فياض للحزب: افهم عربي و"حل عن سما ربنا" حقبة سوداء متخلفة (الفيديو)
شادي فياض للحزب: افهم عربي و"حل عن سما ربنا" حقبة سوداء متخلفة (الفيديو)

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 29 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

شادي فياض للحزب: افهم عربي و"حل عن سما ربنا" حقبة سوداء متخلفة (الفيديو)

ملفات سياسية واخرى اقتصادية وتحديدا سياحية، طرحها رجل الأعمال شادي فياض، خلال اطلالته مفي برنامج كلام موزون من وكالة " أخبار اليوم ، حيث قال من لا يعلم كيف يقرأ التغيرات الايجابية في المنطقة فهو يضيّع على البلد فرصة تاريخية سيدفع ثمنها لبنان من خلال المماطلة و"التذاكي". ورأى اننا في لبنان عالقون بين خط سيادي "كتير قوي" وجدي للمطالبة بحسم الامور والانتهاء من هذه الحقبة السوداء المتخلفة التي لم تأت الا بالفقر والدمار والجوع. وبين محور يريد ان يعطينا دروس من العصر الخشبي بينما نحن نريد بلد متطور. وشدد على انه من غير المسموح بعد اليوم ان يضع علينا احد الشروط "مين ما كان يكون". وردا على سؤال، شدد على ان لدينا كامل الثقة بوطنية وجدية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واناشده بان اكثر من 90% من الشعب اللبناني يشد على يدك كي تحسم موضوع سلاح حزب الله، معتبرا ان الشروط التعجيزية التي يضعها "الحزب" اوصلتنا الى الخراب والدمار فـ"حل عن سما ربنا" نريد ان نعيش بسلام، خاصة ان سلاحكم لم يستطع ان يدافع عن لبنان. واضاف: لا احد يريد ان يقصي احدا بل نريد دولة بنظام واضح، وبيئة المقاومة او الشيعة ليست بحاجة الى ضمانات "فهموا علينا عربي" ! وبالنتقال الى سوريا، شدد فياض على ان الشركات اللبنانية مجبورة على المشاركة في اعادة اعمار سوريا لكن على الدولة اللبنانية ان تمهد لها الطريق عبر الاتفاق مع الدول المانحة التي ستؤمن الاموال. اما بالنسبة الى الملف السياحي، فجزم فياض ان السياحة موجودة في المنطق اللبناني وطريقة عيش الشعب اللبناني، فبلدنا سياحي بامتياز ويجب تجهيز المطار لاستقبال السواح واللبنانيين المغتربين، اذ في وقت نسعى الى ترتيب المشهد نجد من يأتي ليشوهه، وبالحديث عن مهرجانات الارز، فاشار فياض الى انها الاضخم والاهم في لبنان هذا العام، لافتا الى ان كل الفنادق في الارز والبلدات المجاورة وصولا الى إهدن اكتملت فيها الحجوزات منذ الآن، وهذا ما يخلق الـ Eco tourisme الذي يجب تعزيزه. وكشف ان هذا الصيف سيعاد تنظيم احتفال الالعاب النارية في خليج جونية الذي كان يستقطب 400 الف شخص، وبدأنا التحضير لاحتفال كبير لمناسبة عيد الجيش كتحية له في الاول من آب المقبل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

رسالة من عراقجي لأميركا: 'حان وقت اتخاذ القرار'
رسالة من عراقجي لأميركا: 'حان وقت اتخاذ القرار'

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

رسالة من عراقجي لأميركا: 'حان وقت اتخاذ القرار'

قبيل توجهه إلى روما من أجل المشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات النووية مع الوفد الأميركي، وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة جديدة إلى الولايات المتحدة. فقد أوضح في تغريدة على حسابه في 'إكس'، أنه في طريقه كما هو مقرر للسفر إلى روما من أجل المشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة، مضيفا أن 'إيجاد طريق للتوصل إلى اتفاق ليس بالأمر الصعب'. ليطرح المعادلة التالية كاتبا: 'عدم وجود أسلحة نووية يعني وجود اتفاق. وعدم التخصيب يعني لا اتفاق'. وأردف قائلا: 'حان وقت اتخاذ القرار'. وكان عراقجي أكد أمس أيضاً في تصريحات للتلفزيون الإيراني أنه 'لا تزال هناك خلافات جوهرية مع الجانب الأميركي'. وحذر من أنه في حال أرادت الولايات المتحدة منع بلاده من تخصيب اليورانيوم 'فلن يكون هناك اتفاق'. في حين أوضح في الوقت عينه أن طهران منفتحة على 'مزيد من عمليات التفتيش' لمنشآتها النووية، فاتحاً بذلك مخرجاً للعراقيل المطروحة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store