
م. مدحت الخطيب : النقد مثل الملح
النقد ضرورة، لكنه مثل الملح في الطعام؛ قليل منه يعطي النكهة، وكثرته تفسد الطبخة. فالنقد المستمر بلا توقف يصبح مثل المديح الكاذب كلام لا يهز شعرة ولا يغيّر شيئًا، بل يفقد صاحبه محبة الناس واهتمامهم وللأسف الشديد هذا الفخ أصبح طعما لعدد من الكتاب والمؤثرين وأصحاب الرد السريع...
خذ مثالًا بسيطًا: بعضهم ينتقد التفتيش عند الدخول إلى وزارة الداخلية وينتقد الوزير على ذلك ويتحدث عن ذلك مرارا وتكرارا !!
يا رعاك الله !! هل تريد دخول وزارة أمنية أو مؤسسة رسمية دون أي تفتيش مثلا ؟!
والسؤال الأهم ما الهدف من الزيارات المتكررة للمواطن العادي لمكاتب الوزراء ؟؟
طبيعي أن تجد على باب الوزير والتلفزيون الرسمي رجل أمن يسألك: «وين رايح؟» هذا أمر بديهي، لا انتقاص فيه ولا إهانة لأي مواطن وخصوصا أن المتربصين بالوطن كثر يبحثون عن اي ثغرة أمنية مفاجئة للدخول من خلالها قبحهم الله...
هنا لا أدافع لا عن وزير الداخلية ولا عن التلفزيون الأردني أو قناة المملكة التي أصبح أحدهم يجلدها ليل نهار أكثر مما يتجه في صلاته الى القبلة وهو يعلم أنها خلقت حالة أردنية تحترم ولا يجوز أن تقارن بقنوات الدولار والدرهم...
على الصعيد الشخصي جلستُ مع وزير الداخلية الحالي الباشا مازن الفراية، في أكثر من مناسبة ؛ رجل قروي، بسيط، عصامي لم ينزل علينا ببرشوت فهو خريج مدرسة الجيش والعسكر، جيشنا العربي المصطفوي الباسل، لم يتوارث المنصب، خرج من عمق الحرمان من قلب قرى الجنوب الشامخة برجالها وانتمائهم الى هذا الوطن الطيب ذكره.
في القنوات الفضائية الكبيرة كالجزيرة، والعربية، والمَيادين، وسكاي نيوز، وحتى «بطيخ نيوز» و»ترمسعيا» قبل دخولك الشارع المؤدي للمبنى تجد الأمن يسألك ويرافقك، وبوصولك للمدخل الرئيسي يكون التفتيش قد بلغ حدّ المبالغة.
أما عندنا، في التلفزيون الأردني، المملكة، أو رؤيا، والحقيقة الدولية والقنوات والصحف الرسمية والمواقع الإخبارية وغيرها تجد العسكري (أو رجل الأمن ) على الباب يرحب بك بابتسامة واسعة وكأنك ضيف في بيته ويُدوعك بمثلها من الترحاب...
حتى المطارات والمناطق التي تتواجد فيها معسكرات او مناطق أمنية حساسة تحتاج الى تدقيق وتمحيص والتروي قبل الوصول اليها، إذا سافرت إلى أمريكا أم النظام والقانون؟ هناك تبدأ حفلة النبش عنك، تجدهم يبحثون في كل تفصيلة من تفاصيل حياتك، حتى لو كنت مسافراً للسياحة والتلذذ بوجبة ماكدونالدز!!
الخلاصة: النقد ضروري، لكن لا تجعله هوسًا دائمًا وخصوصا عندما يكون لقلمك مكان يحترم فلكل مكان قواعده، ولكل ظرف منطقه، والذكاء أن تعرف متى تتكلم ومتى تبتسم ومتى تنتقد أو تمدح، إلا أذا كنت ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) وأتمنى أن لا يكون بيننا أحد منهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 40 دقائق
- عمون
الأردن قوة وإرادة بقيادة هاشمية
الأردن قلعة الصمود والإرادة قيادة هاشمية حكيمة وجيش عربي باسل قوي وأجهزة امنية محترفة ورائدة وشعب منتمي اصيل هذا التكامل هو الدرع الحقيقي الذي يجعل الأردن صامدا ثابتا في وجه التحديات وماضيا بثقة نحو المستقبل. نستنكر وبشدة التصريحات التي تحدث بها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى" هذه التصريحات التي تدل على أحلام وهمية واطماع خبيثة وعدوانية تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة وتغير خارطة الإقليم متناسيا ان الأردن قوي بقيادته وشعبة وجيشة وأجهزته الأمنية كما انه تناسى الهزيمة التاريخية النكراء في كرامة العز والشموخ التي المت بإبائه وأجداده واذقها لهم ابطال الجيش العربي الباسل بقيادة جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه وان تبقى راية الهاشميين عالية وعزيزة بقيادة جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظة الله موقف الاردن الصامد والثابت وجلالة الملك عبدالله اتجاه فلسطين والمقدسات الاسلامية والمسيحية والقدس، حيث إن القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها هي محط أنظار واهتمام ورعاية ملكية سامية وكانت وستبقى في قلب ووجدان جلالة الملك مثلما هي على الدوام في قلوب الهاشميين. كلنا خلف قيادتكم الهاشمية الحكيمة وولي العهد الامير الحسين بن عبدالله وقواتنا المسلحة والاجهزة الامنية في كل ما من شانة الحفاظ على المنجزات الوطنية وحماية الوطن من اي خطر او تهديد وان الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن تتطلب منا جميعا التكاثف والتعاضد للحفاظ على امن الوطن واستقراره. ونقول لجلالة الملك المفدى اننا معك سيدي بالروح وبالدم نفديك ونفدي الأردن وارواحنا وكل من نملك فداء لكم وللوطن ولن تنال كل هذه الاحلام الوهمية والتهديدات من الاردن وقيادته الا التماسك والصلابة والصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والتهديدات لما للأردن وقيادته خصوصية العلاقة الفريدة الذين يرتبطون بقائدهم بالمحبة الصادقة والولاء والانتماء قل نظيرة استنادا الى رمزية جلالة الملك التي تستند الى الشرعية والارث الديني والقومي والتاريخي والدستوري هذا الارث الهاشمي والشرعية الدينية والتاريخية وبما يمتلكة جلالتة من فكر وقيادة حكيمة وفذة ورؤية عصرية متقدمة وثاقبة لقيادة الاردن ضمن الوطن النموذج في الديمقراطية والاعتدال والوسطية والسلام. حمى الله الاردن وقيادته الهاشمية المظفرة وجيشة العربي الباسل وأجهزته الأمنية وشعبه وعاش الأردن حرا عزيزا.


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
جهاد أبو بيدر
كامل النصيرات جو 24 : منذ أن جاءني خبر وفاة فقيد الجميع وعزيزهم الصحفي "جهاد أبو بيدر" وأنا لا أستطيع ضبط الات السرحان لديّ.. فكلّ مقالةٍ تذكّرني به.. وكل جناح حرفٍ يطير به إليَّ .. وكل مانشيت عميق أراه يطلّ برأسه منه.. لم يكن شخصًا عابرًا؛ بل عابرًا للقلوب وفيها..! عرفته بعد معرفتي بزوجته المبدعة الصحفية "حنان الكسواني" بتسع سنوات أيّام جريدة "البلاد" الأسبوعيّة حين كانت "حنان" منطلقة كالصاروخ وتجوب الأردن شرقًا وغربًا بحثًا عن كل مميز دفاعًا عن الفقراء والمهمّشين والذين لا صوت لهم.. لألتقي بعدها بـالفتى الأسمر؛ بالمشاغب الصاخب؛ بالمخيّم وفلسطين وبأحلام المحرومين اللاهثين خلف سراب الصعود..! في جريدة "الأنباط" اليومية كانت تجربتي الكاملة معه.. رئيس تحرير مع كاتب مقال سياسي ساخر يوميّاُ.. ولا يكاد يخلو أسبوع من اتصال تلفوني يصرخ فيه: ما رح ترتاح إلّا لما تحبسني يا كامل يا نصيرات..! كنتُ أضحك ولكن للحقّ "كان يعدّيلي أشياء كثيرة".. وعندما وقفتُ معه أمام المدّعي العام قبل عشرين عامًا لقضية مرفوعة علينا قال للمدعي العام: كامل ما إلو دخل.. أنا المسؤول.. ويشهد على ذلك المحامي الكبير محمد قطيشات وكيلنا بتلك القضية..! آخر مرّة رأيته فيها يوم انتخابات نقابة الصحفيين.. قضّيت أغلب الوقت معه وتناقشنا بأشياء كثيرة وتساررنا بأشياء أكثر.. قال لي يومها: هناك موضوع يريد أن ينتهي منه ويسافر إلى أمريكا بشكل نهائي ليلتحق بـ "حنان وعمر"..! ولكنّ المرض اللعين لم يمهله إلّا ليلتحق بالمستشفيات وأجهزتها الطنّانة والزنّانة..! كنّا في غمرة الليل نسكب أحلام الثوّار على طاولة ليس عليها إلّا بقايا فناجين القهوة ومكتات دخان مليئة بأعقاب السجائر فينطلق بصوته الشجيّ يغنّي لفلسطين وللمقاومة وللمخيمات و أرتال من دموعه تقف عند محراب عينيه.. كان صوته يتهدّج وكأنه يتذكّر كل وجع في المخيّم.. ليس كأنه؛ بل كان هو المخيّم.. هو الطفل الراكض في الوحل ليقبض على عفريت القمقم..! لا فائدة للكلام يا صديقي.. فأنت قد غدرتني ورحلتً ولم تنجز كثيرًا من مواعيدنا المؤجلة.. لم تتصل بي لتقول لي: أنا أموت يا كامل يا نصيرات.. فاهرع إليّ..! لا فائدة؛ أنتَ أنت.. حتى في موتك أحدثتَ الضجيج..! رحمك الله .. وللعزيزة حنان الكسواني ولعائلتها الصبر المعتّق والسلوان الذي لا ينتهي. ((ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها )) تابعو الأردن 24 على


الوكيل
منذ 3 ساعات
- الوكيل
الأمن العام ينعى بني عواد
08:43 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- نعى مدير الامن العام اللواء الدكتور عبيد الله عبد ربه المعايطة وجميع منتسبي مديرية الامن العام اليوم الاحد بمزيد من الحزن والاسى المرحوم بإذن الله اضافة اعلان النقيب أحمد محمد أحمد بني عواد اثر حالة مرضية تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء انا لله وانا اليه راجعون