logo
فرط اللعاب.. متى يحتاج إلى متابعة طبية؟

فرط اللعاب.. متى يحتاج إلى متابعة طبية؟

الدستور٢٣-٠٣-٢٠٢٥

عمان - هل تشعر وكأن الماء يجتاح فمك بشكل مستمر؟ وهل تشعر بانتظام بالحاجة إلى البصق للتخلص منه؟ ربما تعاني من فرط اللعاب بسبب ارتفاع إنتاج هذه المادة بشكل غير طبيعي أو كنت مصاباً باضطرابات البلع أو مرض كامن. فمتى يجب أن تقلق؟ وهل يمكن علاج هذه المشكلة؟
نحن نفرز في المتوسط ليتراً واحداً من اللعاب يومياً، يتكون من %99 من الماء، ويحتوي أيضاً على البروتينات والأملاح المعدنية، وأما الهدف من انتاجه، وفق تقرير نشرته مجلة Sante الفرنسية، فهو تسهيل عملية الهضم وتقليل حموضة الأطعمة لحماية مينا الأسنان، كما يعتبر درعاً فائقةً ضد الفيروسات والبكتيريا الضارة التي تدخل عن طريق الفم، ولذلك تنتجه غددنا اللعابية باستمرار، وتعمل بجهد إضافي في أوقات الوجبات، عندما نمضغ.
ونتحدث عن فرط اللعاب، حين تتجاوز الكمية التي ننتجها يوميا ليتراً واحداً. وفي بعض الحالات، يجد المرضى صعوبة في بلع هذا اللعاب، إذ يشعرون بوجود ماء في أفواههم ويضطرون إلى البصق أو البلع بشكل متكرر أو حتى مسح أفواههم بانتظام. ويمكن أن تظهر هذه الظاهرة أثناء الليل أو أثناء النهار أو أثناء الراحة أو بعد تناول الوجبة، مما يزيد من تعقيد الحياة اليومية، لأن الاضطراب يمكن أن يكون مؤقتاً، أو يبقى دائماً.
ما الذي يسبب فرط اللعاب؟
قد يرتبط اللعاب الزائد بزيادة إنتاجه أو حتى انخفاض القدرة على البلع أو الاحتفاظ باللعاب في الفم.
لماذا يسيل لعابنا أثناء الحمل؟
في بداية الحمل وخلال الأشهر الثلاثة إلى الأربعة الأولى، تميل النساء عموماً إلى إنتاج المزيد من اللعاب، بسبب مستويات هرمون HCG. لكن هذا الإفراط في إفراز اللعاب يمكن أن يستمر أحياناً حتى نهاية الحمل لدى بعض النساء.
لعاب الأطفال
من الطبيعي أن يسيل لعاب الطفل الصغير (4–5 سنوات) خاصة أثناء التسنين، حيث تخرج أسنان الطفل وتخترق اللثة، لكن إذا استمر الألم، تصبح الاستشارة ضرورية لاستبعاد أي خطر للإصابة بأمراض اللوزتين أو أي مشكلة صحية أخرى.
الأمراض المرتبطة بسيلان اللعاب
يمكن أن تسبب العديد من الأمراض زيادة إفراز اللعاب وأبرزها:
• عدوى الأسنان أو الفم (قرحة الفم، التهاب اللثة، التسوس).
• التهاب بسبب كسر أو تلف الأسنان أو تركيب الأسنان الاصطناعية بشكل سيئ.
• التهاب الغشاء المخاطي في الفم (التهاب الفم).
• تناول أدوية معينة.
• التهاب اللوزتين أو التهاب البلعوم.
• الغثيان أو القيء.
• قرحة المعدة أو التهاب بطانة المعدة.
• مشاكل في المريء.
• إصابة كريات الدم البيضاء.
وفي حالات نادرة جداً، يمكن أن يشير هذا العرض إلى سرطان المريء أو ورم في المخ أو مرض عصبي أو حتى التسمم (بالزرنيخ أو الزئبق). وبعيداً عن الأمراض، يمكن أن يكون الإفراط في إفراز اللعاب نتيجة بسيطة للجوع والتوتر والقلق.
صعوبة في البلع
قد يرتبط سيلان اللعاب أيضاً بصعوبة البلع، خاصة في بعض الأمراض وأبرزها:
• التهاب الجيوب الأنفية أو عدوى الأنف والأذن والحنجرة.
• الإصابة بالحساسية.
• ورم على اللسان أو الشفاه.
• مرض باركنسون.
• شلل دماغي
• حادث دماغي وعائي.
• تصلب متعدد.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يمكن أن يكون للإفراط في إفراز اللعاب عواقب جمالية ونفسية وحتى طبية مثل الغثيان والقيء وحتى الجفاف و/أو سوء التغذية. وفي حالة الشك وزيادة إفراز اللعاب الذي يستمر ويصبح معيقاً للحياة بشكل يومي، أو في حالة صعوبة البلع، استشر الطبيب حتى لا تفوت التشخيص الأساسي.
4 نصائح
في ما يلي بعض النصائح الطبيعية التي يمكن أن تجعل حياتك اليومية أسهل وتخفف من أعراض فرط اللعاب:
1 - احتفظ دائماً بزجاجة فارغة ومناديل ورقية في متناول يدك.
2 - امضغ العلكة للحد من إنتاج اللعاب وتجنب الغثيان عند ابتلاع اللعاب.
3 - رطب نفسك بانتظام وبكمية كافية، برشفات صغيرة.
4 - قلل من استهلاك الأطعمة الغنية بالنشا مثل البطاطس والذة والأرز والقمح.
وإذا لم تنجح أي من النصائح المذكورة سابقًا، فمن الممكن الاتصال بطبيبك لتحديد السبب الدقيق لفرط اللعاب. حيث يعتمد العلاج على السبب المذكور كما يمكن أن تساعد جلسات علاج النطق أيضاً في السيطرة على سيلان اللعاب عن طريق إعادة تعلم كيفية البلع عندما يكون مرتبطًا باضطراب عصبي أو سكتة دماغية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

6 نصائح بسيطة لتخفيف «قرقرة البطن»
6 نصائح بسيطة لتخفيف «قرقرة البطن»

جفرا نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • جفرا نيوز

6 نصائح بسيطة لتخفيف «قرقرة البطن»

جفرا نيوز - تعد قرقرة البطن من الأصوات التي تصدر عن الجسم، فما أسبابها وهل هي طبيعية أم مثيرة للقلق من الناحية الصحية؟ يقول اختصاصي أمراض الكبد والجهاز الهضمي، أكسال إيغال مثلما، وفق تقرير نشرته مجلة Sante الفرنسية: «إن القرقرة صوت يصدره الغاز في البطن أثناء تحركه عبر السائل الموجود في الأمعاء، وقد يكون هذا الصوت مزعجاً للشخص الذي يعاني منها، لكن وجوده دون أعراض أخرى مصاحبة، أمر طبيعي تماماً. والسبب الرئيسي للقرقرة هو عملية الهضم الطبيعية، إذ ينقبض الجهاز الهضمي لتحريك الطعام من أعلى إلى أسفل مما يصدر هذه الأصوات المميزة، ويمكن أن تحدث هذه الأصوات أيضاً عندما يكون الشخص جائعاً». يتابع الاختصاصي قائلاً: «عندما تكون المعدة فارغة، يستمر الجهاز الهضمي في الانقباض، مما يؤدي أيضاً إلى حدوث قرقرة، كما أن تناول الطعام بسرعة كبيرة أو التحدث أثناء الأكل أو مضغ العلكة، كلها سلوكيات يمكن أن تسبب دخول الهواء إلى الجهاز الهضمي، مما يتسبب أيضًا في صدور هذه الأصوات». وأخيرًا، فإن تناول بعض الأطعمة مثل الملفوف والبقوليات ومنتجات الألبان يمكن أن يعزز أيضًا تكوين الغازات وبالتالي الضوضاء المعوية. متى يجب طلب الاستشارة الطبية؟ يوصي الدكتور إيغال باستشارة طبية إذا كان القرقرة مصحوبة بألم في البطن أو انتفاخ أو دم في البراز أو مشاكل أخرى في العبور مثل الإسهال أو الإمساك. وفي معظم الأحيان، يمكن تخفيف اضطرابات الأمعاء باتباع إجراءات صحية وغذائية بسيطة، أو تناول مضادات التشنج، أو مضادات الإسهال أو الملينات أو الفحم المنشط الذي يصفه الطبيب العام. أما إذا استمرت الأعراض المذكورة أعلاه، فيُنصح المريض باستشارة طبيب أمراض الجهاز الهضمي. كيف نهدئ القرقرة بطريقة طبيعية؟ في ما يلي نصائح بسيطة من شأنها تخفيف الأعراض بشكل فعّال: 1 - إدارة التوتر: يمكن أن يؤدي التوتر إلى شكل من أشكال اليقظة المفرطة فيما يتعلق بهذه الأصوات المعوية المزعجة كما يوضح الدكتور إيغال لذلك فإن ممارسات مثل التنفس العميق أو التأمل أو النشاط البدني الخفيف يمكن أن تساعدنا على عدم التركيز عليها وبالتالي تحسين إدراك هذه الضوضاء. 2 - شرب كمية كافية من الماء: يساعد الترطيب الجيد على الهضم ويساعد في تقليل الحركات الصاخبة في الأمعاء، ومع ذلك، تجنب المشروبات الغازية التي تزيد من تكون الغازات. 3 - تناول الطعام ببطء: يمكن أن يساعد المضغ البطيء على تقليل بلع الهواء وتحسين الهضم عن طريق تقليل الضوضاء المعوية المصاحبة لذلك. 4 - تعديل النظام الغذائي: من المعروف أن بعض الأطعمة تسبب الغازات أو التخمر المفرط مثل الملفوف واللحوم الدهنية ومنتجات السكر المكرر. من الأفضل اختيار الأطعمة السهلة الهضم مثل الأرز والأسماك الخالية من الدهون والزبادي الغني بالبروبيوتيك أو الألياف القابلة للذوبان مثل الشوفان أو الفاكهة المطبوخة. 5 - تناول الطعام بانتظام: تصدر المعدة الفارغة أصواتًا أكثر، غير أن تناول وجبات منتظمة ومتوازنة يمكن أن يساعد في تقليل هذه الأصوات المزعجة. 6 - شرب منقوع الأعشاب: يمكن لبعض أنواع شاي الأعشاب (على أساس الشمر أو البابونج أو حتى النعناع) أن تهدئ الضوضاء المعوية بفضل خصائصها الهضمية. ومع ذلك، لا تزال الدراسات العلمية غير كافية لدعم صحتها، ولكنها لا تشكل خطراً على الصحة. هل صحيح أن الغلوتين يسبب قرقرة؟ يقول الدكتور إيغال: إن الغلوتين الموجود في الخبز أو المعكرونة قد يُسبّب تخمراً مفرطاً في القولون، خاصةً إذا استُهلِك مع أطعمة غنية بالسكريات القابلة للتخمر، وهذا التخمر تحديداً هو ما قد يُسبّب مشاكل هضمية كالألم والتعب وانتفاخ البطن والقرقرة. من الأكثر عرضة للمعاناة من هذه الأصوات؟ على الرغم من وجود عدد قليل من الدراسات الجادة حول هذا الموضوع، فإن الأشخاص الذين يعانون من التوتر أو الحساسية أو اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية، أو يعانون من اضطراب ميكروبات الأمعاء، قد يكونون أكثر عرضة لأصوات الأمعاء من غيرهم. وقد تكون هذه الأصوات مصدر إزعاج لأولئك الذين يعانون منها، لكنها أمر طبيعي وحميد تماماً، لكن تشخيص الأمراض المزمنة الأخرى مهم بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض أخرى مصاحبة كالألم والانتفاخ وغيرها.

الخرف الجبهي الصدغي يصيب متوسطي العمر
الخرف الجبهي الصدغي يصيب متوسطي العمر

السوسنة

timeمنذ 3 أيام

  • السوسنة

الخرف الجبهي الصدغي يصيب متوسطي العمر

السوسنة- أوضح موقع "Medical News Today" أن الخرف غالبًا ما يصيب كبار السن، مما يجعل تشخيصه لدى من هم في منتصف العمر أكثر صعوبة. ويُعد الخرف الجبهي الصدغي (Frontotemporal dementia) الشكل الأكثر شيوعًا من الخرف في هذه الفئة العمرية، إلا أنه يُشخَّص في كثير من الأحيان بشكل خاطئ على أنه اكتئاب أو فصام أو حتى مرض باركنسون. ويحدث هذا النوع من الخرف نتيجة تلف في الفصين الجبهي والصدغي من الدماغ، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة حسب نوع الاضطراب. وقد تشمل هذه الأعراض تغيّرات ملحوظة في السلوك، واضطرابات في اللغة، إضافة إلى تأثيرات على الصحة العامة. وبحسب الموقع، "الآن، كشف باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عن رؤى جديدة حول كيفية تطور الخرف الجبهي الصدغي، وشملت الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Aging، تحليل أكثر من 4000 بروتين في عينات السائل الشوكي المأخوذة من 116 فردًا مصابًا بالخرف الجبهي الصدغي الوراثي. وقارن الباحثون هذه العينات بعينات مأخوذة من 39 فردًا من أقاربهم الأصحاء".وتابع الموقع، "بما أن جميع المشاركين المصابين بالخرف الجبهي الصدغي يحملون أشكالًا وراثية من المرض، فقد تمكن الفريق من دراسة الحالات المؤكدة لدى الأفراد الأحياء. وفي المقابل، لم يكن هذا ممكنًا مع الخرف الجبهي الصدغي غير الوراثي، إذ لا يمكن تشخيصه نهائيًا إلا بعد الوفاة. تشير التغيرات في تركيب البروتين إلى أن المصابين بالخرف الجبهي الصدغي يعانون من اضطرابات في تنظيمالحمض النووي الريبوزي (RNA)، وهو أمر ضروري للتعبير الجيني السليم في الدماغ، بالإضافة إلى مشاكل في اتصال الدماغ. ويعتقد الفريق أن هذه البروتينات قد تكون بمثابة أولى العلامات الحيوية المحددة للخرف الجبهي الصدغي والتي تصبح قابلة للكشف عندما يبدأ المرض في الظهور في منتصف العمر".وبحسب الموقع، "من خلال تحديد الخرف الجبهي الصدغي في مرحلة مبكرة، ربما من خلال البروتينات المذكورة في نتائجهم، يُمكن إحالة المرضى إلى الموارد المناسبة، وإشراكهم في التجارب السريرية ذات الصلة، والاستفادة في نهاية المطاف من علاجات أكثر دقة واستهدافًا. وشرح المؤلف الرئيسي، الدكتور روان سالونر، وهو باحث ممارس وأستاذ مساعد في مركز الذاكرة والشيخوخة في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، النتائج الرئيسية للموقع قائلاً: "لقد قمنا بتحليل عينات السائل النخاعي من الأفراد الذين يعانون من أشكال وراثية من الخرف الجبهي الصدغي، وهي مجموعة من الخرف التقدمي الذي يؤثر في المقام الأول على الأفراد في منتصف العمر".وأضاف: "تُمكّننا دراسة الأشكال الوراثية من الخرف الجبهي الصدغي من معرفة الأمراض الدماغية الكامنة لدى المرضى الأحياء بثقة عالية، مما يجعلها نموذجًا فعّالًا للكشف عن التغيرات البيولوجية، حتى قبل ظهور الأعراض. من خلال قياس تركيزات آلاف البروتينات في السائل النخاعي، حددنا التغيرات البيولوجية المتعلقة بمعالجة الحمض النووي الريبوزي (RNA)، وصحة المشابك العصبية، والاستجابات المناعية، والتي ارتبطت بزيادة شدة المرض".وتابع الموقع، "أضاف سالونر: "الأمر المهم هو أننا قمنا بتكرار العديد من النتائج التي توصلنا إليها في الأشخاص الذين يعانون من أشكال متفرقة غير موروثة من الخرف الجبهي الصدغي، مما يدل على أن التغيرات البيولوجية التي اكتشفناها قد تكون ذات صلة بنسبة كبيرة من مرضى الخرف الجبهي الصدغي".وقال جيمس جيوردانو، الحاصل على درجة الدكتوراه والماجستير في الفلسفة، والأستاذ الفخري في أقسام علم الأعصاب والكيمياء الحيوية في المركز الطبي في جامعة جورج تاون في واشنطن، للموقع أن "هذه دراسة مهمة تستخدم تقنيات التحليل البروتيني لتقييم المؤشرات الحيوية المحتملة للخرف الجبهي الصدغي". وختم بالقول: "إن فائدة الدراسات مثل هذه هي أن التعرف المبكر على المؤشرات الحيوية البروتينية يمكن أن يؤدي إلى مسارات جديدة لتطوير الأدوية التي يمكن أن تحول الآليات المسببة للأمراض لإنتاج البروتين الشاذ وتجميعه، مما قد يمنع أو يخفف من تطور مرض فقدان الخرف الجبهي الصدغي، وغيره من الحالات العصبية".وبحسب الموقع، "أوضح سالونر أنه "على عكس مرض الزهايمر، الذي تتوفر له الآن مؤشرات حيوية وعلاجات جديدة، لا يزال الخرف الجبهي الصدغي يفتقر إلى علاجات معتمدة". وأضاف: "في حالات الخرف الجبهي الصدغي المتفرقة غير الوراثية، نفتقر أيضًا إلى طرق موثوقة لتحديد أمراض الدماغ لدى مريض معين خلال حياته"."اقرأ المزيد عن:

5 تأثيرات إيجابية للموسيقى على الدماغ
5 تأثيرات إيجابية للموسيقى على الدماغ

الانباط اليومية

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الانباط اليومية

5 تأثيرات إيجابية للموسيقى على الدماغ

الأنباط - تعتبر الموسيقى، الفن الأكثر انتشاراً على وجه الأرض. ويشير تقرير علمي، نشرته مجلة Sante الفرنسية، إلى أنها تعزز طاقتنا وتهدئنا، وتحركنا وتجمعنا مع آخرين، كما أن لها تأثيراً محفزاً ووقائياً ومجدداً لدماغنا مهما كان أسلوبها. إن القطعة الموسيقية هي لحن أو بنية إيقاعية أو ربما كلمات، ولكنها أيضاً مشاعر وذكريات في كثير من الأحيان، والاستماع إلى الموسيقى لا يحفز المناطق السمعية في الدماغ فحسب، كما كان يُعتقد لفترة طويلة، بل ينشط العديد من المناطق المرتبطة بالمهارات الحركية الطوعية والذاكرة والمعالجة العاطفية، أو حتى المرتبطة بالبحث عن المتعة بمجرد الاستماع باهتمام إلى الموسيقى. والدوائر التي تربط كل هذه المناطق بعضها ببعض، تتعرّض بعد ذلك لضغط كبير، وبالتالي تتضاعف الاتصالات وتتعزز، وعليه فإن الموسيقى تحفز المادة الرمادية (الخلايا العصبية)، والمادة البيضاء (التي تعمل بمثابة كابلات تربط بينهما). ويشير أستاذ علم النفس العصبي في جامعة كاين، هيرفي بلاتيل، إلى أن عدداً قليلًا جداً من مناطق الدماغ، لا تشارك في التفاعل مع الموسيقى، التي يبدو أن لها تأثيرات كبيرة على الدماغ، أبرزها: 1 - تعزيز مرونة الدماغ عندما نستمع إلى الموسيقى، تنشط مليارات الخلايا العصبية في وقت واحد، وفي هذه الوفرة من الخلايا العصبية أثناء عملها، نلاحظ إحدى الفوائد الرئيسية للموسيقى على الدماغ، وهي أنها تعمل على تطوير اللدونة العصبية، أي قدرة الدماغ على إصلاح نفسه، والتطور من خلال إعادة تنظيم شبكاته باستمرار، وإنشاء اتصالات جديدة، وتعزيز الاتصالات الموجودة، وحتى إنتاج خلايا عصبية جديدة. 2 - تحسين الكفاءة والذكاء تضاعف وتقوّي الشبكات العصبية عند تدفق المعلومات، وتزيد من سرعة معالجتها، مما يجعل أدمغتنا في نهاية المطاف أكثر كفاءة. وتسمح الموسيقى بإجراء «حوار دماغي» مثالي، من خلال ربط مناطق الدماغ البعيدة جداً. وكلما كان دماغنا أكثر مرونة، كان يعمل بشكل أفضل، وسوف نتمكن من التكيف بشكل أفضل مع تطورنا، من خلال نسج شبكات جديدة لتحل محل تلك، التي أصبحت عتيقة. 3 - تقوية الذاكرة إن الاستماع إلى الموسيقى يحرك بشكل طبيعي الحُصين، مركز الذاكرة، وكذلك ما يسمى بالمناطق الزمنية «الترابطية»، والتي تسمح لنا بتذكر السياق، الذي استمعنا فيه إلى القطعة، ومن كنا معه، وما هي المشاعر التي نشأت عن ذلك، كما أنه يسمح لنا بتوقع المقطع الموسيقي المفضل لدينا، مما يزيد من المتعة التي نشعر بها عشرة أضعاف. والذاكرة والعاطفة مرتبطتان بشكل جوهري، فكلما أثارت الأغنية المزيد من المشاعر تذكرناها بشكل أفضل. والاستماع إلى الموسيقى يحفز أنواعاً عدة من الذاكرة، كما أن الممارسة تقويها بسرعة، إذ إن العزف على آلة موسيقية يتضمن تسجيل اللحن، وتصور النتيجة وحفظ الحركات الضرورية (موضع الإصبع والإيماءات والوضع العام). وبعد بضعة أسابيع فقط من التعلم، ستتطور العملية مع مدة وكثافة الممارسة. ويُظهر تصوير الدماغ أن الذاكرة الموسيقية تستخدم دوائر عصبية متنوعة للغاية، كما أن الذكريات الموسيقية هي في الواقع آخر ما يتلاشى عندما تتدهور الذاكرة. ويشير هيرفي بلاتيل إلى أنه نجح وطلابه في غرس لحن جديد في ذاكرة مرضى، يعانون من مرحلة متقدمة من ألزهايمر، فخلال هذه الورشة، حفظوا أغنية تذكروها بعد أشهر، وكان من المفترض أن يكون الأمر مستحيلاً، لكن الموسيقى وجدت طريقة لإصلاح نفسها من خلال مسارات معقدة، تستخدم المتعة والدافع. 4 - دعم المهارات الحركية إن الاستماع إلى مقطوعة موسيقية إيقاعية يثير بشكل طبيعي الرغبة بالتحرّك في الوقت المناسب، حتى عند الأطفال. إن هذه «الحلقة السمعية والحركية»، التي تجعلنا في النهاية نرقص، أكثر تطوراً بين الموسيقيين. وكان لدى الباحثين فكرة الاستفادة من هذه الحلقة من خلال إدخال الموسيقى في إعادة التأهيل الحركي للأشخاص المصابين بمرض باركنسون أو ضحايا السكتة الدماغية. والنتيجة أن المرضى يستعيدون في هذه الورش الموسيقية مهاراتهم الحركية بشكل أفضل من أولئك، الذين يخضعون لورش إعادة التأهيل التقليدية، وعلاوة على ذلك، فإنهم يقومون بذلك في جو من المتعة. 5 - نشر الرفاهية إن الاستماع إلى الموسيقى يحفّز «دائرة المكافأة»، وهي شبكة تعمل من خلال إطلاق المواد الكيميائية (الناقلات العصبية) على إثارة موجة قوية من المتعة في الدماغ، وهذا هو «التشويق الموسيقي»، ويرجع ذلك أساسًا إلى تدفق الدوبامين، وهو إكسير السعادة الحقيقي. والدور الأصلي لدائرة المكافأة هو تعزيز السلوكيات المفيدة للجسم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store