logo
لقاءٌ بين ترامب ونصر الله؟

لقاءٌ بين ترامب ونصر الله؟

من كان يتصوّر قبل 8 كانون الأول الماضي أنّ رئيس الولايات المتحدة الأميركية سيلتقي الرئيس السوري؟ وعندما نتكلّم عن هذا التاريخ، فلكي نشير إلى أنّ سوريا، كانت تحت حكم الأسد الابن امتدادًا لحكم الأب منذ أكثر من نصف قرن. كما كانت الولايات المتحدة لا تزال في عهدة الرئيس جو بايدن.
بالطبع، لم يكن لقاء أي رئيس أميركي بحاكم سوريا حافظ الأسد الذي بقي في السلطة ومن بعده ابنه بشار أمرًا غير متوقع. فقد عاصرت عائلة الأسد إداراتٍ أميركيةً عدّة منذ سبعينيّات القرن الماضي. وكان الرئيس الأميركي يُغادر البيت الأبيض كلّما انقضى على مكوثه فيه 4 أعوام أو 8 أعوام إذا ما فاز بولايةٍ ثانية. امّا حاكم سوريا، فلم يتزحزح من قصره إلّا بسبب الوفاة او انهيار النظام كما حصل مع حكْم بشار في كانون الأوّل الماضي.
لكن، وبعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، أصبح اجتماع أي مسؤول غربي عمومًا وأميركي خصوصًا مع بشار الأسد، كمن يقرّر الاقتراب من مُصابٍ بمرضٍ مُعْدٍ وخطيرٍ كما كانت مثلًا حال مريض كورونا.
فجأة، وفي 14 أيار الجاري، حدث لقاء غيّر الشرق الأوسط عندما التقى الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس أحمد الشّرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
سارع كلّ خصوم سوريا الجديدة، وفي مقدمهم محور إيران في المنطقة عمومًا ولبنان خصوصًا، إلى شنّ حملاتٍ لم تهدأ حتى الآن. واتّهمت وسائل 'حزب الله' الشّرع بأنه ذاهب الى 'الاستسلام' لإسرائيل لقاء ما ناله من واشنطن من رفع العقوبات عن سوريا. لكنّ أصدقاء سوريا، وهم كثر الآن في العالم، ما زالوا تحت وطأة المفاجأة التي أطلقها الرئيس ترامب، وبخاصةٍ أنّ الأخير لم يأبَه أنْ يصافح من اعتبرته الولايات المتحدة منذ أكثر من عقدٍ 'إرهابيًا' انطلاقًا من ماضيه مع تنظيم (داعش) ما أوصله الى السجن الأميركي في العراق.
يوجّه الكثيرون هذه الأيام دعوةً لأخذ العبرة من هذا التطوّر الذي سلك طريقه الى لائحة الأحداث التاريخية. ويتصدّر هذه العبرة أنّ رجل أميركا القوي هو صنو لكل ما يتصل بالبراغماتية التي لا يقف في وجهها أي عائق كي تصل الى مبتغى مَن ينتهجها. ألم يقم ترامب في ولايته الأولى بعد العام 2016 بخطوةٍ مماثلةٍ كان لها صدى دوليّ عندما اجتمع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون؟
وتؤدّي العبرة المطلوب أخذها اليوم الى استعادة مرحلةٍ طويلةٍ من محاولات أميركية لمدِّ جسورٍ مع شخصيةٍ كانت رمزًا لمواجهة النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط ألا وهو زعيم 'حزب الله' السيد حسن نصر الله. وقد تحدّث شخصيًا قبل أعوام عن عروضٍ أميركيةٍ انهالت عليه بعد العام 2000 عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان تطبيقًا للقرار 425. وألمح نصر الله إلى أنّ هذه العروض تميّزت بالسخاء كي يقبل 'حزب الله' بإقفال جبهة الجنوب التي فتحها 'الحزب' ومن خلفه النظامان السوري والإيراني عبر نافذة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.
مرّ ربع قرن على زمن العروض الأميركية التي وصلت الى زعيم 'الحزب' التاريخي. وخلال هذه الحقبة الطويلة جرت محاولة فتح الباب ولو جزئيًا من أجل مدّ الجسور بين الجانبيْن من خلال الترسيم البحري الذي اعتبره الرئيس الأميركي السابق جو بايدن إنجازًا باهرًا. لكنّ الباب عاد وأوصد بقوةٍ بعدما فتح نصر الله 'جبهة الإسناد' في 8 تشرين الأول 2023. ومع هذا التطوّر خرج نصر الله نفسه من الحياة في أيلول الماضي ما غيّر وجهة الاحداث في لبنان والمنطقة معًا.
ماذا لو بقي نصر الله على قيد الحياة وشاهد بنفسه تسجيلًا مصوّرًا للقاء الرياض بين رئيس سوريا الجديد ورئيس الولايات المتحدة؟
يمكن للذّكاء الاصطناعي أن يُجيب على هذا السؤال. لكنّ الجواب لا يلغي حقيقةً ثابتةً أنّ نصر الله لم يعد موجودًا. وفي أي حال، من المفيد الإنصات الى ما يقوله العلم وهو أن الأمين العام السابق لـ'حزب الله' كان، لو بقي حيًّا، سيجد أنّ عرضًا يقدّم إليه اليوم كي يلتقي الرئيس ترامب جدير بالبحث وبخاصةٍ أن مرجعيته الإيرانية تواظب حاليًا على الحوار مع واشنطن حول برنامجها النووي.
يستطيع الذّكاء الاصطناعي أن يصنع صورةً تظهر مصافحةً بين الرئيس ترامب وبين السيد نصر الله انطلاقًا من الصورة نفسِها التي جمعت الرئيسين الأميركي والسوري. لكن الذّكاء الإنساني يقول، إنّ ما مضى قد مضى، والعرض الأميركي الوحيد الموجود الآن، هو ما تحدثت عنه المندوبة الأميركية مورغان أورتاغوس في الساعات الماضية وهو أنّه على 'حزب الله' تسليم سلاحه في جنوب الليطاني وشماله. أمّا صورة اللقاء بين ترامب ونصر الله فلندعها إلى العالم الافتراضي.
أحمد عياش -'هنا لبنان'
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنتخابات قاسية في بوابة الجنوب... و"أقلّ حدة" في سيّدة البحار تشتيت للصوت الشيعي في صيدا... ومحاولة لخرق "الثنائي" في صور
إنتخابات قاسية في بوابة الجنوب... و"أقلّ حدة" في سيّدة البحار تشتيت للصوت الشيعي في صيدا... ومحاولة لخرق "الثنائي" في صور

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

إنتخابات قاسية في بوابة الجنوب... و"أقلّ حدة" في سيّدة البحار تشتيت للصوت الشيعي في صيدا... ومحاولة لخرق "الثنائي" في صور

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لم يسبق لمدينة صيدا "بوابة الجنوب" ان شهدت هذا الكم الكبير من اللوائح 4 مكتملة، وواحدة غير مكتملة، واللافت ان اربع منها تدعمها قوى سياسية وحزبية مباشرة. وعلى مسافة يوم واحد من موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة الجنوب، بات المشهد الانتخابي في صيدا واضحا، حيث تبدو 4 من اللوائح مكتملة ولائحة غير مكتملة، واللوائح هي: - لائحة " نبض البلد "برئاسة المهندس محمد دندشلي، المدعومة من النائب الدكتور اسامة سعد، وتجمّع "عل صوتك" وتجمّع "مهندسي صيدا والجوار". -لائحة "صيدا بدا ونحنا أدا" برئاسة الصيدلي عمر محمد مرجان، والمدعومة من عائلات والمجتمع المدني ويدعمها النائب عبد الرحمن البزري. -لائحة " سوا لصيدا " مكتملة برئاسة عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي، المدعومة من رئيس بلدية صيدا السابق المهندس محمد السعودي ورجل الأعمال مرعي ابو مرعي وتيار "المستقبل" وعائلات. - لائحة "صيدا بتستاهل" مؤلفة من مجموعة اسماء من المستقلين، ومن ذوي الكفاءات والاختصاصات، وتلقى دعما من "الجماعة الإسلامية" وعائلات. وبالإضافة إلى مرشحين منفردين، حيث بلغ عدد المرشحين على الانتخابات البلدية حتى ليل الأحد - الاثنين 96 شخصا يتنافسون على 21 مقعدا بلديا، بمن فيهم الرئيس ونائب الرئيس، في وقت بلغ عدد المرشحين 51 مرشحا في دورة انتخابات الـ2016 ، ما يعكس هذه السنة اهتماما شعبيا بالانتخابات البلدية ، وارتفاع رغبة المشاركة لدى الصيداويين. وتكشف اوساط صيداوية معنية بالانتخابات لـ "الديار"، ان المشهد سيكون حاميًا في صيدا، حيث شكلت كل قوى سياسية لائحتها في صيدا، وعرقلت التوافق لاسباب انتخابية ونيابية وتحضيرًا للاستحقاق النيابي المقبل. وتشير الى ان ترك الخيار للناس، سيعني لجوءهم حتما الى تشكيل لائحة خاصة من اصل 5 ، اي اختيار اسماء وليس لائحة كاملة اي اعتماد التشطيب، وهذا ما سيعزز الخروقات، ولن يمنح لأي لائحة نصرًا كاملًا. وتلفت الاوساط الى ان "الثنائي الشيعي" بدوره يساهم في غموض المشهد، مع تشتيته الاصوات الشيعية عبر توزيعها على كل اللوائح، اذ يردد مسؤولوه انه في صدد تشكيل لائحة خاصة لناخبيه من كل اللوائح السبت! اما في مدينة صور، "سيدة البحار"، فإن المعركة بين "الثنائي الشيعي" المتحالف مع بعض العائلات، في مقابل لائحة من "حراك صور" او المرشحين المستقلين في وجهه. وتواجه لائحة "التنمية والوفاء" في صور التي تضم 21 مرشحا، لائحة "صور مدينتي" التي تضمّ 10 مرشّحين. وفي العرف توزع مقاعد المجلس البلدي في مدينة صور الذي يضمّ 21 مقعدًا، كالاتي: حزب الله يحصل على 5 مقاعد يسمّي من بينها 3 مقاعد للشيعة ويدعم مرشّحا سنيا ومرشحا مسيحيا، في المقابل تحصل حركة "أمل" على 16 مقعدا، تسمّي من بينها 8 للشيعة وتدعم 4 مرشحين من السنّة و4 من المسيحيين. وتشير اوساط متابعة في صور لـ"الديار" الى ان الانتخابات شبه محسومة للائحة الثنائي. وتشكل اللائحة الاخرى "محاولة مدنية" لما يسمى بـ "حراك صور"، لاثبات الوجود وخرق لائحة "الثنائي" ان تمكنت من ذلك!

بريطانيا: مغني "راب" يلوّح بعلم "حزب الله"...ويُتّهم بالإرهاب
بريطانيا: مغني "راب" يلوّح بعلم "حزب الله"...ويُتّهم بالإرهاب

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

بريطانيا: مغني "راب" يلوّح بعلم "حزب الله"...ويُتّهم بالإرهاب

أعلنت شرطة لندن مساء الأربعاء، أن ليام أوهانا، أحد أعضاء فرقة الراب الإيرلندية الشمالية "نيكاب"، اتهم بارتكاب جريمة إرهابية بعدما وأوضح بيان للشرطة أنّ المغني، وخلال حفلة موسيقية في قاعة "أو2" O2 في لندن، "رفع (...) علماً، بطريقة أو في ظل ظروف تثير شكوكاً منطقية بأنه من مؤيدي منظمة محظورة هي حزب الله"، وهذه جريمة بموجب قانون الإرهاب البريطاني للعام 2000. ونفت "نيكاب" دعمها لحزب الله، وقالت في بيان: "ننفي هذه الجريمة وسندافع عن أنفسنا بكل قوة". وأضاف البيان أن "14 ألف طفل على وشك الموت جوعاً في غزة (...) ومرة جديدة تصب المؤسسة السياسية البريطانية تركيزها علينا"، منددة بما وصفته "الشرطة السياسية". وتعتبر المملكة المتحدة "حزب الله" اللبناني مجموعة إرهابية. ومن المقرر أن يمثل ليام أوهانا، واسمه الفني مو شارا في فرقة "نيكاب"، أمام المحكمة في لندن بتاريخ 18 حزيران/يونيو. أطفال غزة وتعرضت الفرقة التي تضم ثلاثة أعضاء متحدرين من بلفاست، والمعروفة بمواقفها المؤيدة للفلسطينيين، لانتقادات شديدة منذ اتهامها إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني" في غزة، خلال مهرجان "كواتشيلا" في كاليفورنيا. ومُذّاك، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من حفلات كثيرة لها، تظهر مثلاً أحد أعضاء الفرقة وهو يصرخ "هيا يا حماس! هيا يا حزب الله!". ومطلع أيار/مايو، أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب أنها تحقق في العديد من مقاطع الفيديو، مشيرة إلى "وجود أسباب كافية للتحقيق في جرائم محتملة". وأكد مغنو الراب من جهتهم أنهم "لا يدعمون حماس أو حزب الله ولم يدعموهما مطلقاً". وفي الأسابيع الأخيرة، استُبعدت الفرقة من مهرجان في جنوب إنكلترا، وأُلغيت حفلات كثيرة لها كانت مرتقبة خلال أيلول/سبتمبر في ألمانيا. ودعا مجلس نواب اليهود البريطانيين منظمي مهرجان "غلاستونبري" البريطاني الشهير إلى ومطلع أيار/مايو، وقّع عدد كبير من الأسماء البارزة في القطاع الموسيقي، من أمثال "بالب" و"فونتين دي سي" و"ماسيف أتاك"، رسالة دعم لفرقة "نيكاب"، معتبرين أنّ أعضاءها الثلاثة يتعرّضون لـ"قمع سياسي" و"محاولة واضحة ومنسقة للرقابة وإلغاء حفلات". وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها الفرقة الجدل. فقد سبق أن سُحبت أغنيتها الأولى "CEARTA"، والتي تعني "حقوق" بالإيرلندية، من إذاعة "آر تي اي" العامة الإيرلندية بسبب إشارتها إلى المخدرات. ودائماً ما اتّهم منتقدو "نيكب" الفرقة بالترويج لتعاطي المخدرات ونشر الخطاب المناهض للمملكة المتحدة من خلال الدعوة إلى إعادة توحيد إيرلندا. وتحمل إحدى أغانيها عنوان "غيت بور بريتس أوت" ("أَخرجوا البريطانيين").

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store