
«الذكاء الاصطناعي».. الروبوت زميل حقيقي ومدير بالعمل في المستقبل
نوران نصر
قبل سنوات، كانت فكرة أن يصبح الروبوت زميلاً للإنسان في بيئة العمل مجرد فرضية طموحة، أما اليوم فقد اقتربنا كثيراً من تحقيقها. فالتطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجال النماذج اللغوية والمساعدين الرقميين، جعلت من الممكن أن تمتد قدرات هذه النماذج من الفضاء الرقمي إلى العالم المادي. نحن الآن نشهد لحظة مفصلية في تاريخ التقنية، حيث تصبح الروبوتات أكثر استعداداً للتفاعل معنا في حياتنا اليومية، سواء في بيئة العمل أو المنزل.
موضوعات مقترحة
هذا التحول ليس مفاجئاً، بل هو امتداد لمسيرة طويلة بدأت منذ ابتكار الروبوت "إيريك" في عشرينيات القرن الماضي، مروراً بوعود الستينيات التي حلمت بروبوتات تعيش وتعمل إلى جانب الإنسان، وصولاً إلى الزمن الراهن الذي يشهد تقدماً مذهلاً في تصميم الروبوتات وتدريبها على التعامل مع البشر ومهام الحياة اليومية.
روبوتات تتعلم وتُعمِّم
واحدة من أبرز القفزات الحديثة جاءت من "غوغل ديب مايند"، التي طورت نسخة هجينة من نموذجها "جيميناي روبوتكس"، تمزج بين الذكاء اللغوي والقدرات الروبوتية، مما أتاح للروبوتات القدرة على فهم الأوامر البشرية بصيغة طبيعية وتحويلها إلى إجراءات عملية قابلة للتنفيذ في العالم الواقعي. ويقوم النموذج اللغوي بتحليل الأوامر وتحديد النوايا وتفكيكها إلى خطوات منطقية تساعد الروبوت على أدائها بفعالية.
هذه القدرة على "تعميم المهام" تعتبر طفرة حقيقية؛ إذ باتت الروبوتات قادرة على الاستفادة من معرفتها في مهمة معينة لتأدية مهمة أخرى مشابهة، وهي مهارة طالما افتقرت إليها الآلات في السابق، حيث كانت تعتمد على سيناريوهات ثابتة ومكررة، وتفشل عند مواجهة مواقف جديدة أو غير مألوفة.
الذكاء المكاني… التحدي الأكبر
إلى جانب فهم اللغة، شكّل "التفكير المكاني" تحدياً كبيراً للروبوتات. فبينما يمتلك البشر قدرة فطرية على إدراك العلاقات بين الأشياء في الفراغ، والتعامل مع الأشكال والأحجام والمسافات، فإن تدريب الروبوتات على مثل هذه المهارات تطلب دمجاً بين النماذج اللغوية المتقدمة وقدرات التصور المكاني. هذا النوع من الذكاء يشمل تصور الأجسام ذهنياً، فهم مواقعها واتجاهاتها، والتفاعل معها بصرياً أو حسياً، وهو أمر بالغ الأهمية في أي بيئة مادية معقدة.
ورغم أن الروبوتات لا تزال في طور التجربة والتطوير، فإن تقدمها في هذا المجال يعني أنها باتت قادرة على تنفيذ مهام كانت في الماضي حكراً على البشر، من التقاط الأشياء بدقة، إلى التحرك في الفراغ، وتفادي العقبات، وحتى اتخاذ قرارات مناسبة بناءً على تحليل فوري للمحيط.
شراكة مستقبلية لا مفر منها
اليوم، ومع هذا الزخم التكنولوجي، تقترب الروبوتات من لعب أدوار حقيقية كشركاء في العمل وليس مجرد أدوات تنفيذية. صحيح أن التحديات التقنية والتنظيمية لا تزال قائمة، وأن التنفيذ قد يكون بطيئاً في بعض الأحيان، لكن لا شك أن الواقع الجديد يفرض علينا الاستعداد النفسي والثقافي لتقبّل الروبوتات كجزء من نسيج حياتنا المهنية والاجتماعية.
إن هذه النقلة النوعية تتطلب من الإنسان أن لا يهاب التعاون مع الآلة، بل أن يتفهم إمكاناتها وحدودها، ويستفيد منها بما يحقق أكبر قدر من الإنتاجية والراحة، فالروبوتات لا تأتي لتأخذ مكان البشر، بل لتكمل أدوارهم، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة من الإبداع والتركيز على المهام التي تتطلب حساً إنسانياً لا يمكن استبداله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 2 أيام
- بوابة الأهرام
«الذكاء الاصطناعي».. الروبوت زميل حقيقي ومدير بالعمل في المستقبل
نوران نصر قبل سنوات، كانت فكرة أن يصبح الروبوت زميلاً للإنسان في بيئة العمل مجرد فرضية طموحة، أما اليوم فقد اقتربنا كثيراً من تحقيقها. فالتطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجال النماذج اللغوية والمساعدين الرقميين، جعلت من الممكن أن تمتد قدرات هذه النماذج من الفضاء الرقمي إلى العالم المادي. نحن الآن نشهد لحظة مفصلية في تاريخ التقنية، حيث تصبح الروبوتات أكثر استعداداً للتفاعل معنا في حياتنا اليومية، سواء في بيئة العمل أو المنزل. موضوعات مقترحة هذا التحول ليس مفاجئاً، بل هو امتداد لمسيرة طويلة بدأت منذ ابتكار الروبوت "إيريك" في عشرينيات القرن الماضي، مروراً بوعود الستينيات التي حلمت بروبوتات تعيش وتعمل إلى جانب الإنسان، وصولاً إلى الزمن الراهن الذي يشهد تقدماً مذهلاً في تصميم الروبوتات وتدريبها على التعامل مع البشر ومهام الحياة اليومية. روبوتات تتعلم وتُعمِّم واحدة من أبرز القفزات الحديثة جاءت من "غوغل ديب مايند"، التي طورت نسخة هجينة من نموذجها "جيميناي روبوتكس"، تمزج بين الذكاء اللغوي والقدرات الروبوتية، مما أتاح للروبوتات القدرة على فهم الأوامر البشرية بصيغة طبيعية وتحويلها إلى إجراءات عملية قابلة للتنفيذ في العالم الواقعي. ويقوم النموذج اللغوي بتحليل الأوامر وتحديد النوايا وتفكيكها إلى خطوات منطقية تساعد الروبوت على أدائها بفعالية. هذه القدرة على "تعميم المهام" تعتبر طفرة حقيقية؛ إذ باتت الروبوتات قادرة على الاستفادة من معرفتها في مهمة معينة لتأدية مهمة أخرى مشابهة، وهي مهارة طالما افتقرت إليها الآلات في السابق، حيث كانت تعتمد على سيناريوهات ثابتة ومكررة، وتفشل عند مواجهة مواقف جديدة أو غير مألوفة. الذكاء المكاني… التحدي الأكبر إلى جانب فهم اللغة، شكّل "التفكير المكاني" تحدياً كبيراً للروبوتات. فبينما يمتلك البشر قدرة فطرية على إدراك العلاقات بين الأشياء في الفراغ، والتعامل مع الأشكال والأحجام والمسافات، فإن تدريب الروبوتات على مثل هذه المهارات تطلب دمجاً بين النماذج اللغوية المتقدمة وقدرات التصور المكاني. هذا النوع من الذكاء يشمل تصور الأجسام ذهنياً، فهم مواقعها واتجاهاتها، والتفاعل معها بصرياً أو حسياً، وهو أمر بالغ الأهمية في أي بيئة مادية معقدة. ورغم أن الروبوتات لا تزال في طور التجربة والتطوير، فإن تقدمها في هذا المجال يعني أنها باتت قادرة على تنفيذ مهام كانت في الماضي حكراً على البشر، من التقاط الأشياء بدقة، إلى التحرك في الفراغ، وتفادي العقبات، وحتى اتخاذ قرارات مناسبة بناءً على تحليل فوري للمحيط. شراكة مستقبلية لا مفر منها اليوم، ومع هذا الزخم التكنولوجي، تقترب الروبوتات من لعب أدوار حقيقية كشركاء في العمل وليس مجرد أدوات تنفيذية. صحيح أن التحديات التقنية والتنظيمية لا تزال قائمة، وأن التنفيذ قد يكون بطيئاً في بعض الأحيان، لكن لا شك أن الواقع الجديد يفرض علينا الاستعداد النفسي والثقافي لتقبّل الروبوتات كجزء من نسيج حياتنا المهنية والاجتماعية. إن هذه النقلة النوعية تتطلب من الإنسان أن لا يهاب التعاون مع الآلة، بل أن يتفهم إمكاناتها وحدودها، ويستفيد منها بما يحقق أكبر قدر من الإنتاجية والراحة، فالروبوتات لا تأتي لتأخذ مكان البشر، بل لتكمل أدوارهم، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة من الإبداع والتركيز على المهام التي تتطلب حساً إنسانياً لا يمكن استبداله.


نافذة على العالم
١٠-٠٦-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
تكنولوجيا : توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالعواصف والأعاصير
تكنولوجيا 82 08 يونيو 2025 , 03:15م نيويورك - قنا توصلت دراسة حديثة إلى إمكانية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم تنبؤات بوقوع الأعاصير والعواصف القوية بشكل أسرع وأكثر دقة. وأوضحت الدراسة، التي نشرت في مجلة /نيتشر/ العلمية، أن باحثين في شركة البرمجيات /مايكروسوفت/ توصلوا إلى أن نموذج الذكاء الاصطناعي /أوروا/ الذي تطوره الشركة يتفوق على نماذج التوقعات التشغيلية التقليدية في التنبؤ بدرجة جودة الهواء وأمواج المحيط ومسارات الأعاصير المدارية، باستخدام أنظمة حوسبة أقل تكلفة بكثير. وأشارت /مايكروسوفت/ إلى استخدام أكثر من مليون ساعة من البيانات الجيوفيزيائية المتنوعة، وهي كمية بيانات كافية لجعل النظام قادرا على تقديم تنبؤات أكثر دقة، وليس فقط بالنسبة للطقس، وإنما لمجموعة واسعة من الأحداث المناخية من خلال سلاسل التحليلات الاسترجاعية، بما في ذلك الأعاصير وأمواج المحيطات القوية. في السياق، أكد فريق بحثي من الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي وجامعة أوكلاهوما، أنه قام بتطوير نموذج التنبؤ باستخدام أداة /غرافكاست/ الموجودة في نموذج الذكاء الاصطناعي /غوغل ديب مايند/، ويمكن أن يكون أسرع 10 مرات من النماذج التقليدية في التنبؤ بالأعاصير.


الدولة الاخبارية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- الدولة الاخبارية
'إيتورو' تتعاون مع جوجل لإطلاق حملة العلامة التجارية باستخدام تقنية الفيديو 'Veo 2'
الإثنين، 12 مايو 2025 01:32 مـ بتوقيت القاهرة أعلنت منصة التداول والاستثمار العالمية "إيتورو" عن توصّلها إلى شراكة رائدة مع غوغل لإطلاق واحدة من أوائل الحملات الإعلانية على التلفزيون ومنصة يوتيوب التي يتم إنتاجها بالكامل باستخدام Veo 2، التقنية المتقدمة لإنشاء الفيديوهات من "غوغل ديب مايند" Google DeepMind. وتمثل هذه الخطوة محطة فارقة في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع لسرد القصص الخاصة بالعلامات التجارية. وتتيح تقنية Veo 2 التي تم طرحها مؤخراً للجمهور، إنتاج مقاطع فيديو بجودة سينمائية يتم التحكم بها من خلال أوامر نصية ورموز بصرية. وتستخدم هذه التقنية الفريدة الذكاء الاصطناعي لمحاكاة الفيزياء الواقعية، وتوليد تعبيرات إنسانية طبيعية، ومستويات من الأداء تكون أقرب إلى الواقع، الأمر الذي من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة لسرد القصص بأسلوب غير مسبوق. وتعد حملة "إيتورو" من بين أوائل الحملات الإعلانية في العالم التي يتم تنفيذها بالكامل باستخدام هذه التقنية. وإلى جانب فريق التسويق والإبداع في "إيتورو"، تولى قيادة العملية الإبداعية للحملة لاسلو غال خبير صناعة الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، والمعروف بأعماله الرائدة في هذا المجال. وأسهم لاسلو بخليط فريد من الرؤية الفنية والقدرة التقنية العالية، ليتوصل بعدها إلى تعريف مبتكر لآفاق الإبداع البصري بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحويل رؤية "إيتورو" إلى واقع في مقطعين إعلانيين مدة كل واحد منهما 30 ثانية. وقال ياناي بوليتي، نائب رئيس التسويق للعلامة التجارية في "إيتورو": "يمثل الابتكار جزءاً لا يتجزأ من هوية "إيتورو"، ليس فقط في كيفية تطوير منتجاتنا، بل أيضاً في الطريقة التي نروي بها قصة علامتنا. وفي هذه الحملة، ركّزنا على احتضان الذكاء الاصطناعي التوليدي بالكامل، حتى نتمكن من سرد قصتنا بأسلوب جريء وحيوي. لقد أثبتت تقنية Veo 2 أنها الأداة المثالية لتجسيد استراتيجيتنا التسويقية، من خلال إنتاج فيديوهات محلية جذابة بحركة واقعية وجودة عالية وبسرعة مذهلة. ويعزى الفضل في ذلك إلى التعاون مع شركة رائدة مثل غوغل، والعمل مع أبرز المبدعين في مجال الذكاء الاصطناعي، لنتمكن في نهاية المطاف من تجاوز الإعلانات التقليدية، واستكشاف آفاق جديدة عند تقاطع التكنولوجيا والإبداع. وبالتالي، فإن هذه الحملة ليست مجرد إعلان، بل إعلان يسلط الضوء على مستقبل التسويق". وتم تصميم الحملة في مرحلتها الأولى لتتفاعل مع السوق الإيطالي، بالتعاون مع وكالة "ماركيتينغ أرينا" Marketing Arena. وبحسب دراسة صادرة عن مؤسسة "أيه سي آر آي" ACRI، فإن 28% من الإيطاليين تحت سن 44 يدّخرون من أجل السفر والترفيه، و20% من أجل شراء السلع المعمرة، بينما لا تتجاوز نسبة من يدخرون لبناء ثروة طويلة الأمد 10%، ما يعكس تركيزاً ملحوظاً على الأهداف الحياتية قصيرة المدى. وتماشياً مع هذه المعطيات، تتضمن الإعلانات التي أنتجها الذكاء الاصطناعي مشاهد لأحلام قريبة المنال، مثل القيادة في أرجاء توسكانا بسيارة رياضية، أو إقامة حفل زفاف فاخر على ضفاف بحيرة كومو، مما يعزز الرسالة الرئيسية للحملة تحت شعار "استثمر في مستقبلك." وانطلقت الحملة حالياً في السوق الإيطالي عبر مجموعة من المنصات الرقمية والتقليدية، بما في ذلك يوتيوب، والقنوات التلفزيونية، والتلفزيون المتصل بالإنترنت، واللوحات الخارجية، مع وجود خطط للتوسع في أسواق إضافية تعمل فيها "إيتورو".