logo
بدور القاسمي: الاعتراف العالمي بـ«الفاية» شهادة جدارة للإمارات

بدور القاسمي: الاعتراف العالمي بـ«الفاية» شهادة جدارة للإمارات

البيان٠٣-٠٦-٢٠٢٥

قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، سفيرة ملف الترشيح الدولي «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية»: «إن الاعتراف بأهمية الفاية في برنامج التطور البشري لأكثر من عقد، يعكس التزام دولة الإمارات، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، بالحفاظ على تراثها العريق، وتعزيز حضورها العلمي والثقافي على الساحة الدولية».
وأكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي أن «الشارقة لم تتعامل مع الآثار باعتبارها ماضياً فقط، بل كعنصر حي من عناصر هويتنا الوطنية، ومحور استراتيجي لبناء الجسور بين الثقافات والشعوب.
ويُعد «الفاية» دليلاً على قدرة الإمارة على الجمع بين الرؤية الثقافية والبحث العلمي، حيث وظّفت الشارقة إمكاناتها ومؤسساتها البحثية والأثرية والأكاديمية لترسيخ مكانة هذا الموقع بوصفه شاهداً على إحدى أقدم المحطات في مسيرة الإنسان، إذ يعزز هذا الموقع هويتنا الثقافية، ويدعم البحوث العالمية، ويدعو العالم لاكتشاف عمق جذور منطقتنا الممتدة في قصة التاريخ البشري، ويؤكد أن الشارقة مركز حضاري معاصر، وفي الوقت نفسه، مرجع أساسي في دراسة بدايات الإنسان وتطور المجتمعات».
من جهته، قال عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار: «موقع (الفاية) لعب دوراً محورياً في الحوار العلمي حول تطور الإنسان، وقدّم دليلاً أثرياً استثنائياً يعيد تشكيل فهمنا لمراحل نشوء المجتمعات البشرية في البيئات الصحراوية».
وتابع مدير عام هيئة الشارقة للآثار: «السجل الأثري الذي يمتد لأكثر من 210 آلاف عام يوثّق تفاعلات الإنسان مع المناخ القاسي، من خلال طبقات جيولوجية تكشف عن تطور الأدوات، وطقوس الدفن، وأنماط المعيشة. وتبرز هذه المكتشفات أن (الفاية) لا يعيد رسم خرائط الهجرات البشرية فقط، بل يتحدى الفرضيات السائدة منذ عقود، ويؤكد أن الجزيرة العربية لم تكن مجرد ممر للهجرات، بل مهداً للتطور البشري بحد ذاته، حيث كانت موطناً لمجتمعات نشأت وتطورت، وأسست لأساليب معيشية واجتماعية وثقافية تعكس عمق التجربة الإنسانية وقدرتها على التكيف والابتكار في وجه التحديات البيئية».
وكواحد من أندر المشاهد الصحراوية الموثقة من العصر الحجري على مستوى العالم، يقدّم «الفاية» دليلاً فريداً على قدرة الإنسان المبكر على التكيف مع البيئات القاحلة، عبر سجل أثري يمتد لعشرات آلاف السنين. ويكشف هذا السجل تطور المجتمعات البشرية من الصيد وجمع الثمار إلى الرعي والتنقل، ويوثق مراسم جنائزية وغيرها من الممارسات التي تعكس جوانب اجتماعية وروحية وتقنية متقدمة.
ومع استمرار دعم ترشيحه للانضمام إلى قائمة مواقع التراث العالمي، يرسخ «الفاية» مكانته كمصدر أساسي للبحث العلمي، والتعاون الدولي، والاعتزاز الوطني، موفراً للعالم أدلة حية على بدايات الإنسان، محفوظة في طبقات هذه الأرض التي أصبحت موطننا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«التربية»: إعلان نتائج الثانوية الإثنين والحلقتين الأولى والثانية الثلاثاء
«التربية»: إعلان نتائج الثانوية الإثنين والحلقتين الأولى والثانية الثلاثاء

الإمارات اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • الإمارات اليوم

«التربية»: إعلان نتائج الثانوية الإثنين والحلقتين الأولى والثانية الثلاثاء

أعلنت وزارة التربية والتعليم أن نتائج نهاية العام الأكاديمي 2024-2025 للمراحل الدراسية كافة، ستصدر يومَي الإثنين 30 يونيو الجاري، والثلاثاء الأول من يوليو المقبل. وخصصت الوزارة يوم الإثنين لنتائج الصفوف الدراسية من التاسع إلى الـ12، على أن يتم إعلان نتائج الصف الـ12 في الساعة 10 صباحاً، ونتائج الصفوف من التاسع إلى الـ11 في الساعة الرابعة مساء، ويوم الثلاثاء الأول من يوليو لنتائج الصفوف الدراسية من الصف الأول إلى الصف الثامن، حيث سيتم إعلان نتائج الصفوف من الخامس إلى الثامن في الساعة 10 صباحاً، ونتائج الصفوف من الأول إلى الرابع في الساعة الرابعة مساء. وأوضحت الوزارة أنه يمكن للطلبة وأولياء الأمور الحصول على نتائج نهاية العام الأكاديمي عبر بوابة الطالب الإلكترونية وفق التواريخ المحددة، إلى جانب إمكانية طباعة الشهادات إلكترونياً عبر البوابة نفسها، وذلك ابتداء من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة 12 صباحاً بعد إعلان النتائج وفق كل مرحلة. وبحسب التقويم الأكاديمي، يتقدم الطلبة في الجولة الأولى للاختبارات النهائية إلى امتحانات الإعادة في الفترة من الرابع إلى 10 يوليو المقبل، على أن يتم تحليل نتائج الإعادة وإصدارها بتاريخ الـ14 من الشهر ذاته. وأشار التقويم الأكاديمي إلى أن إجازة الصيف للطلبة تبدأ في 30 يونيو الجاري وتستمر إلى 24 أغسطس المقبل، فيما تبدأ إجازة الهيئات التدريسية والفنية والإدارية في 14 يوليو المقبل، ومن المقرر أن تخضع الهيئات التدريسية والفنية والإدارية والقيادات المدرسية في الميدان التربوي إلى برنامج التطوير المهني في الأسبوع الذي يسبق إجازة بداية العام الدراسي الجديد، حيث ستعلن عنه وزارة التربية والتعليم لاحقاً.

«إسلامية دبي» تحتفل بتخريج براعم «حضانة الفريج»
«إسلامية دبي» تحتفل بتخريج براعم «حضانة الفريج»

الإمارات اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • الإمارات اليوم

«إسلامية دبي» تحتفل بتخريج براعم «حضانة الفريج»

احتفلت «حضانة الفريج»، التابعة لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، بتخريج الدفعة الأولى من أطفالها، تزامناً مع ختام العام الأكاديمي 2025، وذلك في أجواء تربوية مفعمة بالفرح والانتماء، بحضور أولياء الأمور والمعلمات والكادر التربوي. وتأتي مبادرة «حضانة الفريج»، بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، ضمن رؤية مشتركة تهدف إلى توفير بيئة تعليمية متكاملة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، ترتكز على تنمية القيم والمهارات، وتعزز مبادئ الاعتدال والهوية الإماراتية. وتضمن الحفل فقرات تفاعلية وعروضاً مميزة قدّمها الأطفال، عكست ما اكتسبوه من مهارات وقيم تربوية خلال العام، في إطار برنامج تعليمي يدمج بين المعرفة والسلوك القيمي، ويهيئ النشء ليكونوا أفراداً صالحين وفاعلين في المجتمع. وأكدت مدير «حضانة الفريج»، حمدة سيف المطيوعي، أن الحفل يمثل تتويجاً لعام دراسي حافل بالأنشطة التعليمية والتربوية، لافتة إلى سعي الدائرة خلال هذا العام إلى تهيئة بيئة تعليمية آمنة ومحفّزة، تدعم النمو المتكامل للأطفال، وتغرس فيهم القيم الإسلامية والهوية الإماراتية منذ الصغر، بما ينسجم مع رسالة الدائرة واستراتيجيتها في أن تكون أقرب إلى المجتمع، من خلال مبادرات تُعزز الارتباط بالهوية الوطنية، والاعتزاز بالموروث الثقافي والقيمي للدولة لبناء جيل واثق بهويته، وفاعل في مجتمعه. وأضافت المطيوعي: «لا يمكننا الحديث عن نجاح هذا العام من دون الإشادة بدور أمهات الفريج، اللواتي كنّ شريكات حقيقيات في هذا الإنجاز، حيث كان حضورهنّ الفاعل، وتفاعلهم الصادق، ومشاركتهن القيمة في الأنشطة التربوية، عاملاً رئيساً في تخريج هذه الدفعة المتميزة التي لمسنا فيها أثر المفردات الإماراتية والتربية السلوكية المتزنة في تصرفات الأطفال ومواقفهم».

الوجود البشري في «جبل الفاية» ممتد منذ 210 آلاف عام
الوجود البشري في «جبل الفاية» ممتد منذ 210 آلاف عام

الإمارات اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • الإمارات اليوم

الوجود البشري في «جبل الفاية» ممتد منذ 210 آلاف عام

أكدت دراسة بحثية نشرتها مجلة «العلوم الأثرية والأنثروبولوجية»، التابعة لمؤسسة النشر العلمية الرائدة «سبرينغر نيتشر»، أن البشر الأوائل عاشوا في «جبل الفاية» بالشارقة قبل 80 ألف عام، وتقدم الطبقة الأثرية التي تناولتها الدراسة للمرة الأولى في التاريخ، قيمة مضافة من الأدلة العلمية الحديثة على التاريخ البشري الممتد إلى أكثر من 210 آلاف عام في هذه المنطقة. ويُشكل هذا الاكتشاف محطة فارقة في الجهود الجارية لترشيح ملف «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية» إلى قائمة التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ما يعزز من الأهمية العالمية لموقع «جبل الفاية» كموقع أثري رئيس يُسلّط الضوء على بدايات انتشار الإنسان العاقل في أنحاء العالم. وتشدد نتائج الدراسة على أهمية «الفاية» كموقع محوري لفهم تحركات الإنسان العاقل المبكر، وتكيّفه، واستراتيجيات بقائه في بيئات صحراوية قاسية ومتغيرة في شبه الجزيرة العربية، مؤكدة أن المشهد الطبيعي في «الفاية» لم يكن مجرد ممر عبور ضمن رحلة الهجرات البشرية، بل كان موقعاً مهماً ومستداماً للسكن والاستقرار والتقدم البشري. وجاءت هذه الدراسة ثمرة لتعاون دولي بين هيئة الشارقة للآثار، وجامعة توبنغن (ألمانيا)، وجامعة فرايبورغ (ألمانيا)، وجامعة أوكسفورد بروكس (المملكة المتحدة)، وبتمويل ودعم من مؤسسة البحوث الألمانية (DFG)، وأكاديمية هايدلبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية (ألمانيا). وتكمن أهمية هذه الدراسة في توثيق النشاط البشري في «جبل الفاية» خلال نهاية مرحلة مناخية محورية تُعرف باسم «المرحلة الخامسة من النظائر البحرية»، وهي فترة شهدت تغيرات مناخية كبرى في تاريخ شبه الجزيرة العربية، ويوضح رئيس البعثة الأثرية الألمانية في الشارقة الباحث الرئيس في الموقع، الدكتور كنوت بريتزكي، السياق قائلاً: «كانت هذه المرحلة أشبه بتأرجح مناخي واسع، حيث شهدت درجات الحرارة وهطول الأمطار تقلبات حادة، وتسببت الرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي في فترات رطبة متقطعة، حوّلت الصحراء القاحلة إلى مزيج من البحيرات والمراعي الخصبة، وهذه الظروف لم تكن مجرد استثناء بيئي، بل وفرت موطناً مستداماً للبشر الأوائل، وهو ما يتعارض مع الافتراضات السابقة التي اعتبرت المنطقة مجرد معبر للهجرات». لكن المناخ وحده لا يروي القصة كاملة، فما يميّز سكان «الفاية» الأوائل حقاً هو الأدوات التي صنعوها، والطريقة التي صنعوها بها، فعلى عكس المواقع الأخرى في شمال شبه الجزيرة العربية التي تضم أدوات حجرية ذات أشكال مثلثة أو بيضاوية، تكشف المكتشفات في «الفاية» عن بصمة تقنية مختلفة، هنا استخدم البشر الأوائل تقنية متقدمة تُعرف بـ«الاختزال ثنائي الوجه»، وهي منهجية دقيقة تتضمن الطرق على نواة الحجر من جهتين لتشكيل نصال طويلة وحادة. وقال مدير عام هيئة الشارقة للآثار، عيسى يوسف، وأحد المساهمين الرئيسين في البحث: «تشير نتائج الدراسة في (الفاية) بشكل واضح إلى أن المرونة والإبداع والرغبة في التكيّف هي من أقوى سمات الطبيعة البشرية، خصائص جعلتنا من أقدم الأنواع التي أتقنت فنون البقاء على كوكب الأرض، والأدوات التي تم اكتشافها تعكس عمق العلاقة بين الأرض والإنسان، ومع استمرارنا في دعم ملف الفاية إلى قائمة التراث العالمي، نشهد كيف يمكن لاكتشافات الماضي أن تُلهم الحاضر، وتربطنا ببعضنا بعضاً في المستقبل». ولا تقف أهمية الدراسة عند حدودها العلمية، بل تتجاوزها إلى تقديم نموذج رائد لكيفية الجمع بين العلوم الدقيقة والسرد الأثري لتعزيز الوعي العام والأكاديمي بالماضي الإنساني المشترك. وإضافة إلى ثقلها العلمي، تُسلّط الدراسة الضوء على دور الشارقة المتقدم في ريادة البحث الأثري وحماية التراث الثقافي الإنساني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store