
هل الممسوس من الجن يعلم الغيب؟ خالد الجندي يجيب
الغيب كل ما لم يره الإنسان
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن الغيب هو كل ما لم يره الإنسان أو لم يعلمه، وينقسم إلى نوعين: غيب نسبي وغيب مطلق، موضحا أن الغيب النسبي هو ما يخفى عن بعض الناس ويعلمه آخرون بإذن الله، مثل ما قد يعرفه عالم عن مسائل دينية يجهلها غيره، أما الغيب المطلق فهو ما استأثر الله بعلمه وحده، مثل حقيقة الروح، وتفاصيل يوم القيامة، وما أعده الله في الجنة والنار مما لم تره عين ولم تسمع به أذن.
الغيب المطلق
وبيّن أن أي معلومة إذا علمها أحد غير الله، حتى لو كان جبريل عليه السلام، فهي غيب نسبي، لأنه لم يختص الله نفسه بعلمه، أما ما لا يعلمه إلا الله وحده فهو الغيب المطلق الذي قال فيه سبحانه: "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ"، مشيرًا إلى أن هذا العلم يشمل كل صغيرة وكبيرة في الكون.
وأضاف أن معرفة الجن أو الملائكة لبعض الأمور التي يتداولونها فيما بينهم، لا يجعلها غيبًا مطلقًا، وإنما غيب نسبي، ولهذا قد يخبرك أحد الممسوسين من الجن بمعلومات عن حياتك أو ماضيك، لكنها ليست من علم الغيب المطلق، بل نقلت إليه عبر وساطة.
وشدد الجندي على أن الغيب المطلق، مثل موعد الموت أو مصير الإنسان في الجنة أو النار، لا يعلمه إلا الله، ولا يمكن لأي مخلوق الاطلاع عليه، مستشهدًا بقول الله تعالى: "لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" في إشارة إلى هذا النوع من الغيب.
وأكد أن فهم الفرق بين الغيب المطلق والنسبي أمر ضروري لحماية الناس من الخرافات والتصورات الخاطئة، ولتثبيت العقيدة الصحيحة في أن علم الغيب المطلق بيد الله وحده.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 5 ساعات
- صدى البلد
هل الإسلام يدعو إلى الفقر والزهد؟.. أحمد نبوي يجيب
قال الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن هناك مفهومًا شائعًا خاطئًا لدى بعض الناس، يتمثل في الاعتقاد بأن الإسلام يدعو للفقر، موضحًا أن الإسلام في الحقيقة يدعو إلى الزهد بمعنى عدم التعلق الشديد بالدنيا، مع العمل الجاد والسعي المشروع، مستشهدًا بأمثلة من الصحابة الأثرياء كعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما. وأضاف خلال حلقة برنامج 'منبر الجمعة'، اليوم الخميس، أن بعض الناس أساءوا فهم الزهد، فاعتبره بعضهم دعوة لترك العمل والجلوس بلا إنتاج، بينما اتجه آخرون إلى الكسب السريع بطرق غير مشروعة، مستغلين الوسائل الحديثة، مثل القمار الإلكتروني أو التجارة في المواد المحرمة أو إنتاج محتوى خادش للحياء لتحقيق المشاهدات والأرباح. وأكد أن هذا النوع من السلوك يمثل أشد صور الحرام، لأنه يقوم على تحريف مفهوم العمل، مشددًا على أن العمل في جوهره يعني بذل الجهد والتعب، وأن أي إنسان ناجح أو ثري وصل إلى ما هو عليه بعد رحلة كفاح طويلة. وأوضح نبوي أن السعي وراء المال أو النجاح دون جهد حقيقي يعد مغالطة منطقية، مبينًا أن الانشغال بمشاريع أو أنشطة غير مشروعة، وترك العمل الأصلي الذي منحه الله للإنسان ليفتح به بيته ويطور نفسه، هو في حقيقته إفساد في الأرض، وليس عملًا صالحًا مقبولًا.


صدى البلد
منذ 6 ساعات
- صدى البلد
هل يقبل الله التوبة رغم تكرار الذنب؟ 17 وصية تُعينك على الطاعة
هل يقبل الله التوبة رغم تكرار الذنب؟ يقبل الله التوبة من الذنب حتى لو تكرر، طالما أن العبد يتوب توبة نصوحاً ويعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى. الله عز وجل يفرح بتوبة عباده مهما تكررت ذنوبهم، ويغفر لهم إذا تابوا بصدق. هل يغضب الله من تكرار الذنب ؟ قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال حول «ما إذا كان الله يغفر الذنوب حتى لو كرر الإنسان العودة إليها؟»، إن الناس في النظر إلى الذنوب نوعان: من بلغ سن التكليف وكان عاقلًا، فهذا تُكتب له الحسنات والسيئات، ومن لم يبلغ أو فقد عقله فلا تُكتب عليه الذنوب وتُكتب له الحسنات. كيفية التوبة من الذنوب وأوضح أمين الفتوى، أن من ارتكب ذنبًا فعليه أن يتوب ويستغفر، وإذا عاد للذنب فعليه أن يجدد التوبة والاستغفار، مؤكدًا أنه لا يأس من رحمة الله، وأن المهم أن يلقى الإنسان ربَّه وهو على توبة. وحذر من الاستهانة بالأمر باعتبار أن التوبة متاحة في أي وقت، إذ لا يضمن الإنسان أن يُمهل، مشيرًا إلى قوله تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، وأن التوبة تُقبل ما دام الإنسان حيًّا ولم تبلغ روحه الحلقوم، أما عند لحظة الموت فلا تنفع التوبة كما حدث مع فرعون. الثبات على التوبة الثبات على التَّوبةِ مسألةٌ يسيرة لا تثقل على قاصدها ولا تُجهده، إنَّما تتمثَّل بأفعالٍ وسُلوكاتٍ بسيطةٍ مُعتادةٍ تقطع حبلَ الذُّنوبِ والمَعاصي، وتَصِلُ باب مُراقبة الله والتطبُّعِ بأوامره واجتنابِ نواهيه، وتكون الثبات بالتزام الأمور التالية: 1- استشعار الأجر العظيم، فقد أعدّ الله - سُبحانه وتعالى- للتائب أجرًا عظيمًا إذا تَابَ توبةً صادقةً، ونَدم على جَميع الذّنوب والمعاصي التي ارتَكبها سابقاَ. 2- هجر الذنوب، والمعاصي التي اعتاد على ارتكابها فورًا؛ فالحَزم في ترك الذنوب والمعاصي من دواعي الثبات على التوبة، وعدم التّردد بها، ثم عدم العودة بعد ذلك لهذه الذنوب والمعاصي. 3- هجر كلّ ما يُمكن أن يُعيد التائب إلى المَعاصي والذنوب، ومن أهمّ ما يَجبُ على التائب الذي يَرغب بالثبات على التوبة بصدق أن يهجره كلّ الأسباب التي يمكن أن تُعيده لطريق الضياع ومعصية الله، كأصدقاء السُوء، وأماكن الفساد والفُجور، وأيُّ سببٍ قد يُزعزِعُ التوبة أو يُؤثر على التائب سلبًا، فتُرديه في طريق الضلال، والهلاك. ومن الثبات على التوبة رابعًا: التيقّن بأنّ الله - سبحانه وتعالى- إن تاب التائب، وثَبَت على توبته، وحافظ عليها، واستمر عليها، وابتعد عن الكبائر فإنّ الله سيُبدل سيئاته السابقة للتوبة إلى حسنات، وهذا من رحمة الله، وفضله، وكرمه. ومن الوسائل المعينة على المداومة والثبات في التوبة، خامساً: استعانة التائب على كلّ ما سبق بالله سبحانه وتعالى، بأن يَمنَحه العَزم، والقُوّة للثباتِ على التوبة. 6- المسارعة إلى التوبة كلما وقع المسلم في مخالفات شرعيَّة وذنوب ومعاصٍ، وعدم التسويف أو التأجيل للتوبة، قال –تعالى-: «وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»، [سورة آل عمران: الآية 133]. 7- العزم على عدم الرجوع إلى المعصية، فبهذا العزم تصح التوبة، ويكتسب صاحبها صفة الاستمرار على التوبة. 8- الندم على فعل المعصية، فبالندم تعلو قيمة التوبة في نفس صاحبها. 9- هجر أماكن المعصية قدر المستطاع. 10- صحبة الطيبة الذين يعينون المسلم على الطاعة، وترك مصاحبة الأشرار، الذين يعينون ويشجعون على ارتكاب المعاصي. ومن الوسائل المعينة على المداومة والثبات في التوبة، الحادي عشر:- مراقبة النفس ومحاسبتها، وذلك باستشعار مراقبة الله سبحانه في كل قولٍ أو فعلٍ يصدر عنها. 12- تعهد النفس بإشغالها بما ينفعها، مثل الإكثار من الطاعات، وتنظيم علاقته بكتاب الله تلاوة وحفظًا وتدبرًا. 13- تذكر الموت، وحسن الاستعداد له. 14- المحافظة على ذكر الله سبحانه، مثل المحافظة على أوراد الصباح والمساء. 15- الحرص على المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد. 16- حضور دروس العلم والاستماع إليها. 17- تصوُّر النتائج والعقوبات المترتبة على المعصية، وتصوُّر النتائج العظيمة والثواب الجزيل المترتب على التوبة. أفضل وقت للتوبة ذكر مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، قول ابن رجب الحنبلي، أن أفضل وقت للتوبة؛ أن يبادر الإنسان بالتوبة في صحته قبل نزول المرض به؛ حتى يتمكن حيئذ من العمل الصالح. أفعل الذنب وأتوب ثم أعود أفعل الذنب وأتوب ثم أعود إليه مرة أخرى.. فما الحكم؟ سؤال أجاب عنه الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد في الإجابة أن الله لا يمل حتى تملوا فعلى العبد أن يكثر من التوبة مهما عصى ربه فهو الغفور الرحيم. وأضاف أمين الفتوى، أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فعليه أن يكثر من التوبة مهما كرر المعصية حتى يوفقه الله للامتناع عن هذه المعصية لقوله تعالى "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(69)" العنكبوت، ناصحًا من فعل المعصية أن يكثر مع التوبة من النفقة والاستغفار والصلاة على النبي، فالصدقة تطفئ غضب الرب. التوبة إلى الله يبقى العبد المسلم رغم حبه لله تعالى وبحثه عن مرضاته في حياته مخلوقًا ضعيفًا، يقع في مواطن الشبهات والخطايا حينًا بعد حين، ويصدق ذلك قول النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث: "كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطائينَ التوابونَ"؛ فأعقب النبي -عليه الصلاة والسلام- وصف الإنسان بأنه خطاء، وأن خير الناس من يتوب مرةً بعد مرة ويكثر التوبة والإنابة إلى الله تعالى. التوبة كما ورد في قاموس اللغة مصدر تاب، وهي الإقلاع عن الخطأ والرجوع عنه، والاعتراف بالتقصير وبالذنب، وأما التوّاب فهي صيغة المبالغة للفعل تاب، وهو كثير العودة والرجوع عن الذنوب، وهو اسم من أسماء الله الحسنى كذلك، ويدل على كثرة توبة الله تعالى على من يتوب من عباده. صلاة التوبة حب الله لتوبة عبده الأحاديث والآيات الكريمة التي ترغب العبد بالتوبة وتؤكد حب الله تعالى لتوبة عبده كثيرة، ومنها: 1- الحديث القدسي عن الله – تعالى-: «يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفرُ لكم» 2- وفي حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- يصف فيه أن رجلًا في أرضٍ دون طعام أو شراب فيها، ونام قليلًا فيها فتركته ناقته التي حمل عليها طعامه وشرابه، فاستيقظ فلم يجد ناقته، فأصابه اليأس، فاضطجع في ظل شجرة، فإذا هي عائدة مجددًا بين يديه، فقام من فرحه يقول: اللهم أنت عبدي وأنا ربّك، فأخطأ من شدة الفرح». شروط التوبة وما يعين عليها ذكر العلماء خمسة شروط للتوبة المقبولة على المرء أن يجتهد ليحصّلها كلها حتى يطمئنّ أن توبته قد قبلت، والشروط هي: 1- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعيًا لمرضاة أي أحد سواه. 2- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائيًا. الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل. 3-عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت. 4- أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب والمعاصي متعلّقةً بالعباد، وبذل كل الوسع والطاقة في ذلك، فإن كانت التوبة من السرقة مثلًا فعلى العبد أن يردّ المسروقات إلى أصحابها، وإن كان ذلك صعبًا فعلى العبد أن يتصدّق بقيمة المسروقات.


الشرق الجزائرية
منذ 7 ساعات
- الشرق الجزائرية
حديث الجمعة _ أبواب الخير
المهندس بسام برغوت الإسلام دين الرحمة والعطاء، يدعو إلى فعل الخير، ويحثّ عليه في كل مجالات الحياة، وجعله وسيلة للتقرّب من الله، وسبيلًا لنيل رضاه ومحبته، وسببًا لدخول الجنة. وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن 'أبواب الخير كثيرة'، فليست محصورة بعمل معين، بل تتنوع وتتسع لتشمل كل ما فيه نفع للفرد والمجتمع. سنتحدث في هذا المقال عن أبواب الخير في الإسلام، وفضلها، وأمثلة عملية عليها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وضرورة اغتنامها في حياتنا اليومية. مفهوم الخير في الإسلام الخير في الإسلام ليس مقتصرًا على الأعمال التعبدية فقط كالصلاة والصيام، بل هو كل ما يُرضي الله، ويفيد الناس، ويحقق الرحمة والتوازن في المجتمع. يشمل الخير القول الطيب، والابتسامة في وجه الناس، والإحسان إلى الجار، وإعانة المحتاج، والعدل، وتربية الأبناء على الأخلاق، بل وحتى إماطة الأذى عن الطريق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان'. يدل هذا الحديث على أن الإسلام دين يشمل الجوانب الروحية والسلوكية والاجتماعية جميعها. أبواب الخير التعبدية من أهم أبواب الخير التي حثّ عليها الإسلام هي الأعمال التعبدية، التي تكون بين العبد وربه، كالصلاة، والصيام، والذكر، وقراءة القرآن، والصدقة، والحج، والدعاء. هذه العبادات تُطهّر القلب، وتقوّي العلاقة بالله، وتزيد من الطمأنينة والسعادة في النفس. فالصلاة مثلاً، هي عمود الدين، ووسيلة للتقرب إلى الله، وهي باب مفتوح خمس مرات في اليوم للتوبة والرجوع إلى الله. كذلك الصيام، لا سيما في شهر رمضان، له فضل عظيم في تهذيب النفس وتعويدها على الصبر. وأيضًا الذكر، قال الله تعالى: 'الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب'، فكل هذه العبادات هي من أعظم أبواب الخير. الصدقة باب عظيم من أبواب الخير الصدقة من أبواب الخير العظيمة التي لها أثر كبير على الفرد والمجتمع. فهي تطهر المال، وتنمّيه، وتعود على المعطي بالبركة، وعلى المتلقي بالإعانة. قال الله تعالى: 'مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مائة حبّة'. والصدقة لا تقتصر على المال فقط، بل كل شيء يمكن أن يكون صدقة، كالكلمة الطيبة، والابتسامة، والتعليم، والنصيحة، بل وحتى إزالة الأذى من الطريق. قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة'. التعليم من أبواب الخير تعليم الناس العلم النافع، سواء كان علم دين أو دنيا، هو من أعظم ما يُتقرب به إلى الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة'. فالذي يعلّم طفلًا، أو يرشد جاهلًا، أو يكتب كتابًا فيه نفع للناس، فقد فتح لنفسه بابًا عظيمًا من أبواب الخير، ويعتبر صدقة جارية تستمر حسناتها بعد الموت. الدعوة إلى الله والنصيحة من أبواب الخير الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة هي مهمة الأنبياء، ومن أعظم الأعمال أجرًا، خاصة إذا أثمرت هداية للناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا، خير لك من الدنيا وما فيها'. كما أن النصيحة الصادقة من أبواب الخير التي تُصلح المجتمع وتقوي الروابط بين أفراده، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: 'الدين النصيحة'، وهذا يدل على مركزية هذا العمل في الإسلام. من الخير أن يتوب الإنسان إلى الله، ويستغفره دومًا. فالتوبة تجبّ ما قبلها، والاستغفار يفتح أبواب الرحمة والرزق. قال تعالى: 'فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين'. فالتوبة والاستغفار يجددان صلة العبد بربه، ويطهّران النفس من الذنوب، ويعطيان الإنسان دافعًا للبدء من جديد. المسارعة إلى أبواب الخير حث الإسلام على المبادرة والمسابقة إلى أعمال الخير، وعدم التسويف أو التردد. قال الله تعالى: 'وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين'. فالمؤمن الحريص على الخير لا ينتظر الفرص بل يصنعها، ويغتنم الأوقات الفاضلة، ويسعى لنشر الخير في بيته ومجتمعه، ويترك أثرًا طيبًا أينما حلّ. ختاماً ، إن أبواب الخير في الإسلام كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى، وهي مفتوحة لكل من أراد الأجر والثواب، سواء كان غنيًا أم فقيرًا، عالمًا أم عاميًا. فكل إنسان قادر على أن يكون مفتاحًا للخير في مجتمعه، بما يستطيع من قول أو فعل، علينا أن نغتنم هذه الأبواب في حياتنا اليومية، وأن نعلّم أبناءنا حبّ الخير والسعي إليه، حتى نعيش في مجتمع يسوده الإحسان، وتظلله الرحمة، ويتنزل عليه رضا الله وبركاته، فالخير لا يعود بالنفع فقط على الغير، بل ينعكس على فاعله طمأنينة، وسعادة، ورضا في الدنيا، وثوابًا جزيلًا في الآخرة.