
آخر أسبوع من رمضان.. فرصة لا تعوض للتغيير والتحول الداخلي
الدكتور محمد حسين سمير – أستاذ الإدارة بجامعة لندن وخبير التغيير والتطوير المؤسسي
شهر رمضان ليس مجرد مناسبة دينية للصيام عن الطعام والشراب فحسب، بل هو أيضًا شهرٌ فريد من نوعه يتسم بالفرص العميقة للتغيير الشخصي والتحول الداخلي، إنه وقت للتأمل في الذات، وفرصة للتحرر من القيود التي تفرضها العادات السلبية والأنماط الفكرية المتوارثة.
الصيام ليس فقط امتناع عن الطعام والشراب، بل عن تجنب التبريرات النفسية التي تثني عنا اتخاذ الخطوات الجادة نحو التغيير؛ ففي هذا الشهر المبارك، يتعزز إيماننا بقدرتنا على التحكم في أنفسنا وإرادتنا، ويصبح لدينا فرصة للتخلي عن السلوكيات التي تمنعنا من النمو، والتمسك بالعادات الصحية التي تساهم في تطويرنا الشخصي والروحي.
كيف نكسر حاجز التبرير ونعيد تشكيل حياتنا؟
الاعتراف بوجود التبرير: خطوة أساسية نحو التحرر منها؛ فالتبرير هو آلية دفاع نفسية تضعنا في موقف مريح ولكنها تحبسنا في دائرة من الركود، ويتطلب التغيير الصادق أن نكون على دراية بتلك المبررات التي نختلقها لأنفسنا لتجنب اتخاذ خطوات حاسمة نحو التغيير.
من خلال الاعتراف بهذه المبررات، نكون قد فتحنا الباب للتغيير الجذري الذي لا يمكن أن يحدث إلا إذا تخلينا عن هذه الموانع الداخلية.
التفكير في النتائج طويلة الأمد: في كثير من الأحيان، نتأثر بالعواقب القصيرة المدى التي قد تبدو غير مريحة أو مرهقة، مثل التحديات التي قد تواجهنا عند محاولة التخلص من عادة قديمة أو تعلم سلوك جديد.
إذا نظرنا بعين الثاقبة إلى الفوائد طويلة الأمد التي يحققها التغيير، مثل الصحة الجيدة، الاستقرار النفسي، أو النجاح المهني، سنكتشف أن التغيير يستحق الجهد والصبر، ويتطلب الأمر منا أن نتبنى رؤية أعمق وأكثر شمولية للحياة، وأن نغرس في أنفسنا القناعة بأن التغيير مهما بدا صعبًا في البداية، فإنه سيؤدي إلى حياة أكثر إشباعًا وتوازنًا.
البدء بخطوات صغيرة: التغيير لا يحدث بين عشية وضحاها، بل هو رحلة تتطلب خطوات صغيرة وثابتة. إذا كانت الأهداف التي نطمح إليها ضخمة، يمكننا تقسيمها إلى أهداف أكثر واقعية وقابلة للتحقيق على المدى القصير.
هذه الخطوات الصغيرة تجعل العملية أكثر قابلية للتحقيق وتقلل من شعورنا بالإحباط أو الفشل. في رمضان، حيث يعزز الانضباط الذاتي، يمكننا أن نبدأ بتعديل بعض العادات اليومية مثل تحديد أوقات معينة للعبادة أو ممارسة الرياضة. مع الوقت، تصبح هذه التغييرات الصغيرة هي أساس التغييرات الكبرى التي نطمح إليها.
التعامل مع الخوف من الفشل: من الطبيعي أن يرافقنا الخوف من الفشل في كل مرحلة من مراحل التغيير. لكن الفشل لا يعني نهاية الطريق، بل هو جزء لا يتجزأ من عملية النمو. كل فشل يحمل في طياته درسًا ثمينًا يعيننا على تصحيح مسارنا.
في هذا الشهر الكريم، يتأمل المسلمون في قدرة الله على تقبل التوبة والتغيير، ويمكننا أن نرى الفشل كفرصة لتجديد عزيمتنا، وتطوير أنفسنا من خلال التعلم من الأخطاء بدلاً من الخوف منها.
التحدي الأكبر
لنسمح لأنفسنا أن نتجاوز تلك العوائق النفسية التي تعيق تقدمنا لنكسر القيود التي وضعناها بأنفسنا على مدار السنين، ولنفتح أبواب التغيير على مصراعيها.
التغيير ليس رفاهية أو ترفًا نمارسه من حين لآخر، بل هو ضرورة أساسية من أجل حياة أفضل وأكثر معنى. ومن خلال التزامنا بتغيير عاداتنا وتطوير أنفسنا، نكتشف أن رمضان هو بالفعل شهر الفرصة الكبرى للتغيير والتحول الحقيقي.
في النهاية، يظل رمضان هو شهر رحمة ونعمة، وهو أيضًا فرصة عظيمة للتغيير والتطور الشخصي، دعونا نستغل هذه الفرصة الفريدة لتحقيق أهدافنا وتحقيق حياة أكثر توازنًا وصحةً وسلامًا داخليًا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدينة
منذ 3 ساعات
- المدينة
ارحموا كبير قومٍ قد سَنَّ..!!
لا أذكر طيلة حياتي أنَّني رأيتُ مواقف سيَّارات مُخصَّصة فقط لكِبار السنِّ ممَّن تجاوزوا الخامسة والستِّين من العُمر، بجوار مرافقنا الحكوميَّة، أو الأهليَّة، أو التجاريَّة، رغم حاجتهم الماسَّة إليها بنفس القدر، أو أقل بقليل من حاجة أصحاب الإعاقات لهذه المواقف -شفاهم الله أجمعين-!.وكِبارُ السنِّ، ومعظمهم مُصابون بالأمراض المزمنة، وربَّما يُعانون من المضاعفات الخطيرة لهذه الأمراض، ويحتاجون لمواقف سيَّارات قريبة من المرافق؛ لأنَّ معاملتهم مثل الشباب المفتول العضلات فيها بعضٌ من الجحود لكِبر سِنِّهم، وليس هناك أشقُّ على كبير السِنِّ من إيقاف سيَّارته بعيدًا عن المرافق بعشرات أو مئات الأمتار، ثمَّ المشي تحت لهيب الشمس الساخنة؛ كي يصل إلى مُبتغاه مُنهكًا ليس فيه طاقة تُعينه على التحمُّل!.وبعض الدول تُصنِّف السِنَّ الكبيرة كنوعٍ من أنواع الإعاقات، ولا تنتظر أنْ يُوضع كبير السِنِّ على كرسيٍّ متحرِّك حتَّى يُمنح ميزة لموقف سيَّارات بجوار المرفق الذي يراجعه، مثل ألمانيا، وكندا، وكوريا الجنوبيَّة، وغيرها من الدول المتطوِّرة في تشريعات العناية بكبار السِنِّ، ومنها توفير مواقف سيَّارات قريبة من المرافق، وهذه التشريعات حضاريَّة، ولا تُثْقِلُ كاهل الجهات المعنيَّة، بل تُظهِر احترامها الشديد لكِبار السنِّ، وحبَّها لهم، وعنايتها بهم، بعد أنْ أصابهم الكِبَر إثر خدمتهم الطويلة في العمل.ومن المُشَاهَدِ حاليًّا أنَّ كِبار السنِّ، وفيما لو أوقفوا سيَّاراتهم في مواقف أصحاب الإعاقات الخالية، معظم الأوقات لقلَّة أعداد هؤلاء الأخيرين بجوار صيدليَّة، أو مستشفى -مثلًا- تُسجَّل ضدَّهم مُخالفات بغرامات قيمتها مئات الريالات، ويُساوون في هذا مع الشباب الذين ليس لهم حاجة لإيقاف سيَّاراتهم فيها، وهذا ليس إنصافًا لِكِبار السنِّ، وهم يستحقُّون مُعاملة أفضل.وأنا أدعو الأمانات وإدارات المرور لِشَمْلِ كبار السنِّ في مواقف السيَّارات القريبة من المرافق، وإصدار ستيكرات تعريفيَّة بهم تُلصق على زجاج سيَّاراتهم لمساعدتهم وتجنُّبهم للمُخالفات والغرامات، ولو قدَّرْنا كِبار السِنِّ حقَّ قدرهم، فهذا ليس -فقط- واجبًا شرعيًّا نظريًّا، بل واقع حضاري لافت للنَّظر.ارحموا كبيرَ قومٍ قد سَنَّ.


الوطن
منذ 7 ساعات
- الوطن
شراكة الصحة ومدينة العلوم والتقنية: رؤية مستقبلية لخدمة ضيوف الرحمن
تواصل المملكة العربية السعودية ريادتها في خدمة ضيوف الرحمن وتقديم أرقى مستويات الرعاية والاهتمام لحجاج بيت الله الحرام. إن هذا الاهتمام الملكي الكريم والدعم غير المحدود ينعكسان في كافة الجهود المبذولة لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام. تشهد المملكة العربية السعودية سنوياً تدفق ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم لأداء فريضة الحج، مما يتطلب جهوداً استثنائية لضمان سلامة وراحة ضيوف الرحمن. وفي هذا السياق، تلعب وزارة الصحة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية دوراً محورياً في تقديم خدمات صحية وتقنية متطورة تواكب أحدث المعايير العالمية. تتولى وزارة الصحة السعودية دورا جوهرياً ومسؤولية ضخمة في توفير الرعاية الصحية الشاملة للحجاج، حيث تبدأ استعداداتها قبل موسم الحج بأشهر عديدة. تقوم الوزارة بتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، مع زيادة القدرة الاستيعابية وتعزيز الكوادر الطبية المتخصصة. تشمل الخدمات الصحية المقدمة والرعاية الطارئة والعلاج المتخصص للأمراض المزمنة، بالإضافة إلى برامج الوقاية من الأمراض المعدية والتطعيمات الضرورية. كما تُفعل الوزارة خططاً شاملة للاستجابة السريعة للحالات الطارئة، وتنشر فرقاً طبية متنقلة في جميع أنحاء المشاعر المقدسة لضمان الوصول السريع للخدمات الصحية. بالإضافة لتلك الجهود العظيمة، تسهم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) بدور فاعل في تطوير الحلول التقنية المبتكرة لخدمة الحجاج. تركز المدينة على تطبيق أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنيات الاستشعار عن بُعد لتحسين إدارة الحشود وضمان السلامة العامة. من أبرز مساهمات المدينة تطوير أنظمة المراقبة الذكية التي تساعد في تتبع حركة الحجاج وتحليل البيانات لتوقع الكثافات السكانية في المواقع المختلفة. كما تعمل على تطوير تطبيقات الهواتف الذكية التي تقدم خدمات إرشادية وصحية للحجاج بلغات متعددة، مما يسهل عليهم الوصول للمعلومات والخدمات الضرورية. يتميز العمل بين وزارة الصحة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتكامل والتنسيق المستمر. تتبادل الجهتان الخبرات والموارد لتطوير حلول مبتكرة تجمع بين الخبرة الطبية والابتكار التقني. هذا التعاون تنتج عنه مشاريع مشتركة مثل أنظمة المراقبة الصحية الإلكترونية وتقنيات التشخيص المبكر للأمراض. تسعى كلتا الجهتين لتحقيق رؤية المملكة 2030 في أن تصبح المملكة الوجهة الأولى للمسلمين حول العالم من خلال تقديم خدمات حج عالية الجودة. يشمل ذلك الاستثمار في التقنيات الناشئة مثل الواقع المعزز والطائرات بدون طيار للمراقبة والإسعاف، بالإضافة إلى تطوير منصات رقمية متطورة لإدارة الخدمات الصحية. وفي الختام، تمثل الشراكة بين وزارة الصحة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية نموذجاً رائداً في توظيف العلم والتقنية لخدمة الإنسانية، حيث تحرص المملكة على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن باستخدام أحدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا، مؤكدة على التزامها بخدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما.


سويفت نيوز
منذ 8 ساعات
- سويفت نيوز
التدخل العاجل خلال الساعة الذهبية ينقذ حياة حاج إيراني بمدينة الملك عبدالله الطبية
مكة المكرمة – واس : أسهم التدخل الطبي السريع (خلال الساعة الأولى من الإصابة بالجلطة القلبية)، لأحد الحجاج من جمهورية إيران، في منع حدوث مضاعفات له بعد الإصابة، وتماثله للشفاء السريع لاستكمال مناسك الحج، وذلك من خلال إجراء عملية قلب عاجلة في مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة عضو تجمع مكة الصحي.يأتي ذلك استمرارًا للجهود النوعية التي تقدمها تجمعات المملكة الصحية لتوفير الرعاية الطبية التخصصية لضيوف الرحمن، وفق أعلى معايير الجودة، وبأيدي كوادر سعودية مؤهلة، وتجهيزات متطورة؛ وفي إطار الاهتمام والرعاية التي توليها حكومة المملكة لحجاج بيت الله الحرام.وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن تطبيق بروتوكولات العلاج ضمن نظام الرعاية العاجلة، أحد أنظمة نموذج الرعاية الصحية السعودي، أنقذ حياة الحاج وهو الآن في طور التعافي لاستكمال مناسك الحج خلال الأيام القادمة.وأفاد بأن الفريق الطبي ممثلًا بمركز صحة القلب، قيّم الحالة تقييمًا عاجلًا وقرر التدخل الجراحي الفوري خلال الساعة الأولى من قدوم المستفيد إلى قسم الطوارئ بمدينة الملك عبدالله الطبية وهو يعاني من جلطة قلبية حادة مصحوبة بألم صدري. وبين تجمع مكة المكرمة الصحي أن حالة المستفيد مستقرة حاليًا بعد الجراحة دون تسجيل أي مضاعفات، وتماثل للتعافي الكامل، ومن المتوقع التحاقه بحملته قريبًا لاستكمال مناسك الحج وهو بصحة جيدة. مقالات ذات صلة