
هل يقلب الإغلاق الإيراني لـ"مضيق هرمز" موازين الاقتصاد العالمي؟
مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وتهديدات صريحة صدرت من طهران بإغلاق مضيق هرمز، عاد هذا الشريان البحري الحيوي إلى واجهة المشهد السياسي والاقتصادي العالمي، كواحد من أخطر 'نقاط الاختناق' التي قد تجرّ العالم إلى أزمة طاقة غير مسبوقة. المضيق: شريان النفط العالمي
يمر عبر مضيق هرمز يوميًا نحو 20 مليون برميل من النفط الخام، أي ما يعادل خُمس الإمدادات العالمية اليومية، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA). ويُعتبر الطريق البحري الوحيد لصادرات النفط من الدول الخليجية (السعودية، الإمارات، الكويت، العراق، قطر) إلى الأسواق العالمية، ما يجعل من هذا الممر الضيق – الذي لا تتجاوز ممراته الصالحة للملاحة عرض ميلين في كل اتجاه – شريانًا اقتصاديًا استراتيجيًا، خاصة للدول الآسيوية. الجغرافيا السياسية تمنح إيران ورقة ضغط
إيران تسيطر على الجانب الشمالي من المضيق، بينما يقع الجانب الجنوبي في المياه الإقليمية لسلطنة عمان. وبحكم الجغرافيا والقدرات العسكرية، تملك طهران أدوات مؤثرة لتعطيل حركة الملاحة، ما يجعل تهديداتها أكثر من مجرد تصريحات سياسية.
وقد سبق أن استخدمت إيران تكتيك التضييق على الملاحة في المضيق خلال الأزمات السابقة، وهو ما يرفع احتمالات تكرار ذلك في حال استمرار التصعيد العسكري. الأسعار تقفز والمخاوف تتصاعد
عقب الغارات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية، قفزت أسعار النفط العالمية بنسبة 10%، ليتجاوز خام برنت عتبة 80 دولارًا للبرميل لأول مرة منذ يناير، بحسب بيانات 'Refinitiv'، في استجابة مباشرة للمخاوف من إغلاق محتمل للمضيق.
وحذر خبراء الطاقة، من بينهم روب ثاميل، مدير الاستثمار في 'تورتويز كابيتال'، من أن أي تعطيل فعلي لحركة الملاحة في مضيق هرمز قد يدفع أسعار النفط إلى حاجز 100 دولار للبرميل، ما سيعني ارتفاعًا حادًا في معدلات التضخم العالمية، وزيادة الضغط على اقتصادات الدول المستوردة للنفط. آسيا الأكثر تأثرًا… والولايات المتحدة أقل
تشير بيانات EIA إلى أن 84% من النفط الخام الذي يمر عبر المضيق يتوجه نحو الأسواق الآسيوية. وحدها الصين تستورد أكثر من 5.4 مليون برميل يوميًا من خلاله، تليها الهند وكوريا الجنوبية.
وبالمقابل، فإن الولايات المتحدة وأوروبا تستوردان نسبًا أقل نسبيًا (400-500 ألف برميل يوميًا)، ما يقلل نسبيًا من الضرر المباشر عليهما، لكنه لا يُنهي التأثير غير المباشر الناتج عن ارتفاع الأسعار عالميًا. رسائل إيرانية متعددة المستويات
تصريحات حسين شريعتمداري – وهو صوت مقرب من المرشد الأعلى – بأن 'الرد الإيراني قد يبدأ من هرمز'، وتصريح اللواء عبد الرحيم موسوي حول مواصلة العقاب حتى عجز 'نتنياهو'، يعكس نبرة تصعيد متدرجة تجمع بين الرد العسكري والضغط الاقتصادي عبر أدوات جيوسياسية كهرمز.
كما أن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو تندرج في إطار البحث عن غطاء استراتيجي مع حلفاء كبار كروسيا والصين، ما يُعقّد حسابات الرد الأمريكي ويعزز مناورات طهران في قلب الممرات الاقتصادية الدولية. الخلاصة
إغلاق مضيق هرمز – حتى ولو مؤقتًا – سيُعَدُّ زلزالًا اقتصاديًا وجيوسياسيًا قد يعيد رسم خريطة الطاقة العالمية.
ورغم أن القرار الإيراني النهائي يخضع للمجلس الأعلى للأمن القومي، فإن الرسائل المتصاعدة من طهران، في ظل استمرار الاستفزازات العسكرية الأمريكية، تشير إلى أن الورقة الأقوى في يد إيران لم تُستخدم بعد.
في حال اتخاذ هذا القرار، فلن يكون فقط ضربة للغرب، بل صفعة استراتيجية لأجندة ترامب الاقتصادية الانتخابية، كما وصفها خبراء، وقد يغير حسابات القوى الكبرى التي ظلت تراهن على استقرار الخليج كممر آمن لتدفقات الطاقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
3 اتفاقيات إنقاذ مائي لعدن وتعز بتمويل دولي يتجاوز المليون دولار
اخبار وتقارير 3 اتفاقيات إنقاذ مائي لعدن وتعز بتمويل دولي يتجاوز المليون دولار الثلاثاء - 24 يونيو 2025 - 12:12 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص بهدف معالجة أزمة المياه والصرف الصحي في بعض من أشد المناطق تضررًا، وقّع وزير المياه والبيئة، توفيق الشرجبي، يوم الإثنين في العاصمة عدن، ثلاث اتفاقيات شراكة مع منظمة "سمارتيان بيرس" الدولية، لتمويل وتنفيذ مشاريع استراتيجية في محافظتي عدن وتعز بقيمة مليون و260 ألف دولار. الاتفاقيات الثلاث تستهدف مناطق متفرقة في المحافظتين، وتُعد بمثابة شريان حياة لآلاف الأسر التي تعاني من شح المياه وتردي خدمات الصرف الصحي، في ظل أوضاع معيشية وإنسانية خانقة. الاتفاقية الأولى تشمل منطقة قعوة في مديرية البريقة – عدن، وتتضمن: حفر بئر جديدة إنشاء محطة تحلية تركيب منظومة ضخ تعمل بالطاقة الشمسية تأهيل الشبكات والخزانات إنشاء مرافق صحية تدريب وتأهيل كوادر محلية لضمان الاستدامة. الاتفاقية الثانية تستهدف منطقة جعولة في مديرية دار سعد – عدن، وتخدم 140 أسرة من السكان والنازحين عبر: تأهيل مصدر المياه الرئيسي توفير مضخة شمسية توسيع شبكة المياه إنشاء غرف ضخ، حمامات، وحفر امتصاصية تنفيذ حملات توعية وتدريب مجتمعي أما الاتفاقية الثالثة، فهي مخصصة لمديرية المخا في محافظة تعز، وتشمل مناطق: حسي سالم، نوبة عامر، والحصيب، ويستفيد منها نحو 7 آلاف شخص عبر مشاريع: حفر بئر جديدة تركيب مضخات شمسية لثلاثة مصادر مياه إنشاء خزانين جديدين تأهيل الشبكات وتركيب وصلات منزلية إنشاء مرافق صرف صحي إطلاق حملات نظافة وتوعية مجتمعية وفي تصريحه عقب التوقيع، أكد الوزير الشرجبي أن هذه الاتفاقيات تمثل جزءًا من خطة الوزارة لتوجيه التدخلات نحو المناطق ذات الأولوية القصوى، مثمنًا دور الشركاء الدوليين في دعم جهود الحكومة لتوفير الخدمات الأساسية، خاصة في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة. الاكثر زيارة اخبار وتقارير خدعة القرن في تعز.. مستشفى خيري يتحول لمشروع استثماري لنهب المساعدات باسم ا. اخبار وتقارير صدمة للمسافرين: "اليمنية" تفرض شروطًا قاسية على اليمنيين المتجهين إلى هذه ا. اخبار وتقارير قرار حوثي يفجّر الذعر ويهدد بانهيار شامل للاقتصاد اليمني.. خبير يكشف 5 آثار. اخبار وتقارير تعز تشتعل بالغاز.. مسيرة احتجاجية لأسطول الدينات وصفيح الأسعار يغلي إلى 18 .


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
إيلون ماسك يتكبد خسارة فادحة بقيمة 6.85 مليار دولار في يوم واحد
يمن إيكو|أخبار: تكبّد الملياردير العالمي إيلون ماسك خسارة مفاجئة بقيمة بلغت نحو 6.85 مليار دولار خلال التداولات التي شهدتها الأسواق، الإثنين، وذلك نتيجة لتراجع حاد في أسهم شركتيه الرئيسيتين تيسلا وأسباسيكس، وفقاً لما نشرته وكالات الأنباء الدولية، ورصده موقع 'يمن إيكو'. ويُعزى الانخفاض المفاجئ إلى تصاعد المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، إضافة إلى الضغوط التنظيمية والسياسية حول استثمارات ماسك في البيت الأبيض، مما أدى إلى تراجع معنويات المستثمرين وزيادة تقلبات السوق المالي في قطاعات التكنولوجيا والفضاء. يذكر أن الملياردير الأمريكي العالمي أيلون ماسك، أصبح حليفاً استراتيجياً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وشريكاً عملياً في حروبه التجارية والإدارية والمؤسسية، ليكلفه هذا التحالف خسارة 113 مليار دولار، من ثروته الشخصية التي هبطت بنسبة 25% منذ الـ17 من يناير الماضي، حتى نهاية إبريل الماضي، وفقاً لمؤشر 'بلومبرغ' للمليارديرات.


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
بشرى لليمنيين... مبادرة اقتصادية دولية تحمل الأمل والاستقرار
أعلن البنك الدولي،يوم امس الأول، الموافقة على قروض جديدة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بقيمة 30 مليون دولار، تحت مسمى منح توزعت على قطاعات المالية الرقمية واستدامة التعليم، وغيرها من القطاعات. ووفقا لتقرير نشره الموقع الرسمي للبنك الدولي، فقد وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي على منح جديدة للحكومة اليمنية، بقيمة ٣٠ مليون دولار أمريكي 'بهدف تعزيز البنية التحتية المالية الرقمية وضمان استمرارية حصول الأطفال على التعليم الأساسي في المناطق الأكثر حرمانًا'. وبحسب البنك فإن 'المنحة الأولى، البالغة 20 مليون دولار أمريكي، سيتم تخصيصها لتمويل مشروع البنية التحتية للسوق المالية والشمول المالي، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أما المنحة الثانية، البالغة 10 ملايين دولار أمريكي، فستدعم مشروع استدامة التعليم والتعلم، الذي تنفذه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)'. وأوضح البنك أن 'مشروع البنية التحتية والشمول المالي في اليمن سيدعم تطوير أنظمة الدفع الرقمية، بما في ذلك نظام الدفع السريع ونظام التسوية الإجمالية الآنية، تحت إشراف البنك المركزي في عدن، وسيعزز المشروع التوافق التشغيلي بين المؤسسات المالية، ويعزز الامتثال للوائح مكافحة غسل الأموال، ويوسع نقاط الوصول إلى الخدمات المالية الرقمية في المناطق المحرومة، كما سيمكن من رقمنة التحويلات النقدية والمدفوعات الحكومية والحوالات المالية، وهي مصادر دخل أساسية للأسر المحتاجة'. وأضاف أن 'مشروع استدامة التعليم والتعلم سيساعد على إبقاء المدارس مفتوحة وعاملة في المناطق المستهدفة الأكثر تضررًا من خلال تمويل إعادة تأهيل البنية التحتية للمدارس، وبناء الفصول الدراسية ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وتوفير منح مدرسية تُديرها المجتمعات المحلية، لتغطية الاحتياجات التشغيلية الأساسية. كما سيعزز المشروع أنظمة بيانات التعليم، ويدعم القدرات المحلية على تخطيط الخدمات ورصدها'.