هل فقدت التجارة التعليمية والصحية إنسانيتها؟
في مشهد يُؤلم الضمير الإنساني، تمنع جامعة خاصة عددًا من طلبتها من دخول الامتحانات، ما لم يستوفوا كامل أقساطهم، ويحصلوا على "براءة ذمة" من الدائرة المالية. وفي واقعة مشابهة، يمتنع مستشفى خاص عن صرف دواء لمريض يرقد في قسم العناية الحثيثة، بحجة أن الدواء غير مشمول بالتأمين الصحي، ويُطلب من ذويه دفع ثمنه مسبقًا. بل يُبلغ المحاسب أحد أبناء المريض بأن الدواء أُوقف بقرار إداري، وقبل حتى أن يُخطروا بذلك رغم ان الدواء من مستلزمات العلاج الضرورية لحياة المريض
هذه الإجراءات المتكررة، والمجردة من الحد الأدنى من الرحمة، أصبحت ظاهرة في العديد من الجامعات والمستشفيات الخاصة، وهي ليست فقط مخالفة للأعراف الاجتماعية والإنسانية، بل أيضًا للقوانين المدنية، التي لا تمنح أي جهة – تعليمية كانت أو طبية – حق استيفاء المال بنفسها، عبر معاقبة الطالب بالحرمان، أو المريض بوقف العلاج، خاصة حين يكون على سرير الموت أو الحياة.
يرى العديد من الخبراء القانونيين أن هذه الأفعال لا يجوز أن تتم إلا عبر الأدوات القضائية والقنوات القانونية المختصة، في حال تخلّف الطالب أو تعثّر المريض عن الوفاء بالتزاماته. أما أن يتحوّل التعليم إلى سلعة، والدواء إلى صفقة... فذلك هو الخطر الحقيقي الذي يُهدد نُبل الرسالة، ويُفرغها من مضمونها الإنساني.
إن هذه الممارسات تخدش الكرامة الإنسانية، وتفضح كيف تحولت الرسالتان: التعليمية والصحية، من مهمتين نبيليتين إلى مشاريع ربحية تجارية، لا تعرف غير لغة الأرقام والحسابات البنكية.
ومع الأسف، كثيرٌ من هذه المؤسسات لا تكتفي بالمتاجرة في الرسالة، بل تُهمل جانبًا أساسيًا من دورها، وهو المسؤولية المجتمعية. فلا نسمع منها عن مبادرات مجتمعية حقيقية، ولا عن برامج لدعم المناطق المحرومة، ولا حتى عن احترام حقوق العاملين فيها من موظفين وأكاديميين وعاملين، إذ يتم التعدي على حقوقهم تارة بالتأخير، وتارة بالاقتطاع.
ورغم شكاوى هذه المؤسسات الدائمة من "قلة الحيلة"، نراها تتوسع، وتزيد رقعة خدماتها ومبانيها، وتنفق على التسويق أكثر مما تنفق على خدمة مجتمعاتها. لكنها تضيق ذرعًا بطالبٍ فقير من الريف أو مريضٍ معوز من البادية.
أين رسالتكم الطبية؟ أين برامج التوعية الصحية؟ أين ثقافة الوقاية من الأمراض والإدمان والمخاطر المجتمعية؟
وأين مبادرات صروحكم العلمية الشامخة، بعماراتها الفخمة وساحاتها الشاسعة، من إقامة حديقة أطفال، أو دعم طالب متميز، أو بناء خيمة ثقافية صيفية في القرى النائية؟
المسؤولية الاجتماعية ليست ترفًا ولا إعلانًا، بل التزام وطني وإنساني.
لن يؤدي هذه الرسالة إلا من آمن بها، وعاش قيمها، أولئك العظماء، الرسل الحقيقيون للإنسانية، في أوطانهم وبين أهلهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
مستشفى الكندي يهنئ ولي العهد بمناسبة عيد ميلاده الحادي والثلاثين
سرايا - رئيس هيئة المديرين في مستشفى الكندي الدكتور محمد خريس وأسرة المستشفى يتقدمون من مقام حضرة صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم ولي العهد بمناسبة عيد ميلاده الميمون . داعين المولى العلي القدير ان يعيد هذه المناسبة الغالية على قلوب ابناء الشعب الاردني الواحد بالخير واليمن والبركات ومزيد من التقدم والازدهار.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
الهلال الأحمر في الطفيلة ينظم يوما طبيا السبت
تنظم جمعية الهلال الأحمر الأردني فرع الطفيلة، بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري ونادي عيمة الرياضي الثقافي الاجتماعي، بعد غد السبت، يومًا طبيًا مجانيًا، في قاعات مدرسة عيمة الثانوية للبنات، وذلك لجميع الفئات العمرية في منطقة عيمة في الطفيلة. اضافة اعلان ويتضمن اليوم، معالجات في العيادات الطبية، بتخصص الطب العام، مع تقديم العلاجات المناسبة للمراجعين بإشراف طاقم طبي وممرضين. ويبدأ اليوم الطبي من الساعة التاسعة صباحًا، و حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا.


العرب اليوم
منذ ساعة واحدة
- العرب اليوم
فوائد بذور اليقطين لصحة الجسم والنوم وبناء العضلات
تعد بذور اليقطين من الخيارات النموذجية كوجبة خفيفة سواء كان الشخص يحاول بناء عضلات أو يهدف إلى النوم بشكل أفضل، أو مجرد السيطرة على نوبات الجوع. بحسب ما نشرته صحيفة Times of India، إن بذور اليقطين تتميز بـ11 فائدة صحية ترشحها لتصدر عالم الوجبات الخفيفة، كما يلي: 1- بروتين في وقت الحاجة إن بذور اليقطين غنية بالبروتين بشكل مدهش، مما يجعلها مثالية للشعور بالشبع لفترة طويلة مع تغذية العضلات. تعتبر حفنة صغيرة، حوالي 7 غرامات، قرارًا صائبًا بعد التمرين أو في أي وقت يشعر فيه الشخص بالجوع المفاجئ. 2- غنية بسحر المغنيسيوم تتميز بذور اليقطين بأنها غنية بالمغنيسيوم، وهو معدن لا يحصل عليه الكثيرون بكمية كافية. يدعم المغنيسيوم وظائف العضلات ويعزز صحة القلب ويساعد على النوم بشكل أفضل. 3- تعزيز صحة البشرة لأن بذور اليقطين غنية بالزنك، فإنها تساعد في تحسين صحة البشرة. يساعد الزنك على تقليل حب الشباب وتسريع التئام الجروح والحفاظ على قوة الجهاز المناعي. 4- صحة أفضل للقلب من المعروف أن بذور اليقطين غنية بالدهون الصحية - وخاصة أوميغا-3 والدهون الأحادية غير المشبعة - التي تساعد على خفض الكوليسترول السيئ وتقليل الالتهابات. باختصار، يعد من المناسب للحفاظ على صحة القلب أن يتم تناول حفنة من بذور اليقطين من وقت لآخر. عبيرية عن النوم - آيستوك 6- تحسين جودة النوم تحتوي بذور اليقطين على التربتوفان، وهو حمض أميني يُساعد على النوم ويوجد في لحم الديك الرومي. وبفضل احتوائها على المغنيسيوم والزنك، تساعد بذور اليقطين الجسم على إنتاج الميلاتونين بشكل طبيعي، ليتمكن من الاسترخاء والنوم براحة بال. 7- طاقة غنية تعد بذور اليقطين مصدرًا نباتيًا غنيًا بالحديد، مما يساعد على نقل الأكسجين عبر الدم ويحافظ على مستويات الطاقة مرتفعة. 8- مفيدة لضبط سكر الدم بفضل مزيجها من الألياف والبروتين والدهون الصحية، تساعد بذور اليقطين على موازنة مستويات السكر في الدم ومنع انخفاض الطاقة المفاجئ. 9- استخدامات متنوعة يمكن إضافة بذور اليقطين إلى السلطات أو الزبادي أو العصائر، أو تناولها بكميات كبيرة. وسواء كانت حلوة أو مالحة أو حارة، فإنها تتكيف مع أي نكهة. إنها أشبه بحرباء عالم الوجبات الخفيفة. 10- درع مناعي تساعد بذور اليقطين، الغنية بمضادات الأكسدة، الجسم على مكافحة الالتهابات والأمراض. يمكن تخيلها كحارس شخصي صغير الحجم يعمل بجد لإبعاد نزلات البرد والإنفلونزا والتعب. بذور اليقطين - آيستوك يمثل المذاق الرائع لبذور اليقطين قيمة مضافة لكل ما سبق من فوائد. إنها وجبة خفيفة ذهبية بسبب طعمها الجوزي والمقرمش والحلو قليلاً، سواء تم تناولها محمصة أو متبلة أو عادية.