logo
بطولة لبنان في كرة السلة: بيروت يسقط الحكمة في غزير (88-87) ويعادله (2-2) في سلسلة المباريات، والحسم في المباراة الخامسة يوم الثلاثاء على ملعب الشياح.

بطولة لبنان في كرة السلة: بيروت يسقط الحكمة في غزير (88-87) ويعادله (2-2) في سلسلة المباريات، والحسم في المباراة الخامسة يوم الثلاثاء على ملعب الشياح.

الديارمنذ 11 ساعات

Aa
اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني
إشترك
عاجل 24/7
00:05
بطولة لبنان في كرة السلة: بيروت يسقط الحكمة في غزير (88-87) ويعادله (2-2) في سلسلة المباريات، والحسم في المباراة الخامسة يوم الثلاثاء على ملعب الشياح.
23:32
وسائل إعلام "إسرائيلية": سلاح الجو يشن غارات كثيفة وواسعة في قطاع غزة.
23:16
القناة 13 "الإسرائيلية": الجيش يرى أن حرب غزة بلغت حدها ونتنياهو يرى ضرورة استمرار القتال إن لم يتم التوصل لصفقة.
23:15
القناة 12 "الإسرائيلية": الجيش يعارض احتلال غزة بالكامل ويوصي بإبرام صفقة تبادل.
23:14
نتنياهو: النصر على إيران يفتح نافذة لتوسيع اتفاقيات السلام.
23:13
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: أكدت في اتصال مع الرئيس الإيراني على احترام وقف إطلاق النار لاستعادة السلام والعودة إلى المفاوضات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين الوهم والإنكار... مساهمة في الجدل حول مستقبل السلاح و"المحور"
بين الوهم والإنكار... مساهمة في الجدل حول مستقبل السلاح و"المحور"

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

بين الوهم والإنكار... مساهمة في الجدل حول مستقبل السلاح و"المحور"

وضعت الجولة الأعنف والأخطر، من المواجهة المباشرة بين إيران وكل من "إسرائيل" والولايات المتحدة، أوزارها، وهدأ غبار القصف الجوي والصاروخي المتبادل... لكن الجدل بين عواصم الأطراف، وفي دواخلها، بشأن "النصر والهزيمة"، ما زال محتدماً... حرب سرديات وروايات اندلعت، ولم تضع أوزارها بعد، لأنها ببساطة، حرب على "الصورة"، مدفوعة بعوامل داخلية شديدة الدقة والحساسية. "النصر المطلق" أو "التاريخي'، مثله مثل "سحق الكيان وهزيمته"، لا يستدعي احتدام هذا الجدل واستطالة أمده، فالحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور "مشتبهات"، وفي ظني أن نتائج هذه الحرب، تقع في خانة "المشتبهات"، فلا "إسرائيل" أنجزت نصراً تاريخياً مطلقاً، كما يزعم نتنياهو و"عصابته"، ولا إيران سحقت "إسرائيل" أو ألحقت بها هزيمة تكفي لـ"ردعها" على الأقل، كما يقول الخطاب الرسمي الإيراني... أحسب أن ترامب، شخصياً، خرج بصورة نصر، أوضح بكثير من تلك الصور التي خرج بها طرفا الصراع المباشر، إذ نجح في "ضبط الحرب على إيقاعاته"، وبتوقيتاته، وخرج بنتيجتها بتمرين عملي لاختبار نظريته الخاصة بـ"السلام المفروض بالقوة"، حتى وإن كانت تصريحاته مفعمة بالأكاذيب والمبالغات والتقديرات الزائفة، التي لا تقبل التحدي والاعتراض، لا من دوائره القريبة ولا من الدوائر البعيدة. الحليفتان الاستراتيجيتان لم تنتصرا على إيران، وإيران لم تنتصر عليهما، هي جولة حسمت بالنقاط فقط، لا بالضربة القاضية كما يقال، وما كان لها إلا أن تحسم بهذه الطريقة على أي حال، برغم "أوهام" النصر المطلق عند نتنياهو على نحو خاص... لا إيران اليوم "مردوعة" من قبل هذا الثنائي، ولا "إسرائيل" بدورها "مردوعة" كما يجري التبشير بذلك من قبل بعض أطراف "المحور" والناطقين باسمه... إيران، أطلقت الضربة الأخيرة في هذه الحرب، بيد أن "إسرائيل" كانت قد أرسلت أكثر من خمسين طائرة حربية لضرب أهداف في إيران، أعادها ترامب، "مايسترو" الحرب، قبل أن تُفرغ حمولتها، باستثناء واحدة منها أفرغت صواريخها على "الرادار المهجور". الهجوم الإيراني على قاعدة "العديد"، يعطي مثالاً على "توازنات ما بعد الحرب"، فالضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت قاعدة أميركية في "ثاني بلد صديق" لإيران في الخليج بعد عُمان، جاءت "مدروسة" ومُبلّغاً عنها مسبقاً، ما حدا بكثيرين للقول بأنها "مسرحية معدّة سلفاً"، بمعرفة الأطراف الثلاثة ورضاهم، ولكن بفرض الأخذ بهذه النظرية، فإن واشنطن ما كان لها أن تقبل بإخلاء إحد أكبر قواعدها في العالم، وارتضاء ضربها بعدة صواريخ، لولا استشعارها الحاجة، للتعامل مع الحسابات والحساسيات الإيرانية، وهذا فعل لا يقدم عليه "المنتصر" مع "المهزوم"... وإيران في المقابل، ما كان لها أن ترتضي بهذا القدر الخفيض من رد الفعل على ضرب "درر التاج النووي" الخاص بها، لولا اعتقادها بأن ثمة حدوداً لما يمكن أن تذهب إليه... ربما تكون الدوحة قد وفرت مخرجاً للطرفين المتحاربين، وربما تكون اشترت في المقابل، زخماً غير مسبوق، لدورها في ميادين الوساطة والحوار وفض النزاعات، وهو دور يتخطى الإقليم، إلى نزاعات بعيدة، كما اتضح في "صفقة سلام" رواندا والكونغو الديمقراطية. يعني ذلك من ضمن ما يعني، أن أوهام النصر والسحق والانتصار، وهيمنة حالة "الإنكار"، تبدو "مفهومة"، لأغراض تعبوية وسياسية، داخلية بالأساس، فيما الصراع بين الأطراف يقترب من مفترق الحسم، فإما السير في مسار دبلوماسي، يفضي إلى حل شامل ونهائي للأزمة متعددة الصفحات والملفات، وإما العودة إلى جولة جديدة، لا نعرف متى ستبدأ ولا كيف ستنتهي. نتائج هذه الحرب، كرّست وضع "إسرائيل" "التابع" للولايات المتحدة، وشيئاً فشيئاً، تَحَولَها إلى واحدة من "جمهوريات الموز"، ولا سيما بعد التدخلات الوقحة لترامب في المسار القضائي لمحاكمة نتنياهو، هذا لا يحدث مع دولة مستقلة، قادرة على الحياة بالاعتماد على ذاتها... حدود القوة والجبروت الإسرائيليين، تكشفت في العامين الأخيرين، وبدا أن "الأسد" الإسرائيلي الصاعد، مثله مثل عربات جدعون، لا أنياب له ولا مخالب من دون واشنطن، ولا وقود لهذه العربات ولا ذخائر، من دون واشنطن كذلك... "إسرائيل" تحت نتنياهو، تحولت إلى ماكينة قتل وعربدة، تقودها الولايات المتحدة تحت دونالد ترامب وصحبه، غير الكرام. ونتائج هذه الحرب، وضعت إيران على مفترق حساس، بين السعي لاستعادة الردع، بمظلة نووية حامية ومُهابة، أو العودة إلى لعبة الاحتكام لـ"فن التفاوض"... بين عضوية نادي السلاح النووي، أو عضوية نادي "سويفت"، وثمة في إيران، مناصرون كثر، لكلا الخيارين، وتوازنات القوى الداخلية، هي من سيقرر الوجهة التي ستسلكها إيران في قادمات الإيام. اليوم 09:43 اليوم 09:23 ويعني ذلك من ضمن ما يعني كذلك، أن إيران وحلفاءها، ما عاد بمقدورهم إدارة المرحلة التاريخية الجديدة بالأدوات القديمة.... ثمة مفاهيم ونظريات ومعادلات سقطت وتغيرت، ويتعين استبدالها بمفاهيم جديدة، وربما من خارج الصندوق.... فإما الذهاب إلى "التصعيد"، وتوفير أدواته ومقوماته وضماناته، وإما الذهاب إلى اعتماد أشكال جديدة في "العمل المقاوم"، سياسية واقتصادية ودبلوماسية وحقوقية...وهذا ينسحب على بقية أطراف المحور، بأقدار متفاوتة وأشكال متباينة، تبعاً لتفاوت ظروف كل فريق، وتباين السياقات التي يعمل في إطارها. أرجح أن طهران ستتخذ مساراً وسطاً بين المسارين المذكورين... ستذهب إلى التفاوض والخيار الدبلوماسي، وفي جعبتها الكثير لطمأنة "المجتمع الدولي" إلى سلمية ومدنية برنامجها النووي... ليس ثمة ما يشي بأن طهران، بصدد مراجعة "عقيدتها النووية"، على المدى المرئي على أقل تقدير... لكنها في المقابل، ستعمل على سد "ثغرتين استراتيجيتين" كشفت عنهما الحرب الأخيرة: أولاهما؛ الاختراق الأمني الاستراتيجي غير المسبوق في تاريخ الحرب والصراعات... وثانيتهما؛ تملّك نظم دفاعات جوية متطورة بأي ثمن، لمواجهة الاستباحة الإسرائيلية لأجوائها وسيادتها، وإعادة بناء قوة جوية قادرة على الردع ومنع التهديد... دولة بموقع إيران وحجمها وإرثها، لا يمكن أن تقبل بتجريد نفسها من عناصر القوة والردع، وإن كان السؤال إلى أي حد وبأي مستوى. حزب الله وسلاحه، هو الأكثر والأسرع، تأثراً بتطورات المشهد الإيراني، في بعديه الداخلي والخارجي، وسلوك طهران في المرحلة المقبلة، سيكون له انعكاس مباشر على سلوك الحزب وخياراته الاستراتيجية، بدءاً بالدور "الإقليمي" لسلاحه، الذي لن يظل قائماً حال اختارت طهران طريق الدبلوماسية والتكيف مع معطيات ما بعد الحرب، ليبقى دوره الوطني، مرتبطاً بمآلات الجهود الرامية لإنفاذ "حصرية السلاح"، وإبرام مقايضة مع "إسرائيل"، فتنهي احتلالها وتغلق ملفاتها العالقة مع لبنان، نظير حصر السلاح، شمالي الليطاني وجنوبه... لكن الأمر لن يتكشف على نحو جليّ، قبل أن تتكشف خيارات طهران الكبرى، وربما لهذا السبب، ثمة سباق مع الوقت، بين دعاة "نزع السلاح"، والمطالبين بعدم التخلي عن واحدة من أهم أوراق قوة لبنان، وحرقها مجاناً، وقبل أوانها. لحماس سياق آخر، يرتبط بما يُعدّ للمسألة الفلسطينية برمتها من مشاريع و"تسويات"، يبدو ظاهرها استجابة لتحولات ما بعد السابع من أكتوبر، بيد أن باطنها فيه الكثير من "الثأر" و"تصفية الحساب"، مع الحركة التي سيُكتب في سجلها، بأنها من وجّه "الصفعة الأقوى" لـ"إسرائيل" في تاريخها... لكن المؤكد أن الحركة، تدرس بعمق خياراتها للمستقبل، مدركة أن إعادة إنتاج السابع من أكتوبر، قد لا تكون خياراً لسنوات، وربما لعقود عديدة مقبلة. اليمنيون، أهل العهد والوفاء، تنتظرهم جولات مع "إسرائيل" بعد أن تفرغ من تداعيات حربها مع إيران وعلى بقية جبهات الاسناد... لكن القرار الأخير بشأن ذلك، إنما يقع في "جيب" ترامب، لا نتنياهو... قد يكون مسموحاً لـ"إسرائيل" ممارسة المزيد من عملياتها الاستعراضية في اليمن، بيد أن القرار الاستراتيجي بشأن أنصار الله وكيفية التعامل معهم، قد خرج من بين يدي نتنياهو، ليستقر بين يدي ترامب، ولا أستبعد لجوء الأخير إلى أسلوبه المفضل في المزج بين التهديد والوعيد من جهة، والبحث عن الصفقات والمقايضات من جهة ثانية... وأنصار الله، وحدهم، وأكثر من غيرهم، من أطراف "المحور"، من لا يزالون يحتفظون بمقدراتهم وقدرتهم على الفعل والتحرك الفاعل والمؤثر. فصائل المقاومة الإسلامية العراقية، تبدو في وضع تحسد عليه، قبل الحرب الإسرائيلية على إيران وبعدها، ومنذ زمن "الإسناد"، فثمة بيئة عراقية غير مواتية تماماً لعمل هذه الفصائل، حتى من داخل بيئتها الحاضنة، ومن ضمن "الإطار" الشيعي النافذ في العراق... وأثبتت تجربة الحرب وما قبلها، أن العراق لا يشكو "تغولاً" إيرانياً، بقدر ما يشكو من "التغول" الأميركي، الذي أبقى أجواءه مكشوفة بلا دفاعات أرضية مناسبة، ولا سلاح جو فاعلاً، فضلاً عن توجهات سياسية تنأى بنفسها عن الصراع الإقليمي الأكثر احتداماً، تحت شعارات "العودة إلى الحضن العربي"، و"النأي عن المحاور المتصارعة"، و"رفض التحول إلى صندوق بريد بين الأطراف"... ترجمة هذه الشعارات، لم تخدم هذه الفصائل، التي أخذت تعاني تآكلاً في دورها، ومحدودية في قدرتها على التحرك والإسناد، برغم ضجيج البيانات والتصريحات النارية التي تصدر عنها بين الحين والآخر. المؤسف حقاً، أن عبارة "الحضن العربي"، حيثما استُخدمت، وأينما استُخدمت، باتت مرادفة لسياسات الاتساق والتساوق مع الأميركيين، وتوطئة لسلام وتطبيع مع "إسرائيل"، بدل أن تكون تعبيراً عن هوية هذه المنطقة ونزوع أهلها للحرية والاستقلال والسيادة والرفاه والازدهار. حروب العامين الأخيرين المتنقلة بين غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، استحدثت تغييراً في موازين القوى وتوازناتها وديناميّاتها، بيد أنها لم تنهِ فريقاً ولم تُعطِ الفريق الآخر يداً عليا، ولا سيما أنها تجري في إقليم، يبيت على وضع ويستيقظ على وضع آخر مختلف تماماً، وليس في الشرق الأوسط، كما قلنا ذات مقال، طريق واحد ذو اتجاه واحد، فكل طرقه باتجاهين، والكثير من فتحات الاستدارة والدوران... لكن المؤكد أن مختلف الأطراف بحاجة إلى مراجعات، لتقييم وتقويم في السياسات والممارسات، فالحرب أغلقت جولة من جولاتها المتكررة، ولم تضع أوزارها بعد، وليس في جعبة القوى الساعية للهيمنة في هذا الإقليم والعالم، ما يعِد بالخير العميم والرفاه المقيم لشعوبنا، بل وليس في جعبتها، ما يحفظ ماء وجه قادتها، دع عنك تلبية حقوق شعوبها واستعادة ميزان العدالة.

لماذا توقفت الحرب فجأة على إيران.. الأسباب والسيناريوهات المحتملة؟
لماذا توقفت الحرب فجأة على إيران.. الأسباب والسيناريوهات المحتملة؟

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

لماذا توقفت الحرب فجأة على إيران.. الأسباب والسيناريوهات المحتملة؟

هناك قاعدة جوهرية في الحروب الكبرى تقول، لا تُقاس نتائج الحرب بالخسائر والتدمير أو بعدد الضربات، بل بالنتائج والقدرة على تحقيق الأهداف المعلنة سواء كانت أهدافاً سياسية أم استراتيجية، ولكن ما حدث بين "إسرائيل" وإيران فجأة ومن دون مقدمات من وقف إطلاق النار من دون حسم المواجهة هو أمر لافت ويدعو إلى التوقف والقراءة. ثمة سؤال يطرح نفسه في هذا السياق، لماذا توقفت الحرب بين "إسرائيل" وإيران من دون حسمها وتحقيق أهدافها المعلنة ؟ وما الأسباب والسياقات التي جعلت المواجهة قصيرة الأمد بهذا الشكل بعد إعلان "إسرائيل" أنها حرب طويلة مفتوحة لا سقف زمنياً لها. في حسابات الربح والخسارة أو في ميزان الانتصار والهزيمة أثناء الحروب، فإن إيران هي الطرف الرابح والمنتصر في هذه المواجهة التي امتدت اثني عشر يوماً، لم تستطع "إسرائيل" التي بدأت الحرب إسقاط النظام في إيران ولم تمنحها نصراً مطلقاً كما أرادت، تلقّت خلالها ضربات صاروخية قوية ضربت عمق "تل أبيب" وضواحيها، واستهدفت مواقع عسكرية وبحثية حساسة لم توجّه لها من قبل، شكلت لها حالاً من الصدمة والارتباك، ولم تستطع ومعها أميركا شلّ البرنامج النووي بالكامل، ربما تكون أضعفته لكنه قابل للترميم، في المقابل أثبتت إيران أنها قوة إقليمية عصية على الاقتلاع بسهولة، وكل ما جرى هو وقف إطلاق النار. لو عدنا في الذاكرة إلى الوراء قليلاً، مع بداية الحرب أعلنت "إسرائيل" عن تصاعد تدريجي لأهداف نتنياهو في إيران، إذ بدأ حديثه بتدمير وإسقاط أركان النظام في إيران واغتيال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، والقضاء على برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، وصلت إلى حد إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي أن "إسرائيل" في حرب طويلة لا أحد يعلم متى ستنتهي، ثم يأتي الخبر فجأة عن وقف إطلاق النار... فما الذي جرى؟ جميعنا يعلم أن "إسرائيل" لديها القدرة على التدمير وتمتلك ترسانة أسلحة وجسراً جوياً مفتوحاً من الولايات، لكن التفسير الوحيد لما جرى، هو أنه لو أنها لم تتلقَّ ضربات موجعة لاستمرت في ضرب إيران ، ولأكملت مهمتها للنهاية، لكنها تفاجأت بطبيعة وحجم الرد والتأثير في المواجهة والقدرة الإيرانية على التحكم في المشهد وتحديد الأهداف وضربها، بعناية ودقة عالية، لذلك تفاجأت "إسرائيل" وفرضت تعتيماً على نقل صور الخسائر بل وصل الحال إلى حد اعتقال الصحافيين ومصادرة كاميراتهم . قد يسأل سائل، كيف ربحت إيران الحرب؟ وكيف فشلت "إسرائيل" في تحقيق أهدافها؟ ثمة أسباب تحسم الإجابة عن هذا التساؤل المهم، فما حصل هو اتفاق وقف إطلاق النار، ولم تنجرّ إيران للتوقيع على شيء ملزم، بل تم على غير رغبة من "إسرائيل"، أصبحت فيه إيران غير ملزمة بالتفتيش على منشآتها النووية، خاصة أن كل ما جرى في الأساس شكل عدواناً إسرائيلياً أميركياً سافراً، سيعطي إيران الحق في إعادة ترميم واستئناف تطوير سلاحها النووي، والأهم من استخلاصات هذه المواجهة أنه مكّن إيران من الحصول على تقييم دقيق لقدراتها، وسد الفجوات على صعيدين، في منظومة الدفاع الجوي وفي الإخفاقات الداخلية التي برزت أثناء المواجهة. ثمة أسباب أخرى في هذا السياق، إذ أبقى على إيران كدولة مركزية في المنطقة، بعقيدة أكثر عداء لـ"إسرائيل"، ونظام أقوى، وتماسك داخلي أمتن ملتف حول القيادة الإيرانية، وتعزز هذا الالتفاف بعدما نجحت إيران في توجيه ضرباتها، وبعد ما حققته الصور التي نُقلت عبر الشاشات، وهذه سابقة في تاريخ الشرق الأوسط. أثبتت إيران خلال اثني عشر يوماً سردية عدائها لمشروع "إسرائيل" في المنطقة، وهذا يُعدّ تحولاً وتحققاً بالفعل من الخطاب السياسي إلى الترجمة العملية بالصواريخ البالستية والعنقودية. اليوم 09:23 اليوم 08:53 نجحت إيران في الحفاظ على نفسها كدولة داعمة لكل مشاريع المقاومة في المنطقة، ورفضها كل أشكال العدوان على لبنان وغزة، وهذا يعني فشل الهدف الإسرائيلي في كسر شوكة إيران ورأس محور المقاومة وفرض شرق أوسط جديد. ما جرى اتفاق لا تريده "إسرائيل" وخسرت فيه أكثر مما كسبت، وفّرت الإدارة الأميركية فيه مخرجاً مناسباً لنتنياهو من هذه الحرب، عندما أقدمت على ضرب مواقع المفاعلات النووية، وهذا جعل "إسرائيل" تقول إنها حققت أهدافها، لكن ما كان ملاحظاً إزاء هذا السلوك هو أن إيران ردت بقصف قواعد أميركية في عدة دول عربية، وهذا يعكس استراتيجية الندية مع الولايات المتحدة الأميركية ، وهذا ما دعا الرئيس ترامب إلى مخاطبتها بالوتيرة نفسها التي سمعناها إزاء إعلان وقف إطلاق النار، وهذا يوصلنا إلى نتيجة أنه لو أُتيحت الظروف أكثر لـ"إسرائيل" كي تحقق أهدافها لما توانت لحظة ولما ضيعت فرصة. خرجت إيران من حرب الاثني عشر يوماً بعدما وجّهت صفعة مؤلمة لـ"إسرائيل" بقوة تدميرية استثنائية حققت فيها توازناً للردع ورسالة بلغة النار أن إيران قوة لا يستهان بها. توقف الحرب بين إيران و"إسرائيل" فجأة، يثير تساؤلاً حول السيناريوهات المحتملة بعد وقف إطلاق النار، فتوقف الحرب بهذا الشكل لا يعني نهاية الصراع، بل يمثل تحولاً استراتيجياً وينقل حال الحرب العسكرية إلى حال اللاحرب واللاسلم، ويجعل من الوضع حالاً قابلة للاشتعال في أي لحظة، وهنا تكمن حقيقة هذه السيناريوهات. الأول/ تحول الحرب من المواجهة المباشرة إلى حرب خفية وضربات غير معلنة، وهذا أسلوب قديم جديد في أساليب المواجهة بين "إسرائيل" وإيران، وربما تشمل الفترة المقبلة تنفيذ اغتيالات واستهدافات دقيقة ومركّزة لعلماء إيرانيين كما حدث من قبل، وتنفيذ هجمات سيبرانية، أو ضرب لمنشآت عسكرية بأيادٍ خفية داخلية متعاونة مع "إسرائيل" ، وهذا السيناريو يبقي حال الصراع مفتوحة من دون الانجرار إلى مواجهة عسكرية شاملة. الثاني/ ما جرى يُعد درساً كبيراً لإيران، وشكّل الاتفاق الذي جرى فشلاً إسرائيلياً مثل انتصاراً لها ، وبالتالي سيشجعها على ترميم و تسريع وتيرة برنامجها النووي على صعيد الردع المستقبلي، أو تحسين شروط التفاوض في حال استؤنفت مجدداً. الثالث/ ما جرى يعطي درساً في فشل "إسرائيل" في كسر إيران و تقويض نفوذها في المنطقة، وهذا قد يجعلها تعمل على إعادة ترتيب أوضاع حلفائها في المنطقة، وسيشجعها على إعادة صياغة المشهد من جديد، بما يشكل ردعاً أكبر لـ"إسرائيل" خلال الفترة المقبلة. الرابع / معروف أن الإدارة الأميركية الحالية تفضل مسار الصفقات في المنطقة، وبالتالي ربما تعمل في الفترة المقبلة على تثبيت الاتفاق أو خطوط عريضة تمنع التصعيد مجدداً بين "إسرائيل" وإيران، وتُبقي على نوع من التفاهم يُرضي كلاً من إيران و"إسرائيل" مع محاولة إحياء مسار التفاوض النووي من جديد لتجميد مسار الحرب العسكرية لأمد طويل. الخامس/ الحرب التي جرت أعطت دروساً لكل الأطراف في المنطقة، وكشفت هشاشة التحالف الخليجي الأميركي من جهة، كما كشفت حال التردد الأوروبي في دعم "إسرائيل" الصريح في مواجهة مباشرة مع إيران، وهذه الدروس ستدفع الكثير من الأطراف إلى تقييم تحالفاتها والتوجه إلى إعادة النظر في سياسة التحالفات، والتوجه لتهدئة الأوضاع مع إيران، وهذا بحد ذاته يُعد تغيراً جذرياً في المشهد الجيوسياسي الإقليمي. ما جرى لم يكن مواجهة عسكرية فحسب، بل شكل زلزالاً استراتيجياً ستبقى توابعه ظاهرة في المنطقة لسنوات مقبلة، المشهد ما بعد الحرب العسكرية قد يكون أكثر تعقيداً من الحرب ذاتها، صحيح أن المواجهة العسكرية توقفت، لكن الصراع لم ينتهِ، فقد انتقل من جبهة الحرب المباشرة إلى جبهات كثيرة متعددة ستختلف أشكالها وصورها.

متى سيتجدد العدوان الصهيو-أميركي على إيران؟
متى سيتجدد العدوان الصهيو-أميركي على إيران؟

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

متى سيتجدد العدوان الصهيو-أميركي على إيران؟

اندلع الجدال، غربياً، بشأن حجم الضرر الذي لحِق بالبرنامج النووي الإيراني، حتى قبل إعلان ترامب وقف إطلاق رسمياً صبيحة يوم 24/6/2025. وتصاعد ذلك الجدال بصورة أكبر بعد وقف إطلاق النار، لسبيين جوهريين ومترابطين: 1 – أن مقدار الضرر الذي أصاب ذلك البرنامج يحدد الأفق الزمني اللازم لإعادة بنائه وتفعيله، وما إذا كان ذلك الأفق أشهراً قليلة فحسب، أم سنوات طويلة، أم أن البرنامج النووي الإيراني قُضي عليه قضاءًا مبرماً ونهائياً، كما يزعم كلٌ من ترامب ونتنياهو. 2 – أن ذلك يحدد، بدوره، مدى فعالية الحملة الأميركية-الصهيونية لاستهداف إيران عسكرياً بصورة مباشرة، وبالتالي حكمة تجريد تلك الحملة سياسياً، وبالتالي مددى قدرة كلٍ من ترامب ونتنياهو على اتخاذ قرارات مصيرية كحاكمين يواجهان، داخلياً، تشكيكاً حقيقياً في شخصيهما ونهجهما في الحكم. يذكر، في هذا السياق، أن تأييد الصهاينة للهجوم الأخير على إيران كان عارماً. وبحسب استطلاع للرأي نقلت نتائجه صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، في 19/6/2025، فإن 82% من اليهود "الإسرائيليين"، عبر الخطوط الحزبية والتيارات السياسية، أيدوا شن ضربات على إيران، في حين أيد توقيت تلك الضربات، في 13/6/2025، من دون التزام أميركي مسبق بالمشاركة فيها، 69% من اليهود "الإسرائيليين". لا شك إذاً في أن حملة العدو الصهيوني حسنت من حظوظ حكومة نتنياهو سياسياً في الداخل "الإسرائيلي"، وأعطت نتنياهو دفعةً قويةً من التأييد، حتى أن يائير لابيد، المعارض الأول لها، اندفع إلى دعمها بقوة. وكان من ذلك دعمه لها أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، "على الرغم من كون نتنياهو منافساً سياسياً مريراً"، كما قال في شهادته أمام اللجنة عبر الفيديو، بحسب "ذا جويش كرونيكال" في 24/6/2025. تختلف الحال تماماً مع الناخبين الأميركيين، إذ أشار استطلاع للرأي في موقع YouGov، في 23/6/2025، أي بعد ما يسمى "عملية مطرقة منتصف الليل" التي شنتها الولايات المتحدة على إيران، أن 85% من البالغين الأميركيين يعارضون دخول الولايات المتحدة في حربٍ مع إيران، وأن 5% فقط يؤيدون دخولها. وبحسب YouGov ذاتها، أشار استطلاعٌ سابقٌ لانخراط الولايات المتحدة مباشرة في تلك الحرب في 22/6/2025، ولاحقٌ لبدء العدوان الصهيوني على إيران في 13/6/2025، إلى أن 53% من مؤيدي ترامب يرون أن "الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتورط في النزاع الإيراني-الإسرائيلي"، في حين بلغت نسبة من عارضوا التدخل الأمريكي بين الأمريكيين عموماً 60%، إضافةً إلى 24% لا يعرفون، و16% يؤيدون. فإذا صحت هذه الإحصائيات، المنشورة في 17/6/2025، فإن ذلك يعني أن معارضي الدخول في حرب مع إيران في الولايات المتحدة الأميركية ازدادت نسبتهم بعد دخول الأخيرة فيها مباشرةً. كما أن تقارير إعلامية غربية، كما في "نيويورك تايمز" مثلاً في 13/6/2025، أو "إندبندنت" البريطانية في 17/6/2025، بغض النظر عن دقة تلك الاستطلاعات، تحدثت عن انقسامات حادة في صفوف كبار الجمهوريين بشأن انخراط الولايات المتحدة مباشرةً في الحرب. وكان أحد كبار الحزب الجمهوري، "ريتش باريس"، حذر ترامب مباشرةً، في صفحته في منصة "أكس"، في 17/6/2025، أن الحزب الجمهوري سوف يخسر غالبيته في الكونغرس عقداً كاملاً من الزمان، إذا جرى الضغط على الزناد لذلك، كان على ترامب، أن يخرج من المسرح بسرعة البرق، لحساباته الداخلية أميركياً، بعد أن دخله من الباب العريض دعماً للكيان الصهيوني، وأن يُظهِر دخوله كأنه حسم المعركة بصورة تامة ونهائية، من دون أن يخالف عهوده الانتخابية بعدم توريط بلاده في حروبٍ خارجية مطولة ومكلفة وعبثية، كما ظل يردد. لذلك أيضاً، كان من المنطقي أن يجن جنون ترامب عندما تداولت وسائل إعلام أميركية، مثل قناة CNN و"نيويورك تايمز"، تقاريرَ، تستند إلى تقييم "أولي" لوكالة الاستخبارات العسكرية التابعة للبنتاغون DIA، تشككُ في "إنجازه العظيم"، وتقول إن الأضرار التي لحقت بالمرافق النووية الإيرانية التي استهدفتها "عملية مطرقة منتصف الليل": فوردو، ونطنز، وأصفهان، يمكن إصلاحها في غضون شهر أو شهرين في إحدى الحالات، أو بضعة أشهر في الحد الأقصى، على النقيض مما زعمه ترامب عن فعالية تلك العملية. وعلى الرغم من صراخ ترامب بأن ما جرى تداوله عبارة عن "أخبار زائفة"، فإن تقرير وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية حقيقي. ما جرى فعلياً هو أن ذلك التقرير وضع على شبكة CAPNET للتواصل الخاص بين البيت الأبيض والكونغرس، تحت عنوان "سري جداً" Top Secret، مساء الإثنين الفائت. مع عصر الثلاثاء الفائت، وجدت أجزاء من تقرير وكالة الاستخبارات العسكرية طريقها إلى بعض وسائل الإعلام الأميركية، من دون ذكر المصدر، في حين سعت CNN و"نيويورك تايمز" إلى إثارة جنون الشك لدى ترامب باقتطاف "3 مصادر" في الاستخبارات العسكرية زعمتا أنها أسرت بالمعلومات الخاصة إليهما! جاء ذلك في سياق صراع سياسي ضارٍ بين تيار ترامب والدولة العميقة. وثمة تقارير، كما جاء في موقع "نيو ريببلِك"، في 25/6/2025، أن إدارة ترامب سوف تقلص مشاركة المعلومات الخاصة مع الكونغرس من الآن فصاعداً من جراء هذا التسريب، الأمر الذي سيعقد علاقة ترامب مع المشرعين، وخصوصاً أن الضربات على إيران شُنت من دون تفويض من الكونغرس، وفي ظل معارضة بعض النواب الجمهوريين لها، مع العلم أن صراعاً نشب تاريخياً بشأن صلاحية الرؤساء الأميركيين في شن الحروب من دون تفويض من الكونغرس. يوم الأربعاء، تبنت إدارة ترامب رواية هيئة الطاقة النووية "الإسرائيلية" رسمياً، في واجهة موقع البيت الأبيض في 25/6/2025، بأن الضربات الأميركية-"الإسرائيلية" على إيران أعاقت قدرتها "على تطوير أسلحة نووية لسنوات عديدة. ومن الممكن أن يستمر الإنجاز إلى أجل غير مسمى إذا لم تتمكن إيران من الوصول إلى مواد نووية". الحقيقة الأخرى، غير صحة تقرير وكالة الاستخبارات العسكرية، هي أن أحداً لا يعرف بعد، على وجه الدقة، مدى الضرر الذي لحق بالمرافق النووية الإيرانية، ربما حتى الإيرانيون أنفسهم، على الرغم من مزاعم ترامب بأن "كل" المرافق النووية الإيرانية جرى "محوها" من الوجود. لكن ذلك التصريح الاستفزازي ذاته، والذي أعيد نشره في موقع البيت الأبيض، ربما يكون محسوباً لدفع الإيرانيين إلى كشف مقدار ما لم يجرِ "محوه" رداً على استفزاز ترامب. تغوص المواقع الغربية الجادة حالياً في تقييم مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني، وتبحث عن أصغر معلومة عما بقي منه. لذلك، فلننتبه جيداً أن التداول في تلك التفاصيل، ومحاولة إبراز حيثياتها، لإظهار عدم فعالية الضربات الأمريكية-الصهيونية، ليس بالضرورة أمراً حصيفاً. لنلاحظ ما أشار إليه مثلاً تقرير مهم ومطول في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، في 26/6/2025، تحت عنوان "هل نجحت الهجمات على إيران؟"، من أن لدى إيران الفرصة الآن لنقل بعض المعدات والمواد، والتي كانت تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى برنامج إعادة بناء مشروعها النووي مدعية أنها دُمرت في الهجمات بالكامل. انظر كذلك التقرير المفصل، والمرفق بصور الأقمار الصناعية (قبل وبعد)، الذي نشره موقع "الراديو العام القومي" الأميركي NPR، في 26/6/2025، تحت عنوان "دُمر، تلِفَ، أم بات غير صالحاً للعمل؟ اليوم 09:43 اليوم 08:53 ما نعرفه عن المنشآت النووية الإيرانية"، والذي يثير بقلقٍ، في خاتمته، موضوع 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بات موقعها غير معروفٍ الآن، وإلى احتمالية وجود مواقع أخرى احتياطية، تحت الأرض، وغير معلن عنها، يمكن متابعة البرنامج النووي الإيراني فيها. الحلقة المركزية للمعركة إذاً ستنتقل الآن إلى جبهة الاختراق الأمني، والذي ثبت أنه كبير جداً خلال العدوان الصهيو-أميركي على إيران، وأنه أدى دوراً مركزياً كرافعة له للأسف. لكنه الآن، بعد العدوان، سيصبح أكثر أهميةً ومركزيةً، لتحقيق غرضين مترابطين: أ – معرفة ما تبقى من مكونات البرنامج النووي (والبالستي) الإيراني، كماً ونوعاً. ب – معرفة متى وأين وكيف وبأي وتيرة وأي خبرات ستجري إعادة بنائه. من هنا، فإن حرب الظلال ستكون الشكل الأهم في المرحلة المقبلة التي يركز فيها الغرب الجماعي على معرفة ما جرى تحقيقه في العدوان، وما لم يتحقق، وبالتالي، متى وفي أي مواقع وبأي زخم وبمساعدة من سيجري تجديده، حتى تُوضعَ أهدافُ العدوان المقبل على إيران وخططُه. لذلك، يصر تقرير "فورين أفيرز" مثلاً على الضرورة القصوى لإعادة إيران تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأهمية المعلومات التي كانت تنشرها علناً، بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الغربية، في تقييم التقدم الذي حققه البرنامج النووي الإيراني... فما بالكم في المعلومات التي لم تكن تنشرها علناً؟! كما يؤكد تقرير "الراديو العام القومي" NPR أن الطريقة الوحيدة لإيقاف البرنامج النووي الإيراني هي وضع إيران تحت ربقة اتفاق تخضع بموجبه لرقابة مشددة ومستمرة بموافقتها. ومن البديهي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت إحدى أدوات الحرب على إيران، أمنياً، كأداة تجسس، لا سياسياً فحسب، عندما أعطت الذريعة للعدوان في القرار الذي أصدره مجلس حكامها، في 12/6/2025، بأن إيران باتت مخالفة لالتزاماتها النووية، قبل يومٍ واحدٍ فقط من العدوان الصهيوني على إيران. من البديهي إذاً أن يتخذ البرلمان الإيراني قراراً بإيقاف التعاون مع تلك الوكالة. والحقيقة أن ما جرى، منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران سنة 2018، إلى دعم العدوان الصهيوني على إيران في قلب ما يفترض أنه عملية تفاوضية، إلى شن ضربات أمريكية مباشرة لاستكمال العدوان الصهيوني، يؤكد صحة النهج الذي سارت عليه كوريا الشمالية: التخلص من الرقابة الدولية، والمضي قدماً، لا في تخصيب اليورانيوم فحسب، بل في بناء أسلحة نووية بأسرع ما يمكن، بغض النظر عن العواقب. يؤكد الكوريون الشماليون أنهم تعلموا كثيراً من درس العراق، الذي هوجم بعد خضوعه لبرنامج تفكيك أسلحته وصواريخه طويلة المدى. والعبرة من كوريا الشمالية هي: الدولة المسلحة بأسلحة دمار شامل لا يجرؤ الغرب على مهاجمتها. والعبرة من تجربة العراق وليبيا (وفلسطين) هي أن الغرب يستخدم النهج التفاوضي كستارٍ للعدوان. أخيراً، يغوص كثيرون في جدالٍ عقيمٍ بشأن هوية المنتصر في معركة الاثني عشر يوماً بين إيران من جهة، والطرف الأميركي-الصهيوني من جهةٍ أخرى. وبعيداً عما زعمه جيش العدو الصهيوني بشأن تحقيق كل أهداف العدوان على إيران، وتدمير مفاعل أراك للمياه الثقيلة، والذي ينتج البلوتونيوم، ومنشأة التخصيب في نطنز، وموقع تحويل اليورانيوم في أصفهان، وعشرات المواقع الأخرى المتصلة بالبرنامج النووي الإيراني... ليستكمل العدوان الأميركي المهمة في فوردو وغيره. وبعيداً عن مزاعم العدو الصهيوني تدمير 50% من منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، ومئات الصواريخ البالستية، وتدمير أكثر من 30 منشأة لإنتاج الصواريخ عبر إيران، و80% من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، واعتراض 90% من الـ 530 صاروخاً التي أطلقتها إيران خلال المعركة، و99% من أكثر من 1100 مسيرة إيرانية... وبعيداً عن تبجح العدو الصهيوني أنه صفّى أكثر من 30 قائداً عسكرياً عالي الرتبة، و11 عالماً نووياً إيرانياً... وبعيداً عن تبجح نتنياهو بشأن تحقيق "انتصار تاريخي" على إيران، ودفع "خطرين وجوديين داهمين"، هما النووي والبالستي... وحتى بعيداً عن الإنجازات العسكرية الإيرانية الحقيقية في هذه المعركة، ومنها مثلاً لا حصراً، بحسب موقع "ميليتري واتش ماغازين" في 27/6/2025، النجاح في استهداف مقر شركة "رافاييل" العسكرية، و"مركز الأبحاث النووية" في "تل أبيب"، و"الكرياه"، وهو معادل البنتاغون في الكيان الصهيوني، ومقر الموساد، وقاعدة "أوفدا" الجوية، وقاعدة "نيفاتيم" الجوية، إضافةً إلى معهد وايزمن للعلوم والتكنولوجيا، ومرفأ حيفا، ومصفاة النفط في حيفا، ومطار بن غوريون، ومرافق صناعية استراتيجية في "كريات غات"، وما أدراك ما "كريات غات"، التي توجد فيها عشرات المصانع، ومنها أهم مصانع الأسلحة الخفيفة، والأهم، مصانع أشباه الموصلات فائقة التطور (بعرض 7 نانو ميليمتر) التابعة لشركة "إنتل"، وغيرها... أقول، بعيداً عن المزاعم والحقائق، وعن إعلانات النصر الساحق والنهائي من طرف نتنياهو أو ترامب، أو حتى في صف محور المقاومة وأنصاره، فإن البعض ينسى أن هذه معركة ضمن سلسلة معارك، وهي لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد، لكنها تتويج لمسار تصاعدي في الاشتباك المباشر بين طهران و"تل أبيب" كانت معركة الوعد الصادق الثالثة مجرد جولة من جولاته. إنها حلقة في سلسلة، لا نهاية المطاف، ولا بدايته، وهي حربٌ لم تبدأ في 13/6/2025، ولم تنتهِ في 24/6/2025، وبالتالي لما تتحدد هوية المنتصر والمهزوم فيها بعد. لكنْ، يمكن أن نقول، عندما يكون ميزان القوى، عسكرياً وتكنولوجياً، مائلاً مع الطرف الأمريكي-الصهيوني بوضوح، وعندما يكون ذلك الطرف قادراً على ارتكاب مجازرَ بشعةٍ ودمارٍ شاملٍ، إن المقاومة تنتصر ما دامت لم تتوقف، والعدو مهزوم ما دام غير قادرٍ على إخضاع المقاومة، من إيران إلى غزة. هل تخلت إيران عن برنامجيها النووي والصاروخي ورضيت بتفكيكهما تحت وصاية غربية (أي صهيونية)؟ هل رفعت الراية البيضاء؟ هل استسلمت لمشيئة الطرف الأمريكي-الصهيوني سياسياً؟ هل تخلت عن نهج المقاومة؟ هل نجح ترامب في فرض الاستسلام غير المشروط الذي طالب إيران به؟ وبالمعية، هل توقفت المقاومة في غزة؟ وهل تمكن العدو من تثمير قدراته التدميرية في صورة نصر سياسي؟ أم أن وقف إطلاق النار من دون استسلام المقاومة لشروط العدو يعني نصرها تكتيكياً؟ إن ذلك هو المقياس في المدى القصير. أما من يجلسون في مقاعد المتفرجين، مصفقين أو ساخطين، بانتظار أن تسفر المعركة عن تحرير القدس الآن، وليس غداً، من دون أن يرفعوا إصبعاً، إلا لتغيير القناة التي يشاهدونها على شاشة التلفاز أو هاتفهم المحمول، فلهم أن يشاهدوا مباراة رياضية أو فيلماً سينمائياً. هذه معركة تاريخية، وصراع أجيال، وما برح تحقيق نصر تاريخي فيها رهناً بتعبئة جماع قوى الأمة لحسم المعركة تاريخياً. وحتى يتحقق ذلك الشرط، فإن تراكم الانتصارات الصغيرة يتمثل في استمرار المقاومة ذاتها، وفي استمرار مشروعها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store