
الصين تطوّق تايوان بأسطول عسكري ضخم وتايبيه تصفه بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي"
اعلان
ونشر
الجيش الصيني
مقطع فيديو يُوثّق فيه إطلاق صواريخ أحدثت انفجارات مدوّية فوق المدن التايوانية، بما في ذلك تاينان وهوالين وتايتشونغ، التي تحتضن قواعد عسكرية وموانئ استراتيجية، معلنًا أنه "يتدرّب على تنفيذ ضربات دقيقة تستهدف منشآت الموانئ والطاقة"، دون الإفصاح عن المواقع المحددة.
وتأتي هذه المناورات في ظل تصاعد حدة الخطاب الصيني ضد رئيس تايوان،
لاي تشينج تي
، الذي وصفته بكين يوم الثلاثاء بأنه "طفيلي"، وفي أعقاب زيارة وزير الدفاع الأمريكي، بيتر هيجسيث، إلى آسيا، والتي أثارت غضب الصين.
قيادة العمليات الشرقي للجيش الصيني أعلنت أن قواتها البرية أجرت، الأربعاء، تدريبات بالذخيرة الحية بعيدة المدى في إطار مناورات "رعد المضيق 2025A"، مؤكدة أنها "حققت أهدافها المرجوة".
صور وخريطة تظهر التدريبات العسكرية الصينية في محيط تايوان
وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أصدرت إدارة السلامة البحرية الصينية قرارًا بإغلاق منطقة للشحن البحري حتى ليلة الخميس، بسبب التدريبات العسكرية الواقعة على بعد 500 كيلومتر من تايوان.
Related
الصين تستعد لأضخم مناورة عسكرية مع روسيا قرب تايوان وحديث عن حرب على أبواب الشتاء
سفن أمريكية تبحر عبر مضيق تايوان لأول مرة منذ تولي ترامب منصبه والصين تندد
تايوان قلقة من تهديد جديد.. وتؤكد أن "الصين ترسل إلى المنطقة أكبر أسطول بحري منذ عقود"
"تثيرون المتاعب عمدًا".. الصين تحذّر سفينة كندية من عبور مضيق تايوان وتايبيه ترد: "المضيق ليس لكم"
في المقابل، نددت وزارة الدفاع التايوانية بتصرفات بكين، واصفة إياها بأنها "ممارسات تهدف إلى زعزعة الاستقرار، والترهيب، وانتهاك صارخ للقانون الدولي".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني تايواني رفيع المستوى أن أكثر من 10 سفن حربية صينية دخلت في "منطقة الرد" التايوانية صباح الأربعاء، وقال إن تدريباتها تهدف إلى "المضايقة".
وشملت المناورات نحو 76 طائرة حربية و15 سفينة قتالية، إلى جانب
حاملة الطائرات الصينية
"شاندونغ"، وتركزت على تكتيكات "الحصار والسيطرة متعددة الأبعاد"، وفقًا لما أعلنته تايوان والجيش الصيني.
وتعتبر بكين الجزيرة إقليمًا تابعًا لها، وتصرّ على "إعادتها إلى الوطن الأم"، بينما يرفض الرئيس التايواني، لاي، الذي تولّى منصبه العام الماضي بعد فوزه في الانتخابات، مطالبة الصين بالسيادة على تايبيه، مؤكدًا أن "شعب تايوان وحده من يقرر مصيره ومستقبله".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 15 ساعات
- يورو نيوز
سيناتور أمريكي: تكلفة احتجاز المهاجر الواحد في غوانتانامو تصل إلى 100 ألف دولار يوميًا
وطالب السيناتور الديمقراطي غاري بيترز، خلال جلسة استماع أمام الكونغرس وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم بتقديم تفسير واضح لهذه المسألة. وتساءل عن أسباب إرسال المهاجرين إلى القاعدة البحرية المستأجرة في كوبا، ثم إعادتهم إلى الولايات المتحدة على نفقة دافعي الضرائب، علمًا أنهم لو احتُجزوا في مراكز الهجرة المخصصة داخل الولايات المتحدة لما تجاوزت تكلفة المهاجر الواحد 165 دولارًا يوميًا. وقال بيترز: "نحن ننفق 100 ألف دولار يوميًا لاحتجاز شخص واحد في غوانتانامو. نبقيهم هناك لفترة، ثم ننقلهم جوًا إلى الولايات المتحدة، في حين يمكننا احتجازهم هنا بتكلفة 165 دولارًا يوميًا فقط. أعتقد أن هذا أمر مبالغ فيه للغاية." وشارك بيترز مقطعًا من كلمته على منصة "إكس" معلقًا على القضية: "إنه أمر فظيع بالنسبة لرئيس يزعم أنه قلق بشأن إهدار المال العام". من جهتها، أوضحت نويم أنها لا تعرف التكلفة اليومية لاحتجاز المهاجرين في قاعدة غوانتانامو البحرية. وكان البيت الأبيض قد طلب من الكونغرس حزمة ضخمة لتمويل إنفاذ قوانين الهجرة، كما طالب هذا الشهر بـ 44 مليار دولار كمبلغ إضافي لصالح وزارة الأمن الداخلي للسنة المالية 2026، التي تبدأ في الأول من أكتوبر. ويُعتقد أنه يوجد في القاعدة البحرية حاليا 70 مهاجرًا، وفقًا لما أفاد به مصدر لوكالة "رويترز". وإذا كان كلام بيترز دقيقًا، فإن ذلك يعني أن مجموع تكلفة الاعتقال اليومية تصل إلى 7 ملايين دولار. وتضاف مسألة التكلفة العالية وغير المبررة إلى الأصوات المعارضة للاعتقال في غوانتانامو، إذ سبق أن رفعت منظمة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU) دعوى قضائية في مارس الماضي لمنع نقل 10 مهاجرين إلى القاعدة الواقعة على الأراضي الكوبية. وادعت المنظمة أن المهاجرين المحتجزين في غوانتانامو قد أُبقوا في غرف بلا نوافذ لمدة لا تقل عن 23 ساعة يوميًا، وخضعوا لتفتيش جسدي مهين، ولم يتمكنوا من التواصل مع أفراد عائلاتهم. وأشارت إلى أن بعضهم حاول الانتحار. إلى جانب ذلك، تنفق واشنطن، ضمن مساعي الرئيس دونالد ترامب للحد من الهجرة، على حواجز إضافية تنصبها على حدودها مع المكسيك، كما يعمل مجلس النواب على مشروع لبناء جدار حدودي قد يكلف 46.5 مليار دولار. من جهته، أعرب السيناتور راند بول عن قلقه بشأن الإنفاق على تلك الحواجز الإضافية، قائلًا: "لا أقول إن المسألة لا تستدعي إنفاقًا إضافيا"، وتابع: "أعتقد أنه يلزمنا المزيد من عناصر حرس الحدود، ولكن الإنفاق يجب أن يكون ضمن المعقول".


يورو نيوز
منذ 18 ساعات
- يورو نيوز
خرق أمني جديد يستهدف البيت الأبيض.. ما القصة؟
كشف تحقيق أجرته وكالة "رويترز" أن عملية اختراق إلكتروني استهدفت في وقت سابق من هذا الشهر منصة الاتصالات "تيلي ميسج" (TeleMessage)، والتي كان يستخدمها مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترامب، مايك والتز، قد طالت نطاقاً أوسع من المسؤولين الأمريكيين مما كان معروفاً في السابق، الأمر الذي يثير تساؤلات جديدة حول أمن البيانات داخل الإدارة الأمريكية السابقة. وبحسب بيانات حصلت عليها "رويترز" من منظمة "ديدي إس سيكريتس" (Distributed Denial of Secrets)، وهي مؤسسة غير ربحية أمريكية تُعنى بأرشفة الوثائق المُسرّبة، فإن قاعدة البيانات المخترقة تضمنت معلومات لأكثر من 60 مستخدمًا حكوميًا فريدًا على المنصة. ومن بين هذه الجهات: فرق استجابة للكوارث، ومسؤولون في الجمارك، وعدد من الدبلوماسيين، وموظف واحد على الأقل من البيت الأبيض، وعناصر في جهاز الخدمة السرية. ويغطي التسريب يومًا تقريبًا من الرسائل، حتى تاريخ 4 مايو، وتبين أن العديد منها كان مجتزأً أو غير مكتمل. ورغم أن "رويترز" لم تتمكن من التحقق من كل محتوى البيانات المسرّبة، إلا أنها استطاعت في أكثر من ست حالات مطابقة أرقام الهواتف الواردة لأصحابها الحقيقيين، كما أكّد مستفيد من خدمات وكالة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) صحة رسالة تلقاها ضمن التسريبات، وكذلك أكدت شركة خدمات مالية أن رسائلها المسرّبة كانت حقيقية. ورغم أن المحتوى لم يتضمن معلومات سرية واضحة، إلا أن بعض الرسائل كانت تتعلق بتحركات مسؤولين كبار في الحكومة، بما في ذلك خطط سفر إلى الفاتيكان والأردن. على سبيل المثال، ظهر اسم مجموعة على تطبيق "سيغنال" تحت عنوان: "POTUS | ROME-VATICAN | PRESS GC"، يُعتقد أنها كانت تناقش ترتيبات لحدث في الفاتيكان. المنصة، التي لم تكن معروفة خارج الدوائر الحكومية والمالية، لفتت الأنظار بعد نشر صورة في 30 نيسان/ أبريل لمايك والتز وهو يستخدم تطبيقها خلال اجتماع وزاري. وتُستخدم TeleMessage لأرشفة الرسائل المرسلة عبر تطبيقات مشفّرة كـ"سيغنال"، وفقًا لمتطلبات الحفظ القانوني في المؤسسات الحكومية. وقد توقفت المنصة عن العمل في 5 أيار/ مايو "بدافع الحذر"، ولم ترد الشركة المالكة لها، Smarsh، ومقرها ولاية أوريغون، على استفسارات "رويترز" بشأن عملية الاختراق. وفي رد رسمي، قال البيت الأبيض إنه "على علم بالحادثة الإلكترونية التي وقعت في شركة Smarsh"، لكنه لم يعلّق على استخدام المنصة. من جهتها، وزارة الخارجية الأمريكية لم تصدر أي تعليق، بينما أكّد جهاز الخدمة السرية أن استخدام المنصة اقتصر على "مجموعة صغيرة من الموظفين"، وأنه بصدد مراجعة الموقف. وقالت وكالة الطوارئ الفيدرالية إنها "لا تملك أي دليل على تعرض بياناتها للاختراق"، لكنها لم ترد على تساؤلات إضافية تتعلق برسائل داخلية اطلعت عليها رويترز. وأشارت الجمارك الأمريكية إلى أنها عطّلت استخدام المنصة وأن التحقيق لا يزال جاريًا. وكان اسم مايك والتز قد ارتبط سابقًا باستخدام تطبيق "سيغنال" عندما أضاف بالخطأ صحفيًا بارزًا إلى مجموعة وزارية تناقش غارات جوية على اليمن في الوقت الفعلي، ما أثار انتقادات واسعة. ورغم مغادرته منصبه حينها، بقي ضمن فريق الإدارة الأمريكية، حيث أعلن الرئيس ترامب لاحقًا ترشيحه ليكون السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة.


فرانس 24
منذ يوم واحد
- فرانس 24
روسيا تعزز قواتها قرب فنلندا... نحو نزاع جديد بعد نهاية الحرب في أوكرانيا؟
بالموازاة مع استمرار الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا ، تواصل موسكو تعزيز موقفها ميدانيا لغير صالح حلف شمال الأطلسي. فقد كشفت صور حديثة للأقمار الاصطناعية، أن روسيا قد عززت انتشارها العسكري خلال الأشهر الأخيرة على حدود فنلندا، أحدث دولة انضمت للناتو في 2023، أي بعد عام من غزو أوكرانيا. وتظهر الصور صفوفا من الخيام تم إقامتها حديثا، ومستودعات جديدة قادرة على استيعاب المركبات العسكرية، وكذا عمليات صيانة وتجديد لملاجئ الطائرات الحربية. فمنذ فبراير/شباط، نصب الروس في مدينة كامينكا الواقعة على بعد 60 كيلومترا فقط من الحدود الفنلندية، أكثر من 130 خيمة للجيش في موقع لم يكن قادرا حتى 2022 على استيعاب مثل هذه القوات التي قد يصل تعدادها إلى 2000 جندي. مثال آخر على الانتشار العسكري الروسي بالمنطقة، مدينة بيتروزافودسك التي تبعد حوالي 200 كيلومترا عن الحدود مع فنلندا، حيث تم بناء ثلاث مراكز كبيرة للتخزين، وهي قادرة على استيعاب حوالي 50 مركبة مدرعة. كما يجري منذ أبريل/نيسان العمل على بناء منشأة رابعة فيها. تذكرنا هذه التطورات بمشهد مماثل قبل أعوام شهدته الحدود الروسية الأوكرانية. فقبل أيام من بدء الغزو الروسي، قالت كييف إن موسكو قد حشدت 149 ألف جندي عند حدودها، فيما أكد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن حينها، أن بوتين عازم على غزو أوكرانيا. تؤكد هذه المخاوف، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الذي قال إنه لا يشعر من جانبه بالقلق إزاء تقارير تحدثت عن حشد عسكري روسي على طول حدود فنلندا. وذكر ترامب بالبيت الأبيض عندما سُئل عن هذا الأمر: "لا، أنا لست قلقا بشأن ذلك على الإطلاق". وأضاف: "ستكونان آمنتين للغاية"، في إشارة إلى فنلندا والنرويج، حسبما نقلت وكالة رويترز. تنامي الأنشطة العسكرية الروسية بالعودة إلى الوقت الراهن، تشهد المنطقة الواقعة شمال الدائرة القطبية سيفيرومورسك -2 وهي قاعدة لطائرات الهيلكوبتر بدورها أعمال صيانة وتجديد. فبعد إغلاقها في 1998، عادت إلى الخدمة في 2022. في نفس السياق، يشرح المؤرخ العسكري إميل كاستيهلمي: "في البداية، انتشر فوج الطائرات المسيرة هناك، لكنها لم تُستخدم لإطلاق المروحيات. من حينها، أعاد الروس ترميم المنشأة بما في ذلك تنظيف المواقع التي اجتاحتها الأعشاب. يُظهر هذا على الأرجح سعيهم إلى تكثيف أنشطتهم بالمنطقة". يضيف هذا المحلل الفنلندي الذي شارك في تحليل صور الأقمار الاصطناعية ضمن فريق من المحللين يطلق عليه مجموعة الطائر الأسود: "نشهد حاليا توسيعا للبنية التحتية العسكرية وتغييرات على المستوى التنظيمي وعلى الأغلب تدريب جنود جدد. لكن هذه التغييرات ليست جذرية بعد". وبعد أن كانت ملتزمة بحيادها التقليدي في ظل التوترات بين المعسكرين الشرقي والغربي، خصوصا في فترة الحرب الباردة، انضمت هلسنكي إلى الناتو في أبريل/نيسان 2023، ما أثار غضب موسكو التي توعدت آنذاك باتخاذ "إجراءات مضادة" دون توضيح لخطواتها المحتملة. فقد حذر دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي من أن "توسع حلف شمال الأطلسي هو هجوم على أمننا ومصالحنا الوطنية". مضيفا: "سنتابع باهتمام ما يحدث في فنلندا، (...) والطريقة التي يمكن أن يشكل ذلك تهديدا لنا". وبعد بضعة أشهر، اتهمت روسيا باتباع سيناريو يهدف لخلق أزمة للمهاجرين غير النظاميين على الحدود، كرد محتمل على موقف فنلندا. وعلى الرغم من أن المحاولة باءت بالفشل، إلا أنها دفعت هلسنكي في ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى إغلاق حدودها البرية مع روسيا ، وحصر قبول طلبات اللجوء على المعابر الحدودية المفتوحة أمام حركة المرور الجوي والبحري. صراع يمتد إلى منطقة القطب الشمالي هذا، وعلى الرغم من أن الوضع الحالي على حدود فنلندا لا يشبه تماما الحشد الروسي الهائل الذي سبق أن أطلق بوتين عليها اسم "العملية الخاصة" ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، فإن هذه التحركات قد تشكل مؤشرا لأولى الخطوات من زيادة النشاط العسكري خلال السنوات المقبلة، بحسب الاستخبارات الفنلندية. فبالنسبة إلى موسكو، تعتبر هذه المنطقة استراتيجية لأن الحدود مع فنلندا الممتدة على مسافة تتخطى 1300 كيلومتر، تشكل أطول خط للتماس بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. كما أنها ذات أهمية حيوية للدفاع عن منطقة سانت بطرسبرغ. في هذا الشأن، يوضح إد أرنولد الباحث في المعهد الملكي للشؤون الدولية (RUSI)، وهو مركز بريطاني رائد في قضايا الأمن: "على المدى البعيد، سيكون الروس في حاجة إلى دفاع قوي على هذه الحدود. لو اندلعت حرب بين الناتو وروسيا في دول البلطيق، لن يقف الفنلنديون مكتوفي الأيدي. بل من المرجح أن يشنوا هجوما مضادا للاستيلاء على شبه جزيرة مورمانسك، حيث تتواجد القوات النووية الروسية والأسطول الشمالي. ومن ثمة، يمكن للفنلنديين إلحاق ضرر كبير (بالروس) عبر قطع خطوط الإمداد بين سانت بطرسبرغ ومورمانسك". من جانبه، أوضح إميل كاستهيلمي: "من الصعب حاليا معرفة ما إذا كانت هذه المنطقة ستصبح بؤرة توتر ساخنة. لا تزال الحرب في أوكرانيا دائرة، ويبدو من الصعب بمكان التوصل إلى هدنة. لكن وفق ما نعلمه اليوم، ستكون الاستثمارات في الجيش الروسي كبيرة". كما يشكل تعزيز التواجد العسكري الروسي في هذه المنطقة جزءا من سياق أوسع للصراعات الجيوسياسية المتنامية في القطب الشمالي. فقد أجرت القوات الأمريكية والفنلندية مؤخرا مناورات واسعة النطاق هناك، في سيناريو يحاكي أصلا نزاعا مع روسيا. كما شارك الآلاف من جنود حلف شمال الأطلسي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في مناورات مدفعية واسعة النطاق أيضا في منطقة القطب الشمالي الفنلندي. هل تتهيأ فنلندا لحرب محتملة؟ على الرغم من كل شيء، فإن هلسنكي، التي حاربت الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، لا تزال تعتبر أن روسيا هي عدو الأمس والغد على حد سواء. وفي مواجهة "طموحات" فلاديمير بوتين، ضاعفت فنلندا جهودها في السنوات الأخيرة لتحديث جيشها. وتحرص هلسنكي بشكل خاص على زيادة إنفاقها الدفاعي بنسبة تصل إلى ما لا يقل عن 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2029. كما تبحث إمكانية رفع سن قوات الاحتياط إلى 65 عاما لبلوغ مليون شخص مؤهل للتعبئة بحلول 2031، أي ما يناهز واحد من كل خمسة مواطنين فنلنديين. إجراء آخر يؤشر على حجم المخاوف والتوترات، هو إعلان رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو في مطلع أبريل/نيسان، بأن بلاده ستنسحب من معاهدة أوتاوا التي تحظر الألغام المضادة للأفراد، والتي كانت قد وقعتها في 2012. في هذا الشأن، يقول إد أرنولد إن فنلندا "تعتقد أنه يجب عليها أن تكون مستعدة للقتال بمفردها إن اقتضى الأمر، حتى أن قوتها العسكرية مصممة تحديدا لمثل هذا الاحتمال. في حال إعلان الحرب، يمكن لها فورا أن تحشد 284 ألف جندي. يتخطى هذا قدرات التعبئة لدى المملكة المتحدة أو فرنسا. كما أن جنودها ليسوا فقط مجهزين بشكل جيد وحسب، بل لديهم أيضا الحشد الأكبر". ويلفت الباحث الأمني أيضا إلى أن فنلندا تملك أقوى مدفعية في الاتحاد الأوروبي ناهيك عن "مخزونات هائلة من الأسلحة والذخيرة". وتابع نفس الخبير: "فنلندا على الأرجح هي من بين دول التحالف (الناتو) التي تملك أفضل الدفاعات. سيكون من الغباء أن يبدأ الروس عملية عسكرية ضد الناتو بمهاجمة فنلندا أولا". كما يملك هذا البلد عددا كبيرا من قطع المدفعية ذاتية الحركة، بما فيها عشرات الصواريخ من طراز K9 Thunder الكورية الجنوبية الصنع إضافة إلى أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة M270 (MLRS)، وهي قاذفات صواريخ تضاهي صواريخ هيمارس Himars الأمريكية التي ألحقت أذى كبيرا بالروس في أوكرانيا. من المنتظر أن تكون هلسنكي خلال هذا العام قادرة على إدخال إلى الخدمة أولى طائراتها الحربية الأمريكية من طراز F-35، والتي تعد من أغلى المقاتلات وأكثرها تطورا بالعالم. ففي 2021، كانت الحكومة الفنلندية قد قدمت طلبا للحصول على 64 طائرة من هذا الطراز في صفقة مع شركة لوكهيد مارتن بقيمة 8,4 مليار يورو لتجديد أسطولها من طائرات F/A-18. وعلى الرغم من أن سيناريو إعادة الانتشار واسع النطاق للقوات الروسية بعد وقف إطلاق النار في أوكرانيا يبقى مرجحا، فإن المهمة تبدو معقدة جدا بالنسبة للجيش الروسي. فيما يعمل حلف شمال الأطلسي على إعادة تسليح جناحه الشرقي. ويضيف إد أرنولد بأنه "سيتوجب على الروس نشر موارد قرب دول البلطيق ، أي على طول الحدود مع فنلندا لكن أيضا على الحدود مع أوكرانيا، أينما كانت. في نهاية المطاف، سيحتاجون إلى قوات أكثر وهي ستكون مبعثرة". وأنهى الخبير الأمني: "من وجهة نظر استراتيجية، نرى بوضوح أن الروس لم يكونوا جد أذكياء عبر حربهم في أوكرانيا".