
مفتي المملكة: توظيف علوم الفلك لرؤية هلال رمضان
إعداد: عبدالحافظ الهروط
«زاوية» تستضيف بها «الرأي» طوال شهر رمضان المبارك، شخصيات سياسية واقتصادية ودينية وثقافية وفنية ورياضية، لتسلط الضوء على مسيرتهم وآرائهم في قضايا عديدة».
قبل يومين، إنشغل العالم العربي والإسلامي، بتحري رؤية هلال رمضان، فكان السبت أول ايام الشهر الفضيل، وبهذه المناسبة، تحدث سماحة مفتي عام المملكة د. أحمد الحسنات، عن أمور دينية تتعلق بالشهر الكريم.
كيف تتم رؤية الهلال؟
تعتمد رؤية الهلال في الأردن على معيار دقيق يقوم على الالتزام بالتوجيه النبوي الشريف في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» حيث يبدأ الشهر القمري عندما تثبت الرؤية في الأفق الغربي بعد غروب الشمس، يوم التاسع والعشرين من الشهر القمري، فإن لم يظهر تلك الليلة وجب إتمام الشهر ثلاثين يومًا.
وتوظف دائرة الإفتاء العام علوم الفلك للاستفادة من المعطيات العلمية التي تحدد إمكانية رؤية الهلال من عدمها، حيث يعتمد مجلس الإفتاء معيار إمكانية الرؤية لقبول الشهادة برؤيته فتقبل شهادة مَن شهد برؤية الهلال إذا كانت الحسابات الفلكية تدل بصورة مؤكدة على أن الهلال الجديد قد تَوَلَّدَ، ويُمكن رؤيته بأي وسيلة من وسائل الرؤية سواء كان بالعين المجردة أم بالأجهزةالحديثة كالتلسكوب، وسواء تمّت الرؤية في بلدنا أو في أي بلد مجاور.
أما إذا كانت الحسابات الفلكية تفيد بتأكيد عدم تَوَلُّدِ الهلال وعدم رؤيته بالعين المجردة أو بالتلسكوب فإن شهادة مَن يشهد برؤية الهلال لا تقبل، لتطرق الشك إليها. وفي حال أكد علماء الفلك استحالة الرؤية في أي دولة، وأعلنت دولة ما رؤيته، فإن الأردن لا يتبعها، التزامًا بالمعايير الفلكية الدقيقة.
ماذا أعدّت «الإفتاء» من برامج؟
تقوم الدائرة بالرد على الأسئلة التي ترد إليها بوسائل التواصل، بما فيها الهواتف النقالة لأصحاب الفضيلة المفتين، وإصدار مطوية عن أهم الأحكام المتعلقة بالصيام، وإصدار عدد خاص من مجلة «الإفتاء»، ونشر المقالات المتعلقة بالشهر الفضيل على الموقع الإلكتروني للدائرة وفي الصحف.
كما سيتم بثّ حلقات قصيرة عن أهم أحكام الصيام لا تتجاوز دقيقة واحدة عبر منصة «اليوتيوب»، وتزويد القنوات الفضائية بها، إضافة إلى برنامج «منبر الإفتاء» الذي يتضمن الإجابة على أسئلة المستفتين التي تُرسل للبرنامج عبر منصات التواصل والموقع الإلكتروني والاتصال المباشر بالبرنامج.
وتتضمن الخطة المشاركة في برنامج «الغروب» الذي سيُبث على شاشة التلفزيون الأردني، والمشاركة في برنامج «يستفتونك» عبر إذاعة الأمن العام، وبرنامج الفتاوى على الهواء عبر إذاعة القرآن الكريم، وإعداد وتقديم برنامج «فاسألوا أهل الذكر» على شاشة التلفزيون الأردني، وبرنامج الفتوى على تلفزيون عمان ومشاركة أصحاب الفضيلة في برامج الإذاعات للرد على أسئلة واستفسارات المستفتين.
على الصعيد الميداني، فسيتم التفاعل مع المواطنين من خلال العمل في المساجد، وعقد مجالس الفتوى ودروس التوعية بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، وإعطاء درس كل اثنين في مسجد الجامعة الأردنية بعد صلاة الظهر، بالتعاون مع المركز الثقافي الإسلامي التابع للجامعة.
نصيحتكم للصائمين؟
رمضان شهر التغيير، وهو الذي يحقق في نفس المؤمن معنى التقوى لقوله تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) وإذا نظر المسلم إلى رمضان على أنه شهر تعبد وتقرّب إلى الله، لا شهر الإسراف في الطعام والشراب.
والأصل في الإنسان أنه رشيد عقلاني في استهلاكه، فلا يستهلك إلا قدر حاجته، مبتعداً عن التبذير والإسراف. قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) وعليه فإن من الرشد أن يكون المسلم متوسطاً في إنفاقه الاستهلاكي: لا مقتراً ولا مبذراً. قال تعالى مثنياً على أهل التوسط في الإنفاق: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).
هذا السلوك ينبغي أن يكون في كل الأحوال، إلا أنه في رمضان ينبغي أن يكون أكثر تطبيقاً؛ لأنه شهر عبادة وتقرّب إلى الله، لا شهر تفنن وتلوّن في موائد الطعام والشراب.
ومن هنا فلو كان سلوك جميع الأفراد في الأمة رشيداً عقلانياً في استهلاكهم وإنفاقهم في هذا الشهر، فإن ذلك سينعكس عليهم بتوسعة في العيش لجميع فئات المجتمع وخاصة الفقيرة منها، وفلسفة ذلك اقتصادياً: أن الانخفاض في كمية الاستهلاك يحافظ على الأسعار الطبيعية للحاجات، والزيادة في كمية الاستهلاك -الذي يصل إلى درجة التبذير والإسراف- يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، ومن ثمَّ إلى تركز الثروة، بسبب ما سيحصل عليه التجار من الأرباح جراء الارتفاع الفاحش للأسعار، هذا فضلاً عن خلو معظم الأسواق من الحاجات الضرورية، وإحلال الكماليات محلها؛ لأن التجار سيتحكمون فيما يجلب إلى الأسواق وبالسعر الذي يحددونه، وهذا لا شك سيتسبب في ضيق العيش لأصحاب الدخول الثابتة والفقراء.
إذن، فانضباط الأفراد في سلوكهم الاستهلاكي بالضوابط الشرعية، ومن غير إسراف ولا تبذير، ينعكس عليهم بالرفاهية والتوسعة بالعيش.
على ماذا استندتم في تحريم الدخان؟
الدخان محرم شرعاً لأنه يحتوي على الكثير من المواد السامة التي تضر بمتعاطيها؛ والله عز وجل يقول: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} ولا شك أن المضر من الخبائث.
وحذرت وزارة الصحة و منظمة الصحة العالمية من خطر التدخين لأنه يحتوي مستوى عالياً من التسمم، وقد أوجبت الشريعة الإسلامية على المكلفين حفظ أنفسهم وأموالهم من الضرر؛ قال تعالى: {ولَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فالأصل في المضار التحريم، وكل ما ثبت ضرره عند أهل الاختصاص يكون محرماً شرعاً.
وعليه؛ فيحرم تناول الدخان بأشكاله كافة وأنواعه سواء الدخان أو السيجارة والأرجيلة؛ حفاظاً على الصحة؛ لما تشتمل عليه من أضرار، وحفظاً للمال من الضياع
لذا يُعد شرب الدخان من المفطرات؛ لأن الشهوة فيه ظاهرة؛ ولأن له جرماً مرئياً وملموساً يدخل إلى الجوف عمدًا وإن كانت ذرّاته صغيرة، كالنيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون.
وننصح الإخوة المبتلين بهذه الآفة الاستفادة من الصيام في رمضان وانقطاعهم لفترات طويلة أن يستعينوا بالله على تركه بشكل نهائي لينالوا مزيداً من الأجر والثواب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ ساعة واحدة
- جفرا نيوز
في يوم الاستقلال التاسع والسبعون: مسيرة مجدٍ تتجدّد في أردن العز
جفرا نيوز - المهندس عبدالله امجد ابوزيد يُطلّ علينا الخامس والعشرون من أيار هذا العام، والأردن يزهو بذكرى عيد الاستقلال التاسع والسبعين، تلك المناسبة الخالدة التي تعيد إلى الأذهان لحظةً فارقةً في تاريخ الوطن، حين استعاد الأردنيون حريتهم وكرامتهم، وبنوا دولتهم الحديثة بقيادة هاشمية حكيمة، وبسواعد أبناء الوطن الأوفياء. إن عيد الاستقلال ليس مجرّد مناسبة وطنية نحتفل بها، بل هو عهد متجدد بالوفاء والانتماء، ومسؤولية مشتركة للمضيّ في طريق البناء والإصلاح، وتعزيز منجزات الدولة الأردنية التي أرساها جيل التأسيس، وواصلت حملها أجيال من الرجال والنساء، المؤمنين بالأردن وطناً وقيادةً ومصيراً. وفي هذه الذكرى العزيزة، نؤكد جميعاً أن سنبقى جندك الأوفياء المناضلين لأجل الوطن، نعمل بكل إخلاص في سبيل رفعته، ونحمي منجزاته بكل عزم وإرادة. لقد أثبت الأردنيون في كل المحطات أنهم المدافعون عن سيادة القانون، والحريصون على ترسيخ دولة المؤسسات، والعدالة، والشفافية. ولأن الحفاظ على الوطن أمانة لا تسقط بالتقادم، فإن أبناء الأردن المخلصين سيبقون الحاميين لسياجه، والعين الساهرة على أمنه واستقراره. وسنظل، كما كنّا دائماً، شوكة في حلق الطامعين، وصخرة تتكسر عليها أطماع الفاسدين، لا نساوم على كرامة وطننا، ولا نتراجع عن مواقفه الراسخة. إننا، في عيد الاستقلال التاسع والسبعين، نقف وقفة إجلال لكل من ساهم في بناء هذا الوطن، ولكل من ضحّى من أجل عزته، ونجدّد العهد والولاء للقيادة الهاشمية المظفرة، سائلين الله تعالى أن يحفظ الأردن وشعبه، وأن يديم عليه نعمة الأمن والاستقرار.


جفرا نيوز
منذ ساعة واحدة
- جفرا نيوز
الاستقلال الأردني .. مسيرة عز وكرامة وسيادة تتجدد
جفرا نيوز - بقلم اللواءالمتقاعد حسان عناب في يوم من أيام العز والفخر، يحتفي الأردنيون بذكرى عيد الاستقلال التاسع والسبعين، مستذكرين محطةً مفصلية في تاريخ الدولة الأردنية الحديثة، حيث انبثق فيه عهد السيادة والكرامة، وتكرّست الهوية الوطنية الراسخة التي صاغتها التضحيات والإرادة الحرة. لم يكن الخامس والعشرون من أيار عام 1946 مجرد تاريخ لانتهاء الانتداب، بل كان نقطة انطلاق حقيقية لمسيرة وطنية تتسم بالسيادة الكاملة، والالتزام بالدستور، والعمل المتواصل نحو النهضة والتنمية المستدامة، ففي هذا اليوم الخالد، أعلن الأردن بقيادة جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين – طيب الله ثراه – استقلاله، ليبدأ مسيرته كدولة حرّة الإرادة، تستند إلى الدستور، وتُدار برؤية حكيمة، وتنهض بعزيمة أبنائها المخلصين. لقد شكّل الاستقلال ثمرة نضال رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حلموا بوطن حر، ومارسوا العمل السياسي والمؤسساتي في وقت كانت فيه المنطقة تمتلئ بالتحديات والمتغيرات، ومنذ ذلك اليوم، تواصلت المسيرة بقيادة هاشمية حكيمة، حملت الأمانة، وصانت المنجز، وبنت أنموذجاً أردنياً رائداً في الاستقرار والتنمية. ويأتي احتفال هذا العام في ظل تحديات إقليمية ودولية متراكمة، جعلت من الأردن عنواناً للثبات، وواحة أمن واستقرار في محيط مضطرب، فقد أثبتت الدولة الأردنية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أنها قادرة على تجاوز الأزمات، وحماية سيادتها، والدفاع عن ثوابتها الوطنية دون مساومة أو تراجع. الاستقلال، كما يراه الأردنيون، ليس مجرد مناسبة وطنية، بل مسؤولية مستمرة، وعمل دؤوب للحفاظ على المكتسبات، وتعزيز قيم الانتماء والولاء، وتوطيد الهوية الوطنية الموحدة، إنه دعوة لتجديد العهد مع الوطن، بأن تبقى رايته مرفوعة، وأن تتواصل مسيرته بكل إصرار وعزيمة. وتبقى القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، في طليعة الحماة للاستقلال، يسهرون على أمن الوطن، ويدافعون عن سيادته، ويجسّدون معاني التضحية والانتماء، كما يشكل كل أردني ركيزة أساسية في مسيرة البناء، يؤدّي دوره بإخلاص في موقعه، مساهماً بفعالية في رفعة وطنه وصناعة مستقبله الزاهر. وفي هذه الذكرى الوطنية، يجدد الأردنيون العهد مع وطنهم، وقيادتهم، وتاريخهم المجيد، مؤكدين أن راية الأردن ستظل خفّاقة، وأن الإنجاز سيستمر، وأن الولاء للقيادة الهاشمية سيبقى راسخاً في القلوب.

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
انطلاق احتفالات محافظة البلقاء بعيد الاستقلال الـ79 .. صور
السلط - رامي عصفور انطلقت في محافظة البلقاء مساء اليوم فعاليات الاحتفال بعيد الاستقلال برعاية محافظ البلقاء سلمان النجادا، ومشاركة رئيس مجلس محافظة البلقاء إبراهيم نايف الأديب العواملة في فعاليات الإحتفال الوطني بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين للإستقلال والتي أقيمت في ساحة مجمع سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني. وقد جاءت المشاركة وسط حضور رسمي وشعبي واسع ضم ممثلين عن المؤسسات الحكومية وفعاليات مجتمعية من مختلف مناطق المحافظة. ويتضمّن برنامج الحفل الذي يستمر ثلاثة أيام فقرات وطنية وتراثية عروضًا فنية وموسيقية أغانٍ وطنية وأنشطة ثقافية وترفيهية. وأكد العواملة أهمية هذه المناسبة التي تجسّد مسيرة الاستقلال والإنجاز مشيرًا أن المشاركة الواسعة تعبّر عن التلاحم الشعبي والاعتزاز بما تحقق من مكتسبات وطنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.