logo
بيان قطري مصري: نتطلع لاتفاق يؤدي لهدنة دائمة في غزة

بيان قطري مصري: نتطلع لاتفاق يؤدي لهدنة دائمة في غزة

فلسطين الآنمنذ 5 أيام

الدوحة - فلسطين الآن
أعلنت قطر ومصر أنهما تواصلان جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر والعمل على تذليل النقاط الخلافية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بقطاع غزة بناء على مقترح مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وفي بيان مشترك لهما، قالت قطر ومصر إنهما تتطلعان للتوصل لهدنة مدتها ٦٠ يوما تؤدي لاتفاق لوقف إطلاق نار دائم في غزة ما يسمح بإنهاء الأزمة الإنسانية.
كما تؤكدان على اعتزامهما بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، تكثيف الجهود لتذليل العقبات التي تشهدها المفاوضات.
ودعت قطر ومصر في البيان غلى ضرورة تحلي كافة الأطراف بالمسؤولية ودعم جهود الوسطاء لإنهاء الأزمة بقطاع غزة بما يعيد الاستقرار والهدوء للمنطقة.
بيان قطري - مصري بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/C5lEqpaU17 — الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) June 1, 2025
وأمس السبت أعلنت حركة حماس أنها سلمت الوسطاء ردها على المقترح، بما يحقق "وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا شاملا من قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات إلى شعبنا وأهلنا في القطاع".
ويتضمن رد الحركة الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانا على عدة دفعات مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما يجري خلالها التفاوض على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"سرايا القدس" تعلن تفجير آلية إسرائيلية شمالي خانيونس
"سرايا القدس" تعلن تفجير آلية إسرائيلية شمالي خانيونس

وكالة الصحافة الفلسطينية

timeمنذ 3 ساعات

  • وكالة الصحافة الفلسطينية

"سرايا القدس" تعلن تفجير آلية إسرائيلية شمالي خانيونس

خان يونس - صفا خان يونس أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، يوم الجمعة، أن عناصرها تمكنوا من تفجير آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة برميلية شديدة الانفجار، كانت مزروعة مسبقًا في شارع الجميزة ببلدة القرارة شمال محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة. وتواصل المقاومة تصديها لآليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة "طوفان الأقصى"، ومواجهة العدوان المستمر منذ أكثر من عام ونصف. ومنذ 18 آذار/مارس الماضي، استأنفت "إسرائيل" حرب الإبادة على غزة، متنصلة من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حماس استمر 58 يومًا منذ 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم أمريكي.

نزال: الظروف لم تنضج بعد للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
نزال: الظروف لم تنضج بعد للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

وكالة خبر

timeمنذ 3 ساعات

  • وكالة خبر

نزال: الظروف لم تنضج بعد للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتعثر المسار التفاوضي، رأى عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال أن العمليتين اللتين نفذتهما القسام، الجناح العسكري للحركة، شرقي جباليا والشجاعية، أخيراً، رد طبيعي على العدوان الإسرائيلي، نافياً تأثيرهما في تعقيد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وأكد لـ"العربي الجديد" أن المقاومة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام قوات معادية تخترق حدود القطاع، مضيفا أن حماس تتجاوب حاليا "مع مسعى قطري" لجسر الهوة في مقترح المبعوث الأميركي على الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الأخير. وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وأصيب 11 آخرون، الإثنين الماضي، في استهداف سيارة عسكرية من نوع "همر" في جباليا، شمالي القطاع، قبل يوم من مقتل جندي وإصابة اثنين، الثلاثاء الماضي، في اشتباكات مع المقاومة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وتساءل محمد نزال: "ما الذي تنتظره قوات الاحتلال من المقاومة، عندما تأتي بضباطها وجنودها وعتادها لتنفيذ عمليات عسكرية وأمنية في قطاع غزة على أهداف معيّنة، هل جاؤوا للتنزّه مثلاً؟". واعتبر أن "المنطقي والطبيعي أن تتصدّى المقاومة لهؤلاء الإرهابيين، وهو ما فعلته كتائب القسام". أما عن تأثير العمليتين الأخيرتين على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، فرأى أن "الحديث عن تأثير سلبي للعمليتين على المفاوضات ليس استنتاجاً صحيحاً، لأن العملية التفاوضية لا تتقدّم إلا إذا تغيّرت موازين القوى سياسياً وعسكرياً". هذه الموازين، وفق نزال، تحتاج إلى "أنياب ومخالب حتى تؤثّر فيها، أما الاستكانة والخضوع والاستجداء، فتزيد من تعنّت المفاوض الصهيوني، وإصراره على التشبّث بمواقفه"، مضيفاً: "لنا في تجربة سلطة أوسلو التفاوضية العبرة والمثال على ذلك". محمد نزال: عوامل تؤخر اتفاق غزة في تعليقه على الجمود الحالي في المسار التفاوضي، أكد محمد نزال أن الظروف لم تنضج بعد للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وعزا ذلك إلى أسباب وعوامل عديدة "أولها أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم لا يريدان إنهاء الحرب لأنهما يريان أنهما لم يحقّقا أياً من أهدافهما الإستراتيجية، سواء بتهجير الشعب الفلسطيني أو إنهاء المقاومة وتفكيكها أو بفرض سلطة عميلة للاحتلال عبر تنصيب 'قبضاي فلسطيني' قبضاي يحكم قطاع غزة". فضلاً عن "أسباب شخصية وخاصة بنتنياهو وحليفيه المجرمين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إذ يريدون البقاء في سُدّة حكم الكيان الصهيوني، ويرون أن السبيل لذلك هو استمرار الحرب". العامل الثاني هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصفه محمد نزال بأنه "الوحيد القادر على فرض وقف الحرب إذا أراد". والعامل الثالث هو "تبلور موقف عربي وإسلامي حاسم يمكنه استخدام أوراق الضغط الموجودة لديه ضد نتنياهو". وقال نزال إن أياً من هذه العوامل "لم ينضج بعد لاتخاذ قرار باتجاه الاتفاق". وحول إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يوم 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، أوضح نزال أن "ترامب كان العامل الحاسم آنذاك، إذ كان قد فاز بالرئاسة ويستعد لتسلّم مهامه، وكان قد وعد بوقف الحروب في المنطقة، من بينها غزة، فأرسل مبعوثه ستيف ويتكوف الذي مارس ضغطا حقيقيا على نتنياهو، وأجبره على التوقيع". لكن نزال شدد على أن "نتنياهو ضمر نية إفشال الاتفاق من البداية، ونفذ ذلك فعلاً في آذار/ مارس الماضي رفض الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق ثم استئناف حرب الإبادة، متذرعاً بمبرّرات واهية". وبشأن التعويل على ترامب مجددا، قال نزال: "لا نعوّل على أي عامل لا نملكه، ترامب أو غيره، ولكن هذه قراءة واقعية ومنصفة لما جرى". وأضاف أن "الإيمان بالله والاستعانة به هما العامل الأول، وبعده نعوّل على العوامل الذاتية، وفي مقدّمتها عدالة قضيتنا، ومشروعية مقاومتنا، ثم السلاح الذي ما زال مشرعاً في وجه الاحتلال، وهو ما أبقى المقاومة صامدة في مواجهة عسكرية غير متكافئة". في هذا السياق، أوضح أن الحركة تخوض معارك متعددة في الجبهات العسكرية والإعلامية والسياسية والقانونية وأن "معركة الرواية والصورة أثمرت تقدماً في المواقف الأوروبية وإحراج الاتحاد الأوروبي". وبرأيه، فإن "المعركة السياسية أوصلتنا إلى حوار مباشر مع الإدارة الأميركية لأول مرة منذ تصنيفها حركة حماس منظمة إرهابية"، في إشارة إلى مفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجز الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر الذي أفرجت عنه الحركة الشهر الماضي. تحفظ على مقترح ويتكوف أما عن الموقف من مقترح وقف إطلاق النار في غزة وصفقة التبادل الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قبل نحو أسبوعين، فأوضح نزال أن "الحديث عن رفضنا المقترح غير دقيق. قبلنا به إطاراً للتفاوض، مع إبداء ملاحظات جوهرية عليه، ونطالب بأن تكون الولايات المتحدة وسيطاً نزيهاً لا منحازاً كما في السابق". وعن سبب التحفظ على بنود المقترح، قال نزال إن "السبب أننا نريد وقفاً فعلياً للحرب، والمقترح يشير فعلياً إلى وقف إطلاق نار أسبوعاً واحداً، إذ إن إطلاق الأسرى (المحتجزين الإسرائيليين) الأحياء والأموات في الأسبوع الأول يعطي نتنياهو ذريعة لاستئناف العدوان بعد حصوله على ما يريد". وأضاف: "لا نريد أن نُلدغ من الجحر مرتين، فنتنياهو غادر ومراوغ، وتجاربنا وتجارب غيرنا معه تؤكد ذلك. انحزنا في موقفنا إلى شعبنا الذي يريد وقف نزيف الدم، وسنسعى لذلك دوماً". وتكرر الحركة شروطها للتوصل إلى اتفاق، وهي ضمان وقف الحرب وتدفق المساعدات وإعادة الإعمار. ويتضمن مقترح ويتكوف وقف إطلاق نار مدة 60 يوماً وإطلاق سراح 28 من المحتجزين الإسرائيليين من الأحياء والأموات خلال الأسبوع الأول، مقابل إطلاق سراح 125 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، و1111 معتقلاً من غزة اعتقلوا بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ورفات 180 من الفلسطينيين الشهداء، كما تتضمن الخطة، التي تقول إن الرئيس الأميركي والوسيطين مصر وقطر سيضمنون تنفيذها، إرسال مساعدات إلى غزة فور توقيع "حماس" على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. إضافة إلى إفراج الحركة عن آخر 30 محتجزا بمجرد سريان وقف إطلاق نار دائم. والأحد الماضي، أعلنت قطر ومصر، في بيان مشترك، التنسيق مع الولايات المتحدة، وأنهما تعتزمان تكثيف جهودهما لتجاوز العقبات التي تواجه المفاوضات، وذلك بعد اعتبار واشنطن أن رد "حماس" على المقترح الذي "وافقت عليه إسرائيل" هو رد "غير مقبول". ورغم الجمود على المسار التفاوضي، نفى نزال أن تكون مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى طريق مسدود قائلاً: "لم نغلق الأبواب أمام أي جهة تسعى إلى وقف حرب الإبادة المجنونة، ونتجاوب حالياً مع مسعى قطري جديد لجسر الهوة في المقترح الأخير". وأكد أن الحركة ستواصل المقاومة المسلحة وفي الوقت نفسه الانخراط في الجهود السياسية لإيقاف العدوان بالقتل والتجويع.

ترامب على طريق بايدن
ترامب على طريق بايدن

وكالة خبر

timeمنذ 8 ساعات

  • وكالة خبر

ترامب على طريق بايدن

أمضى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كل العام 2024 وهو يحاول أن يقنع رئيس حكومة الإبادة الجماعية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أولاً بتحديد موعد قريب للحرب، ثم بوقفها وذلك عبر صفقة تبادل بين المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ولكن مع فشله المتواصل وعجزه عن القدرة على إجبار نتنياهو على الامتثال لما يريده، بدافع انتخابي على أقل تقدير، كان يدعي أحياناً أن الاتفاق قريب، وأنه قاب قوسين أو أدنى من التحقق، وأحياناً يلقي اللوم على حماس، ومن ثم يعلن إحباطه، بعد تسريبات من أوساط إدارته بأنه مارس الضغط أو حتى أنه هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، وفي نهاية المطاف، خرج بايدن من البيت الأبيض دون رجعة، ودون أن يحقق أي منجز يذكر، وأخذ معه بفشله مع نتنياهو بالذات حزبه ونائبته كامالا هاريس، وفتح الباب بيده المرتعشة لخصمه السياسي دونالد ترامب ليعود إلى البيت الأبيض من بابه الواسع. يبدو اليوم أن هناك تبادلاً في الأدوار، وأن ما مر به بايدن يمر به حالياً ترامب، فما دام نتنياهو هو من يجلس على الجانب الآخر من العلاقة الأميركية - الإسرائيلية، فإن الرؤساء الأميركيين يتغيرون ويتبدلون، ويبقى رئيس الحكومة الإسرائيلية كما هو، وفي حقيقة الأمر ربما كان هذا أحد الأسباب التي تظهره كرجل ما زال مطلوباً للعدالة الدولية في الخارج، ومتهماً أمام القضاء الإسرائيلي في الداخل، من تبجح وعنجهية وغرور، كيف لا وهو يتلاعب برئيس أكبر وأقوى دولة في العالم، كما لو كان لعبة بين يديه، ولم يقتصر الأمر على رئيس واحد، حتى لا يقال إن العيب أو المشكلة كانت في ذلك الرئيس شخصياً، فقد فعل هذا مع ترامب في ولايته الأولى، حين واصل تحريكه بالريموت كونترول الذي بين يديه، فوجهه نحو إلغاء الاتفاق مع إيران العام 2018، الذي كان وقعه باراك أوباما قبل ذلك بثلاثة أعوام، ثم دفعه لارتكاب فعل تجنبه كل الرؤساء الأميركيون السابقون، نقصد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، ومن ثم الاعتراف بالضم غير القانوني للجولان المحتل، وأخيراً إبرام اتفاقيات أبراهام للتطبيع بين ثلاث دول عربية وإسرائيل بالقفز عن شرط إقامة الدولة الفلسطينية أولاً. ثم تلاعب ببايدن الذي حاول أن يهرب من الشرق الأوسط، بعد أن حاول أن يكمل عمل ترامب الخاص باتفاقيات أبراهام، وذهب للرياض من أجل هذا الغرض، لكن علاقته السيئة مع الأمير محمد بن سلمان، حالت دون تحقيق أي إنجاز بهذا الخصوص، بل ولقنه الأمير السعودي المفعم بالحيوية والشباب والطموح درساً، دفعه بعيداً عن الشرق الأوسط إلى شرق أوروبا، حيث علق مستقبله ومستقبل حزبه السياسي بالحرب الروسية الأوكرانية، وحتى هنا لم يستطع أن يواجه نتنياهو، فمن بين كل دول الغرب الحليفة لأميركا، وقفت إسرائيل جانبا، ولم تنضم للتحالف السياسي الذي أقامته أميركا ضد الحرب الروسية على أوكرانيا، ثم كانت الطامة الكبرى حين وقع طوفان الأقصى، فكانت تفاصيل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، تمثل إهانات متكررة ومتواصلة للرئيس الأميركي في مقابل رئيس حكومة إسرائيلي، ليس مطلوبا للعدالة الدولية، وللقضاء الإسرائيلي وحسب، بل ويواجه معارضة داخلية غير مسبوقة، لا تقتصر على المعارضة السياسية، بل يواجه مؤسسات الدولة بما فيها القضاء والمؤسسات الأمنية والعسكرية. أي كان يمكن لبايدن أن يتحجج أو يطالب نتنياهو بإجماع داخلي، حتى يجلس إلى جانبه أو حتى وراءه في حرب أغضبت العالم بأسره، لكنه لم يقوَ حتى على منع نتنياهو من منح الفاشيين الإسرائيليين المقاعد الوزارية، وكان بايدن قد تورط بإعلان عدم رغبته في منح كل من إيتمار بن غفير وبتسئليل سموتريتش مقاعد حكومية حين قام نتنياهو بتشكيل حكومته الحالية، وذلك قبل أشهر قليلة من طوفان الأقصى، وكان ذلك محاولة من بايدن لتعزيز علاقة بلاده بالدول العربية، نظراً لتقديره بأن هذين الرجلين سيشعلان المنطقة توتراً وصخباً، بمجرد مشاركتهما في الحكومة، فما بالنا وقد باتا يتحكمان بهما من خلال تهديد نتنياهو المرعوب من احتمال الخروج من المنصب ليكون تحت رحمة القضاء الإسرائيلي، بفض الشراكة معه، في حال تردد في مواصلة حرب الإبادة الجماعية، ومواصلة الطريق ضد العالم بأسره ؟ بالطبع كان ينظر إلى بايدن على أنه رئيس ضعيف، لا يتمتع بكاريزما باراك أوباما، ولا حتى بشخصية رونالد ريغان ولا حتى جورج بوش الأب، أما ترامب فهو ظهر، بعد أن فاجأ الدنيا كلها برفض نتائج انتخابات الرئاسة العام 2020، وظل يدعي تعرض النتيجة للتزوير، ثم أعلن بشكل غير مسبوق أنه سيعيد محاولة العودة للبيت الأبيض، وظل 4 سنوات يمارس دور المرشح الرئاسي المعارض، وظهر مدعوماً من مؤيدين متطرفين، عصبويين لدرجة العنصرية ضد الآخرين، بمن فيهم نصف الشعب الأميركي، أي الخصم الديمقراطي، باختصار ظهر أو حاول أن يظهر كرئيس قوي، مختلف تماما عن بايدن، وقد ادعى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ما كانت لتقع لو كان رئيسا، وأنه يمكنه أن يوقف الحرب في الشرق الأوسط خلال أيام، وواصل ذلك وبصوت أعلى بكثير حين فاز بالانتخابات، لدرجة أنه هدد بأنه سيحرق الشرق الأوسط، لو دخل البيت الأبيض، دون التوصل لاتفاقية الصفقة. وفعلاً رضخ نتنياهو للتهديد، رغم أن تهديد ترامب كان يبدو موجها لحماس أصلاً، وبدأ تنفيذ صفقة تبادل مكونة من 3 مراحل، قبل تنصيب ترامب بيوم واحد فقط، وبذلك أوحى نتنياهو لترامب بأنه قد حقق له ما أراد، بما جعل الرئيس الأميركي ينتشي مثل طاووس في ريعان الشباب، ما أعاده إلى حضن نتنياهو، الذي كان قد أغضبه قبل 4 سنوات حين قام بتهنئة بايدن على فوزه بانتخابات 2020، لدرجة أنه استقبله في البيت الأبيض كأول مسؤول أجنبي يستقبله كرئيس أميركي، ثم قام بتقديم أعظم هدية سياسية له، وكانت إعلانه عن خطة مدوية تجاه غزة، مضمونها تهجير سكانها، إعلان أذهل نتنياهو والفاشيين الإسرائيليين، الذين ما زالوا يحلمون بتنفيذ تلك الخطة، رغم نسيان ترامب نفسه لها، بل وحتى أنه نسي إن كان قد تفوه بها من قبل. وكما فعل بايدن، يفعل ترامب حالياً، فهو قد عين ممثلاً رسمياً له لمتابعة مسار صفقة التبادل، وهو ستيف ويتكوف، والذي يعد كما لو كان أهم من وزير الخارجية نفسه، بينما كان بايدن قد أرسل وزير خارجيته خلال عام واحد أكثر من عشر مرات لمتابعة هذا الملف، إضافة بالطبع لمستشار أمنه القومي، ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان، وكذلك أكثر من مندوب خاص، ولكن دون جدوى، ذلك أن المعضلة لا تكمن في الجانب الفني، ولا في إقناع حماس، لكن المشكلة تكمن بين أميركا وإسرائيل بالتحديد، فأميركا أيام بايدن كانت بحاجة لاتفاق الصفقة لغرض انتخابي، وللتخلص من الضغط الدولي والداخلي، حيث كانت تضطر كل الوقت للوقوف في وجه العالم كله المنتفض بالتظاهرات، والمنشغل بمناقشة مشاريع القرارات في مجلس الأمن والجمعية العامة، فيما أميركا في أيام ترامب الحالية بحاجة إلى الصفقة لتقديمها كإنجاز يخفف من المعارضة الداخلية ضد الرسوم الجمركية، ولفتح أبواب الشرق الأوسط أمام مزيد من الاستثمارات في أميركا بما يعزز اقتصادها ويقويه في مواجهة التحدي الاقتصادي الصيني. أما إسرائيل فلا يمكنها في ظل حكومتها الفاشية الحالية، عقد صفقة توقف الحرب، ولو بعد حين، وبالتحديد لو أرفق اتفاق الصفقة بضمانة أميركية أو قبول إسرائيلي بالطبع بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، فهذا يعني تفكيك الائتلاف وسقوط حكومة نتنياهو، وهذا التباين، ومع تصاعد الغضب الدولي، ومنه الأوروبي المهم، الذي يبدو أنه وجد في إسرائيل ضالته للرد على تخلي أميركا عن أوكرانيا، وتوريط أوروبا بوحل المواجهة مع روسيا، وذلك بنبذ إسرائيل، كما فعلت أميركا مع أوكرانيا، يعني أن ترامب يحارب طواحين الهواء حالياً، من أجل «احتواء» فتيل التوتر الذي يمسك به نتنياهو، في محاولته لإجبار ترامب على الدخول في المسار الذي سار عليه بايدن، وهو مسار الحرب الإقليمية، بدلاً من مسار الصفقات التجارية، وبما يشمله ذلك من الإبقاء على خيار مواجهة إيران، أميركيا وإسرائيل عسكرياً، ولهذا أظهر ترامب حنقه على نتنياهو وحذره تحذيراً شديد اللهجة، إن هو فكر في تخريب المفاوضات الأميركية الإيرانية. السؤال يبقى معلقاً، بينهما، أي بين ترامب ونتنياهو، ويدور حول من منهما سيلوي عنق الآخر، وحيث إن ترامب يطرق الباب السهل، والذي ليس بالضرورة يوصله لبر الأمان، وهو باب حماس، لذلك يواصل القول إنه قريب من اتفاق الصفقة، وإن ذلك قد يكون اليوم أو غداً!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store