
جبهة البوليساريو على لائحة الإرهاب؟: مسعى أمريكي جديد يثير التساؤلات حول الحلول في الصحراء المغربية
(AP Photo/Alex Brandon)
في خطوة قد تُعيد رسم خريطة التحالفات في شمال إفريقيا، أعلن النائب الجمهوري
جون ويلسون
، عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، عن نيته تقديم مشروع قانون لتصنيف
جبهة البوليساريو
كـ'منظمة إرهابية'.
يأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، بين دعم أمريكي واضح للمقترح المغربي للحكم الذاتي تحت سيادته، واتهامات متبادلة بتوظيف الملف من قبل أطراف إقليمية ودولية.
من خلال هذه المبادرة التشريعية، يطرح السؤال الأهم: ما هي أبعاد هذه الخطوة بالنسبة للعلاقات المغربية-الأمريكية؟ وهل ستسهم في تسريع التسوية السياسية للصراع أم أنها ستؤدي إلى تعقيدات جديدة في المنطقة؟
ماذا وراء التصنيف الإرهابي؟
النائب ويلسون لم يكن يتحدث في فراغ؛ فتصريحه يُعتبر تحركًا جديدًا في المسار الأمريكي الذي دعم سابقًا مبادرة الحكم الذاتي المغربية. في تغريدته على منصة X، شدد على أن 'الحل الوحيد الممكن لحل ملف الصحراء هو المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية'. ولكن لماذا الآن؟ وما الذي دفع بالولايات المتحدة إلى التفكير في تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية؟
I agree with
@SecRubio
genuine autonomy under Moroccan sovereignty is the only feasible solution for the Sahara.
I will introduce legislation to designate the Polisario as terrorists.
Iran & Putin gaining a foothold in Africa via Polisario. Connect the dots: axis of aggression.
https://t.co/pTEGfIlc8d
— Joe Wilson (@RepJoeWilson)
April 11, 2025
تصنيف البوليساريو 'منظمة إرهابية' يعني أن الولايات المتحدة ستفرض مزيدًا من الضغط على الجماعة الانفصالية، ما قد يعزز موقف المغرب الذي يسعى لتحقيق سيادة كاملة على الصحراء. ولكن هذا التصنيف قد يطرح تساؤلات بشأن كيفية تأثيره على المفاوضات السياسية، خصوصًا وأن البوليساريو لا يزال يُنظر إليها كطرف في مفاوضات الأمم المتحدة.
إيران وروسيا: تداخل مصالح في الصحراء
في تغريدته، أشار ويلسون إلى ما وصفه بـ 'محور عدوان'، موضحًا أن كلًا من إيران وروسيا يحاولان اكتساب موطئ قدم في إفريقيا عبر دعم البوليساريو. وهنا تبرز الأبعاد الجيوسياسية للمسألة. هل يُمكن أن تكون هذه التصريحات بمثابة رسالة ضمنية تهدف إلى إضعاف النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة؟ بالنظر إلى التطورات الأخيرة في السياسة الدولية، يعتبر استثمار إيران وروسيا في قضية الصحراء المغربية من أبعاد النفوذ الدولي في القارة السمراء.
لكن، ما هي حقيقة العلاقات بين البوليساريو وطهران وموسكو؟ هل هناك دلائل حقيقية على دعم عسكري أو سياسي من إيران وروسيا؟ أم أن التصريحات الأمريكية تأتي في سياق تحركات أكبر للحد من النفوذ المعادي للغرب في إفريقيا؟
الردود المغربية: تأكيد على وحدة الموقف
من ناحية أخرى، جاء إعلان ويلسون في وقت يواصل فيه المغرب التأكيد على موقفه الثابت بشأن مبادرة الحكم الذاتي. فقد أضاف النائب الأمريكي في تغريدته رابطًا لتغريدة ليزا كينا، المسؤولة الرفيعة في وزارة الخارجية الأمريكية، التي أشارت إلى تأكيد المبعوث الأممي للصحراء، ستيفان دي ميستورا، على أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل الوحيد لحل ملف الصحراء.
هذا التوضيح الأمريكي يعكس نوعًا من التوافق مع الموقف المغربي. لكن يبقى التساؤل: هل سيترجم هذا التوافق إلى خطوات ملموسة على الأرض؟ وهل ستؤدي هذه التصريحات إلى تعزيز موقف المغرب أمام الأمم المتحدة والدول الكبرى الأخرى؟
هل حان الوقت لإغلاق ملف الصحراء؟
إن تقديم هذا النص التشريعي في الكونغرس الأمريكي يعكس تحولًا في التعامل مع قضية الصحراء. فهل يُعتبر ذلك بداية لخطوات أكبر قد تفضي إلى تسوية سياسية؟ أم أنه مجرد تصعيد يضيف طبقات جديدة من التعقيد في مسار الصراع؟
وفي الوقت الذي يُسعى فيه إلى تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، يبقى السؤال الأهم: هل سيؤدي هذا التحرك إلى إغلاق ملف الصحراء بشكل نهائي، أم أنه سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات والتحولات في العلاقات الإقليمية والدولية؟
التساؤلات المفتوحة
هل ستنجح هذه المبادرة الأمريكية في تعزيز الحل السلمي للقضية أم ستقود إلى تصعيد جديد؟
ما تأثير التصنيف الأمريكي على موقف الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بشأن الصحراء؟
هل يُمكن للولايات المتحدة أن تُعزز موقف المغرب في مواجهة تهديدات الإرهاب التي قد تخلقها جماعات متطرفة في المنطقة؟
قد يكون التصنيف الأمريكي لجبهة البوليساريو 'منظمة إرهابية' خطوة مؤثرة على الصعيدين السياسي والجيوسياسي، لكن مدى تأثير هذه المبادرة على الحلول المستدامة للصراع في الصحراء يبقى رهينًا بتوازنات دقيقة على مستوى العلاقات الدولية والإقليمية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كش 24
منذ 6 ساعات
- كش 24
مطالب بتحقيق دولي في الأوضاع المأساوية للنساء المحتجزات بتندوف
أكدت منظمة النساء الاتحاديات بمناسبة انعقاد مؤتمر الأممية الاشتراكية - إسطنبول 21-22ماي الجاري، بأن اللحظة تقتضي أيضا تسليط الضوء على الوضع المأساوي للنساء المحتجزات بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، واللواتي يعشن في ظروف مهينة ولا إنسانية، تحت سلطة ميليشيات لا شرعية ديمقراطية لها، بعيدا عن رقابة المنتظم الدولي. وجددت، في بلاغ صحفي، المطالبة بتمكين الأمم المتحدة من إحصائهن، كخطوة أولى لكشف حجم المعاناة والانتهاكات التي يتعرضن لها. وقالت إن التقارير المستقلة وشهادات ناجيات تؤكد تعرض النساء في تلك المخيمات لجرائم جسيمة تشمل الاغتصاب الممنهج، والاستغلال الجنسي، والإنجاب القسري، والحرمان من الحق في التعليم والتنقل واختيار المصير، في ظل غياب تام لأي شكل من أشكال الحماية أو الإنصاف. وسجلت النساء الاتحاديات، بأنه لا يمكن أن يصمتن أمام هذه الجريمة المستمرة، التي تشكل وصمة عار على جبين الضمير الإنساني العالمي. وذهبت المنظمة إلى أن الصمت الدولي أصبح تواطؤا مفضوحا، يكرس الإفلات من العقاب في جرائم ضد الإنسانية، ويطيل معاناة آلاف النساء اللواتي رهنت أجسادهن وأرواحهن في حسابات سياسية لا إنسانية. وطالبت بفتح تحقيق دولي عاجل في أوضاع هؤلاء النساء، داعية كافة القوى النسائية والحقوقية، وكل الضمائر الحية في العالم، إلى إنهاء هذا الصمت، وجعل قضية النساء الصحراويات المحتجزات أولوية ضمن أجندة النضال النسوي الكوني.


زنقة 20
منذ 12 ساعات
- زنقة 20
تصنيف الكونغرس الأمريكي للبوليساريو كتنظيم إرهابي على بعد خطوة بدعم قوي من حزب ترامب
زنقة 20. الرباط يواصل النائب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي، جو ويلسون، جهوده لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة. وفي تغريدة نشرها مؤخراً، أكد النائب المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جو ويلسون عزمه تقديم مشروع قانون في هذا الاتجاه، مشيراً إلى تعهد سابق للرئيس دونالد ترامب بشأن هذا الملف. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تقرير جديد صادر عن مؤسسة Heritage Foundation يكشف تفاصيل العلاقات التي تربط البوليساريو بكل من إيران وحزب الله والنظام السوري ، وبدعم مباشر من النظام الجزائري. تقرير يكشف تهديد البوليساريو للأمن الإقليمي التقرير الذي أعدّه روبرت غرينواي، مدير مركز 'أليسون' للأمن القومي، وأمين غوليدي، الباحث في معهد 'شيلبي كولوم ديفيس'، خلص إلى أن جبهة البوليساريو تحوّلت إلى وكيل إرهابي على أبواب أوروبا. ونُشر التقرير في موقع The Daily Signal، حيث أبرز استخدام البوليساريو لطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، وانتشار عناصره في ممرات صحراوية بالتوازي مع قوافل لوجستية لجماعات مرتبطة بروسيا، إضافة إلى تورطه في جباية الضرائب من طرق التهريب التي تموّل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل. وأكد التقرير أن القرب الجغرافي لهذه الأنشطة من مضيق جبل طارق يزيد من خطورة التهديد. أدلة متزايدة على ارتباط البوليساريو بالإرهاب هذه ليست المرة الأولى التي يتناول فيها ويلسون هذا الموضوع؛ فقد أعلن في 11 أبريل عن نيته تقديم قانون مماثل، وجدد دعوته يوم 19 أبريل لتصنيف البوليساريو كـ'منظمة إرهابية أجنبية'، معرباً عن ثقته في أن إدارة ترامب ستتولى الأمر بجدية. وتضاف نتائج تقرير Heritage Foundation إلى سلسلة متنامية من الأدلة التي تربط البوليساريو بجهات إرهابية. وكان معهد هدسون قد أشار في وقت سابق إلى دور البوليساريوكـ'وكيل إيراني'. مقاتلون مدربون من إيران يقاتلون في سوريا في السياق نفسه، كشف تقرير حديث لصحيفة واشنطن بوستعن وجود مئات المقاتلين من البوليساريو تلقوا تدريبات إيرانية ويشاركون في القتال إلى جانب النظام السوري. وأشار التقرير إلى أن هؤلاء العناصر باتوا الآن رهن الاعتقال من قبل أجهزة الأمن السورية الجديدة. وتعزز هذه المعطيات التأكيدات التي سبق أن قدمها المغرب حول العلاقة الثلاثية بين إيران وحزب الله والبوليساريو، برعاية وتواطؤ من الجزائر. ضغط أمريكي متزايد ودعم واضح للمغرب الاهتمام المتزايد من قبل مراكز التفكير الأمريكية ذات التأثير السياسي، مثل Heritage وHudson, يضاعف الضغط على إدارة ترامب، التي جددت مؤخراً تأكيد دعمها لسيادة المغرب على الصحراء المغربية، واعتبار مبادرة الحكم الذاتي المغربية أساساً جدياً وواقعياً لحل النزاع.


يا بلادي
منذ 13 ساعات
- يا بلادي
دعوات أمريكية متجددة لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية
تتواصل الجهود في الولايات المتحدة، لإقناع إدارة ترامب بإدراج جبهة البوليساريو ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وقد سلط مقال حديث الضوء على معطيات جديدة لدعم هذه الخطوة. وكتب روبرت غرينواي، مدير مركز أليسون للأمن الوطني في مؤسسة هيريتاج، قائلاً: "في عام 1988، أسقطت صواريخ جبهة البوليساريو طائرتين تابعتين للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، مما أدى إلى مقتل خمسة أمريكيين، ولم ترد الولايات المتحدة بفرض عقوبات". منذ حادثة 1988، شهد السياق الاستراتيجي تغيرات كبيرة. ففي نونبر 2020، انسحبت جبهة البوليساريو بشكل أحادي من وقف إطلاق النار لعام 1991 الذي تم التفاوض عليه تحت رعاية الأمم المتحدة في الصحراء الغربية. وأعلن قادتها المنطقة "منطقة حرب"، واستأنفوا إطلاق الصواريخ على طول الجدار الرملي المغربي البالغ طوله 1700 كيلومتر، محذرين من أن القنصليات وشركات الطيران والشركات الأجنبية أصبحت "أهدافًا مشروعة"، وفقا لما أكده مستشار سابق للأمن القومي الأمريكي لأفريقيا والشرق الأوسط. وقد أثار نشر هذا المقال رد فعل قوي من البوليساريو، حيث نددت إحدى وسائل إعلامها، يوم الخميس 22 مايو، بحملة تضليل تشن "ضد جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي". وعلى الرغم من مقتل خمسة أمريكيين على يد البوليساريو، فإن عدد الضحايا الإسبان من أعمالها الإرهابية يتجاوز 300 شخص. وكما هو الحال في الولايات المتحدة، تستمر السلطات الإسبانية في تجاهل هذه الصفحة المظلمة في تاريخ البوليساريو.