logo
فلسطين : ميلاد عصر جديد من الدعم العالمي بعد 15 شهرًا من الوحشية

فلسطين : ميلاد عصر جديد من الدعم العالمي بعد 15 شهرًا من الوحشية

تقدم٢١-٠١-٢٠٢٥

لم تكن الأشهر الخمسة عشر من الهجوم الوحشي الذي شنّته إسرائيل على غزة مجرد تصعيد في العنف، بل كانت شرارة لتحوّل عميق في الرأي العام العالمي. هذه الأشهر من الوحشية كشفت حجم معاناة الشعب الفلسطيني، إلى درجة أعادت تشكيل علاقة الدول بهذه القضية التاريخية. وكما خرج الشعب اليهودي منتصرًا أخلاقيًا وسياسيًا من أهوال الحرب العالمية الثانية، يبرز الفلسطينيون اليوم كالفائزين الحقيقيين في صراعٍ كلّف آلاف الأرواح لكنه أيقظ الضمير العالمي.
تحوّل تاريخي: بروز القضية الفلسطينية
كما منحت مأساة المحرقة للشعب اليهودي اعترافًا دوليًا ودعمًا عالميًا لحقه في إقامة وطن، فإن الفظائع التي عانى منها الشعب الفلسطيني في غزة تعيد تشكيل الإدراك العالمي. اليوم، أصبحت نضالات الفلسطينيين من أجل الحرية والكرامة تلقى صدى غير مسبوق، يتجاوز الحدود والثقافات والانتماءات السياسية.
القصف العشوائي، الدمار الهائل، والمعاناة التي لحقت بالمدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، تركت بصمة لا تُمحى في الوعي الجماعي. في كل مكان، ترتفع الأصوات للتنديد بالظلم الصارخ والمطالبة بالحقوق لشعب طالما أُسكت صوته.
معاداة مزدوجة للسامية: الاعتراف بمعاناة الشعبين
نحن ندخل عصرًا جديدًا حيث تتوسع فكرة معاداة السامية. المصطلح الذي كان تاريخيًا يُستخدم لوصف الكراهية تجاه الشعب اليهودي، قد يشمل الآن واقعًا آخر: معاداة السامية المعكوسة ضد الفلسطينيين، وهم شعب سامي أيضًا، تم إنكار وجودهم وحقوقهم ودهس كرامتهم. هذا الاعتراف المزدوج، رغم مرارته، قد يصبح مفتاحًا لتوحيد الشعبين في إنسانية مشتركة بدلًا من تأجيج العداء الأبدي.
يبدو أن العصر الجديد يتسم بعولمة التضامن. الفلسطينيون لم يعودوا يُنظر إليهم كضحايا صراع إقليمي فقط، بل كحاملين لقضية إنسانية شاملة: النضال ضد القمع والاستعمار وإنكار الهوية.
موجة عالمية من الدعم: نقطة تحول غير مسبوقة
جلبت هذه الأشهر الخمسة عشر من المعاناة للفلسطينيين رؤية غير مسبوقة. عبر العالم، نظمت مظاهرات حاشدة، وتحدثت شخصيات عامة، وأدانت حكومات كانت صامتة سابقًا أفعال إسرائيل. من أمريكا اللاتينية إلى إفريقيا، مرورًا بآسيا وحتى بعض الدول الغربية، يظهر إجماع متزايد: حان الوقت للتحرك والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
حتى في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث كانت إسرائيل تاريخيًا تحظى بدعم شبه غير مشروط، بدأ يظهر انقسام، خاصة بين الأجيال الشابة. أصبحت إدانة "سياسات الفصل العنصري" و"الاستعمار" الإسرائيلية موقفًا سائدًا في الأوساط الأكاديمية والتقدمية.
فلسطين كرمز للصمود والعدالة
يصبح الشعب الفلسطيني، من خلال صموده، رمزًا عالميًا للعدالة في العصر الحديث. يتميز هذا العصر الجديد بإشادة عالمية بشجاعتهم في وجه القمع، تمامًا كما أشيد بالشعب اليهودي على صموده في وجه لا إنسانية الهولوكوست. هذا التشابه، القوي وغير المتوقع، يعيد تعريف أطر النقاش ويضع الفلسطينيين في قلب نضال عالمي من أجل الكرامة الإنسانية.
إعادة تشكيل التاريخ؟
بينما يدخل الفلسطينيون عصرًا من الدعم والاعتراف العالمي، تواجه إسرائيل أزمة غير مسبوقة في صورتها الدولية. الوحشية التي ارتكبتها في غزة، والتي تم نشرها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت عن حقيقة طالما تم إخفاؤها. لم تعد إسرائيل تُرى كدولة دفاعية فحسب، بل كقوة قمعية. قد يؤدي هذا التحول في التصورات إلى تغيير جذري في ميزان القوى على المستوى العالمي.
في الختام، كانت هذه الأشهر الخمسة عشر من الوحشية في غزة علامة فارقة لولادة حقبة جديدة. تمامًا كما دخل الشعب اليهودي عصرًا من الاعتراف والدعم بعد الحرب العالمية الثانية، يدخل الفلسطينيون الآن مرحلة تُعترف فيها نضالاتهم وتُدعم وتُحتفى بها. هذا التحول العالمي، الذي تقوده صحوة جماعية، قد يكون بداية أمل ملموس لسلام قائم على العدل والمساواة. لم تعد فلسطين تكافح وحدها: لقد أصبحت الآن تجسد قضية عالمية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يوضح كيف توصل إلى "استنتاجه" حول مساهمة الولايات المتحدة في هزيمة الفاشية
ترامب يوضح كيف توصل إلى "استنتاجه" حول مساهمة الولايات المتحدة في هزيمة الفاشية

الدستور

timeمنذ 4 ساعات

  • الدستور

ترامب يوضح كيف توصل إلى "استنتاجه" حول مساهمة الولايات المتحدة في هزيمة الفاشية

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال كلمته بحفل بالأكاديمية العسكرية أنه توصل إلى استنتاجه حول المساهمة الكبيرة المزعومة لواشنطن في الانتصار على الفاشية من اتصاله مع قادة آخرين. وقال ترامب إنه "في الأسابيع الأخيرة كان لي شرف التحدث إلى قادة العديد من الدول.. قبل إسبوعين كانوا يقولون إنهم يحتفلون بعيد النصر في الحرب العالمية الثانية، ثم اتصلت بواحد آخر في مناسبة أخرى وقال (نحن نحتفل بالنصر في الحرب العالمية الثانية)، ثم اتصلت برئيس فرنسا (إيمانويل ماكرون) في مناسبة أخرى أيضا وقال إنهم يحتفلون بانتصارهم في الحرب العالمية الثانية.. لقد ساعدناهم كثيرا". ووفقا لترامب، فقد ناقش أيضا الانتصار على الفاشية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأشار ترامب إلى أنه على الرغم من أن الجيش الأحمر (جيش الاتحاد السوفيتي) خسر الملايين من الرجال 51 مليونا، وفقا لتقديرات ترامب، إلا أن الولايات المتحدة "هي التي انتصرت". وأضاف ترامب أن أوروبا وبقية العالم تحتفل بيوم النصر ولكن الولايات المتحدة لا تحتفل به، ولهذا، حدد يوم 8 مايو موعدا لإحياء ذكرى الحدث. يذكر أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا راخاروفا علقت في وقت سابق على منشور لترامب على منصة "تروث سوشيال" تحدث فيه عن دور الولايات المتحدة "الكبير" في الانتصار في الحرب العالمية الأولى والثانية. وقالت زاخاروفا إن "الولايات المتحدة تمر بأزمة عميقة حيث لا يعرف الشعب الأمريكي والحكومة الأمريكية تاريخهم بل إنهم ربما يعرفون تاريخهم أسوأ من جغرافيا العالم".

المُهدِّدون بالنّووي والساكتون عن الحق..
المُهدِّدون بالنّووي والساكتون عن الحق..

الشروق

timeمنذ 6 ساعات

  • الشروق

المُهدِّدون بالنّووي والساكتون عن الحق..

لم يبق سوى إلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة لتحقيق الحلم الصهيوني! كانت هذه الدعوة محصورة بين صهاينة داخل الكيان أمام عجزهم عن هزيمة مقاومة لا تمتلك أكثر من الأسلحة الخفيفة، ثم انتقل اليوم إلى مستوى الكونغرس الأمريكي لِيُعلن النائب عن الحزب الجمهوري 'رندي فاين' ما يلي: 'لم نتفاوض على استسلام مع اليابانيين، قصفنا اليابانيين بالسلاح النووي مرتين للحصول على استسلام غير مشروط، يجب أن نفعل الشيء نفسه هنا' (أي مع غزة). ولم يكن هذا هو التصريح الأول للأمريكيين فقد سبق أن قارن السيناتور الجمهوري 'ليندسي غراهام' العدوان على قطاع غزة بقرار الولايات المتحدة إسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية، حيث قال: 'عندما واجهنا الدمار كأمة بعد هجوم بيرل هاربور وقاتلنا الألمان واليابانيين قررنا إنهاء الحرب بقصف هيروشيما وناغازاكي بالأسلحة النووية، وكان هذا هو القرار الصحيح'. وقبلهما كان الصهيوني 'عميحاي إلياهو' وزير القدس والتراث في الكيان قد دعا إلى إلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة والانتهاء من الفلسطينيين… بما يعني أن هناك نية مُبيته بين الأمريكي والصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد، وما تزويد الكيان باستمرار بآلاف القنابل الأمريكية زنة 900 كلغ إلا دليلا آخر أن حرب الإبادة قائمة بالفعل! بل إن السلاح النووي مستخدم ضد غزة في الواقع الميداني لِما لهذه القنابل الضخمة من قوة تدميرية كبيرة فاق مجموعها القوة التدميرية لقنبلتي هيروشيما وناغازاكي… هل بقي بعد هذا أن ينتظر البعض من الولايات المتحدة حُكما مُنصِفا ومُؤيِّدا لوقف الحرب على الفلسطينيين؟ هل سيبقى بعد هذا مَن يراهن على الانقسام بين الديمقراطيين والجمهوريين لإنصاف الشعب الفلسطيني؟ هل سيبقى بعد هذا من يبرر التطبيع ويُروِّج للاتفاقيات الإبراهيمية وللسلام المزعوم مع الكيان وللشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة؟ بل ومَن يتحدث عن علاقات صداقة وتعاون متكافئ في جميع المجالات مع الأمريكيين؟ أي وهم هذا؟ وبعض ممثلي الكونغرس الأمريكي يهددون شعبا أعزل لا يملك قوتَ يومه بالسلاح النووي؟ إن مثل هذه التصريحات، لا يمكن أبدا تبريرها بالحق في حرية التعبير في الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها تتعلق بدعوة صريحة لإفناء شعب بكامله من الوجود لإحلال دخلاء على أرضه باسم إيجاد حل لمشكلة إبادة اليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية أو معاداة السامية في الغرب طيلة قرون من الزمن… إن مثل هذه التصريحات لا تُقوِّض مشاريع التهدئة وإحلال السلام بالمنطقة فحسب بل تؤجِّج نار العداء بين الشعوب وتُعيد النـظر في كل مزاعم السياسة الأمريكية الرسمية القائمة على الحرية والداعية إلى احترام القانون الدولي وتأكيد حق الشعوب في تقرير مصيرها… وبدل أن تدفع العالم باتجاه مزيد من التعاون والازدهار تدفعه باتجاه مزيد من الكراهية والحقد المُؤدِّيين بدورها إلى الحروب والصراعات غير المحدودة… فهل من صادح بكلمة حق تجاه دعاة الإبادة الجماعية هؤلاء، من الأمريكيين الشرفاء أولا ثم من بقية شرفاء العالم من نخب وسياسيين ومواطنين مافتئوا يدافعون عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية وفي إقامة دولته المستقلة على أرضه وأرض أجداده؟ والتي باتت تُلخِّصها العبارة المدوية في جميع بقاع العالم ' فلسطين حرة حرة' Free free Palestine… وهل أخيرا من ردٍ من أشقاء الفلسطينيين من المُطبِّعين الذين ما فتئوا يصفون أبطال المقاومة في غزة بالإرهابيين، هل باستطاعتهم وصف 'رندي فاين' و'ليندسي غراهام' و'عميحاي إلياهو' بالإرهابيين والدعوة لمحاكمتهم كدعاة لاستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد مدنيين وإبادتهم جماعية.. أم أن السكوت عن الحق هنا حكمة وهؤلاء هم فوق القانون وأرقى من بقية البشر؟!

"ناشونال إنترست الأمريكية: تعرض القوات الأمريكية في اليمن لسلسلة من "الهزائم التكتيكية المحرجة" والاتفاق مع الحوثيين "هزيمة نكراء"
"ناشونال إنترست الأمريكية: تعرض القوات الأمريكية في اليمن لسلسلة من "الهزائم التكتيكية المحرجة" والاتفاق مع الحوثيين "هزيمة نكراء"

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 9 ساعات

  • المشهد اليمني الأول

"ناشونال إنترست الأمريكية: تعرض القوات الأمريكية في اليمن لسلسلة من "الهزائم التكتيكية المحرجة" والاتفاق مع الحوثيين "هزيمة نكراء"

أفادت مجلة 'ناشونال إنترست' الأمريكية، المتخصصة في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، بأن القوات المسلحة الأمريكية تعرضت لسلسلة من الهزائم التكتيكية المحرجة خلال مشاركتها في الحملة الجوية في اليمن، وهو ما أثار انتقادات واسعة داخل الأوساط الدفاعية الأمريكية. وأكدت المجلة أن هذه الهزائم لم تكن مجرد خسائر فردية، بل كانت مؤشرات على ضعف الاستعداد والتكيف مع نوع جديد من الحروب غير التقليدية، حيث باتت الطائرات المسيرة الرخيصة والمعدات القديمة قادرة على إلحاق الضرر بالتقنيات العسكرية الباهظة التي تُعتبر رمزًا للقوة الأمريكية. من بين أبرز الحوادث التي سلطت عليها المجلة الضوء، تعرض طائرة F-35، المقاتلة من الجيل الخامس والمزودة بأحدث تقنيات التخفي الإلكتروني، لخطر الموت الحقيقي في أجواء اليمن. ولفتت إلى أن هذه الطائرة، التي يُفترض أنها غير مرئية للرادارات الحديثة، وُجدت في مواجهة مباشرة مع دفاعات جوية بدائية لكنها فعّالة، ما يطرح علامات استفهام حول جدوى الاستثمار الباهظ في بعض الأنظمة العسكرية. كما كشفت المجلة عن قرار أمريكي بـ تغيير قائد حاملة الطائرات 'ترومان' (USS Truman) بمجرد وصولها إلى قاعدتها البحرية في نورفولك بولاية فيرجينيا خلال الأسابيع المقبلة، في خطوة قد تكون مرتبطة بالانتقادات المتزايدة حول إدارة العمليات البحرية في البحر الأحمر، وتحديدًا خلال المواجهات مع القوات المتحالفة مع 'الحوثيين'. ووصفت 'ناشونال إنترست' مهمة البحرية الأمريكية في البحر الأحمر بأنها الأعنف التي تخوضها منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرةً إلى أن وتيرة الهجمات الصاروخية والطائرات المُسيّرة التي استهدفت السفن الأمريكية كانت أعلى مما هو متوقع، وأدت إلى حالة من التوتر داخل القيادة البحرية. وأضافت المجلة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع 'الحوثيين' يُعد في العمق هزيمة عسكرية نكراء لأمريكا، وجاء الإتفاق نتيجة ضغوط كبيرة بعد خسائر بشرية ومادية تكبّدتها القوات الأمريكية والتحالف الدولي، إضافة إلى الفشل في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرجوة من التحرك العسكري. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء 7 مايو، إيقاف عدوانه على اليمن بعد انهاك اسطوله البحري من الهجمات اليمنية في البحر الأحمر. وذلك عبر اتفاق بين صنعاء وواشنطن بوساطة عمانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store