logo
"التلات بل النبات".. ما علاقة أسبوع الآلام بالمصريين القدماء؟

"التلات بل النبات".. ما علاقة أسبوع الآلام بالمصريين القدماء؟

الدستور١٥-٠٤-٢٠٢٥

تحيي الكنيسة الأرثوذكسية هذا الأسبوع ذكرى آلالام وصلب المسيح، حيث تتشح الكنائس بالستائر السوداء.
ويقضي الأقباط ساعات طويلة في الكنائس للصلاة، أما خارج الكنيسة فيبدأ المصريين طقوسهم الخاصة التي اعتادوا عليها وتوارثتها الأجيال منذ الآلاف السنوات، ونستعرض في التقرير التالي علاقة أسبوع آلالام المسيح بالمصريين القدماء.
يقول كثير من المصريين في الجنوب وتحديدًا في قرى محافظة سوهاج، على يوم التلات أحد أيام أسبوع الآلام "التلات بل النبات) أى يتم فى هـذا اليوم استنبـات بعض الحبوب كالفول والتـرمس، حيث يتم غمر هذه الحبوب عدة أيام إلى أن تنبت ليؤكل الفول "نابت" يوم الجمعة العظيمة، كذلك الترمس في يوم شم النسيم.
ما علاقة أسبوع الآلام بـ المصريين القدماء؟
ووفقًا لكتاب "حول الثقافة الشعبية القبطية"، فإن عادة "استنبات البذور" هى عادة مصرية قديمة، فقـد عثر الأثريون، ضمن المعدات الجنائزية على ما يسمى بـ"الأوزيرات النابتة" وهى عبارة عن إطارات من الخشب على شكل أوزوريس «محنطا» وبـداخلها كـيس من القماش الخشن كـان يملأ هذا الكيس بخليط من الشعير والرمل يسقى بـانتظام لمدة عدة أيام فكان ينبت الشعير وينمو كثيفا وقويًا وعندما يصل طوله حوالى اثنى عشر أو خمسة عـشر سنتيمتر كان يجفف ثم تلف الأعواد بما فيها في قطعة قماش.
كان المصريين القدماء يأملون بهذه الطريقة، حث المتوفي على العودة إلى الحياة، إذ إن أوزوريس قد نما بهذه الطريقة وقت بعثه من بين الأموات.
"التلات بل النبات".. ما علاقة أسبوع الآلام بـ بالمصريين القدماء؟
لماذا يتناول الأقباط "الفول النابت" في يوم الجمعة العظيمة؟
يقول الباحث في التراث القبطي، أشرف أيوب لـ"الدستور"، إنه غالبًا تبنى العادة على معتقد وقـد يتناسى المعتقد وتبقى العادة، حيث يعتقد المصريين أن تناول "الفول النابت" في يوم الجمعة العظيمة وهى الجمعة التي تحيي ذكرى صلب المسيح، قريبة من فكرة "الأوزيرات النابتة" فإن غمر الفول النابت في الماء ثم إنباته، يمثل موت المسيح في القبر ثم قيامته، بحسب المعتقد المسيحي.
ويرى بعض الأقباط أن حرصهم على تناول الفول النابت يوم "الجمعة العظيمة"، لسهولة إعداد النابت وسهولة هضمه بعد الصيام الانقطاعي الطويل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحية محمد طاهر باشا إلى «الأجنحة المصرية» ختام مهرجان الطيران الدولى 1933 بفوز لطفية النادى.. و جبرائيل تقلا يطلق جائزة «الأهرام للسياحة الجوية»
تحية محمد طاهر باشا إلى «الأجنحة المصرية» ختام مهرجان الطيران الدولى 1933 بفوز لطفية النادى.. و جبرائيل تقلا يطلق جائزة «الأهرام للسياحة الجوية»

بوابة الأهرام

timeمنذ 4 ساعات

  • بوابة الأهرام

تحية محمد طاهر باشا إلى «الأجنحة المصرية» ختام مهرجان الطيران الدولى 1933 بفوز لطفية النادى.. و جبرائيل تقلا يطلق جائزة «الأهرام للسياحة الجوية»

فى مثل هذه الأيام من عام 1932، تم إنشاء أول مدرسة مصرية متخصصة فى تعليم علوم الطيران. وسبق المدرسة اهتمام من بعض المصريين أصحاب الطموح للتحايل على مختلف العقبات وتعلم أصول الطيران غالبا فى الخارج. وبعد عام، فى 1933، استقبلت القاهرة «مؤتمر الطيران الدولى» ووقائع مهرجان خاص تبارى فيه طيارون من مصر والعالم. وكان التميز والتفوق حليفا واضحا للطيارين المصريين الأربعة، تتقدمهم الآنسة لطفية النادى (1907-2002). حازت لطفية النادى وقتها جائزة شرفية وتقديرا محليا وعالميا ، وحازت مصر وقدراتها فى مجال الطيران المدني، شهادات واسعة، دفعت «الأهرام» فى افتتاحية خاصة إلى ضرورة المسارعة إلى التفكير فى إنشاء وزارة خاصة للطيران المدنى. كانت هذه دعوة مبكرة ونظرة مستقبلية سبقت التنفيذ الفعلى وإنشاء الوزارة المعنية بعقود طوال. كاد «مهرجان الطيران الدولى» بوقائعه ومفاجآته يغطى على أخبار مؤتمر الطيران نفسه، والذى كانت مصر تستضيف نسخته الأحدث. وكان لذلك أسباب وفقا لما ورد فى «الأهرام». الطابع الاحتفالى بمؤتمر الطيران الدولى عام 1933 أول هذه الأسباب كان بروز التفوق والريادة المصرية. فعن واحدة من آيات هذا التفوق، كتب أحمد الصاوى محمد، الكاتب الصحفى الكبير (1902 – 1989) فى عموده الشهير «ما قل ودل»، والذى نشر بتاريخ 29 سبتمبر 1933. كتب شهادته حول لطفية النادى التى جاءت مقر»الأهرام» يوما تنشد فرصة للعمل. كتب فقال: منذ ثمانية أشهر، زارت ( الأهرام) أنسة مصرية فى نحو الثانية العشرين من العمر، وسيمة الطالعة، أنيقة البزة، وطلبت مقابلة كاتب هذه السطور، وتكلمت بجرأة وأدب، وطلبت عملا أدبيا يمكنها منه معرفتها للفرنسية، وإتقانها الإنجليزية». ويكمل الصاوى كاتبا: « فكلمنا فى شأنها الشهم الوجيه الأستاذ كمال علوى (فى إشارة إلى الطيار الرائد الذى كان صاحب أول طائرة تسجل فى مصر وساهم فى تأسيس أول شركة وطنية للطيران المدني)، فعينها للحال فى شركة مصر للطيران بمرتب لا بأس به. وبعد ذلك انقطعت عنا أخبارها كل هذه الشهور، لولا بطاقة أرسلتها فى العيد تأدبا منها، وإذا بنا اليوم نرى اسمها وصورتها فى كل مكان، لانها نالت أمس شهادتها، وأصبحت أول فتاة مصرية طيارة: تلك الفتاة هى لطفية النادي. لقد زارت (الأهرام) أمس فأدخلت على قلوبنا من الغبطة ما لا يعلمه إلا الله، لأنه هو سبحانه.. الذى وفقها إلى نجاحها هذا النجاح الباهر».. ويكمل: «فإذا نالت اليوم أول فتاة مصرية دبلوم الطيران، فغنها جديرة حقا بالتكريم والتقدير: التكريم من جانب الأمة، والتقدير من جانب الحكومة. فإننا فى أشد الحاجة إلى كثيرات من الطائرات الجريئات اللواتى لا يكتفين بدائرة محلية محدودة بل يقتحمن دوائر عالمية كالتى تقتحمها إيمى جونسون الإنجليزية ( فى إشارة إلى رائدة اقتحام النساء مجال الطيران فى المملكة المتحدة، وأول قائدة طائرة تقطع الرحلة منفردة بين بريطانيا وأسترالياعام 1930).. نفرح إذن بلطفية النادى ونهنئها ونرجو أن تحذو حذوها الكثيرات، فإن فى ميدان المجد والخدمة العامة متسعا للجميع». لطفية النادى ــ الطيارة المصرية المهرجان الدولى الثاني: وتزامن الإعلان عن إنجاز لطفية النادى مع التحضيرات للمهرجان الدولى الثانى للطيران فى الفترة بين 17 و 24 ديسمبر 1933. ويتضح من تتبع تغطية «الأهرام» أن مهرجانا سابقا للطيران كان قد عقد قبل هذا التاريخ بـ 23 عاما، ولكن النسخة الأولى كانت محدودة من حيث الإمكانات وقدرات الطيارين الاجانب على المشاركة. ويتضح من مما أوردته «الأهرام» بتاريخ 30 نوفمبر 1933، اشتراك أكثر من 60 طيارا، بينهم أربعة مصريين هم: محمد حازق محمود أفندي، وخليل صابر الكاشف أفندي، وأحمد سالم أفندي، والأنسة لطفية النادي، ومعهم 29 طيارا فرنسيا و19 إنجليزيا، وأربعة من الألمان، وثلاثة إيطاليين، بالإضافة إلى طلبات فردية من جنسيات أخرى. وحول شروط المشاركة و ترتيب الجولات، كشفت «الأهرام»: «أن المباراة مفتوحة لجميع أنواع الطيارات وان الجوائز ستمنح على سرعة الطيارة ومقدار استهلاك البنزين فى الرحلة، وعدد الركاب الذين يحملهم الطيار معه ومن شروط المباراة ألا تقل سن أى راكب عن ثمانية عشر عاما». وحول مسار المباريات، فنظمه « نادى الطيران المصري» كالتالي: « سيكون اجتماع المتبارين فى ألماظة وتنقسم المباريات إلى قسمين، مباراة حول الواحات ابتداء من القاهرة ويمر المتبارون بأسيوط، على أن يكون النزول فيها أجباريا، ثم يمرون بالواحة الخارجة والنزول فيها اختياري. ويمضى الطيارون بعد ذلك ليلة فى الخيام فى الواحة الداخلة وفى الصباح التالى يحلقون فوق الفرافرة وينزلون بعد ذلك فى الواحة البحرية ومن هناك يطيرون إلى القاهرة. أما المباراة الثانية فستكون خاصة بالمباراة فى الطيران السريع بين مصر والإسكندرية ذهابا وأيابا». وفى عدد 19 ديسمبر 1930، تكشف «الأهرام» عدد الطيارات التى وصلت « مطار ألماظة» للمشاركة فى مباريات الطيران بنحو 30 طيارة، بينها أثنتان لمصريين، هما محمد حازق وأحمد سالم. أما طيارة حازق، فهى من الأصغر حجما، بقوة محرك تبلغ 85 حصانا. أما طيارة أحمد سالم، فكانت من طراز «بوس موث» الانجليزى ولها محرك قوته 130 حصانا. وكانت «الأهرام» قد سبق ووثقت كون أحمد سالم أول مصرى يطير من انجلترا إلى مصر، وذلك عام 1931 . وكان سالم قد نال شهادة من المملكة المتحدة فى الطيران بعد دراسة دامت ثمانية أشهر. محمد طاهر باشا - أحمد سالم - جبرائيل تقلا مباراة الواحة والإسكندرية وبدأت وقائع المباريات، فشهدت « مباراة الواحات» كما أصطلح على تسميتها فى التغطية الأهرامية، هبوطا إضطراريا لطائرة الطيار المصرى محمد حازق، وذلك إثر عطل أصاب أنبوب الزيت. الهبوط جرى فى منطقة جبلية على بعد 80 كيلو مترا غربى الواحة الخارجة. وقد سارع سلاح الطيران المصرى بإرسال أثنتين من طائراته لإنقاذ حازق، فتمكنتا من بلوغ موقعه وترتيب أمر قضائه الليلة فى الصحراء، قبل العودة له فى الصباح التالى لإصلاح الطائرة وعودة الطائرات الثلاث إلى القاهرة. ولم ينل الحادث المؤسف من إعجاب المراقبين بأداء حازق الذى كان ثالث بالغى محطة «أسيوط». ولم يكن الطيار المصرى وحده الذى ضرب ميعادا مع سوء الحظ، فقد اضطر طيار إنجليزى «روبنسون»، والذى اشترك فى «رحلة الواحات» بشكل غير رسمى إلى الهبوط إضطراريا على مسافة 20 ميلا من الواحة «الداخلة». ويأتى موعد « مباراة القاهرة ــ الإسكندرية» والتى شهدت تفوق الطيارة لطفية النادي، صاحبة الطيارة رقم ( 28) والتى بلغت سرعتها القصوى 168 كيلومترا و960 مترا. وعنها تقول «الأهرام» : «وهكذا تفوقت الفتاة المصرية التى لم تتعلم الطيران إلا منذ شهور قليلة على أساطين الطيران وسادة الجو من كثير من أقطار العالم». ولكن فوز لطفية طالته الاعتراضات، وذلك بشأن شرط الدوران حول خيمتين منصوبتين فى « مطار الدخيلة»، وما كان من دوران النادى حول واحدة فقط دون الأخرى. وقد بررت الطيارة المصرية ذلك بأنها لم تر إلا خيمة واحدة فقط، وأثبت المساعد الإنجليزى المصاحب لها صدق روايتها، وانها بحثت بحثا جادا عن الخيمة الثانية فى الموقع الذى كانت اشتراطات المسابقة قد حددته، لكنها لم تجدها، وهو ما صدق عليه أيضا بعض الطيارين المتبارين. وجرى بحث المعضلة الخاصة بفوز لطفية النادى من قبل لجنة المسابقة والتى يترأسها محمد طاهر باشا، رئيس «نادى الطيران المصري»، وصاحب الأيادى البيضاء العديدة على الرياضة المصرية والعالمية (1879- 1970) . وتنتهى المداولات إلى منح لطفية جائزة الشرف بقيمة لا تقل عن الجائزة الأولى وهى 350 جنيها مصريا، فضلا عن منحها جائزة من الطيار الرائد كمال العلوى وقيمتها مائة جنيه. وكانت لطفية، وفقا للأهرام، حريصة رغم كل التكريم والجوائز على تأكيد انها لم تتساهل ولم تخطيء فى مراعاة شروط المسابقة. وأنها عازمة على المضى قدما فى إنجازاتها. فقد أوردت «الأهرام» ما كان من خطة طموح من جانب محمد طاهر باشا لتوفير طائرة كبيرة تمكن لطفية من قطع رحلة إلى اليابان. وكان طاهر باشا قد أعلن فى حفل ختام المؤتمر الدولى للطيران ومهرجانه المشهود، أن جبرائيل تقلا بك، صاحب جريدة «الأهرام» وأحد مؤسسى « نادى الطيران الدولي» قد قرر بمناسبة ختام الحدث الكبير تخصيص جائزة سنوية قيمتها 200 جنيه لتكون جائزة دولية باسم « جائزة الأهرام للسياحة الجوية» تشجيعا للمصريين والأجانب على الطيران، على ان تحدد للفاعليات المؤهلة لهذه الجائزة الفترة بين الأول من ديسمبر وحتى 31 مارس سنويا. وبعد الختام، كان لـ «الأهرام» لقاء مع طاهر باشا، الذى أكد: «ان مصر فى حاجة إلى كثير من الدعاية، وخير دعاية ما جاء عن طريق العيان. وهذه المؤتمرات والمباريات والمظاهرات الدولية تجذب إلى مصر المشتركين فيها وكثيرين من غير المشتركين فيها، يرون بانفسهم مدنية قديمة ــ بل مدنيات عديدة قديمة ــ حافلة بأجل الأثار وأعظم الذكريات، ومدنية حديثة. تتمثل فيها نهضة شعب ممتليء حياة ونشاطا ورغبة فى الرقي.. أما من جهة الطيران، فإننى أقول لك من غير ما تردد أو مجازفة أننا جنينا ونجنى من وراء اجتماع المؤتمر وإقامة المباراتين الجويتين فوائد قيمة منها تنمية روح الطيران عند المصريين لاسيما الشبيبة التى أثبتت فى مواقف عدة اهليتها ومقدرتها على التقدم متى وجدت الإرشاد والتعضيد الكافى». ويفصل ما أجملها قائلا: «وأنى مع قلة عدد من اشتركوا من طيارينا فى المسابقتين سعيد بان انتهز هذه الفرصة لأصرح بأن ما قاموا به جدير بالإعجاب والثناء برغم ما صادفهم من سوء حظ». كانت هذه بعض حلقات تفوق الأجنحة المصرية عندما كانت فى المراحل الأولى لتحليقها، وذلك وفقا لما ورد فى الأهرام.

صبرى الموجي يكتب: ثقافةُ شعب.. وأنين نهر
صبرى الموجي يكتب: ثقافةُ شعب.. وأنين نهر

النبأ

time١٩-٠٥-٢٠٢٥

  • النبأ

صبرى الموجي يكتب: ثقافةُ شعب.. وأنين نهر

سطر التاريخُ بأحرُفٍ من نور مقولة المؤرخ اليونانى هيرودوت: ( مصر هبةُ النيل)، وهى مقولة تُبرز دور النيل فى حياة المصريين، وأنه سببُ الخصب والنماء، وبفضله قامت على ضفافه حضارة أبهرت العالم أجمع من أقصاه إلى أقصاه. وإذا كان المصرى القديم قد فطن لأهمية النيل، فكان بارا به حاميا لمجراه، مُحافظا على مائه، لأنه عصبُ الحياة، إذ يُشكل الماء مابين 50: 60 % من وزن الخلية الحية، كما أنه يُمثل 70% من وزن الخضراوات، و90% من وزن الفاكهة، لذا حيثما وجد الماء، وجدت الحياة، قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حى أفلا يؤمنون).أقول رغما عن هذا كله، إلا أنّ الأجيال اللاحقة قد عقّت هذا النهر عقوقا شاب له مجراه، وأدهش العالم شرقا وغربا، حيث شهدت الفترةُ الأخيرة أكثرَ من آلاف الحالات من التعدي على النهر، مابين ردم لأجزاء بالمجرى، زادت على أكثر من فدانين، أو بناءٍ على طرح النهر. وإلى جانب حالات التعدى تلك التى تمت فى غيبة الأمن، زادت شراسةُ المصريين فى تلويث مياهه بإلقاء المخلفات الصناعية من رصاص ومعادن ثقيلة تفتك بصحة الإنسان، وتسبب السرطانات، ومخلفات زراعية، ناهيك عن مخلفات الصرف الصحى، التى تبلغ 5 مليارات متر مكعب سنويا، تتم معالجة مليونين منها، ويلقى الباقى فى مجرى النهر ليسهم فى إمراض المصريين، وحقا صدق الحق سبحانه: ( ظهر الفسادُ فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون). ومما زاد من أنين النهر، وجعله يتمنى تغيير مساره؛ ليمر بأرض أناس يحترمونه، كما كان المصريون القدماء يحترمونه، التعدى الصارخ على مجراه لإقامة مراس وكازينوهات، تُدر على أصحابها مليارات الجنيهات، وتُهدر ثروتنا المائية، وتفتك بالشعب بما تلقيه فى مجرى النهر من مخلفات الصرف الصحى، أضف إلى ذلك مشاركة بعض الآثمين من أبناء هذا الشعب فى تعكير المياه، وتلويثها بما يقذفونه فى مجراه من طيور وحيوانات نافقة تضر بصحة الإنسان أبلغ الضرر. وجاء مؤخرا غرق ناقلة بحرية مُحملة بأكثر من 500 طن من الفوسفات، ليزيد من تعدى المصريين على هذا النهر العظيم، الذى لو كان الأمر بيده لشق لنفسه مسارا آخر فرارا من صنع هذا الشعب الأثيم. أريد أن أقول: إنّ الله منحنا ثروة عظيمة، استثمرها أجدادنا القدماء، فشيدوا حضارة، تغنى بها العالم كله، أما نحن فقد أهدرناها بصورة جعلتنا أضحوكة العالم أجمع، فهل من صحوة جديدة نُفعل بها مقولة هيرودوت: مصر هبة النيل، ونكون أكثر احتراما له. ما سبق مقالٌ قديم نُشر بالأهرام منذ عشر سنوات، وأعدتُ نشره اليوم، بعدما اتسع الخرق على الراقع، وزادت حالات التعدي على مجرى النيل والترع والقنوات، التي تضخ الماء العذب إلى شتى بقاع مصر، ورغما عن جهود الدولة، للحفاظ على كلّ قطرة ماء، وذلك بقيامها مؤخرا بتبطين الترع للحفاظ على حصة مصر المائية، إلا أنّ هذه الجهود في واد، وثقافة الشعب في واد آخر، وهو ما شمّت فينا العدو قبل الحبيب، وأعلنت بسببه بعض الدول كإثيوبيا قائلة: كيف تُطالبون بالحفاظ على حصة مصر المائية مع شعب لا يُقدّر قيمة قطرة الماء، ويفضحه ما يصنعه من تلويث للنهر بدم بارد، وبجاحة منقطعة النظير. نعم هناك جهودٌ لا تُنكر لمسئولين منهم على سبيل المثال لا الحصر مهندسة دعاء حسن إسماعيل مدير هندسة ري بنها، التي لا تألو جهدا في إزالة أسباب أي شكوى، وتبذل في سبيل ذلك الكثير من الجهد والوقت، إلا أن الأمر يحتاج بجانب اهتمام المسئول توعية شعب، وتذكيره دائما بأنه باعتدائه على النيل، فإنه يعتدي على أهم وأغلى ثرواته.

الأهرامات عبقرية مصرية خالصة
الأهرامات عبقرية مصرية خالصة

اليوم السابع

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • اليوم السابع

الأهرامات عبقرية مصرية خالصة

ليس سراً أن حلم حياتى كله وأعظم ما قمت به من اكتشافات أثرية.. هو أن أثبت للعالم كله من حولنا.. أن المصريين حقاً وصدقاً هم بناة الأهرام عندما اكتشفت مقابر العمال المصريين الذين عملوا حجارة الأهرام حجراً بعد حجر.. حتى اكتمل صرح الأهرامات.. وأن ما على أرض مصر من آثار إنما هي نتاج عبقرية أمة أدركت ما وهبها الله من قدرات وإمكانيات بشرية وطبيعية فسعوا في الأرض بناء وتعميراً، وبنوا أروع حضارة إنسانية في تاريخ الأرض. لقد كان الكشف عن مقابر المصرين وهياكلهم العظمية وأدواتهم وعتادهم الجنائزي.. أبلغ رد على هؤلاء المخرفين والمشككين الذين اعتقدوا أن علماء القارة المفقودة أطلانتس الذين نجحوا في النزول إلى مصر وبناء حضارتها بل أن هناك فريقاً آخر أشد خطراً من الفريق المخرف الأول نسب الأهرامات إلى العبرانيين، وهؤلاء بطبيعتهم لا يتورعون عن تزييف التاريخ وهو بالنسبة لهم أمر يسير بعد أن اعتادوا على نشر سلاسل الإدعاءات الكاذبة.. بل أنه كما ذكرنا من عدم وجود أي اسم عبراني في الدولة القديمة، حيث أن كل الأسماء التي تم كشفها عبارة عن أسماء مصرية خالصة. وقد أكد هذا الكشف أيضاً أن بناة الأهرام ليسوا عبيداً لأنهم لو كانوا عبيداً ما كان سيسمح لهم ببناء مقابرهم بجوار أهرامات ملوكهم، وكذلك لم يكن ليسمح لهم برسم مقابرهم بالآثار التي سوف تساعدهم فى العالم الآخر تماماً مثل الأمراء والملوك... وقد اعتبر علماء الآثار هذا الكشف من أهم الاكتشافات الأثرية لأنه يعطينا فكرة هامة جداً عن حياة هؤلاء العمال، وخاصة لأن الجبانة السفلى من مقابر العمال قد خصصت لدفن العمال الذين ماتوا أثناء بناء الهرم، وقد كان العمل يتم لمدة 12 شهراً أى كانوا يعملون كل يوم، وهناك يوم واحد إجازة يأخذونه كل عشرة أيام.. وقد كان بناء الهرم من المشروعات الهامة لمصر، وخاصة لأن الواجب الأول للفرعون هو أن يصبحإلهاً بعد موته، فكان لابد له من بناء مقبرته، وقد بنى الملك خوفو" أعظم مقبرة في التاريخ استغرق بناؤها حوالي 32 عاماً، وقد اعتمد الملك على العائلات المهمة التي كانت تعيش في صعيد ودلتا مصر.. وهذه العائلات كانت لها الكلمة الأولى والأخيرة بين الناس وكان يعتمد عليهم الملك في إرسال العمال للاشتراك في بناء الهرم وخاصة للعمل في قطع الأحجار من المحاجر.. وأيضاً إرسال الطعام والحبوب والمشروبات من البيرة لإعاشة العمال، ونتيجة لذلك كان يتم إعفائهم من دفع الضرائب. وهذه العائلات ظلت بقوتها وسطوتها حتى ما قبل الثورة.. وكبير العائلة عادة هو الذى يعطى الكلمة ويسمعها الناس جميعاً .. ولذلك أعتبر مشروع بناء الهرم في مصر القديمة مشروعاً قومياً شاركت البلاد كلها في إنجازه.. وقد تم العثور في المنطقة المخصصة لإعاشة العمال والتي كشف عنها العالم مارك ليتر عن أدلة لوجود عظام حيوانية منها عظام الأغنام وأبقار... وأحضرنا أحد المتخصصين في تحديد الكمية التي كانت تذبح يومياً وقرر لنا أن المصريين القدماء كانوا يذبحون يومياً حوالى 33 خروفاً و 11 عجلاً، وذلك يكفى الحوالي عشرة آلاف عامل في اليوم الواحد. كما أننا كشفنا أن العمال من بناة الأهرام كانوا يأكلون اللحوم بالإضافة إلى الثوم والبصل والخبز والسمك المملح ويشربون الجعة، وكل هذا كان يأتي عبارة عن هبات من العائلات المهمة ذات السطوة التي كانت تعيش في مصر... وقد كشفنا عن جزء مهم جداً في الجبانة لأول مرة، وهى المقابر التي ترجع إلى بداية الأسرة الرابعة أي عصر الملك خوفو"، وقد وضح لنا أن طريقة قطع الأبيار الخاصة بالدفن تتشابه تماماً مع الأبيار التي قطعت في عصر الملك "سنفرو" أبو الملك "خوفو" في دهشور، وبذلك تأكد لنا تأريخ هذه المقابر.. وتقع هذه المقابر إلى الجنوب مباشرة من هرم الملك خوفو". كما أننا عثرنا على مقبرة خاصة برئيس العمال وكان يدعى "إيدو"، وإلى جواره دفنوا العديد من العمال الذين عملوا مع هذا الريس في قطع الأحجار ونقلها، وعثروا داخلها على أواني فخارية وهياكل عظمية للعمال. وقد أكد الكشف الأثرى أن العمال المصريين بناة الأهرام كانوا يعملون في فرق، وكل فرقة لها رئيس وكل فرقة لها اسم.. وقد أكدت الآثار وجود مقبرة "إيدو" رئيس العمال وبجواره العمال الذين عملوا معه وهذا كله عثرنا عليه داخل الحجرات الخمسة لهرم الملك خوفو"، حيث عثرنا على أسماء فرق العمال ومنها أصدقاء الملك خوفو"، وكذلك فرق خاصة بالملك منكاورع" سجلها العالم الأمريكي رايزنر أثناء حفائره في مجموعة الملك "منكاورع"... هذا الكشف العظيم آثار العالم كله لأنه يتحدث عن العمال بناة الأهرام.. خاصة هرم الملك "خوفو" إحدى عجائب الدنيا السبع والوحيدة الباقية إلى الآن.. لكم أنا سعيد بالكشف وأكثر سعادة أنه اكتشاف مصرى تم بأيد مصرية تعشق هذا البلد الذي اسمه مصر...

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store