logo
تحية محمد طاهر باشا إلى «الأجنحة المصرية» ختام مهرجان الطيران الدولى 1933 بفوز لطفية النادى.. و جبرائيل تقلا يطلق جائزة «الأهرام للسياحة الجوية»

تحية محمد طاهر باشا إلى «الأجنحة المصرية» ختام مهرجان الطيران الدولى 1933 بفوز لطفية النادى.. و جبرائيل تقلا يطلق جائزة «الأهرام للسياحة الجوية»

بوابة الأهراممنذ يوم واحد

فى مثل هذه الأيام من عام 1932، تم إنشاء أول مدرسة مصرية متخصصة فى تعليم علوم الطيران. وسبق المدرسة اهتمام من بعض المصريين أصحاب الطموح للتحايل على مختلف العقبات وتعلم أصول الطيران غالبا فى الخارج.
وبعد عام، فى 1933، استقبلت القاهرة «مؤتمر الطيران الدولى» ووقائع مهرجان خاص تبارى فيه طيارون من مصر والعالم. وكان التميز والتفوق حليفا واضحا للطيارين المصريين الأربعة، تتقدمهم الآنسة لطفية النادى (1907-2002).
حازت لطفية النادى وقتها جائزة شرفية وتقديرا محليا وعالميا ، وحازت مصر وقدراتها فى مجال الطيران المدني، شهادات واسعة، دفعت «الأهرام» فى افتتاحية خاصة إلى ضرورة المسارعة إلى التفكير فى إنشاء وزارة خاصة للطيران المدنى. كانت هذه دعوة مبكرة ونظرة مستقبلية سبقت التنفيذ الفعلى وإنشاء الوزارة المعنية بعقود طوال.
كاد «مهرجان الطيران الدولى» بوقائعه ومفاجآته يغطى على أخبار مؤتمر الطيران نفسه، والذى كانت مصر تستضيف نسخته الأحدث. وكان لذلك أسباب وفقا لما ورد فى «الأهرام».
الطابع الاحتفالى بمؤتمر الطيران الدولى عام 1933
أول هذه الأسباب كان بروز التفوق والريادة المصرية. فعن واحدة من آيات هذا التفوق، كتب أحمد الصاوى محمد، الكاتب الصحفى الكبير (1902 – 1989) فى عموده الشهير «ما قل ودل»، والذى نشر بتاريخ 29 سبتمبر 1933. كتب شهادته حول لطفية النادى التى جاءت مقر»الأهرام» يوما تنشد فرصة للعمل. كتب فقال: منذ ثمانية أشهر، زارت ( الأهرام) أنسة مصرية فى نحو الثانية العشرين من العمر، وسيمة الطالعة، أنيقة البزة، وطلبت مقابلة كاتب هذه السطور، وتكلمت بجرأة وأدب، وطلبت عملا أدبيا يمكنها منه معرفتها للفرنسية، وإتقانها الإنجليزية».
ويكمل الصاوى كاتبا: « فكلمنا فى شأنها الشهم الوجيه الأستاذ كمال علوى (فى إشارة إلى الطيار الرائد الذى كان صاحب أول طائرة تسجل فى مصر وساهم فى تأسيس أول شركة وطنية للطيران المدني)، فعينها للحال فى شركة مصر للطيران بمرتب لا بأس به. وبعد ذلك انقطعت عنا أخبارها كل هذه الشهور، لولا بطاقة أرسلتها فى العيد تأدبا منها، وإذا بنا اليوم نرى اسمها وصورتها فى كل مكان، لانها نالت أمس شهادتها، وأصبحت أول فتاة مصرية طيارة: تلك الفتاة هى لطفية النادي. لقد زارت (الأهرام) أمس فأدخلت على قلوبنا من الغبطة ما لا يعلمه إلا الله، لأنه هو سبحانه.. الذى وفقها إلى نجاحها هذا النجاح الباهر»..
ويكمل: «فإذا نالت اليوم أول فتاة مصرية دبلوم الطيران، فغنها جديرة حقا بالتكريم والتقدير: التكريم من جانب الأمة، والتقدير من جانب الحكومة. فإننا فى أشد الحاجة إلى كثيرات من الطائرات الجريئات اللواتى لا يكتفين بدائرة محلية محدودة بل يقتحمن دوائر عالمية كالتى تقتحمها إيمى جونسون الإنجليزية ( فى إشارة إلى رائدة اقتحام النساء مجال الطيران فى المملكة المتحدة، وأول قائدة طائرة تقطع الرحلة منفردة بين بريطانيا وأسترالياعام 1930).. نفرح إذن بلطفية النادى ونهنئها ونرجو أن تحذو حذوها الكثيرات، فإن فى ميدان المجد والخدمة العامة متسعا للجميع».
لطفية النادى ــ الطيارة المصرية
المهرجان الدولى الثاني:
وتزامن الإعلان عن إنجاز لطفية النادى مع التحضيرات للمهرجان الدولى الثانى للطيران فى الفترة بين 17 و 24 ديسمبر 1933. ويتضح من تتبع تغطية «الأهرام» أن مهرجانا سابقا للطيران كان قد عقد قبل هذا التاريخ بـ 23 عاما، ولكن النسخة الأولى كانت محدودة من حيث الإمكانات وقدرات الطيارين الاجانب على المشاركة. ويتضح من مما أوردته «الأهرام» بتاريخ 30 نوفمبر 1933، اشتراك أكثر من 60 طيارا، بينهم أربعة مصريين هم: محمد حازق محمود أفندي، وخليل صابر الكاشف أفندي، وأحمد سالم أفندي، والأنسة لطفية النادي، ومعهم 29 طيارا فرنسيا و19 إنجليزيا، وأربعة من الألمان، وثلاثة إيطاليين، بالإضافة إلى طلبات فردية من جنسيات أخرى.
وحول شروط المشاركة و ترتيب الجولات، كشفت «الأهرام»: «أن المباراة مفتوحة لجميع أنواع الطيارات وان الجوائز ستمنح على سرعة الطيارة ومقدار استهلاك البنزين فى الرحلة، وعدد الركاب الذين يحملهم الطيار معه ومن شروط المباراة ألا تقل سن أى راكب عن ثمانية عشر عاما». وحول مسار المباريات، فنظمه « نادى الطيران المصري» كالتالي: « سيكون اجتماع المتبارين فى ألماظة وتنقسم المباريات إلى قسمين، مباراة حول الواحات ابتداء من القاهرة ويمر المتبارون بأسيوط، على أن يكون النزول فيها أجباريا، ثم يمرون بالواحة الخارجة والنزول فيها اختياري. ويمضى الطيارون بعد ذلك ليلة فى الخيام فى الواحة الداخلة وفى الصباح التالى يحلقون فوق الفرافرة وينزلون بعد ذلك فى الواحة البحرية ومن هناك يطيرون إلى القاهرة. أما المباراة الثانية فستكون خاصة بالمباراة فى الطيران السريع بين مصر والإسكندرية ذهابا وأيابا».
وفى عدد 19 ديسمبر 1930، تكشف «الأهرام» عدد الطيارات التى وصلت « مطار ألماظة» للمشاركة فى مباريات الطيران بنحو 30 طيارة، بينها أثنتان لمصريين، هما محمد حازق وأحمد سالم. أما طيارة حازق، فهى من الأصغر حجما، بقوة محرك تبلغ 85 حصانا. أما طيارة أحمد سالم، فكانت من طراز «بوس موث» الانجليزى ولها محرك قوته 130 حصانا.
وكانت «الأهرام» قد سبق ووثقت كون أحمد سالم أول مصرى يطير من انجلترا إلى مصر، وذلك عام 1931 . وكان سالم قد نال شهادة من المملكة المتحدة فى الطيران بعد دراسة دامت ثمانية أشهر.
محمد طاهر باشا - أحمد سالم - جبرائيل تقلا
مباراة الواحة والإسكندرية
وبدأت وقائع المباريات، فشهدت « مباراة الواحات» كما أصطلح على تسميتها فى التغطية الأهرامية، هبوطا إضطراريا لطائرة الطيار المصرى محمد حازق، وذلك إثر عطل أصاب أنبوب الزيت. الهبوط جرى فى منطقة جبلية على بعد 80 كيلو مترا غربى الواحة الخارجة. وقد سارع سلاح الطيران المصرى بإرسال أثنتين من طائراته لإنقاذ حازق، فتمكنتا من بلوغ موقعه وترتيب أمر قضائه الليلة فى الصحراء، قبل العودة له فى الصباح التالى لإصلاح الطائرة وعودة الطائرات الثلاث إلى القاهرة. ولم ينل الحادث المؤسف من إعجاب المراقبين بأداء حازق الذى كان ثالث بالغى محطة
«أسيوط». ولم يكن الطيار المصرى وحده الذى ضرب ميعادا مع سوء الحظ، فقد اضطر طيار إنجليزى «روبنسون»، والذى اشترك فى «رحلة الواحات» بشكل غير رسمى إلى الهبوط إضطراريا على مسافة 20 ميلا من الواحة «الداخلة». ويأتى موعد « مباراة القاهرة ــ الإسكندرية» والتى شهدت تفوق الطيارة لطفية النادي، صاحبة الطيارة رقم ( 28) والتى بلغت سرعتها القصوى 168 كيلومترا و960 مترا. وعنها تقول «الأهرام» : «وهكذا تفوقت الفتاة المصرية التى لم تتعلم الطيران إلا منذ شهور قليلة على أساطين الطيران وسادة الجو من كثير من أقطار العالم». ولكن فوز لطفية طالته الاعتراضات، وذلك بشأن شرط الدوران حول خيمتين منصوبتين فى « مطار الدخيلة»، وما كان من دوران النادى حول واحدة فقط دون الأخرى. وقد بررت الطيارة المصرية ذلك بأنها لم تر إلا خيمة واحدة فقط، وأثبت المساعد الإنجليزى المصاحب لها صدق روايتها، وانها بحثت بحثا جادا عن الخيمة الثانية فى الموقع الذى كانت اشتراطات المسابقة قد حددته، لكنها لم تجدها، وهو ما صدق عليه أيضا بعض الطيارين المتبارين. وجرى بحث المعضلة الخاصة بفوز لطفية النادى من قبل لجنة المسابقة والتى يترأسها محمد طاهر باشا، رئيس «نادى الطيران المصري»، وصاحب الأيادى البيضاء العديدة على الرياضة المصرية والعالمية (1879- 1970) . وتنتهى المداولات إلى منح لطفية جائزة الشرف بقيمة لا تقل عن الجائزة الأولى وهى 350 جنيها مصريا، فضلا عن منحها جائزة من الطيار الرائد كمال العلوى وقيمتها مائة جنيه.
وكانت لطفية، وفقا للأهرام، حريصة رغم كل التكريم والجوائز على تأكيد انها لم تتساهل ولم تخطيء فى مراعاة شروط المسابقة. وأنها عازمة على المضى قدما فى إنجازاتها. فقد أوردت «الأهرام» ما كان من خطة طموح من جانب محمد طاهر باشا لتوفير طائرة كبيرة تمكن لطفية من قطع رحلة إلى اليابان.
وكان طاهر باشا قد أعلن فى حفل ختام المؤتمر الدولى للطيران ومهرجانه المشهود، أن جبرائيل تقلا بك، صاحب جريدة «الأهرام» وأحد مؤسسى « نادى الطيران الدولي» قد قرر بمناسبة ختام الحدث الكبير تخصيص جائزة سنوية قيمتها 200 جنيه لتكون جائزة دولية باسم « جائزة الأهرام للسياحة الجوية» تشجيعا للمصريين والأجانب على الطيران، على ان تحدد للفاعليات المؤهلة لهذه الجائزة الفترة بين الأول من ديسمبر وحتى 31 مارس سنويا.
وبعد الختام، كان لـ «الأهرام» لقاء مع طاهر باشا، الذى أكد: «ان مصر فى حاجة إلى كثير من الدعاية، وخير دعاية ما جاء عن طريق العيان. وهذه المؤتمرات والمباريات والمظاهرات الدولية تجذب إلى مصر المشتركين فيها وكثيرين من غير المشتركين فيها، يرون بانفسهم مدنية قديمة ــ بل مدنيات عديدة قديمة ــ حافلة بأجل الأثار وأعظم الذكريات، ومدنية حديثة.
تتمثل فيها نهضة شعب ممتليء حياة ونشاطا ورغبة فى الرقي.. أما من جهة الطيران، فإننى أقول لك من غير ما تردد أو مجازفة أننا جنينا ونجنى من وراء اجتماع المؤتمر وإقامة المباراتين الجويتين فوائد قيمة منها تنمية روح الطيران عند المصريين لاسيما الشبيبة التى أثبتت فى مواقف عدة اهليتها ومقدرتها على التقدم متى وجدت الإرشاد والتعضيد الكافى».
ويفصل ما أجملها قائلا: «وأنى مع قلة عدد من اشتركوا من طيارينا فى المسابقتين سعيد بان انتهز هذه الفرصة لأصرح بأن ما قاموا به جدير بالإعجاب والثناء برغم ما صادفهم من سوء حظ».
كانت هذه بعض حلقات تفوق الأجنحة المصرية عندما كانت فى المراحل الأولى لتحليقها، وذلك وفقا لما ورد فى الأهرام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خريطة ساحات صلاة عيد الأضحى 2025 في مصر
خريطة ساحات صلاة عيد الأضحى 2025 في مصر

الدستور

timeمنذ 10 ساعات

  • الدستور

خريطة ساحات صلاة عيد الأضحى 2025 في مصر

تزايد البحث عبر المواقع الإلكترونية، عن خريطة ساحات صلاة عيد الأضحى 2025 في مصر، حيث يهتم عدد كبير من المصريين بمعرفة ساحات الصلاة الخاصة بصلاة عيد الاضحى المبارك. وشهد موقع جوجل الكثير من عمليات البحث، عن خريطة ساحات صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 حيث يهتم كثيرًا من المسلمين بمعرفة أماكن صلاة العيد. خريطة ساحات صلاة عيد الأضحى 2025 في مصر وفقًا للحسابات الفلكية، يُتوقع أن يكون يوم الأربعاء 27 يونيو 2025 هو أول أيام عيد الأضحى المبارك. وبناءً على ذلك، فإن موعد صلاة العيد في محافظة الجيزة سيكون في تمام الساعة 6:18 صباحًا بتوقيت القاهرة المحلي. كيفية أداء صلاة عيد الأضحى صلاة عيد الأضحى هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتؤدى على النحو التالي: عدد الركعات: ركعتان. كيفية الأداء: في الركعة الأولى، يكبر الإمام والمصلون سبع تكبيرات، ثم يقرأ الفاتحة وسورة قصيرة. في الركعة الثانية، يكبر الإمام والمصلون خمس تكبيرات، ثم يقرأ الفاتحة وسورة قصيرة. التكبيرات: يُسن التكبير في أيام عيد الأضحى من فجر يوم عرفة (يوم الثلاثاء 26 يونيو 2025) إلى عصر آخر أيام التشريق (الجمعة 29 يونيو 2025) خريطة ساحات صلاة عيد الأضحى 2025 في مصر في محافظة الجيزة، تم تجهيز 615 ساحة لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك لعام 2025، وذلك في جميع مراكز ومدن وأحياء المحافظة. تتوزع هذه الساحات لتشمل مناطق متعددة، بما في ذلك: ساحة مسجد مصطفى محمود في المهندسين ساحة مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر ساحة مسجد خاتم المرسلين في العمرانية ساحة المجمع الإسلامي في الشيخ زايد كما تم تخصيص خطيب أساسي وآخر احتياطي لكل ساحة لضمان انتظام الصلاة والخطبة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الساحات تشمل المساجد الكبرى في المحافظة: مسجد الاستقامة بميدان الجيزة مسجد النور بطريق الكونيسة مسجد الحرمين وعكاشة بالطالبية مسجد الشهيد زكريا بأرض العمدة مسجد عباد الرحمن بشارع فضل السيسي مسجد ذي النون وأسرة السلام وأبوهريرة وقباء بالمنيب لضمان راحة المصلين، قامت الأجهزة المعنية بتكثيف حملات النظافة والتعقيم في محيط هذه الساحات والمساجد، بالإضافة إلى إزالة أي إشغالات قد تعيق حركة المواطنين. كما تم التنسيق مع الأجهزة الأمنية لتأمين الساحات وتعزيز الخدمات عليها، فضلًا عن تمركز سيارات الإسعاف في مواقع استراتيجية للتعامل مع أي حالات طارئة. خريطة ساحات صلاة عيد الأضحى 2025 في مصر وكان قد أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الفترة من الخميس 5 يونيو حتى الإثنين 9 يونيو ستكون إجازة رسمية مدفوعة الأجر لجميع العاملين بالقطاعات الحكومية المختلفة. هذه الإجازة الممتدة على مدار خمسة أيام متتالية، تمنح الموظفين فرصة ذهبية للاحتفال بالعيد في أجواء من الراحة والسكينة، مع تخصيص الوقت الكافي للتجمع العائلي وأداء الشعائر الدينية وقد شمل القرار قطاعات عديدة، من الوزارات والهيئات، إلى وحدات الإدارة المحلية وشركات القطاع العام وقطاع الأعمال. ولم تغفل الحكومة عن مسؤوليتها تجاه المرافق الحيوية التي يعتمد عليها المواطن يوميًا، فقد أكدت أن خدمات الطوارئ والمستشفيات والإسعاف ستواصل العمل بكفاءة، لضمان ألا يتأثر أي مواطن بالحالة التشغيلية للدولة.

تحية محمد طاهر باشا إلى «الأجنحة المصرية» ختام مهرجان الطيران الدولى 1933 بفوز لطفية النادى.. و جبرائيل تقلا يطلق جائزة «الأهرام للسياحة الجوية»
تحية محمد طاهر باشا إلى «الأجنحة المصرية» ختام مهرجان الطيران الدولى 1933 بفوز لطفية النادى.. و جبرائيل تقلا يطلق جائزة «الأهرام للسياحة الجوية»

بوابة الأهرام

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة الأهرام

تحية محمد طاهر باشا إلى «الأجنحة المصرية» ختام مهرجان الطيران الدولى 1933 بفوز لطفية النادى.. و جبرائيل تقلا يطلق جائزة «الأهرام للسياحة الجوية»

فى مثل هذه الأيام من عام 1932، تم إنشاء أول مدرسة مصرية متخصصة فى تعليم علوم الطيران. وسبق المدرسة اهتمام من بعض المصريين أصحاب الطموح للتحايل على مختلف العقبات وتعلم أصول الطيران غالبا فى الخارج. وبعد عام، فى 1933، استقبلت القاهرة «مؤتمر الطيران الدولى» ووقائع مهرجان خاص تبارى فيه طيارون من مصر والعالم. وكان التميز والتفوق حليفا واضحا للطيارين المصريين الأربعة، تتقدمهم الآنسة لطفية النادى (1907-2002). حازت لطفية النادى وقتها جائزة شرفية وتقديرا محليا وعالميا ، وحازت مصر وقدراتها فى مجال الطيران المدني، شهادات واسعة، دفعت «الأهرام» فى افتتاحية خاصة إلى ضرورة المسارعة إلى التفكير فى إنشاء وزارة خاصة للطيران المدنى. كانت هذه دعوة مبكرة ونظرة مستقبلية سبقت التنفيذ الفعلى وإنشاء الوزارة المعنية بعقود طوال. كاد «مهرجان الطيران الدولى» بوقائعه ومفاجآته يغطى على أخبار مؤتمر الطيران نفسه، والذى كانت مصر تستضيف نسخته الأحدث. وكان لذلك أسباب وفقا لما ورد فى «الأهرام». الطابع الاحتفالى بمؤتمر الطيران الدولى عام 1933 أول هذه الأسباب كان بروز التفوق والريادة المصرية. فعن واحدة من آيات هذا التفوق، كتب أحمد الصاوى محمد، الكاتب الصحفى الكبير (1902 – 1989) فى عموده الشهير «ما قل ودل»، والذى نشر بتاريخ 29 سبتمبر 1933. كتب شهادته حول لطفية النادى التى جاءت مقر»الأهرام» يوما تنشد فرصة للعمل. كتب فقال: منذ ثمانية أشهر، زارت ( الأهرام) أنسة مصرية فى نحو الثانية العشرين من العمر، وسيمة الطالعة، أنيقة البزة، وطلبت مقابلة كاتب هذه السطور، وتكلمت بجرأة وأدب، وطلبت عملا أدبيا يمكنها منه معرفتها للفرنسية، وإتقانها الإنجليزية». ويكمل الصاوى كاتبا: « فكلمنا فى شأنها الشهم الوجيه الأستاذ كمال علوى (فى إشارة إلى الطيار الرائد الذى كان صاحب أول طائرة تسجل فى مصر وساهم فى تأسيس أول شركة وطنية للطيران المدني)، فعينها للحال فى شركة مصر للطيران بمرتب لا بأس به. وبعد ذلك انقطعت عنا أخبارها كل هذه الشهور، لولا بطاقة أرسلتها فى العيد تأدبا منها، وإذا بنا اليوم نرى اسمها وصورتها فى كل مكان، لانها نالت أمس شهادتها، وأصبحت أول فتاة مصرية طيارة: تلك الفتاة هى لطفية النادي. لقد زارت (الأهرام) أمس فأدخلت على قلوبنا من الغبطة ما لا يعلمه إلا الله، لأنه هو سبحانه.. الذى وفقها إلى نجاحها هذا النجاح الباهر».. ويكمل: «فإذا نالت اليوم أول فتاة مصرية دبلوم الطيران، فغنها جديرة حقا بالتكريم والتقدير: التكريم من جانب الأمة، والتقدير من جانب الحكومة. فإننا فى أشد الحاجة إلى كثيرات من الطائرات الجريئات اللواتى لا يكتفين بدائرة محلية محدودة بل يقتحمن دوائر عالمية كالتى تقتحمها إيمى جونسون الإنجليزية ( فى إشارة إلى رائدة اقتحام النساء مجال الطيران فى المملكة المتحدة، وأول قائدة طائرة تقطع الرحلة منفردة بين بريطانيا وأسترالياعام 1930).. نفرح إذن بلطفية النادى ونهنئها ونرجو أن تحذو حذوها الكثيرات، فإن فى ميدان المجد والخدمة العامة متسعا للجميع». لطفية النادى ــ الطيارة المصرية المهرجان الدولى الثاني: وتزامن الإعلان عن إنجاز لطفية النادى مع التحضيرات للمهرجان الدولى الثانى للطيران فى الفترة بين 17 و 24 ديسمبر 1933. ويتضح من تتبع تغطية «الأهرام» أن مهرجانا سابقا للطيران كان قد عقد قبل هذا التاريخ بـ 23 عاما، ولكن النسخة الأولى كانت محدودة من حيث الإمكانات وقدرات الطيارين الاجانب على المشاركة. ويتضح من مما أوردته «الأهرام» بتاريخ 30 نوفمبر 1933، اشتراك أكثر من 60 طيارا، بينهم أربعة مصريين هم: محمد حازق محمود أفندي، وخليل صابر الكاشف أفندي، وأحمد سالم أفندي، والأنسة لطفية النادي، ومعهم 29 طيارا فرنسيا و19 إنجليزيا، وأربعة من الألمان، وثلاثة إيطاليين، بالإضافة إلى طلبات فردية من جنسيات أخرى. وحول شروط المشاركة و ترتيب الجولات، كشفت «الأهرام»: «أن المباراة مفتوحة لجميع أنواع الطيارات وان الجوائز ستمنح على سرعة الطيارة ومقدار استهلاك البنزين فى الرحلة، وعدد الركاب الذين يحملهم الطيار معه ومن شروط المباراة ألا تقل سن أى راكب عن ثمانية عشر عاما». وحول مسار المباريات، فنظمه « نادى الطيران المصري» كالتالي: « سيكون اجتماع المتبارين فى ألماظة وتنقسم المباريات إلى قسمين، مباراة حول الواحات ابتداء من القاهرة ويمر المتبارون بأسيوط، على أن يكون النزول فيها أجباريا، ثم يمرون بالواحة الخارجة والنزول فيها اختياري. ويمضى الطيارون بعد ذلك ليلة فى الخيام فى الواحة الداخلة وفى الصباح التالى يحلقون فوق الفرافرة وينزلون بعد ذلك فى الواحة البحرية ومن هناك يطيرون إلى القاهرة. أما المباراة الثانية فستكون خاصة بالمباراة فى الطيران السريع بين مصر والإسكندرية ذهابا وأيابا». وفى عدد 19 ديسمبر 1930، تكشف «الأهرام» عدد الطيارات التى وصلت « مطار ألماظة» للمشاركة فى مباريات الطيران بنحو 30 طيارة، بينها أثنتان لمصريين، هما محمد حازق وأحمد سالم. أما طيارة حازق، فهى من الأصغر حجما، بقوة محرك تبلغ 85 حصانا. أما طيارة أحمد سالم، فكانت من طراز «بوس موث» الانجليزى ولها محرك قوته 130 حصانا. وكانت «الأهرام» قد سبق ووثقت كون أحمد سالم أول مصرى يطير من انجلترا إلى مصر، وذلك عام 1931 . وكان سالم قد نال شهادة من المملكة المتحدة فى الطيران بعد دراسة دامت ثمانية أشهر. محمد طاهر باشا - أحمد سالم - جبرائيل تقلا مباراة الواحة والإسكندرية وبدأت وقائع المباريات، فشهدت « مباراة الواحات» كما أصطلح على تسميتها فى التغطية الأهرامية، هبوطا إضطراريا لطائرة الطيار المصرى محمد حازق، وذلك إثر عطل أصاب أنبوب الزيت. الهبوط جرى فى منطقة جبلية على بعد 80 كيلو مترا غربى الواحة الخارجة. وقد سارع سلاح الطيران المصرى بإرسال أثنتين من طائراته لإنقاذ حازق، فتمكنتا من بلوغ موقعه وترتيب أمر قضائه الليلة فى الصحراء، قبل العودة له فى الصباح التالى لإصلاح الطائرة وعودة الطائرات الثلاث إلى القاهرة. ولم ينل الحادث المؤسف من إعجاب المراقبين بأداء حازق الذى كان ثالث بالغى محطة «أسيوط». ولم يكن الطيار المصرى وحده الذى ضرب ميعادا مع سوء الحظ، فقد اضطر طيار إنجليزى «روبنسون»، والذى اشترك فى «رحلة الواحات» بشكل غير رسمى إلى الهبوط إضطراريا على مسافة 20 ميلا من الواحة «الداخلة». ويأتى موعد « مباراة القاهرة ــ الإسكندرية» والتى شهدت تفوق الطيارة لطفية النادي، صاحبة الطيارة رقم ( 28) والتى بلغت سرعتها القصوى 168 كيلومترا و960 مترا. وعنها تقول «الأهرام» : «وهكذا تفوقت الفتاة المصرية التى لم تتعلم الطيران إلا منذ شهور قليلة على أساطين الطيران وسادة الجو من كثير من أقطار العالم». ولكن فوز لطفية طالته الاعتراضات، وذلك بشأن شرط الدوران حول خيمتين منصوبتين فى « مطار الدخيلة»، وما كان من دوران النادى حول واحدة فقط دون الأخرى. وقد بررت الطيارة المصرية ذلك بأنها لم تر إلا خيمة واحدة فقط، وأثبت المساعد الإنجليزى المصاحب لها صدق روايتها، وانها بحثت بحثا جادا عن الخيمة الثانية فى الموقع الذى كانت اشتراطات المسابقة قد حددته، لكنها لم تجدها، وهو ما صدق عليه أيضا بعض الطيارين المتبارين. وجرى بحث المعضلة الخاصة بفوز لطفية النادى من قبل لجنة المسابقة والتى يترأسها محمد طاهر باشا، رئيس «نادى الطيران المصري»، وصاحب الأيادى البيضاء العديدة على الرياضة المصرية والعالمية (1879- 1970) . وتنتهى المداولات إلى منح لطفية جائزة الشرف بقيمة لا تقل عن الجائزة الأولى وهى 350 جنيها مصريا، فضلا عن منحها جائزة من الطيار الرائد كمال العلوى وقيمتها مائة جنيه. وكانت لطفية، وفقا للأهرام، حريصة رغم كل التكريم والجوائز على تأكيد انها لم تتساهل ولم تخطيء فى مراعاة شروط المسابقة. وأنها عازمة على المضى قدما فى إنجازاتها. فقد أوردت «الأهرام» ما كان من خطة طموح من جانب محمد طاهر باشا لتوفير طائرة كبيرة تمكن لطفية من قطع رحلة إلى اليابان. وكان طاهر باشا قد أعلن فى حفل ختام المؤتمر الدولى للطيران ومهرجانه المشهود، أن جبرائيل تقلا بك، صاحب جريدة «الأهرام» وأحد مؤسسى « نادى الطيران الدولي» قد قرر بمناسبة ختام الحدث الكبير تخصيص جائزة سنوية قيمتها 200 جنيه لتكون جائزة دولية باسم « جائزة الأهرام للسياحة الجوية» تشجيعا للمصريين والأجانب على الطيران، على ان تحدد للفاعليات المؤهلة لهذه الجائزة الفترة بين الأول من ديسمبر وحتى 31 مارس سنويا. وبعد الختام، كان لـ «الأهرام» لقاء مع طاهر باشا، الذى أكد: «ان مصر فى حاجة إلى كثير من الدعاية، وخير دعاية ما جاء عن طريق العيان. وهذه المؤتمرات والمباريات والمظاهرات الدولية تجذب إلى مصر المشتركين فيها وكثيرين من غير المشتركين فيها، يرون بانفسهم مدنية قديمة ــ بل مدنيات عديدة قديمة ــ حافلة بأجل الأثار وأعظم الذكريات، ومدنية حديثة. تتمثل فيها نهضة شعب ممتليء حياة ونشاطا ورغبة فى الرقي.. أما من جهة الطيران، فإننى أقول لك من غير ما تردد أو مجازفة أننا جنينا ونجنى من وراء اجتماع المؤتمر وإقامة المباراتين الجويتين فوائد قيمة منها تنمية روح الطيران عند المصريين لاسيما الشبيبة التى أثبتت فى مواقف عدة اهليتها ومقدرتها على التقدم متى وجدت الإرشاد والتعضيد الكافى». ويفصل ما أجملها قائلا: «وأنى مع قلة عدد من اشتركوا من طيارينا فى المسابقتين سعيد بان انتهز هذه الفرصة لأصرح بأن ما قاموا به جدير بالإعجاب والثناء برغم ما صادفهم من سوء حظ». كانت هذه بعض حلقات تفوق الأجنحة المصرية عندما كانت فى المراحل الأولى لتحليقها، وذلك وفقا لما ورد فى الأهرام.

الزميل حسن السعدني يتسلم جائزة "شروق شيمي" للصحافة الرياضية
الزميل حسن السعدني يتسلم جائزة "شروق شيمي" للصحافة الرياضية

اليوم السابع

timeمنذ 3 أيام

  • اليوم السابع

الزميل حسن السعدني يتسلم جائزة "شروق شيمي" للصحافة الرياضية

في أجواء احتفالية ، تسلَّم الزميل حسن السعدني، الصحفي الرياضي بجريدة اليوم السابع، الجائزة التشجيعية الثانية في مسابقة " شروق شيمي" لأفضل الأعمال الصحفية الرياضية لعام 2024، وذلك خلال الحفل الكبير الذي أقيم مساء الثلاثاء في قاعة الأستاذ محمد حسنين هيكل بمؤسسة الأهرام. وشهد الحفل حضورًا مميزًا لعدد من الشخصيات الإعلامية والصحفية البارزة، يتقدمهم خالد البلشي نقيب الصحفيين، ومحمد سلماوي الكاتب الصحفي الكبير ومؤسس صحيفة الأهرام إبدو، ودكتور محمد فايز فرحات رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وعلاء ثابت وكيل الهيئة الوطنية للإعلام، وعبد الرؤوف خليفة عضو مجلس نقابة الصحفيين، وفؤاد منصور ومحمود صبري وخالد عبد المنعم أعضاء لجنة التحكيم بالمسابقة، وحسن خلف الله رئيس رابطة النقاد الرياضيين، وعمر الأيوبي مدير قطاع الرياضة بـاليوم السابع، بالإضافة إلى أسرة الصحفية الراحلة شروق شيمي، وجمع كبير من الصحفيين والمهتمين بالشأن الرياضي. وقد نال السعدني الجائزة عن تحقيقه الاستقصائي المميز بعنوان: "كازينو كرة القدم.. المراهنات في مصر سرطان يغزو المقاهي والبيوت.. جرائم قتل وسرقة فاتورة الإفلاس.. فوضى القيود تخلق 10 ملايين مراهن.. الأندية تصرخ وكاف يتهرب والأطفال ضحية.. ولوائح فيفا عاجزة أمام الثراء الأسود"، والذي حظي بإشادة واسعة من لجنة التحكيم بفضل دقته، ومهنيته العالية، وجرأته في طرح قضايا مسكوت عنها تمسّ الشارع الرياضي المصري. وأكدت اللجنة أن هذه الجائزة، التي تحمل اسم الصحفية الراحلة شروق شيمي – رمز التميّز في الصحافة الرياضية الناطقة بالفرنسية – تأتي تكريمًا للأعمال التي تمزج بين الاحتراف، والابتكار، والطرح الموضوعي الذي يواكب اهتمامات الجمهور. وتُعد هذه الدورة الأولى من الجائزة السنوية، التي أطلقتها الأهرام إبدو بالتعاون مع نقابة الصحفيين، دعمًا للطاقات الواعدة في الصحافة الرياضية، وتحفيزًا للمزيد من الإبداع والتميّز في هذا المجال الحيوي. حسن السعدنى وأسرته

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store