logo
شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئيسة جهاز استخباراته

شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئيسة جهاز استخباراته

الأياممنذ 4 ساعات

Getty Images
ترامب مع رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد
إن الحديث عن مدى اقتراب إيران من تطوير سلاح نووي، يثير السؤال المحوري الذي يُخيّم على قرار دونالد ترامب بشأن الانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية.
هذه القضية المُشوبة بمخاوف تهديدات وشيكة للولايات المتحدة والاستقرار الإقليمي، أحدثت شرخاً واضحاً في العلاقات بين الرئيس وأحد كبار مستشاريه الأمنيين.
لمعرفة آخر تطورات تبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران، تابعنا على واتساب (
).
وتُعيد هذه القضية إلى الأذهان حُججاً ساقها مسؤول جمهوري آخر في البيت الأبيض خلال أزمة أخرى في الشرق الأوسط قبل أكثر من عشرين عاماً.
فعلى متن طائرة الرئاسة الأمريكية، وخلال عودته المُفاجئة من قمة مجموعة السبع الكندية، سُئل ترامب عمّا إذا كان يُوافق على الشهادة التي أدلت بها رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، في مارس/ آذار، التي أفادت بأن إيران لا تُصنّع قنبلة نووية.
قال ترامب للصحفيين "لا أُبالي بما قالته"، مُضيفاً أنه يعتقد أن إيران "قريبة جداً" من امتلاك قنبلة نووية.
وخلال شهادتها البرلمانية، قالت تولسي غابارد إن الاستخبارات الأمريكية خلُصت إلى أن إيران لم تستأنف برنامجها للأسلحة النووية الذي أوقفته عام 2003، حتى مع وصول مخزون البلاد من اليورانيوم المخصب - وهو أحد مكونات هذه الأسلحة - إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
وعقب تصريحات ترامب، يوم الثلاثاء، أشارت تولسي إلى مستوى تخصيب اليورانيوم كدليل على أنها والرئيس "متفقان" في تبادل المخاوف.
BBC
قال ترامب من على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، خلال عودته المُفاجئة من قمة مجموعة السبع الكندية،إنه لا يبالي بما قالته رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية بخصوص أن إيران لا تُصنّع قنبلة نووية، مُضيفاً أنه يعتقد أنها "قريبة جداً" من امتلاك قنبلة نووية.
وقد شهد اختيار تولسي غابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية الكثير من الجدل بعد تولي ترامب منصب الرئيس، نظراً لانتقاداتها السابقة للاستخبارات الأمريكية، ولتصريحاتها السابقة بأنها لا تمانع اللقاء بخصوم الولايات المتحدة كالرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، ولآرائها الصريحة المناهضة لسياسة التدخل الخارجي لأمريكا.
وكانت تولسي، المرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة التي أيدت السيناتور بيرني ساندرز في حملته الانتخابية، قد انشقت عن الحزب الديمقراطي في عام 2022، وأيدت ترامب العام الماضي.
واعتُبر تأكيد مجلس الشيوخ لها في فبراير/ شباط، بأغلبية 52 صوتاً مقابل 48، دليلاً على أن ترامب يمنح الانعزاليين، الذين لا يؤيدون التدخل في شؤون الدول الأخرى، صوتاً في البيت الأبيض.
وعلى الرغم من تأكيدات تولسي المنافية لذلك، فإن تصريحات الرئيس تُمثل رفضاً قاطعاً لشهادة رئيسة استخباراته تحت القسم، وقد تكون مؤشراً على أن المتشددين تجاه إيران لهم اليد العليا في البيت الأبيض.
وقد دافع نائب الرئيس، جيه دي فانس، وهو أيضاً من مؤيدي عدم التدخل، عن تولسي، إلا أنه أبدى أيضاً دعمه لأي قرار يتخذه ترامب في إيران.
وكتب فانس على موقع إكس، الثلاثاء: "أعتقد أن الرئيس قد اكتسب بعض الثقة في هذه القضية. أؤكد لكم أنه مهتم فقط باستخدام الجيش الأمريكي لتحقيق أهداف الشعب الأمريكي".
BBC
شاهد طوابير مرورية ضخمة من سيارات الناس الفارين من العاصمة الإيرانية طهران
كما انتقل الخلاف الواضح بين ترامب وتولسي إلى الخلاف المتفاقم داخل حركة "أمريكا أولاً" التي يتبناها ترامب حول ما إن كان ينبغي للولايات المتحدة التدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني أم لا.
ويستشهد أولئك الذين يعتقدون أن إيران على وشك امتلاك قنبلة نووية - بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، وصقور إيران في الكونغرس، والحكومة الإسرائيلية - بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي بأن إيران انتهكت معاهدة حظر الانتشار النووي لأول مرة منذ 20 عاماً.
بينما يزعم دعاة عدم التدخل الأمريكي، مثل المعلق المحافظ، تاكر كارلسون، وعضوة الكونغرس، مارجوري تايلور غرين، أن الأدلة التي تدعم امتلاك إيران قنبلة نووية، مُبالغ فيها لتبرير تغيير النظام الإيراني والمغامرات العسكرية للبلاد.
وكتب كارلسون على منصة إكس الأسبوع الماضي أن "الانقسام الحقيقي ليس بين من يدعمون إسرائيل ومن يدعمون إيران أو الفلسطينيين، بل الانقسام الحقيقي هو بين من يشجعون العنف، ومن يسعون لمنعه".
ويشير هؤلاء أيضاً إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 - ويقولون إن شن الولايات المتحدة هجوماً على إيران، التي هي دولة أكبر بثلاث مرات من العراق، وعدد سكانها ضعف عدد سكان العراق، سيكون قراراً كارثياً بالمثل في السياسة الخارجية.
BBC
وكانت إدارة الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، قد بررت غزوها للعراق عام 2003 بتحذيرات من تهديدات جسيمة للولايات المتحدة من أسلحة الدمار الشامل العراقية، مستشهدةً بنتائج استخباراتية ثبت في النهاية أنه لا أساس لها من الصحة.
وقال بوش في خطاب متلفز في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 "في مواجهة أدلة دامغة على الخطر، لا يسعنا انتظار الدليل النهائي - الدليل القاطع - الذي يكون واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء".
حينها أرسلت الإدارة الأمريكية وزير الخارجية، كولن باول، إلى الأمم المتحدة، حيث رفع قارورة صغيرة قال إنها لا تمثل سوى جزء صغير من بكتيريا الجمرة الخبيثة المُستخدمة كسلاح بحوزة العراقيين.
وقال باول "هذه ليست ادعاءات، ما نقدمه لكم هو حقائق واستنتاجات مبنية على معلومات استخباراتية موثوقة".
الشكوك حول صحة تلك النتائج الاستخباراتية، بالإضافة إلى الاحتلال الأمريكي للعراق، الذي لم يُقدم أي دليل على وجود أسلحة دمار شامل، ولم يُسفر عنه أي دليل على وجودها، أدت إلى مكاسب انتخابية للديمقراطيين في الانتخابات اللاحقة، وإلى تنامي المعارضة الداخلية بين الجمهوريين.
Getty Images
دافع كولن باول، وزير الخارجية في عهد الرئيس الأسبق، جورج بوش الإبن، عن القرارالأمريكي بشن حرب على العراق
وبحلول عام 2016، كان استياء الجمهوريين من مؤسستهم السياسية تمهيداً للطريق أمام ترامب، الناقد لحرب العراق، للفوز بترشيح حزبه للرئاسة، والوصول إلى البيت الأبيض.
والآن وبعد تسع سنوات، يفكر ترامب في التدخل العسكري في الشرق الأوسط مجدداً، بناءً على استنتاجات أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وليس مدفوعاً منها.
وبينما يقول محافظون، مثل السيناتور، ليندسي غراهام، من ولاية كارولينا الجنوبية، إن الوقت قد حان لتغيير النظام، يبدو أن البيت الأبيض لا يرحب بمثل هذا النوع من الغزو الشامل وجهود بناء الدولة التي شهدها العراق عام 2003.
ومع ذلك، يمكن أن تتطور العمليات العسكرية بطرق غير متوقعة.
ورغم أن ترامب يعيش ظروفاً مختلفة - ويفكر في مسار عمل مختلف - عن سلفه الجمهوري، فإن عواقب قراراته بالاعتماد على نتائج مستشاريه الاستخباراتيين أو رفضها قد تكون بالقدر ذاته من الأهمية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مدير الطاقة الذرية يحذر بمجلس الأمن من استهداف بوشهر
مدير الطاقة الذرية يحذر بمجلس الأمن من استهداف بوشهر

بلبريس

timeمنذ 14 دقائق

  • بلبريس

مدير الطاقة الذرية يحذر بمجلس الأمن من استهداف بوشهر

بلبريس - وكالات اطلق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي تحذيرا شديد اللهجة من استهداف منشأة بوشهر النووية في ايران، قائلا خلال جلسة لمجلس الامن الدولي ان لذلك "تبعات وخيمة على سكان طهران لأنها تحتوي على مواد نووية". واشار غروسي الى ان مخزون اليورانيوم الايراني ما يزال يخضع لضمانات الوكالة، لكنه شدد على اهمية استئناف عمليات التفتيش في اقرب وقت، موضحا ان الوكالة ستواصل عملها حين تسمح الظروف الامنية بذلك. ودعا الى ضرورة العمل من اجل حلول دبلوماسية بالتزامن مع ضمان عدم حصول ايران على سلاح نووي، معلنا استعداده للسفر والتواصل مع الاطراف المعنية للتاكد من سلامة المنشآت النووية.

تُعزّز وجودها العسكري.. مدمرات أمريكية تقترب من إسرائيل استعدادًا لدعم محتمل ضد إيران
تُعزّز وجودها العسكري.. مدمرات أمريكية تقترب من إسرائيل استعدادًا لدعم محتمل ضد إيران

أكادير 24

timeمنذ 23 دقائق

  • أكادير 24

تُعزّز وجودها العسكري.. مدمرات أمريكية تقترب من إسرائيل استعدادًا لدعم محتمل ضد إيران

agadir24 – أكادير24/وكالات تدعم الولايات المتحدة عسكريًا إسرائيل في حربها المستمرة ضد إيران منذ أسبوع، عبر إرسال مدمرات وحاملة طائرات إلى الشرق الأوسط. وصلت مدمرة أمريكية جديدة إلى شرق البحر المتوسط لتنضم إلى ثلاث مدمرات أخرى، بالإضافة إلى اثنتين متمركزتين في البحر الأحمر، وفق ما أفادت به صحيفة 'وول ستريت جورنال' اليوم الجمعة 20 يونيو 2025. وتندرج هذه التحركات في إطار تعزيز القدرات الدفاعية الأمريكية تحسبًا لأي تصعيد إضافي، خاصة مع تنامي الحديث عن تدخل أمريكي مباشر لدعم إسرائيل. وفي السياق نفسه، شارفت حاملة الطائرات الأمريكية 'نيميتز' على الوصول إلى المنطقة، بعد مغادرتها بحر جنوب الصين. ووفق ما نقلته قناة 'فوكس نيوز' عن مسؤول أمريكي، فإن الحاملة ينتظر أن ترسو بالشرق الأوسط يوم السبت أو الأحد على أبعد تقدير. ويأتي هذا الحشد العسكري في وقت أعلن فيه البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيحسم خلال أسبوعين قرار التدخل العسكري إلى جانب إسرائيل، في ظل استمرار المواجهات العنيفة مع طهران. ونقلت 'وول ستريت جورنال' عن مسؤول دفاعي أمريكي أن 'المدمرات الأمريكية باتت على مسافة قريبة من إسرائيل، تتيح لها اعتراض أي صواريخ إيرانية محتملة'، في إشارة إلى احتمال انخراط واشنطن في الدفاع الجوي عن إسرائيل. وفي المقابل، حذرت مصادر استخباراتية من أن منظومة 'آرو 3' (حيتس) الدفاعية الإسرائيلية قد تُستنفد بالكامل إذا واصلت إيران وتيرة الهجمات الصاروخية الحالية. وتشن إسرائيل منذ 13 يونيو الجاري حربًا مفتوحة على إيران، استهدفت فيها منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية، كما اغتالت شخصيات بارزة، من بينها قائد الحرس الثوري الإيراني، رئيس هيئة الأركان، وعدد من العلماء النوويين. وردّت طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة تسببت في دمار واسع النطاق بعدة مدن إسرائيلية. ويثير هذا التصعيد المتزايد مخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تشمل أطرافًا دولية فاعلة، في وقت تترقب فيه العواصم الغربية قرار واشنطن بشأن الانخراط المباشر في النزاع.

ما القنبلة القادرة على تدمير 'فوردو'؟ مقارنة بالمتر
ما القنبلة القادرة على تدمير 'فوردو'؟ مقارنة بالمتر

أكادير 24

timeمنذ 23 دقائق

  • أكادير 24

ما القنبلة القادرة على تدمير 'فوردو'؟ مقارنة بالمتر

agadir24 – أكادير24/وكالات يتزايد الحديث في الأوساط العسكرية والإعلامية حول الخيارات المتاحة لتدمير منشآت إيران النووية شديدة التحصين، وعلى رأسها منشأة 'فوردو' المدفونة عميقًا تحت جبل قرب مدينة قم، في وقت تتصاعد فيه التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب. وتعتمد قدرة الدول على تنفيذ هذه الضربات على ما تمتلكه من قنابل خارقة للتحصينات، قادرة على اختراق عشرات الأمتار من الخرسانة المسلحة أو الصخور الصلبة قبل الانفجار. أنواع القنابل الخارقة للتحصينات ومدى اختراقها (بالمتر) وفقًا للمواصفات الفنية المُتداولة، أبرز القنابل المستخدمة حاليًا هي: اسم القنبلة الدولة المالكة قدرة الاختراق التقريبية BLU-109 إسرائيل من 1.8 إلى 2.4 مترًا GBU-28 إسرائيل من 4.8 إلى 6.1 مترًا GBU-57 الولايات المتحدة حوالي 61 مترًا وتُعد القنبلة الأميركية GBU-57، المعروفة باسم 'مطرقة الله'، السلاح الوحيد حاليًا القادر نظريًا على اختراق العمق المطلوب لتدمير منشأة 'فوردو'، التي تقع على عمق يقدر بما بين 70 و100 متر تحت الأرض. منشأة فوردو.. التحدي الأكبر تقع منشأة 'فوردو' داخل جبل صخري، وتم بناؤها خصيصًا لتحمّل أعنف الضربات الجوية. وهي منشأة مخصصة لتخصيب اليورانيوم، وتعد من أكثر المواقع تحصينًا في الشرق الأوسط. وبينما تملك إسرائيل قنابل خارقة قادرة على تدمير أهداف تحت الأرض، إلا أن قدرتها على اختراق العمق المطلوب تبقى محدودة مقارنة بالقنبلة الأمريكية 'GBU-57″، التي تتطلب طائرات خاصة من نوع B-2 لإلقائها. الرسالة بين السطور الصورة العسكرية باتت واضحة: الضربة القاضية لفوردو لن تأتي إلا من ترسانة واشنطن، وهو ما يفسر حجم الترقب لقرار الرئيس الأميركي بشأن انخراط بلاده في مواجهة محتملة مع إيران، في حال فشلت الوساطات الدبلوماسية أو زادت طهران من وتيرة تخصيب اليورانيوم داخل هذا الموقع. وفي ظل استمرار التصعيد، يبقى السؤال: هل ستكتفي إسرائيل بضرب منشآت فوق الأرض، أم تُفتح السماء أمام 'مطرقة' أميركية قادرة على اختراق 61 متراً من الصخر؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store