logo
السُّلطة .. تنقذ العدو .. من مأزق أُممي

السُّلطة .. تنقذ العدو .. من مأزق أُممي

صراحة نيوز١١-٠٤-٢٠٢٥

صراحة نيوز ـ عوض ضيف الله الملاحمة
القراء الكرام ، إسمحوا لي ان يكون مقالي هذا عن موضوع لا يجرؤ الكثيرون على الكتابة عنه سواءً بسبب الخوف ، او المجاملة ، او التغاضي عن قصد ، او الإحجام عن فضح السلطة الفلسطينية بكشف المستور من خياناتها التي لا يمكن حصرها .
أستغرب لماذا لم يتحدث أحد ويلوم السلطة الفلسطينية ، ويخوّنها في الكثير من أفعالها التي تكشف عمالتها ؟ وهنا سوف أسرد ثلاثة أحداث وقعت خلال الأيام القليلة الماضية :—
١ )) الحدث الأول والأخطر : — تم نشره في صحيفة ( رأي اليوم ) ، بعنوان :—
[[ السلطة الفلسطينية تنقذ رقبة إسرائيل مجدداً ، وتُعطِّل لجنة دولية للتحقيق في جرائمها . تفاصيل صادمة وقرارات قلبت الرأي العام . كيف جرى ذلك ؟ وما هو الثمن ؟ ومن المسؤول؟ ]] . وجاء في التفاصيل ما يلي :—
أثارت السلطة الفلسطينية حالة جديدة من الجدل وقلبت الرأي العام الفلسطيني عن دور ( سرّي ) جديد لعبته وأبعدت فيه إسرائيل عن نار المساءلة الدولية ، بعد ان كانت قاب قوسين او أدنى من فتح تحقيقات دولية كبيرة ضد جرائمها التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني على مدار سنوات طويلة . القضية الجديدة التي أثارت جدلاً واسعاً عندما أسقطت السلطة الفلسطينية صلاحية التحقيق من مشروع قرار للأمم المتحدة للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية والتي كان من شأنها فضح الإحتلال وممارساته أمام العالم . التقرير الذي نُشر بصورة تفصيلية على موقع ( ميديل إيست ) البريطاني ، ولم يصدر اي نفي من السلطة الفلسطينية حتى الآن . وكشفت ان السلطة منعت إنشاء آلية أُممية للمساعدة في التحقيق بالجرائم الإسرائيلية المرتكبة في الأراضي المحتلة .
تصوروا ايها القراء الكرام ، العالم الحرّ بكامله سعى لتشكيل هذه اللجنة الدولية للتحقيق في جرائم العدو غير المسبوقة في التاريخ الإنساني وإدانته . والسلطة — صاحبة القضية ، والممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين — تنقذ العدو من هذا الإستحقاق الإنساني وتعطل عمل اللجنة . هل هناك اكبر من هكذا خيانة لأعدل قضية في تاريخ البشرية ؟ تصوروا معي لو ان قُطراً عربياً قام بنفس الفعل الخياني للقضية ، لقامت الدنيا ولم تقعد . ولتم تسيير المظاهرات ، والمسيرات ، والإحتجاجات ، وتجريح مواطني ذلك القُطر ، ولتم إتهام المسؤولين والشعب بأجمعة بالخيانة .
٢ )) الحدث الثاني :— قيام مجموعة كبيرة من عناصر منظمة فتح بإعدام شاب فلسطيني بتهمة إنتمائه الى حماس !؟ يعني الإنتماء الى حماس يعتبر تهمة وجريمة تستوجب الإعدام عند منظمة فتح ووجهها القبيح المتمثل في السلطة . حيث تم إقتياد الشاب في الشارع العام بالقرب من احد الجدران ، وهو محاط بالمسلحين ، واحدهم يقول له حرفياً : ( خلي حماس تنفعك ) ، والشاب يُقسم بأغلظ الأيمان ، ويقول مكرراً جملة واحدة حرفياً : (( والله إني ما أنا من حماس )) . وما تقشعر له الأبدان ان الإعدام تم بشكل وحشي ، غوغائي ، دون محاكمة ، وتم إطلاق عدة صليات عجزت عن إحتسابها لكنني أُقدّر انها ربما زادت عن مئة طلقة ، لأنني أعرف ان مخزن بندقية الكلاشينكوف سعته ( ٣٠ ) طلقة ، ويمكن تركيب مخزن بسعة ( ٤٠ ) او ( ٧٥ ) طلقة . كيف يتم إعدام شاب فلسطيني بهذه الوحشية والغوغائية !؟ أليس لديكم قضاء ؟ إذا كان الإنتماء الى حماس يعتبر جريمة بالنسبة للسلطة ، الم يكن من الأفضل على الأقل ان تتم محاكمته !؟ الرئيس ياسر عرفات على عِلّاته كان يعتبر حماس معارضة ويتحجج بها عندما كان يتفاوض مع العدو ، كما انه كان يدعمها مالياً .
٣ )) الحدث الثالث :— فيديو لأحد ضباط جيش العدو يقول فيه نصاً : [[ أنا كنت أَسَكِّر كل طولكرم لحالي وانا في الجيش . بس أقول ممنوع التجول ، بَسَكِّر كل طولكرم . وبلاقيش ولا واحد من أزلام هالسلطة العميلة يطخ عليّ طلق ، ليش ؟ لأنه ببقى منسق معاي ، ولأن إبنه بشتغل معي ، نقطة أول السطر ، هظول بشتغلوا تحت سيادة ( الكندرة ) هاي ، انا كضابط من جيش الدفاع .. الخ ]] . راجياً من القراء الكرام ملاحظة نقطتين هامتين ، وهما : الأولى : ان مسؤول السلطة ينسق معه ، وان إبن مسؤول السلطة يعمل مع ذلك الضابط الصهيوني ، يعني الأب وإبنه عملاء للعدو . والثانية : وصفه ان أزلام السلطة — كما سماهم هو — بأنهم يعملون تحت سيادة ( كندرة ) الضابط الصهيوني .
نعتب كعرب أحرار على النظام الرسمي العربي ، ونعتبره متخاذلاً في مواقفه من القضية الفلسطينية عامة ، ومع الإجرام الذي يحدث في غزة خاصة . وهذا العتب في مكانه ، لكن ماذا نقول عن أفعال السلطة الفلسطينية التي سُميت زوراً وبهتاناً بالوطنية مع انها تماهت مع الأهداف الصهيونية ، وأصبحت ذراعاً خائناً ، خبيثاً لتقويض النضال الفلسطيني في الداخل ، وتمكين العدو من تنفيذ كافة مخططاته الإحتلالية لفلسطين .
منطقياً ، وعقلانياً تجد نفسك أحياناً تستسيغ وتتقبل التخاذل الرسمي العربي عندما تتتبع بعض ما يرشح من مواقف للسلطة والمخفي منها أعظم وأخطر بكثير .
هذه السلطة مفروضة على الشعب الفلسطيني المناضل ، المقاوم ، البطل ، الصابر ، الصامد في الداخل . هذه السلطة التي أتى بها مؤتمر أوسلو الخياني عام ١٩٩٣ ، والذي شرعنته وخططت له ووافقت عليه منظمة التحرير الفلسطينية ، التي عدّلت الميثاق الوطني الفلسطيني لتعترف بالعدو ، قبل ان تحصل على اي مكتسب .
ما فعلته منظمة التحرير الفلسطينية ، يذكرني بقصة بدوي كان راكباً ذلوله في الصحراء ، وكان جائعاً ، فرأى أرنباً برياً يرقد في ظل شجيرة ، فأناخ البدوي ذلوله ، وقام بتكسير ( شداد ) الذلول ( لأبناء الكورنفليكس : الشداد هو ما يشبه سرج الفرس لكنه من خشب ) ، وأشعل النار به ، وهمّ باصطياد الأرنب ، ففرت الأرنب وهربت ، وخسر البدوي الأرنب و( شداد ) ذلوله ، وتلطخ وجهه بخيبته .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الخارجية تنعى السفير الأسبق باسم خريس
الخارجية تنعى السفير الأسبق باسم خريس

أخبارنا

timeمنذ 29 دقائق

  • أخبارنا

الخارجية تنعى السفير الأسبق باسم خريس

أخبارنا : نعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ببالغ الحزن والأسى وفاة السفير الأسبق باسم خريس، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى الخميس ٢٢ أيار ٢٠٢٥، بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة الأردن وقيادته الهاشمية. وعمل الفقيد في سفارات المملكة لدى جمهورية جنوب أفريقيا، والجمهورية التونسية، والجمهورية التركية، والجمهورية اللبنانية، والمملكة العربية السعودية، وأستراليا، ورومانيا. نسأل المولى عز وجل أن يتغمّد الفقيد الفاضل بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وزملاءه جميل الصبر وحسن العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون.

المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : في يوم الاستقلال .. هذا هو الأردن وهكذا سيبقى
المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : في يوم الاستقلال .. هذا هو الأردن وهكذا سيبقى

صراحة نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • صراحة نيوز

المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : في يوم الاستقلال .. هذا هو الأردن وهكذا سيبقى

صراحة نيوز ـ عبد الحكيم محمود الهندي تعودنا على مدار ثمانية وسبعون عاماً، أن نحتفل بعيد الاستقلال للمملكة الأردنية الهاشمية، لكن العيد التاسع والسبعون ليس كأي عيد، فهو يأتي علينا والأردن قد خاض كثيراً من التحديات التي كانت في مخيلة وخيال، كثيرين، تضع البلاد على حافة الهاوية، أو لربما تُدخل البلاد في متاهات 'النهاية'، فهؤلاء لطالما كانوا يحلمون ويتوهمون بأن نهاية الأردن باتت 'حتمية' وبأن الأردنيين سيصبحون، في يوم من الأيام، لاجئين ومشردين على حدود البلاد وعلى وجوه العباد، وفي ظل أحلك الظروف وأقساها، وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم أزمات، وفيما المنطقة برمتها دخلت في غياهب متاهات، فقد أثبت الأردن بأنه بلد صنديد، وبأنه بلد الصخرة التي تكسرت عليها كل المؤامرات، وبأن أحلام هؤلاء ذهبت مع الريح، وإلى غير رجعة. في العيد التاسع والسبعون للاستقلال، أثبت الأردن بأنه بلد يحمل كل مقومات الدولة 'المتماسكة'، ولعل أهم تلك المقومات هو ذاك الولاء الحقيقي، وليس الوهمي، للعرش الهاشمي الذي يتربع عليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، فهو ولاء حفرته الأيام، وهو ولاء لطالما جدده الأردني في كل يوم وليس في عيد الاستقلال فقط، وإذ تفصلنا أيام عن عيد الجلوس الملكي، فإن الأردن يحمل ذات العنوان، أردن الأردنيين، وأردن العرب، وأردن الأحرار من كل بقعة في بقاع هذه الدنيا الواسعة الشاسعة، وفي عيد الاستقلال يؤكد الأردن بأنه على قدر الأزمات في الوقت الذي يعمل فيه على حلحلة كل أزمة، لكنه مستعد للمواجهة إذا ما وصلت إليه بوادر أية أزمة، ولعل الدرس الأهم الذي علمه الأردنيون لكل العالم، أن الأردن يصبح أولا عندما تتهدده الأعاصير، وعندما تتكالب عليه مؤامرات الواهمين، فالأردني حينها يرفع هذا الشعار مؤكدا لكل الدنيا بأنه على قدر أهل العزم، حينما يتطلب منه مد يد العون إلى الشقيق والصديق، لكن إن توهم من توهم بأن الأردن ساحة للصراع أو النزاع، فإن الأردني يعود إلى الأرض ليؤكد بأنه حاميها، وبأن لا مجال لأن تمتد إليها يد أي واهم أو خائن أو متطلع إلى فرص لطالما استغلها على حساب الشعوب. في هذا العيد، عيد الاستقلال الوطني الأردني، عيد استقلال بلد الأحرار، نستذكر بأن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، يمثلان الركيزة الأساسية لمستقبل الأردن، وبأن الشعب الأردني هو ابن تراب هذا الوطن المدافع الشرس عنه وحامي حدوده وحامي سماءه ومياهه، فحين 'الشِدة'، يتحول كل أردني إلى جندي خلف قيادته الحكيمة التي لطالما سطرت دروساً وعبر لكل من يعتبر، فالأردن عصياً على كل مؤامرة. في العيد التاسع والسبعين لاستقلال الوطن الأبي، وإذ نرفع آيات التهنئة والتبريك إلى صاحب الولاية، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وإلى ولي عهده الأمين، لنعود ونؤكد بأننا بلد الأمن والاستقرار، وبلد السلام، وبلد التعدد، وبلد القبول بالرأي والرأي الآخر، وبلد الحرية، وبأن الأردن سيبقى على العهد والوعد، وأن منعة الأردن وقوته، قوة لكل القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وبأن الأردن القوي، هو الحصن المنيع لكل الأمة العربية، فهو القلب النابض لهذه الأمة، وهو الساعد الذي يمتد إلى كل من يطلب العون، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

126 رحلة جوية من سلاح الجو الأردني لدعم غزة
126 رحلة جوية من سلاح الجو الأردني لدعم غزة

صراحة نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • صراحة نيوز

126 رحلة جوية من سلاح الجو الأردني لدعم غزة

صراحة نيوز ـ أكد قائد سلاح الجو الملكي الأردني، العميد الركن الطيار محمد فتحي الحياصات، أن سلاح الجو نفذ 126 رحلة جوية إلى قطاع غزة، شملت عمليات إنزال جوي لمواد غذائية وطبية في مختلف مناطق القطاع، وذلك تنفيذًا للتوجيهات الملكية المباشرة. وأضاف الحياصات، خلال مقابلة مع قناة 'رؤيا'، أن سلاح الجو أرسل 16 طائرة مجهّزة بأنظمة GPS لتنفيذ عمليات إنزال دقيقة للمساعدات إلى المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة، بالإضافة إلى تنفيذ 53 رحلة جوية محملة بالمساعدات إلى مطار العريش في مصر تمهيدًا لنقلها إلى القطاع. وأشار إلى أنه تم فتح جميع قواعد ومدارج سلاح الجو لأي دولة ترغب في إيصال المساعدات إلى غزة، مؤكدًا التزام الأردن بدوره الإنساني والدولي في أصعب الظروف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store