logo
قراءة في كتاب محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام (11 _ 15)

قراءة في كتاب محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام (11 _ 15)

التغيير١١-٠٤-٢٠٢٥

قراءة في كتاب محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام
قراءة في كتاب (عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام)، دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس/ ومؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، 2024 (10-13)
بقلم سمية أمين صديق
إهداء المؤلف لكتابه:
'إلى شعوب السودان والإسلام والإنسانية جمعاء، وهي تتوق إلى التحرير والتغيير، فإني أهديكم هذا الكتاب، مستدعياً مقولة المفكر التونسي الدكتور يوسف الصديق: (محمود محمد طه هو المنقذ)'. المؤلف
تناولنا في الحلقة السابقة من قراءتنا في كتاب الدكتور عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام. طرف من محاور الفصل التاسع من الكتاب، وهو بعنوان: محمود محمد طه في الفضاء الإسلامي والكوكبي: الأطروحات الجامعية والندوات والكتب والأوراق العلمية عنه. تمحور الفصل حول راهن التعاطي مع فكر الأستاذ محمود محمد طه، من خلال رصد حجم الأطروحات الجامعية (دكتوراه- ماجستير- دبلوم- بحث تخرج)، والكتب، والأوراق العلمية، والمقالات الصحفية، والندوات، والمحاضرات، واللقاءات الإعلامية (صحافية وإذاعية وتلفزيونية)، والأفلام الوثائقية، والترجمات، التي انجزت عن فكر محمود محمد طه في نحو (34) دولة حول العالم. جاء هذا الفصل، كما أوضح المؤلف، استجابة علمية لأسئلة متكرره طُرحت عليه في بعض المنابر، فقد قال: سألني البعض: هل هناك اليوم اهتمام بفكر محمود محمد طه؟ ولماذا ننشغل بفكر لا يهتم به أحد؟ فلقد نسي الناس الرجل ونسوا فكره وأوصدوا بابه، فلماذا التعب؟. وعبر البعض الآخر، قائلاً: وهل يصلح فكر محمود محمد طه بأن يكون ميداناً للحوار العلمي ومادة لإعداد الرسائل الجامعية؟ كما أشار المؤلف لتساؤلات عديدة وردت في بعض الكتابات وفي وسائل الإعلام، منها، قوله: تساءل المعلق في فيلم: 'أفكار على حبل المشنقة'، الذي بثته قناة الجزيرة الوثائقية عام 2016، فقال المعلق: هل بقي من فكر محمود محمد طه ما يمكن أن يقدم؟ أو أن يدعا له، أم أنه انتهي بمقتله؟ أجاب الفصل عند هذه الأسئلة وغيرها، وفقاً للأسس الأكاديمية، والبراهين العلمية الدامغة. وكذلك وقف الفصل عند الإجابة على السؤال القائل: لماذا يهتم المؤلف بالمجال الأكاديمي؟ وغيره. ولقد قدمنا إضاءات حول ذلك في الحلقة السابقة، واليوم نستكمل الحديث.
لماذا المجال الأكاديمي؟
الأكاديميا و الفهم الجديد للإسلام ساحة التفوق على العلم المادي و بزه و ميدان إجراء المقارنة
صدَّر المؤلف حديثه بما كتبه الأستاذ محمود محمد طه، في العام 1972، حيث كتب الأستاذ محمود، قائلاً: 'التبشير بالإسلام أمر يتطلب أن يكون المُبشر من سعة العلم بدقائق الإسلام، و بدقائق الأديان، و الأفكار، و الفلسفات المعاصرة، بحيث يستطيع أن يجري مقارنة تبرز إمتياز الإسلام على كل فلسفة إجتماعية معاصرة، و على كل دين، بصورة تقنع العقول الذكية'. في تعبير عن أن الميدان الأكاديمي هو ميدان المتخصصين، الأمر الذي يتطلب من الداعية والمبشر بالرسالة الثانية من الإسلام سعة العلم بدقائق الإسلام وبدقائق الأديان والأفكار والفلسفات المعاصرة، وكل هذا ميدانه الفضاء الأكاديمي، حيث العلم المادي التجريبي، وهو أعظم شيء في صدور الناس اليوم. ولهذا فإن الميدان الأكاديمي، عند المؤلف، هو ميدان إجراء المقارنة، وهو ساحة تفوق الرسالة الثانية من الإسلام على العلم المادي التجريبي، وبزه والتفوق عليه. وهذا ما خاطبه المؤلف بقول الأستاذ محمود: 'وحين كانت معجزة الرسالة الأولى من الإسلام هي بلاغة القرآن، فإن معجزة الرسالة الثانية من الإسلام هي (علمية) القرآن.. فإن هذا العصر الحاضر هو عصر العلم.. العلم المادي التجريبي.. هذا هو أعظم شيء في صدور الناس الآن، وسيجئ الحق، في الرسالة الثانية من الإسلام بصورة تشبه هذا العلم، ولكنها تبزه وتتفوق عليه.. وسيذعنون لها، وستستيقنها نفوسهم، وسينقادون لها.. لا يشذ عنها شاذ، ولا يعصي أمرها عاص'.
قدم دكتور عبد الله الفكي البشير، رصداً وتوثيقاً لما يدور في الفضاء الأكاديمي في العالم عن فكر الأستاذ محمود محمد طه، الأمر الذي كشف الاهتمام المتزايد يوماً بعد يوم، بالفهم الجديد للإسلام. وأعتبر عبد الله هذا الاهتمام دليل إثبات، على صحة الإجابة بأن هناك اهتمام مستمر بالفهم الجديد للإسلام و بالسيرة الفكرية لصاحبه، كما أن هذا الرصد قد كشف قصور معرفة الذين يقولون إن الناس قد نسوا فكر 'الرجل و أوصدوا بابه'. ويقول عبد الله عن هذا الرصد أنه يقدم مؤشرات تفيد ببداية توسع الاهتمام الأكاديمي في الفضاء الإسلامي و الكوكبي، و يوضح كذلك الخريطة الجغرافية لذلك التوسع. ويضيف عبد الله: بما أنه غني عن القول إن الفهم الجديد للإسلام دعوة إنسانية لكافة الناس، كما جاء التفصيل في ذلك مع الحديث عن منهجها، و سبل الترقي في مراقيها. كذلك، و لما كانت المفاضلة بين الناس وفقاً للفهم الجديد للإسلام، تكون بالعقل و الأخلاق، و ليس بالدين أو العنصر أو اللون أو الجنس،.. فيكون من البديهي ألا تكون المفاضلة بالمستوى العلمي أو الشهادة الأكاديمية. و ذهب عبد الله ليؤكد بقوله:( ولهذا فإن اهتمامنا بالأكاديمية لا يجئ من تفضيل لها أو إغفال للعلم التجريبي الروحي، و إنما لكونها إحدى آليات العلم التجريبي المادي، الذي هو 'أعظم شيء في صدور الناس الآن' وهو ميدان تفوق الرسالة الثانية من الإسلام عليه، و بزها له بمعجزتها، التي هي علمية القرآن، كما ورد في قول محمود محمد طه. أما عن دور الجامعات وغرضها فقد أورد المؤلف ما جاء في إعلان الحرية الأكاديمية 2005، و الذي صدر عن المؤتمر العالمي الأول لرؤساء الجامعات،جامعة كولومبيا و جاء فيه 'يناط بالجامعات مسئولية حفظ معارف الماضي و نقلها للجيل التالي، و تعليم مواطني و مدرسي و قادة المستقبل، و السعي وراء اكتشاف معارف جديدة و التي من شأنها إما أن تدعم أو أن تدحض ماهو موجود بالفعل من أفكار و معايير. وهذا كله بغرض تعميق الفهم الإنساني و تحسين حالة البشرية '. و يضيف المؤلف أيضاً، أن الأكاديمية هي ميدان التنوير و التكوين، و بناء القدرات للشباب، فضلاً عن كونها مختبر البحث العلمي، الذي هو، كما ورد في بعض التعريفات: 'عبارة عن نشاط علمي منظم يعمل على إستخلاص الإستنتاج. كما يكتسب المجتمع الأكاديمي أهمية من إتساع شرائحه، فهو يضم شرائح مختلفة. وأورد عبد الله تعريف إعلان ليما – الذي كان في ديسمبر 1988، للمجتمع الأكاديمي بقوله: ( المجتمع الأكاديمي) يغطي جميع الأشخاص الذين يقومون بالتدريس و الدراسة و البحث و العمل في مؤسسة للتعليم العالي'.
وعن شريحة الدارسين، الطلاب يقول المؤلف: ( ظل الشباب و الطلاب، الذين هم جزء من المجتمع الأكاديمي، موضع عناية محمود محمد طه و إهتمامه، بل أن دعوته بطبيعتها للشباب، و هي للطلبة بصورة خاصة، كون الطلبة هم 'العتاد للغد' و هم حملة التغيير) يقول عبد الله :( تحدث محمود محمد طه، في العام 1975، قائلاً: 'إن هذه الدعوة بطبيعتها للشباب، للشباب عامة، لسبب هو أن سودان الغد هو سودان الشباب، و ليس سودان الكهول و الشيوخ مثلنا.. و الدعوة هذه للتغيير الكبير الذي يجدد حياة الناس تجديد في الظاهر و في الباطن، أعني في النفس البشرية، و في المجتمع الذي تعيش فيه هذه النفس البشرية'. و أضاف مشيراً لتخصيص دعوته للطلبة مع التعليل لذلك قائلاً:'و هي للطلبة خاصة، لأن الطلبة، هم عتاد للغد، الذي سيحمل هذا التغيير، إلى نهاياته، في الناحية النظرية، و الناحية التطبيقية'. خلص المؤلف إلى أنه على الرغم من أن كل المجالات، و كذلك الإنسان حيث ما كان، ميدان لدعوة الفهم الجديد للإسلام، إلا أن أهمية الأكاديمية بالنسبة للفهم الجديد للإسلام، تأتي من أنها تضم أهم شرائح المجتمع الأكاديمي، وهم الشباب، الطلبة،صوت المستقبل،الذين هم 'العتاد للغد 'الذي سيحمل هذا التغيير إلى نهاياته 'فخصهم الأستاذ محمود محمد طه بدعوته. و ذهب عبدالله ليقول:( كذلك يمثل الميدان الأكاديمي، حيث العلم المادي التجريبي، ميدان للتحدي و المقارنة مع علمية الرسالة الثانية من الإسلام، حتي يتكشف تفوقها على العلم المادي التجريبي وبزها له. يُضاف إلى ذلك، إن طرح الرسالة الثانية من الإسلام في الفضاء الأكاديمي، للتداول حولها، يتيح الفرصة لفحص ثمارها، و إمتحان أفكارها، و معيرة خلاصاتها، مِن قبل أهل التخصص في مختلف المجالات. أكثر من هذا إن الميدان الأكاديمي بالنسبة للمبشر بالإسلام، يمثل المختبر و الميدان لإجراء المقارنة التي تبرز إمتياز الإسلام على كل فلسفة اجتماعية معاصرة، و على كل دين، بصورة تقنع العقول الذكية. كما ورد في حديث محمود محمد طه أعلاه. كما أن إجراء المقارنات بين الرسالة الثانية من الإسلام و بقية الأفكار و الفلسفات الإجتماعية المعاصرة، و الديانات الأخرى، كما دعا لذلك محمود محمد طه، تكون مع المتخصصين و المنتجين للمعارف في تلك المجالات، و لا جدال في أن أكبر ساحات حضور هؤلاء و أهمها هي المؤسسات الأكاديمية.
جاء الرصد الذي قام به الدكتور عبدالله الفكي البشير في (52) صفحة من كتابه، وكان حسب الدول،مع ترتيبها هجائياً. تضمن الأطروحات الجامعية (الدكتوراه و الماجستير و الدبلوم العالي، و بحوث التخرج)، و الكتب التي كانت عن الأستاذ محمود محمد طه أو تعرضت له، و الأوراق العلمية و الفصول في الكتب، و الندوات أو المؤتمرات العلمية التي كانت عنه، و اللقاءات الإعلامية، و الأفلام الوثائقية، و الترجمة لأعماله، أو الأعمال التي كانت حوله، مع ذكر المؤلفين حسب الترتيب الهجائي. كما شمل الرصد ثلاث رسائل جامعية، هي على وشك المناقشة.
نلتقي في الحلقة الثانية عشر، وهي قبل الأخيرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حركة الكيزان وأياديها البيضاء..!!
حركة الكيزان وأياديها البيضاء..!!

التغيير

timeمنذ 6 أيام

  • التغيير

حركة الكيزان وأياديها البيضاء..!!

حركة الكيزان وأياديها البيضاء..!! خرج أمين حسن عمر من جحره الذي لزمه أثناء اندلاع ثورة ديسمبر العُظمى.. والتي قال عنها إنها ليست ثورة بل حركة مصنوعة لا يزيد عدد المشاركين فيها عن ثلاثة آلاف متظاهر.. حسب تقديرات السفراء والخبراء الغربيين الذين حدثوه..!! خرج هذا الرجل بعد انقلاب البرهان وحرب الكيزان ليملأ الفضاء بحواراته وتصريحاته (وإظهار قرفه من السودانيين ومن ثورتهم الباسلة)..! ومن أقواله الأخيرة 'إن الحركة الإسلامية (يقصد حركتهم المُجرمة التي تتبضّع بالدين) تمد أياديها بيضاء لجميع الوطنيين من اجل إعادة أعمار الوطن'..! ..هذا كلام يجعل السلحفاة تستلقي على ظهرها مفطوسة من الضحك.. لو كانت أوضاع الوطن تسمح بمثل هذه الملهاة وسط كل هذا الموت والخراب والدماء..! مسكين هذا الرجل الذي يعيش في كهوف أوهامه ويحاول مخاطبة الحجارة الصُم بأن حركتهم الآثمة التي عملت كل ما في وسعها لتدمير الوطن هي التي تمد أياديها البيضاء لتعيد بنائه…! أي أيادٍ بيضاء..؟! إنها أيادٍ ملطّخة بدماء السودانيين من مشطها إلى رسغها.. ومن عقلة أصابعها إلى مخلع كتفيها.. مروراً بالأربطة والأوتار والزنود والسواعد والمعاصم والكفوف..!! لا جدوى مع هذه الأوهام والأباطيل أن نذكر له (قائمة المذابح والمجازر) التي ارتكبتها حركتهم بحق السودانيين منذ ميلادها الملعون وإلى يومنا هذا..! فتلك جرائم دموية التي لن تمحوها كل مُخرجات وتراكيب هيدروكسيد الصوديوم والبوتاسيوم.. وستظل شاخصة مرصودة في ألواح الأزل والأبد.. من لدن (صحف إبراهيم وموسى).. وإلى نفخ البوق وقيام الساعة..! هذا هو الضلال الذي لا علاج له..! لقد هرب هذا الرجل من أستاذه الترابي صاحب المشروع الخبيث الذي أطلقوا عليه من باب أسماء الأضداد 'المشروع الحضاري'.. والذي وصل بنا إلى الموت والتشريد والنزوح وخراب الوطن طوبة على طوبة.. وأشلاء على أشلاء..!! لقد هرب الرجل من أستاذه الترابي لينضم إلى صف المخلوع.. صف الاستوزار والمناصب وأموال السُحت وصف استباحة الموارد والمرافق والمناصب والتصديقات.! وعندما تداول الناس في أمر الثروات المفاجئة التي هبطت على جماعة المؤتمر (غير الوطني).. وشاهدوا تكاثر إنشاء المدارس الدولارية الخاصة التي اشرأبت بأعناقها على أنقاض المدارس الحكومية والتعليم العام.. تعلّل الرجل في معرض الدفاع عن (ذمم الكاوتشوك) بأنه باع حواشة والده في تفاتيش الجزيرة…! وقتها رد عليه العارفون بأن معنى كلامه هذا أن ثلاثة مزارعين في (تفتيش ود الماجدي أو الماطوري) من الممكن أن يبيعوا حواشاتهم وينشئوا من ثمنها (هارفارد سودانية) في شمال شرق الجزيرة..! حكى الراحل الأثير كمال الجزولي عليه الرحمة في مقالاته الماتعة عن حكاوي أمين حسن عمر وقال إن مقدمة برامج تلفزيونية أجرت مقابلة مع أمين.. وسألته مبدية تعجّبها بأن القوة التي اعتقلت المخلوع البشير بعد اندلاع ثورة ديسمبر وجدت في غرفة نومه (25 مليون دولار أمريكي) بينما الفقر يطحن الناس الشوارع..! يقول الجزولي (فإذا بأمين حسن عمر ابن مخزنجي السكة حديد بعطبرة يبدي دهشته من السؤال ويقول للإعلامية بالحرف الواحد: (كلامك دا كلام مفلسين ساكت.. إنتي قايلة 25 مليون دولار دي كتيرة)..! طبعاً لا مشكلة في عمل والده.. فقد كان مثله مثل السودانيين الكادحين الذين يأكلون لقمة الحلال من عمل أيديهم..! ويعلق كمال الجزولي على ذلك بقوله: (انظر يا رعاك الله كيف تنخفض 'القيمة الدينية' لدى هذا الداعية الإسلاموي بينما ترتفع 'القيمة البنكية')..! ثم يضيف الجزولي أن هذه الواقعة استدعت إلى ذاكرته مقابلة تلفزيونية قالت فيها والدة المخلوع 'الحاجة هدية' عليها الرحمة إنهم كانوا يعانون ضيق العيش في بيت متواضع بحي كوبر.. هي ووالد المخلوع وزوجته وإخوته الطلبة وأسرهم.. وكان دخلهم الوحيد جميعاً مرتب المخلوع.. ثم أضافت قائلة: (إلا اسع أحمدك يا ربي عمر ريّحنا غاية الراحة)..! يقول كمال الجزولي: كان من بين حضور اللقاء التلفزيوني المناضل البجاوي خفيف الظل 'عبد الله موسى' فعلق على حديث والدة المخلوع بقوله: (والله ياخوانا كان كدي الزول دا ليهو حق يعمل انقلاب)..! وهكذا كان انقلاب البرهان (على ذات الوتيرة) حتى يلحق 'بسلفه الصالح' في الانتقام لنفسه وتحقيق أحلامه.. وأضغاثها الموروثة عن والده..! اللهم لطفك.. هل بلغ حظ السودان من السوء أن تضيع أحلام بنيه وبناته وأعمارهم بين هذه الشاكلة من البشر..؟!! قال أمين حسن عمر إن حركتهم تمد أياديها البيضاء من أجل إعمار السودان…!! نكتة غاية في اللزوجة والحموضة؛ وفيها ما فيها من الاستعباط والاستحمار والسماجة.. الله لا كسّبكم..!

من أين نبدأ؟ الحرب والخسائر وإعادة الإعمار في السودان (الجزء الاول)
من أين نبدأ؟ الحرب والخسائر وإعادة الإعمار في السودان (الجزء الاول)

التغيير

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • التغيير

من أين نبدأ؟ الحرب والخسائر وإعادة الإعمار في السودان (الجزء الاول)

من أين نبدأ؟ الحرب والخسائر وإعادة الإعمار في السودان (الجزء الاول) عمر سيد أحمد المقدمة منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، والتي تدخل الآن عامها الثالث، يعيش السودان مأساة إنسانية واقتصادية كبرى. مع استمرار القتال واتساع رقعته، تحولت حياة الملايين إلى كارثة حقيقية. في هذا المشهد المظلم، بدأت تظهر تصريحات وتحركات تتحدث عن إعادة الإعمار، رغم أن الحرب لم تتوقف بعد. من بين هذه التصريحات، ما نقلته تسجيلات متداولة عن اتفاق مزعوم بين القيادة العسكرية السودانية وبعض الجهات المصرية، أشار فيه متحدث مصري إلى أن تكلفة إعادة الإعمار قد تفوق المائة مليار دولار، وأن شركات مصرية ستتولى تنفيذ المشروعات مقابل الحصول على الذهب السوداني. الحديث عن إعادة الإعمار قبل وقف الحرب بشكل نهائي، يبدو ضربًا من العبث. لا سلام، لا استقرار، ولا بناء حقيقي طالما أن صوت الرصاص يعلو فوق صوت الحياة. كما أن الشركات المصرية المُروَّج لها، تفتقر إلى الخبرة الفنية اللازمة لإدارة مشروعات بهذا الحجم [1]. الخسائر الاقتصادية والإنسانية: أرقام مرعبة القطاع الزراعي: العمود الفقري المحطّم كانت الزراعة توفر سبل العيش لنحو 70% من السكان [2]. ومع استمرار الحرب، خرج أكثر من 50% من الأراضي الزراعية عن دائرة الإنتاج، خاصة في مناطق الجزيرة، سنار، النيل الأبيض، كردفان، ودارفور [3]. أدى توقف مشروع الجزيرة، الذي يعد أهم مشاريع الزراعة المروية في إفريقيا، إلى شل إنتاج القطن، الفول السوداني، والقمح. وقدرت الخسائر المباشرة للقطاع الزراعي بأكثر من 20 مليار دولار [4]. القطاع الصناعي: انهيار شامل تركز النشاط الصناعي في السودان سابقًا في الخرطوم وعدد من المدن الرئيسية. ومع تصاعد العمليات العسكرية، تعرض أكثر من 60% من المنشآت الصناعية إلى الدمار الكامل أو الجزئي [5]. قدرت الخسائر المالية للقطاع الصناعي بحوالي 70 مليار دولار، إضافة إلى تفكك سلاسل التوريد وهجرة الكفاءات الصناعية، ما فاقم أزمة البطالة وأدى إلى تعميق الانهيار الاقتصادي [6]. القطاع الصحي: منظومة تنهار شهد السودان انهيارًا شبه كامل للنظام الصحي، إذ توقفت أكثر من 70% من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل أو تعرضت للتدمير [7]. وسط هذا الانهيار، تفشت الأمراض المعدية مثل الكوليرا، الملاريا، وحمى الضنك [8]. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية [9]، فإن السودان يواجه اليوم واحدة من أسوأ الكوارث الصحية في تاريخه الحديث، مع خسائر مادية للقطاع الصحي تتجاوز 13 مليار دولار. تفشي الأوبئة: كارثة صحية موازية تسبب الانهيار الصحي في تفشي واسع النطاق للكوليرا، الملاريا، وحمى الضنك [9]. أدى غياب الرقابة الصحية، وانهيار البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وتوقف حملات التطعيم، إلى انفجار وبائي حاد، تضاعفت معه معدلات الوفيات خصوصًا بين الأطفال وكبار السن. قطاع التعليم: جريمة ضد المستقبل على صعيد التعليم، فقد أكثر من 18 مليون طفل وشاب فرصتهم في التعليم بسبب استمرار الحرب [10]. دُمرت آلاف المدارس أو تحولت إلى معسكرات للنازحين، مما جعل العملية التعليمية مشلولة في معظم أنحاء السودان، مع مخاطر جسيمة بضياع جيل كامل. القطاع المصرفي: ضربة قاتلة تركزت نحو 70% من المراكز الرئسية للمصارف والفروع في الخرطوم قبل الحرب، وقد تم تدمير معظمها أو تعرضها للنهب [11]. أدى هذا إلى شلل النظام المصرفي، وانتشار الاقتصاد الموازي، وانهيار قيمة الجنيه السوداني. قطاع الصادرات: نزيف بلا توقف انخفضت الصادرات الزراعية والحيوانية بنسبة تفوق 80% [12]، بينما ازداد تهريب الذهب والمحاصيل عبر الموانئ السودانية بتواطؤ بعض القيادات العسكرية [13]. الفقر والمجاعة: وجه آخر للخراب تجاوزت نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر 70% [14]. كما يواجه نحو 17.7 مليون شخص خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد [15]، وسط تفشي المجاعة الصامتة في عدة مناطق وانعدام الاستجابة الإنسانية الكافية. معاناة النازحين واللاجئين أدى النزاع إلى تهجير أكثر من 10 ملايين سوداني داخليًا [16]، يعيشون في معسكرات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. كما فر نحو 2 مليون لاجئ إلى دول الجوار مثل مصر، تشاد، جنوب السودان، وإثيوبيا، وسط ظروف قاسية وانعدام للخدمات الأساسية. الإعلام المأجور: صناعة الزيف وتضليل الناس بموازاة الدمار العسكري، ينشط إعلام النظام السابق عبر قنوات ممولة بشكل ضخم لتزييف الحقائق، تغذية الكراهية العرقية، وتشويه الحركات المدنية السلمية [17]. الجزء الثاني يتبع غدا …….

قراءة في كتاب .. محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام (13-13)
قراءة في كتاب .. محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام (13-13)

التغيير

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • التغيير

قراءة في كتاب .. محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام (13-13)

قراءة في كتاب (عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام)، دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس/ ومؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، 2024 (13-13) بقلم سمية أمين صديق إهداء المؤلف لكتابه: 'إلى شعوب السودان والإسلام والإنسانية جمعاء، وهي تتوق إلى التحرير والتغيير، فإني أهديكم هذا الكتاب، مستدعياً مقولة المفكر التونسي الدكتور يوسف الصديق: (محمود محمد طه هو المنقذ)'. المؤلف هذه هي الحلقة الثالثة عشر، وهي الأخيرة، من قراءتنا في كتاب الدكتور عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام. لقد سلط الكتاب الضوء على الفهم الجديد للإسلام، وعلى السيرة الفكرية لصاحبه المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه، فقدم تعريفاً موجزاً من خلال الإجابة عن أسئلة، واجهت المؤلف، كما أوضح، في العديد من دول العالم. لقد ظل الكثير من تلك الأسئلة مطروحاً ومتجدداً، فضلاً عن أسئلة جديدة، وكل تلك الأسئلة جاءت من قبل المثقفين، ومن غمار الناس، في السودان، وفي بعض بلدان العالم الإسلامي. لقد وصف المؤلف كتابه، قائلاً: هذا الكتاب هو نتيجة لتفاعل مع الأستاذات والأساتيذ والباحثات والباحثين والطلاب والقراء، بشأن السيرة الفكرية للمفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه، ومشروعه الفكري: الفهم الجديد للإسلام، الذي هو عندي مشروع بحثي مفتوح ومستمر. وعن ميلاد فكرة الكتاب يقول المؤلف: لقد تبلورت فكرة الكتاب وتعتَّقت عبر رحلة تساؤلات امتدت لنحو عقد من الزمان (2013- 2023). تلقيت هذه التساؤلات في منابر حوارية متعددة، وفي بلدان مختلفة (السودان، مصر، قطر، البحرين، الأردن، العراق، لبنان، تونس، الجزائر، المغرب، أستراليا، ألمانيا، السويد، المملكة المتحدة، وكندا)، وعبر وسائل التواصل المتنوعة. ما بعد سردية رجال الدين 'سردية كسل العقول وتناسل الجهل' 'نحو سردية جديدة قوامها العلم والفكر والأخلاق والمسؤولية الفردية' كما عبر المؤلف من خلال العنوان أعلاه، في أن كتابه يصب في الهدم بالحق لما بُني بالباطل، وهي سردية رجال الدين، السردية التكفيرية، 'سردية كسل العقول وتناسل الجهل'، ليقوم مقامها سردية الاحتفاء بالفكر الحر، وهي سردية تُبنى بالعلم والفكر والأخلاق والمسؤولية الفردية. في تقديري إن هذا الكتاب، ومن واقع تجربتي في القراءة ومن حصيلة الفائدة الكبيرة التي كنزتها، علمياً وفكرياً وروحياً ونفسياً، لا غنى عنه لكل قاريء وقارئة، أو باحث وباحثة عن الحق، أو دارس ودارسة في الفهم الجديد للإسلام، وفي السيرة الفكرية للأستاذ محمود محمد طه. ويكتسب الكتاب قيمته من أنه كان نتيجة لتفاعل الأساتذة والأستاذات والباحثين والباحثات والطلاب والطالبات مع مؤلف الكتاب، من خلال أسئلتهم العديدة والمتنوعة. وتزداد قيمة الكتاب من أن المؤلف قدم إجابات على تلك الأسئلة، استناداً على كتابات الأستاذ محمود وأحاديثه. وقد لخص المؤلف تلك الأسئلة، قائلاً: كان أول سؤال تلقيته هو: ما الجديد الذي أتى به محمود محمد طه في الفكر الإسلامي؟ وما هي أهم مرتكزات مشروعه الفكري؟ واتصلت بعض الأسئلة بموقف محمود محمد طه المصادم للاستعمار، وجاء السؤال هل يفهم من ذلك أن محمود محمد طه جاء للفكر من باب السياسة؟ ثم كيف بدأ محمود محمد طه؟ ولمن قرأ؟ وبمن تأثر؟ كما تكرر السؤال القائل: ما هو موقف محمود محمد طه من التصوف والصوفية؟ وتبع ذلك سؤال يقول: هل رفعت الصلاة والتكاليف الدينية عن محمود محمد طه؟ كما طلب أحد الأساتذة، قائلاً: آمل أن تشمل الاجابة إن كان محمود محمد طه قد بلغ مرحلة من التصوف لا يصلى الصلاة المعروفة، وهذا مما أخذه عليه أعداء الفكرة الجمهورية. وقد أجاب الكتاب عن سؤال الصلاة وعن قصة رفع التكاليف، متى شاعت؟ ومن الذي أشاعها؟ كذلك تكررت الأسئلة مثل لماذا تمت محاكمة محمود محمد طه بالردة؟ ومن ثم الحكم عليه بالإعدام؟ وما هو السبب الأساسي في ذلك؟ ومن هم الذين كانوا وراء تلك المحاكمات؟ وهل كانت هناك أي مساعي لمراجعة حكم الإعدام؟ وإن كان ذلك كذلك، فما هو موقفه من تلك المساعي؟ وتعددت الأسئلة، وكان أكثرها تكراراً، ما الذي يميز محمود محمد طه عن المفكرين؟ وتضمنت الإجابة عن هذا السؤال، رداً على سؤال آخر، يقول: متى بدأ محمود محمد طه؟ وتبع ذلك إجابة عن ثلاثة أسئلة لم تغب عن معظم المحاضرات التي قدمتها، أو الندوات التي شاركت فيها، والأسئلة هي: لمن قرأ محمود محمد طه؟ وهل قرأ لأي من المفكرين الإسلاميين؟ وبمن تأثر من المفكرين؟ هل هناك اليوم اهتمام بفكر محمود محمد طه؟ لماذا ننشغل بفكر لا يهتم به أحد؟ فلقد نسي الناس فكر الرجل، وأوصدوا بابه. هل يصلح فكر محمود محمد طه بأن يكون ميداناً للحوار العلمي ومادة لإعداد الرسائل الجامعية؟ ولماذا الانشغال بالأكاديمية وبدورها في التداول حول فكر محمود محمد طه، وهو فكر للناس كافة؟ وما هو مفهوم الأكاديميا، وهي تعبير عن العلم التجريبي المادي، عند محمود محمد طه؟ وعطفاً على حديث السوفات السبع عن جماعة الهوس الديني، ممثلة في الإخوان المسلمين، هل هناك سند أو نصوص تحمل نفس المعنى قال بها محمود محمد طه؟ ثم وانطلاقاً من دعوته للتغيير، ووفقاً لرؤيته كيف ومتى ستهب رياح التغيير؟ وقد أوضح المؤلف بأن هذه الأسئلة، وغيرها، قد قدم لها إجابات موجزة في حينها، غير أنه آثر التوسع فيها، من خلال فصول هذا الكتاب. وأوضح قائلاً: أسعى في ذلك إلى تعميم الفائدة، فضلاً عن التعبير العملي عن الاهتمام بالمتفاعلين عبر الاستجابة لتساؤلاتهم والاحتفاء بها. ومع ذلك، فإن الكتاب جاء مختصراً، ومضغوطاً بأشد ما يكون الضغط. كما طرح المؤلف، وبكل شفافية وشجاعة، السؤال المؤلم، سؤال الواجب المباشر، سؤال المسؤولية الفردية، والذي يواجه كل فرد بواجبه الفردي، يقول الله تعالى: ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾ ويقول: ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾، ويقول: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾، ويقول سؤال المؤلف: هل يعقل أن ينام الجمهوري والجمهورية من تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه، وكل مثقفة ومثقف حر في العالم، ملء جفونه/ جفونها، والناس من حوله/ حولها تردد في سردية رجال الدين، القائلة: إن محمود محمد طه كافر ومرتد عن الإسلام؟ ألا تستوجب هذه السردية الباطلة، سليلة الكسل العقلي وتناسل الجهل، واجباً ثقافياً، وواجباً أخلاقياً، وواجباً إنسانياً، يجب القيام به؟ ألا تستدعي هذه السردية الكسيحة، والتي ساهم في نسجها واستمرارها بعض السياسيين، والكثير من المثقفين بالصمت والانسحاب من الميدان الفكري، التداعي من أجل العمل على محاصرة الجهل والجهلاء، والتصحيح عبر العقلنة والفكرنة للتشخيص والحوار والمسار. خاتمة الكتاب في صدر خاتمة الكتاب، أورد المؤلف نص للأستاذ محمود محمد طه، كان قد نُشر في العام (1970)، كتب الأستاذ محمود، قائلاً: 'إن حرصي على تكريم الفكر، إنما يستمد أسبابه من اقتناع تام، بأن ليل الجهل قد أخذ ينجاب، وأن نور الفكر قد أخذ ينشر أجنحته المشرقة على هذه الأرض الحزينة، و من ورائها، على هذا الكوكب الحائر'. ثم أستأنف المؤلف، قائلاً: إن هذا الكتاب، و عبر ما قدمه من إجابات موجزة عن بعض الأسئلة التي طُرحت عليه، على مدى عقد من الزمان، في منابر عامة بدول مختلفة، يكشف عن مدى الإنشغال في العالم بفكر الأستاذ محمود محمد طه، و سيرته، و عن مدى إختلاف الأسئلة عما كان عليه الحال في القرن الماضي. جاءت الأسئلة كما يقول المؤلف، من مختلف الشرائح، مثقفين و مثقفات، ومتخصصين و متخصصات، و من الطلاب، ويرى المؤلف أن الإنشغال، كما بدأ له، و كما أفادت الأسئلة، لازال في بداياته، وتفيد الأسئلة أن بعض المعلومات عن الأستاذ محمود محمد طه، لا تزال محجوبة و بعضها الآخر غير مبثوث، و المتداول غير صحيح، بل مناقض لما كتبه و قاله و عاشه. أرجع الكتاب أسباب الحجب و بث المعلومات المغلوطة، إلى السردية التكفيرية التي نسجها وشيعها رجال الدين في الفضاء السوداني و الإسلامي، عبر تحالف ديني عريض، غير مكتوب ولكنه كان مؤيداً سياسياً و مدعوماً مالياًً. كان قوام التحالف:الأزهر و مشايخه، و رابطة العالم الإسلامي، و هيئة علماء السودان، و أساتذة جامعة أم درمان الإسلامية، و جامعة أم القرى بمكة، ووزارة الشؤون الدينية و الأوقاف السودانية، وغيرها من المؤسسات، إلى جانب الفقهاء، و القضاة الشرعيين، و الإخوان المسلمين. وغيرها، من الجماعات السلفية، ورجالات الطائفية و بعض القادة السياسيين، و بعض أعضاء مجلس السيادة، وفي عقد الستينات من القرن الماضى، يقول المؤلف: ومع صمت جل المثقفين، تمكنت السردية التكفيرية في الفضاء الإسلامى، منذ إتهام محمود محمد طه، زوراً و بهتاناً بالردة عن الإسلام عام 1968، وإفتاء الأزهر بلا ورع علمي ووازع أخلاقي، بكفره عام 1972، و الحكم الظالم و الجاهل من رابطة العالم الإسلامي، بردته عن الإسلام، عام 1975، و من ثم تنفيذ حكم الإعدام عليه في يناير 1985، فتغلغلت السردية في المؤسسات الأكاديمية و الإعلامية، و الخطاب الإعلامي، كما أصبحت أمراً محسوماً و مسلماً به في المؤسسات الدينية. و يرى عبد الله، إنه بما أن السردية منافية للحق، و تعبر و ببلاغة عن كسل العقول، و تناسل الجهل، فإننا نشهد اليوم أمام نمو الوعي، و في ظل المعطيات البيئية الإنسانية الجديدة، تبخر السردية ناحية السماء. كما يرى عبد الله إننا الآن، أمام أسئلة متجاوزة لأسئلة الأمس، و أصبحنا نعايش بداية تشكل السردية التصحيحية الجديدة حول محمود محمد طه و هي سردية قوامها العلم و الأخلاق و المسؤولية الفردية. وهي أكبر من كل الأدلة على بداية التحرر من هيمنة رجال الدين ووصايتهم على الفضاء الإسلامي، و على العقول المسلمة. يعضد الفصل التاسع من الكتاب ' محمود محمد طه في الفضاء الإسلامي و الكوكبي'، من حجم التفاعل العلمى مع فكر محمود محمد طه وسيرته. يقول المؤلف: إن حجم التفاعل وتوسعه مع كل يوم جديد، يقدم أنصع برهان على أننا أمام صورة جديدة لمحمود محمد طه في العالم. و هي صورة المنقذ للإنسانية، كما ورد في تعبير المفكر التونسى يوسف الصديق:'محود ممد طه هو المنقذ'. ويشير المؤلف في كتاباته وأحاديثه إلى أن الدراسات عن فكر الأستاذ محمود محمد طه، أصبحت تتدفق وبصورة مستمرة ومتسارعة ومتوسعة في مختلف أنحاء العالم. وأكد المؤلف، ومن خلال متابعته ورصده، كما أشار، بأنه يكاد لا يمر يوم على العالم، إلا وهناك عملاً، على أقل تقدير، بل أكثر من عمل، منشوراً عن فكر الأستاذ محمود محمد طه أو سيرته الفكرية، سواء كان العمل أطروحة جامعية (دكتوراه- ماجستير- دبلوم- بحث تخرج)، أو دراسة علمية، أو كتاب، أو فصل في كتاب، أو مقال، أو ندوة، أو ورقة في ندوة، أو محاضرة، أو حوار إعلامي (صحافي، أو إذاعي أو تلفزيوني)، أو مساجلة، أو ترجمة أو فيلم وثائقي… إلخ. يضيف عبد الله، قائلاً: لما كان الأستاذ محمود محمد طه، داعياً إلى الثورة الفكرية و الثورة الثقافية لإحداث التغيير الجذري، فإن الفصل الثامن، خاطب علاقة الفكر بالواقع من خلال سؤال ينطلق من رؤية محمود محمد طه، وهو : متى و كيف ستهب رياح التغيير؟ أي ماهي الأمور التي يجب توفرها حتى تهب رياح التغيير؟ هذا السؤال المركزي، و قد أجاب عنه الأٍستاذ محمود محمد طه، يتصل بالواجب المباشر، عيش اللحظة الحاضرة، و بالمسؤولية الفردية في العمل، و قد إنصرف الناس عن الواجب المباشر في الفهم الجديد للإسلام، بأسئلة ما بعد اللحظة الحاضرة، فساقتهم للقعود، بدلاً عن تكثيف العمل، كما وجه الأستاذ محمود محمد طه. ويوضح عبد الله، أن الفصل قدم إجابة عن ذلك السؤال استنادًا على آراء الأستاذ محمود محمد طه، و أحاديثه، فالعلم عنده لا ينفصل عن العمل، و العلم في الإسلام معناه العمل، و عنده 'أي علم لا يستتبع العمل فهو علم ناقص'، كما بين الفصل ماهية الواجب المباشر، و تناول الأمور التي حددها الأستاذ محمود محمد طه، وطلب توضيحها للناس، و أضاف قائلاً: كما ورد آنفاً : 'إن هذه الأمور إذا وضحت للشعب فإن رياح التغيير قد هبت، ولن تقف قوة المبطلين أمام الثورة الفكرية و الثورة الثقافية التي نرجوها لهذا الشعب الأصيل و عن طريقه للبشرية جمعاء'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store