
ما الفرق بين 'جماعة الإخوان المسلمون' وحزب 'جبهة العمل الإسلامي و'جمعية الإخوان' في الأردن؟
أعلن الأردن، الأربعاء، حظر جميع نشاطات جماعة الإخوان المسلمين في المملكة وإغلاق مقارها ومصادرة ممتلكاتها.
ويأتي قرار الحظر بعد إعلان الحكومة القبض على 16 متهمين بضلوعهم في 'مخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل المملكة'. وفق ما أعلنت الحكومة، فيما بثت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو لبعض المتهمين يقولون فيها إنهم ينتسبون للجماعة.
وسلطت الأحداث الأخيرة الضوء على جهات ذات علاقة بالحركة الإسلامية في الأردن، مثل جماعة الإخوان المسلمين، وحزب جبهة العمل الإسلامي، وجمعية 'جماعة الإخوان المسلمين'، فما الفرق بينهم؟
جماعة الإخوان المسلمين
تأسست جماعة الإخوان المسلمين في الأردن عام 1946 بالتنسيق مع المرشد العام للتنظيم في مصر حسن البنا، وحصلت على ترخيص رسمي من رئاسة الوزراء الأردنية في حينه.
سبق ذلك تأسيس الجماعة في مصر في عشرينيات القرن الماضي، التي انتشرت لاحقاً في دول إسلامية عدة.
تصف الجماعة الأردنية نفسها بأنها 'جماعة إسلامية دعوية وسطية النهج… تعمل على إشاعة روح الاعتدال في المجتمع ومواجهة التشدد والتطرف والغُلُو'.
وتولي الجماعة في الأردن اهتماماً خاصاً بـ'القضية الفلسطينية'، الأمر الذي عرضها كثيراً للنقد وأثار مطالبات لدى البعض بضرورة أن 'يركز خطاب الجماعة على الأولويات الوطنية بالدرجة الأولى'، وفق تعبير عدة محللين عبر وسائل الإعلام الرسمية.
تقول الجماعة إنها 'تدعم القضايا العربية والإسلامية والإنسانية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني ونضاله العادل في التحرير وإنهاء الإحتلال التوسعي الذي يهدد الأردن ويستهدف الأمة'.
وعن علاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع جماعة الإخوان في الأردن، يقول رحيل الغرايبة رئيس المكتب السياسي السابق لـ'الإخوان المسلمين' في الأردن خلال مقابلة سابقة مع بي بي سي، إن ' التنسيق' بين الحركة والجماعة كان حاضراً في السابق، مستنداً لأن حماس 'كانت جزءاً من تنظيم موحد للإخوان في بلاد الشام' وفق قوله، ويضيف 'عندما نشأت حماس كفصيل فلسطيني مقاوم استقلت عن الإخوان في الإردن' وهو ما تبعه استقلالية ' في القرار وفي إدارة' الشأن الفلسطيني، وفق قوله.
كانت الجماعة لعقود طويلة داعمة للسلطة في الأردن، وسمحت السلطات الأردنية للجماعة بالعمل وممارسة نشاطها في منتصف القرن الماضي خلال فترة تقييد عمل الأحزاب السياسية، فيما رفضت الجماعة ما يُعرف بأحداث 'أيلول الأسود' عام 1970 بين القوات المسلحة الأردنية ومسلحين فلسطينيين في الأردن، و لاحقاً رفضت اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية عام 1994.
وهذه هي الجماعة التي أعلن الأردن الأربعاء، حظر جميع أنشطتها وإغلاق مقارها ومصادرة ممتلكاتها.
ساءت العلاقة مع السلطات بعد احتجاجات 'الربيع العربي' الذي بدأ عام 2011، وتلاه انتعاش للتيار الإسلامي في المنطقة العربية الذي تعرض لتضييق لسنوات طويلة في عدد من دول.
في عام 2020، قرر القضاء الأردني باعتبار الجماعة 'منحلة حكماً' من تاريخ 1953 وذلك 'لعدم قيامها بتوفيق أوضاعها وفقاً لأحكام القانون'.
وكانت قوات الأمن الأردنية أخلت مقر جماعة الإخوان المسلمين في عمان وأغلقته بالشمع الأحمر عام 2016، وبعدها بأيام، أعلنت الجماعة أن السلطات أغلقت 'بالشمع الأحمر' مقار أخرى لها في محافظات مختلفة.
آنذاك، قال الناطق الرسمي باسم الجماعة معاذ الخوالدة لوكالة فرانس برس بعد القرار القضائي: 'الجماعة قائمة ولن تذوب بمجرد (صدور) قرار إداري، نحن لا زلنا نمارس أعمالنا في مقرات بديلة مستأجرة'.
وكانت السلطات الأردنية تغض النظر عن أنشطة الجماعة بعد الحل، وفقاً لما نقلت عدة وكالات إعلامية، فيما قالت وكالة رويترز إن 'الأردن قاوم لسنوات طويلة الضغوط لحظر الجماعة' من دول عربية.
حزب جبهة العمل الإسلامي
يصف الحزب نفسه بأنه 'حزب أردني معارض، وأكبر الأحزاب الأردنية وأكثرها قوة وتأثيراً'.
تأسس الحزب في 1992، وعرّف عن نفسه بأنه 'حزب أردني سياسي إسلامي مستقل ذو مرجعية إسلامية'، ومنذ ذلك الحين أصبح الحزب لاعباً أساسياً في الساحة السياسية في البلاد.
يضم حزب جبهة العمل الإسلامي أكثر من 820 عضواً مؤسساً، بالإضافة لمئات الأعضاء في جميع أنحاء الأردن، وفقاً لموقع الحزب الإلكتروني.
يُنظر للحزب على أنه الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وفق ما قاله مراد العضايلة المراقب العام الأخير للجماعة، عندما كان مسؤلاً في الحزب عام 2015 خلال لقاء تلفزيوني.
'في عام 1992 عندما نشأ قانون الأحزاب أدرك الإخوان… المسؤولية القانونية في العمل السياسي والحزبي … فأنشأوا ذراعاً سياسياً هو حزب جبهة العمل الإسلامي لهذه الجماعة'، يقول العضايلة الذي تولى أيضاً منصب الأمين العام للحزب.
وبعد قرارات حظر الجماعة ومداهمة السلطات مكاتب الحزب ومصادرة وثائق، يوم الأربعاء، قال الأمين العام الحالي وائل السقا إن الحزب 'مستقل استقلالية تامة عن أي جهة أخرى … وليس له علاقة تنظيمية بأي جهة أخرى'.
واحتفظ الحزب الذي يعد أبرز أحزاب المعارضة في البلاد، بوضعه القانوني كحزب سياسي، بعد اعتبار حل الجماعة عام 2016.
ويحظى الحزب بدعم قوي في المدن، وخاصة في المناطق التي يغلب عليها المواطنون من أصل فلسطيني، وفق تحليل لوكالة رويترز.
ومع ذلك ازدادت شعبيته في مناطق العشائر في السنوات القليلة الماضية، بحسب الوكالة ذاتها.
وقاد حزب جبهة العمل الإسلامي عدداً من أكبر الاحتجاجات في المنطقة دعماً لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خلال الحرب في غزة. ويقول معارضو الجماعة إن هذا ساعد في تعزيز شعبية حماس، كما نقلت عنهم وكالة رويترز.
قبل تأسيس الحزب حصل الإسلاميون في انتخابات عام 1989 على 22 مقعداً من أصل 80 في مجلس النواب، وترأس القيادي في الجماعة عبد اللطيف عربيات هذا البرلمان.
وفي 1993 حصل الحزب على 17 مقعداً، في البرلمان، لكنه قاطع الانتخابات النيابية في عام 1997.
وفي انتخابات عام 2003 حصل الحزب على 17 مقعداً برلمانياً، وفي 2007 حاز على 6 مقاعد فقط.
ثم قاطع انتخابات عامي 2010 و2013 احتجاجا على النظام الانتخابي الذي يمنح الناخب صوتاً واحداً لاختيار مرشح واحد ضمن دوائر يفوز بها أكثر من مرشح، وهو النظام الذي يُعمل به منذ التسعينيات، كان هذا الاحتجاج الرئيسي للحزب وفق بيانات رسمية صدرت عنه، إلى جانب اتهامات وجهها 'بتزوير' الانتخابات وفق قوله.
وشارك حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، في الانتخابات النيابية عام 2016 وفاز بـ 16 مقعدا، وأطلق على كتلته اسم 'كتلة الإصلاح'.
وكان عدد مقاعد حزب جبهة العمل الإسلامي عشرة في انتخابات 2020.
وشارك الحزب في الانتخابات النيابية الأخيرة في 2024، وحصل على 31 من 138 مقعداً في مجلس النواب.
ولا يبدو مصير النواب الممثلين للجبهة في البرلمان الحالي واضحاً.
'جمعية سياسية'
في 2013 حدث انقسام في الجماعة مع إنشاء 'حزب المؤتمر الوطني (زمزم)' بمبادرة من أعضاء في الجماعة.
في 2015، وافقت الحكومة الأردنية على منح تيار منشق عن جماعة الإخوان المسلمين كان من أبرزهم المراقب العام السابق للجماعة عبد المجيد الذنيبات، ترخيصاً للعمل كـ'جمعية سياسية'، التي أصبحت تعرف 'بجمعية الإخوان المسلمين'.
لاحقاً، قررت محكمة التمييز وهي محكمة عليا وقراراتها غير خاضعة للنقض أو الاستئناف، أن جمعية الإخوان المرخصة عام 2015 'ليست خلفاً قانونياً لجمعية الإخوان المسلمين المنحلة قانوناً'.
وتأزمت العلاقة منذ ذلك الحين بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطات، واتهمت الحركة الإسلامية السلطات بمحاولة شق الجماعة.
ولا تتبع جمعية الإخوان المسلمين نهجاً معارضاً للحكومة، وتعد جمعية مرخصة لكنها ليست ممثلة في البرلمان.
وفي 2017 أسس المراقب العام السابق لجماعة الإخوان سالم فلاحات حزباً جديداً في الأردن اسمه 'حزب الشراكة والإنقاذ'، والذي تعاملت معه الحكومة كحزب معارض وفق اتهامات من قيادات في الحزب قالوا خلالها إن الحكومة تمارس تضييقاً على عملهم، فيما قالت الحكومة إن الحزب كان يرتكب مخالفات لقانون الأحزاب المعمول به.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 4 ساعات
- ليبانون ديبايت
رغم تشدد نتنياهو... الأجهزة الأمنية تُؤيّد اتفاقاً مع حماس
أفادت القناة "12" الإسرائيلية، اليوم السبت، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن هناك إجماعاً داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، رغم المواقف المتشددة التي يتخذها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وسحبه وفد التفاوض من العاصمة القطرية الدوحة. وأشارت القناة إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، قال خلال مناقشات مغلقة إن الضغط العسكري الأخير على قطاع غزة خلق ظروفاً مناسبة لإعادة الأسرى، داعياً إلى استغلال "نافذة الفرص" التي فُتحت للمضي في الاتفاق، بحسب ما نقلت المصادر. تصريحات زامير ترافقت مع قرار نتنياهو المفاجئ الخميس الماضي بسحب كامل الوفد الإسرائيلي من الدوحة، بحجة رفض "حماس" التنازل عن مطلبها بالحصول على ضمانات أميركية لإنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول". وكان نتنياهو قد أوعز الثلاثاء بعودة كبار أعضاء الوفد، والإبقاء فقط على الطواقم الفنية، قبل أن يأمر الخميس بانسحابهم جميعاً من المفاوضات الجارية في قطر. رغم هذا القرار السياسي، تؤكد التقارير أن الوفد الذي كان مكلفاً بالتفاوض يضم ممثلين عن الجيش الإسرائيلي، الشاباك، ومكتب رئيس الحكومة، ما يكشف عن تباين واضح بين المواقف العسكرية والسياسية في إسرائيل إزاء إدارة الملف. وكان نتنياهو قد صرح الأربعاء الماضي، في مؤتمر صحافي، أن إسرائيل منفتحة على وقف إطلاق نار مؤقت، لكنه شدد على رفض أي التزام بوقف دائم للحرب، وهو ما ترفضه حركة "حماس" بشدة، التي تطالب بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وضمانات دولية لإنهاء الحرب نهائياً. التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن نحو 24 أسيراً إسرائيلياً ما زالوا على قيد الحياة داخل غزة، وتسعى تل أبيب، وفق القناة "12"، إلى إطلاق سراح عشرة منهم في مرحلة أولى ضمن أي اتفاق محتمل. وتأتي هذه التطورات بينما كانت العمليات العسكرية الإسرائيلية قد استؤنفت في 18 آذار الماضي، بعد توقف مؤقت بموجب هدنة بوساطة مصرية-قطرية-أميركية، في ظل تعثر المرحلة التالية من المفاوضات.


المنار
منذ 5 ساعات
- المنار
الفصائل الفلسطينية في سوريا… كيف شكّلت احدى المفاتيح نحو إقرار واشنطن رفع العقوبات؟
في البيت الأبيض يجري تحضير 'خارطة طريق' لرفع العقوبات الأمريكية عن سوريا تنفيذاً لما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 13 أيار/مايو بعد وساطة السعودية، وهو ما تضمن البدء بإعفاءات قصيرة الأجل، على أن يرتبط التقدم في تخفيف العقوبات ورفعها التام بشروط أساسيّة جددتها الإدارة الأمريكية، من ضمنها: 'تفكيك الجماعات الفلسطينية المسلحة في سوريا' إلى جانب الانضمام لاتفاقات 'أبراهام' وتسلُّم سجون 'داعش' الواقعة تحت سيطرة قسد. قُبيل إعلان ترامب وقف العقوبات بحق سوريا، شهدت الإدارة الأمريكية انقساماً حول كيفية التعاطي مع الإدارة السورية الجديدة. ففي حين ذهب المستوى العسكري لتصعيد الخطاب ضدها، كان المستوى السياسي يمضي في مدّ جسور التفاهم مع الإدارة عبر أول زيارة أمريكية لسوريا التقى فيها أحمد الشرع، قبل أن ينصِّب نفسه رئيساً للبلاد، مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف فيما بدا أن الشرع أكثر قرباً من تلبية الشروط الأمريكية بدقة، ولا سيما في ملف الفصائل الفلسطينية المتواجدة في سوريا والتي تواجه واقعاً جديداً يتماهى مع المشروع 'الإسرائيلي' في المنطقة ككل. بالرغم من ذلك، يصطدم ذلك الواقع بتحديد طبيعة الجماعات التي تصنّفها الولايات المتحدة كـ 'إرهابية'، وكيفية إعلان إبعادها، بحسب ما تذهب إليه وكالة 'أسوشتييد برس'. في هذا التقرير، نستعرض معلومات خاصّة حصل عليها موقع المنار حول واقع الفصائل الفلسطينية في سوريا، وبعض الإجراءات التي تعرّضت لها هذه الفصائل في ضوء 'الاستحقاقات' المُلحّة التي ترى دمشق في تحقيقها خطوة نحو 'شرعية السلطة المشروطة'. في الثالث من أيار/مايو أقدمت السلطات السورية على اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة، طلال ناجي، لأسباب لم يُعلن عنها حتى اللحظة، قبل أن يتم إطلاق سراحه بوساطة قادتها حركة 'حماس' عبر خالد مشعل. وتولت الحركة ايضاً ملف تنسيق التواصل بين دمشق وبقية الفصائل بعد سقوط النظام، علماً أن الجبهة قد فككت معسكراتها بعد ذلك. في ذات السياق، جرى قبل ذلك اعتقال مسؤول الساحة السورية في حركة الجهاد الإسلامي خالد خالد، ومسؤول العمل التنظيمي ياسر الزفري، بعد عودتهم من العراق، بحسب مصادرنا، وكانت الحركة قد طالبت في بيان لها 'بالإفراج عنهم' مشيرةً إلى عدم اتضاح أسباب اعتقالهم. جاءت هذه التطورات بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدمشق، والاتفاق على نقاط لم يُعلن عن معظمها، في حين دلّت عليها إجراءات السلطات السورية بحق الفصائل بعد تلك الزيارة. وبحسب مصادرنا، تضمن اللقاء عرضاً لبيع ممتلكات 'منظمة التحرير الفلسطينية' لسوريا وتسليمها إياها. هذا وتضيف المصادر، أن وجود حركة الجهاد الإسلامي في سوريا مشروط بانضمامها لمنظمة التحرير، وهو ما رفضته الحركة مباشرةً. فيما يخص حركة 'فتح الانتفاضة' المنشقة عن 'فتح'، داهمت قوات 'الأمن العام' في وقت سابق منزل 'أبو حازم زياد الصغير'، وحققت معه فترة 3 ساعات بعد أن صادرت مكتبه في ساحة التحرير بدمشق، واستحوذت على وثائق بحوزته، قبل إصدار اللجنة المركزية للحركة قراراً بإنهاء مهامه، ليليها بعد ذلك إعلانه هو بنقل الأمانة العامة للحركة إلى بيروت. ويصف المصدر تعرّض الحركة لـ 'هزة كبيرة' إثر الإجراءات التي تعرضت لها. وفي سياق المسلسل نفسه، لم تعتبر الإدارة السورية الجديدة تنظيم الصاعقة – البعثيين الفلسطينيين خطراً، وهذا ما أرجعته لعدم تواجد أمينه العام 'محمد قيس' على رأس المسؤولية أيام معارك مخيم اليرموك. مع ذلك صادرت مكاتب التنظيم وأمواله وطالبت بإعادة تشكيله بعد إعلان حل حزب البعث ومصادرة أصوله، إلى أن وصل الأمر، بحسب مصادرنا الخاصة، لإلغاء اسم 'البعث' من معرّفات التنظيم الرسمية وفصل أمينه العام 'محمد قيس' ونقل مقر الأمانة العامة لرام الله لتكون جزء من منظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما يعني، القبول بعملها في سوريا وفق الشروط التي اتفق عليها عباس – الشرع في لقائهما. ويفيد مصدر مطّلع أنّ السلطات السورية حققت مع د.طلال ناجي ثلاث مرات ووضعته تحت الإقامة الجبرية في منزله قبل اعتقاله في أيار/مايو الجاري، دون أن يُستبعد ترحيله من سوريا، في حين سلّمت الجبهة معسكراتها، وتتحضّر لإمكانية مصادرة مستشفى تعود أصوله لها. مع جبهة النضال الشعبية، كان الموقف أقل تشدّداً، بعد وساطة أدّاها مشعل للتنظيم، لكن ذلك كان قبل شباط/فبراير الماضي، إذ صودر منزل الأمين العام للجبهة 'خالد عبد المجيد'، إضافةً للمكتب المركزي للجبهة في دمشق ومثيله في مخيم اليرموك، قبل إعادة افتتاح المكتب المركزي في المزرعة بدمشق، ألحقته السلطات بطلب تقدَّم للمكتب السياسي للجبهة، يتضمن فصل الأمين العام، لكن الأخير كان قد قدّم استقالته وأحالَ الأولوية للجنة الجبهة في دمشق وبيروت.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 8 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
"صراع الخطوط الحمراء".. 4 ملفات تهدد الاتفاق النووي بين إيران وأميركا
عقدت إيران والولايات المتحدة، الجمعة، في روما جولة خامسة من المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني، وغادر وفدا البلدين من دون إحراز تقدم ملحوظ، لكنهما أبديا استعدادهما لإجراء مباحثات جديدة. ورغم الحديث عن تقدم في المفاوضات إلا أن نقاط خلاف ما زالت مستمرة حول الملف النووي الإيراني رغم وساطة سلطنة عمان. التخصيب يشكل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيسي. تشتبه الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدو اللدود لإيران والتي يرى الخبراء إنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، بنية طهران امتلاك سلاح نووي. لكن طهران تنفي أي طموحات نووية عسكرية. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخصب اليورانيوم راهنا بنسبة 60 في المئة، متجاوزة إلى حد بعيد سقف 3.67 في المئة الذي نص عليه اتفاق 2015 النووي مع القوى الغربية الكبرى، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018، ورداً على الخطوة الأمريكية، أعلنت إيران أنها غير ملزمة بعد اليوم بمضمون الاتفاق. ويعتبر الخبراء أنه ابتداءً من 20 في المئة، قد يكون لليورانيوم استخدامات عسكرية، علماً أن التخصيب ينبغي أن يكون بنسبة 90 في المئة للتمكن من صنع قنبلة. والأحد، صرح الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يترأس وفد بلاده في المباحثات مع طهران، أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لايران بأن تملك ولو واحداً في المئة من القدرة على التخصيب. وتؤكد إيران أن قضية التخصيب "خط أحمر" بالنسبة إليها. وقال الباحث في مركز السياسة الدولية في واشنطن سينا توسي، إن محادثات الجمعة أبرزت "صراع الخطوط الحمراء، التي يبدو أنه لا يمكن تحقيق تقارب في شأنها". "مواقف متناقضة" تصر طهران على أن تنحصر المحادثات بالمسألة النووية ورفع العقوبات عنها، جاعلة من ذلك مبدأ غير قابل للتفاوض. وفي 2018، اعتبر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق الدولي حول النووي مدفوعاً في شكل جزئي بعدم وجود إجراءات ضد برنامج إيران البالستي الذي ينظر إليه كتهديد لإسرائيل حليفة واشنطن. وفي 27 أبريل (نيسان)، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الولايات المتحدة إلى بلوغ اتفاق يحرم في الوقت نفسه إيران من أي قدرة على تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ. واستبق محللون الأمر بالقول إن هذا الموضوع مطروح على جدول أعمال المباحثات، وكذلك دعم إيران لما يسمى "محور المقاومة" الذي يضم تنظيمات مسلحة معادية لإسرائيل أبرزها حزب الله في لبنان وحركة حماس الفلسطينية في غزة والمتمردون الحوثيون في اليمن. ولا تخفي إيران استياءها من مطالب "غير عقلانية" من جانب الولايات المتحدة، فضلاً عن شكواها من مواقف متناقضة لدى المسؤولين الأمريكيين. وقال وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الشهر الفائت: "إذا واصلنا سماع مواقف متناقضة، فذلك سيطرح مشكلات بالنسبة إلى المباحثات". عقوبات تندد إيران بموقف واشنطن "العدائي" بعدما فرضت عقوبات جديدة عليها قبل العديد من جولات التفاوض. وفي هذا السياق، استهدفت الخارجية الأمريكية الأربعاء، قطاع البناء بحجة أن بعض المواد تستخدمها إيران في برامجها النووية والعسكرية والبالستية. ورأت الدبلوماسية الإيرانية أن "هذه العقوبات تثير تساؤلات حول مدى جدية الأمريكيين على الصعيد الدبلوماسي". مع نهاية أبريل (نيسان)، وقبل الجولة الثالثة من المباحثات، فرضت واشنطن أيضاً عقوبات على قطاعي النفط والغاز في إيران. الخيار العسكري في موازاة دعوته القادة الإيرانيين بإلحاح إلى التوصل لاتفاق، يتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقصف إيران إذا فشل المسار الدبلوماسي. والجمعة، حذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، من أن "أي توغل للولايات المتحدة في المنطقة سيؤول بها إلى مصير مماثل لما واجهته في فيتنام وأفغانستان". ونقلت شبكة سي إن إن الثلاثاء عن العديد من المسؤولين الأمريكيين، أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية. وحذرت طهران من أنها ستحمل واشنطن مسؤولية أي هجوم إسرائيلي. وذكر موقع أكسيوس الأمريكي أن ستيف ويتكوف أجرى مشاورات مع مسؤولين اسرائيليين الجمعة، سبقت الجولة التفاوضية الخامسة. وكتبت صحيفة كيهان الايرانية المحافظة المتشددة السبت، أن "التنسيق بين ترامب ونتانياهو يفضي إلى مأزق في المفاوضات". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News