
فوضى الإعلام الرقمي في الأردن: غياب هيئة الإعلام وحضور التضليل تحت غطاء التسويق'
يشهد الفضاء الرقمي في الأردن حالة متزايدة من الفوضى الإعلامية، وسط غياب فعّال لدور هيئة الإعلام، وتفاقم ظواهر التضليل واغتيال الشخصية، وكل ذلك يجري غالبًا تحت غطاء قانوني يتمثل في 'شركات تسويق رقمي' مرخصة، تمارس نشاطًا إعلاميًا بحتًا دون رقابة حقيقية.
إعلام بلا تنظيم.. وهيئة بلا موقف
رغم أن هيئة الإعلام هي الجهة الرسمية المنوطة بتنظيم المحتوى الإعلامي في المملكة، إلا أن حضورها على الساحة الرقمية يكاد يكون غائبًا. منصات مثل 'فيسبوك' و'تويتر' و'تيك توك' أصبحت أدوات يستخدمها البعض لبث الإشاعات، وتأجيج الرأي العام، وتنفيذ اغتيالات معنوية ممنهجة، في ظل غياب أي رقابة واضحة أو مساءلة قانونية.
الأخطر من ذلك، أن العديد من هذه الصفحات والمحتويات المضللة تصدر عن شركات تسويق مرخصة، تستغل الترخيص التجاري لممارسة عمل إعلامي دون الالتزام بأي معايير مهنية أو أخلاقية.
صناعة التضليل بالإعلانات
في واقع جديد أصبح فيه الإعلان سلاحًا، تُستخدم أدوات التسويق الرقمي للتأثير على الرأي العام وتصفية الحسابات. إعلانات ممولة على 'فيسبوك' و'إنستغرام' تظهر بصورة جذابة، لكنها تحمل في طياتها رسائل تحريض، تشهير، أو تضليل ممنهج.
هذه الإعلانات تمرّ من تحت أعين القانون، لأنها صادرة عن جهات مرخصة، رغم أن المحتوى في جوهره لا يمتّ للتسويق بأي صلة، بل يتعدى إلى ممارسة عمل إعلامي غير مشروع، دون رقيب أو حسيب.
الضحية: الثقة والمجتمع
في خضم هذا المشهد، تُفقد المعلومة مصداقيتها، ويتحوّل الجمهور إلى متلقٍّ فريسةً لخطاب مليء بالتحامل والكذب والتلاعب. الإعلام المهني يُستبعد، وصوت الحقيقة يُغرق في طوفان من المعلومات المضللة. الثقة في المنصات تهتز، وتضعف قدرة المجتمع على التمييز بين الصحيح والمغلوط.
أين العدل يا هيئة الإعلام؟
هنا يُطرح سؤال مشروع: أين دور هيئة الإعلام في ضبط هذه الفوضى؟
لماذا تُترك شركات التسويق الرقمي تمارس عملًا إعلاميًا دون أي إطار رقابي أو أخلاقي؟
أليس من واجب الهيئة أن تُميّز بين التسويق التجاري والإعلام الجماهيري، وتفرض على كل جهة تشتغل بالإعلام الرقمي الالتزام بضوابط المهنة؟
غياب الهيئة عن هذا المشهد، أو اكتفاؤها بموقف المتفرج، يسمح بترسيخ مناخ إعلامي مريض، يهدد السلم المجتمعي، ويغتال القيم الأخلاقية والمهنية التي يجب أن تحكم الإعلام.
خاتمة
ما نشهده في الأردن من فوضى إعلامية رقمية ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل أزمة متكاملة الأركان، تهدد النسيج المجتمعي، وتضع مؤسسات الدولة أمام مسؤولياتها.
لا يمكن القبول بأن تتحول أدوات الإعلان إلى منصات اغتيال معنوي، وأن تظل الرقابة غائبة عن مسرح بهذا الحجم من التأثير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ 5 ساعات
- جو 24
اتهام "سوزي الأردنية" بغسل 15 مليون جنيه في عقارات بالقاهرة
جو 24 : كشفت وزارة الداخلية المصرية، تفاصيل القبض على صانعة المحتوى المعروفة بـ"سوزي الأردنية"، بتهمة غسل أموال قدرت بنحو 15 مليون جنيه، عبر نشاط مخالف للقانون على "تيك توك". قالت الداخلية في بيان شاركته على منصة "فيس بوك" صباح اليوم الأربعاء: "في إطار جهود مكافحة جرائم غسل الأموال وتتبع أموال الأنشطة الإجرامية، تمكن قطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة بالتنسيق مع الجهات المختصة من اتخاذ الإجراءات القانونية ضد صانعة محتوى مقيمة بدائرة قسم شرطة المطرية بالقاهرة، بعد ثبوت قيامها بغسل مبلغ يقدر بحوالي 15 مليون جنيه". وأضافت البيان "جاء ذلك إثر نشاطها غير المشروع في إنشاء وإدارة صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، استخدمتها في نشر مقاطع فيديو تتضمن اعتداءً على قيم ومبادئ المجتمع بهدف زيادة نسب المشاهدات وتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة، بالمخالفة للقانون". تتصاعد وتيرة المواجهة بين السلطات المصرية ومنصة "تيك توك" بعد سلسلة توقيفات طالت عدداً من صناع المحتوى، وسط اتهامات تتراوح بين التحريض على الفسق ونشر أخبار كاذبة، وصولاً إلى حيازة مواد مخدرة وأسلحة. وتابع بيان الوزارة أن المذكورة حاولت إخفاء مصادر الأموال وتحويلها إلى أموال ذات صبغة شرعية من خلال شراء وحدات سكنية، في محاولة لإضفاء مشروعية على أموالها المكتسبة بطرق غير قانونية، وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة. ويُعد هذا النوع من القضايا ضمن الملفات المحورية لدى الأجهزة الأمنية، التي شددت على أهمية مكافحة المحتوى الذي قد يؤدي إلى "إفساد أخلاق الأجيال"، بحسب الوصف الرسمي. تابعو الأردن 24 على

سرايا الإخبارية
منذ 5 ساعات
- سرايا الإخبارية
بديرية طلبة تتقدم بقضية ضد مروجي الشائعات إثر أزمة التيك توك
سرايا - قدمت الفنانة بدرية طلبة بلاغًا رسميًا إلى النائب العام ضد حساب على موقع فيس بوك يروّج لشائعات خطيرة عنها خلال الأيام الأخيرة. استغل هذا الحساب الاتهامات المثارة على وسائل التواصل الاجتماعي حول تورط بعض المشاهير في أزمات تتعلق بمحتوى حساباتهم على منصة التيك توك، وادعاءات بشروعهم في تجارة الأعضاء، مما سبب لها أضرارًا نفسية بالغة. تصريحات بدرية طلبة حول ترويج الشائعات أكدت بدرية طلبة أن هناك أشخاصًا يعمدون إلى ترويج الشائعات بهدف زيادة نسبة المشاهدات وتحقيق الأرباح. أشارت إلى أنها حاولت منذ فترة الالتزام بالصمت وتجاهل الأمر، لكنها قررت أخيرًا اتخاذ الإجراءات القانونية بعدما استمر أحد الأشخاص في نشر أخبار مغلوطة حولها. كتبت عبر حسابها على فيس بوك : بجد زودتوها قوي، وأنا سمعت كلام المحترمين، والتزمت الصمت، لكن واضح أن فيه ناس مش عايزة تجيبها البر معايا.. كفاياكم بقي قص ولزق في بوستات وفيديوهات.. راعوا ربنا. لفتت إلى أن بعض الأشخاص نسوا ضميرهم ويفتقدون إلى الخلق، متسائلة عن مدى شرعية الأموال الناتجة من هذه الأفعال، سواء كانت من الفن أو من طرق غير شرعية، محذرة من أن المال الحرام لا يُعتبر حلالًا، خاصة إذا كان مصدره الكذب والافتراءات. تصميم بدرية طلبة على ملاحقة المروجين قانونيًا أوضحت بدرية أنها لن تتراجع عن ملاحقة أي شخص يساهم في ترويج الشائعات عنها، وأكدت أنها لن تنزل إلى مستوى من يروجون للأكاذيب، فهي أكبر من التدوير على الأخبار الكاذبة والكلام الفارغ. شددت على أنها ستقدم بلاغات رسمية ضد من ينشر فيديوهات أو منشورات تتعلق بها، وأن القانون هو من سيأخذ حقوقها وسيحاسب كل متهم. تفاصيل البلاغ القانوني ضد مروج الأخبار المغلوطة تقدم أشرف فرحات، المستشار القانوني لبدرية طلبة، ببلاغ ضد صاحب حساب على فيس بوك متهمًا إياه بنشر مقاطع فيديو لها عبر التيك توك، محاولًا ربطها بقضية تجارة الأعضاء التي طُرحت مؤخرًا، والتي تضمن اتهامات ضد فنانات مثل وفاء عامر، والتي تبين لاحقًا أنها غير صحيحة. تمت ملاحقة مروة ، مروجة تلك المزاعم، وجرى القبض عليها. في بلاغه، ذكر المحامي أن الشخص المروج يسيء إلى سمعة بدرية ويهدد الأمن القومي، كما أنه يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مسيئة، ويروج لأخبار كاذبة عن تجارة الأعضاء، مما يسيء إلى السياحة العلاجية بمصر. لذا، طالب بفتح تحقيق في الواقعة وملاحقة المدعى عليه قانونيًا، مع حفظ حقوق موكلته الحالية والمستقبلية.


خبرني
منذ يوم واحد
- خبرني
بدرية طلبة ترد قانونيا على اتهام تجارة الأعضاء
خبرني - تحرّك قانوني اتخذته الفنانة بدرية طلبة ضد شخص اتهمها علنًا عبر "فيس بوك" بادعاءات كاذبة شملت قضايا تمسّ سمعتها وأمن المجتمع. تقدّم المحامي أشرف سعيد فرحات، وكيل الفنانة المصرية بدرية طلبة، ببلاغ رسمي إلى النائب العام، ضد مالك حساب على موقع "فيس بوك"، يتّهمه فيه بنشر مقاطع مصورة تمسّ بسمعة موكلته وتروّج لمعلومات مختلقة، إلى جانب الزجّ باسمها في سياقات تتعلق باتهامات خطيرة لا تمتّ إليها بصلة. جاء في نص البلاغ أن الشخص المعني دأب على نشر مقاطع فيديو تتضمن مشاهد مقتطعة من ظهور سابق لبدرية طلبة، وربطها بقضية تشغل مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بشخصية تُدعى "مروة"، سبق أن زعمت أنها ابنة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، مستغلًا انتشار هذه القصة لتصوير الفنانة في صورة مسيئة. كما أوضح البلاغ أن المتهم تعمّد بث محتوى وصفه بـ"التحريضي"، يتضمّن اتهامات تتعلق بتجارة الأعضاء البشرية داخل مصر، مشيرًا إلى أن أحد مقاطع الفيديو أظهر الفنانة وفاء عامر أثناء نشاط خيري، ليتم الترويج للمقطع على أنه مرتبط بعمليات غير قانونية، في سعيٍ لربط نشاط فني واجتماعي بادعاءات تمثل مساسًا بالأمن القومي، وتثير القلق داخل المجتمع، فضلًا عن تشويه صورة البلاد خارجيًا، لا سيما فيما يتعلق بمجال السياحة العلاجية. تحقيق فوري وبيان مقتضب وفي نهاية البلاغ، طالب المحامي فرحات بفتح تحقيق فوري مع مالك الحساب، وتطبيق ما ينص عليه القانون في جرائم النشر والإساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى حفظ كافة الحقوق القانونية الحاضرة والمستقبلية لموكلته. وفي أول تعليق لها، نشرت بدرية طلبة عبر حسابها الرسمي على منصة "إنستغرام" بيانًا مقتضبًا جاء فيه: "بجد زودتوها قوي، وسمعت كلام المحترمين والتزمت الصمت، لكن واضح إن في ناس مش عايزة تجيبها البر معايا. كفاية بقى قص ولزق في بوستات وفيديوهات، راعوا ربنا... اتقوا الله، هي فلوس الفن حرام وفلوس الربح من الرمي بالباطل حلال؟".