
دوري أبطال أوروبا نقطة انطلاق لجيل باريس سان جيرمان الجديد
في نشوة الانتصار، استبدل لويس إنريكي قميصه الأسود المميز بقميص كتب عليه "أبطال أوروبا". وكذلك فعل كثيرون غيره.
يغريك هذا المشهد أن تتساءل ما إذا كان باريس سان جيرمان قد طبع هذه القمصان منذ عام 2011، عندما اشترت قطر للاستثمارات الرياضية النادي، واحتفظ بها في خزانة في ملعب "بارك دي برانس" طوال هذه الأعوام.
لقد تحقق الطموح أخيراً في ميونيخ، وبصورة مبهرة، بعد الانهيارات السنوية والفرص الضائعة والأهداف المتأخرة من سيرجي روبرتو وماركوس راشفورد، جاء الانفجار التطهيري بسحق إنترناسيونالي (5 - 0)، وقد أهين أحد الأرستقراطيين الحقيقيين في كرة القدم الأوروبية على يد الأغنياء الجدد الطامحين إلى أن يصبحوا جزءاً من المؤسسة الكروية العريقة.
اتضح أن آرني سلوت كان سباقاً عندما وصف باريس سان جيرمان بأنه أفضل فريق في أوروبا. وعلى مدار الأشهر التالية، توصل كثيرون آخرون إلى النتيجة نفسها.
النادي الذي كان ينهار عند المراحل الحاسمة من دوري الأبطال بلغ ذروته عندما كان الأمر أكثر أهمية، وهذا في حد ذاته دليل على الأثر التحويلي الذي أحدثه لويس إنريكي، فقد تمثلت ثورته الثقافية في إنهاء البحث عن الأسماء الرنانة من الفائزين المجربين، وبناء فريق شاب تمكن من الفوز بدلاً من ذلك.
لكن من الصعب أحياناً التخلص من هوية نادٍ ما، وكان هناك شيء يجسد باريس سان جيرمان تماماً في خسارتهم (1 - 4) أمام نيوكاسل الإنجليزي الموسم الماضي، وأيضاً في هزيمتهم في نصف النهائي أمام بوروسيا دورتموند الألماني، عندما ارتطموا بالقائم والعارضة مرات كثيرة حتى كاد الأمر يتطلب فحصاً للارتجاج، من دون أن ينجحوا في هز الشباك. وشهد هذا الموسم شعوراً مشابهاً، فبعد مرور نحو 50 دقيقة من مباراتهم السابعة في دور المجموعات، كانوا، بطريقة ما، متأخرين بنتيجة (0 - 2) أمام مانشستر سيتي، خارج المراكز الـ24 الأولى، ويواجهون العار المتمثل في أسوأ حملة أوروبية لهم تحت الملكية القطرية.
لكن ما حدث هو العكس تماماً، إذ أصبحت هذه الحملة الأفضل في تاريخهم، لقد كانت مسيرة باريس سان جيرمان في دوري الأبطال الحديث بمثابة تمرين ممتد على الشماتة.
وفي ألمانيا، موطن هذا المفهوم، لم تستطع الروعة المذهلة التي قدمها ديزيريه دوي أن تخفي من كان غائباً، وهو كيليان مبابي.
وليس من قبيل المصادفة أن باريس سان جيرمان فاز أخيراً بدوري الأبطال من دون ليونيل ميسي ونيمار ومبابي، ولم يكن هناك نجم خارق يقود الطريق نحو المجد.
وهذا يعلمنا درساً، إن كان التتويج سيصبح عادة سنوية الآن، فمن السهل التنبؤ بذلك بعد النهائي، لكن مثل هذه التوقعات غالباً ما تنهار مع مرور الزمن.
ففوز مانشستر سيتي في 2023 لم يمهد الطريق لألقاب عدة بعدها، وإذا استعادوا اللقب، فسيكون ذلك بفريق مختلف تماماً.
ففي الأعوام الـ12 الأخيرة، لم يفز بدوري الأبطال أكثر من مرة سوى ريال مدريد.
ومع ذلك، في الوقت الحالي، يبدو باريس سان جيرمان في وضع أفضل بكثير من كثير من المنافسين المفترضين، مثل سيتي وإنتر وبايرن ميونيخ، للاحتفال مجدداً في بودابست الصيف المقبل.
ما يمكن قوله بلا خوف من تناقض، هو أن باريس سان جيرمان يملك من الشباب ما يكفي، وستكون لديه الموارد، وربما ما يستحق التوقف عنده هو أنهم بدوا وكأنهم حولوا أحد أوجه القصور لديهم، سهولة الفوز بالدوري الفرنسي، إلى نقطة قوة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لأعوام، كانت النظرية تقول إن ذلك لا يعدهم بالشكل الكافي لمواجهات القمة في دوري الأبطال، لكن الوقت على أرض التدريب تحت إشراف لويس إنريكي، والقدرة البدنية على اجتياح الخصوم، يمكنه أن يؤدي هذا الدور.
ينبغي لباريس سان جيرمان أن يرى مستقبلاً واعداً في خط وسطه الرائع، فمن المخيف مدى جودة ديزيريه دوي وهو لم يبلغ الـ20 بعد، وإذا تمكن من استخراج مزيد من الأهداف من خفيتشا كفاراتسخيليا الذي يخطف الأنظار، فسيبدو حينها لا يمكن إيقافه، وقد يعني هذا أن التساؤلات ستدور بدلاً من ذلك حول نجمهم غير المتوقع.
فقد جادل لويس إنريكي بأن عثمان ديمبيلي يستحق الفوز بالكرة الذهبية بفضل عمله الدفاعي وحده، لكن بعد تسجيل 28 هدفاً فقط في خمسة أعوام، هل يمكن لديمبيلي أن يكرر موسماً بـ33 هدفاً آخر، أم أن هذا كان لحظة استثنائية لا تتكرر؟
ويظهر نموذج باريس سان جيرمان الجديد من دون مهاجم صريح أن لويس إنريكي، أياً كانت الإجابة، سيرغب في أجنحة قادرة على تبادل المراكز، ولاعبين متحركين قادرين على العمل والمجهود.
وما يساعد أيضاً أن باريس سان جيرمان لم يعودوا يتجاهلون ينابيع المواهب في باريس أو الدوري الفرنسي.
فقد تم التعاقد مع دوي من رين، وبرادلي باركولا من ليون، وقد أثبت ذلك أنه نموذج أعمال أفضل من مداهمة "كامب نو"، باستثناء التعاقد مع المدرب التحويلي، خريج برشلونة، الذي أصبح سابع مدرب يحقق لقب البطولة مع ناديين مختلفين، لقد غير الفلسفة فتوقف باريس سان جيرمان عن التقليد، ووجد طريقه الخاص.
من جهة، ساعدوا في تصحيح خلل تاريخي، فقد كان هذا هو الفوز الثاني فقط بكأس أوروبا لأحد الأندية الفرنسية، ومن جهة أخرى، فهم نادٍ عالمي أفسد تنافسية الدوري الفرنسي، فهو يعد خامس أقوى دوري محلي في أوروبا، لكنه يأتي في المركز الخامس بفارق كبير.
ومع تراجع عائدات حقوق البث التلفزيوني، ومعاناة القنوات من تغطية كلفه، تجد الأندية الأخرى نفسها تحت ضغط مالي، وغالباً ما تجبر على بيع لاعبيها.
ومع ذلك، فإن الانطلاقة الفرنسية في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم جاءت من الأندية الأقل ثراء، فقد خيب باريس سان جيرمان الآمال في دور المجموعات، بينما تجاوزت بقية الأندية التوقعات. ففريق مثل ليل هزم ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، وموناكو تغلب على برشلونة وأستون فيلا.
أما بريست، فقد حصد نقاطاً أكثر من يوفنتوس ومانشستر سيتي، لكنه خسر أمام باريس سان جيرمان بمجموع (0 - 10) عندما انسجم الفريق الباريسي في الأدوار الإقصائية وبلغ مرحلة خروج المغلوب، بعدها وجه باريس سان جيرمان أنظاره عبر القناة الإنجليزية، فأقصى ليفربول وأستون فيلا وأرسنال، ثم أزاح إنتر من الطريق، ليكتمل قوس الانتصار الباريسي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 5 ساعات
- حضرموت نت
ماركينيوس: باريس سان جيرمان نموذج على البرازيل أن يحتذي به
يعتقد ماركينيوس، قائد باريس سان جيرمان، أن ناديه قدّم نموذجًا يُحتذى به لمنتخب البرازيل لتحقيق النجاح تحت قيادة كارلو أنشيلوتي. حقق العملاق الفرنسي ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم، رغم رحيل نجمه كيليان مبابي إلى ريال مدريد. قال ماركينيوس للصحفيين اليوم الإثنين: 'عندما تفوز بلقب، فإنك تُفكّر مليًا. لكن الجميع هنا يعرف لاعبي باريس سان جيرمان اليوم ولاعبي المنتخب البرازيلي، وهم منفتحون للغاية على العمل الجماعي أو الفريق'. وأضاف ماركينيوس: 'هناك مدربون لديهم تفضيلات في أسلوب اللعب، وبعض اللاعبين يتأقلمون بشكل أفضل. رأينا [مدرب باريس سان جيرمان] لويس إنريكي يُصرّح بعد فوزه بلقب [دوري أبطال أوروبا] بأنه يتمنى وجود لاعبين مثل مبابي، سيكون من الرائع وجوده في الفريق، لكن هذه خيارات اللاعبين'. وواصل: 'اختار الرحيل، وبنى لويس إنريكي فريقًا بما لديه من إمكانيات. سيتعين على [مدرب البرازيل] كارلو [أنشيلوتي] أن يفعل الشيء نفسه هنا، وأن يتعرف على لاعبيه ويستغل جودتهم وما يقدمونه لصالح الفريق. كرة القدم تنافسية للغاية، وكل تفصيل صغير مهم عندما يتعلق الأمر بالفوز بكأس العالم أو دوري أبطال أوروبا. وأكمل: 'باريس سان جيرمان كان مثالًا على ذلك، حيث بذل جميع اللاعبين قصارى جهدهم ليصبحوا أبطالًا. والأمر لا يختلف هنا، على الرغم من النتائج'. وأتم: 'كل ما يتطلبه الأمر هو أن يتوافق كل شيء مع فلسفة الفريق وأن يكون المدرب واضحًا بشأن ما يريده. عندما يمتلك جميع اللاعبين هذا الهدف للفريق، يصبح العمل الفردي سهلًا. ركز على العمل الجماعي، وسيتبعه العمل الفردي.'


الرياض
منذ 6 ساعات
- الرياض
إنزاغي مدرباً للهلال حتى 2027
ينتظر أن يوقع الهلال الليلة مع الإيطالي «سيموني إنزاغي» لتولي القيادة الفنية للفريق الأول اعتبارًا من كأس العالم للأندية 2025 وبعقد يمتد حتى نهاية موسم 2027. وكشف الصحفي الإيطالي الشهير «فابريزيو رومانو»، أمس الثلاثاء، أن إنزاغي سيوقع هذا اليوم في باريس عقده مع الهلال ليتولى المهمة رسميًا والتي ستبدأ أمام ريال مدريد في كأس العالم للأندية. وأضاف «رومانو» أن إنزاغي سيحصل على راتب ضخم سنويًا، دون الكشف عن قيمته، فيما كانت تقارير صحفية سابقة أشارت إلى أن المدرب الإيطالي سيحصل على 25 مليون يورو سنويًا.


المدينة
منذ 7 ساعات
- المدينة
إنزاجي مدرباُ للهلال.. أنتر ميلان أعلن رحيله بالتراضي
أعلن نادي إنتر ميلان، أمس الثلاثاء، عن إنهاء العلاقة التعاقدية مع مدربه الإيطالي سيموني إنزاجي بالتراضي، وذلك بعد ثلاثة أيام من خسارة الفريق بنتيجة قاسية (5-0) أمام باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا.وفقًا لتقارير إعلامية إيطالية موثوقة.يأتي هذا القرار تمهيدًا لانتقال إنزاجي إلى نادي الهلال لقيادة الفريق في الموسم المقبل، مع تركيز خاص على بطولة كأس العالم للأندية 2025.ووفقا لما أعلنه إنتر ميلان عبر حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي فقد قدم النادي الإيطالي شكره للمدرب على الإنجازات التي حققها خلال فترة تدريبه التي استمرت أربعة مواسم. خلال هذه الفترة، قاد إنزاجي الإنتر للفوز بلقب الدوري الإيطالي (السيريا آ) مرتين، بالإضافة إلى كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي، لكنه فشل في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بعد الخسارة الكبيرة في النهائي.ووفقًا لصحيفة لاجازيتا ديللو سبورت الإيطالية، أكدت مصادر مقربة من النادي أن إنزاجي اتخذ قراره بالرحيل بعد مفاوضات مكثفة مع إدارة الهلال . كما نشر الموقع الإخباري تقريرًا أشار إلى أن إنزاجي وجه رسالة وداع مؤثرة لجماهير إنتر ميلان، عبر فيها عن امتنانه لدعمهم خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن مغامرته الجديدة مع الهلال ستكون «تحديًا مثيرًا» في مسيرته التدريبية.وتشير التقارير إلى أن نادي الهلال، قدم عرضًا مغريًا لإنزاجي، يتراوح بين 20 إلى 25 مليون يورو سنويًا، لمدة موسمين، مع إمكانية التمديد.ومن جانبه أكد الصحفي الإيطالي الشهير فابريزيو رومانو أكد عبر حسابه على منصة «إكس» أن إنزاجي وقّع بالفعل على العقد مع الهلال، بعد لقاء مباشر مع رئيس النادي، فهد بن نافل، في ميلانو لإتمام تفاصيل الصفقة.