
كريم النهار والواقي الشمسي.. هل يكون أحدهما بديلاً للآخر؟
تشهد سوق مُستحضرات الوقاية من الشمس توسعاً مُستمراً نتيجة المخاطر التي يُسبّبها تعريض البشرة بشكل مُباشر للأشعة الذهبيّة. وهذا ما يُفسّر إقبال المُستهلكين على استعمال الواقي الشمسي وكريم النهار المزوّد بمرشحات شمسيّة، ولكن ما هو الدور الذي يلعبه كل من هذين المُستحضرين وهل يمكن أن يحلّ أحدهما مكان الآخر؟
تتميّز أشعة الشمس بكونها مُفيدة بقدر ما هي مُضرّة، فبفضل أشعتها يقوم الجسم بتصنيع الفيتامين D الضروري لقوة العضلات والعظام ونظام المناعة، ولكن أشعتها الذهبيّة ممكن أن تكون خطرة على الجلد والصحة العامة كونها مسؤولة عن الشيخوخة المبكرة للبشرة، وحروق الشمس، وحتى الإصابة ببعض أنواع سرطان الجلد أما الحماية من مخاطرها فتعتمد على عدم الإفراط في التعرّض المباشر لأشعتها واستعمال مستحضرات مزوّدة بمرشحات شمسيّة في الروتين اليومي.
حلول عمليّة:
يُشكّل كريم النهار المزوّد بمرشحات شمسيّة الخيار المُفضّل لدى عدد مُتزايد من المُستهلكين، نظراً لطابعه العملي وقدرته على ترطيب البشرة وحمايتها في الوقت نفسه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال: هل يؤمّن هذا المستحضر حماية كافية من الشمس؟ أما الجواب فُمرتبط بعدة مُعطيات أبرزها أن عامل الحماية المذكور على المُنتج يتمّ تحديده في المختبرات التجميليّة بعد تطبيق الكريم بسماكة 2ملليغرام للمنتج على كل سنتيمتر مربع من البشرة. وهي كمية أكبر بكثير مما يتمّ تطبيقه على البشرة من كريم النهار، أما نتيجة ذلك فتكون أن الحماية الفعليّة من الشمس التي يؤمنها هذا المنتج أقل بكثير من الرقم المذكور عليه.
يُشير خبراء العناية بالبشرة أن استعمال كريم نهار مزوّد بمرشحات شمسيّة ممكن أن يكون مفيداً في حالة عدم التعرّض المباشر للشمس لأوقات طويلة. أما عند قضاء أوقات طويلة خارجاً والتعرّض المُباشر للشمس فتُصبح الحاجة ضروريّة لاستعمال واقي شمسي وإعادة تطبيقه على البشرة كل ساعتين.
- الواقي الشمسي بدل كريم النهار:
من الاختلافات المهمة بين كريم النهار والواقي الشمسي أن تركيبة الأول تكون مُعدّة كي تخترق مكوناته النشطة الجلد أما في حال احتوائه على مرشحات كيمياوية فهي يمكن أن تخترق الجلد أيضاً ولا تبقى على سطحه حيث يجب أن تلعب دورها الوقائي.
هذا الأمر لا ينطبق على المرشحات المعدنيّة التي تبقى عادةً على سطح الجلد، ولكن نادراً ما يتمّ استعمالها في كريمات النهار بسبب قوامها السميك. أما أفضل الحلول في هذا المجال فيكون بالاحتفاظ بالواقي الشمسي بشكل دائم في حقيبة اليد وتطبيقه على البشرة في حال التعرّض المُباشر للشمس لفترة طويلة، أما كريم النهار المزوّد بعامل حماية من الشمس فيمكن أن يفي بالغرض في الفترات الأخرى.
- الاختلافات والنقاط المُشتركة:
سعت بعض المختبرات التجميليّة إلى تقديم تركيبات مُتطوّرة من الواقي الشمسي، تحتوي على المكونات النشطة نفسها الموجودة في كريم النهار بهدف تأمين العناية والحماية للبشرة، ولكن في هذه الحالة، هل يمكن أن يحل الواقي الشمسي مكان كريم النهار؟
لمعرفة ما إذا كان الواقي الشمسي قابل للحلول مكان كريم النهار، من المهم التمييز بين الصيغتين: يتميّز كريم النهار عادةً بأنه مُستحضر عناية يعمل على ترطيب البشرة وحمايتها من الشيخوخة المبكرة، أما أنواعه المزوّدة بمرشحات شمسيّة فيمكن أن تؤمّن حماية من الشمس أيضاً. ويتميّز الواقي الشمسي بكونه مستحضر حماية أما إضافة مكونات نشطة إليه فيمكن أن تجعله بفعالية كريم النهار. هذا يعني أن الاختلاف بسيط بين كريم النهار المزوّد بمرشحات شمسيّة والواقي الشمسي الغني بمكونات نشطة تعتني بالبشرة.
ويُشير الخبراء أنه في هذه الحالة يمكن الاكتفاء صباحاً بتطبيق الواقي الشمسي الذي يحتوي على مكونات تعتني بالبشرة في الأيام التي لا تتعرضون فيها أوقاتاً طويلة خارجاً، أما إذا كان التعرّض المباشر للشمس كبيراً خلال النهار، فيُصبح من الضروري تجديد تطبيق الحماية كل ساعتين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 5 أيام
- الديار
تنميل اليدين والأطراف… متى يصبح مؤشراً على مرض مُزمن؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُعدّ تنميل اليدين والأطراف من الأعراض الشائعة التي تصيب الكثيرين في مراحل مختلفة من حياتهم، وقد يكون هذا الشعور بالوخز أو الخدر عارضًا مؤقتًا لا يثير القلق، كما قد يكون مؤشرًا على مشكلات صحية أكثر جدّية تستدعي التدخل الطبي. ويكمن التحدي الأكبر في التمييز بين الأسباب البسيطة والعابرة، وبين الحالات التي تتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا مستمرًا. تنميل الأطراف يحدث غالبًا نتيجة اضطراب في انتقال الإشارات العصبية من الأطراف إلى الدماغ، سواء بسبب ضغط مباشر على الأعصاب أو نتيجة لأمراض مزمنة تؤثر في عمل الجهاز العصبي. في بعض الأحيان، يظهر التنميل بعد الجلوس أو النوم بوضعية خاطئة، ما يؤدي إلى انضغاط مؤقت للعصب، سرعان ما يزول عند تغيير الوضعية. لكن إذا تكرر التنميل أو استمر لفترة طويلة، فقد يدل ذلك على مشكلة أعمق. من أبرز الأسباب الشائعة لتنميل اليدين والأطراف هو متلازمة النفق الرسغي، والتي تنجم عن ضغط العصب الأوسط في المعصم، وغالبًا ما تصيب من يستخدمون أيديهم بشكل متكرر في الكتابة أو استخدام الكومبيوتر. ويصاحب هذه الحالة شعور بالخدر، الضعف في اليد، وقد يمتد الألم إلى الذراع. كما يُعتبر السكري من الأسباب الرئيسة وراء التنميل المزمن، إذ تؤدي مستويات السكر المرتفعة إلى تلف الأعصاب الطرفية في ما يُعرف بالاعتلال العصبي السكري. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون التنميل ناتجًا من نقص بعض الفيتامينات الأساسية مثل فيتامين B12، الذي يُعد ضروريًا لصحة الأعصاب. نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى تلف الأعصاب الطرفية، مما يسبب الخدر والضعف في اليدين والقدمين. كما أن مشكلات العمود الفقري، مثل الانزلاق الغضروفي، قد تضغط على الأعصاب الخارجة من النخاع الشوكي، محدثةً تنميلًا في الأطراف يمتد أحيانًا إلى الساقين أو اليدين حسب مكان الإصابة. أما من حيث التداعيات، فإن استمرار التنميل دون علاج قد يؤدي إلى تدهور في القدرة الحركية وفقدان الإحساس بشكل دائم، خاصة في حالات الاعتلال العصبي المتقدم. كما يمكن أن يتسبب بصعوبات في أداء المهام اليومية، مثل حمل الأشياء أو الكتابة أو حتى المشي بثبات. وفي بعض الحالات، يكون التنميل مؤشرًا أوليًا على أمراض عصبية خطرة مثل التصلب المتعدد أو السكتات الدماغية الصغيرة، وهو ما يجعل تجاهل الأعراض خطرًا قد يهدد الحياة. وللوقاية من التنميل أو تقليل حدته، يُنصح باتباع نمط حياة صحي، يتضمن التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات، التحكم في الأمراض المزمنة كمرض السكري، وأداء التمارين الرياضية بانتظام لتحسين الدورة الدموية. كما يُنصح بأخذ فترات استراحة متكررة عند أداء الأعمال المكتبية الطويلة، واستخدام أدوات مريحة لتقليل الضغط على الأعصاب. في الختام، لا ينبغي الاستهانة بتنميل اليدين والأطراف، خاصة إذا كان متكررًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الألم أو الضعف العضلي. فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب قد يمنعان تفاقم المشكلة ويحميان المريض من مضاعفات يصعب علاجها لاحقًا. لذلك، فإن زيارة الطبيب عند ملاحظة هذه الأعراض تبقى الخيار الأمثل لتحديد السبب الأساسي ووضع خطة علاج فعالة.


الديار
منذ 7 أيام
- الديار
ما العلاقة الحقيقية بين الطقس المشمس وفيتامين D؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب الفيتامين D، أو ما يُعرف بـ "فيتامين الشمس"، يعد من العناصر الأساسية التي يحتاج اليها الجسم للحفاظ على صحة العظام والمناعة والعديد من الوظائف الحيوية. وقد ارتبط هذا الفيتامين بشكل مباشر بالتعرض لأشعة الشمس، ما يدفعنا إلى التساؤل: هل يساعد الطقس المشمس فعلًا على إنتاج الكمية المطلوبة من فيتامين D في الجسم؟ علميًا، يُعتبر التعرض لأشعة الشمس، وتحديدًا للأشعة فوق البنفسجية من النوع B (UVB)، العامل الأكثر فعالية لتحفيز الجسم على إنتاج فيتامين D3، وهو الشكل النشط للفيتامين. عندما تخترق هذه الأشعة الجلد، تبدأ سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تؤدي إلى تصنيع هذا الفيتامين في الطبقات العليا من البشرة. لذلك، فالطقس المشمس يُعتبر بيئة مثالية لهذا الإنتاج الحيوي. رغم أهمية الشمس، فإن الأمر لا يتوقف فقط على الطقس. عوامل متعددة تدخل على الخط لتحدد فعالية إنتاج فيتامين D من أشعة الشمس. أولها توقيت التعرض؛ إذ تُعد فترة الظهيرة، أي ما بين الساعة 11 صباحًا و3 بعد الظهر، الأنسب للإنتاج، لأن زاوية الشمس تكون عمودية، ما يسهّل اختراق الأشعة فوق البنفسجية للجلد. ثانيا، لون البشرة يؤدي دورًا حاسمًا. فالأشخاص ذوو البشرة الدكناء يملكون نسبة أعلى من صبغة الميلانين، التي تعمل كـ "واقٍ طبيعي" ضد الأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي تقلل من إنتاج فيتامين D، ما يفرض عليهم البقاء تحت الشمس لوقت أطول مقارنة بذوي البشرة الفاتحة. إنّ الموقع الجغرافي يُحدث فرقًا كبيرًا. فالأشخاص الذين يعيشون في دول تقع عند خطوط عرض عالية (شمال أوروبا، كندا، بعض الدول العربية في الشتاء) يعانون من ضعف الأشعة فوق البنفسجية خلال فصل الشتاء، حتى مع وجود شمس مشرقة. السبب؟ زاوية الأشعة المنخفضة، التي تمنع وصولها الفعّال إلى سطح الأرض. وبالتالي، فإن إنتاج فيتامين D في هذه الحالات يكون شبه معدوم، ما يدفع الأطباء إلى التوصية بالمكملات الغذائية خلال هذه الفترات. إضافة إلى ما سبق، مدة التعرض نفسها تظل عاملًا جوهريًا. بشكل عام، يُنصح بالتعرض لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة يوميًا، بحسب لون البشرة، على أن يكون الجلد مكشوفًا مباشرةً دون حواجز كالزجاج أو الملابس الثقيلة. لكن، وكما هو الحال في كل شيء، الاعتدال هو المفتاح. الإفراط في التعرض للشمس، لا سيما دون استخدام واقٍ مناسب، قد يؤدي إلى أضرار بالغة تشمل شيخوخة الجلد المبكرة، وضربات الشمس، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد. ومن هنا تأتي أهمية التوازن بين الحصول على الفوائد وتجنب الأضرار. الجواب القصير: لا. فهناك فئات قد لا تستفيد من الطقس المشمس كما يجب. كبار السن مثلًا يمتلكون قدرة أقل على تصنيع فيتامين D عبر الجلد. كذلك، الأشخاص الذين يعملون أو يقضون معظم وقتهم في أماكن مغلقة، أو أولئك الذين يغطون معظم أجسادهم لأسباب دينية أو صحية، قد لا يحصلون على ما يكفي رغم توافر الشمس. وفي هذه الحالات، يصبح الاعتماد على المكملات الغذائية أو الأغذية المدعّمة أمرًا ضروريا. في المحصلة، يمكن القول إن الطقس المشمس يشكل عاملًا مهمًا، لكنه ليس كافيًا وحده لضمان حصول الجسم على حاجته الكاملة من فيتامين D. فهناك معطيات أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار، مثل التوقيت، مدة التعرض، نوع البشرة، والموقع الجغرافي. لذا، فإن أفضل نهج هو المزج بين التعرض المتزن للشمس، والمتابعة الطبية، واللجوء إلى المكملات عند الحاجة. العلاقة بين الشمس وفيتامين D هي علاقة قوية، لكنها مشروطة. وبين الحاجة الصحية والخطر المحتمل، تبقى الوقاية والوعي هما السلاح الأهم.


الجمهورية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- الجمهورية
فوائد الهليون الصحية: ماذا يقدّم لجسمك؟
بينما تختلف آراء الناس حول الطريقة المثلى لتناوله، هل يُقطّع بالشوكة والسكين أم يؤكل بالأصابع؟ لا خلاف على فوائده الصحية المتعدّدة. أحد أبرز مميّزاته أنّه غني بالألياف البريبايوتكية، مثل الإينولين، وهي ألياف لا تهضمها المعدة وتصل إلى الأمعاء لتغذي البكتيريا النافعة في الميكروبيوم. هذه البكتيريا، عند تغذِيَتها بالإينولين، تُنتِج مركّبات تقلّل الالتهابات المعوية، ممّا قد يساعد في الوقاية من أمراض مزمنة كالتهاب الأمعاء وسرطان القولون. وتشير أبحاث أولية إلى أنّ ميكروبيوم الأمعاء الصحي يمكن أن يؤثر إيجاباً على الدماغ والمزاج من خلال ما يُعرف بمحور الأمعاء-الدماغ. الهليون أيضاً يدعم صحة العَين، كونه يحتوي على مضادَي الأكسدة اللوتين والزياكسانثين، اللذَين يحافظان على صحة البقعة في شبكة العَين. وتدهور هذه المنطقة مع التقدّم في السن قد يؤدّي إلى التنكّس البقعي، وهو سبب شائع لتدهور البصر. كما يُعدّ الهليون مصدراً جيداً لفيتامين K، إذ توفر 6 أعواد منه حوالي 40 ميكروغراماً، أي نسبة لا بأس بها من الاحتياج اليومي. هذا الفيتامين ضروري لتفعيل بروتينات تجلّط الدم عند الإصابة بالجروح. للاستفادة القصوى من قيمته الغذائية، يُنصح بطهي الهليون بالبخار أو الشوي بدلاً من السلق، لتجنّب فقدان الفيتامينات في الماء. كما أنّ ألوانه المتنوّعة، مثل الأرجواني والأبيض، تعكس اختلافاً في مضادات الأكسدة لكنّها لا تُقلّل من فوائده. أمّا الرائحة القوية في البول بعد تناول الهليون، فهي طبيعية ناتجة من مركّبات تحتوي على الكبريت. وفي ما يخصّ آداب تناوله، فالأهم من الطريقة هو أن تتناوله بالفعل. وللمهتمين بالمذاق، يمكن تجربة أطباق متنوّعة مثل شوربة الهليون والسبانخ، أو الهليون مع الروبيان، أو مشوياً مع الميسو والزيتون، أو حتى نيّئاً في أطباق الحبوب، أو ضمن وصفة دجاج بالكركم.