
يد الله مع الجماعة
الى ولاة امر العرب في قمتهم الطارئة
المهندس البرتغالي انطونيو غوتيريش الامين العام لمنظمة الامم المتحدة اثبت انه نصير للمستضعفين في العالم وهو لا يخاف في قول الحق لومة لائم وفي كلمة متلفزة له وجهها للجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط التي انعقدت يوم الخميس 20/2 في روما طالب فيها "باحراز تقدم لا رجعة فيه" نحو حل الدولتين ووقف اطلاق النار في غزة (معا) ولا ادري اذا كانت مطالبته هذه مجرد صدفة وموجهة للبرلمانيين فقط ام انها رسالة سماء موجهة لولاة امرالعرب في قمتيهم المصغرة الاولى الاخوية التشاورية (بدون ربطات عنق)والتي ضمت دول الخليح مع مصر والاردن وانعقدت الجمعة في الرياض تحضيرا لمؤتمر القمة الموسع الذي سوف يضم كل حكام العرب في قمتهم التي من المفترض ان تكون طارئة وسوف تعقد في القاهرة في الرابع من اذار وهو ما يجعلني اتفائل بان مؤتمر القمة العربي هذه المرة سوف يخرج عن النمطية والروتين الذي تعودنا عليه (استقبال و غداء وعشاء وبيان محضر سلفا وعودة ميمونة لكل زعيم الى ديرته) وبدون اي نتيجة ملموسة تعطي للحدث اي قيمة من اي نوع بما يتناسب مع الحدث وهو الامر الذي خيب امال كل شعوب العرب وجعل من معظم المؤتمرات السابقة ان لم يكن جميعها مجرد لقاء تشاوري سنوي وقرارات مع وقف التنفيذ او بالاخرى غير قابلة للتنفيذ .
لا اذكر انني سبق وكتبت بحرقة عن اي من القمم العربية السابقة كما الان مع انني ما زلت اذكر اول مؤتمر قمة للعرب في سنة 1964 وكنت في حينه صغير في السن ولكني ما زلت اذكر مانشيت الصحيفه التي رايتها عند بائع الصحف وانا في طريقي الى المدرسة "يد الله مع الجماعة" وصورة تجمع بين الراحلين عبد الناصر والملك حسين في حينها رايت في الصورة يد الله ولكني لم ارى الجماعة ولا زلت على نفس الحال دون اي داعللخوض في الذي حصل منذئذ سواء بتحويل وضياع مياه نهر الاردن او باحتلال اراضي لثلاث دول عربية بما فيها باقي الوطن الفلسطيني في حرب سنة 1967 وعلى الرغم من ذلك بقيت الصورة ومانشيت الصحيفة محفور في ذاكرتي الى يومنا هذا.
في اعتقادي ان يد الله ما زالت ممدودة ولكن الجماعة هي المفقودة في ظلهذا الشرخ بين الحكام العرب وشعوبهم والذي ارى فيه السبب لكل ما نحن فيه وعليه كعرب حيث تشرخت لغتنا وهي الاغنى في كل لغات العالم تماما كما تشتتت ثرواتنا لاننا ارتضينا ان تسود لهجاتنا المحلية وتتحول الى لغات وكاننا نتكلم 22 لغة مختلفة وتشرخ تاريخنا ايضا واصبح كل منا يتحدث عن تاريخ ديرته وفي ان ديرته هي اولا (الديرة مصطلح كويتي يعني الدولة)وكاننا اصبحنا ننتمي الى قوميات مختلفة وتشرخ ديننا الحنيف و لم يعد يجمعنا كعرب بعد ان ارتضينا بالسنة والشيعة وبقية الطوائف لتكون احد اسباب خلافاتنا ان لم تكن اساسها ووضعنا حواجز بين الاسلام والديانات التوحيدية الاخرى وذلك على عكس ما اوصانا الله سبحانه في قرآنه الكريمبحق اهل الكتاب الامر الذي شجع العرب من اتباع الديانات الاخرى، المسيحيون العرب هاجروا الى الغرب المسيحي واليهود العرب هاجروا الى الكيان الصهيوني لاننا سلمنا واستسلمنا لبعض اصحاب اللحى من العلماء المنافقين الذين اصبحوا مثل الشعراء في كل واد يهيمون ولا يهممهم من امر الدين غير رضاء السلطان او ولي الامر وما يغدقه هؤلاء عليهم متناسين بان لا قوة في الكون تستطيع المس او الاطاحة بحاكم اذا كان شعبه هو من اختاره (الديمقراطية) بمعنى حكمت فعدلت فامنت فنمت قرير العين.
في مقابل كل ذلك هناك الحركة الصهيونية وهي عدو يتربص بنا جميعا كعرب ويكرهنا جميعا كعرب واساس قوتها انه تمكنت من تحويل الديناليهودي الى قومية عنصرية وتمكنت من صناعة لغة واحدة صهرت فيها ثمانين لغة مختلفة كان يتحدث بها اليهود الذين جاءوا مهاجرين معظمهم من يهود الخزر الى فلسطين من مختلف دول العالم وجمعتهم في كيانهاالاستعماري اصلا و العنصري طبيعة و التوسعي طمعا كونه كيان لا يعترف بالحدود وذلك على حساب الشعب الكنعاني العربي الفلسطينيالذي ما زال يدفع ثمن غالي من الارواح والدم بسبب التشرذم العربي.
مطالبة غوتيريش البرتغالي التي بدأت مقالي فيها هي التي دفعتني لكتابة هذا المقال لاني وجدت فيها كلاما وتوقيتا بمثابة صرخة مدوية لا بد وانها موجهة لحكام العرب قبل ان تكون موجهة لحكام الغرب لان غوتيريش يعلم علم اليقين بان حكام العرب قادرين على تجسيد مطالبته هذه الى واقع هذا لو ارادوا ذلك بعد ان آثروا اوالبعض منهم الاستسلام لقانون الزمن واصبحوا يعيبونه في كل شاردة وواردة مع ان العيب فينا كعرب حكام وشعوب وليس في هذا الزمن لانه وللاسف زمن المرضى النفسانيين من امثال ترمب ونتنياهو وهو ما حدى بي ان اطلق عليه زمن ترمبياهو.
في سياق آخر وربما متصل اود ان اذكر حكامنا بما قاله الله سبحانه بحقنا كعرب في سورة ال عمران وهو "كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" وربما جاءت كلمة كنتم هي الفيصل ولم يقل انتم ليذكرنا بما كنا عليه في الماضي وبما نحن عليه الان من ذل ومهانة وحال يرثى لها بين الامم وذلك بعد حوالي 1446سنة من نزول هذه الاية ومع ذلك وهذه هي رسالتي لولاة امرنا بمناسبة لقائهم القادم في القاهرة بان الله سبحانه ترك لنا الباب مفتوح بمعنى ان نختار بين ان نكون كما كنا خير امة او لا نكون كون الله سبحانه اختار من هذه الامة اخر انبياءه ومن لغتها لغة القرآن وفي هذا السياق اذكر بما قاله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "من سره ان يكون من هذه الامة فليؤد شرط الله منها"، وهل هناك في ذهن اي عاقل شرطا يرضي الله افضل من ان ينتصر حكام العرب لاخوانهم الفلسطينيين الذين يتعرضون لنكبات ابادة واحدة تلو الاخرى وعلى مدار 77 سنة على الرغم من انهم يرابطون بامرمن الله في بيت المقدس واكناف بيت المقدس الذي بارك الله فيه وحوله اولى القبلتين وثالث الحرمين وارض الاسراء والمعراج ومهد السيد المسيح عليه السلام.
ختاما اكرر بان يد الله سبحانه ما زالت ممدودة يا حكام العرب فلا تردوها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ 2 ساعات
- شبكة أنباء شفا
وفد من اتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني وجمعية خريجي جامعة سانت بطرسبورغ في ضيافة السفير الروسي في فلسطين
شفا – استقبل السفير الروسي لجمهورية الاتحاد الروسي المؤرخ غوتشا بواتشيدزه في مبنى السفارة في رام الله وفد من اتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني وعلى راسهم عضو الامانة العامة البروفسور عمر محاميد الذي نقل للسفير، التهاني والتبريكات بمناسبة النصر على النازية وذكرى ثمانين عاما 80 على تحرير الانسانية من الفاشية والهتلرية. وقد اكد بروفيسور محاميد للسفير ان الشعب الفلسطيني يقيم ويثمن الصداقة الروسية الفلسطينية والعربية التي تمتد لمئات السنين وعبر الوفد عن رغبة المثقف الفلسطيني في تعزيز صلات العلم والتاريخ والثقافة مع الشعب الروسي والمؤسسات العلمية الرسمية والجامعات والمتاحف الروسية لحفظ ارشيف فلسطين الغني جدا في مكتبة روسيا. وتألف الوفد من كل من السيد فخري عبد الفتاح والأستاذة فريهان فراح من القدس العضو المناصر للاتحاد والدكتور علاء محاميد من جمعية خريجي جامعة سانت بطرسبورغ. بدوره اكد السفير الروسي غوتشا بواتشيدزه ان جذور العلاقات الفلسطينية الروسية تمتد الى الف عام منذ دخول الاسلام والمسيحية روسيا في القرن العاشر وان موقف روسيا المساند لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس لم يتغير ، ووجود الرئيس الفلسطيني في الساحة الحمراء الى جانب الرئيس فلاديمير بوتين امام العرض العسكري للنصر على النازية تعبير عن عمق هذه الصداقة. هذا واجتمع اعضاء الوفد لاحقا مع مديرة المكتبة الوطنية الفلسطينية الدكتورة سناء موسى ، حيث تم بحث مسالة التعاون مع المؤسسات الروسية لحماية ونقل الارشيف الفلسطيني في روسيا الى فلسطين ، وترجمة الرحلة الروسية والمؤلفات الروسية حول فلسطين في مختلف العهود الى اللغة العربية ومن ثم نشر هذه المؤلفات .


فلسطين أون لاين
منذ 19 ساعات
- فلسطين أون لاين
الحوثي: سنواصل التصعيد دعماً لغزة والمقاومة.. و"إسرائيل" تفشل في ردعنا
اليمن/ فلسطين أون لاين: جدّد قائد حركة "أنصار الله" اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، تأكيده على التزام اليمن الثابت والراسخ بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الجرائم الإسرائيلية المتواصلة لن تُقابل إلا بمزيد من التصعيد في المواقف والعمليات. وقال الحوثي في كلمته الأسبوعية حول مستجدات العدوان على غزة: "نؤكد أن موقفنا الداعم لغزة ومقاومتها هو موقف إيماني وأخلاقي لا يمكن التراجع عنه. وكلما تصاعدت جرائم العدو، تصاعد دعمنا"، مشدداً على أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في كسر الإرادة اليمنية رغم غاراته المتكررة على الحديدة ومحاولاته البائسة للردع. وكشف الحوثي أن اليمن نفذ هذا الأسبوع عمليات نوعية بـ8 صواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيّرة، منها 3 صواريخ استهدفت مطار اللد، ما أحدث تأثيراً مباشراً على حركة الطيران، وأربك حسابات العدو. ولفت إلى أنّ العديد من شركات الطيران "مددت تعليق رحلاتها الجوية إلى فلسطين المحتلة، وذلك ضمن تأثير مهم للعمليات اليمنية". وأشار السيد الحوثي إلى التصريحات الإسرائيلية التي "تبين مدى تأثير العمليات اليمنية، وتبين عجز العدو الإسرائيلي عن ردع الموقف اليمني أو التأثير عليه". وبشأن العدوان الإسرائيلي على الموانئ في الحديدة بـ22 غارة، قال السيد الحوثي إنّ الاحتلال "حاول أن يقدم حالة ردع لإيقاف العمليات اليمنية، لكنّه فشل تماماً". كما أنّ حاملة الطائرات "ترومان" الأميركية "غادرت وهي تحمل عنوان الفشل بخسارة 3 مقاتلات"، وفق ما أكد السيد الحوثي. وفي حديثه عن غزة، قال: "هذا الأسبوع كان من أكثر الأسابيع دموية في القطاع، حيث يرتكب العدو مجازر إبادة وسط مجاعة كارثية وصمت دولي مخزٍ"، داعياً الأمة العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتها والتحرك الفاعل لنصرة غزة ومقاومتها. وانتقد الحوثي مواقف الدول الغربية التي تندد بحوادث فردية بينما تغضّ الطرف عن الإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة، مؤكداً أن ما يجري هو "امتحان إنساني وأخلاقي"، وأن "العدو الصهيوني يعوّض فشله العسكري في غزة بارتكاب مجازر بحق المدنيين". وفي ختام كلمته، دعا الحوثي الشعب اليمني إلى المشاركة الواسعة في تظاهرات الجمعة تضامناً مع غزة، مشدداً على أن استنهاض الأمة وتثبيت الوعي بالموقف من فلسطين هو "أحد أشكال الجهاد في سبيل الله".


شبكة أنباء شفا
منذ 21 ساعات
- شبكة أنباء شفا
عيد استقلال المملكة الاردنية الهاشمية واكبته حرية الشعب في ظل قيادة هاشمية رشيدة ، بقلم : كريستين حنا نصر
عيد استقلال المملكة الاردنية الهاشمية واكبته حرية الشعب في ظل قيادة هاشمية رشيدة ، بقلم : كريستين حنا نصر يحتفل الشعب الاردني بكل فخر واعتزاز بالذكرى 79 لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية، واليوم أرى أن معظم الدول العربية وبشكل خاص بعد استقلالها، تحتفل في كل عام بعيد استقلالها، وها نحن في بلدنا العزيز المملكة الاردنية الهاشمية نحتفل بذكرى عيد الاستقلال في هذه الأيام المباركة الغالية، وعبر تاريخنا الوطني كان الاحتفال بالطبع في ظل الراية الهاشمية ومنذ الذكرى الاولى للاستقلال بتاريخ 25 ايار عام 1946م وحتى اليوم ولله الحمد، وها نحن وبكل اعتزاز نحتفل مع قائدنا ومليكنا الهاشمي حفظه الله، وفي ظل قيادته الحكيمة التي ورث نهجها الاصيل من جده المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين، مروراً بمسيرة الاباء من بني هاشم المغفور لهم الملك طلال بن عبد الله والملك الباني الحسين بن طلال. واليوم اعتقد أننا في أردن الهواشم وبعد مرور أكثر من مائة عام على مئوية المملكة الاردنية الهاشمية ، نلاحظ ومقارنة مع الدول العربية الاخرى التي تحتفل بعيد الاستقلال التي للاسف شهدت عدة انقلابات ومرت بحروب ونزاعات وتقلبات سياسية عصيبة، بأن الاردن حافظ على استقلاله وأمنه الوطني ويستمر بمسيرة العطاء والتنمية بحكمة قيادته ، ومن الواضح أيضاً وبشكل بارز ومشهود له دولياً أن المملكة الاردنية الهاشمية تحظى بحكم ونظام ناجح يمتلك ارادة العطاء والاستمرار والتطور التدريجي وبطريقة سلسة وبصورة حضارية تسعى لخدمة الوطن والمواطنين بالرغم من التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم . ونلاحظ ولله الحمد أن بلدنا وعلى مدى العقود والسنوات ومنذ الاستقلال المجيد وحتى اليوم، لم نتعرض لأي اضطرابات أو خلل في البيئة السياسية والاقتصادية يؤثر على المسيرة التنموية، وهذا النجاح والقدرة على المضي قدماً في التنمية والتطور سببه أننا ننعم بحكم هاشمي رشيد عادل، خاصة في مجال التعامل مع الشعب بكل محبة فكان وما زال الاردن أولاً، والشعب وكل فئات المجتمع تعيش في استقرار وتقدم في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد، ونشهد عملية بناء ونهضة شاملة، ومن المهم أن ندرك أن الاستقلال ليس هو استقلال البلد من المستعمر القديم فقط، بل استقلال الوطن من الداخل بمعنى استقلالية المواطن بما يتمتع به من حرية مضبوطة بالقانون، في ظل حكم معتدل يرعى الحريات ويصونها ، أي الحرية التي تحترم الاخرين ولا تتعدى على حقوقهم ، حرية سقفها السماء ودون اقصاء وتفرقة. فالشعب في عصر الاستقلال واحد متكامل مجتمعين وملتحمين مع القيادة، وذلك بهدف بناء الاردن الحديث والمعاصر الذي نعيش فيه اليوم، ومفهوم الاستقلال هو استقلال وحرية المواطن في وطنه ويعمل بمؤسسية ليبني ويتقدم في كل المجالات، مواطن مستقل غير مقيد بأي مظاهر استبداد، فالاردن مناخ للحرية والتعايش منذ الاستقلال وعلى مدى تاريخنا، والملاحظ أن الاردن على سبيل المثال إذ وجد فيه معارضين للحكومات فإنه وبدلاً من معاقبتهم واعتقالهم فإنهم ينضمون الى الدولة ويساهمون في ادارة النهضة فيها، والامثلة على ذلك عديدة ففي عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال على سبيل المثال لم تتعرض المعارضة للاعتقال بل اصبح الكثير منهم وزراء مقربين من الملك، وهذا النهج الهاشمي الرفيع الراقي والمستمر في نهجه الاصيل في التعامل الحضاري والقائم على الحرية والعقلانية. ان النهج الهاشمي في التعامل خلق اليوم المواطن الذي يخلص لوطنه وهو اسلوب نادر جداً مقارنة مع انظمة حكم عديدة في المنطقة، ومن ذلك على سبيل المثال ما تعرض له البعض في ظل حكم البعث البائد في سوريا والعراق في المعتقلات والسجون المشهورة ، حتى أن المعتقل فيها كان يسجن ولا يعرف أهله مصيرهم، ولا يستطيعون حتى زيارتهم وهي ابسط حقوقهم التي كفلها القانون الانساني والدولي. ان نظام الحكم الهاشمي الذي ننعم فيه اليوم يقوم على مبدأ بناء المواطن، وترسيخ قيم الولاء والانتماء لديه، حتى أننا نلاحظ أن مراكز الاصلاح والتأهيل اصبحت مؤسسات اجتماعية اصلاحية تعمل على غرس قيم المواطنة، ويتعلم فيها السجين الكثير من الحرف مثل النجارة والحدادة وغيرها، كما توفر له وبموجب القانون حقوق مثل زيارة الاهالي والرعاية والعلاج والحق في التعليم، وبالتالي يصبح السجين بعد مغادرته للسجن مواطن صالح يشارك المجتمع في خدمة وبناء وطنه، هذا هو معنى الاستقلال الذي يهتم بحرية وبناء الفرد ، استقلال كامل لا يقتصر على الخلاص من المستعمر بل هو الحكم الرشيد الذي يمنح المواطن الحرية ويصبح فيه المواطن صالحاً مستقلاً في وطنه. ومنذ استقلال المملكة الاردنية الهاشمية وحتى اليوم نلاحظ كشعب حنكة السياسة الاردنية الخارجية مع الدول العربية ومع كافة دول العالم، والادن على الدوام كان وما زال سنداً للدول العربية واستقبل اللاجئين الذين لجأوا من بلدانهم بسبب الحروب مثل الشعب الفلسطيني أولاً، ثم الشعب اللبناني اثناء الحرب الاهلية ولاحقاً السوريين واليمنيين ، ومعاملة الاردن الحسنة لهم وكأنهم في بلدهم الأم، وقد وفر الاردن لهم حق التعليم لاولادهم في المدارس الحكومية والصحة والعمل ، بالرغم من أن هذا شكل عبئاً اقتصادياً على الموازنة العامة للدولة الاردنية، ففي مجال التعليم مثلاً استحدث نظام التعليم الصباحي والمسائي بسبب كثرة العدد. المملكة الاردنية الهاشمية الان وبعد استقلالها وبفضل مواردها وسياستها الحكيمة على المستوى الداخلي والخارجي نجحت في مواكبة العالم، حيث وجود الحكومة الالكترونية واستقطاب للاستثمارات الخارجية وانتشار الجامعات ، لتصبح الاردن بمثابة الدولة والعاصمة العربية التي تستقطب الطلاب العرب للدراسة في جامعاتنا الوطنية، وفي المجال الزراعي هناك تطور في التقنيات الزراعية والمنتجات خاصة زراعة وانتاج زيت الزيتون، كما اشتهر الاردن في تصدير انواع مختلفة من التمور مثل التمر المعروف بالمجدول والمجهول وغيرها، وهو تمر مرغوب للتصدير العالمي، فقد شاهدت منه في فرنسا على سبيل المثال. الاردن في عيد استقلاله التاسع والسبعون يستمر في مسيرة التقدم والبناء بما في ذلك على صعيد البنية التحتية السياحية مثل الفنادق ذات الخمس نجوم في مناطق سياحية اردنية متعددة مثل البحر الميت والعقبة والعاصمة عمّان، والاردن في عيد الاستقلال يتقدم في مسيرة التحديث السياسي والاقتصادي والأهم في مجال مشاركة المرأة والشباب في الحياة والاحزاب السياسية، التي نتجت عن عملية التحديث السياسي التي جرت مؤخراً، والاردن اليوم في ذكرى عيد استقلاله يتمتع بالتطور في الصناعات بما في ذلك الصناعات العسكرية وتميزه بجيش قوي محترف يحرص على التدريب مع عدة جيوش ودول عالمية ليستمر في التقدم ، والامن والامان والاستقرار الذي نعيشه في بلدنا هو جهد حثيث يبذله الجيش والاجهزة الأمنية وبتوجيهات ملكية مباشرة، حيث تسهر هذه الاجهزة الامنية على أمن وراحة المواطن وحماية حدود الدولة الاردنية، فالاردن تحيط به دول ومناطق ملتهبة بالصراعات والحروب، ولكن ولله الحمد وبهمة قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية ما زال وسيبقى الاردن واحة أمن وسلام، لكل من يعيش فيه بالرغم من التحديات المحيطة . والاردن يتميز بسياسة ونهج داخلي من مظاهرة المميزة اندماج لكامل المكونات الاجتماعية المختلفة والموجودة في المجتمع الاردني الواحد، مثل المسيحيين والدروز والارمن والاكراد والشركس والشيشان وغيرهم، فهم جميعاً جزء لا يتجزأ من المجتمع الاردني، وهم الان اردنيين ، وحكمة السياسة الاردنية الهاشمية تتمثل في منح الحقوق لكل هذه المكونات عبر تاريخ المملكة منذ النشأة والاستقلال وحتى اليوم، فالجميع يحصل على فرص متساوية في المناصب والوظائف السيادية مثل الوزارات والبرلمان وغيرها، وبشكل جعلنا مجتمعين كعائلة واحدة متحدة صلبة قوية هدفها هو سيادة ومصلحة وتقدم الاردن، وقد تقدم الاردن في ذلك على العديد من الدولة في المنطقة والعالم، ففي سوريا مثلاً بعد اسقاط نظام بشار الاسد البائد توجد مطالبات من الشعب بضرورة مشاركة جميع المكونات السورية في حكومة سوريا الجديدة، وبالتالي فإننا في الاردن سبقنا الكثير من الدول في هذه السياسة التي نهجها الهاشميون منذ قيام امارة شرقي الاردن مروراً باستقلال المملكة الاردنية الهاشمية وحتى اليوم، حيث كان أول رئيس وزراء اردني من الطائفة الدرزية، كما أن جدي ( خليل فارس نصر والملقب بشيخ الصحافة الاردنية) كان من الاوائل الذين ساهموا في بناء مؤسسات الدولة، فهو مؤسس اول جريدة أهلية اردنية بدأت اسبوعية ثم اصبحت يومية ، وقد واكبت هذه الجريدة واسمها ( جريدة الاردن) مسيرة التأسيس والاستقلال والبناء الاردني منذ عهد المغفور له الملك المؤسس عبد الله الاول وحتى عهد المغفور له الملك الباني الحسين بن طلال ، وها أنا اليوم وبكل اخلاص وولاء وانتماء اواصل مسيرة جدي و والدي رحمهما الله بالعمل الصحفي بكتابة المقالات الوطنية والقومية والانسانية في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين رعاه الله. وما زال جلالة الملك عبد الله الثاني يمضي في مسيرة الاستقلال والتنمية والنهضة بحكم رشيد مميز خدمة للسلام والاستقرار في شرقنا العربي، ولتبقى المملكة الاردنية الهاشمية منارة دول الشرق العربي مستمرة في ظل القيادة الهاشمية.