
خبراء لا يستبعدون لجوء ترامب للبديل العسكري مع إيران بعد مهلة الشهرين
واشنطن- بعد كشف النقاب عما تتضمنه رسالة الرئيس دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بريان هيوز، إن ترامب "أوضح لآية الله خامنئي أنه يريد حل النزاع حول البرنامج النووي الإيراني دبلوماسيا -وقريبا جدا- وإذا لم يكن ذلك ممكنا، فستكون هناك طرق أخرى لحل النزاع".
وأشارت تقارير إلى تحذير دول أوروبية إيران من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول يونيو/حزيران أو يوليو/تموز القادمين مع إدارة ترامب، فسيتم فرض موجة كبيرة من العقوبات الشديدة على إيران.
"كل الخيارات متاحة"
وفي حديث لبودكاست "هيو هيوت" الشهير (Hugh Hewitt)، أمس الأربعاء، قال وزير الخارجية ماركو روبيو"أؤكد لك أن الرئيس ترامب عندما يقول شيئا فهو يعني ذلك. الرئيس كان واضحا، إنه مستعد لفعل كل ما يلزم لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. لقد كان واضحا تماما، الآن، هو رئيس يريد تعزيز السلام".
وأضاف "إذا سألته، فسيخبرك أنه يفضل حل هذا الأمر دبلوماسيا دون حرب. وهذا هو تفضيله، وسيكون هذا دائما هو تفضيله. ولكن إذا أجبرته على الاختيار بين إيران نووية أو اتخاذ إجراء، فقد كان الرئيس واضحا: سيتخذ إجراءات".
ومن الجدير بالذكر أن إيران تنفي سعيها للحصول على أسلحة نووية، في حين تشير تقارير محايدة إلى استمرار تقدم البرنامج النووي الإيراني على مدى السنوات الأربع الماضية، وهو ما جعله أقرب من أي وقت مضى إلى إنتاج سلاح نووي.
ووفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفعت إيران من نسب اليورانيوم المخصب لديها إلى 60%؛ بكميات كافية لصنع 6 قنابل نووية حال تم تخصيبها إلى 90%.
وردا على سؤال حول امتلاك بلاده لقدرات تمكنها من تدمير مواقع برنامج إيران النووي، رد الوزير الأميركي بالقول "واثق بما فيه الكفاية لأقول إنه إذا اتخذ الرئيس قرارا بأننا بحاجة إلى إجراءات لمنع إيران من امتلاك قدرة نووية، فلدينا القدرة على القيام بذلك، والذهاب إلى أبعد من ذلك وربما حتى تهديد النظام نفسه".
يتوقعون الأسوأ
يقول تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن والمحاضر بجامعة جورج واشنطن "إذا رفضت إيران التفاوض، تحت الإكراه كما تقول، فستبحث إدارة ترامب عن طرق أخرى لتكثيف سياسة "الضغط الأقصى"، بما في ذلك عقوبات إضافية ومواقف عسكرية وتهديدات متنوعة. ويمكن لترامب أن يوضح أن الولايات المتحدة ستمنح إسرائيل تفويضا مطلقا للرد على البرنامج النووي الإيراني، وستدعمه عند الضرورة".
واعتبر تشارلز أنه ثمة "شيء واحد لم يجربه ترامب وهو تقديم الإغراءات، مثل تخفيف العقوبات من أجل التفاوض، لكن المحفزات ليست في الحقيقة في كتاب قواعد ترامب. في الوقت ذاته، هناك شيء واحد نعرفه وهو أن ترامب قادر على المفاجأة، بما في ذلك التغيرات في المواقف، لذلك لا تعرف أبدا أي بديل سيختاره".
في حين أشار المحاضر المتخصص في الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن نيد لازاروس، إلى أن "كلمات ترامب غامضة ومسارات عمله لا يمكن التنبؤ بها، وأعتقد أنه يسعى عمدا ليكون غامضا ولا يمكن التنبؤ به، من أجل إبقاء خياراته مفتوحة وإبقاء محاوريه غير متوازنين".
وفي حديث للجزيرة نت، قال لازاروس "من خلال هذا الموعد النهائي، سأتكهن بأنه يهيئ الظروف لاتخاذ خطوات دراماتيكية ضد البرنامج النووي الإيراني في المستقبل. وما قد تكون عليه هذه الخطوات غير واضح -إن كانت عقوبات مشددة أو ضربات عسكرية-، ومن المرجح أن يذكر فقط شيئا ما مفاده أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".
وذكر لازاروس بما أصدره ترامب من مواعيد نهائية أحادية لحركة حماس، في عدة مناسبات -والآن نرى هجوما إسرائيليا متجددا ضد الحركة في غزة- لذلك ربما يكون هذا هو التكتيك نفسه.
وقال "الاحتمال الآخر هو أن هذا جزء من جهود ترامب لتقليص الدعم العسكري الإيراني ل لحوثيين في اليمن. يؤسفني أنني أشعر أنه ليس لدي طريقة لمعرفة ما سيفعله ترامب في أي وقت، ويبدو أنه يحب الأمر بهذه الطريقة".
خيارات على الطاولة
ومن جانبها، وفي حديث مع الجزيرة نت، أشارت عسل آراد، الأكاديمية ذات الأصول الإيرانية، وخبيرة الشؤون الخارجية الأميركية، إلى أن "ترامب وضع كل الخيارات على الطاولة للنظر فيها ضد إيران. ويمكن أن تتراوح هذه الخيارات من المزيد من العقوبات التي تستهدف الاقتصاد الإيراني ومبيعاتها من النفط إلى ضربات على المنشآت النووية الإيرانية أو صراع كبير مباشر.
وتقول آراد إن إيران أشارت إلى أنها منفتحة على المفاوضات حول عسكرة برنامجها النووي، لكنها غير مستعدة للتفاوض على التفكيك الكامل لبرنامجها النووي المدني المسموح به بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية".
واعتبرت في ردها على سؤال حول ما يملكه ترامب من أوراق قد يستخدمها ضد إيران، أنه حسب ما ورد أعطت رسالة الرئيس ترامب إيران مهلة شهرين للرد بينما يرتب فيه الجدول الزمني للضغط عليها في المفاوضات. وقد أعادت إدارة ترامب بالفعل سياسة الضغط الأقصى السابقة وهدد إيران علنا إذا استمرت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر ، حيث نفذت الولايات المتحدة غارات جوية على اليمن أسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصا.
وترى خبيرة الشؤون الأميركية أن كل أفعال ترامب وخطابه طرق للضغط على إيران لإجراء مفاوضات، "كما صرح ترامب علنا بأنه يفضل التوصل إلى اتفاق لكن الخيارات الأخرى، والخيارات العسكرية المحتملة ستحل القضية النووية إذا لم يكن التوصل إلى اتفاق ممكنا. ربما كانت الضربات التي نفذت ضد اليمن إشارة أخرى لطهران لخلق المزيد من الضغط من أجل المفاوضات".
أما خبيرة الشؤون الدولية بمعهد ستيمسون في واشنطن باربرا سلافين، فقالت للجزيرة نت، إنها قلقة مما قد تقدم عليه إدارة ترامب، و"أخشى أن يدعم العمل العسكري إذا لم يكن هناك اتفاق أو تقدم نحو صفقة. وآمل أن يوافق الإيرانيون على المحادثات. أما بالنسبة للضغط بالعقوبات، فأنا لست متأكدة مما يمكن أن يفعله ترامب أكثر مما هو مفروض حاليا".
واختتمت سلافين حديثها للجزيرة نت بالقول إن "الإيرانيين لا يتقبلون التهديدات بشكل جيد، لكن اقتصادهم في حالة مؤسفة لدرجة أنني أتوقع منهم الانخراط دبلوماسيا على مستوى ما، ربما من خلال الأوروبيين".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 24 دقائق
- الجزيرة
العفو الدولية تدعو لخفض عدد المحتجزين في مخيمات بسوريا
دعت منظمة العفو الدولية إلى خفض عدد الأشخاص الذين اعتبرتهم محتجزين "تعسفيا ولأجل غير مسمى في شمال شرق سوريا" على خلفية انتمائهم المفترض إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وأكدت المنظمة أن الفوضى الناجمة عن تقليص التمويل الأمييكي ينبغي أن تشكّل "حافزا عاجلا لهذا التقليص". وسجلت "العفو الدولية" أنه بعد أكثر من ست سنوات على الهزيمة الإقليمية لتنظيم الدولة، "لا تزال سلطات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تحتجز عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال بشكلٍ غير مشروع". وأضافت أن هذا الاحتجاز مستمر بسبب الاشتباه في "انتمائهم إلى تنظيم الدولة"، حيث يوزعون على أكثر من 20 منشأة احتجاز وفي مخيمي الهول وروج. وأكدت المنظمة أن من بين المحتجزين ناجون من جرائم يشملها القانون الدولي ، بما في ذلك جرائم الاتجار بالبشر التي ارتكبها تنظيم الدولة، ولم توجه لمعظم المحتجزين "أيّ تهم ولم يُمنحوا الفرصة للطعن في قانونية احتجازهم". وتابعت موضحة أن بعض المحتجزين تعرضوا لـ"التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة"، واعتبرت أن القرار المفاجئ الذي اتخذته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقليص التمويل أدى إلى "حالة من الفوضى العارمة ترافقت مع تدهورٍ ملحوظ في الخدمات الأساسية داخل المخيمات". وأوضحت أن نفاد الموارد المؤقتة والتلويح بتقليصات إضافية في التمويل سيؤدي إلى "تفاقم حالة الاضطراب لدى سكان المخيمات"، وأضافت أن تقرير منظمة العفو الدولية العام الماضي وثق "كيف يعيش أشخاص في كلا المُخيَّمين ظروفًا غير إنسانية تعرض حياتهم للخطر". وأشارت إلى أن المحتجزين عانوا من أجل الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية، كما أجبروا على التعايش مع واقع "غير مستقر تسوده الجريمة والعنف". وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار: "إن الفوضى التي تسببت فيها إدارة ترامب نتيجة تقليص التمويل قد تؤدي إلى عواقب كارثية تطال عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال المحتجزين في شمال شرق سوريا". واعتبرت أن من غير المعقول أن تُقدِم إدارة ترامب على "إضعاف أحد أكثر المخيمات هشاشة في العالم عبر وقف مفاجئ للتمويل المخصص للخدمات الأساسية"، وأكدت أن هذا الأمر يُلقي "عبئا هائلا على عاتق سلطات الإدارة الذاتية والجهات الإنسانية الفاعلة". وأجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 27 شخصا في مارس/آذار الماضي، من بينهم عاملين في منظمات إنسانية وغير حكومية وممثلين عن سلطات الإدارة الذاتية، وسكان من مخيمي الهول وروج، حول مستقبل نظام الاحتجاز.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
3 نجاحات استثنائية لأردوغان
شهدت تركيا في الأسبوع الماضي حركة غير مسبوقة في تاريخها. فقد أمضى الدبلوماسيون والصحفيون ورجال الأمن والمسؤولون الرسميون ليالي بلا نوم، وعانوا من إرهاق شديد أنهك قواهم. وبصفتي صحفيًا حاول أن يواكب كل ما جرى، ويكتب المقالات، ويُفسّر الأحداث التي عرضت على الشاشات ليل نهار، نالني نصيبي من هذا الأسبوع المذهل على هيئة تعبٍ شديد. كانت التطورات سريعة إلى حد أن ما نكتبه من مقالات، أو ما ننشره من مشاركات، كان يفقد راهنيته في غضون ساعات قليلة. لعل هذا ما دفع القنوات التلفزيونية إلى التخلّي عن إعداد التقارير الخبرية، واللجوء عوضًا عن ذلك إلى البثّ المباشر المتواصل، حيث راحوا يربطون المراسلين بالأحداث ليرووها لحظة بلحظة. كيف شارك أردوغان في اجتماع الرياض؟ كان العالم بأسره يترقب زيارة ترامب التاريخية لثلاث دول خليجية، وكان الإعلام التركي يغطي التطورات على رأس كل ساعة. لكن عندما أُعلن فجأة عن لقاء سيُعقد بين ترامب وأحمد الشرع، تحوّلت الأنظار كلها إلى الرياض. وكأنّ ذلك لم يكن كافيًا، فقد أُعلن أيضًا عن انضمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وترامب، والشَرع، مما جعل من هذا الحدث محور اهتمام عالمي. في تلك الأثناء، كانت وزارات خارجية 32 دولةً عضوًا في حلف الناتو تعقد اجتماعًا في أنطاليا، وحين وصل خبر اللقاء الرباعي إلى هواتفهم المحمولة، كتب المساعدون ملاحظات خاصة وأبلغوا الوزراء به. فبدأت مئات القنوات التلفزيونية، المتواجدة هناك، بتحويل تغطيتها من أنطاليا إلى الرياض. سألتُ مسؤولًا رفيع المستوى يتابع مجريات اللقاء عن كيفية انضمام أردوغان للاجتماع، فأجابني: "ولي العهد السعودي هو من دعا أردوغان إلى الاجتماع. في الواقع، كان أردوغان يودّ الحضور إلى الرياض شخصيًا، لكن لأسبابٍ لوجيستية لم يكن ذلك ممكنًا، فشارك عبر نظام الاتصال المرئي". اللقاء الرباعي يُغضب إسرائيل بشدة يحمل هذا الاجتماع الرباعي في الرياض أهمية مصيرية لمستقبل سوريا. فالرجل الذي كان رأسه مطلوبًا سابقًا، بات يجلس أمام ترامب بوصفه رئيس دولة، وقد أصبح فاعلًا جديدًا في معادلة متغيرة بالمنطقة، وهذا التحول قد تمّ تثبيته بالفعل. في الحقيقة، من منح الشرع هذا الموقع الفريد، وأوصله إلى موقع الندّ لترامب، هما القائدان المشاركان في الاجتماع: محمد بن سلمان، ورجب طيب أردوغان. فلو لم تقدّم السعودية وتركيا هذا القدر من الدعم لسوريا، لما وافق ترامب على اللقاء. ومن هذا نفهم أنّ تحالف السعودية وتركيا قادر على حلّ مشاكل المنطقة. وقد انعكست أصداء هذا اللقاء بهتافات فرح في سوريا، وفخر في تركيا والسعودية، وغضب في إسرائيل. إذ تلقّت إسرائيل، التي كانت تخطّط لتقسيم سوريا وابتلاعها تدريجيًا، كلمات ترامب بشأن الشرع كصفعة مدوّية: "شاب، وسيم، حازم، ومقاتل…". وخلال اللقاء، قال ترامب للقادة الثلاثة: "سأطلب من إسرائيل أن تكف عن سلوكها العدائي تجاه سوريا وأن تلتزم التهدئة". أما الإعلام الإسرائيلي، فقد أفاض في نشر كل الكلمات القاسية التي كان نتنياهو يتمنّى لو قالها لترامب. ويا للأسف، فقد صبّت إسرائيل غضبها من هذا اللقاء في غزة، حيث قتلت مئات الفلسطينيين الأبرياء، وبدأت من جديد عملية احتلال مادي للأرض. عجز مليشيا YPG سيصيب إسرائيل بالذعر أكثر ما كانت تتحسّس منه تركيا هو رفض مليشيا YPG تسليم أسلحتها داخل سوريا، وإخلالها بالاتفاق المبرم مع دمشق. والسبب الوحيد وراء رفض YPG التخلي عن السلاح بينما يتخلى عنه حزب العمال الكردستاني (PKK)، هو الدعم الإسرائيلي لهم. وفي الاجتماع الرباعي، التفت ترامب إلى الشرع قائلًا: "تسلّم أنت السيطرة على سجون ومخيمات الدواعش، وسيد أردوغان، نرجو منكم دعم دمشق في هذا الأمر". مع أنّ هذا الموضوع لم يكن مطروحًا ضمن أجندة الاجتماع، إلا أنّ ترامب فتحه بنفسه. والمعنى من ذلك أنّ ذريعة دعم قوات سوريا الديمقراطية (YPG)، بالسلاح والمال، كانت محاربة تنظيم الدولة. فالمليشيا كانت تتولى إدارة تلك السجون والمخيمات، وتحصل بذلك من الولايات المتحدة على 142 مليون دولار سنويًا من الأموال والأسلحة. ومع زوال هذه المهمة، ستصبح YPG بلا دور، وستنقطع عنها المساعدات الأميركية، ولن تجد بدًا من الاندماج في الدولة السورية. وقد استقبل كلّ من أردوغان والشرع هذا التفاهم بارتياح كبير. وختم المسؤول التركي الذي قدّم هذه المعلومات قائلًا: "ستحزن إسرائيل كثيرًا من هذا، ونحن بدورنا نتحلى بالحذر. وغالبًا ما تكون اللوبيات الإسرائيلية قد بدأت العمل بالفعل لتغيير هذا القرار". لماذا لم يأتِ بوتين؟ فيما كنا نتابع المباحثات المتعلقة بسوريا في الرياض، دخل الرئيس الأوكراني زيلينسكي الأجواء التركية على متن طائرة خاصة متجهًا مباشرة إلى أنقرة. وكان ترامب في ذلك الوقت يصرّح من الرياض والإمارات قائلًا: "إن حضر بوتين، فأنا أيضًا سأحضر". وقد بذلت تركيا جهودًا كبيرة لإقناع بوتين بالحضور، لكنه أصرّ كعادته على موقفه، ورفض المشاركة في الاجتماع الذي فُرض عليه فرضًا من قبل زيلينسكي. وقد التقى زيلينسكي بأردوغان في أنقرة، ثم قرّر عدم المشاركة في المباحثات الروسية- الأوكرانية في إسطنبول، قبل أن يُقنعه أردوغان والمسؤولون الأتراك بالعدول عن قراره. فاجتمعت الوفود في قصر دولما بهتشه بإسطنبول، بعد أن أُنهك وزير الخارجية هاكان فيدان من اجتماعات أنطاليا، وانضم إليه رئيس الاستخبارات إبراهيم كالن، الذي كان لاعبًا رئيسًا في كواليس كل هذه الأحداث. لم يُتوصل إلى وقف إطلاق النار خلال الاجتماع، لكن تمّ الاتفاق على تبادل ألف أسير بين الطرفين، وهو ما ستساهم تركيا في إنجازه. وقد هيّأ هذا الاجتماع الأرضية المناسبة للقاء القادة لاحقًا. سألتُ مسؤولًا مطّلعًا: لماذا لم يأتِ بوتين؟ فقال: "بصراحة، شعرنا ببعض الانزعاج لعدم حضوره. فقد بذلنا جهودًا كبيرة لحلّ هذه الأزمة. لكن بوتين لا يريد لقاء زيلينسكي، بل يريد التوصل إلى اتفاق مع الغرب. وسيبدأ ذلك بالاجتماع مع ترامب أولًا، ثم التوافق على شروط الاتفاق مع الغرب، وبعدها يبحث السلام مع أوكرانيا. ولو حضر إلى إسطنبول ووجد ترامب هناك، لكان مضطرًا لتوقيع اتفاق لا يريده. كما أنّ فرض زيلينسكي للأمر الواقع قد أغضبه كثيرًا". غزة.. الحزن الوحيد المتبقي بينما لم تكن المباحثات بين أوكرانيا وروسيا قد انتهت بعد، انطلقت في إسطنبول مباحثات أخرى بشأن البرنامج النووي الإيراني داخل مبنى القنصلية الإيرانية التاريخي، وشاركت فيها وفود من بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيران، لمناقشة التهديدات التي كان ترامب يوجّهها لإيران من حين لآخر. لكن وسط كل هذه التطورات المتسارعة، بقيت هذه المباحثات في الظل. وبعد انتهاء جولته الخليجية، عاد ترامب إلى أميركا حاملًا في جعبته اتفاقات جعلته سعيدًا، وصرّح قائلًا: "طلب مني أحد القادة الثلاثة في الخليج أن أتدخّل، لأن الناس يموتون جوعًا في غزة". في تركيا، سعيت لمعرفة إن كان اجتماع أردوغان في الرياض قد أسفر عن قرار بخصوص غزة. وقد علمت أنّ أردوغان طرح موضوع غزة، لكن ترامب لم يصدر قرارًا واضحًا بشأنها. وما إن انتهت زيارة ترامب، حتى بدأت إسرائيل عدوانًا شاملًا على غزة بكل وحشيتها، متحدّية بذلك ترامب والعالم بأسره. ويا للأسى، فقد كانت غزة، وسط كل تلك اللقاءات الرامية للسلام، الموضوع الحزين الوحيد الذي بقي بلا حلّ.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
رئيس جنوب أفريقيا يبحث ملفات شائكة مع ترامب في زيارة رسمية
وصل رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء، في محاولة لإعادة إحياء العلاقات الثنائية المتوترة بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين بريتوريا وواشنطن تراجعًا كبيرًا، وسط تصعيد في الخطاب والسياسات من جانب إدارة ترامب تجاه جنوب أفريقيا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025. وبحسب بيان صادر عن رئاسة جنوب أفريقيا، من المقرر أن يبحث رامافوزا مع ترامب عددًا من الملفات "الثنائية، والإقليمية، والدولية ذات الاهتمام المشترك". ملفات شائكة يأمل رامافوزا أن تسهم الزيارة في إعادة ضبط العلاقات، خاصة في المجال التجاري، بعد سلسلة من القرارات المثيرة للجدل التي اتخذتها إدارة ترامب بحق جنوب أفريقيا، من أبرزها وقف المساعدات المالية، وطرد السفير الجنوب أفريقي من واشنطن. وكان ترامب قد اتهم حكومة جنوب أفريقيا، في تصريحات لاقت انتقادات واسعة، بارتكاب " إبادة جماعية" ضد الأقلية البيضاء من أصول أفريكانية، وهي اتهامات نفتها بريتوريا بشدة ووصفتها بأنها "مضللة وخطيرة". وفي تطور لافت الأسبوع الماضي، منحت السلطات الأميركية اللجوء لـ59 مواطنا من جنوب أفريقيا من البيض، قالوا إنهم تعرضوا للاضطهاد في بلادهم. وفد رفيع ومصالح اقتصادية يرافق رامافوزا وفد رفيع من كبار المسؤولين، من بينهم وزير الزراعة جون ستينهايسن الذي يشغل أيضًا منصب زعيم التحالف الديمقراطي، ثاني أكبر أحزاب حكومة الوحدة الوطنية. إعلان كما يُتوقع أن يبحث رئيس جنوب أفريقيا فرص التعاون الاقتصادي مع شركات مملوكة لرجل الأعمال المولود في جنوب أفريقيا إيلون ماسك ، والذي يُعد من أبرز مستشاري ترامب وحلفائه المقربين في الولاية الحالية. زيارة محورية يرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تشكل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، لا سيما إذا نجح رامافوزا في تخفيف حدة التوتر واستعادة قنوات الحوار، في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية المتصاعدة التي تواجه بلاده داخليا وخارجيا.