
الشرق الأوسط: المبادرات المحلية للسلام في اليمن تتجاوز أداء الأمم المتحدة
ومنذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في النصف الثاني من 2014، لم يُسجّل أي تقدم فعلي في مجال التسوية عبر مبعوثي الأمم المتحدة باستثناء «اتفاق استوكهولم» الخاص بوقف المواجهات في ميناء الحديدة، الذي صبّ في مصلحة الحوثيين، أمّا اتفاق وقف إطلاق النار فقد كان حصيلة جهد إقليمي، ومع ذلك فإنه وبعد مضي 3 أعوام لا يزال مهدداً بالانهيار بفعل الخروق المتواصلة للحوثيين.
وفيما يخص صفقات تبادل الأسرى، فإن ما حققته المبادرات المحلية لا يمكن مقارنته بالنجاح المحدود للأمم المتحدة، حيث لم يزد عدد الأشخاص الذين أُفرج عنهم بفعل الاتفاقات التي رعتها المنظمة الدولية عن 2500 شخص من الجانبين الحكومي والحوثي، بينما تمكنت المبادرات المحلية من إبرام صفقات متعددة لتبادل أكثر من 11 ألف أسير، إلى جانب تبادل عشرات الجثث.
وفي حين تراجع اهتمام الرأي العام اليمني بزيارات مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ وتحركاته، يقول سياسيون وناشطون إن لا أحد يتوقع منه تحقيق أي اختراق فعلي، لأنه بات ينتظر الجهود الإقليمية للإعلان عن أي تقدم وإضفاء الطابع الأممي عليه.
اختراقات مهمة
يذكر السياسيون والنشطاء اليمنيون أن المبادرات المحلية حققت اختراقات مهمة في ملف فتح الطرقات التي أغلقها الحوثيون واستخدموها وسيلةً لمعاقبة السكان في تنقلاتهم وتقييد حركة البضائع إلى مناطق سيطرتهم.
وفي هذا السياق، لعبت الجهود المحلية دوراً فاعلاً في نجاح مبادرة تخفيف الحصار الذي كان الحوثيون يفرضونه على مدينة تعز، من خلال إعادة فتح الطريق الذي يربط قلب المدينة بضاحية الحوبان الواقعة في شرقي المدينة.
وقد زادت فاعلية هذه المبادرات بإعادة افتتاح الطريق الرئيسي الذي يربط ميناء عدن بمناطق سيطرة الحوثيين عبر محافظتي الضالع وإب.
ومع تعثر الجهود الأممية في ترتيب أي جولة محادثات جديدة منذ محادثات الكويت، فإن نشاط المبادرات المحلية أعاد الثقة بإمكانية تحقيق اختراقات أخرى تتجاوز ملف الطرقات والأسرى.
وتواصل هذه المبادرات جهودها لإقناع الحوثيين بإعادة فتح طريق الفاخر في محافظة الضالع إلى مدينة إب المجاورة، وتكثيف العمل على فتح طريق محافظة أبين مع محافظة البيضاء عبر «عقبة ثرة»، وهو طريق رئيسي يختصر المسافة بين المحافظتين إلى النصف.
دعم أممي
أكدت الأمم المتحدة دعمها للمبادرات المحلية الرامية إلى فتح الطرق بين المحافظات اليمنية، التي أُغلقت بسبب الصراع الدائر في البلاد منذ نحو 10 سنوات.
وقال مكتب المبعوث الأممي في اليمن هانس غروندبرغ إنه أرسل وفداً إلى محافظة الضالع التقى ممثلي الجانب الحكومي ومسؤولين في القطاعين العسكري والأمني، وناقش معهم المبادرة الأخيرة بفتح الطريق الرئيسي الذي يربط بين صنعاء وعدن عبر الضالع.
وبحسب بيان المكتب زار الوفد أيضاً منطقة مريس، وهي إحدى مناطق التماس ذات الأهمية الاستراتيجية، للاطلاع من كثب على الوضع الميداني والجهود التي يبذلها الفاعلون المحليون لخفض التوترات والتخفيف من معاناة المدنيين.
وقال مكتب المبعوث الأممي إن هذه المبادرات تأتي في إطار جهوده الأوسع لتشجيع التهدئة وبناء الثقة بين الأطراف، وإنه يسعى، من خلال الانخراط مع السلطات والمجتمعات المحلية، إلى تعزيز تدابير عملية من شأنها تحسين ظروف اليمنيين وتهيئة بيئة مواتية للتوصل إلى تسوية سياسية مستدامة.
انتقاد حكومي
كان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني قد انتقد المبعوث الأممي ومكتبه بسبب عدم إعلانه أي موقف أو تعليق بشأن قيام الحوثيين بحصار وقتل الداعية السلفي صالح حنتوس في محافظة ريمة بعد حصار منزله وقصفه بقذائف «آر بي جي» وترويع النساء والأطفال.
ورأى الإرياني أن هذا الصمت ليس فقط مخيباً لآمال اليمنيين، بل يكشف عن ثغرة خطيرة في الالتزام بالمبادئ الأساسية للعمل الأممي، وفي مقدمها حماية المدنيين، ومساءلة منتهكي حقوق الإنسان.
ويعكس تجاهل هذه «الجريمة المروعة» – بحسب الوزير اليمني- ازدواجية فاضحة في المعايير، ويطرح تساؤلات ملحة حول الجدية والمصداقية في أداء البعثة الأممية، التي يُفترض بها أن تكون صوتاً للعدالة، لا شاهداً صامتاً على الجرائم.
وقال الإرياني إن مسؤولية المبعوث الأممي «ليست تقنية أو تفاوضية فقط، بل هي مسؤولية قانونية وأخلاقية تجاه المدنيين، وإن تجاهل الانتهاكات الخطيرة يقوض الثقة بدور الوساطة، ويفتح الباب أمام إفلات الجناة من العقاب».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 31 دقائق
- اليمن الآن
موقف أمريكي جديد يفضح مليشيا الحوثي في اليمن ويكشف لصوصيتهم وجباياتهم
آ آ وجهت الإدارة الأميركية اتهاما صريحا لمليشيا الحوثي في اليمن باستمرار فرض قيودها على البضائع في منافذها على طريق الضالع الرابط بين صنعاء وعدن. آ وقالت السفارة الأمريكية لدى اليمن -في بيان نشرته عبر منصة (إكس) إن إعادة فتح الطريق كان من المفترض أن يؤدي إلى تخفيف المعاناة، لكن عرقلة الإمدادات من الجنوب إلى الشمال، تزيد الحياة صعوبة على اليمنيين. آ آ ومطلع يونيو الماضي، أُعيد فتح طريق الضالع بعد إغلاقه من قِبل الحوثيين قبل نحو سبعة أعوام. آ وكان الحوثيون قد عمدوا إلى إغلاق جميع الطرق البرية الرئيسة التي تربط مناطق سيطرتهم مع مناطق سيطرة الحكومة لمنع تدفق السلع والبضائع بهدف زيادة الأزمة الإنسانية في تلك المناطق. آ وبعد أيام قليلة من الإعلان عن فتح طريق دمت- مريس الحيوي الذي يربط بين عدن وصنعاء، أقدمت الجماعة على استحداث نقطة جمركية جديدة في منطقة دمت بمحافظة الضالع آ وأتس أب طباعة تويتر فيس بوك جوجل بلاس


اليمن الآن
منذ 37 دقائق
- اليمن الآن
العشاري يصاب بالعمى داخل معتقله في صنعاء
اخبار وتقارير العشاري يصاب بالعمى داخل معتقله في صنعاء السبت - 05 يوليو 2025 - 07:09 م بتوقيت عدن - عدن، نافذة اليمن: كشفت مصادر حقوقية عن تدهور الحالة الصحية للمعتقل عصام العشاري، الناشط المدني والاستشاري، المحتجز منذ أكثر من عام في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع لسلطة الحوثيين في صنعاء، حيث يعاني من فقدان جزئي للبصر، وسط مخاوف متصاعدة من فقدانه كلياً في حال استمرار حرمانه من العلاج. وأفاد الصحفي فارس الحميري في منشور على منصة "إكس"، أن العشاري "فقد النظر في إحدى عينيه بشكل كامل دون معرفة الأسباب، رغم أنه لم يكن يعاني سابقًا من أي مشكلات صحية أو بصرية قبل اعتقاله". ونقل الحميري عن مصدر خاص، أن هناك مخاوف جدية من أن يكون هذا التدهور ناتجًا عن "أعمال تعذيب أو عن تدهور صحته الجسدية والنفسية جراء الاحتجاز الانفرادي المطول"، محذرًا من أن استمرار تجاهل حالته الطبية قد يؤدي إلى فقدانه البصر بشكل كلي إذا لم يسمح له بمراجعة طبيب مختص خارج السجن. وكان العشاري قد اعتُقل نهاية مايو 2024، من مدينة ذمار أثناء مروره مع عائلته في طريقه من صنعاء إلى عدن، ومنذ لحظة اعتقاله لم يُسمح لأسرته بزيارته أو التواصل معه، وسط تكتم أمني شديد من سلطات الحوثيين. وفي تطور مؤلم آخر، أُدخل والد العشاري العناية المركزة مطلع يونيو الماضي بعد إصابته بجلطة دماغية، ولا يزال في حالة صحية حرجة، فيما تُواصل سلطة صنعاء رفض السماح للعشاري بزيارة والده أو حتى الاطلاع على حالته. وتثير هذه الحادثة قلقاً واسعاً لدى منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، في ظل تزايد حالات الانتهاكات داخل سجون جماعة الحوثي، خصوصاً ما يتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة وحرمان المعتقلين من الرعاية الطبية الأساسية. الاكثر زيارة اخبار وتقارير إعدام طفل دافع عن شرفه بعد محاولة اغتصاب من قيادي بارز استدرجه إلى فندق في . اخبار وتقارير قيادية حوثية تشتم الصحابة علنًا.. فيديو صادم يفضح "الزينبيات" ويشعل الغضب ف. اخبار وتقارير الكشف عن صفقة بين الحكومة والحوثيين.. إعادة تصدير النفط مقابل تشغيل مطار صن. اخبار وتقارير موظفين وتجار وسماسرة يخلقون سوق سوداء لمياه الشرب.. دبّة الماء تُباع بـ2000.


اليمن الآن
منذ 38 دقائق
- اليمن الآن
أودت بحياة 25 شخص.. فيضانات تكساس تهز الاقتصاد الأمريكي وتفرض فاتورة باهظة
يمن إيكو|أخبار: شهدت ولاية تكساس فيضاناً كارثياً، أمس الجمعة، أودى بحياة 25 شخصاً، بالإضافة إلى المئات المفقودين في مخيمات صيفية وسيول مفاجئة اجتاحت الطرق والمساكن، مخلفة خسائر اقتصادية تقدر بالمليارات من الدولارات، وفق ما أكدته وسائل إعلام أمريكية. وحسب تقرير نشرته صحيفة 'هيوستن كرونيكل' (أكبر الصحف الصادرة في ولاية تكساس) ورصده وترجمه 'يمن إيكو'، فإن تقديرات الخسائر المادية الأولية من غزارة الأمطار التي تجاوزت 11 إنشاً (28 سم) خلال ساعات تصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار. ووفق تحليلات مبكرة لهيئة المياه والتنمية في الولاية، فقد جرفت مياه السيول الجسور والطرق، ودُمرت البنية التحتية في مدن مثل Kerrville وComfort، مما أدى إلى توقف مؤقت لنشاط الأعمال المحلية وضرر كبير في قطاع السياحة المؤقت والصيفي. وقال حاكم تكساس، غريغ أبوت:'سنخصص موارد لا نهاية لها لعمليات البحث والإنقاذ'. أما نائب الحاكم دان باتريك فأكد أن 'هذه كارثة لن نتوقف عن التعامل معها حتى تعود الأمور لطبيعتها بالكامل'، معرباً عن قلقه من سرعة ارتفاع المياه التي فاقت توقعات النماذج التحذيرية. ويشير الخبراء إلى تبعات أكبر على الاقتصاد الأمريكي، تتمثل في ارتفاع التكاليف في التأمين، وتأزيم ضعف البنية التحتية المناوئة للفيضانات، وتوجه أصابع الاتهام نحو انخفاض الاستثمارات في مشاريع حماية المدن من السيول. وذكر تقرير حديث أن تكاليف هذه الكوارث قد تتجاوز 3.7 تريليون دولار بحلول عام 2050 في الولايات المتحدة، مع ضغوط تضخمية وارتفاع أسعار الفائدة المتوقعة، ما يعرض النمو الاقتصادي لتهديد إضافي.