
منصات استراتيجية لتلبية احتياجات المجتمع والصناعة
حيث تم تسجيل أكثر من 3500 فكرة خلال العامين الماضيين لتلبية هذه الاحتياجات.
وأُشير إلى أهمية التحرك على حافة حدود المعرفة، خاصة في ظل تسارع وتيرة العلم في العصر الحديث. ومع ذلك، يجب على الجامعات ومعاهد الأبحاث أن تتجاوز هذا النطاق، وأن تركز دراساتها التطبيقية على تلبية احتياجات المجتمع والصناعة.
تُعتبر الاستجابة للاحتياجات والطلب من المهام الأساسية لجامعات الجيل الخامس، وقد اتجهت الجامعات الإيرانية نحو هذا الاتجاه. جامعة شيراز، على سبيل المثال، تضم 17 كلية و26 معهدًا بحثيًا، وتتمتع بعلاقات بحثية قوية مع الصناعة والهيئات التنفيذية.
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس جامعة شيراز للأبحاث والتكنولوجيا قال علي حافظي، إن التركيز في صنع السياسات في الجامعة خلال السنوات الست الماضية كان على تعزيز العلاقات مع المجتمع والصناعة. وأوضح أن الجامعة لا تقدم منحًا بحثية للأساتذة دون وجود خطة واضحة.
وأضاف حافظي: "بفضل هذه السياسة، شهدت جامعة شيراز نموًا ملحوظًا في مجالات التكنولوجيا والابتكار، حيث زادت عقودها البحثية 15 مرة خلال عامين". وأشار إلى أن أحد عقود الأبحاث في الجامعة أسفر عن توفير 2.5 مليون دولار من حفر الآبار النفطية، مما أدى إلى استخراج سبعة أضعاف النفط من بئر النفط المشتركة بين إيران والعراق، بتكلفة أقل من 10 مليارات ريال.
من جهة أخرى، تواجه الهيئات التنفيذية والصناعات تحديات واحتياجات يمكن معالجتها من خلال العلم والمعرفة، مما يسهم في تحقيق فعالية واستدامة أكبر. وفي السابق، كانت الهيئات التنفيذية تطلب قائمة باحتياجاتها البحثية، مما يتيح للطلاب تقديم مقترحات لأبحاث تلبي هذه الاحتياجات.
كما أن الصناعات الكبيرة والمتوسطة في البلاد تحتاج إلى التحديث ومواكبة التكنولوجيا الحديثة لزيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف.
آفاق خطة التنمية السابعة للبحوث القائمة على الطلب
تسعى برامج العلوم والتكنولوجيا الاستراتيجية في البلاد إلى تلبية احتياجات وتحديات الصناعة والمجتمع والهيئات التنفيذية من خلال الأبحاث القائمة على الطلب التي تنفذها الجامعات ومعاهد البحوث.
وفي هذا السياق، تم تكليف معهد الاستشهاد والرصد للعلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي (ISE) بدعم البحوث المستهدفة والمدفوعة بالطلب، وتعزيز دورات ما بعد الدكتوراه التكنولوجية، وتطوير أنظمة مثل "نظام الأفكار والاحتياجات" لتسهيل الربط بين الأفكار والاحتياجات الصناعية.
تعمل المنصات الوطنية الثلاث، دانا وساراداتان ونان، على خدمة المجتمع العلمي في البلاد بشكل نشط، حيث تهدف هذه المنصات إلى إنشاء روابط فعالة بين الباحثين والمجتمع والصناعة.
"نان": منصة لتبادل الأفكار والاحتياجات
يعتبر نظام الأفكار والاحتياجات (NAN) أحد الأنظمة التابعة لـ ISE، ويهدف إلى توجيه الأطروحات والرسائل الأكاديمية نحو تلبية الطلبات الفعلية، مما يسهم في توجيه الأبحاث نحو احتياجات البلاد.
وأكدت فاطمة خليفة، مديرة بوابة الأفكار والاحتياجات، على أهمية نشر جميع الوزارات لأولوياتها البحثية في هذا النظام، وذلك تماشياً مع قانون قفزة الإنتاج القائمة على المعرفة.
كما يركز النظام على إنشاء وتعزيز منصات البحث والتكنولوجيا والابتكار الوطنية، مما يسهل دمج الأنظمة القائمة في البلاد.
وقد نص قرار مجلس الحكومة والمجلس الأعلى للهيئة الوطنية للعلوم والبحث والتكنولوجيا على إنشاء نظام الأفكار والاحتياجات كنافذة واحدة للنظام الوطني للعلوم والبحث والتكنولوجيا، مما يجعل الاستفادة من اعتمادات الإنفاق مشروطة بإبلاغ الوكالات التنفيذية عن قضايا أبحاثها في هذا النظام.
وفي إطار خطة هذا النظام، تم تخصيص حصة إضافية لكل عضو هيئة تدريس في الجامعات لجذب الطلاب وتلبية احتياجات البلاد. وتهدف منظومة الأفكار والاحتياجات إلى دمج الأنظمة المتفرقة في الوزارات المختلفة، وتقديم الدعم المناسب للنخب والباحثين والمنظمات القائمة على المعرفة، مع إعطاء الأولوية للقدرات والموارد المحدودة في الدولة.
الباحثون والأكاديميون يواجهون احتياجات البلاد البالغة 20 ألفاً
يواجه الباحثون والأكاديميون في البلاد احتياجات ملحة تقدر بـ 20 ألف حاجة، حيث تم تسجيل 20907 احتياجات و3587 فكرة مقابلة في مختلف المجالات ضمن نظام الأفكار والاحتياجات (NAN).
وفي تصريح له، قال مدير بوابة نظام الأفكار والاحتياجات: "حتى الآن، تم تبادل 961 حاجة وفكرة على أساس نظام الأفكار والاحتياجات".
ويأتي هذا في إطار قانون القفزة الإنتاجية القائمة على المعرفة، الذي يتطلب من جميع الوزارات إدراج أولوياتها البحثية في نظام الشبكة الوطنية للأبحاث.
وأشار خليفة إلى أن نشاط الشبكة الوطنية للأفكار والاحتياجات شهد مشاركة 1822 منظمة ومؤسسة من مختلف الوزارات ومعاهد البحوث والجامعات والإدارات العامة والمتنزهات العلمية والتكنولوجية خلال السنوات الثلاث الماضية.
واوضح مدير بوابة الأفكار والاحتياجات أن المنصة الوطنية حظيت بتعاون متخصص مع وزارتي العلوم والنفط والغاز والبتروكيماويات. حيث تم التعاون مع وزارة العلوم من خلال خطة تركز على الأساتذة وتجنيد الطلاب حسب الطلب، بينما تم تقديم نظام العرض والطلب التابع لوزارة النفط بشكل كامل في نظام NAN.
وأضاف خليفة: "اعتباراً من هذا العام، تم إدراج عنوان الحاجة والمشرف في كتيب اختيار موضوع امتحان القبول للماجستير والدكتوراه، مما يساعد الطلاب على فهم الغرض من استقطابهم منذ البداية".
وفي عام 1403، تم إنجاز 1206 رسائل ماجستير ودكتوراه وفقًا للاحتياجات المسجلة في نظام NAN، حيث كانت وزارات الطاقة والصناعة والمناجم والتجارة من بين الأكثر تعاونًا مع النظام.
من جهة أخرى، تمثل بوابة "دانا" نظامًا مخصصًا للتعرف على النخب وقادة المستقبل، حيث تتيح للباحثين والعلماء مشاركة أبحاثهم ومخرجاتهم. وقد تم تسجيل معلومات 145523 باحثًا في دانا، مع وجود أكبر عدد من الباحثين المسجلين من جامعات الرازي والعلوم والتكنولوجيا وتبريز.
وفي الختام، يشير الخبر إلى أهمية تبادل الأفكار والاحتياجات والتعرف على إنجازات النخبة في البلاد، مما يوفر منصة مناسبة لحل تحديات المجتمع والصناعة بشكل علمي، ويؤكد على ضرورة إدخال هذه القدرات إلى المسؤولين في المؤسسات الحكومية والخاصة لضمان الاستفادة منها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة الإعلام العراقي
منذ 2 أيام
- شبكة الإعلام العراقي
بغداد تكتب مستقبل العرب بلغة الذكاء الاصطناعي
كتب.. أشرف كريم في قاعةٍ تحتضن التاريخ وتطل على المستقبل، أعلنت قمة بغداد العربية الرابعة والثلاثون عام 2025 عن خطوة غير مسبوقة: ولادة أول كيان عربي مشترك للذكاء الاصطناعي. إنه 'المركز العربي للذكاء الاصطناعي'، والذي ستستضيفه العاصمة العراقية، إيذاناً بتحول استراتيجي في طريقة تفكير العرب بموقعهم من العالم الرقمي الجديد. ليس إنشاء المركز مجرّد توصية بيروقراطية، بل إعلان نية صريح: لن تبقى أمة المئة مليون شاب متفرجة على ثورات البيانات، بل ستكون شريكة في صناعتها. في عالم تتحكم فيه الخوارزميات بمصائر البشر، ويُقدَّر حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي بأكثر من 190 مليار دولار في 2024، وتوقعات بوصوله إلى 1.5 تريليون دولار خلال خمس سنوات، فإن اقتصادات لا تزال تعتمد على الموارد الطبيعية فقط تبدو على شفير الخطر. هذا ما فهمته بغداد جيداً، وهي تحتضن الأشقاء العرب لتطرح رؤية لا تحمل فقط طموحاً سيادياً، بل وعقلاً جديداً لمرحلة جديدة ووفقاً لما صدر في بيان القمة الختامي، فإن أهداف 'المركز العربي للذكاء الاصطناعي' تتمثل في تعزيز العمل العربي المشترك في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ومواكبة التطورات التقنية العالمية، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية العربية وتحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي من خلال استخدامات الذكاء الاصطناعي. وربما هي المرة الأولى التي تخرج فيها قمة عربية بهذا الوضوح نحو المستقبل، متخلية -ولو جزئياً- عن ثقل الخطابات السياسية التقليدية. فقد اختار العراق، الذي يقود اليوم تحوّلاً عمرانياً وتنموياً واسعاً، أن يُضيف على دوره الإقليمي بعداً معرفياً لا يقل أهمية عن دوره الأمني أو الاقتصادي. الإعلان عن تأسيس 'المبادرة العربية للبحث العلمي في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة' ضمن القمة، يعكس فهماً عميقاً لحاجة المنطقة إلى الاستثمار في العقول. علماً أن المحتوى العربي لا يشكّل أكثر من 3% من إجمالي الإنترنت، وأن نسبة مساهمة الدول العربية في البحث العلمي العالمي ما زالت دون 1%، رغم أن المنطقة تزخر بأكثر من 70% من سكانها تحت سن الـ35. أن يكون هذا الإعلان من بغداد، فالأمر ليس صدفة. المدينة التي شهدت قبل أكثر من ألف عام مولد بيت الحكمة، تُعيد اليوم تشكيل صورتها كعاصمةٍ للمبادرات الكبرى. وفي زمن تتغير فيه موازين القوى بلمسة خوارزمية، قد يكون المركز الجديد هو أعقل قرار اتُّخذ على طاولةٍ عربية منذ سنوات طويلة. فهل يبدأ العرب أخيراً رحلة التحول من مستهلكين للذكاء الاصطناعي إلى صنّاع له؟ في بغداد، على الأقل، الجواب كان: نعم المصدر :وكالة الانباء العراقية


شفق نيوز
منذ 2 أيام
- شفق نيوز
بكلفة 4 مليارات دولار.. "ناسا" تطور احدث تلسكوب فضائي
شفق نيوز/ يعمل متخصصون في وكالة "ناسا" بشكل مكثف على تطوير أحدث مرصد فضائي، وهو تلسكوب "نانسي غريس رومان" بتكلفة تقديرية تبلغ 4 مليارات دولار. وستتيح القدرات البصرية للتلسكوب رصد الكون بمجال رؤية أوسع 100 مرة من مجال تلسكوب "هابل" المشهور، ومن المرجح أن يدشن هذا المرصد عصرا جديدا في عمليات الرصد الفضائي ودراسة الأجرام السماوية، بما في ذلك الكواكب الشاردة، وهي أجسام كروية عائمة في الفضاء بحجم كوكب. وأكدت الاختبارات قدرة أجهزة التلسكوب على العمل بشكل مستقر في ظروف تقلبات درجات الحرارة القصوى التي يتميز بها للفضاء الخارجي. من المقرر حاليا إطلاق التلسكوب في أوائل عام 2027، لكن هذه المواعيد قد تتغير بسبب خطط البيت الأبيض لخفض ميزانية "ناسا" في عام 2026 بنسبة 24%. بينما يُعتبر هذا المشروع خطوة كبيرة على طريق استكشاف الفضاء، لكن التحديات المالية قد تؤثر على جدوله الزمني. مع ذلك فإن التقارير تشير إلى أن التخفيضات المالية المحتملة قد تؤدي إلى إغلاق مركز "جودارد" لرحلات الفضاء بالكامل، كما ستؤثر المشكلات المالية على مشاريع كبرى مثل، محطة الفضاء "شاتل" في مدار القمر، ومهمة إيصال عينات التربة من المريخ. وفي وثائق تقارير سابقة، ورد أن التمويل سيُخصص لتلسكوبي "هابل" الفضائي و"جيمس ويب" الفضائي فقط، بينما ستستثنى التلسكوبات الأخرى من هذا التمويل.


الأنباء العراقية
منذ 2 أيام
- الأنباء العراقية
بغداد تكتب مستقبل العرب بلغة الذكاء الاصطناعي
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام كتب.. أشرف كريم في قاعةٍ تحتضن التاريخ وتطل على المستقبل، أعلنت قمة بغداد العربية الرابعة والثلاثون عام 2025 عن خطوة غير مسبوقة: ولادة أول كيان عربي مشترك للذكاء الاصطناعي. إنه 'المركز العربي للذكاء الاصطناعي'، والذي ستستضيفه العاصمة العراقية، إيذاناً بتحول استراتيجي في طريقة تفكير العرب بموقعهم من العالم الرقمي الجديد. ليس إنشاء المركز مجرّد توصية بيروقراطية، بل إعلان نية صريح: لن تبقى أمة المئة مليون شاب متفرجة على ثورات البيانات، بل ستكون شريكة في صناعتها. في عالم تتحكم فيه الخوارزميات بمصائر البشر، ويُقدَّر حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي بأكثر من 190 مليار دولار في 2024، وتوقعات بوصوله إلى 1.5 تريليون دولار خلال خمس سنوات، فإن اقتصادات لا تزال تعتمد على الموارد الطبيعية فقط تبدو على شفير الخطر. هذا ما فهمته بغداد جيداً، وهي تحتضن الأشقاء العرب لتطرح رؤية لا تحمل فقط طموحاً سيادياً، بل وعقلاً جديداً لمرحلة جديدة ووفقاً لما صدر في بيان القمة الختامي، فإن أهداف 'المركز العربي للذكاء الاصطناعي' تتمثل في تعزيز العمل العربي المشترك في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ومواكبة التطورات التقنية العالمية، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية العربية وتحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي من خلال استخدامات الذكاء الاصطناعي. وربما هي المرة الأولى التي تخرج فيها قمة عربية بهذا الوضوح نحو المستقبل، متخلية -ولو جزئياً- عن ثقل الخطابات السياسية التقليدية. فقد اختار العراق، الذي يقود اليوم تحوّلاً عمرانياً وتنموياً واسعاً، أن يُضيف على دوره الإقليمي بعداً معرفياً لا يقل أهمية عن دوره الأمني أو الاقتصادي. الإعلان عن تأسيس 'المبادرة العربية للبحث العلمي في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة' ضمن القمة، يعكس فهماً عميقاً لحاجة المنطقة إلى الاستثمار في العقول. علماً أن المحتوى العربي لا يشكّل أكثر من 3% من إجمالي الإنترنت، وأن نسبة مساهمة الدول العربية في البحث العلمي العالمي ما زالت دون 1%، رغم أن المنطقة تزخر بأكثر من 70% من سكانها تحت سن الـ35. أن يكون هذا الإعلان من بغداد، فالأمر ليس صدفة. المدينة التي شهدت قبل أكثر من ألف عام مولد بيت الحكمة، تُعيد اليوم تشكيل صورتها كعاصمةٍ للمبادرات الكبرى. وفي زمن تتغير فيه موازين القوى بلمسة خوارزمية، قد يكون المركز الجديد هو أعقل قرار اتُّخذ على طاولةٍ عربية منذ سنوات طويلة. فهل يبدأ العرب أخيراً رحلة التحول من مستهلكين للذكاء الاصطناعي إلى صنّاع له؟ في بغداد، على الأقل، الجواب كان: نعم