
انسداد أفق التسوية يدفع إسرائيل و"حماس" إلى تصعيد المواقف
وأكدت الحركة في بيان أن "المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائماً، وأقرته المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن التخلي عنهما إلا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس".
ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين "حماس" وإسرائيل إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي. وتهدف المفاوضات إلى ضمان وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً في الحرب الدائرة داخل غزة، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
زامير يحذر
في المقابل حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بأن "المعركة ستستمر بلا هوادة" ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، متحدثاً أثناء تفقد قواته في القطاع.
وقال زامير في بيان عسكري تلقته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم السبت، "بتقديري سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائننا، وإلا، فإن المعركة ستستمر بلا هوادة".
وجاء في البيان أن زامير "قام بزيارة ميدانية وبتقييم للوضع" أمس الجمعة في قطاع غزة برفقة عدد من كبار ضباط الجيش.
وأضاف "الحرب متواصلة، وسنكيفها على ضوء الواقع المتبدل بما يخدم مصالحنا"، معتبراً أن "الانتصارات التي تحققت تمنحنا مرونة في العمليات".
21 قتيلاً
ميدانياً، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 21 فلسطينياً قتلوا اليوم بنيران الجيش الإسرائيلي، من بينهم ثمانية قرب مراكز توزيع المساعدات.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 13 شخصاً قتلوا في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مع استمرار القصف والغارات الجوية الإسرائيلية.
وأوضح أن 10 قتلى في الأقل بينهم سيدتان قضوا في غارات استهدفت خيماً للنازحين في خان يونس في الجنوب ومنزلاً في بلدة الزايدة وسط القطاع.
كما قُتل ثلاثة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة مواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 10 منازل نسفها بالمتفجرات في خان يونس وفي شرق مدينة غزة.
وأحصى الدفاع المدني خمسة قتلى وعشرات المصابين بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات قرب جسر وادي غزة في وسط القطاع، وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وصول القتلى والمصابين وبينهم "حالات خطرة".
وفي جنوب القطاع، قال بصل إن المسعفين نقلوا ثلاثة قتلى في الأقل وأكثر من 30 إصابة بنيران الاحتلال قرب مركزين للمساعدات، في منطقتي الطينة (في جنوب غربي خان يونس)، والشاكوش (شمال غربي مدينة رفح).
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ألمانيا تريد التقدم في إرسال المساعدات
في الموازاة، عدت الحكومة الألمانية اليوم أن "التقدم الأولي المحدود" في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما زال "غير كاف"، من دون أن تشير إلى إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل على رغم لهجتها المتصاعدة.
وعقب زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى المنطقة يومي أول من أمس الخميس وأمس الجمعة، أعلن المتحدث باسم الحكومة ستيفان كورنيليوس ضمن بيان أن برلين "لاحظت تقدماً أولياً محدوداً في (إيصال) المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، ومع ذلك لا يزال غير كاف لتخفيف وطأة حال الطوارئ".
وقال كورنيليوس إن "إسرائيل تظل ملزمة بضمان إيصال كامل للمساعدات".
كذلك أعربت الحكومة الألمانية برئاسة المستشار فريدريش ميرتس عن "قلقها إزاء تقارير تفيد باستحواذ 'حماس' ومنظمات إجرامية كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية".
وأكد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية أن برلين تنظر إلى حقيقة أن عدد شحنات المساعدات الإنسانية التي تسمح بها إسرائيل "ازداد بصورة كبيرة"، إذ تصل "نحو 220 شاحنة يومياً" إلى غزة، وحقيقة أن "ما بين 50 و100 في المئة من هذه الشحنات" يُستحوز عليها لأغراض عسكرية من قبل أعداء إسرائيل.
وتنتقد برلين، وهي حليفة مقربة لإسرائيل، الحرب في غزة والوضع داخل الضفة الغربية بصورة متزايدة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إنه في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني للحكومة اليوم "نوقشت الخيارات المختلفة المعروفة لممارسة الضغط (على إسرائيل) من دون اتخاذ قرار".
ومن بين هذه الخيارات وقف تسليم الأسلحة إلى إسرائيل جزئياً، مما يثير انتقادات في ألمانيا.
وبدأ الجيش الألماني أمس على غرار دول أخرى هذا الأسبوع، إسقاط إمدادات فوق قطاع غزة، إذ حملت أول رحلتين نحو 14 طناً من المواد الغذائية والإمدادات الطبية. وتعد الوكالات الدولية أن هذه المساعدة غير كافية.
وتنتظر 6000 شاحنة موافقة إسرائيل للدخول إلى قطاع غزة، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.
آلاف القتلى
اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية.
ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم السابع من أكتوبر، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60332 فلسطينياً معظمهم من المدنيين ونصفهم تقريباً أطفال ونساء ومسنون، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها "حماس" وتعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية.
كما قتل 898 جندياً إسرائيلياً وفق الحصيلة الرسمية للجيش.
وبعد حوالى 22 شهراً من الحرب، يواجه القطاع خطر "مجاعة شاملة" بحسب الأمم المتحدة، خصوصاً وأن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة ويعتمدون في صورة أساسية على المساعدات يعيشون في ظل حصار إسرائيلي مُحكم.
وقال رئيس الأركان الإسرائيل إن "الحملة الحالية من الاتهامات الزائفة في شأن مجاعة مفتعلة هي محاولة متعمدة ومخطط لها وكاذبة لاتهام جيش أخلاقي بارتكاب جرائم حرب"، وأكد أن "حركة حماس هي المسؤولة عن قتل سكان قطاع غزة ومعاناتهم".
فيديو لرهينتين
تأتي هذه الزيارة إلى غزة في وقت يُعيد فيه الجيش الإسرائيلي تموضع قواته في الأراضي الفلسطينية منذ عدة أيام،
وأثار نشر حركة "الجهاد الإسلامي" شريطي فيديو لرهينتين ضجة في إسرائيل، وأعاد إحياء النقاش حول ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الحكومة و"حماس" في أسرع وقت ممكن لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن.
في مقطعي الفيديو، ظهر الرهينتان متعبين ونحيلين، في مشاهد تحاكي الوضع الإنساني الحالي في غزة.
صباح اليوم، تجمع مئات الأشخاص، وقد ارتدى معظمهم ملابس سوداء، في ساحة تل أبيب التي بات يطلق عليها "ساحة الرهائن"، وصارت ملتقى لعائلات الرهائن والمتظاهرين المطالبين بوقف القتال.
ووصل إلى الساحة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيراً على الأقدام للقاء عائلات الرهائن، بحسب صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال يوتام كوهين، شقيق الرهينة نمرود كوهين، "يجب أن تنتهي الحرب، لن تُنهي الحكومة الإسرائيلية الحرب بإرادتها... يجب إيقافها... لم يعد هناك وقت".
كما حضر آدم حجاج، قريب الرهينة الألماني – الإسرائيلي روم براسلافسكي الذي ظهر في فيديو "الجهاد الإسلامي"، وقال "لم أستطع مشاهدة ذلك الفيديو أكثر من مرة... لا يمكننا تحمّل أكثر من ذلك، ولا دقيقة واحدة أخرى، من دون إعادته".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 29 دقائق
- Independent عربية
كندا تسقط مساعدات على غزة وتتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي
قالت كندا أمس الإثنين إنها نفذت إنزالا جويا لمساعدات إنسانية على قطاع غزة، الذي يتعرض لهجوم عسكري إسرائيلي مدمر منذ نحو 22 شهرا، متهمة إسرائيل مجدداً بانتهاك القانون الدولي. وقالت الحكومة الكندية في بيان "سيرت (القوات المسلحة الكندية) طائرة من طراز سي.سي-130جيه هركليز لإسقاط مساعدات إنسانية بالغة الأهمية جواً دعماً لوزارة الشؤون العالمية على قطاع غزة. وبلغ وزن المساعدات التي أسقطت جوا 21600 رطل"، أي ما يعادل نحو 9.7 طن. وذكرت هيئة البث الكندية أن هذه أول عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية تنفذها القوات المسلحة الكندية على القطاع باستخدام طائراتها. وقال الجيش الإسرائيلي إن ست دول، من بينها كندا، أسقطت 120 طردا يحتوي على مساعدات غذائية لسكان غزة من الجو. والدول الخمس الأخرى هي الأردن والإمارات ومصر وألمانيا وبلجيكا. وقالت كندا الأسبوع الماضي إنها تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماع للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول)، مما زاد الضغط على إسرائيل مع انتشار المجاعة في غزة. وأكدت أوتاوا أن القيود الإسرائيلية تفرض تحديات على المنظمات الإنسانية. وقالت الحكومة الكندية "هذه العرقلة للمساعدات تمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني ويجب أن تتوقف فورا". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولم يكن لدى السفارة الإسرائيلية في أوتاوا تعليق فوري. وتنفي إسرائيل اتهامات انتهاك القانون الدولي وتلقي بالمسؤولية على حركة "حماس" في معاناة سكان غزة. وكانت إسرائيل قد قطعت الإمدادات الغذائية عن القطاع في مارس (آذار) ثم أوقفت هذا الحصار في مايو (أيار)، لكن مع فرض قيود قالت إنها ضرورية لمنع وصول المساعدات إلى الجماعات المسلحة. وزعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب أيضاً أن مسلحي "حماس" يسرقون المواد الغذائية القادمة إلى غزة ويبيعونها. ومع ذلك، أفادت "رويترز" في أواخر الشهر الماضي بأن تحليلاً داخلياً أجرته الحكومة الأميركية لم يجد أي دليل على سرقة ممنهجة من قبل "حماس" للإمدادات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة. وتقول إسرائيل إنها تتخذ خطوات من أجل وصول المزيد من المساعدات إلى سكان غزة، مثل وقف القتال خلال جزء من اليوم في بعض المناطق، والسماح بعمليات الإنزال الجوي والإعلان عن طرق محمية لقوافل المساعدات.


Independent عربية
منذ 29 دقائق
- Independent عربية
البرازيل تضع رئيسها السابق قيد الإقامة الجبرية
أمر قاضٍ في المحكمة العليا البرازيلية أمس الإثنين بوضع الرئيس السابق جايير بولسونارو قيد الإقامة الجبرية لانتهاكه قراراً يمنعه من نشر أيّ تصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي في إطار محاكمته بتهمة تدبير محاولة انقلاب. وأظهرت وثيقة قضائية اطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية أنّ القاضي ألكسندر دي مورايس أخذ على الرئيس اليميني المتطرف السابق "تكرار عدم الامتثال للإجراءات المفروضة" عليه. وأوضح القاضي أنّ بولسونارو انتهك مجدّدا القيود المفروضة عليه بنشره تصريحات تناقلها أنصاره على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الاحتجاجات التي عمّت البلاد الأحد. وبولسونارو البالغ 70 سنة، والمقيم في العاصمة البرازيلية، ملاحق بتهمة تدبير محاولة انقلاب. والرئيس السابق مُجبر على وضع سوار إلكتروني، والبقاء في المنزل خلال المساء وعُطل نهاية الأسبوع، وهو ممنوع من النشر على وسائل التواصل الاجتماعي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبولسونارو متّهم بمحاولة منع تنصيب الرئيس اليساري الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بعدما هزمه الأخير في انتخابات عام 2022، وهو يواجه عقوبة يمكن أن تصل إلى السجن لفترة طويلة في إطار محاكمته التي يتوقّع أن تنتهي في الأسابيع المقبلة. وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب على البرازيل رسوما جمركية باهظة كوسيلة ضغط سياسي ضدّ البرازيل التي يرى أنها مذنبة بملاحقة حليفه اليميني المتطرف. كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي عقوبات مالية على القاضي مورايس بسبب محاكمته بولسونارو.


الشرق الأوسط
منذ 29 دقائق
- الشرق الأوسط
«حماس» تدعو مجلس الأمن لإصدار قرارت ملزمة لإسرائيل بوقف الإبادة في غزة
قال أسامة حمدان القيادي البارز في حركة «حماس»، الاثنين، إن «المطلوب الآن من مجلس الأمن هو إصدار قرارت واضحة وملزمة لإسرائيل بوقف حرب الإبادة في قطاع غزة». وأضاف حمدان في تصريحات متلفزة أن أميركا وإسرائيل تسعيان لتحويل الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن خلال ساعات والمخصصة لبحث قضية غزة إلى مجرد جلسة لبحث موضوع الأسرى الإسرائيليين. وتابع حمدان أن إسرائيل حولت غزة إلى معسكر اعتقال «نازي»، داعياً العالم للضغط عليها من أجل وقف ذلك وإلزامها بتطبيق القانون الدولي. وقال القيادي البارز في «حماس» إن إسرائيل تمنع عمداً إدخال نحو 22 ألف شاحنة مساعدات تنتظر عند معابر غزة. وأضاف: «ندعو أعضاء مجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقف المأساة الإنسانية في قطاع غزة». وفي غزة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي دخول 674 شاحنة مساعدات فقط إلى القطاع منذ إعلان إسرائيل السماح بإدخال المساعدات يوم 27 يوليو (تموز)، من أصل 4800 شاحنة من المفترض دخولها لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية. وفي وقت سابق من اليوم، نقل موقع «واي.نت» الإخباري الإسرائيلي عن مسؤولين بارزين من الدائرة المحيطة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قولهم إن القوات الإسرائيلية تتجه لاحتلال قطاع غزة بالكامل.