logo
دراسة تجيب..لماذا لا نتذكر ذكريات الطفولة؟

دراسة تجيب..لماذا لا نتذكر ذكريات الطفولة؟

صحيفة سبق٢٢-٠٣-٢٠٢٥

طرحت دراسة أمريكية، تفسيرًا جديدًا لعدم تذكر بعض الأشخاص لذكريات طفولتهم التي عاشوها قبل سن الثانية أو الثالثة؛ حيث أرجعت هذا إلى صعوبة الوصول إليها في ذكريات المخ.
وحسب موقع "ميديكال إكسبريس"، اعتمدت الدراسة على تجربة من أجل التوصل لهذا التفسير حيث فحصت 26 رضيعًا تتراوح أعمارهم بين 4.2 شهرًا و24.9 شهرًا، مُقسَمين إلى فئتين عمريتين: أقل من 12 شهرًا، ومن 12 إلى 24 شهرًا.
تجربة تصوير بالرنين المغناطيسي
وخلال التجربة، وُضع الأطفال في جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي، وعُرضت عليهم سلسلة من الصور لمدة ثانيتين لكل صورة؛ حيث سعى الباحثون إلى تسجيل نشاط الحُصين وهو جزء من الدماغ مرتبط بالعواطف والذاكرة والجهاز العصبي اللا إرادي.
وبعد فترة عُرضت على الأطفال صورتان جنبًا إلى جنب: إحداهما لصور مألوفة شاهدوها من قبل والأخرى جديدة.
وتتبع الباحثون حركات عيون الأطفال، ولاحظوا أي صورة ركزوا عليها لفترة أطول.
وإذا أمضى الرضيع وقتًا أطول في النظر إلى الصورة المألوفة، فهذا يدل على تعرّفه عليها، مما يدل على استرجاعه للذاكرة أما إذا لم يُبدِ أي تفضيل، فمن المرجح أن ذاكرته كانت أقل تطورًا، وفقًا للدراسة.
وقال الدكتور نك تورك براون، الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ في قسم علم النفس بجامعة ييل الأمريكية، إن" الحُصين منطقة عميقة في الدماغ لا يمكن رؤيتها بالطرق التقليدية، لذلك اضطررنا إلى تطوير نهج جديد لإجراء تجارب الذاكرة على الأطفال داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي".
وذكرت الدكتورة سيمونا غيتي، الأستاذة في قسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا، التي تركز أبحاثها على تطور الذاكرة في مرحلة الطفولة، أنه في حين أثبتت العديد من الدراسات قدرة الأطفال على ترميز الذكريات، فإن هذا البحث الأخير فريد من نوعه لأنه يربط ترميز الذاكرة بتنشيط الحُصين.
وللذاكرة القدرة على ترميز المعلومات أو تحويل المشاهدات البصرية والأصوات والمعلومات إلى رموز وتخزينها من أجل استرجاعها عند الحاجة، ويسمح الترميز بتحويل كل هذه العناصر إلى بناء يُخزن في الدماغ ويُستدعى لاحقًا من الذاكرة طويلة المدى.
وبمجرد جمع البيانات الأولية، حلل الفريق فحوص الرنين المغناطيسي للأطفال الذين نظروا إلى الصورة المألوفة لفترة أطول، وقارنوها بمن لم يكن لديهم أي تفضيل.
واستبعدت التجارب التي لم يكن فيها الطفل مُركّزًا على الشاشة أو كان يتحرك أو يرمش بشكل مفرط.
وكشفت النتائج أن الحُصين كان أكثر نشاطًا لدى الرضع الأكبر سنًا عند تشفير أو ترميز الذكريات، وبالإضافة إلى ذلك، أظهر الرضع الأكبر سنًا فقط نشاطًا في القشرة الجبهية الحجاجية، التي تلعب دورًا رئيسيًا في اتخاذ القرارات والتعرّف على الأشياء المتعلقة بالذاكرة.
تقود الدراسة إلى نظرية أكثر شمولاً حول كيفية تطور الحُصين لدعم التعلم والذاكرة.
ففي السابق، وجد فريق البحث أن الحُصين لدى الأطفال الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاثة أشهر يُظهر نوعًا مختلفًا من الذاكرة يُسمى "التعلم الإحصائي".
الفرق بين التعلم الإحصائي والذاكرة العرضية
التعلم الإحصائي هو نوع من الذاكرة يرتبط بالأنماط وليس الأحداث، مثل شكل وفكرة الشارع أو الطريق الذي يسير فيه الناس والسيارات، وهو أول ما يحتاج إليه الطفل لاكتشاف ومعرفة شكل العالم من حوله.
بينما تتعامل الذاكرة العرضية مع أحداث محددة، مثل مقابلة شخص ما أو حادثة وقعت في الشارع.
وكشفت دراسات سابقة أن ذاكرة التعلم الإحصائي، تتطور قبل الذاكرة العرضية.
ولأن الذاكرة العرضية (التي تحتفظ بالأحداث) قد تظهر في وقت متأخر من الطفولة، نحو عام واحد أو أكثر، وبالتالي لا يتم الاحتفاظ بالذكريات.
احتمال آخر لعدم التذكر
مع ذلك، تُظهر أحدث دراسة أجراها فريق البحث أن الذكريات العرضية (التي تحتفظ بالأحداث) يمكن أن تُشفّر بوساطة الحُصين في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا، أي قبل وقت طويل من أقدم الذكريات التي يُمكننا تسجيلها كبالغين. فماذا يحدث إذن لهذه الذكريات؟
يقول "تورك-براون" إن هناك بعض الاحتمالات. أحدها هو أن الذكريات قد لا تُحوّل إلى ذاكرة تخزين طويلة الأمد، وبالتالي لا تدوم طويلاً.
وهناك احتمال آخر وهو أن الذكريات تبقى موجودة لفترة طويلة بعد تشفيرها، ولا يُمكننا الوصول إليها. ويشتبه تورك-براون في أن السبب قد يكون الاحتمال الثاني.
تشجع "غيتي" الآباء على التفكير في تأثير الطفولة المبكرة على أطفالهم، حتى لو لم يتمكنوا من استرجاع الذكريات التي عاشوها في هذه السن المبكرة.
وأوضحت غيتي أن الرضع يتعلمون قدرًا هائلاً في هذا العمر، وهكذا يبدؤون في استيعاب لغة كاملة من خلال ربط الأصوات بالمعاني. وأضافت أن الرضع يُكوّنون أيضًا توقعات حول أفراد أسرهم ويدرسون خصائص الأشياء والعالم من حولهم.
وغالبًا يلاحظ الآباء هذا السلوك المكتسب عندما يغنون الأغنية نفسها أو يقرؤون الكتاب نفسه، حيث تظهر استجابة مألوفة لدى الأطفال الأكبر سنًا، ولهذا فإن استخدام التكرار مع الأطفال يُعزز التواصل بين الوالد والطفل.
وقالت "غيتي" إن هذه التجارب قد تُعزز الشعور بالانتماء، وأضافت : "هذا يُذكّر الآباء بأن الطفولة ليست وقت فراغ، وأن الأطفال يتعلمون الكثير وقد يكون توفير فرص للاستكشاف البصري أمرًا مهمًا لتنمية مهارات التعلُّم".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة: ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ
دراسة: ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ

سعورس

timeمنذ 3 أيام

  • سعورس

دراسة: ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ

كشفت نتائج بحث أولي؛ أجراه باحثون في جامعة جاتشون بكوريا الجنوبية، أن ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ، وخاصةً مناطق التنظيم العاطفي والوظيفة التنفيذية؛ مثل الذاكرة العاملة وحل المشكلات، ما يسبب مشاكل في الإدراك والصحة العاطفية. وبحسب تقرير على موقع "ميديكال إكسبريس"، ارتبطت ساعات العمل الطويلة بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات التمثيل الغذائي، ومشاكل الصحة العقلية. وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن الإفراط في العمل يودي بحياة أكثر من 800 ألف شخص سنويًا، وفقًا للباحثين.

خطة ذكية لمنع الوفاة المبكرة
خطة ذكية لمنع الوفاة المبكرة

الوطن

timeمنذ 3 أيام

  • الوطن

خطة ذكية لمنع الوفاة المبكرة

وجد الباحثون أن السياسات الذكية للحد من انبعاثات النقل البري يمكن أن تنقذ 1.9 مليون شخص حول العالم من الموت المبكر، وتقي من 1.4 مليون إصابة جديدة بالربو بين الأطفال بحلول عام 2040. وتظهر هذه الأرقام الصادمة حجم الفرصة التاريخية المتاحة أمام الحكومات لتحسين الصحة العامة على نطاق غير مسبوق. وشملت الدراسة تحليلًا دقيقًا لأكثر من 180 دولة و13 ألف منطقة حضرية، توصلت إلى أن انبعاثات النقل البري كانت مسؤولة عن نحو 252 ألف حالة ربو جديدة بين الأطفال خلال عام 2023 فقط، وهو ما يمثل خُمس إجمالي حالات الربو المرتبطة بتلوث الهواء بثاني أكسيد النيتروجين. ووفقا لـ«ميديكال إكسبريس»، تبرز التجربة الأوروبية كنموذج إيجابي يمكن الاقتداء به، حيث تشير التوقعات إلى انخفاض الوفيات المبكرة الناجمة عن تلوث النقل البري بنسبة 50 %، وحالات الربو الجديدة بين الأطفال بنسبة 70 % بحلول عام 2040، وذلك بفضل السياسات الصارمة المعمول بها حاليا مثل معايير انبعاثات Euro 6/VI وEuro 7 (وهي معايير أوروبية لتحديد الحدود المقبولة لانبعاثات العوادم من السيارات الجديدة التي تباع في الدول الأعضاء لاتحاد الأوروبي). لكن الباحثين يحذرون من أن هذه المكاسب الصحية ليست مضمونة، بل تتطلب التزامًا مستمرًا بتطبيق هذه المعايير وتطويرها. وتكشف الدراسة عن تفاوت صارخ في التأثيرات الصحية المتوقعة بين الدول المتقدمة والنامية. ففي الوقت الذي تشهد فيه الدول الأكثر تقدمًا تحسنًا ملحوظًا في المؤشرات الصحية، تواجه الدول الأقل نموًا خطر تضاعف الوفيات المبكرة وحالات الربو بين الأطفال خلال الفترة نفسها. وهذا التفاوت يسلط الضوء على الحاجة الماسة لتعاون دولي لضمان انتقال عادل نحو أنظمة نقل أكثر نظافة.

من سرير المريض.. ابتكار لمراقبة وظائف القلب والرئة
من سرير المريض.. ابتكار لمراقبة وظائف القلب والرئة

المدينة

timeمنذ 5 أيام

  • المدينة

من سرير المريض.. ابتكار لمراقبة وظائف القلب والرئة

طوَّر فريق من الباحثين، جهازًا قابلًا للارتداء، يتيح مراقبة مستمرَّة للقلب والرئتين لدى مرضى المستشفيات أثناء استراحتهم في السرير، مقدِّمًا بديلًا مبتكرًا للتصوير المقطعي المحوسب التقليدي.ويُثبَّت هذا الجهاز (يشبه الحزام) حول صدر المريض، ويستخدم الموجات فوق الصوتيَّة لإنتاج صور ديناميكيَّة عالية الدقَّة لأعضاء الصدر، ما يمنح الأطباء رُؤية مستمرَّة لوظائف القلب والرئتين وأعضاء أُخْرى، بدلًا من الاعتماد على صور منفصلة في أوقات متقطعة.ويعتمد الجهاز، الذي طُوِّر في جامعة باث بالتعاون مع شركة التكنولوجيا البولنديَّة «نيتريكس» على مصفوفة مستشعرات ناعمة توضع مباشرة على الجلد، وتستخدم تقنية التصوير المقطعي بالموجات فوق الصوتيَّة لتوليد صور آنية ومتابعة التغيُّرات في وظائف وبنية الأعضاء على مدى ساعات أو أيام.وحسب »ميديكال إكسبريس»، فيتيح هذا الابتكار مراقبة سريريَّة غير جراحيَّة للمرضى الذين يعانون من حالات مثل قصور القلب، والالتهاب الرئوي، أو ضائقة التنفس، ما يقلل الحاجة لنقل المرضى المتكرر إلى قسم الأشعة ويحد من تعرضهم للإشعاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store