logo
ترامب يفتح باب "جحيم الصيف" على العراقيين... وبغداد تبحث عن حلول لأزمة الكهرباء بين واشنطن وطهران

ترامب يفتح باب "جحيم الصيف" على العراقيين... وبغداد تبحث عن حلول لأزمة الكهرباء بين واشنطن وطهران

النهار١٧-٠٢-٢٠٢٥

تقدّر خسائر العراق من حرق الغاز المصاحب للنفط بـ 10 إلى 12 مليار دولار سنوياً، بينما يكلّف استيراده من إيران قرابة 6 مليارات، لذا تسعى حكومة محمد شياع السوداني إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول عام 2028، لتشغيل محطات الكهرباء ووقف الاستيراد.
وفي ضوء قرار الإدارة الأميركية الجديدة وقف العمل بالاستثناء الممنوح للعراق لاستيراد الغاز من طهران، يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد فتح الباب أمام صيف قاس على العراقيين الذين يواصلون الصمود في وجه مشكلة الكهرباء لأكثر من ثلاثة عقود.
ولتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني، اتفق العراق مع عدد من حكومات دول الخليج وتركيا والأردن على مشاريع ربط كهربائي. ومع إنجاز تلك المشاريع التي لم يتمّ الشروع في أيٍّ منها حتى الآن، يخفض العراق كمية الطاقة التي تنتجها محطات التوليد التي تعتمد على الغاز الإيراني، والتي تقدّر بقرابة 6100 ميغاواط.
ويقول غابريال صوما، عضو الفريق الاستشاري للرئيس ترامب، إنّ الولايات المتحدة اتخذت "موقفاً حادّاً" من عملية توريد الكهرباء والغاز الإيراني إلى العراق.
ويضيف صوما، في حديث لـ"النهار"، أنّ قرار الرئيس الأميركي في 5 شباط/فبراير الجاري يمثّل تحوّلاً كبيراً في السياسة الأميركية تجاه البلدين المتجاورين، مشيراً إلى أنّه يهدف إلى زيادة الضغوط الاقتصادية على طهران لتقليل قدرتها على التحرّر من العقوبات الغربية.
وفي السياق، يكشف عضو لجنة الكهرباء والطاقة النيابية في البرلمان العراقي داخل راضي الحميدي، لـ"النهار"، عن عقد الحكومة العراقية عدداً من اللقاءات والاجتماعات مع أطراف إيرانية ومسؤولين في السفارة الأميركية، لبحث ملفّ الطاقة.
ويقول الحميدي إن الوضع الراهن في العراق "صعب جدّاً"، لأنّ معظم المحطات تعتمد على الغاز الإيراني، مشيراً إلى أنّ البدائل المطروحة تحتاج مستلزمات ووقتاً. على سبيل المثال، تحتاج وزارة النفط إلى منصّة عائمة في حال تعاقدها مع دولة خليجية لاستيراد الغاز.
ويضيف أنّ وقف استيراد الغاز الإيراني "شلّ نصف قدرة العراق على إنتاج الطاقة الكهربائية"، معرباً عن اعتقاده أنّ الحكومة ستجد "تسوية معينة" لحلّ الأزمة بالتوافق مع واشنطن.
ويعتبر النائب أنّ القرار الأميركي هو مجرّد وسيلة ضغط لإخضاع إيران لطاولة تفاوض مشروطة.
ويرى المراقب للشأن الاقتصادي أحمد عبد ربه، أنّ القرار الأميركي وضع العراق في مأزق حقيقي، لأنّ الخيارات المتاحة أمام بغداد كالغاز القطري أو التركمانستاني تستلزم إيجاد بنية تحتية مناسبة.
ويوضح عبد ربه، لـ"النهار"، أنّ الغاز الإيراني كان يغذّي محطات بسماية والمنصورية والقدس والصدر، وبالتالي فإنّ وقفه يُفقد العراق حوالى 4 آلاف ميغاواط، لافتاً إلى أنّ صيف 2025 سيختبر صبر العراقيين مع الكهرباء الوطنية.
وكان العراق وقّع في آذار (مارس) 2024، عقداً مع إيران لاستيراد 50 مليون متر مكعّب من الغاز يوميّاً لمدّة خمس سنوات.
ويبلغ إنتاج العراق من الكهرباء حوالى 24 ألف ميغاواط، بينما تصل الحاجة الفعلية إلى أكثر من 32 ألف ميغاواط، وفي أوقات الذروة أيام الصيف تتجاوز الـ40 ألفاً.
ووفقاً لعبد ربه، فإنّ استثمار الغاز المصاحب للنفط بالكامل يغطّي حاجة العراق، ويوفّر سنويّاً قرابة 5 مليارات دولار.
وتعود جذور الأزمة إلى عام 2008، عندما أبرمت حكومة نوري المالكي عقوداً مع شركتي "جنرال إلكتريك" الأميركية و"سيمنز" الألمانية لتطوير قطاع الكهرباء، حيث جرى استخدام توربينات تعمل بالغاز بدل الوقود، ما دفع الحكومة إلى استيراد الغاز من إيران.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماسك يعلن رغبته في التركيز مجددا على أعماله بعد عطل في منصة إكس
ماسك يعلن رغبته في التركيز مجددا على أعماله بعد عطل في منصة إكس

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 28 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

ماسك يعلن رغبته في التركيز مجددا على أعماله بعد عطل في منصة إكس

تعرضت منصة التواصل الاجتماعي "إكس" لعطل استمر نحو ساعتين السبت، بدءا من الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت غرينتش، ما دفع مالكها إيلون ماسك إلى القول إنه سيضطر إلى إعادة التركيز على إدارة أعماله. وجدول أعمال الملياردير مزدحم، فبالإضافة إلى إدارة المنصة وشركة إكس-إيه-آي، وشركة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا، وشركة سبيس إكس لصناعة الصواريخ الفضائية، اضطلع إيلون ماسك بدور فاعل في إدارة الرئيس دونالد ترامب لأشهر عدة. وأوكل اليه ترامب مهمة خفض الإنفاق الفدرالي في شكل جذري، وبرز رجل الأعمال المولود في جنوب إفريقيا خصوصا خلال الأسابيع الأولى من ولاية الرئيس الجمهوري الثانية، قبل أن يتراجع حضوره في الآونة الأخيرة. وكتب إيلون ماسك على منصة "إكس" بعد العطل "العودة إلى قضاء 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، والنوم في غرف المؤتمرات/غرف الخوادم/المصانع". أضاف "عليّ التركيز بشكل كبير على إكس/إكس-إيه-آي وتيسلا (بالإضافة إلى إطلاق مركبة ستارشيب الأسبوع المقبل)... وكما أظهرت مشاكل إكس التشغيلية هذا الأسبوع، لا بد من إجراء تحسينات تشغيلية كبيرة". عاودت الشبكة الاجتماعية عملها بشكل شبه طبيعي قرابة الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت غرينتش. ولم ترد منصة إكس على الفور على أسئلة "وكالة فرانس برس". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

قائمة جديدة.. تعرّفوا إلى الدول الـ10 الأكثر تصنيعاً في العالم
قائمة جديدة.. تعرّفوا إلى الدول الـ10 الأكثر تصنيعاً في العالم

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

قائمة جديدة.. تعرّفوا إلى الدول الـ10 الأكثر تصنيعاً في العالم

تربعت الصين على عرش التصنيع العالمي منذ تجاوزها الولايات المتحدة عام 2010، مع اتساع الفجوة بينهما. وفي عام 2023، أضاف القطاع الصناعي الصيني قيمة بلغت 4.8 تريليونات دولار، مشكّلاً 29% من القيمة التصنيعية العالمية، بينما تراجعت حصة أميركا إلى 17% فقط.

فانس يهاجم سياسات واشنطن السابقة
فانس يهاجم سياسات واشنطن السابقة

IM Lebanon

timeمنذ 2 ساعات

  • IM Lebanon

فانس يهاجم سياسات واشنطن السابقة

هاجم جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سياسات واشنطن السابقة في الشرق الأوسط، معتبرًا أن محاولات بناء الديمقراطيات في المنطقة كانت فاشلة ومكلفة إلى حدٍّ صادم. وخلال خطاب ألقاه في الأكاديمية البحرية الأميركية، ونشره عبر حسابه الرسمي على منصة 'إكس'، قال فانس: 'بدلًا من تركيز طاقاتنا على مواجهة ظهور قوى منافسة مثل الصين، اختار زعماؤنا ملاحقة ما اعتقدوا أنه مهمة سهلة، بناء ديمقراطيات في الشرق الأوسط. لكن كما تبيّن، كانت المهمة شبه مستحيلة، وباهظة التكلفة، تجاوزت تريليون دولار، دفع ثمنها المواطن الأميركي'. وأشار فانس إلى أن جولة ترامب الأخيرة إلى السعودية وقطر والإمارات كانت أكثر من مجرد محادثات استثمارية، معتبرًا إياها 'نقطة تحوّل في السياسة الخارجية الأميركية'. وأضاف، 'الزيارة لم تكن فقط لتأمين تريليونات الدولارات في استثمارات لصالح بلادنا، بل شكلت مؤشرًا واضحًا على نهاية نهج قديم دام لأكثر من عقد، تمثل في المقايضة بين الحفاظ على التحالفات والتدخل في شؤون الدول الأخرى'. وأكد نائب الرئيس أن إدارة ترامب تتجه نحو استراتيجية قائمة على الواقعية وحماية المصالح الوطنية الأميركية الأساسية، وقال: 'لا مزيد من المهام غير المحددة، ولا مزيد من الصراعات المفتوحة. نحن نعود إلى سياسة خارجية تعكس مصالحنا أولًا'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store