
وزير الداخلية يعقد لقاء عمل مع السادة الولاة والعمال المسؤولين بالإدارة الترابية والمصالح المركزية للوزارة أخبار سياسية
وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن هذا اللقاء، الذي حضره كل من الفريق أول، قائد الدرك الملكي، والمدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، والمدير العام للدراسات والمستندات، والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والفريق، المفتش العام للقوات المساعدة – شطر الشمال، واللواء، المدير العام للوقاية المدنية، واللواء المفتش العام للقوات المساعدة – شطر الجنوب، شكل مناسبة لاستحضار التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش بتاريخ 29 يوليو 2025، والتي تعتبر خارطة طريق لجميع مكونات وزارة الداخلية من أجل النهوض بمختلف المسؤوليات التي يطرحها تدبير الشأن العام، ومحفز حقيقي لمواصلة الاهتمام بالقضايا الاجتماعية في سائر جهات وعمالات وأقاليم المملكة.
وفي هذا السياق، تم التأكيد على أهمية النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، وما أفرزه من تحولات كبيرة على مستوى هاته الأقاليم العزيزة من حيث البنية التحتية والمشاريع التنموية، وتثمين الموارد الطبيعية واستثمار العائدات لصالح الساكنة المحلية.
وأخذا بعين الاعتبار الرؤية الملكية السامية القائمة على جعل أمن المواطنات والمواطنين أولوية أساسية تنطلق منها كل الرهانات الكبرى، تم خلال هذا اللقاء استعراض التحديات الأمنية المطروحة والمجهودات الكبيرة التي تقوم بها باستمرار المصالح الأمنية، سواء على مستوى التدخل الاستباقي ضد المخططات الإرهابية التي تستهدف أمن البلاد، أو على مستوى محاربة باقي أنواع الجرائم.
من جهة أخرى، عبرت مصالح وزارة الداخلية، حسب البلاغ، عن التزامها التام باتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل إنجاح الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وفق مقاربة تشاركية مع الهيئات الحزبية، وكذا الحرص على ضمان نزاهة وشفافية مختلف مراحل العملية الانتخابية.
وعلى نفس النسق من التحديات الكبرى، شكل هذا الموعد السنوي الهام فرصة للتداول في عدد من الأوراش الحيوية، منها مواصلة العمل على تمكين الجهات من ممارسة جميع اختصاصاتها الذاتية، خاصة ما يتعين اتخاذه من تدابير لإطلاق 'دينامية ترابية جديدة'، فضلا عن تسليط الضوء على دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كشريك أساسي في الجهود الوطنية المبذولة لتقليص الفوارق في مجال الولوج إلى البنيات التحتية وتعزيز الرأسمال البشري.
وفي ختام هذا اللقاء، جددت وزارة الداخلية، بجميع مكوناتها المركزية والترابية والأمنية، التأكيد على انخراطها الفاعل والمسؤول في تنزيل التوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى تعزيز المسار الديمقراطي وتحقيق التنمية في ربوع المملكة، مع التعبير على التزامهم الراسخ بخدمة الوطن والمواطنين، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.
ح/م

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 2 ساعات
- الشروق
أفيخاي أدرعي والإسلام منزوع الدّسم!
دأب الناطق باسم الجيش الصهيوني للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، على نشر كلمات على صفحاته عبر مواقع التواصل، يقدّم من خلالها نصائح للمسلمين بأن يُقبلوا على الأعمال الصّالحة! ويحذروا الانجرار خلف التطرّف الذي تمثّله –بالنسبة لأدرعي- حركة المقاومة الإسلاميّة حماس في غزّة.. والعجيب في أمر الرّجل أنّه لا يكلّ ولا يملّ ولا يتأثّر بالكمّ الهائل من التعليقات التي تردّ عليه وتكشف خبثه وكذبه وتطفيفه في الميزان؛ ما يشي بأنّ العدوّ الصهيونيّ يولي اهتماما بالغا بحربه الإعلاميّة والثقافية على الإسلام ورجاله، تماما كما يولي الاهتمام بحرب السّلاح. ما يلفت الانتباه في كلمات 'أفيخاي' ونصائحه أنّه، كثيرا ما يستدلّ بنصوص من القرآن الكريم والسنّة النبويّة، بذات الطريقة التي يستدلّ بها بعض المسلمين السائرين في ركب 'الإسلام العلمانيّ'، وهو يدرك جيّدا طبيعة مهمّته في الترويج للإسلام النّاعم، أو الإسلام منزوع الدّسم، على أنّه الإسلام الحقّ الذي حرفته حركات المقاومة! لذلك يستند في كثير من الأحيان إلى فتاوى وأقوال بعض العلماء الرسميين في مصر والسعودية، على اعتبار أنّها تمثّل إسلام الرّحمة، في مقابل فتاوى وأقوال علماء ودعاة يزعم أنّهم علماء فتنة وإرهاب! هذا الخطاب الذي يتبنّاه أدرعي، هو خطاب مرفوض في الأوساط الإسلاميّة وبين جماهير المسلمين الذين يدركون بفطرتهم أنّه يوطّد لـ'إسلام' يراد له أن يكون بديلا للإسلام الحقّ، لكنّه مع كلّ أسف يتّفق كثيرا مع 'الإسلام' الذي تدعو إليه بعض طوائف المسلمين ويروّج له كثير من المحسوبين على العلم والدّعوة، وهي ذاتها النّسخة التي أوصت مراكز الأبحاث الأمريكية والغربية بدعمها، تارة بالترويج للتصوف، وتارة للمدخلية العلمانية، وتارة للدعاة الجدد الذين يروجون لنسخة مشوهة من الإسلام تصهر الدين الخاتم في بوتقة الإنسانية وتلزم المسلمين مبدأ 'من ضرب خدك الأيمن فأدر له الأيسر'! وتجرّد دين الحقّ من حركيته وواقعيته، وتبعده عن السياسة وعن الاهتمام بقضايا الأمّة وواقع المسلمين ومستقبلهم.. نسخة تركّز على المواعظ والرّقائق والأخلاق والآداب، وبعض الشّعائر الظّاهرة، وتزهّد في كلّ ما له علاقة بالتّدافع الحاصل والمستمرّ بين الحقّ والباطل والخير والشرّ.. نسخة تغري المسلمين بأنّ القضية الفلسطينية هي قضية تخصّ الفلسطينيين وحدهم، وفي إمكانهم حلّها مع الصهاينة بالحوار! وهكذا كلّ قضايا الأمّة الفاصلة؛ فهي –وفق 'الإسلام' الجديد- قضايا صراع بين الإرهاب والنظام العالمي الرسميّ، لا تهمّ نتائجه، فالأطراف كلّها على خطأ، وضحايا الصّراع، ليس لهم علينا حقّ آخر غير دعوات مختصرة في خطب الجمعة والعشر الأواخر من رمضان، بأن يفرّج الله كربهم ويحقن دماءهّم! وعودا على بدء، فإنّ خطاب 'أدرعي' ليس بدعا في واقع الأمّة الإسلاميّة، بل إنّ كلماته تكاد تتطابق مع كلمات كثير من المنتسبين إلى العلم والدّعوة، ممّن يضبطون خطاباتهم وفق نزوات بعض الجهات في بلاد المسلمين التي تهتمّ بدورها بالعزف على إيقاع ما يريده الرّجل الأبيض! وفي أقلّ الأحوال سوءًا تضبط كلمات هؤلاء العلماء والدّعاة ضمن أطر ضيّقة لا تخرج عنها، فتجد العالم أو الداعية يحدّث النّاس ويتوسّع في الحديث عن قضايا بعيدة تماما عمّا يشغل بال المسلمين ويذيب قلوبهم، كأن يحدثهم عن حكم التّصوير وحكم الإيموجيات أو يرغّبهم في تعدد الزوجات، في الوقت الذي تشرع فيه وسائل الإعلام شاشاتها للشّهوات، وتوضع العقبات على طريق الحلال أمام الشّباب، وفي الوقت الذي تغيَّر فيه النظم والقوانين لتتّفق مع ما هو موجود في بلاد الغرب، ورحم الله سلطان العلماء العزّ بن عبد السّلام حينما قال: 'من نزل بأرض فشا فيها الزنى، فحدث الناس عن حرمة الربا فقد خان'، هذا فيمن يسكت عن بيان حرمة الربا ويجبن عن مواجهة من يروّجون له في بلاد المسلمين، كيف بمن يسكت عن قضايا الأمّة المصيرية! ختاما نقول: الإسلام ليس دينا قائما على إيقاد العداوات، لكنّه لا يقبل للمسلم أن يرضى بالدنية ويقدّم كلّ التنازلات ليوصف بالاعتدال الذي تحدّد معاييره مراكز لا تريد أن يبقى للإسلام اسم ولا رسم! والمسلم الذي يرضى لنفسه الانعزال عن واقع أمّته لا يكون مؤمنا ولا يعفى من العتاب والعقاب، وحتى وإن كانت ظروفه لا تسمح له بخوض معارك أمّته، فهو لن يكون كالمسلم الغيور على دينه وأمّته المنافح عن قضاياه بكلّ ما أوتي من قوة!


الشروق
منذ 20 ساعات
- الشروق
ابن نبي: "تقدمي" أم "رجعي"؟
في 3 نوفمبر 1993 نشرت جريدة المساء حوارا أجرته مع الروائي طاهر وطار، رئيس جمعية الجاحظية، ومما جاء فيه قوله عن المفكر الكبير مالك ابن نبي إنه كان 'تقدميا'، وكان من أكثر مثقفي عهده يسارية واشتراكية. وقد رددت أيامئذ على الأخ وطار بكلمة نشرت في الشروق العربي تحت عنوان: 'ما كان ابن نبي تقدميا ولا يساريا، ولكن كان حنيفا مسلما'. وقد أعادت جريدة الشروق نشرها في 3/11/2016. وفي 28-7-2025 أذاعت قناة الوطنية في حصة 'مسارات' حوارا مع الروائي بوجدرة، جاء فيه عن المفكر الكبير ابن نبي أنه 'رجعي'، وكان سلبيا بالمعنى الديني، وأنه كان مع الإسلام المادي (!) وأنه له منظور ضيق للإسلام (!!). الروائيان يعدان نفسيهما من 'أصحاب الشِّمال' (بكسر الشين)، ولا أقول اليسار، لأن أصل كلمة اليسار عندنا طيب، ولو امتد العمر بالإمام الإبراهيمي لأضاف هذه الكلمة 'اليسار' بالمعنى غير الإسلامي إلى ما سماه 'الكلمات المظلومة' كالاستعمار، والقياد، والمقدم عند إخواننا الطرقيين، والديمقراطية عند الغربيين وأتباعهم هنا وهناك وهنالك. إن الذين عرفوا مالك ابن نبي مباشرة، أو عن طريق كتبه، يستيقنون أنه لم يكن 'تقدميا' بالمعنى 'الوطّاري'، ولم يكن 'رجعيا' بالمعنى 'البوجدري'، وما عرفوه إلا حنيفا مسلما ولم يكن لا من الضالين ولا من المضلين. وقد عاش منذ وعى وعقل مؤمنا بالإسلام، داعيا إليه، مهموما بقضايا أمته الإسلامية، مجادلا عن الإسلام بالحكمة البالغة والحجة الدامغة حتى لقي ربه، وما بدل، وما غيّر كمن يلبسون لكل حال لبوسها.. وقد قدره أولو النهى، وأكبره أهل الحجى في المشارق والمغارب إلا بعض أصحاب 'الفكر المسطح'، والسابحين في شواطئ البحار لا في أعماقها. ولو كان ابن نبي 'تقدميا' كما زعم وطار لصنّمه 'التقدميون' ولأضافوه إلى أصنامهم البشرية ابتداء من كبيرهم 'ماركس'، ولو كان ابن نبي 'رجعيا' كما زعم بوجدرة لاستحوذ عليه المبذرون من إخوان الشياطين، ولرفعوا به خسيستهم، وقد حاولوا فما أفلحوا واستعصى عليهم. أكاد أجزم أن وطار – رحمه الله – وبوجدرة – هداه الله – لم يقرآ ابن نبي قراءة جادة، واكتفيا بما يقوله عنه 'علماء القهاوي' بلغة الشيخ أبي يعلى الزواوي. إن ابن نبي لا يقرأ كما تقرأ الروايات استلقاء في الأسرة على الظهر أو على البطن.. إن ابن نبي بشر كالبشر، ولكنه ليس كأحد من البشر. وفكره هو الذي عصم كثيرا من الشبان من أن يجرفهم تيار الضلال الذي ساد وطننا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وأشهد أن فكره كان هو سلاحنا في 'صراعنا الفكري' مع أصحاب 'الشمال' في الجامعة المركزية. رحم الله مالك ابن نبي على جهاده الفكري، وأرضاه، وهدى جميع الضالين من مواطنينا إلى صراطه المستقيم، وقد شهد 'الأخ' بوجدرة أن منظومة 'الشمال' قد انهارت في العالم كله، فلماذا يتشبث بها؟


خبر للأنباء
منذ يوم واحد
- خبر للأنباء
مذبحة بني قريظة... أكثر قصة مختلقة شوهت صورة النبي ﷺ (1)
منذ كنت صغيرًا، كان في داخلي سؤال لا يهدأ: كيف لرسول أرسله الله رحمة للعالمين أن يُامر بقتل جماعي مثل مذبحة بني قريظة؟ كنت أحب النبي ﷺ حبًا كبيرًا، لكن هذه الرواية كانت مثل شوكة في يقيني والمشكله حتى العلماء والدعاة الذين – مثل الشعراوي وطارق السويدان وغيرهم الكثيرين – يؤكدون وقوعها، بل رأوا فيها ضرورة مقدسه "لإظهار هيبة الدولة الإسلامية". لكن في داخلي كان صوت آخر يقول: هذا لا يشبه النبي الذي علّمنا أن نرحم حتى أعداءنا. مع مرور السنين، بدأت أقرأ أكثر. وجدت أن القصة لم تُروَ إلا بعد أكثر من 150 عامًا من زمن النبي، أول من نقلها كان ابن إسحاق (ت. 151هـ)، الذي جمع سيرته من روايات مرسلة، وكثير منها عن وهب بن منبه المعروف بنقل الإسرائيليات (الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج4، ص544). ثم جاء الطبري (ت. 310هـ) ونقل نفس الرواية بلا تمحيص (الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص245). شيئًا فشيئًا، أدركت أن القصة استُخدمت سياسيًا في العصر العباسي لتبرير أعمال قتل المعارضين (عبد اللطيف، السلطة والشرعية في التاريخ العباسي، ص112). ماذا تقول الرواية؟ الرواية تقول إن النبي ﷺ أمر بقتل جميع رجال بني قريظة بعد غزوة الأحزاب، نحو 600–900 رجل، وسبى النساء والأطفال. لكن القرآن نفسه يذكر فقط: {فريقًا تقتلون وتأسرون فريقًا} (القرآن الكريم، الأحزاب: 26)، أي عمليات قتال محدودة وأسر، وليس إبادة جماعية. كماهو متداوة أفعال النبي ﷺ في مواقف مشابهة كانت مختلفة تمامًا: يوم فتح مكة قال لأهلها: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" (ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص313)، وأطلق سراح ثمامة بن أثال بلا مقابل (البخاري، صحيح البخاري، حديث 4372). فهل يُعقل أن يغيّر نهجه فجأة إلى قتل مئات الأسرى دفعة واحدة؟ ضعف السند وتضخيم الأرقام الرواية مبنية على أسانيد مرسلة، حتى أن الإمام مالك قال عن ابن إسحاق: "دجال من الدجاجلة" (السيوطي، تدريب الراوي، ج1، ص77). أما الأرقام (600–900 قتيل) فهي مبالغ فيها مقارنة بحجم حصون بني قريظة (عرفات، 'New Light on the Story of Banu Qurayza'، JRAS، 1976). والأغرب أن القصة تشبه إلى حد بعيد قصة حصار "مسعدة" اليهودية التي رواها يوسيفوس، حيث قُتل أو انتحر 960 شخصًا (Josephus, The Jewish War, Book VII). كيف تشابهت التفاصيل إلى هذا الحد؟ لأن ابن إسحاق أخذ كثيرًا من روايات وهب بن منبه الإسرائيلية (الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج4، ص544). لماذا وُجدت هذه القصة؟ العصر العباسي كان مليئًا بالثورات (علوية، خوارج)، والدولة كانت بحاجة إلى روايات تمنحها شرعية لقتل "ناقضي العهد". رواية تقول إن النبي نفسه قتل جماعة كاملة لأنها خانت العهد، كانت مثالية لهذا الغرض (Crone, Slaves on Horses, Cambridge University Press، 1980). قصص أخرى مشابهة شوهت صورة النبي ﷺ أم قرفة قصة ربط عجوز بين جملين وشقها نصفين مصدرها الواقدي، وهو راوٍ متروك (ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج8، ص15). وهي تخالف نهي النبي عن قتل النساء: "لا تقتلوا امرأة ولا وليدًا" (مسلم، صحيح مسلم). أم قرفة كانت رمزًا للقوة، حتى صاروا يقولون: "أمنع من أم قرفة" (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث). تصويرها كعدو "يستحق التمثيل" لم يكن إلا صناعة سياسية لاحقة. صفية بنت حيي صفية، ابنة زعيم بني النضير، اختارت الإسلام والزواج من النبي ﷺ، وقالت: "كنت أتمنى أن يكون النبي منقذي" (ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص120). لم تكن سبية حرب كما روّجت بعض الروايات العباسية التي أرادت إبراز النبي كفاتح قوي يتزوج نساء القادة المهزومين. كعب بن الأشرف الشاعر اليهودي الذي تحالف مع قريش. اغتياله – إن صحّ – كان قرارًا سياسيًا في سياق حرب، وليس قاعدة شرعية لتصفية الشعراء. لكن في العصر العباسي، استُخدمت القصة لتبرير قمع المعارضة الأدبية (ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص221). قصة السحر رواية أن النبي ﷺ سُحر حتى كان يُخيّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، تتعارض مع قوله تعالى: {والله يعصمك من الناس} (القرآن الكريم، المائدة: 67). القاضي عياض عدها طعنًا في مقام النبوة (القاضي عياض، الشفا، ج2، ص160). ماذا نحتاج أن نفعل اليوم؟ نحتاج أن نعيد قراءة السيرة بعيون جديدة، أن نجعل القرآن مرجعيتنا الأولى، ونقدّم النبي ﷺ كما عرفه أصحابه: إنسانًا رحيمًا، لا أداة في يد السلطة. السيرة النبوية ليست حكايات دم وقتل، بل قصة رحمة وعدل وتسامح. ختاما رواية مذبحة بني قريظة وغيرها من القصص العنيفة ظهرت في سياقات سياسية لاحقة، ولا تعكس جوهر النبوة. إعادة النظر فيها ليست "ترفًا فكريًا"، بل واجبًا أخلاقيًا، حتى لا نورث أبناءنا صورة مشوهة عن نبي جاء رحمة للعالمين. *صفحته على الفيسبوك